زوربا
05-19-2008, 05:50 AM
كتـبـت روابـي البنــاي - القبس
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/19-5-2008//394884_27-5_small.jpg
في البداية اسمح لي عزيزي القارئ أن أقوم للمرة الثانية بتوضيح بعض النقاط التي للأسف يجهلها البعض، والتي على أثرها اتهمت بعدم الولاء والافتقار للحس الوطني وفضح بنات وشباب الكويت.. وغيرها من الاتهامات الكثيرة التي وصلتني أنا شخصيا أو تم إبلاغها لأقاربي وصديقاتي. فليسمح لي ممن يدور في أذهانهم هذا التفكير بأنهم مخطئون ومخطئون ومخطئون. فأنا عندما أكتب وأنتقد ظاهرة أو فعلا معينا يحدث داخل المجتمع الكويتي، لا اقصد من وراء هذا التشهير والتجريح أو الاستهزاء ببنات وشباب الكويت، أو كما يدعي البعض أنني أقصد كسب الأضواء وعمل show off لنفسي، فأنا، وأعوذ بالله من كلمة أنا، آخر شيء أفكر فيه هو الشهرة أو لفت الأنظار لأنني لا أحتاج إلى ذلك، والله يعلم أنني أقصد من طرح هذه الظواهر الدخيلة علينا المساهمة بإيجاد حل لها أو تسليط الضوء عليها لكي يتم الانتباه لوجود خطر يهدد كيان مجتمعنا الكويتي.... وأقول لكل من يتهمني بعدم الولاء مرة ثانية: «أنا كويتية بطن وظهر وأحب كل ذرة تراب على هذه الأرض اللي خيرها مغطيني من راسي ليمن ساسي، وليست روابي البناي هي التي تساهم في فضح وتشويه صورة المجتمع الكويتي كما تزعمون».
العباية ذات اللمعة اللافتة التي تحتاج أن تلبس نظارة سوداء حتى تسلم على بؤبؤ عينيك من لمعتها، النقاب الشفاف الذي يظهر أكثر مما يخفي، الحمرة الحمراء الفاقعة أو الوردية التي لا تتوافر إلا بجنطة إقبال الهندي السمسونايت، العدسات اللاصقة الملونة ولازم تكون يا أخضر أو أزرق (تدرون الحبيبة أمها أجنبية)، دبابيس للحجاب والنقاب ملونين ومتروسين عن بكرة أبيهم بفصوص الترتر (حد الهلاقة)، جوتي (الله يعزكم) دبابة مثل مايسمونه، وهو اللي يخلي القزمة طنطل ولازم يكون لونه يا ذهبي أو فضي، صبغ أضافر أدعم غامق أو أسود (الأخت متأثرة وايد بشاكيرا)، خواتم كبار ولازم يكون فيهم يا فص أزرق أو أ خضر (تدرون الحلوة تخاف من العين).
هذه المستلزمات الأساسية لأخواتنا المنقبات اللواتي يمشين على الموضة أو مثل مايقولون style، فليست الموضة حكرا على الفتيات غير المحجبات أو المحجبات ولكن كذلك المنقبات لهن بالطيب نصيب في اللهث وراء الموضة والكشخة ولفت الأنظار...
النوع الأول
كثيرا ما سمعنا عن أحد المعاهد التجارية للبنات، وعن الهوايل التي تحدث داخل أروقته والمشاكل التي تحدث فيه.
ولهذا قررت أن أقطع الشك باليقين، وأن أذهب بنفسي لأكحل عيني بالمناظر الخلابة التي يزخر بها هذا الصرح العلمي.
وفعلا بمجرد وصولي إلى هذا المعهد لاحظت وجود كم لايستهان به من المنقبات اللاتي يطلق عليهن اللاهثات وراء الموضة، فأول ما لمحته عيني هو فتاة منقبة تلبس عباءة كما ذكرت لمعتها براقة جدا وكأنها منقوعة لمدة يوم ونص في تب زيت زيتون فلسطيني أصلي قطفة أولى من لمعتها.
وطبعا الحجاب حدث ولا حرج، فقبل أن تصل إلى المعهد كانت تقف عند محطة البنزين «تتفخه» (لزوم الكشخة).
أما العيون فمرسومة رسما متعوب عليه وبضمير، وأقسم أنها لو كانت مشاركة بمسابقة رسم كاريكاتوري لأحرزت المركز الأول من دون أي منافس، هذا غير العدسات الخضراء اللي شاقه عيونها شق. أما النقاب فكان لونين أسود خفيف وفضي ويعكس لون الحمرة الفوشية...
هذه الفتاة أول ما لمحت صديقاتها أطلقت صرخة مدوية من دون أي حياء ولا خجل قائلة: «إنتو وينكم أنا تأخرت وايد على الحب».
أول ما تبادر في ذهني أن ما تقصده هذه الفتاة بالحب هو شارع الحب الذي يقع على الدائري الثاني، والذي أقترح أن تقوم شركة البترول الوطنية الكويتية بتقديم كتاب شكر لكل من يقصده، لكونهم يقومون بتعبئة بنزين مرتين باليوم من كثر ما يستغلون هذا الشارع، وأن هذه الحلوة أم عيون خضر تبي تروح «تقز» في هذا الشارع الذي طالما شهد الكثير من المغامرات والدموع والإبتسامات الخجولة، فيمكن السنارة تغمز وتشبك مع واحد يكون إمزرق من دوامه وقاعد يفتر، أو واحد للحين ما توظف وقاعد ينطر ديوان الخدمة يتصلون فيه علشان ترشيحه، أو أي واحد ممن يقدرون هذا الشارع ويعتبرونه صرحا له قيمة.
ولكن كل ظني ذهب مع الريح لأن هذه الحلوة لم تقصد شارع الحب، بل كانت تقصد الحبيب (يعني Boy Friend). فهذه المنقبة أم عيون فتانة كانت تصرخ على زميلاتها وتعاتبهن لأنهن تأخرن عليها، فهي على موعد مهم مع حبيب القلب وتريد الاتصال به، ولكنها لا تملك رصيدا، وكانت بحاجة ماسة إلى التلفون حتى تبلغ الحبيب بأنها قادمة بالطريق... فقامت واحدة من تلك الصديقات وأعطتها تلفونها.
طلعت أم عيون فتانة مفاتن أصابع يدها (الجلحة الملحة) مع أن لون الوجه أبيض بكثير من اليد (الله يعافي كريم الأساس)، وأخذت التلفون واتصلت بالحبيب. وبعد همس لمدة دقيقتين تهللت أساريرها وقالت لهن: «خلاص أنا الحين رايحة وراح أرجع قبل نهاية الدوام بربع ساعة علشان يمديني أغسل وأبدل؟؟؟».
علامات استفهام
عند هذه الجملة كانت لدي مئات الملايين من علامات الاستفهام التي لاحظتها صديقتي التي دعتني لمشاهدة غرائب بعض المنقبات فى المعهد التجاري، فقالت لي وهي تضحك: لا داعي للاستغراب روابي، هذا شيء عادي جدا. فهذه الحلوة تذهب لملاقاة حبيبها طيلة فترة الدراسة، وترجع قبل موعد انتهاء اليوم الدراسي بربع ساعة. وما إن تدخل المعهد مرة ثانية حتى تذهب فورا إلى دروة المياه (الله يعزكم) لتقوم بمسح ألوان الطيف التي لطخت وجهها فيها، وتغير البنطلون الضيق الذي تحت العباءة، وتغير النقاب الشفاف إلى نقاب عاتم وتخرج، لدرجة أنك لن تتعرفي عليها؟.
هذا غير اللواتي يذهبن إلى الصالونات المقابلة للمعهد والتي تشتهر بـ «كل 10 أعمال بـ5 دنانير»، يعملن اللازم ويغيرن ملابسهن ويخرجن، وفى آخر اليوم يرجعن وكأنهن لم يفعلن شيئا وقمة البراءة ترتسم على محياهن وهن يركبن سيارات ذويهن آخر اليوم.
النوع الثاني
أما النوع الثاني من المنقبات فهو الأدهى والأمر لأنه نقاب النصب والاحتيال.
حكى لي أحد الأقارب الذي يملك مكتبا لتأجير السيارات الفارهة، أن أكثر المشاكل التي تحدث لهم من جراء التأجير تأتي من البنات المنقبات. والسبب أن المنقبة تأتي إلى المكتب وتختار سيارة موديل السنة التي يتراوح إجارها بين 100 و500 دينار في اليوم. وطبعا يعتبر صاحب المكتب هذه المنقبة صيدا ثمينا بالنسبة له لكونها سوف تستأجر السيارة لمدة 3 أيام على الأقل.
وفعلا تقوم بدفع المبلغ المطلوب مقدما، وذلك كنوع من الإغراءات التي تقدمها لصاحب المكتب. وعندما يطلب منها هويتها تقدم له البطاقة المدنية أو صورة عنها، وطبعا لا يطابق صاحب المكتب الصورة الموجودة على البطاقة مع الفتاة الراغبة بالتأجير، وذلك بسبب ارتدائها للنقاب، وخجله من أن يطلب منها رفع النقاب حتى لا يفهم قصده بغير محله، ويساء الظن فيه، ويتهم بقضية تحرش وتحريض على ارتكاب فاحشة هو بغنى عنها.
تأخذ هذه المنقبة السيارة وتستفيد منها لمدة اسبوعين أو أكثر، وليس ثلاثة أيام حسب العقد المبرم معها. وطبعا كل ما يتصل بها صاحب المكتب تقول إنها سوف تاتي لإرجاع السيارة. لكن بعد أن ييأس صاحب المكتب من وعود هذه المنقبة باسترجاع السيارة يقوم بالإبلاغ عنها. وعند البحث والتحري تكون النتيجة أن البطاقة مسروقة أو مفقودة وتم الإبلاغ عن فقدانها منذ فترة ولا تمت إلى المنقبة بأي صلة. وعند التدقيق برقم الهاتف الذي سجل في العقد يتضح أنه مسجل باسم إحدى العاملات الآسيويات المنتشرات في الشوارع، التي تتهافت عليهن الفتيات ويغرين الواحدة منهن بمبلغ 5 دنانير مقابل إعطائهن صورة من بطاقتها المدنية.
وتطبيقا للمثل القائل «إذا ما تستحي افعل ما تشتهي» تتصل هذه المنقبة بصاحب المكتب بكل جرأة وبرود، وتقول له إن السيارة مركونه بأحد مواقف المجمعات أو العمارات المجاورة للمكتب.
قلة شاذة
عزيزي القارئ هذه أمثلة بسيطة لما تفعله قلة شاذة ممن يتخذن من النقاب ستارا لأفعالهن المشينة، فأنا لا أقول أن جميع أخواتنا المنقبات سيئات ونصابات، لا والله فهناك الكثير الكثير من المنقبات اللواتي «ينحطون على الجرح يبرا»، ولكن كما يقول المثل «السمكة الخايسة تخيس الباجي». لهذا أناشد الأهالي بأن يفتحوا عيونهم على بناتهم، وأن لا يتركوا الجمل بما حمل، فالثقة مطلوبة ولكن الحرص واجب حتى لا يأتون بالنهاية ويضربون كفا على كف من الحسرة والمصيبة التي سوف تلحق بهم.
كما أنني أطالب أخواتي المنقبات بضرورة التعاون مع الجهات الرسمية أو الشركات أو المكاتب عند طلب الكشف عن هويتهن ومطابقتها مع البطاقة المدنية أو رخصة القيادة، وذلك حرصا عليهن في المرتبة الأولى، وحتى لا نعطي فرصة لصاحبات النفوس الضعيفة باستغلال النقاب أسوأ استغلال.
R.banay@live.com
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/19-5-2008//394884_27-5_small.jpg
في البداية اسمح لي عزيزي القارئ أن أقوم للمرة الثانية بتوضيح بعض النقاط التي للأسف يجهلها البعض، والتي على أثرها اتهمت بعدم الولاء والافتقار للحس الوطني وفضح بنات وشباب الكويت.. وغيرها من الاتهامات الكثيرة التي وصلتني أنا شخصيا أو تم إبلاغها لأقاربي وصديقاتي. فليسمح لي ممن يدور في أذهانهم هذا التفكير بأنهم مخطئون ومخطئون ومخطئون. فأنا عندما أكتب وأنتقد ظاهرة أو فعلا معينا يحدث داخل المجتمع الكويتي، لا اقصد من وراء هذا التشهير والتجريح أو الاستهزاء ببنات وشباب الكويت، أو كما يدعي البعض أنني أقصد كسب الأضواء وعمل show off لنفسي، فأنا، وأعوذ بالله من كلمة أنا، آخر شيء أفكر فيه هو الشهرة أو لفت الأنظار لأنني لا أحتاج إلى ذلك، والله يعلم أنني أقصد من طرح هذه الظواهر الدخيلة علينا المساهمة بإيجاد حل لها أو تسليط الضوء عليها لكي يتم الانتباه لوجود خطر يهدد كيان مجتمعنا الكويتي.... وأقول لكل من يتهمني بعدم الولاء مرة ثانية: «أنا كويتية بطن وظهر وأحب كل ذرة تراب على هذه الأرض اللي خيرها مغطيني من راسي ليمن ساسي، وليست روابي البناي هي التي تساهم في فضح وتشويه صورة المجتمع الكويتي كما تزعمون».
العباية ذات اللمعة اللافتة التي تحتاج أن تلبس نظارة سوداء حتى تسلم على بؤبؤ عينيك من لمعتها، النقاب الشفاف الذي يظهر أكثر مما يخفي، الحمرة الحمراء الفاقعة أو الوردية التي لا تتوافر إلا بجنطة إقبال الهندي السمسونايت، العدسات اللاصقة الملونة ولازم تكون يا أخضر أو أزرق (تدرون الحبيبة أمها أجنبية)، دبابيس للحجاب والنقاب ملونين ومتروسين عن بكرة أبيهم بفصوص الترتر (حد الهلاقة)، جوتي (الله يعزكم) دبابة مثل مايسمونه، وهو اللي يخلي القزمة طنطل ولازم يكون لونه يا ذهبي أو فضي، صبغ أضافر أدعم غامق أو أسود (الأخت متأثرة وايد بشاكيرا)، خواتم كبار ولازم يكون فيهم يا فص أزرق أو أ خضر (تدرون الحلوة تخاف من العين).
هذه المستلزمات الأساسية لأخواتنا المنقبات اللواتي يمشين على الموضة أو مثل مايقولون style، فليست الموضة حكرا على الفتيات غير المحجبات أو المحجبات ولكن كذلك المنقبات لهن بالطيب نصيب في اللهث وراء الموضة والكشخة ولفت الأنظار...
النوع الأول
كثيرا ما سمعنا عن أحد المعاهد التجارية للبنات، وعن الهوايل التي تحدث داخل أروقته والمشاكل التي تحدث فيه.
ولهذا قررت أن أقطع الشك باليقين، وأن أذهب بنفسي لأكحل عيني بالمناظر الخلابة التي يزخر بها هذا الصرح العلمي.
وفعلا بمجرد وصولي إلى هذا المعهد لاحظت وجود كم لايستهان به من المنقبات اللاتي يطلق عليهن اللاهثات وراء الموضة، فأول ما لمحته عيني هو فتاة منقبة تلبس عباءة كما ذكرت لمعتها براقة جدا وكأنها منقوعة لمدة يوم ونص في تب زيت زيتون فلسطيني أصلي قطفة أولى من لمعتها.
وطبعا الحجاب حدث ولا حرج، فقبل أن تصل إلى المعهد كانت تقف عند محطة البنزين «تتفخه» (لزوم الكشخة).
أما العيون فمرسومة رسما متعوب عليه وبضمير، وأقسم أنها لو كانت مشاركة بمسابقة رسم كاريكاتوري لأحرزت المركز الأول من دون أي منافس، هذا غير العدسات الخضراء اللي شاقه عيونها شق. أما النقاب فكان لونين أسود خفيف وفضي ويعكس لون الحمرة الفوشية...
هذه الفتاة أول ما لمحت صديقاتها أطلقت صرخة مدوية من دون أي حياء ولا خجل قائلة: «إنتو وينكم أنا تأخرت وايد على الحب».
أول ما تبادر في ذهني أن ما تقصده هذه الفتاة بالحب هو شارع الحب الذي يقع على الدائري الثاني، والذي أقترح أن تقوم شركة البترول الوطنية الكويتية بتقديم كتاب شكر لكل من يقصده، لكونهم يقومون بتعبئة بنزين مرتين باليوم من كثر ما يستغلون هذا الشارع، وأن هذه الحلوة أم عيون خضر تبي تروح «تقز» في هذا الشارع الذي طالما شهد الكثير من المغامرات والدموع والإبتسامات الخجولة، فيمكن السنارة تغمز وتشبك مع واحد يكون إمزرق من دوامه وقاعد يفتر، أو واحد للحين ما توظف وقاعد ينطر ديوان الخدمة يتصلون فيه علشان ترشيحه، أو أي واحد ممن يقدرون هذا الشارع ويعتبرونه صرحا له قيمة.
ولكن كل ظني ذهب مع الريح لأن هذه الحلوة لم تقصد شارع الحب، بل كانت تقصد الحبيب (يعني Boy Friend). فهذه المنقبة أم عيون فتانة كانت تصرخ على زميلاتها وتعاتبهن لأنهن تأخرن عليها، فهي على موعد مهم مع حبيب القلب وتريد الاتصال به، ولكنها لا تملك رصيدا، وكانت بحاجة ماسة إلى التلفون حتى تبلغ الحبيب بأنها قادمة بالطريق... فقامت واحدة من تلك الصديقات وأعطتها تلفونها.
طلعت أم عيون فتانة مفاتن أصابع يدها (الجلحة الملحة) مع أن لون الوجه أبيض بكثير من اليد (الله يعافي كريم الأساس)، وأخذت التلفون واتصلت بالحبيب. وبعد همس لمدة دقيقتين تهللت أساريرها وقالت لهن: «خلاص أنا الحين رايحة وراح أرجع قبل نهاية الدوام بربع ساعة علشان يمديني أغسل وأبدل؟؟؟».
علامات استفهام
عند هذه الجملة كانت لدي مئات الملايين من علامات الاستفهام التي لاحظتها صديقتي التي دعتني لمشاهدة غرائب بعض المنقبات فى المعهد التجاري، فقالت لي وهي تضحك: لا داعي للاستغراب روابي، هذا شيء عادي جدا. فهذه الحلوة تذهب لملاقاة حبيبها طيلة فترة الدراسة، وترجع قبل موعد انتهاء اليوم الدراسي بربع ساعة. وما إن تدخل المعهد مرة ثانية حتى تذهب فورا إلى دروة المياه (الله يعزكم) لتقوم بمسح ألوان الطيف التي لطخت وجهها فيها، وتغير البنطلون الضيق الذي تحت العباءة، وتغير النقاب الشفاف إلى نقاب عاتم وتخرج، لدرجة أنك لن تتعرفي عليها؟.
هذا غير اللواتي يذهبن إلى الصالونات المقابلة للمعهد والتي تشتهر بـ «كل 10 أعمال بـ5 دنانير»، يعملن اللازم ويغيرن ملابسهن ويخرجن، وفى آخر اليوم يرجعن وكأنهن لم يفعلن شيئا وقمة البراءة ترتسم على محياهن وهن يركبن سيارات ذويهن آخر اليوم.
النوع الثاني
أما النوع الثاني من المنقبات فهو الأدهى والأمر لأنه نقاب النصب والاحتيال.
حكى لي أحد الأقارب الذي يملك مكتبا لتأجير السيارات الفارهة، أن أكثر المشاكل التي تحدث لهم من جراء التأجير تأتي من البنات المنقبات. والسبب أن المنقبة تأتي إلى المكتب وتختار سيارة موديل السنة التي يتراوح إجارها بين 100 و500 دينار في اليوم. وطبعا يعتبر صاحب المكتب هذه المنقبة صيدا ثمينا بالنسبة له لكونها سوف تستأجر السيارة لمدة 3 أيام على الأقل.
وفعلا تقوم بدفع المبلغ المطلوب مقدما، وذلك كنوع من الإغراءات التي تقدمها لصاحب المكتب. وعندما يطلب منها هويتها تقدم له البطاقة المدنية أو صورة عنها، وطبعا لا يطابق صاحب المكتب الصورة الموجودة على البطاقة مع الفتاة الراغبة بالتأجير، وذلك بسبب ارتدائها للنقاب، وخجله من أن يطلب منها رفع النقاب حتى لا يفهم قصده بغير محله، ويساء الظن فيه، ويتهم بقضية تحرش وتحريض على ارتكاب فاحشة هو بغنى عنها.
تأخذ هذه المنقبة السيارة وتستفيد منها لمدة اسبوعين أو أكثر، وليس ثلاثة أيام حسب العقد المبرم معها. وطبعا كل ما يتصل بها صاحب المكتب تقول إنها سوف تاتي لإرجاع السيارة. لكن بعد أن ييأس صاحب المكتب من وعود هذه المنقبة باسترجاع السيارة يقوم بالإبلاغ عنها. وعند البحث والتحري تكون النتيجة أن البطاقة مسروقة أو مفقودة وتم الإبلاغ عن فقدانها منذ فترة ولا تمت إلى المنقبة بأي صلة. وعند التدقيق برقم الهاتف الذي سجل في العقد يتضح أنه مسجل باسم إحدى العاملات الآسيويات المنتشرات في الشوارع، التي تتهافت عليهن الفتيات ويغرين الواحدة منهن بمبلغ 5 دنانير مقابل إعطائهن صورة من بطاقتها المدنية.
وتطبيقا للمثل القائل «إذا ما تستحي افعل ما تشتهي» تتصل هذه المنقبة بصاحب المكتب بكل جرأة وبرود، وتقول له إن السيارة مركونه بأحد مواقف المجمعات أو العمارات المجاورة للمكتب.
قلة شاذة
عزيزي القارئ هذه أمثلة بسيطة لما تفعله قلة شاذة ممن يتخذن من النقاب ستارا لأفعالهن المشينة، فأنا لا أقول أن جميع أخواتنا المنقبات سيئات ونصابات، لا والله فهناك الكثير الكثير من المنقبات اللواتي «ينحطون على الجرح يبرا»، ولكن كما يقول المثل «السمكة الخايسة تخيس الباجي». لهذا أناشد الأهالي بأن يفتحوا عيونهم على بناتهم، وأن لا يتركوا الجمل بما حمل، فالثقة مطلوبة ولكن الحرص واجب حتى لا يأتون بالنهاية ويضربون كفا على كف من الحسرة والمصيبة التي سوف تلحق بهم.
كما أنني أطالب أخواتي المنقبات بضرورة التعاون مع الجهات الرسمية أو الشركات أو المكاتب عند طلب الكشف عن هويتهن ومطابقتها مع البطاقة المدنية أو رخصة القيادة، وذلك حرصا عليهن في المرتبة الأولى، وحتى لا نعطي فرصة لصاحبات النفوس الضعيفة باستغلال النقاب أسوأ استغلال.
R.banay@live.com