أبو رضوان الياس
05-19-2008, 02:22 PM
شيعة العراق على أعتاب المرحلة الجديدة .. المعالم والعمل شباب آل محمد
تمر شعوب الأرض في كل حقبة زمنية بتحولات جوهرية في حركتها المصيرية نحو الاستقرار واثبات الهوية والانتماء الحقيقي . فرص التغير لا تأتي بسهولة ، لا تأتي بين يوم ويوم . لقد انهارت حكومات ، وتأسست دول ، وتغيرت انتماءات وعقائد للشعوب في مفترق طرق ، كانت لحظة التأسيس فيها هي الوقت الحاسم لتشكيل الخريطة النهائية ورسم أطراف المعادلة ، والتي ليست من السهل تغيرها أو جرفها نحو منحىً آخر ، وقد تدفع هذه التغيرات نحو آفاق واسعة ، وتوجهات تخدم الصالح العام للشعوب ، أو ربما يتحقق العكس فتكون تلك التغيرات كارثية تدفع الشعوب فيها أثمانا ً خرافية لغرض الخروج منها أو كسر أحد طرفي المعادلة . إن ما حصل في العراق هو ليس بالشيء الهين ، أو بالتغير النمطي لحركة الشعوب . إنه انهيار لديكتاتورية رهيبة حكمت بالحديد والنار دفع الشعب المظلوم منه ثمنا ً عاليا ً. وذاقت شعوب المنطقة من مرارة ذلك النظام الأهوج وذلك الحكم المتسلط . شيعة العراق مقبلون على مرحلة تكوين جديدة { أو ربما نقول مرحلة خلق لأول مرة } ، والى الآن وإنصافا ً لكل الأطراف الشيعية نقول ؛ كان الأداء الشيعي العراقي رائعا في التعاطي مع الوضع الجديد الذي أعقب سقوط صدام حسين ، فقد كان الشيعة على وعي متقدم إزاء مجمل القضايا ، والمشاكل والتصورات المطروحة فيما يخص الوطن ، والشعب ، والحكم ، وحقوق الأقليات ، و العلاقة بالقوات المتعددة الجنسيات ، والانتخابات ، فقد فوّت الشيعة الفرصة على أولئك الذين أرادوا جرًّهم إلى حرب طائفية ، وأرسوا قاعدة الوفاق الوطني بإقرارهم حق كل عراقي في صنع القرار السياسي ، وأكدوا على ضرورة إنهاء الاحتلال بكل الطرق المناسبة ، ورفضوا منطق القوة الغاشمة ، ونددوا بعمليات القتل والسلب والذبح التي زرعت بذور الفتنة الطائفية والعنصرية للأسف الشديد ، وأدانوا كل مشروع خارج إرادة الشعب العراقي ، وتواصوا بالعمل المشترك في سياق التفاهم والتشاور ... كان أداءا ً رائعا ً وبالمستوى الذي جنـّب العراق كوطن وككيان نتائج كارثية ، نقولها وبكل فخر بأن التزام الحكمة في قراءة الأحداث ، وعدم الانجرار وراء المهاترات والهجومات العلنية من الأطراف الأخرى { ودون تحديد جهة معينة } وإن كان الكثير منها بشكل دموي وبدائي ، نعم لقد استوعب الشيعة الدرس جيدا ً والآخرون الذين راهنوا على جرّهم الى حرب أهلية خسرت والى الآن كل رهاناتهم ، وهذا ما سيكتبه التاريخ بفخر لنا ، رغم بعض النقاط السوداء التي ظهرت هنا وهناك في الأداء الشيعي ، ولكن المحصلة النهائية هي أن شيعة العراق واقفون على أرجلهم وبثبات الى حد هذه المرحلة وهم مصدر قوة للأمة العراقية. ولم يفرق الشيعة في خطابهم السياسي ومواقفهم العملية بين عراقي وآخر على صعيد إرساء الحريات واحترام الدماء ، والمطالبة بالحقوق ... وفي كل ذلك سلامة الوطن ، وعز الشعب ، وتكريس مبدأ الأخوة ، خاصّة وكان مبدأ المواطنة هو القاعدة الأساسية التي أنطلق منها الشيعة في اتخاذ المواقف ورسم السياسات ، مسترشدين بذلك توجيهات المرجعية الحكيمة ، وتجربة القوى الشيعية العاملة على الساحة ، وإفرازات الفكر الديني السمح ، وخبرات أهل الفكر والعلم ، حقا كان الشيعة صمام أمان السلام الاجتماعي في العراق ، فأثبتوا جدارة روحية فائقة على صعيد ضبط الأعصاب ، وإدارة الأزمة ، وتفويت فرص الأعداء والجهلة . لم يفرق الشيعة في خطابهم السياسي ومواقفهم العملية بين عراقي وآخر على صعيد إرساء الحريات واحترام الدماء ، والمطالبة بالحقوق ... وفي كل ذلك سلامة الوطن ، وعز الشعب ، وتكريس مبدأ الأخوة ، خاصّة وكان مبدأ المواطنة هو القاعدة الأساسية التي أنطلق منها الشيعة في اتخاذ المواقف ورسم السياسات ، مسترشدين بذلك توجيهات المرجعية الحكيمة ، وتجربة القوى الشيعية العاملة على الساحة ، وإفرازات الفكر الديني السمح ، وخبرات أهل الفكر والعلم ، حقا كان الشيعة صمام أمان السلام الاجتماعي في العراق ، فأثبتوا جدارة روحية فائقة على صعيد ضبط الأعصاب ، وإدارة الأزمة ، وتفويت فرص الأعداء والجهلة . شيعة العراق وهم يؤدون هذا الإنجاز العظيم ينتظرهم المزيد من الحكمة والحنكة في التعامل مع المستجدات الضخمة التي ستباشر تاريخ العراق عن قريب ، وفي مقدمتها كانت قضية الانتخابات التي حاول بعضهم عن جهل أو عن قصد التلاعب بموعدها ، في حين هي من أبرز ما نصَّ عليه قانون إدارة الدولة ، بل هي أكبر معلم على طريق تكريس الإرادة العراقية ، وأعز أُمنية يتطلع لها العراقيون منذ زمن طويل ، لعله يتجاوز نصف قرن . شيعة العراق في خضم هذا الحركة الساخنة ينبغي أن يقدموا على جملة خطوات تتماشى مع متطلبات المرحلة القادمة ، أخذين في نظر الاعتبار أن هناك حملة ظالمة يتعرَّضون لها في هذه الأيام ، وربما سوف تتصاعد وتيرتها في الأيام المقبلة ، وهم أدرى بهذه الأراجيف الظالمة التي تشكك في اانتمائهم الوطني ، والتاريخي ، بل وحتى الديني ! والقصد البعيد من وراء كل ذلك هو طمس حقوقهم ، وتغييبهم ، وتهميش وجودهم ، وإلغائهم من ساحة الفعل النشط المؤسِّس ، بل من وراء ذلك إبقاء العراق بكل خيراته ومقدراته وتاريخه ومستقبل ملك ثلة منتفعة ضيقة التفكير ، تريد العودة بهذا البلد إلى منطق السادة و العبيد ، تحت ذرائع طائفية بغيضة ، فيما شيعة العراق ومعهم كل الشرفاء من العراقيين يهتفون علنا ، أن العراق لكل العراقيين ، ومن هنا ينبغي أن يتدارس شيعة العراق هذه القضية ، ويرسموا خطة كاملة متكاملة لمعالجة هذه المفارقات الظالمة . ماذا نطمح بعد الآن ؟ هناك قلق في الدوائر السياسية وحتى الفكرية لدول الجوار ، وبعض دول العالم ، وحتى من الولايات المتحدة نفسها صاحبة مشروع التغير ، هناك قلق من مستقبل الأداء الشيعي ، نعم ، ربما البعض لديه عدم وضوح ، والبعض لديه تحفظات ، والبعض يحاول وبدون حياء الوقف أمام الكيان الشيعي العراقي وبشكل إلغائي واضح . عليه نرى ولخطورة المرحلة وحرجها النظر في هذه التوصيات والتي نأمل أن تصل الى مراكز القرار في الكيان الشيعي العراقي ... 1. تشكيل وفد شيعي عراقي موسع يضم ، ممثل عن المرجعية ، ممثلون عن الأحزاب السياسية ، ممثل عن منظمات المجتمع المدني ، ممثل عن العشائر ، عن المفكرين والمثقفين ، عن الطلاب والكوادر الشابة والتجار ... المهمة الأولى لهذا الوفد هي القيام بجولة مكوكية في دول الجوار من سوريا الى إيران الى السعودية والأردن ومصر ، ولقاء أمين عام الجامعة العربية السيد عمرو موسى ، وبعدها جولة في دول الخليج ، ثم يقوم الوفد بجولة عالمية لزيارة كل من فرنسا وألمانيا ، بريطانيا والولايات المتحدة ، ثم زيارة كبريات الدول الإسلامية كماليزيا وإندونيسيا وبعض الدول الأفريقية المسلمة . ونلخص مهمة هذا الوفد بنقل صورة واضحة لواقع شيعة العراق وطموحهم السياسي والفكري ضمن خارطة العراق ، بكل وضوح وشفافية ، وطرح سؤال محدد على كل الأطراف وطلب الإجابة عليه : { ما ذا تريدون منا نحن شيعة العراق ؟ } وينقل الوفد تطمينات واضحة وصريحة للمشروع الشيعي العراقي الذي لا يتناقض مع المشروع الوطني العراقي ، ونوصي بزيارة الشخصيات الشيعية الغير عراقية سواء كانوا على مستوى مراجع أو سياسيون أو رجال دولة أو تجار ، وطرح نفس الأفكار السابقة . 2. إرساء وتثبيت ثقافة القوي الثابت داخل الوسط الشيعي الشعبي ، ونبذ كل الأفكار التي تؤسس لبنية هشة مسحوقة تحت شعار المظلومية أو القدرية أو حكم القوي على الضعيف ، لابد أن نرى طفرة نوعية في التفكير الشيعي من مرحلة الظلم والاستبداد والمواطن من الدرجة الثانية الى معكوسات هذه المفردات . 3. التواصل مع الأقليات المظلومة من أبناء شعبنا ـ مسيحين ، مندائيين ، كلدان ، تركمان ، أيزيديين ، وغير ذلك ـ في نطاق تأسيس رؤية تحفظ للجميع حقوقهم التي نالت الحيف والإهمال من النظام الفاشي العنصري الطائفي . 4. توصية جميع الأطراف الشيعية ، من مرجعية ، الى أحزاب ومؤسسات ، وشخصيات ، الى عدم الاستفراد في القرار الشيعي ، وخصوصا ً في المرحلة القادمة ، وكما أوصى القرآن والنبي العظيم (ص) ، فالله الله بالمشورة ، وإشراك شيعة آل محمد بصياغة القرار النهائي لأيّ خطوة مقبلة . نحن الآن نصنع التاريخ ، والتاريخ تصنعه الشعوب ، فلا يتحملن أحدكم وزر هذا الشعب الذي ظلمه التاريخ الذي مضى . يجب إشراك كافة القوى والأطراف الشيعية بصياغة القرارات التي تهم الوضع الشيعي . 5. نوصي كافة الأطراف الشيعية التي تملك سلطة القرار بالانفتاح والتواصل مع شيعة العراق في المهاجر ، والاستفادة من خبراتهم وطاقاتهم لبناء الغد القادم . وإن هذه القطيعة الغير معلنة لا تصب في خدمة الطائفة ولا في خدمة العراق . 6. نرى أن الأداء الإعلامي للطائفة الشيعية هو دون المستوى المطلوب والمتناسب مع التاريخ البطولي والنضالي ، وملايين المفقودين والمعذبين الذين أعطوا ضريبة التغيير الذي حدث . نوصي بدعم الفضائيات التي تنصف حق المظلومين العراقيين والشيعة على الخصوص ، ماديا ً وتعبويا ً . 7. قضية الإنتخابات في غاية الأهمية ، ويجب أن تكون هناك كلمة جامعة بين كل أطياف الوجود الشيعي العراقي . إن المرحلة الآتية حاسمة ، وهي مرحلة سوف ترسم مستقبل هذا البلد لكريم ، وإذا لم يكن أداؤنا رائعا وعلميا نكون قد خسرنا فرصة ذهبية ، أن كل مقترب شيعي مسؤول ، ونحمل الجميع مسؤولية المستقبل ، المرجعية الدينية العليا ، والأحزاب الإسلامية السائرة على خط أهل البيت ، و القوى الوطنية الشيعية ، و الزعامات الشيعية الوجاهية، والوسط الشيعي العام ... كل أولئك يتحملون مسؤولية الأيام القادمة ، ولا يحق لأي قوة أن تستفرد بالقرار الشيعي ، إنما هي مسؤولية قرار جماعي محكم تحت ريادة المرجعية الكريمة .
تمر شعوب الأرض في كل حقبة زمنية بتحولات جوهرية في حركتها المصيرية نحو الاستقرار واثبات الهوية والانتماء الحقيقي . فرص التغير لا تأتي بسهولة ، لا تأتي بين يوم ويوم . لقد انهارت حكومات ، وتأسست دول ، وتغيرت انتماءات وعقائد للشعوب في مفترق طرق ، كانت لحظة التأسيس فيها هي الوقت الحاسم لتشكيل الخريطة النهائية ورسم أطراف المعادلة ، والتي ليست من السهل تغيرها أو جرفها نحو منحىً آخر ، وقد تدفع هذه التغيرات نحو آفاق واسعة ، وتوجهات تخدم الصالح العام للشعوب ، أو ربما يتحقق العكس فتكون تلك التغيرات كارثية تدفع الشعوب فيها أثمانا ً خرافية لغرض الخروج منها أو كسر أحد طرفي المعادلة . إن ما حصل في العراق هو ليس بالشيء الهين ، أو بالتغير النمطي لحركة الشعوب . إنه انهيار لديكتاتورية رهيبة حكمت بالحديد والنار دفع الشعب المظلوم منه ثمنا ً عاليا ً. وذاقت شعوب المنطقة من مرارة ذلك النظام الأهوج وذلك الحكم المتسلط . شيعة العراق مقبلون على مرحلة تكوين جديدة { أو ربما نقول مرحلة خلق لأول مرة } ، والى الآن وإنصافا ً لكل الأطراف الشيعية نقول ؛ كان الأداء الشيعي العراقي رائعا في التعاطي مع الوضع الجديد الذي أعقب سقوط صدام حسين ، فقد كان الشيعة على وعي متقدم إزاء مجمل القضايا ، والمشاكل والتصورات المطروحة فيما يخص الوطن ، والشعب ، والحكم ، وحقوق الأقليات ، و العلاقة بالقوات المتعددة الجنسيات ، والانتخابات ، فقد فوّت الشيعة الفرصة على أولئك الذين أرادوا جرًّهم إلى حرب طائفية ، وأرسوا قاعدة الوفاق الوطني بإقرارهم حق كل عراقي في صنع القرار السياسي ، وأكدوا على ضرورة إنهاء الاحتلال بكل الطرق المناسبة ، ورفضوا منطق القوة الغاشمة ، ونددوا بعمليات القتل والسلب والذبح التي زرعت بذور الفتنة الطائفية والعنصرية للأسف الشديد ، وأدانوا كل مشروع خارج إرادة الشعب العراقي ، وتواصوا بالعمل المشترك في سياق التفاهم والتشاور ... كان أداءا ً رائعا ً وبالمستوى الذي جنـّب العراق كوطن وككيان نتائج كارثية ، نقولها وبكل فخر بأن التزام الحكمة في قراءة الأحداث ، وعدم الانجرار وراء المهاترات والهجومات العلنية من الأطراف الأخرى { ودون تحديد جهة معينة } وإن كان الكثير منها بشكل دموي وبدائي ، نعم لقد استوعب الشيعة الدرس جيدا ً والآخرون الذين راهنوا على جرّهم الى حرب أهلية خسرت والى الآن كل رهاناتهم ، وهذا ما سيكتبه التاريخ بفخر لنا ، رغم بعض النقاط السوداء التي ظهرت هنا وهناك في الأداء الشيعي ، ولكن المحصلة النهائية هي أن شيعة العراق واقفون على أرجلهم وبثبات الى حد هذه المرحلة وهم مصدر قوة للأمة العراقية. ولم يفرق الشيعة في خطابهم السياسي ومواقفهم العملية بين عراقي وآخر على صعيد إرساء الحريات واحترام الدماء ، والمطالبة بالحقوق ... وفي كل ذلك سلامة الوطن ، وعز الشعب ، وتكريس مبدأ الأخوة ، خاصّة وكان مبدأ المواطنة هو القاعدة الأساسية التي أنطلق منها الشيعة في اتخاذ المواقف ورسم السياسات ، مسترشدين بذلك توجيهات المرجعية الحكيمة ، وتجربة القوى الشيعية العاملة على الساحة ، وإفرازات الفكر الديني السمح ، وخبرات أهل الفكر والعلم ، حقا كان الشيعة صمام أمان السلام الاجتماعي في العراق ، فأثبتوا جدارة روحية فائقة على صعيد ضبط الأعصاب ، وإدارة الأزمة ، وتفويت فرص الأعداء والجهلة . لم يفرق الشيعة في خطابهم السياسي ومواقفهم العملية بين عراقي وآخر على صعيد إرساء الحريات واحترام الدماء ، والمطالبة بالحقوق ... وفي كل ذلك سلامة الوطن ، وعز الشعب ، وتكريس مبدأ الأخوة ، خاصّة وكان مبدأ المواطنة هو القاعدة الأساسية التي أنطلق منها الشيعة في اتخاذ المواقف ورسم السياسات ، مسترشدين بذلك توجيهات المرجعية الحكيمة ، وتجربة القوى الشيعية العاملة على الساحة ، وإفرازات الفكر الديني السمح ، وخبرات أهل الفكر والعلم ، حقا كان الشيعة صمام أمان السلام الاجتماعي في العراق ، فأثبتوا جدارة روحية فائقة على صعيد ضبط الأعصاب ، وإدارة الأزمة ، وتفويت فرص الأعداء والجهلة . شيعة العراق وهم يؤدون هذا الإنجاز العظيم ينتظرهم المزيد من الحكمة والحنكة في التعامل مع المستجدات الضخمة التي ستباشر تاريخ العراق عن قريب ، وفي مقدمتها كانت قضية الانتخابات التي حاول بعضهم عن جهل أو عن قصد التلاعب بموعدها ، في حين هي من أبرز ما نصَّ عليه قانون إدارة الدولة ، بل هي أكبر معلم على طريق تكريس الإرادة العراقية ، وأعز أُمنية يتطلع لها العراقيون منذ زمن طويل ، لعله يتجاوز نصف قرن . شيعة العراق في خضم هذا الحركة الساخنة ينبغي أن يقدموا على جملة خطوات تتماشى مع متطلبات المرحلة القادمة ، أخذين في نظر الاعتبار أن هناك حملة ظالمة يتعرَّضون لها في هذه الأيام ، وربما سوف تتصاعد وتيرتها في الأيام المقبلة ، وهم أدرى بهذه الأراجيف الظالمة التي تشكك في اانتمائهم الوطني ، والتاريخي ، بل وحتى الديني ! والقصد البعيد من وراء كل ذلك هو طمس حقوقهم ، وتغييبهم ، وتهميش وجودهم ، وإلغائهم من ساحة الفعل النشط المؤسِّس ، بل من وراء ذلك إبقاء العراق بكل خيراته ومقدراته وتاريخه ومستقبل ملك ثلة منتفعة ضيقة التفكير ، تريد العودة بهذا البلد إلى منطق السادة و العبيد ، تحت ذرائع طائفية بغيضة ، فيما شيعة العراق ومعهم كل الشرفاء من العراقيين يهتفون علنا ، أن العراق لكل العراقيين ، ومن هنا ينبغي أن يتدارس شيعة العراق هذه القضية ، ويرسموا خطة كاملة متكاملة لمعالجة هذه المفارقات الظالمة . ماذا نطمح بعد الآن ؟ هناك قلق في الدوائر السياسية وحتى الفكرية لدول الجوار ، وبعض دول العالم ، وحتى من الولايات المتحدة نفسها صاحبة مشروع التغير ، هناك قلق من مستقبل الأداء الشيعي ، نعم ، ربما البعض لديه عدم وضوح ، والبعض لديه تحفظات ، والبعض يحاول وبدون حياء الوقف أمام الكيان الشيعي العراقي وبشكل إلغائي واضح . عليه نرى ولخطورة المرحلة وحرجها النظر في هذه التوصيات والتي نأمل أن تصل الى مراكز القرار في الكيان الشيعي العراقي ... 1. تشكيل وفد شيعي عراقي موسع يضم ، ممثل عن المرجعية ، ممثلون عن الأحزاب السياسية ، ممثل عن منظمات المجتمع المدني ، ممثل عن العشائر ، عن المفكرين والمثقفين ، عن الطلاب والكوادر الشابة والتجار ... المهمة الأولى لهذا الوفد هي القيام بجولة مكوكية في دول الجوار من سوريا الى إيران الى السعودية والأردن ومصر ، ولقاء أمين عام الجامعة العربية السيد عمرو موسى ، وبعدها جولة في دول الخليج ، ثم يقوم الوفد بجولة عالمية لزيارة كل من فرنسا وألمانيا ، بريطانيا والولايات المتحدة ، ثم زيارة كبريات الدول الإسلامية كماليزيا وإندونيسيا وبعض الدول الأفريقية المسلمة . ونلخص مهمة هذا الوفد بنقل صورة واضحة لواقع شيعة العراق وطموحهم السياسي والفكري ضمن خارطة العراق ، بكل وضوح وشفافية ، وطرح سؤال محدد على كل الأطراف وطلب الإجابة عليه : { ما ذا تريدون منا نحن شيعة العراق ؟ } وينقل الوفد تطمينات واضحة وصريحة للمشروع الشيعي العراقي الذي لا يتناقض مع المشروع الوطني العراقي ، ونوصي بزيارة الشخصيات الشيعية الغير عراقية سواء كانوا على مستوى مراجع أو سياسيون أو رجال دولة أو تجار ، وطرح نفس الأفكار السابقة . 2. إرساء وتثبيت ثقافة القوي الثابت داخل الوسط الشيعي الشعبي ، ونبذ كل الأفكار التي تؤسس لبنية هشة مسحوقة تحت شعار المظلومية أو القدرية أو حكم القوي على الضعيف ، لابد أن نرى طفرة نوعية في التفكير الشيعي من مرحلة الظلم والاستبداد والمواطن من الدرجة الثانية الى معكوسات هذه المفردات . 3. التواصل مع الأقليات المظلومة من أبناء شعبنا ـ مسيحين ، مندائيين ، كلدان ، تركمان ، أيزيديين ، وغير ذلك ـ في نطاق تأسيس رؤية تحفظ للجميع حقوقهم التي نالت الحيف والإهمال من النظام الفاشي العنصري الطائفي . 4. توصية جميع الأطراف الشيعية ، من مرجعية ، الى أحزاب ومؤسسات ، وشخصيات ، الى عدم الاستفراد في القرار الشيعي ، وخصوصا ً في المرحلة القادمة ، وكما أوصى القرآن والنبي العظيم (ص) ، فالله الله بالمشورة ، وإشراك شيعة آل محمد بصياغة القرار النهائي لأيّ خطوة مقبلة . نحن الآن نصنع التاريخ ، والتاريخ تصنعه الشعوب ، فلا يتحملن أحدكم وزر هذا الشعب الذي ظلمه التاريخ الذي مضى . يجب إشراك كافة القوى والأطراف الشيعية بصياغة القرارات التي تهم الوضع الشيعي . 5. نوصي كافة الأطراف الشيعية التي تملك سلطة القرار بالانفتاح والتواصل مع شيعة العراق في المهاجر ، والاستفادة من خبراتهم وطاقاتهم لبناء الغد القادم . وإن هذه القطيعة الغير معلنة لا تصب في خدمة الطائفة ولا في خدمة العراق . 6. نرى أن الأداء الإعلامي للطائفة الشيعية هو دون المستوى المطلوب والمتناسب مع التاريخ البطولي والنضالي ، وملايين المفقودين والمعذبين الذين أعطوا ضريبة التغيير الذي حدث . نوصي بدعم الفضائيات التي تنصف حق المظلومين العراقيين والشيعة على الخصوص ، ماديا ً وتعبويا ً . 7. قضية الإنتخابات في غاية الأهمية ، ويجب أن تكون هناك كلمة جامعة بين كل أطياف الوجود الشيعي العراقي . إن المرحلة الآتية حاسمة ، وهي مرحلة سوف ترسم مستقبل هذا البلد لكريم ، وإذا لم يكن أداؤنا رائعا وعلميا نكون قد خسرنا فرصة ذهبية ، أن كل مقترب شيعي مسؤول ، ونحمل الجميع مسؤولية المستقبل ، المرجعية الدينية العليا ، والأحزاب الإسلامية السائرة على خط أهل البيت ، و القوى الوطنية الشيعية ، و الزعامات الشيعية الوجاهية، والوسط الشيعي العام ... كل أولئك يتحملون مسؤولية الأيام القادمة ، ولا يحق لأي قوة أن تستفرد بالقرار الشيعي ، إنما هي مسؤولية قرار جماعي محكم تحت ريادة المرجعية الكريمة .