موالى
07-27-2004, 06:27 PM
تقرير 11 سبتمبر يوثق أحداث الرحلة 93: المسافرون صارعوا لاقتحام قمرة القيادة وزياد الجراح وجه الطائرة يمينا ويسارا لإفقادهم توازنهم
واشنطن: بيتر سليفن *
يبدو المشهد على متن الطائرة المختطفة مثل دراما اذاعية، فبينما كان المسافرون يحاولون اقتحام غرفة القيادة. ووسط أصوات الصراخ والصحون المتكسرة كان أحد الخاطفين يدعو شريكا له في كابينة القيادة قائلا «اهبط بها، اهبط بها !».
وادار الطيار عجلة السيطرة بقوة الى اليمين فبدأت طائرة رحلة يونايتد ايرلاينز رقم 93 بالهبوط. وبعد 48 ثانية وفي الساعة العاشرة وثلاث دقائق واحدى عشرة ثانية صباحا وبينما كان أحد الخاطفين يصيح «الله أكبر» مرة تلو أخرى باللغة العربية اصطدمت مقدمة الطائرة أولا بحقل في بنسلفانيا لتتحطم وتؤدي الى مصرع الخاطفين والمسافرين الذين تحدوهم.
وفي تقرير مروع يعتمد على تسجيلات صوتية ومعطيات ميكانيكية ووثائق ومقابلات من مكتب المباحث الفيدرالي جمعت لجنة الحادي عشر من سبتمبر التقرير الاشمل حتى الآن عن الأحداث التي جرت داخل طائرة الرحلة 93 والطائرات الثلاث الأخرى التي خطفت يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001.
ووفقا لتقرير اللجنة النهائي الذي صدر يوم الخميس الماضي، من الجلي ان الصراع في طائرة الرحلة 93 جرى عند الباب المغلق لغرفة القيادة. فقد حاول المسافرون غير المسلحين عبثا الدخول الى الغرفة بينما كان خاطف يزداد سعاره، يسحب أجهزة السيطرة بعنف ليختل توازنهم.
وفي احدى الطائرتين اللتين تحطمتا، في الاصطدام بمركز التجارة العالمي، كان المسافرون يناقشون ايضا اقتحام غرفة القيادة، ولكن من الواضح انهم لم يقوموا بعمل ما في الدقائق القليلة المتبقية لديهم. وعلى متن طائرة الرحلة 93 خاض الصراع مسافرون جرى تحذيرهم بمكالمات هاتفية من أن طائرات أخرى قد تحطمت.
وكانت طائرة الرحلة 93 التي حملت 37 مسافرا اضافة الى سبعة هم طاقم الطائرة قد اقلعت متأخرة من نيوارك متجهة الى لوس انجليس في الساعة الثامنة واثنتين وأربعين دقيقة، قبل أربع دقائق من تحطم طائرة الرحلة 11 للخطوط الجوية الأميركية بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي و21 دقيقة من تحطم طائرة الرحلة 175 ليونايتد ايرلاينز بالبرج الجنوبي.
وكان الخاطفون الأربعة لطائرة الرحلة 93 يجلسون في مقاعد الدرجة الأولى. وربما بدأ تقديم الطعام حسب الموعد. وفي غرفة القيادة علم الطيارون اول مرة عن عمليات الخطف السابقة في الساعة التاسعة وأربع وعشرين دقيقة، عندما أرسل مراقب من ايرلاينز اسمه ايد بالنغر تحذيرا إلكترونيا قال فيه «احذروا من أي اقتحام لغرفة القيادة. اصطدمت طائرتان بمركز التجارة العالمي».
وخلال دقيقتين اجاب الطيار جيسون داهل بنوع من الحيرة والتشوش، حسب تقرير اللجنة «ايد، للتحقق من الرسالة الأخيرة رجاء ـ جيسون».
وبعد دقيقتين وفي الساعة التاسعة وثمانية وعشرين دقيقة هاجم الخاطفون بينما كانت الطائرة تحلق فوق شرق أوهايو. ولاحظ مراقبو السيطرة على الطرق الجوية ان الطائرة هبطت فجاة بمسافة 700 قدم، وفي جهاز الارسال سمعوا احد افراد طاقة القيادة وهو يصيح «يا الهي» وسط أصوات نزاع.
وأغلق جهاز الارسال. وبعد خمس وثلاثين ثانية وفي ارسال جهاز آخر سمع صوت احد أفراد الطاقم وهو يصيح «اخرجوا من هنا، اخرجوا من هنا».
وفي وقت لاحق ابلغ المسافرون اصدقاء واقرباء لهم بالهاتف أن شخصين يرقدان على الارض جريحين أو قتيلين.
وفي التاسعة واثنتين وثلاثين دقيقة أعلن احد الخاطفين: «سيداتي، سادتي. أنا الكابتن. أرجوكم الجلوس. ابقوا في مقاعدكم. هناك قنبلة على متن الطائرة».
وغير الطيار اتجاه الطائرة نحو الشرق. وتعتقد اللجنة أن هدفه كان البيت الأبيض او الكونغرس.
وكانت امرأة، هي مساعدة طيار أغلب الظن، محتجزة في غرفة القيادة في وقت ما. وفي الصوت المسجل في غرفة القيادة كان بالامكان سماعها وهي تصارع مع أحد الخاطفين الذي أسكتها. وسرعان ما افاد احد المسافرين في مكالمة هاتفية أخرى بأن مساعدة طيار قد قتلت.
وفي التاسعة وتسع وثلاثين سمع أحد مراقبي السيطرة الجوية اعلانا حول وجود قنبلة على متن الطائرة وان الطائرة عائدة الى المطار. وكانت حقيقة سماع المراقب للاعلان تعني أن الخاطف قد ضغط على الزر الخطأ في جهاز الارسال. وكان ذلك يعني أيضا ان كلماته لم تبث الى الكابينة.
وسجل جهاز التسجيل الدقائق الواحدة والثلاثين للرحلة. كما ان ما لا يقل عن 10 مسافرين واثنين من طاقم الطائرة ممن أرغموا على البقاء في مؤخرة الطائرة وقاموا بمكالمات باستخدام نظام الهاتف الجوي للطائرة علموا بالهجوم على مركز التجارة العالمي.
وتضمنت خمس مكالمات في الأقل كلاما يشير الى ان المسفرين كانوا يناقشون القيام بعمل مضاد لاستعادة السيطرة على الطائرة. وقال احدهم انهم صوتوا على ذلك.
وقالت اللجنة انه «في الساعة التاسعة وسبع وخمسين دقيقة بدا هجوم المسافرين».
وأنهت احدى المسافرات مكالمتها الى الأرض قائلة «الجميع يتجهون الى الدرجة الأولى. يتعين علي الذهاب. وداعا».
وعندما هجم المسافرون بدأ طيار الخاطفين، زياد سمير الجراح، يوجه الطائرة يمينا ويسارا في محاولة لافقاد المهاجمين التوازن. وفي التاسعة وثمانية وخمسين دقيقة طلب من خاطف آخر ان يغلق الباب. وبعد دقيقة جعل مقدمة الطائرة تعلو وتهبط لمدة 11 ثانية.
وبعد الساعة العاشرة بثماني ثوان سأل الجراح أحد زملائه «هل اللحظة حانت ؟ هل سنحطمها ؟» أجاب الخاطف الآخر كلا. ليس بعد. عندما يأتون جميعا سننهي كل شيء». والتقط المسجل اصوات العراك المستمر خارج غرفة القيادة، وقام الجراح بانزال مقدمة الطائرة ثانية.
وبعد العاشرة بست وعشرين ثانية صرخ أحد المسافرين «في غرفة القيادة. اذا لم نقم بذلك فسنموت !».
وبعد ست عشرة ثانية من ذلك صاح أحد المسافرين «سيطروا على الاتجاه !». ويبدو انها تختلف عن عبارة «فلنندفع الى أمام»، وهي العبارة التي باتت شهيرة بعد ان استخدمها تود بيمر لتعبئة رفاقه المسافرين وهو ينهي مكالمة مع مراقب الاتصالات الجوية.
وفي الساعة العاشرة ودقيقة واحدة أوقف الجراح المناورات وصاح مرتين «الله اكبر !». وسأل اقرانه الخاطفين مرة أخرى «هل اللحظة حانت ؟ أعني هل سننهي الأمر ؟». وفي هذه المرة أجابه زميله «أجل، ابدأ، وحطمها».
وبعد ثلاث وثمانين ثانية، وفي الساعة العاشرة ودقيقتين وثلاث وعشرين ثانية، وبينما كانت أصوات هجوم المسافرين ما تزال مسموعة صاح الخاطف «حطمها ! حطمها !».
وقالت اللجنة ان «هدف الجراح كان تحطيم الطائرة بالاصطدام برموز الجمهورية الأميركية، الكونغرس أو البيت الأبيض. وقد ألحقت به الهزيمة على أيدي مسافري الرحلة 93 العزل».
واشنطن: بيتر سليفن *
يبدو المشهد على متن الطائرة المختطفة مثل دراما اذاعية، فبينما كان المسافرون يحاولون اقتحام غرفة القيادة. ووسط أصوات الصراخ والصحون المتكسرة كان أحد الخاطفين يدعو شريكا له في كابينة القيادة قائلا «اهبط بها، اهبط بها !».
وادار الطيار عجلة السيطرة بقوة الى اليمين فبدأت طائرة رحلة يونايتد ايرلاينز رقم 93 بالهبوط. وبعد 48 ثانية وفي الساعة العاشرة وثلاث دقائق واحدى عشرة ثانية صباحا وبينما كان أحد الخاطفين يصيح «الله أكبر» مرة تلو أخرى باللغة العربية اصطدمت مقدمة الطائرة أولا بحقل في بنسلفانيا لتتحطم وتؤدي الى مصرع الخاطفين والمسافرين الذين تحدوهم.
وفي تقرير مروع يعتمد على تسجيلات صوتية ومعطيات ميكانيكية ووثائق ومقابلات من مكتب المباحث الفيدرالي جمعت لجنة الحادي عشر من سبتمبر التقرير الاشمل حتى الآن عن الأحداث التي جرت داخل طائرة الرحلة 93 والطائرات الثلاث الأخرى التي خطفت يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001.
ووفقا لتقرير اللجنة النهائي الذي صدر يوم الخميس الماضي، من الجلي ان الصراع في طائرة الرحلة 93 جرى عند الباب المغلق لغرفة القيادة. فقد حاول المسافرون غير المسلحين عبثا الدخول الى الغرفة بينما كان خاطف يزداد سعاره، يسحب أجهزة السيطرة بعنف ليختل توازنهم.
وفي احدى الطائرتين اللتين تحطمتا، في الاصطدام بمركز التجارة العالمي، كان المسافرون يناقشون ايضا اقتحام غرفة القيادة، ولكن من الواضح انهم لم يقوموا بعمل ما في الدقائق القليلة المتبقية لديهم. وعلى متن طائرة الرحلة 93 خاض الصراع مسافرون جرى تحذيرهم بمكالمات هاتفية من أن طائرات أخرى قد تحطمت.
وكانت طائرة الرحلة 93 التي حملت 37 مسافرا اضافة الى سبعة هم طاقم الطائرة قد اقلعت متأخرة من نيوارك متجهة الى لوس انجليس في الساعة الثامنة واثنتين وأربعين دقيقة، قبل أربع دقائق من تحطم طائرة الرحلة 11 للخطوط الجوية الأميركية بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي و21 دقيقة من تحطم طائرة الرحلة 175 ليونايتد ايرلاينز بالبرج الجنوبي.
وكان الخاطفون الأربعة لطائرة الرحلة 93 يجلسون في مقاعد الدرجة الأولى. وربما بدأ تقديم الطعام حسب الموعد. وفي غرفة القيادة علم الطيارون اول مرة عن عمليات الخطف السابقة في الساعة التاسعة وأربع وعشرين دقيقة، عندما أرسل مراقب من ايرلاينز اسمه ايد بالنغر تحذيرا إلكترونيا قال فيه «احذروا من أي اقتحام لغرفة القيادة. اصطدمت طائرتان بمركز التجارة العالمي».
وخلال دقيقتين اجاب الطيار جيسون داهل بنوع من الحيرة والتشوش، حسب تقرير اللجنة «ايد، للتحقق من الرسالة الأخيرة رجاء ـ جيسون».
وبعد دقيقتين وفي الساعة التاسعة وثمانية وعشرين دقيقة هاجم الخاطفون بينما كانت الطائرة تحلق فوق شرق أوهايو. ولاحظ مراقبو السيطرة على الطرق الجوية ان الطائرة هبطت فجاة بمسافة 700 قدم، وفي جهاز الارسال سمعوا احد افراد طاقة القيادة وهو يصيح «يا الهي» وسط أصوات نزاع.
وأغلق جهاز الارسال. وبعد خمس وثلاثين ثانية وفي ارسال جهاز آخر سمع صوت احد أفراد الطاقم وهو يصيح «اخرجوا من هنا، اخرجوا من هنا».
وفي وقت لاحق ابلغ المسافرون اصدقاء واقرباء لهم بالهاتف أن شخصين يرقدان على الارض جريحين أو قتيلين.
وفي التاسعة واثنتين وثلاثين دقيقة أعلن احد الخاطفين: «سيداتي، سادتي. أنا الكابتن. أرجوكم الجلوس. ابقوا في مقاعدكم. هناك قنبلة على متن الطائرة».
وغير الطيار اتجاه الطائرة نحو الشرق. وتعتقد اللجنة أن هدفه كان البيت الأبيض او الكونغرس.
وكانت امرأة، هي مساعدة طيار أغلب الظن، محتجزة في غرفة القيادة في وقت ما. وفي الصوت المسجل في غرفة القيادة كان بالامكان سماعها وهي تصارع مع أحد الخاطفين الذي أسكتها. وسرعان ما افاد احد المسافرين في مكالمة هاتفية أخرى بأن مساعدة طيار قد قتلت.
وفي التاسعة وتسع وثلاثين سمع أحد مراقبي السيطرة الجوية اعلانا حول وجود قنبلة على متن الطائرة وان الطائرة عائدة الى المطار. وكانت حقيقة سماع المراقب للاعلان تعني أن الخاطف قد ضغط على الزر الخطأ في جهاز الارسال. وكان ذلك يعني أيضا ان كلماته لم تبث الى الكابينة.
وسجل جهاز التسجيل الدقائق الواحدة والثلاثين للرحلة. كما ان ما لا يقل عن 10 مسافرين واثنين من طاقم الطائرة ممن أرغموا على البقاء في مؤخرة الطائرة وقاموا بمكالمات باستخدام نظام الهاتف الجوي للطائرة علموا بالهجوم على مركز التجارة العالمي.
وتضمنت خمس مكالمات في الأقل كلاما يشير الى ان المسفرين كانوا يناقشون القيام بعمل مضاد لاستعادة السيطرة على الطائرة. وقال احدهم انهم صوتوا على ذلك.
وقالت اللجنة انه «في الساعة التاسعة وسبع وخمسين دقيقة بدا هجوم المسافرين».
وأنهت احدى المسافرات مكالمتها الى الأرض قائلة «الجميع يتجهون الى الدرجة الأولى. يتعين علي الذهاب. وداعا».
وعندما هجم المسافرون بدأ طيار الخاطفين، زياد سمير الجراح، يوجه الطائرة يمينا ويسارا في محاولة لافقاد المهاجمين التوازن. وفي التاسعة وثمانية وخمسين دقيقة طلب من خاطف آخر ان يغلق الباب. وبعد دقيقة جعل مقدمة الطائرة تعلو وتهبط لمدة 11 ثانية.
وبعد الساعة العاشرة بثماني ثوان سأل الجراح أحد زملائه «هل اللحظة حانت ؟ هل سنحطمها ؟» أجاب الخاطف الآخر كلا. ليس بعد. عندما يأتون جميعا سننهي كل شيء». والتقط المسجل اصوات العراك المستمر خارج غرفة القيادة، وقام الجراح بانزال مقدمة الطائرة ثانية.
وبعد العاشرة بست وعشرين ثانية صرخ أحد المسافرين «في غرفة القيادة. اذا لم نقم بذلك فسنموت !».
وبعد ست عشرة ثانية من ذلك صاح أحد المسافرين «سيطروا على الاتجاه !». ويبدو انها تختلف عن عبارة «فلنندفع الى أمام»، وهي العبارة التي باتت شهيرة بعد ان استخدمها تود بيمر لتعبئة رفاقه المسافرين وهو ينهي مكالمة مع مراقب الاتصالات الجوية.
وفي الساعة العاشرة ودقيقة واحدة أوقف الجراح المناورات وصاح مرتين «الله اكبر !». وسأل اقرانه الخاطفين مرة أخرى «هل اللحظة حانت ؟ أعني هل سننهي الأمر ؟». وفي هذه المرة أجابه زميله «أجل، ابدأ، وحطمها».
وبعد ثلاث وثمانين ثانية، وفي الساعة العاشرة ودقيقتين وثلاث وعشرين ثانية، وبينما كانت أصوات هجوم المسافرين ما تزال مسموعة صاح الخاطف «حطمها ! حطمها !».
وقالت اللجنة ان «هدف الجراح كان تحطيم الطائرة بالاصطدام برموز الجمهورية الأميركية، الكونغرس أو البيت الأبيض. وقد ألحقت به الهزيمة على أيدي مسافري الرحلة 93 العزل».