مجاهدون
04-29-2008, 11:50 PM
في أول بادرة تقوم بها عاصمة أوروبية
فيينا: بثينة عبد الرحمن
أطلقت سلطات العاصمة النمساوية فيينا، اسم الصحافي والدبلوماسي المفكر النمساوي المسلم محمد أسد، على الميدان الواقع أمام مبنى الأمم المتحدة، وذلك في أول بادرة تقوم بها عاصمة أوروبية، وتقرر تكريم احد أبنائها ممن أسلموا، وعملوا من أجل رفعة الدين الإسلامي، وتوطيد دعائمه ونشر مبادئه.
واحتفالا بهذه المناسبة المهمة، أقام عمدة المدينة الدكتور ميخائيل هويبل، حفل استقبال بمبنى المجلس البلدي الـ«رات هاوس»، دعا إليه ضيوفا كبارا حضروا المناسبة من داخل النمسا وخارجها. وكان في مقدمة المدعوين الدكتور فهد بن عبد الله السماري، الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز، موفد الأمير سلمان أمير منطقة الرياض، وسليمان الحربش، مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدولية «أفيد»، وسفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدون لدى النمسا، بالإضافة للبروفسور طلال محمد أسد، وعدد من الإعلاميين والدبلوماسيين الألمان والباكستانيين، وكتاب ممن عاصروا محمد أسد.
كان النائب في برلمان فيينا (من أصل عربي) المهندس عمر الراوي، الذي احتضن فكرة التكريم وأشرف على إخراجها، قد دعا لمشاهدة فيلم سينمائي مستوحى من كتاب محمد أسد «الطريق إلى مكة»، تم إنتاجه بتعاون فني بين عمودية فيينا ومحطتي تلفزيون «أو آر إف» النمساوية، و«آرتا» الألمانية الفرنسية.
يسجل الفيلم رحلة محمد أسد 1900 ـ 1992، من مولده كمواطن نمساوي اسمه ليوبولد فايس يدين بالديانة اليهودية، إلى بدايات إسلامه وهو في الثانية عشرة من عمره، ثم تغييره لاسمه، فانطلاقه وزياراته كصحافي مسلم لعدد من الدول الإسلامية. ثم رحلة حجه على ظهر جمل، أوصله إلى الأراضي المقدسة التي عاش فيها ست سنوات، صار خلالها صديقا للملك عبد العزيز، ثم انتقاله إلى باكستان التي آّمن بفكرتها كدولة إسلامية حقيقية، حيث ساهم مع محمد إقبال في تأسيسها، كما عمل مندوبا لها في الأمم المتحدة بنيويورك، ومن بعد انتقاله إلى المغرب حيث واصل كتابة مؤلفاته، حتى وفاته بمدينة غرناطة الإسبانية بين آثار وتاريخ الحضارة الإسلامية.
وتميزت حياة محمد أسد بالكثير المثير للجدل، فهو ولد يهوديا يتحدث العبرية ويستوعب التوراة، في بلد مسيحي يتحدث الألمانية. أجاد اللغة الإنجليزية واللغة العربية. اعتنق الإسلام دينا، وعمل على نشره وتوضيح معانيه ومقاصده وترجم القرآن. عاش حياة البدو في الصحراء العربية، ولبس لباسهم. وتنقل في عدد من الدول العربية، وشارك المناضل الليبي عمر المختار في حرب التحرير ضد الإيطاليين. ورفض فكرة تأسيس دولة صهيونية في فلسطين، مؤمنا بأن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض الحقيقيون.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» مع الدكتور فهد السماري، أشاد بالبادرة التي تعكس الوجه المشرق لفيينا، موجها تحية تقدير من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله للشعب النمساوي، مشيرا إلى أن حياة محمد أسد كانت حافلة بالعطاء، عامرة بالمؤلفات، واصفا إطلاق اسمه على هذا الميدان بـ«منحة وفاء» لرجل عظيم، ولبنة خير لتمتين الصداقة بين الشعب النمساوي والشعوب الإسلامية، وثمن ما يقوم به عمدة فيينا ومعاونوه من قيادات العمل الإسلامي بفيينا.
وأشار السماري إلى الإعجاب الشديد الذي أبداه محمد أسد تجاه الملك عبد العزيز بن سعود، وكيف آثر الملك عبد العزيز، محمد أسد بصدقه وقوة إيمانه، موضحا أن وضع محمد أسد كصحافي كان قريبا من الملك، إذ أعطاه فرصة أن يسأله ما يشاء من أسئلة لم يطرحها غيره، تتعلق بعضها بشؤون الحياة بعيدا عن السياسة، مما ساعده على تضمين كتابه «الطريق إلى مكة» معلومات خاصة عن الملك، كشدة حزنه على وفاة زوجة من زوجاته، ومدى ما كان يكنه لها من حب ووله، وإعجاب بشخصيتها، وافتقاده لها.
تلك العاطفة دفعت الكاتب محمد أسد إلى تسجيل إعجابه بالرومانسية المتجذرة في شخصية الملك عبد العزيز، رغم حقيقة كونه حاكما قويا وشخصية حازمة، (ورغم ان ذلك ليس مستغربا)، إلا ان محمد أسد مثل كثيرين لم يتوقعه. وكان محمد أسد في جانب آخر قد تكلم كذلك عن مدى اهتمام الملك عبد العزيز بأسرته خاصة بناته، وكيف كان ينظر للمرأة كأساس للأسرة والتربية، وكيف كان يتفهم أهمية كونها عماد البيت «بل كل شيء»، وأنها أساس العاطفة التي يحتاجها الإنسان، ما يمنح حياته معنى وقوة تبعده عن الملل والرتابة.
نقطة أخرى ركز على سردها محمد أسد من واقع قربه من الملك عبد العزيز هي واقعية الملك، واهتمامه بالتعبير عما كان يقتنع به بكل صدق ووضوح. وهذه الخطوة ظاهرة تقدير للجالية النمساوية المسلمة، ورسالة دبلوماسية فاعلة للدول الإسلامية والعربية، تتضمن رفضا رسميا صريحا للممارسات اليمينية المتشددة ضد الإسلام.
فيينا: بثينة عبد الرحمن
أطلقت سلطات العاصمة النمساوية فيينا، اسم الصحافي والدبلوماسي المفكر النمساوي المسلم محمد أسد، على الميدان الواقع أمام مبنى الأمم المتحدة، وذلك في أول بادرة تقوم بها عاصمة أوروبية، وتقرر تكريم احد أبنائها ممن أسلموا، وعملوا من أجل رفعة الدين الإسلامي، وتوطيد دعائمه ونشر مبادئه.
واحتفالا بهذه المناسبة المهمة، أقام عمدة المدينة الدكتور ميخائيل هويبل، حفل استقبال بمبنى المجلس البلدي الـ«رات هاوس»، دعا إليه ضيوفا كبارا حضروا المناسبة من داخل النمسا وخارجها. وكان في مقدمة المدعوين الدكتور فهد بن عبد الله السماري، الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز، موفد الأمير سلمان أمير منطقة الرياض، وسليمان الحربش، مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدولية «أفيد»، وسفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدون لدى النمسا، بالإضافة للبروفسور طلال محمد أسد، وعدد من الإعلاميين والدبلوماسيين الألمان والباكستانيين، وكتاب ممن عاصروا محمد أسد.
كان النائب في برلمان فيينا (من أصل عربي) المهندس عمر الراوي، الذي احتضن فكرة التكريم وأشرف على إخراجها، قد دعا لمشاهدة فيلم سينمائي مستوحى من كتاب محمد أسد «الطريق إلى مكة»، تم إنتاجه بتعاون فني بين عمودية فيينا ومحطتي تلفزيون «أو آر إف» النمساوية، و«آرتا» الألمانية الفرنسية.
يسجل الفيلم رحلة محمد أسد 1900 ـ 1992، من مولده كمواطن نمساوي اسمه ليوبولد فايس يدين بالديانة اليهودية، إلى بدايات إسلامه وهو في الثانية عشرة من عمره، ثم تغييره لاسمه، فانطلاقه وزياراته كصحافي مسلم لعدد من الدول الإسلامية. ثم رحلة حجه على ظهر جمل، أوصله إلى الأراضي المقدسة التي عاش فيها ست سنوات، صار خلالها صديقا للملك عبد العزيز، ثم انتقاله إلى باكستان التي آّمن بفكرتها كدولة إسلامية حقيقية، حيث ساهم مع محمد إقبال في تأسيسها، كما عمل مندوبا لها في الأمم المتحدة بنيويورك، ومن بعد انتقاله إلى المغرب حيث واصل كتابة مؤلفاته، حتى وفاته بمدينة غرناطة الإسبانية بين آثار وتاريخ الحضارة الإسلامية.
وتميزت حياة محمد أسد بالكثير المثير للجدل، فهو ولد يهوديا يتحدث العبرية ويستوعب التوراة، في بلد مسيحي يتحدث الألمانية. أجاد اللغة الإنجليزية واللغة العربية. اعتنق الإسلام دينا، وعمل على نشره وتوضيح معانيه ومقاصده وترجم القرآن. عاش حياة البدو في الصحراء العربية، ولبس لباسهم. وتنقل في عدد من الدول العربية، وشارك المناضل الليبي عمر المختار في حرب التحرير ضد الإيطاليين. ورفض فكرة تأسيس دولة صهيونية في فلسطين، مؤمنا بأن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض الحقيقيون.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» مع الدكتور فهد السماري، أشاد بالبادرة التي تعكس الوجه المشرق لفيينا، موجها تحية تقدير من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله للشعب النمساوي، مشيرا إلى أن حياة محمد أسد كانت حافلة بالعطاء، عامرة بالمؤلفات، واصفا إطلاق اسمه على هذا الميدان بـ«منحة وفاء» لرجل عظيم، ولبنة خير لتمتين الصداقة بين الشعب النمساوي والشعوب الإسلامية، وثمن ما يقوم به عمدة فيينا ومعاونوه من قيادات العمل الإسلامي بفيينا.
وأشار السماري إلى الإعجاب الشديد الذي أبداه محمد أسد تجاه الملك عبد العزيز بن سعود، وكيف آثر الملك عبد العزيز، محمد أسد بصدقه وقوة إيمانه، موضحا أن وضع محمد أسد كصحافي كان قريبا من الملك، إذ أعطاه فرصة أن يسأله ما يشاء من أسئلة لم يطرحها غيره، تتعلق بعضها بشؤون الحياة بعيدا عن السياسة، مما ساعده على تضمين كتابه «الطريق إلى مكة» معلومات خاصة عن الملك، كشدة حزنه على وفاة زوجة من زوجاته، ومدى ما كان يكنه لها من حب ووله، وإعجاب بشخصيتها، وافتقاده لها.
تلك العاطفة دفعت الكاتب محمد أسد إلى تسجيل إعجابه بالرومانسية المتجذرة في شخصية الملك عبد العزيز، رغم حقيقة كونه حاكما قويا وشخصية حازمة، (ورغم ان ذلك ليس مستغربا)، إلا ان محمد أسد مثل كثيرين لم يتوقعه. وكان محمد أسد في جانب آخر قد تكلم كذلك عن مدى اهتمام الملك عبد العزيز بأسرته خاصة بناته، وكيف كان ينظر للمرأة كأساس للأسرة والتربية، وكيف كان يتفهم أهمية كونها عماد البيت «بل كل شيء»، وأنها أساس العاطفة التي يحتاجها الإنسان، ما يمنح حياته معنى وقوة تبعده عن الملل والرتابة.
نقطة أخرى ركز على سردها محمد أسد من واقع قربه من الملك عبد العزيز هي واقعية الملك، واهتمامه بالتعبير عما كان يقتنع به بكل صدق ووضوح. وهذه الخطوة ظاهرة تقدير للجالية النمساوية المسلمة، ورسالة دبلوماسية فاعلة للدول الإسلامية والعربية، تتضمن رفضا رسميا صريحا للممارسات اليمينية المتشددة ضد الإسلام.