المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القطريون قادمون



سمير
05-26-2008, 11:33 AM
* عن جريدة المصريون المصرية الالكترونية

محمد علي خير : بتاريخ 24 - 5 - 2008

نجحت قطر فيما فشلت فيه عواصم عربية كبري واستطاعت ان تنهي الأزمة اللبنانية المشتعلة منذ مايقرب من عامين بعد أن فشلت القاهرة والرياض ودمشق ومعهم الجامعة العربية وأمينها عمرو موسي
كنا نقول من باب الاستخفاف بدولة قطر أن جمهور الحاضرين في مباراة الاهلي والزمالك أكبر عددا من سكان قطر,وظل الاعلام المصري ينظر لها بالتشكيك في كل ماتقوم به وتفسيره عن أنه محاولة منها للبحث عن موضع قدم وسط أقدام العمالقة الكبار أصحاب الريادة والكلمة والتأثير,لكنها فاجأت الجميع ببث الجزيرة كأول قناة اخبارية تعتمد المهنية والحرفية منهاجا لها ووصفناها بكل نقيصة مثل أنها عميلة للأمريكان وأنها أداة فرقة للعرب وأنها تسرق الكوادر المصرية وأنها...وأنها...,لكن فشل السادة أصحاب الريادة الاعلامية في انشاء قناة شبيهة بالجزيرة وبعد اقتناعهم بصعوبة تحقيق ذلك قرروا تضييق الخناق عليها بمساعدة بعض العواصم التي لم تتحمل حرية قناة الجزيرة فجاءت وثيقة البث الفضائي

واليوم الأحد سيتم اختيار رئيس الجمهورية اللبنانية بناء علي اتفاق الفرقاء اللبنانيين في قطر وسيحضر الجلسة أمير دولة قطر والتي نجحت في خمسة أيام فقط في لم شمل لبنان وأهله بعد فشل عربي كبير لانها لم تدعي ما لا تستطيع فقد قال أميرها:نحن نعرف حجمنا ولانريد أن نلعب دورا أكبر منها,لكن جوهر نجاح قطر في الأزمة اللبنانية أنها لم تنحاز الي طرف ضد آخر عكس باقي العواصم العربية لذا كانت محل ثقة قادة الطوائف اللبنانية

وعلي قدر سعادتي لانهاء الأزمة اللبنانية وعودة الحياة هناك الي سيرتها الأولي,الا أنني تساءلت:أين مصر بمكانتها وقامتها؟ ولماذا تنازلت عن دورها التقليدي والتاريخي في حل خلافات الأشقاء العرب؟ وهل اكتفت من القيادة بكلمات جوفاء عن الريادة دون فعل
ان (اتفاق قطر) هو بثابة اعلان عن بدء ظهور كيانات أو قوي صغيرة الحجم ..نعم..لكنها باتت مؤثرة,لأن هذا العصر لايعترف بقوانين كانت تصلح لعصور سابقة...مثل الحجم الكبير للدولة أو الزعامة التاريخية الخ

والحكمة التي نخرج بها مما فعلته قطر أنه اذا أردت أن تكون كبيرا فتصرف تصرف الكبار الأقوياء ولاتنحاز في اي خصومة لطرف علي حساب طرف آخر.

في المقابل فان قطر كانت من الذكاء في اقتناص الفرصة واستغلالها لصالحها واستطاعت أن تؤكد أنها ليست دولة صغيرة تخرج منها قناة فضائية بل لديها أدوات سياسية تمكنها من فض المنازعات والتأثير في محيطها التي تعيش فيه

وليست المرة الأولي التي تقتنص فيها قطر الفرصة بعد تخلي الشقيقة الكبري مصر عن هذا الدور,وللتذكرة فان دولة قطر هي الوحيدة التي فتحت أبوابها لعالم مصر الكبير أحمد زويل لانشاء الجامعة العلمية التي يحلم بها بعد أن سدت مصر وبيرقراطيتها الباب في وجهه ولم يعد محل ترحاب في القاهرة,ليس هذا فحسب بل استطاعت قطر أن تجذب الي أراضيها عالم مصر الكبير الدكتور فاروق الباز والذي حاول أن يقدم شيئا مفيدا لوطنه لكنه اصطدم بمن لايرغب في ذلك

مافعلته قطر تجاه الأزمة اللبنانية ليس وليد الصدفة أو حبا في الظهور والفرقعة لكنه تعبير عن رغبة حقيقية ومشروعة في ألا تكون مجرد دولة علي الهامش بل هناك عقل في هذه البلد يحبها ويعشقها ويريد لها أن تكون فاعلة في محيطها

قبل أن تشوهوا مافعلته قطر,حاسبوا من فرط بسهولة في مكانته وتاريخه
kerbek@hotmail.com