لمياء
04-26-2008, 03:58 PM
قال في حديث مع "إيلاف" إن ما بين بلاده والسعودية هو "زواج كاثوليكي"
http://65.17.227.70/elaphweb/Resources/images/Politics/2008/4/thumbnails/T_d04359b0-b349-4acd-aa18-bc6960a3e0ed.jpg
فؤاد الهاشم خلال حديثه مع إيلاف
سلطان القحطاني من الكويت: مثل صوت سقوط شيء ثقيل وهو يتدحرج من أعلى الدرج يأتيك صوت الكاتب الكويتي الشهير فؤاد الهاشم، المبحوح أحياناً بسبب تعاقب السنين والسجائر على حنجرته، وهو يتحدث عن المنطقة وخصوصاً عن وزير الخارجية القطري المعروف الشيخ حمد بن جاسم الذي قال عنه إنه رجل " يعتقد بأنه خليطٌ من عبد الناصر وغيفارا ".
بالنسبة إليه فإن هذا المسؤول القطري الرفيع يمارس "أبشع الحيل السياسية" في منطقة خليجية لا تحتمل هذا النوع من التناقضات مستدلاً على ذلك بأنه " يزور إسرائيل في يوم، وفي يوم آخر يزور نصر الله، ويلتقي وزيرة الخارجية الإسرائيلية في بلد، وفي اليوم التالي يستقبل أعضاء حركة حماس. إنه يرى أن السعودية والكويت والإمارات مجرد ولايات تابعة لقطر ".
هنا يتوقف الهاشم عن الحديث كي يرتشف قطرات من قدح صغير مملوء بالشاي ثم يتمهل قليلاً. يقول " هل تعرف ماذا أسميته؟". أهز رأسي نافياً فيقول :" لقد سميته الخروف الأسود وسط قطيع أبيض. إنه يتوقع أن قناة الجزيرة هي المفاعل النووي القطري الذي يرهب به خصومه لذلك فهو يفتح النار على السعودية والكويت".
ويمضي في حديث مقتضب عن دعوى قضائية رفعت ضده من قبل هذا الوزير المحترف :" كنت أكشف كل تحركاته وزياراته إلى إسرائيل واستثماراته هناك وهذا ما أزعجه كثيراً وتحرك بدعوى قضائية ضدي ونحن ننتظر أن تبلغنا النيابة بموعد الجلسة القادمة". قال الجملة الأخيرة دون أن تبدو على وجهه أي دلائل على الاهتمام.
لا يمكن أن تقابل هذا الكاتب المشهور بكونه محترف الزوابع، في بلد اعتادها حتى ألفها وألفته، دون أن تسأله عن آخر قضية رفعت عليه من آخرين لم يعجبهم ما يعتبرونه "لساناً طويلاً" يخرج من بين أسنانه؛ ولهذا السبب فهو يقسم وقته بين الكتابة والقراءة وزيارة المحاكم. مع ذلك هو أرفع الكتاب في الخليج أجراً إذ يتقاضي نحو 18 ألف دولار شهرياً من صحيفته.
يجيب عن "آخر قضية رفعت ضده؟" وقد فلتت منه ابتسامة خضراء ليست مضرة بالبيئة مثل سيغاره الكوبي الضخم قائلاً: " آخر قضية كانت من السفارة الإيرانية لأنهم ينفون علاقتهم بحزب الله الكويتي ولا أحد عاقل يقتنع بأن دور السفارة الإيرانية في دعم نواب كويتيين. حسب معلوماتي السفارة بعثت برقية لعماد عبد الصمد بأن القيادة السياسية الإيرانية تدعمكم والحكومة الكويتية لن تستطيع أن تتخذ أي إجراء ضدكم".
نيران صديقة
كانت هذه القضية هي شغل الكويت الشاغل خلال الشهر الفائت بل أنها كانت سبباً رئيساً في قرار أمير البلاد حل البرلمان وتشكيل حكومة جديدة. كما أنها كانت شغله الشاغل إذ يقول بملامح شخص مصاب بالقرف من رائحة نتنة :" إنها ظاهرة مرضية أن تشاهد نواب برلمان في بلد يتلقون أوامرهم من قيادة سياسية في بلد آخر". لكنه لم يبصق على الأرض.
في ذلك إشارة الإشارات إلى إيران ودورها المثير لصداع دول الخليج الست.
أستوضحه المزيد قائلاً له "هل تعتقد أن شيعة الكويت شعروا بأنهم خارج حضن الدولة؟". فيجيب:" ما يحدث الآن هو شيء غريب يشبه إلى حد كبير الفترة التي تلت وصول الإمام الخميني إلى السلطة وحدثت وقتها تجمعات مسجد "حجي شعبان" في شرق والتي دعت الحكومة إلى إبعاد أحد المواطنين الشيعة الذي كان يتزعم الدعم والإشادة بالثورة الإسلامية".
ويمضي في حديثه بينما أمارات وجهه تتغير كأنما هو يجاهد كي يستدعي المشاهد من الماضي: " ذلك المسجد تحول إلى إذاعة خارجية للإمام بعد أن أسقطت عنه الحكومة الجنسية .. وبعد التحرير عاد إلى الكويت .. الشيعة شعروا بأنهم مختنقون في أعماق بحر كويتي مالح وأحسوا أن الخميني يستطيع أن يجعلهم يتنفسون".
ويبدو أن هذا ليس شعور شيعة الكويت وحدهم بل إن عشرات الألوف من أفراد الطائفة، التي تعتبر إحدى مسارب الديانة الإسلامية، ممن يسكنون على شواطئ الخليج وفوق حقول نفطه السيّالة الذين استيقظت أحلامهم عقب سقوط النظام العراقي السابق وبروز إيران من جديد كقوة إقليمية كبرى.
وتسود مشاعر عدم الثقة المتبادلة بين أفراد هذه الأقلية وبين حكومات الخليج ما جعل الشيعة مبعدين عن الوظائف الحساسة في دولهم. وهناك سبب نفسي في المقام الأول نتيجة الخشية الحكومية من أن ينتصر الولاء للطائفة على الدولة عند حدوث الأزمات.
وعن ذلك يقول الهاشم :" إن لديهم إحساسا زائفا بأنهم فئة منعزلة .. منطوية محاطة بقيود. وهذا غير موجود، فوجدوا في الثورة الإيرانية متنفسا. والغريب أن ما كنا نعتقد أنهم عقلاء الشيعة أصبحوا أكثر تطرفاً من مهابيلهم".
معارك خارج الرحم
هذه المعركة ليست إلا فصلاً صغيراً في كتاب حياة فؤاد الهاشم. بل أنك ستصاب بالذهول حين تكتشف أنه سبق وأن هاجم واحداً من أكثر المسؤولين شعبية في دول الخليج، وهو حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. أقول له مستغرباً : "محمد بن راشد؟ .. حتى محمد بن راشد؟".
يجيبني مثل من لا يريد أن يتذكر هذه الصفحة بالتحديد من تاريخه :" انتقدته أيام النظام العراقي حين شكك بوجود أسرى كويتيين فقط .. وكذلك حين تم انتقاد الأمير الراحل الشيخ جابر في صحيفة البيان التي تصدر من دبي".
أضاف مستدركاً: " على فكرة أستغرب الشيخ صباح من نشر ذلك المقال". قلتُ له بخبث:"رغم أنهم يتهمونك بأنك توجه عن بعد من قبل الديوان الأميري". لكنه رد بسرعة :" لا .. لا لم يتصلوا بي منذ 15 عاماً".
وعما إذا كانت لديه فصول لم تفتح ضد السعودية قال إن العلاقات بين المملكة وبلاده هي "زواج كاثوليكي" أي لا طلاق فيه.
كل الطرق لم تعد تؤدي إلى روما
إنه يعرف أنه ممنوع من دخول عدة بلدان عربية مثل سوريا وإيران واليمن بعد أن كان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يهم برفع قضية ضده لولا أن أقنعه مستشاروه بأن لا ضرورة لهذا الأمر، إضافة إلى العقيد الليبي معمر القذافي الذي قال عنه " شيء جميل أن يكون فخامة العقيد قد اقتنع بدور القضاء".
كما أنه يعرف أنه مهدد من قبل عناصر قومية وأخرى طائفية لذلك فهو يحتفظ بقطعة سلاح داخل منزله استعدادا للطوارئ، أما حراسة الخارج فتتولاها دزينة من الكاميرات الإلكترونية الموصولة بجهاز تلفزيوني في غرفة الجلوس يستطيع من خلالها أن يعرف هوية زواره، الذين يضيق منهم إن كانوا رجالاً !!.
يقول عن الحماية التي يعيش في رحمها آمناً مطمئناً :" إني رجل مسلم ومؤمن وأعرف أن الله هو الحافظ .. أنظر إلى ما حدث لرفيق الحريري الذي كان يرصد لحماية أمنه الشخصي مبلغ مليون دولار". أقول له بينما أتأكد من جودة الشاي المعد لي ببضع رشفات :" ألم يهددك أحد؟" .. يجيب :" تأتيني الكثير من التهديدات لكنني اعتدت عليها".
وعلى الرغم من هذا الجو المسيّج فإن الهاشم لا يعيش في عزلة ففي النهار يجلس في منزله متصفحاً صحف اليوم وقارئاً بضع صفحات من أحد الكتب التي تفيض بها مكتبته الخاصة. وفي المساء يذهب إلى جريدته الوطن، حيث مكتبه ونقوده وزاويته المثيرة للصداع، ومن ثم يزور عدداً من دواوين أصدقائه.
إلا أن النهار، وتحديداًُ بين فكيّ الثانية والثالثة، حين ترتفع الشمس أكثر من قيد رمح، يستلُّ الهاشم قلمه كي يكتب هذه الزاوية المثيرة للجدل. "هل تكتب بقلم واحد يافؤاد بن الهاشم؟". يقول بابتسامة هادئة :"لدي ثلاثة أنواع من الكتابة .. الأولى بالرصاص المطاطي الذي يوجع ولا يدمي، والثانية بالرصاص الحي، وحينما تكون هناك أزمة ضد بلادي فإنني أكتب بقلم الدمار الشامل".
عند الجملة الأخيرة يغرق في ضحك خفيف مثل ليلة صيف بينما أغرق في خوفي من أن يقصف هذا المنزل أولئك الباحثون بنهم عن المفاعلات النووية في منطقة برعت أكثر من غيرها في خوض الحروب ببسالة .. ولكن من خلف مايكروفون.
http://65.17.227.80/ElaphWeb/Politics/2008/4/325042.htm
http://65.17.227.70/elaphweb/Resources/images/Politics/2008/4/thumbnails/T_d04359b0-b349-4acd-aa18-bc6960a3e0ed.jpg
فؤاد الهاشم خلال حديثه مع إيلاف
سلطان القحطاني من الكويت: مثل صوت سقوط شيء ثقيل وهو يتدحرج من أعلى الدرج يأتيك صوت الكاتب الكويتي الشهير فؤاد الهاشم، المبحوح أحياناً بسبب تعاقب السنين والسجائر على حنجرته، وهو يتحدث عن المنطقة وخصوصاً عن وزير الخارجية القطري المعروف الشيخ حمد بن جاسم الذي قال عنه إنه رجل " يعتقد بأنه خليطٌ من عبد الناصر وغيفارا ".
بالنسبة إليه فإن هذا المسؤول القطري الرفيع يمارس "أبشع الحيل السياسية" في منطقة خليجية لا تحتمل هذا النوع من التناقضات مستدلاً على ذلك بأنه " يزور إسرائيل في يوم، وفي يوم آخر يزور نصر الله، ويلتقي وزيرة الخارجية الإسرائيلية في بلد، وفي اليوم التالي يستقبل أعضاء حركة حماس. إنه يرى أن السعودية والكويت والإمارات مجرد ولايات تابعة لقطر ".
هنا يتوقف الهاشم عن الحديث كي يرتشف قطرات من قدح صغير مملوء بالشاي ثم يتمهل قليلاً. يقول " هل تعرف ماذا أسميته؟". أهز رأسي نافياً فيقول :" لقد سميته الخروف الأسود وسط قطيع أبيض. إنه يتوقع أن قناة الجزيرة هي المفاعل النووي القطري الذي يرهب به خصومه لذلك فهو يفتح النار على السعودية والكويت".
ويمضي في حديث مقتضب عن دعوى قضائية رفعت ضده من قبل هذا الوزير المحترف :" كنت أكشف كل تحركاته وزياراته إلى إسرائيل واستثماراته هناك وهذا ما أزعجه كثيراً وتحرك بدعوى قضائية ضدي ونحن ننتظر أن تبلغنا النيابة بموعد الجلسة القادمة". قال الجملة الأخيرة دون أن تبدو على وجهه أي دلائل على الاهتمام.
لا يمكن أن تقابل هذا الكاتب المشهور بكونه محترف الزوابع، في بلد اعتادها حتى ألفها وألفته، دون أن تسأله عن آخر قضية رفعت عليه من آخرين لم يعجبهم ما يعتبرونه "لساناً طويلاً" يخرج من بين أسنانه؛ ولهذا السبب فهو يقسم وقته بين الكتابة والقراءة وزيارة المحاكم. مع ذلك هو أرفع الكتاب في الخليج أجراً إذ يتقاضي نحو 18 ألف دولار شهرياً من صحيفته.
يجيب عن "آخر قضية رفعت ضده؟" وقد فلتت منه ابتسامة خضراء ليست مضرة بالبيئة مثل سيغاره الكوبي الضخم قائلاً: " آخر قضية كانت من السفارة الإيرانية لأنهم ينفون علاقتهم بحزب الله الكويتي ولا أحد عاقل يقتنع بأن دور السفارة الإيرانية في دعم نواب كويتيين. حسب معلوماتي السفارة بعثت برقية لعماد عبد الصمد بأن القيادة السياسية الإيرانية تدعمكم والحكومة الكويتية لن تستطيع أن تتخذ أي إجراء ضدكم".
نيران صديقة
كانت هذه القضية هي شغل الكويت الشاغل خلال الشهر الفائت بل أنها كانت سبباً رئيساً في قرار أمير البلاد حل البرلمان وتشكيل حكومة جديدة. كما أنها كانت شغله الشاغل إذ يقول بملامح شخص مصاب بالقرف من رائحة نتنة :" إنها ظاهرة مرضية أن تشاهد نواب برلمان في بلد يتلقون أوامرهم من قيادة سياسية في بلد آخر". لكنه لم يبصق على الأرض.
في ذلك إشارة الإشارات إلى إيران ودورها المثير لصداع دول الخليج الست.
أستوضحه المزيد قائلاً له "هل تعتقد أن شيعة الكويت شعروا بأنهم خارج حضن الدولة؟". فيجيب:" ما يحدث الآن هو شيء غريب يشبه إلى حد كبير الفترة التي تلت وصول الإمام الخميني إلى السلطة وحدثت وقتها تجمعات مسجد "حجي شعبان" في شرق والتي دعت الحكومة إلى إبعاد أحد المواطنين الشيعة الذي كان يتزعم الدعم والإشادة بالثورة الإسلامية".
ويمضي في حديثه بينما أمارات وجهه تتغير كأنما هو يجاهد كي يستدعي المشاهد من الماضي: " ذلك المسجد تحول إلى إذاعة خارجية للإمام بعد أن أسقطت عنه الحكومة الجنسية .. وبعد التحرير عاد إلى الكويت .. الشيعة شعروا بأنهم مختنقون في أعماق بحر كويتي مالح وأحسوا أن الخميني يستطيع أن يجعلهم يتنفسون".
ويبدو أن هذا ليس شعور شيعة الكويت وحدهم بل إن عشرات الألوف من أفراد الطائفة، التي تعتبر إحدى مسارب الديانة الإسلامية، ممن يسكنون على شواطئ الخليج وفوق حقول نفطه السيّالة الذين استيقظت أحلامهم عقب سقوط النظام العراقي السابق وبروز إيران من جديد كقوة إقليمية كبرى.
وتسود مشاعر عدم الثقة المتبادلة بين أفراد هذه الأقلية وبين حكومات الخليج ما جعل الشيعة مبعدين عن الوظائف الحساسة في دولهم. وهناك سبب نفسي في المقام الأول نتيجة الخشية الحكومية من أن ينتصر الولاء للطائفة على الدولة عند حدوث الأزمات.
وعن ذلك يقول الهاشم :" إن لديهم إحساسا زائفا بأنهم فئة منعزلة .. منطوية محاطة بقيود. وهذا غير موجود، فوجدوا في الثورة الإيرانية متنفسا. والغريب أن ما كنا نعتقد أنهم عقلاء الشيعة أصبحوا أكثر تطرفاً من مهابيلهم".
معارك خارج الرحم
هذه المعركة ليست إلا فصلاً صغيراً في كتاب حياة فؤاد الهاشم. بل أنك ستصاب بالذهول حين تكتشف أنه سبق وأن هاجم واحداً من أكثر المسؤولين شعبية في دول الخليج، وهو حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. أقول له مستغرباً : "محمد بن راشد؟ .. حتى محمد بن راشد؟".
يجيبني مثل من لا يريد أن يتذكر هذه الصفحة بالتحديد من تاريخه :" انتقدته أيام النظام العراقي حين شكك بوجود أسرى كويتيين فقط .. وكذلك حين تم انتقاد الأمير الراحل الشيخ جابر في صحيفة البيان التي تصدر من دبي".
أضاف مستدركاً: " على فكرة أستغرب الشيخ صباح من نشر ذلك المقال". قلتُ له بخبث:"رغم أنهم يتهمونك بأنك توجه عن بعد من قبل الديوان الأميري". لكنه رد بسرعة :" لا .. لا لم يتصلوا بي منذ 15 عاماً".
وعما إذا كانت لديه فصول لم تفتح ضد السعودية قال إن العلاقات بين المملكة وبلاده هي "زواج كاثوليكي" أي لا طلاق فيه.
كل الطرق لم تعد تؤدي إلى روما
إنه يعرف أنه ممنوع من دخول عدة بلدان عربية مثل سوريا وإيران واليمن بعد أن كان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يهم برفع قضية ضده لولا أن أقنعه مستشاروه بأن لا ضرورة لهذا الأمر، إضافة إلى العقيد الليبي معمر القذافي الذي قال عنه " شيء جميل أن يكون فخامة العقيد قد اقتنع بدور القضاء".
كما أنه يعرف أنه مهدد من قبل عناصر قومية وأخرى طائفية لذلك فهو يحتفظ بقطعة سلاح داخل منزله استعدادا للطوارئ، أما حراسة الخارج فتتولاها دزينة من الكاميرات الإلكترونية الموصولة بجهاز تلفزيوني في غرفة الجلوس يستطيع من خلالها أن يعرف هوية زواره، الذين يضيق منهم إن كانوا رجالاً !!.
يقول عن الحماية التي يعيش في رحمها آمناً مطمئناً :" إني رجل مسلم ومؤمن وأعرف أن الله هو الحافظ .. أنظر إلى ما حدث لرفيق الحريري الذي كان يرصد لحماية أمنه الشخصي مبلغ مليون دولار". أقول له بينما أتأكد من جودة الشاي المعد لي ببضع رشفات :" ألم يهددك أحد؟" .. يجيب :" تأتيني الكثير من التهديدات لكنني اعتدت عليها".
وعلى الرغم من هذا الجو المسيّج فإن الهاشم لا يعيش في عزلة ففي النهار يجلس في منزله متصفحاً صحف اليوم وقارئاً بضع صفحات من أحد الكتب التي تفيض بها مكتبته الخاصة. وفي المساء يذهب إلى جريدته الوطن، حيث مكتبه ونقوده وزاويته المثيرة للصداع، ومن ثم يزور عدداً من دواوين أصدقائه.
إلا أن النهار، وتحديداًُ بين فكيّ الثانية والثالثة، حين ترتفع الشمس أكثر من قيد رمح، يستلُّ الهاشم قلمه كي يكتب هذه الزاوية المثيرة للجدل. "هل تكتب بقلم واحد يافؤاد بن الهاشم؟". يقول بابتسامة هادئة :"لدي ثلاثة أنواع من الكتابة .. الأولى بالرصاص المطاطي الذي يوجع ولا يدمي، والثانية بالرصاص الحي، وحينما تكون هناك أزمة ضد بلادي فإنني أكتب بقلم الدمار الشامل".
عند الجملة الأخيرة يغرق في ضحك خفيف مثل ليلة صيف بينما أغرق في خوفي من أن يقصف هذا المنزل أولئك الباحثون بنهم عن المفاعلات النووية في منطقة برعت أكثر من غيرها في خوض الحروب ببسالة .. ولكن من خلف مايكروفون.
http://65.17.227.80/ElaphWeb/Politics/2008/4/325042.htm