جمال
04-30-2008, 07:41 AM
فضل الله لـ «الراي»: محل تأمل الكثير من الروايات عن علامات ظهور المهدي
| بيروت - من أحمد الموسوي |
الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أعلن اكثر من مرة عن أن أي أحداث أو حرب عسكرية تشتعل مجدداً مع اسرائيل ستشهد تحولاً كبيراً يغير وجه المنطقة ويزيل إسرائيل من الوجود.
وفي إيران، تخطى رئيسها محمود احمدي نجاد ما يراه دائماً عن زوال إسرائيل، الى القول في خطابه الأخير ان العالم كله مقبل على تحولات كبرى، وسيشهد سقوط الدول العظمى التي يصفها بـ«الشيطانية».
وبين لبنان وايران، تكثر الروايات والتنبؤات والتوقعات، عن عناصر القوة التي يملكها «حزب الله» وايران، التي تسمح بحصول مثل تلك المتغيرات الكبيرة في المنطقة وفي العالم، وخصوصاً أن الخصم في معادلة المتغيرات هو قوى هائلة الامكانات والقدرات على المستويات كافة خصوصاً الامكانات والقدرات العسكرية، وما فيها من طاقات تدميرية شاملة.
ولأن ما ظهر، اقله حتى الان، من امكانات عسكرية قتالية لدى ايران و«حزب الله»، مازال متواضعاً جداً مقابل ذلك الخصم، فان الاجوبة عن اسرائيل، القوة المعتمد عليها في المواجهة، تتجه نحو امتلاك قوة غير عادية تقف الى جانب ايران و«حزب الله»، وهذه القوة يعبر عنها في شكل صريح وعلني في الاوساط الشعبية لدى بعض المسلمين الشيعة في لبنان، وبتداول الاحاديث عن اقتراب ظهور الامام المهدي، الامام الثاني عشر عند المسلمين الشيعة، وعن ان ما يجري اليوم وسيجري غداً من احداث وتطورات اقليمية ودولية، ليس الا تمهيداً لظهور المهدي الذي سيقيم الدولة العالمية العادلة التي «تملأ الارض قسطاً وعدلاً بعدما مُلِئَتْ ظلماً وجوراً».
وما يتداوله الناس عن هذا الاعتقاد يجد ما يعززه ويشجع عليه في كلام القيادات الشيعية، ففي لبنان وصف الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الانتصار الذي حققه «حزب الله» على اسرائيل في حرب يوليو عام 2006 بـ «النصر الالهي»، وفي ايران وصف رئيسها محمود احمدي نجاد جيش ايران بـ «الجيش الإلهي»، وفي الوصفين الكثير من الايحاءات التي تستحضر من المرويات والاحاديث الدينية بعض العلامات التي ذكرتها الكتب والمدونات القديمة عن ظهور المهدي. وفي بعض المنشورات الحديثة المتداولة بين بعض الشيعة اللبنانيين «ان العالم يعيش في زمن الظهور وان السيد علي خامنئي صاحب رايته، وان احمدي نجاد قائد قواته»، ولا شك ان مثل هذه المتداولات في الوسط الشعبي، تجعل التعبئة الإيمانية في اقصى درجات الجهوزية والتحفز والاستعداد في مواجهة الاحداث التي يمكن ان تقع، ومن جهة اخرى قد تكون هذه التعبئة نفسها سبباً في احداث وتطورات تقود اليها.
«الراي» حملت هذه الأقاويل إلى المرجع الشيعي العلامة السيد محمد حسين فضل الله واجرت معه الحوار التالي عن هذه المسألة وما يثار عنها:
• هل هناك علامات فعلية لظهور الإمام المهدي؟
- ذكرت الروايات كثيراً من العلامات، بعضها عام وبعضها خاص، ولكن كثيراً منها محل تأمل من جهة ثبوتها السندي، وقد ثبت منها أنه يخرج بعدما تُملأ الارض ظلماً وجوراً فيملأها عدلاً. ونحن نعتبر ان غيبة الإمام (عليه السلام) تتصل بالغيب الإلهي، وكذلك مسألة الحضور، لأنها تتصل باذن الله له بالخروج عندما تستكمل عناصره وشروطه الموضوعية.
• هل يمكن معرفة هذه العلامات حين حدوثها؟
- من الواضح أن تغييراً سيشهده العالم بهذا المستوى من الشمولية والحسم، لا بد من يترافق مع وضوح في العلامات لا يبقى معها مجال للغموض واللبس والاشتباه.
• هل ما يحصل في المنطقة من احداث في العراق وفلسطين ولبنان واليمن، هو من تلك العلامات، وهذا ما يتداوله كثير من المسلمين الشيعة اليوم؟
- لقد كان دائماً ما يتم اسقاط بعض مضامين الروايات التي تتحدث عن العلامات، على مجريات الأحداث في كثير من العصور الماضية التي مر بها المسلمون، في اطار حالات من الظلم والاضطهاد والجور، فكان يعتقد الكثيرون امام تفاقم حالات الجور ان هذا العصر او ذاك هو عصر الظهور، ولكن المسألة هي اعمق من ذلك، لأنها تتصل بالتغيير الشامل على مستوى العالم، ولعلها تتصل بوصول الخطر على الاسلام الى مرحلة حرجة وحساسة تحتاج الى دعم الهي للحركة البشرية في حمايته... وهذا ما لا بد ان يخضع لدراسة المسألة في العمق على مستوى العالم، كما ان ثمة نقطة وهي ان اسقاط هذه المضامين على وقائع معينة قد يدخل الكثيرين في حال من الاحباط والجمود عن الحركة في سبيل التغيير، مما ينعكس سلبياً على دور المؤمن تجاه عملية التغيير عموماً.
إن المسألة هي ان على الانسان ان يكون مستعداً في ساحة الصراع، وفي مجال التغيير، لا ان يتحرك بانتظار التغيير الشامل في حركة سلبية تجمد امام مسؤولياتها عن الانسان والاسلام والحياة، وقد كانت هذه النظرة اساساً لجمود كثيرين امام مسؤولياتهم في التاريخ، وربما في الحاضر، حتى ان بعض الاتجاهات ترى ان لا بد من تشجيع المنكر والفساد بزعم ان هذا يعجل في ظهور الامام المهدي (عليه السلام).
وهذه النظرة لا تنطلق من فهم عميق لمسألة الانتظار ولدور الامام المهدي (عليه السلام)، الذي لن تنطلق حركته الا في نطاق تأكيد القرآن الكريم والسنّة النبوية في حياة الناس بكل القيم والمفاهيم والحركية الاسلامية والانسانية، وهذا ما يفرض على التابعين له ان يتحركوا في هذا الاطار، لا ان يجمدوا انفسهم عن الحياة او يتحركوا في ما يضاد حركة الاسلام في هذا المجال.
• ما الموقف من بعض علماء الدين الذين يقولون بذلك؟
- إن على العلماء ان يتحركوا في سبيل توجيه الناس الى القيام بمسؤولياتهم من ناحية ارتباطهم بالواقع، وان تتحرك عقيدة الظهور والتغيير الشامل كأساس لبعث الامل في قلب ساحة العمل، لا إن تكون عنصر تغييب للانسان المؤمن عن ساحة الصراع والمسؤولية والتغيير مقدمة للتغيير الشامل، فإن من لا يعيش حركية التغيير في حياته على المستويات التي يتحرك في اطارها، لن يكون قادراً على استيعاب فكرة التغيير الشامل، وربما لن ينخرط فيه، لأن البعد العاطفي في مسألة التغيير والانتماء للإمام المهدي (عليه السلام) والتغيير شيء، والبعد الحركي ـ الى جانب سائر الأبعاد ـ الذي هو المطلوب الاساس في حركة الظهور، شيء آخر.
| بيروت - من أحمد الموسوي |
الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أعلن اكثر من مرة عن أن أي أحداث أو حرب عسكرية تشتعل مجدداً مع اسرائيل ستشهد تحولاً كبيراً يغير وجه المنطقة ويزيل إسرائيل من الوجود.
وفي إيران، تخطى رئيسها محمود احمدي نجاد ما يراه دائماً عن زوال إسرائيل، الى القول في خطابه الأخير ان العالم كله مقبل على تحولات كبرى، وسيشهد سقوط الدول العظمى التي يصفها بـ«الشيطانية».
وبين لبنان وايران، تكثر الروايات والتنبؤات والتوقعات، عن عناصر القوة التي يملكها «حزب الله» وايران، التي تسمح بحصول مثل تلك المتغيرات الكبيرة في المنطقة وفي العالم، وخصوصاً أن الخصم في معادلة المتغيرات هو قوى هائلة الامكانات والقدرات على المستويات كافة خصوصاً الامكانات والقدرات العسكرية، وما فيها من طاقات تدميرية شاملة.
ولأن ما ظهر، اقله حتى الان، من امكانات عسكرية قتالية لدى ايران و«حزب الله»، مازال متواضعاً جداً مقابل ذلك الخصم، فان الاجوبة عن اسرائيل، القوة المعتمد عليها في المواجهة، تتجه نحو امتلاك قوة غير عادية تقف الى جانب ايران و«حزب الله»، وهذه القوة يعبر عنها في شكل صريح وعلني في الاوساط الشعبية لدى بعض المسلمين الشيعة في لبنان، وبتداول الاحاديث عن اقتراب ظهور الامام المهدي، الامام الثاني عشر عند المسلمين الشيعة، وعن ان ما يجري اليوم وسيجري غداً من احداث وتطورات اقليمية ودولية، ليس الا تمهيداً لظهور المهدي الذي سيقيم الدولة العالمية العادلة التي «تملأ الارض قسطاً وعدلاً بعدما مُلِئَتْ ظلماً وجوراً».
وما يتداوله الناس عن هذا الاعتقاد يجد ما يعززه ويشجع عليه في كلام القيادات الشيعية، ففي لبنان وصف الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الانتصار الذي حققه «حزب الله» على اسرائيل في حرب يوليو عام 2006 بـ «النصر الالهي»، وفي ايران وصف رئيسها محمود احمدي نجاد جيش ايران بـ «الجيش الإلهي»، وفي الوصفين الكثير من الايحاءات التي تستحضر من المرويات والاحاديث الدينية بعض العلامات التي ذكرتها الكتب والمدونات القديمة عن ظهور المهدي. وفي بعض المنشورات الحديثة المتداولة بين بعض الشيعة اللبنانيين «ان العالم يعيش في زمن الظهور وان السيد علي خامنئي صاحب رايته، وان احمدي نجاد قائد قواته»، ولا شك ان مثل هذه المتداولات في الوسط الشعبي، تجعل التعبئة الإيمانية في اقصى درجات الجهوزية والتحفز والاستعداد في مواجهة الاحداث التي يمكن ان تقع، ومن جهة اخرى قد تكون هذه التعبئة نفسها سبباً في احداث وتطورات تقود اليها.
«الراي» حملت هذه الأقاويل إلى المرجع الشيعي العلامة السيد محمد حسين فضل الله واجرت معه الحوار التالي عن هذه المسألة وما يثار عنها:
• هل هناك علامات فعلية لظهور الإمام المهدي؟
- ذكرت الروايات كثيراً من العلامات، بعضها عام وبعضها خاص، ولكن كثيراً منها محل تأمل من جهة ثبوتها السندي، وقد ثبت منها أنه يخرج بعدما تُملأ الارض ظلماً وجوراً فيملأها عدلاً. ونحن نعتبر ان غيبة الإمام (عليه السلام) تتصل بالغيب الإلهي، وكذلك مسألة الحضور، لأنها تتصل باذن الله له بالخروج عندما تستكمل عناصره وشروطه الموضوعية.
• هل يمكن معرفة هذه العلامات حين حدوثها؟
- من الواضح أن تغييراً سيشهده العالم بهذا المستوى من الشمولية والحسم، لا بد من يترافق مع وضوح في العلامات لا يبقى معها مجال للغموض واللبس والاشتباه.
• هل ما يحصل في المنطقة من احداث في العراق وفلسطين ولبنان واليمن، هو من تلك العلامات، وهذا ما يتداوله كثير من المسلمين الشيعة اليوم؟
- لقد كان دائماً ما يتم اسقاط بعض مضامين الروايات التي تتحدث عن العلامات، على مجريات الأحداث في كثير من العصور الماضية التي مر بها المسلمون، في اطار حالات من الظلم والاضطهاد والجور، فكان يعتقد الكثيرون امام تفاقم حالات الجور ان هذا العصر او ذاك هو عصر الظهور، ولكن المسألة هي اعمق من ذلك، لأنها تتصل بالتغيير الشامل على مستوى العالم، ولعلها تتصل بوصول الخطر على الاسلام الى مرحلة حرجة وحساسة تحتاج الى دعم الهي للحركة البشرية في حمايته... وهذا ما لا بد ان يخضع لدراسة المسألة في العمق على مستوى العالم، كما ان ثمة نقطة وهي ان اسقاط هذه المضامين على وقائع معينة قد يدخل الكثيرين في حال من الاحباط والجمود عن الحركة في سبيل التغيير، مما ينعكس سلبياً على دور المؤمن تجاه عملية التغيير عموماً.
إن المسألة هي ان على الانسان ان يكون مستعداً في ساحة الصراع، وفي مجال التغيير، لا ان يتحرك بانتظار التغيير الشامل في حركة سلبية تجمد امام مسؤولياتها عن الانسان والاسلام والحياة، وقد كانت هذه النظرة اساساً لجمود كثيرين امام مسؤولياتهم في التاريخ، وربما في الحاضر، حتى ان بعض الاتجاهات ترى ان لا بد من تشجيع المنكر والفساد بزعم ان هذا يعجل في ظهور الامام المهدي (عليه السلام).
وهذه النظرة لا تنطلق من فهم عميق لمسألة الانتظار ولدور الامام المهدي (عليه السلام)، الذي لن تنطلق حركته الا في نطاق تأكيد القرآن الكريم والسنّة النبوية في حياة الناس بكل القيم والمفاهيم والحركية الاسلامية والانسانية، وهذا ما يفرض على التابعين له ان يتحركوا في هذا الاطار، لا ان يجمدوا انفسهم عن الحياة او يتحركوا في ما يضاد حركة الاسلام في هذا المجال.
• ما الموقف من بعض علماء الدين الذين يقولون بذلك؟
- إن على العلماء ان يتحركوا في سبيل توجيه الناس الى القيام بمسؤولياتهم من ناحية ارتباطهم بالواقع، وان تتحرك عقيدة الظهور والتغيير الشامل كأساس لبعث الامل في قلب ساحة العمل، لا إن تكون عنصر تغييب للانسان المؤمن عن ساحة الصراع والمسؤولية والتغيير مقدمة للتغيير الشامل، فإن من لا يعيش حركية التغيير في حياته على المستويات التي يتحرك في اطارها، لن يكون قادراً على استيعاب فكرة التغيير الشامل، وربما لن ينخرط فيه، لأن البعد العاطفي في مسألة التغيير والانتماء للإمام المهدي (عليه السلام) والتغيير شيء، والبعد الحركي ـ الى جانب سائر الأبعاد ـ الذي هو المطلوب الاساس في حركة الظهور، شيء آخر.