سياسى
05-07-2008, 11:13 PM
في مقابلة مع مجلة الطليعة الكويتية يعرض فيها تحليله للظروف التي تحيط بالحملة الانتخابية الحالية
د. الخطيب: تشويه المشهدين السياسي والاجتماعي تم بفعل فاعل
http://www.taleea.com/issue/1-3-1787.jpg
الأطروحات التي تشكك في وضع الشيعة ساقطة تاريخيا وسياسيا
كانوا يريدون الإطاحة برئيس الحكومة
التأبين تحوّل إلى كرة ثلج من التخوين والاتهامات
الشيعة في الكويت يمثلون درعاً أمام أي تهديد له
http://www.taleea.com/issue/2-3-1787.jpg
مطلوب تغليب صوت الحكمة والتسامي على الجراح
ضرورة توحيد الصف الوطني في هذه الانتخابات
الجهات نفسها كانت وراء تصعيد «الفرعيات»
أشعر بالأسى عندما يتحدثون عن محاسبة مرشحين وطنيين
صوت الحكمة تائه في محيط الصخب والصراخ والتصعيد
صحافة وقنوات فضائية مفضوحة تريد ضرب الكويت لثارات قديمة
انتقد د. أحمد الخطيب التصعيدين الرسمي والإعلامي الذي أحاط بحادثة «التأبين» واعتبره جزءاً من مخطط لافشال حكومة رئيس الوزراء وتخريب الانتخابات وشق الوحدة الوطنية. وقال د. الخطيب في مقابلة أجرتها معه مجموعة من الشباب الوطني تنشر الطلعية نصها إن الانتخابات كانت ستسير بشكل إيجابي محققة الأهداف المتوخاة من الدوائر الخمس لولا اللغم الطائفي المتمثل بحادثة التأبين وتداعياته الخطرة واللغم القبلي المتمثل بالتصعيد الذي رافق اجراء «الفرعيات» القبلية في الدائرة الخامسة.
ويقدم د. الخطيب تحليله الخاص للخلفيات والحيثيات التي جرت فيها هذه الأحداث إضافة الى تفاصيل لقائه مع رئيس الوزراء كما يقدم رؤيته لطبيعة الحالة الطائفية في الكويت واختلافها عن تلك الموجودة في دول أخرى. ويحمّل د.الخطيب جهات ذكرها مسؤولية الوقوف وراء الاحداث والتداعيات السياسية والاجتماعية التي حدثت خلال الفترة الماضية. كما يتعرض د. الخطيب في حديثه الى بعض الخلافات التي احاطت باختيار الترشيحات في صفوف التيار الوطني ويقدم رؤيته حول ما ينبغي عمله في المرحلة الراهنة. وفيما يلي نص المقابلة:
كيف ترون المشهد الانتخابي «الانتخابات» خاصة انها جاءت خلال فترة عصف اجتماعي ذات رائحة طائفية تارة وقبلية تارة أخرى؟
- كانت الانتخابات الحالية ستسير بشكل ايجابي ومشجع في ظل الدوائر الخمس غير ان ظروفا استثنائية غريبة مفاجئة ألقت بظلالها القاتمة على المشهد السياسي ومن ضمنه المحفل الانتخابي.
فبينما كانت الامور توحي بشيء من الأمل في ظل نظام انتخابي جديد على أساس دوائر موسعة تضيق على أصحاب الرشاوى والمصالح الضيقة وتوقعنا لانتخابات تجري وفق أسس جديدة ثمة من القى لغمين كبيرين في مجتمعنا كان أولهما اللغم الطائفي ممثلا بحادثة التأبين ومسارها الكارثي وتداعياتها الخطرة.
عندما وقع حادث تأبين مغنية كان هناك استنتاجان للتحليل السريع والمبدئي.. ان يكون عدنان عبدالصمد ومجموعته على علم بما اقترفه مغنية بحق الكويت سواء اتهامه بقضية الجابرية أو ضلوعه غير المباشر بتفجير موكب سمو الأمير الراحل وهذا بحد ذاته يفتقد للحصافة السياسية أو أنه متأكد من أن مغنية لا دخل له بذلك. وفي المقابل هناك حكومة ترددت في البدء ثم تناقضت في التعامل مع الموضوع ثم قالت عن مغنية انه ارهابي واجرم بحق الكويت ولم تقرن اتهامها بدلائل قضائية.. الامر بسرعة تحول الى كرة ثلج، صحيفة أو أكثر وقناة تلفزيونية أو اكثر واقلام محمومة تؤجج الموضوع وحكومة تتفرج وشحن طائفي ينتشر كالنار في الهشيم ويتحول الموضوع ليس الى تأبين واشخاص شاركوا به بل الى اتهامات وتخوين لطائفة باكملها ولغة ساقطة تتعلق بالولاء والانتماء واسقاط الجنسية والتسفير وما الى ذلك من لغة غريبة.
كان التساؤل من وراء هذا التأجيج وقد فهم أن القيادة السياسية لم تكن وراء هذا التأزيم.
من يكون اذن؟.. التحليل المبدئي يأخذنا الى شخص نافذ في اسرة الحكم عرف عنه عداؤه التاريخي للديمقراطية ولديه طموح لتولي ركن من أركان الحكم.
بقي أن نذكر ان ذلك الشخص هو أحد الذين كانوا يسوّقون دائما لأفكار انقلابية على الدستور والحياة النيابية ولديه تحمس لمشاريع بديلة كانشاء مجلس أعيان أو مجلس حكماء وغيرها من الافكار التي يتم تسريبها بين الحين والآخر.. تعزز الشعور بأن اللعبة أكبر عندما تم اعتقال الدكتور صرخوه على الدائري الخامس بطريقة بوليسية سينمائية وهو اكاديمي مرموق ومكانته معروفة وكان من الممكن استدعاؤه للتحقيق عن طريق اخطار مدير الجامعة مثلا.
وهنا اصبحت عملية الاعتقاد بأن حادث التأبين مجرد حادث وقتي عابر امر ينم عن سذاجة وان وراء الاكمة ما وراءها وكان التساؤل خصوصاً بعد أن انتقل الاتهام الى حزب الله وإيران كذلك وكأن مشروع المواجهة الطائفي والصراع السني الشيعي في المنطقة قد انتقل الى الكويت، من هو الطرف الذي يصعد القضية وهل المسألة لها أبعاد اقليمية ودولية؟
كان هناك تحليل أن التصعيد قد يكون له وجه امريكي خاصة ان القضية تحولت من تأبين الى تهم تتعلق بتأسيس حزب الله الكويتي والتآمر على قلب نظام الحكم وغيرها من التهم، هناك من ذهب الى احتمال ان تكون دوائر امريكية تريد بهذه القضية كشف خلايا حزب الله في المنطقة ونفوذها خاصة في ظل تحضيرات وتسريبات وفتح احتمالات لضربة عسكرية امريكية ضد ايران، وكنت اتساءل هل تحتاج ايران الى استخدام حزب الله في التعرض للوجود الاميركي؟ ألسنا في مرمى الصواريخ الايرانية حال حدوث حرب مع ايران؟ اذن فما الحاجة الى حزب الله، وما حدث في حرب تموز 2006 لم يزل حاضرا في الاذهان، فصواريخ حزب الله البدائية كانت كفيلة بإنزال مليون اسرائيلي الى الملاجئ الارضية وعدد القتلى الاسرائيليين يفوق ما هو معلن وهذا ما تشير اليه المجلات الطبية العالمية نقلا عن مصادر طبية اسرائيلية ودولية، فانا بحكم عملي اتابع دوريات طبية كثيرة عالمية.
في تلك الاثناء كانت كثير من الفعاليات والوجوه الشيعية ممن تربطني معهم علاقات صداقة تلتقي بي تشتكي من التعميم على الطائفه كلها، وتطالب بعمل شيء يوقف هذا السعار الطائفي والتأجيج المتصاعد بلا هوادة.
وهنا لابد من الاشارة الى تطور مهم، ففي أحد الايام اتصل بي صديق أكن له الاحترام وقال لي ان السفير الأمريكي الأسبق لدى الكويت إدوارد غنيم اجتمع إليه فور وصوله الكويت وقال له أنا هنا بتكليف من الخارجية الاميركية لزيارة المسؤولين وبعض الدواوين ومهتمي أن أسأل سؤالا واحدا.. من هي الدولة التي تقف وراء التصعيد على خلفية حادث التأبين وتريد ان تورط امريكا كورطتها في العراق؟ كان السؤال غريبا.
هذا يعني استبعاد الدور الامريكي.. ماذا استنتجتم بعد ذلك؟
- هنا كانت الامور تشير الى دور الشخص المتنفذ سالف الذكر في تأجيج الموقف خاصة ان الاحداث لاحقا فيما يتعلق بفرعيات القبائل تشير الى ذلك وسأتي عليه لاحقا.
وهنا وجد المتطرفون من الطائفتين الفرصة لتأجيج هذا الصراع وأسهمت صحافة وقنوات فضائية مفضوحة بعضها يريد ضرب الكويت ككل لثارات قديمة وأخرى هدفها الاطاحة برئيس الحكومة. في هذا الجو المحموم تصبح الساحة مسرحاً لغلاة المتطرفين من الجانبين ويفقد العقلاء قدرتهم على التأثير. ومع ذلك فقد قررت أن أقيم ندوة عامة أفضح فيها هذا المخطط الذي يهدف الى ضرب الوحدة الوطنية واحداث شرخ طائفي خطير لن يكون حتما في صالح الطرفين ومدمر للكويت ويهز سمعتها الدولية التي اكتسبتها أثناء الاحتلال بأنها ثاني بلد بعد بولونيا في تاريخ البشر لا يستطيع المحتل أن يجد شخصاً واحداً يتعاون معه وامتزجت دماء الابطال من الطائفتين لتروي هذه الارض الطيبة.
لكنني ترددت قليلا، اذ خشيت ان يعتبر رئيس الوزراء كلامي ضمن الجوقة المعروفة دوافعها للتخلص من رئيس الوزراء بسبب منهجه الاصلاحي او بسبب طموحهم لاحتلال مركزه فقررت ان اذهب اليه رأسا وأطرح تصوري واعرف ماذا ينوي ان يفعل ويفهم سبب الندوة التي سوف أقيمها.
وعليه التقيت سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وهو شخص أحترمه وتربطني معرفة قديمة به.
قلت للشيخ ناصر ما الذي يحدث؟ من يصعّد في هذه القضية؟ لماذا الحكومة فاقدة للسيطرة ولاحول ولاقوة لها في تطويق ابعاد هذا الموضوع الذي حلق في مدى شديد الخطورة.. وقلت له بشكل مباشر هل لديكم أدلة وقرائن على مغنية تثبت تورطه بجرائم ضد الكويت؟ فأجابني بانه استدعى مسؤولي أمن الدولة وسألهم ان كان لديهم قرائن وأدلة دامغة ضد مغنية فأجابوا بـ«لا».
أثناء حديثي الى رئيس الحكومة قلت له رأيي بشكل واضح، الكويت ليست كالعراق ولبنان فالحالة الطائفية في لبنان اصيلة ومتجذرة ولها ابعاد تاريخية ترجع الى عهد المتصرفية والعثمانيين، هناك الكانتونات الاثنية والطائفية تعيش في عزلة عن بعضها، مدارس منفصلة وخدمات منفصلة وادارات منفصلة، محاصصات مرسومة عرفا وقانونا، لكن في الكويت الامر مختلف، الشيعة جزء اصيل من المكون الاجتماعي الكويتي والاطروحات التي تشكك بوضعهم ساقطة تاريخيا وسياسيا.
قلت لرئيس الحكومة الشيعة في الكويت على المستوى الاستراتيجي يمثلون درعا، أمام اي سيناريو تهديد ايراني او دولة شيعية حال قيامها في جنوب العراق.. من سيحمي الكويت ازاء سيناريوهات من هذا النوع هو المكون المجتمعي المتلاحم في الكويت وعلى رأسهم الشيعة.
وهنا لابد من الرجوع الى التاريخ قليلا، نرى كيف كان للقوى القومية والوطنية في الكويت ابان الخمسينيات والستينيات دور في حماية وتثبيت استقلال الكويت برغم ما كان يشاع عن علاقاتهم مع الخارج وبعدهم العربي القومي والتشكيك فيه فعلاقات تلك القوى مع عبدالناصر ومصر ومع الثورة والانظمة المختلفة في دول المغرب وسورية وغيرها وحركات الاستقلال كانت نقطة قوة لصالح الكويت.. لم تكن هناك حركة استقلال وثورة عربية الا وكانت الكويت حاضرة ولها دور المبادرة في تثبيت الدور القومي.
وهنا أذكر ما حدثني به يوسف إبراهيم الغانم فعندما تم الذهاب إلى عبدالناصر إبان أزمة قاسم.. جندت القوى الكويتية القومية عبدالناصر في مصر والجامعة العربية وتم إقرار إرسال قوات عربية بدلا من الإنكليزية.. الموقف الذي أخذه عبدالناصر كان أساسيا في رفع الأزمة المشؤومة عن الكويت.
وهذا هو السبب الذي جعل عبدالله السالم يعين جاسم القطامي وكيلا للخارجية.. وقد جند شبابنا القومي وتوزع على السفارات العربية لاستثمار هذه العلاقات لمصلحة الكويت. وهذا ما كان.
ومن هنا أنا أسوق تلك الأمثلة لأدلل على أن المكونات السياسية والاجتماعية على اختلافها في الكويت تمثل في بعدها الاستراتيجي عمقا وحماية للكويت ودرعا في مواجهة التحديات المتعلقة باستقلال وأمن وسيادة الكويت.
وعودة إلى مسألة التأبين فرئيس الحكومة أجرى اتصالاته مع عدنان عبدالصمد وغيره وحاول تدارك ما يمكن تداركه، ورأينا بعد ذلك كيف تحولت القضية إلى مجرد قضية متعلقة بمقابلة تلفزيونية وما إلى ذلك.
المسألة لم تقف عند تداعيات التأبين، فبمجرد خفوت الأزمة ظهر لنا صدع اجتماعي وسياسي آخر تمثل بما حدث من مصادمات خلال فرعيات القبائل.
كيف ترون ما حدث؟
- عقب أزمة التأبين ظهرت على السطح مسألة الفرعيات القبلية بعد حل مجلس الأمة وما صاحب تلك الفرعيات من تصعيد متبادل وشحن متلاحق وكان التساؤل حاضرا مرة أخرى.. من يقف وراء هذا التصعيد والمصادمات التي حدثت في الشارع والمواقف المتشجنة وتدني لغة الحوار!
وإبان تلك الأحداث المتلاحقة جاءني أحد الأصدقاء وهو نقابي مخضرم وقال لي إن تلك الشخصية النافذة إياها اتصل بكبار القبيلة وطلب منهم تأجيل الانتخابات الفرعية لغاية توضح الصورة وانه سيقوم بإبلاغهم عن الموعد المناسب لإجرائها، كان هذا في الوقت الذي تقوم فيه أجهزة الدولة بجهود هنا وهناك لمحاولة مراقبة الفرعيات ومنعها وكان التساؤل حاضراً مرة أخرى.. من يعمل ضد أجهزة الدولة وهل الدولة تدار من الحكومة أو من مراكز قوى؟
وفي يوم آخر اتصلت بعدد من الأصدقاء من إحدى القبائل بعد صدامها مع أجهزة الأمن وفهمت منهم أن ذلك كان مثار دهشة عند زعماء القبيلة وبعد التحقيق اتضح أن بعض المندسين قد غرر في بعض الشباب صغار السن.
ولذلك فإن الكثير مما حدث وأسهم في تشويه المشهدين السياسي والاجتماعي في الآونة الأخيرة كان يتم بفعل فاعل وبتأثير وإيعاز مباشر من مراكز قوى محسوبة على الحكم.
كيف تم التعامل مع تداعيات التأبين وآثاره؟
- بعد انكشاف الكثير من ملابسات التأبين وأدوار كل الأطراف فيه كان واضحا الهدف مما حدث وهو إصابة الساحة السياسية بمقتل والتمهيد للإجهاز على الديمقراطية والحياة النيابية والعودة إلى أشكال الحكم التقليدية المنفردة.
من المؤسف أنه مع تطويق هذه الأحداث إلا أن المؤامرة قد نجحت فقد حققت غرضها في ضرب وحدة الوطن. لأننا لم نستطع أن نتعالى على جراحنا وحتى غضبنا لنجعل المصلحة الوطنية العليا قبل كل شيء.
وبالتالي فإن التعامل مع الموضوع بشكل عاطفي وتغليب النفس الانتقامي أمر غير محمود على الإطلاق، إن الحديث عن أن فلانا خذلنا وإن فلان قال وإن فلان لم يقف معنا لا يمت للحس الوطني. إن الكلام عن أن بعض القوى الوطنية تخلت عنا وأن الجهة الفلانية خذلتنا لن يؤدي إلى شيء.. مطلوب تغليب صوت الحكمة والتسامي والتعالي على الجراح والاستفادة مما حدث، فما هو مشترك بين القوى الفاعلة في المجتمع كثير وما لدى الأجندة الوطنية من قضايا وتحديات كثير أيضا وهو ما يتطلب تعاونا واسعا إزاءها. المشكلة أنه في أجواء الشحن يغيب صوت العقل وتكون الأصوات المعتدلة الداعية الى تغليب صوت الحكمة تائهة في محيط من الصخب والصراخ، وهنا أتذكر تماما ما حدث لي قبل أكثر من 27 عاما إبان أحداث مسجد شعبان المعروفة عندما أصبحت محاربا من الجهتين، ورفض بعض الشيعة إعطائي التسجيل لكلمتي في المسجد لتبديد كل الشكوك حول موقفي الوطني وسعيي إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية. إن هذا لم يزحزح موقفي الوطني وعلاقتي مع الجميع فلا مكان عندي للعاطفة في المسائل الوطنية.
ولذلك أقول مرة أخرى لمن يريد تصفية حسابات ضيقة من مسألة التأبين إن المسألة ليست شخصية ويجب علينا في مثل تلك المواقف التسامي والتكلم بنفس تصالحي.
أشعر بالأسى لان هناك من يتحدث عن محاسبة بعض المرشحين الوطنيين، ألا يؤدي ذلك إلى دعم قوى الفساد على حساب مصلحة الوطن؟
دكتور.. هناك قصة أخرى، الخلاف في أوساط الخط الوطني حول الانتخابات وعملية الترشيح.. هذا الخلاف أخذ منحى خطيراً وأصبح يهدد وحدة صف القوى الديمقراطية.. كيف تقيمون ما يحدث؟
- ما يحزن هو أن الوضع كان من الممكن أن يكون أفضل خلال هذه الانتخابات لولا اللغمان الطائفي والقبلي ولكن الأكثر حزنا هو ما طفا على السطح من خلافات أيضا في أوساط التيار الوطني ليزيد الطين ماءً.
ما يحدث من خلافات بشأن عملية الترشيح في المناطق.
هناك أصوات تتكلم عن انتقام ومحاسبة وأنا ضد هذا الأمر.. الشحن وصب الزيت على نار تلك الخلافات يجب أن يتوقف وقلت للكثيرين إن عملية المحاسبة بحد ذاتها عملية صحية لكن ليست الآن وليس بهذا الشكل.
لدي تحفظات وهناك أخطاء حدثت، لكن عملية التصحيح يمكن أن تتم في وقت لاحق، وأشدد على أن عملية المحاسبة والتصحيح يجب أن تتم من الداخل.. هناك شيء اسمه التحالف الوطني الديمقراطي وهذا التنظيم أنشىء من قبل الشباب وهو لكل الشباب الكويتي في كل المناطق الداخلية أو الخارجية، للذكور والإناث، للسنة والشيعة.. ولذلك أنا أقول إن التحالف ليس ملكا لأحد، هو ملك كل الشباب، وأي أمر يحدث أو تحفظ أو رأي آخر فيجب أن يقال ويبرز داخل التحالف، فالتحالف هو بيت الشباب وأي خلاف في البيت نصلحه داخل البيت.
ما يتم خلال التاريخ القريب عندما تنشق أية مجموعة تختلف مع التنظيم أمر يجب أن ينتهي، الإصلاح يجب أن يتم داخل البيت الوطني ومن له رأي يقوله فهذه هي الديمقراطية.
وأنا أعرف أن هناك من القيادات داخل التحالف من ترى أنه حدثت أخطاء خاصة ما يتعلق بالتنسيق للانتخابات.. الأمر طبيعي وأي تنظيم عندما تقع أخطاء ما يبادر الى عملية تصحيح الأخطاء دون تشنج وفي إطار من الشفافية الواضحة، لكن أن يجلس الآخرون خارج إطار العمل التنظيمي فهذا أمر لا نحبذه ولا نؤيده وقد جربنا مثل تلك الممارسات في الماضي ودمرتنا ولم تجلب لنا أي نفع.
هل يمكن أن تضع النقاط على الحروف وتخبرنا ما هو المطلوب؟
- مطلوب صحوة وطنية والإقرار بأن هناك مشكلة عاجلة تتطلب حلا، نعم قد تكون هناك مشكلات أخرى متراكمة لكن التركيز حاليا وبحكم التوقيت وموعد الانتخابات يجب أن ينصب على حل مشكلتنا الآنية الملحة.
نحن مقبلون على انتخابات مصيرية ونتائجها ستكون مفصلية، هناك قوى مدعومة من مراكز القوى والفساد سيكون وصولها الى المجلس وبالا على الوطن، هناك وفرة مالية وطفرة غير مسبوقة وقوى الفساد تريد أن تقتطع ما تستطيع من تلك الوفرة المالية لجيوبها المنتفخة ولعلكم تابعتم كيف أن رئيس الحكومة جوبه منذ توليه منصبه بحرب من أقربائه ومن قوى الفساد الذين يعتقدون أن هذا المنصب من حقهم، فالمرحلة حساسة وهناك حرب شرسة تدور لوأد الديمقراطية والعودة إلى الحكم المنفرد ليتسنى لتلك القوى اللعب بمقدرات البلد.
ولذلك أنا أكرر بأن الرسالة التي يجب أن نوصلها الآن واضحة وهي ضرورة توحيد الصوت الوطني خاصة خلال فترة الانتخابات وأهمية تأجيل الخلافات الى وقت المكاشفة والمحاسبة لاحقا.
http://www.taleea.com/newsdetails.php?id=11328&ISSUENO=1787
د. الخطيب: تشويه المشهدين السياسي والاجتماعي تم بفعل فاعل
http://www.taleea.com/issue/1-3-1787.jpg
الأطروحات التي تشكك في وضع الشيعة ساقطة تاريخيا وسياسيا
كانوا يريدون الإطاحة برئيس الحكومة
التأبين تحوّل إلى كرة ثلج من التخوين والاتهامات
الشيعة في الكويت يمثلون درعاً أمام أي تهديد له
http://www.taleea.com/issue/2-3-1787.jpg
مطلوب تغليب صوت الحكمة والتسامي على الجراح
ضرورة توحيد الصف الوطني في هذه الانتخابات
الجهات نفسها كانت وراء تصعيد «الفرعيات»
أشعر بالأسى عندما يتحدثون عن محاسبة مرشحين وطنيين
صوت الحكمة تائه في محيط الصخب والصراخ والتصعيد
صحافة وقنوات فضائية مفضوحة تريد ضرب الكويت لثارات قديمة
انتقد د. أحمد الخطيب التصعيدين الرسمي والإعلامي الذي أحاط بحادثة «التأبين» واعتبره جزءاً من مخطط لافشال حكومة رئيس الوزراء وتخريب الانتخابات وشق الوحدة الوطنية. وقال د. الخطيب في مقابلة أجرتها معه مجموعة من الشباب الوطني تنشر الطلعية نصها إن الانتخابات كانت ستسير بشكل إيجابي محققة الأهداف المتوخاة من الدوائر الخمس لولا اللغم الطائفي المتمثل بحادثة التأبين وتداعياته الخطرة واللغم القبلي المتمثل بالتصعيد الذي رافق اجراء «الفرعيات» القبلية في الدائرة الخامسة.
ويقدم د. الخطيب تحليله الخاص للخلفيات والحيثيات التي جرت فيها هذه الأحداث إضافة الى تفاصيل لقائه مع رئيس الوزراء كما يقدم رؤيته لطبيعة الحالة الطائفية في الكويت واختلافها عن تلك الموجودة في دول أخرى. ويحمّل د.الخطيب جهات ذكرها مسؤولية الوقوف وراء الاحداث والتداعيات السياسية والاجتماعية التي حدثت خلال الفترة الماضية. كما يتعرض د. الخطيب في حديثه الى بعض الخلافات التي احاطت باختيار الترشيحات في صفوف التيار الوطني ويقدم رؤيته حول ما ينبغي عمله في المرحلة الراهنة. وفيما يلي نص المقابلة:
كيف ترون المشهد الانتخابي «الانتخابات» خاصة انها جاءت خلال فترة عصف اجتماعي ذات رائحة طائفية تارة وقبلية تارة أخرى؟
- كانت الانتخابات الحالية ستسير بشكل ايجابي ومشجع في ظل الدوائر الخمس غير ان ظروفا استثنائية غريبة مفاجئة ألقت بظلالها القاتمة على المشهد السياسي ومن ضمنه المحفل الانتخابي.
فبينما كانت الامور توحي بشيء من الأمل في ظل نظام انتخابي جديد على أساس دوائر موسعة تضيق على أصحاب الرشاوى والمصالح الضيقة وتوقعنا لانتخابات تجري وفق أسس جديدة ثمة من القى لغمين كبيرين في مجتمعنا كان أولهما اللغم الطائفي ممثلا بحادثة التأبين ومسارها الكارثي وتداعياتها الخطرة.
عندما وقع حادث تأبين مغنية كان هناك استنتاجان للتحليل السريع والمبدئي.. ان يكون عدنان عبدالصمد ومجموعته على علم بما اقترفه مغنية بحق الكويت سواء اتهامه بقضية الجابرية أو ضلوعه غير المباشر بتفجير موكب سمو الأمير الراحل وهذا بحد ذاته يفتقد للحصافة السياسية أو أنه متأكد من أن مغنية لا دخل له بذلك. وفي المقابل هناك حكومة ترددت في البدء ثم تناقضت في التعامل مع الموضوع ثم قالت عن مغنية انه ارهابي واجرم بحق الكويت ولم تقرن اتهامها بدلائل قضائية.. الامر بسرعة تحول الى كرة ثلج، صحيفة أو أكثر وقناة تلفزيونية أو اكثر واقلام محمومة تؤجج الموضوع وحكومة تتفرج وشحن طائفي ينتشر كالنار في الهشيم ويتحول الموضوع ليس الى تأبين واشخاص شاركوا به بل الى اتهامات وتخوين لطائفة باكملها ولغة ساقطة تتعلق بالولاء والانتماء واسقاط الجنسية والتسفير وما الى ذلك من لغة غريبة.
كان التساؤل من وراء هذا التأجيج وقد فهم أن القيادة السياسية لم تكن وراء هذا التأزيم.
من يكون اذن؟.. التحليل المبدئي يأخذنا الى شخص نافذ في اسرة الحكم عرف عنه عداؤه التاريخي للديمقراطية ولديه طموح لتولي ركن من أركان الحكم.
بقي أن نذكر ان ذلك الشخص هو أحد الذين كانوا يسوّقون دائما لأفكار انقلابية على الدستور والحياة النيابية ولديه تحمس لمشاريع بديلة كانشاء مجلس أعيان أو مجلس حكماء وغيرها من الافكار التي يتم تسريبها بين الحين والآخر.. تعزز الشعور بأن اللعبة أكبر عندما تم اعتقال الدكتور صرخوه على الدائري الخامس بطريقة بوليسية سينمائية وهو اكاديمي مرموق ومكانته معروفة وكان من الممكن استدعاؤه للتحقيق عن طريق اخطار مدير الجامعة مثلا.
وهنا اصبحت عملية الاعتقاد بأن حادث التأبين مجرد حادث وقتي عابر امر ينم عن سذاجة وان وراء الاكمة ما وراءها وكان التساؤل خصوصاً بعد أن انتقل الاتهام الى حزب الله وإيران كذلك وكأن مشروع المواجهة الطائفي والصراع السني الشيعي في المنطقة قد انتقل الى الكويت، من هو الطرف الذي يصعد القضية وهل المسألة لها أبعاد اقليمية ودولية؟
كان هناك تحليل أن التصعيد قد يكون له وجه امريكي خاصة ان القضية تحولت من تأبين الى تهم تتعلق بتأسيس حزب الله الكويتي والتآمر على قلب نظام الحكم وغيرها من التهم، هناك من ذهب الى احتمال ان تكون دوائر امريكية تريد بهذه القضية كشف خلايا حزب الله في المنطقة ونفوذها خاصة في ظل تحضيرات وتسريبات وفتح احتمالات لضربة عسكرية امريكية ضد ايران، وكنت اتساءل هل تحتاج ايران الى استخدام حزب الله في التعرض للوجود الاميركي؟ ألسنا في مرمى الصواريخ الايرانية حال حدوث حرب مع ايران؟ اذن فما الحاجة الى حزب الله، وما حدث في حرب تموز 2006 لم يزل حاضرا في الاذهان، فصواريخ حزب الله البدائية كانت كفيلة بإنزال مليون اسرائيلي الى الملاجئ الارضية وعدد القتلى الاسرائيليين يفوق ما هو معلن وهذا ما تشير اليه المجلات الطبية العالمية نقلا عن مصادر طبية اسرائيلية ودولية، فانا بحكم عملي اتابع دوريات طبية كثيرة عالمية.
في تلك الاثناء كانت كثير من الفعاليات والوجوه الشيعية ممن تربطني معهم علاقات صداقة تلتقي بي تشتكي من التعميم على الطائفه كلها، وتطالب بعمل شيء يوقف هذا السعار الطائفي والتأجيج المتصاعد بلا هوادة.
وهنا لابد من الاشارة الى تطور مهم، ففي أحد الايام اتصل بي صديق أكن له الاحترام وقال لي ان السفير الأمريكي الأسبق لدى الكويت إدوارد غنيم اجتمع إليه فور وصوله الكويت وقال له أنا هنا بتكليف من الخارجية الاميركية لزيارة المسؤولين وبعض الدواوين ومهتمي أن أسأل سؤالا واحدا.. من هي الدولة التي تقف وراء التصعيد على خلفية حادث التأبين وتريد ان تورط امريكا كورطتها في العراق؟ كان السؤال غريبا.
هذا يعني استبعاد الدور الامريكي.. ماذا استنتجتم بعد ذلك؟
- هنا كانت الامور تشير الى دور الشخص المتنفذ سالف الذكر في تأجيج الموقف خاصة ان الاحداث لاحقا فيما يتعلق بفرعيات القبائل تشير الى ذلك وسأتي عليه لاحقا.
وهنا وجد المتطرفون من الطائفتين الفرصة لتأجيج هذا الصراع وأسهمت صحافة وقنوات فضائية مفضوحة بعضها يريد ضرب الكويت ككل لثارات قديمة وأخرى هدفها الاطاحة برئيس الحكومة. في هذا الجو المحموم تصبح الساحة مسرحاً لغلاة المتطرفين من الجانبين ويفقد العقلاء قدرتهم على التأثير. ومع ذلك فقد قررت أن أقيم ندوة عامة أفضح فيها هذا المخطط الذي يهدف الى ضرب الوحدة الوطنية واحداث شرخ طائفي خطير لن يكون حتما في صالح الطرفين ومدمر للكويت ويهز سمعتها الدولية التي اكتسبتها أثناء الاحتلال بأنها ثاني بلد بعد بولونيا في تاريخ البشر لا يستطيع المحتل أن يجد شخصاً واحداً يتعاون معه وامتزجت دماء الابطال من الطائفتين لتروي هذه الارض الطيبة.
لكنني ترددت قليلا، اذ خشيت ان يعتبر رئيس الوزراء كلامي ضمن الجوقة المعروفة دوافعها للتخلص من رئيس الوزراء بسبب منهجه الاصلاحي او بسبب طموحهم لاحتلال مركزه فقررت ان اذهب اليه رأسا وأطرح تصوري واعرف ماذا ينوي ان يفعل ويفهم سبب الندوة التي سوف أقيمها.
وعليه التقيت سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وهو شخص أحترمه وتربطني معرفة قديمة به.
قلت للشيخ ناصر ما الذي يحدث؟ من يصعّد في هذه القضية؟ لماذا الحكومة فاقدة للسيطرة ولاحول ولاقوة لها في تطويق ابعاد هذا الموضوع الذي حلق في مدى شديد الخطورة.. وقلت له بشكل مباشر هل لديكم أدلة وقرائن على مغنية تثبت تورطه بجرائم ضد الكويت؟ فأجابني بانه استدعى مسؤولي أمن الدولة وسألهم ان كان لديهم قرائن وأدلة دامغة ضد مغنية فأجابوا بـ«لا».
أثناء حديثي الى رئيس الحكومة قلت له رأيي بشكل واضح، الكويت ليست كالعراق ولبنان فالحالة الطائفية في لبنان اصيلة ومتجذرة ولها ابعاد تاريخية ترجع الى عهد المتصرفية والعثمانيين، هناك الكانتونات الاثنية والطائفية تعيش في عزلة عن بعضها، مدارس منفصلة وخدمات منفصلة وادارات منفصلة، محاصصات مرسومة عرفا وقانونا، لكن في الكويت الامر مختلف، الشيعة جزء اصيل من المكون الاجتماعي الكويتي والاطروحات التي تشكك بوضعهم ساقطة تاريخيا وسياسيا.
قلت لرئيس الحكومة الشيعة في الكويت على المستوى الاستراتيجي يمثلون درعا، أمام اي سيناريو تهديد ايراني او دولة شيعية حال قيامها في جنوب العراق.. من سيحمي الكويت ازاء سيناريوهات من هذا النوع هو المكون المجتمعي المتلاحم في الكويت وعلى رأسهم الشيعة.
وهنا لابد من الرجوع الى التاريخ قليلا، نرى كيف كان للقوى القومية والوطنية في الكويت ابان الخمسينيات والستينيات دور في حماية وتثبيت استقلال الكويت برغم ما كان يشاع عن علاقاتهم مع الخارج وبعدهم العربي القومي والتشكيك فيه فعلاقات تلك القوى مع عبدالناصر ومصر ومع الثورة والانظمة المختلفة في دول المغرب وسورية وغيرها وحركات الاستقلال كانت نقطة قوة لصالح الكويت.. لم تكن هناك حركة استقلال وثورة عربية الا وكانت الكويت حاضرة ولها دور المبادرة في تثبيت الدور القومي.
وهنا أذكر ما حدثني به يوسف إبراهيم الغانم فعندما تم الذهاب إلى عبدالناصر إبان أزمة قاسم.. جندت القوى الكويتية القومية عبدالناصر في مصر والجامعة العربية وتم إقرار إرسال قوات عربية بدلا من الإنكليزية.. الموقف الذي أخذه عبدالناصر كان أساسيا في رفع الأزمة المشؤومة عن الكويت.
وهذا هو السبب الذي جعل عبدالله السالم يعين جاسم القطامي وكيلا للخارجية.. وقد جند شبابنا القومي وتوزع على السفارات العربية لاستثمار هذه العلاقات لمصلحة الكويت. وهذا ما كان.
ومن هنا أنا أسوق تلك الأمثلة لأدلل على أن المكونات السياسية والاجتماعية على اختلافها في الكويت تمثل في بعدها الاستراتيجي عمقا وحماية للكويت ودرعا في مواجهة التحديات المتعلقة باستقلال وأمن وسيادة الكويت.
وعودة إلى مسألة التأبين فرئيس الحكومة أجرى اتصالاته مع عدنان عبدالصمد وغيره وحاول تدارك ما يمكن تداركه، ورأينا بعد ذلك كيف تحولت القضية إلى مجرد قضية متعلقة بمقابلة تلفزيونية وما إلى ذلك.
المسألة لم تقف عند تداعيات التأبين، فبمجرد خفوت الأزمة ظهر لنا صدع اجتماعي وسياسي آخر تمثل بما حدث من مصادمات خلال فرعيات القبائل.
كيف ترون ما حدث؟
- عقب أزمة التأبين ظهرت على السطح مسألة الفرعيات القبلية بعد حل مجلس الأمة وما صاحب تلك الفرعيات من تصعيد متبادل وشحن متلاحق وكان التساؤل حاضرا مرة أخرى.. من يقف وراء هذا التصعيد والمصادمات التي حدثت في الشارع والمواقف المتشجنة وتدني لغة الحوار!
وإبان تلك الأحداث المتلاحقة جاءني أحد الأصدقاء وهو نقابي مخضرم وقال لي إن تلك الشخصية النافذة إياها اتصل بكبار القبيلة وطلب منهم تأجيل الانتخابات الفرعية لغاية توضح الصورة وانه سيقوم بإبلاغهم عن الموعد المناسب لإجرائها، كان هذا في الوقت الذي تقوم فيه أجهزة الدولة بجهود هنا وهناك لمحاولة مراقبة الفرعيات ومنعها وكان التساؤل حاضراً مرة أخرى.. من يعمل ضد أجهزة الدولة وهل الدولة تدار من الحكومة أو من مراكز قوى؟
وفي يوم آخر اتصلت بعدد من الأصدقاء من إحدى القبائل بعد صدامها مع أجهزة الأمن وفهمت منهم أن ذلك كان مثار دهشة عند زعماء القبيلة وبعد التحقيق اتضح أن بعض المندسين قد غرر في بعض الشباب صغار السن.
ولذلك فإن الكثير مما حدث وأسهم في تشويه المشهدين السياسي والاجتماعي في الآونة الأخيرة كان يتم بفعل فاعل وبتأثير وإيعاز مباشر من مراكز قوى محسوبة على الحكم.
كيف تم التعامل مع تداعيات التأبين وآثاره؟
- بعد انكشاف الكثير من ملابسات التأبين وأدوار كل الأطراف فيه كان واضحا الهدف مما حدث وهو إصابة الساحة السياسية بمقتل والتمهيد للإجهاز على الديمقراطية والحياة النيابية والعودة إلى أشكال الحكم التقليدية المنفردة.
من المؤسف أنه مع تطويق هذه الأحداث إلا أن المؤامرة قد نجحت فقد حققت غرضها في ضرب وحدة الوطن. لأننا لم نستطع أن نتعالى على جراحنا وحتى غضبنا لنجعل المصلحة الوطنية العليا قبل كل شيء.
وبالتالي فإن التعامل مع الموضوع بشكل عاطفي وتغليب النفس الانتقامي أمر غير محمود على الإطلاق، إن الحديث عن أن فلانا خذلنا وإن فلان قال وإن فلان لم يقف معنا لا يمت للحس الوطني. إن الكلام عن أن بعض القوى الوطنية تخلت عنا وأن الجهة الفلانية خذلتنا لن يؤدي إلى شيء.. مطلوب تغليب صوت الحكمة والتسامي والتعالي على الجراح والاستفادة مما حدث، فما هو مشترك بين القوى الفاعلة في المجتمع كثير وما لدى الأجندة الوطنية من قضايا وتحديات كثير أيضا وهو ما يتطلب تعاونا واسعا إزاءها. المشكلة أنه في أجواء الشحن يغيب صوت العقل وتكون الأصوات المعتدلة الداعية الى تغليب صوت الحكمة تائهة في محيط من الصخب والصراخ، وهنا أتذكر تماما ما حدث لي قبل أكثر من 27 عاما إبان أحداث مسجد شعبان المعروفة عندما أصبحت محاربا من الجهتين، ورفض بعض الشيعة إعطائي التسجيل لكلمتي في المسجد لتبديد كل الشكوك حول موقفي الوطني وسعيي إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية. إن هذا لم يزحزح موقفي الوطني وعلاقتي مع الجميع فلا مكان عندي للعاطفة في المسائل الوطنية.
ولذلك أقول مرة أخرى لمن يريد تصفية حسابات ضيقة من مسألة التأبين إن المسألة ليست شخصية ويجب علينا في مثل تلك المواقف التسامي والتكلم بنفس تصالحي.
أشعر بالأسى لان هناك من يتحدث عن محاسبة بعض المرشحين الوطنيين، ألا يؤدي ذلك إلى دعم قوى الفساد على حساب مصلحة الوطن؟
دكتور.. هناك قصة أخرى، الخلاف في أوساط الخط الوطني حول الانتخابات وعملية الترشيح.. هذا الخلاف أخذ منحى خطيراً وأصبح يهدد وحدة صف القوى الديمقراطية.. كيف تقيمون ما يحدث؟
- ما يحزن هو أن الوضع كان من الممكن أن يكون أفضل خلال هذه الانتخابات لولا اللغمان الطائفي والقبلي ولكن الأكثر حزنا هو ما طفا على السطح من خلافات أيضا في أوساط التيار الوطني ليزيد الطين ماءً.
ما يحدث من خلافات بشأن عملية الترشيح في المناطق.
هناك أصوات تتكلم عن انتقام ومحاسبة وأنا ضد هذا الأمر.. الشحن وصب الزيت على نار تلك الخلافات يجب أن يتوقف وقلت للكثيرين إن عملية المحاسبة بحد ذاتها عملية صحية لكن ليست الآن وليس بهذا الشكل.
لدي تحفظات وهناك أخطاء حدثت، لكن عملية التصحيح يمكن أن تتم في وقت لاحق، وأشدد على أن عملية المحاسبة والتصحيح يجب أن تتم من الداخل.. هناك شيء اسمه التحالف الوطني الديمقراطي وهذا التنظيم أنشىء من قبل الشباب وهو لكل الشباب الكويتي في كل المناطق الداخلية أو الخارجية، للذكور والإناث، للسنة والشيعة.. ولذلك أنا أقول إن التحالف ليس ملكا لأحد، هو ملك كل الشباب، وأي أمر يحدث أو تحفظ أو رأي آخر فيجب أن يقال ويبرز داخل التحالف، فالتحالف هو بيت الشباب وأي خلاف في البيت نصلحه داخل البيت.
ما يتم خلال التاريخ القريب عندما تنشق أية مجموعة تختلف مع التنظيم أمر يجب أن ينتهي، الإصلاح يجب أن يتم داخل البيت الوطني ومن له رأي يقوله فهذه هي الديمقراطية.
وأنا أعرف أن هناك من القيادات داخل التحالف من ترى أنه حدثت أخطاء خاصة ما يتعلق بالتنسيق للانتخابات.. الأمر طبيعي وأي تنظيم عندما تقع أخطاء ما يبادر الى عملية تصحيح الأخطاء دون تشنج وفي إطار من الشفافية الواضحة، لكن أن يجلس الآخرون خارج إطار العمل التنظيمي فهذا أمر لا نحبذه ولا نؤيده وقد جربنا مثل تلك الممارسات في الماضي ودمرتنا ولم تجلب لنا أي نفع.
هل يمكن أن تضع النقاط على الحروف وتخبرنا ما هو المطلوب؟
- مطلوب صحوة وطنية والإقرار بأن هناك مشكلة عاجلة تتطلب حلا، نعم قد تكون هناك مشكلات أخرى متراكمة لكن التركيز حاليا وبحكم التوقيت وموعد الانتخابات يجب أن ينصب على حل مشكلتنا الآنية الملحة.
نحن مقبلون على انتخابات مصيرية ونتائجها ستكون مفصلية، هناك قوى مدعومة من مراكز القوى والفساد سيكون وصولها الى المجلس وبالا على الوطن، هناك وفرة مالية وطفرة غير مسبوقة وقوى الفساد تريد أن تقتطع ما تستطيع من تلك الوفرة المالية لجيوبها المنتفخة ولعلكم تابعتم كيف أن رئيس الحكومة جوبه منذ توليه منصبه بحرب من أقربائه ومن قوى الفساد الذين يعتقدون أن هذا المنصب من حقهم، فالمرحلة حساسة وهناك حرب شرسة تدور لوأد الديمقراطية والعودة إلى الحكم المنفرد ليتسنى لتلك القوى اللعب بمقدرات البلد.
ولذلك أنا أكرر بأن الرسالة التي يجب أن نوصلها الآن واضحة وهي ضرورة توحيد الصوت الوطني خاصة خلال فترة الانتخابات وأهمية تأجيل الخلافات الى وقت المكاشفة والمحاسبة لاحقا.
http://www.taleea.com/newsdetails.php?id=11328&ISSUENO=1787