مرتاح
04-24-2008, 10:50 AM
| القاهرة - من أغاريد مصطفى |
«10 آلاف حالة طلاق سنويا, بسبب إنجاب البنات»... تلك النتيجة رصدتها دراسة حديثة أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، وفيما سجلت القاهرة 1780 حالة طلاق، سجلت الإسكندرية 1017 حالة، وتضاعفت النسبة في محافظات الوجه القبلي (صعيد مصر), حيث يعتبرون إنجاب البنات أمرا شائنا يجلب العار، والغضب والحزن.
ويبدو أن هذا السلوك، لايزال يضرب بجذوره في بعض المجتمعات العربية، ومن بينها مصر, حيث يتخلص الزوج من زوجته التي لا تنجب إلا إناثا بالطلاق، فتصبح الزوجة وبناتها في مهب الريح، بينما يلهث الزوج وراء حلم آخر، قد يغدو سرابا.
وبالرغم من أن النظرة إلى المرأة تغيرت كثيرا في المجتمعات العربية، حتى إنها احتلت أرفع المناصب السياسية شأنا, إلا أن هناك كثيرين لايزالون يعتبرون إنجاب الأنثى عارا، لا يجلب إلا عارا.
علماء دين واجتماعيون, انتقدوا الظاهرة، واعتبروها «ردة إلى الجاهلية الأولى»، ووصفوا الأزواج الذين يطلقون زوجاتهم لمثل هذا السبب بأنهم «يعانون قصورا دينيا وثقافيا واجتماعيا».
أستاذ الشريعة والفقه في جامعة الأزهر الشريف الدكتور عمر القاضي علقَّ على الظاهرة بقوله: «إن الله أمرنا بالرضا بقضائه، والاستسلام لقدره، فليس من حق إنسان أن يعترض على ما قدره الله». مضيفا - في تصريحات لـ «الراي»: ««إن اندفاع بعض الأزواج في تطليق زوجاتهم، لمجرد أنهن لا ينجبن إلا إناثا، لا يخلو من اعتراض على ما كتبه الله، والزوجة ليست مسؤولة عما تنجب».
مستندا إلى قول الله تعالى: «لله ملك السموات والأرض، يخلق ما يشاء، يهب لمن يشاء إناثا، ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا، ويجعل من يشاء عقيما، إنه عليم قدير» - سورة الشورى.
وتابع: ان «الاعتراض على إنجاب الأنثى سلوك جاهلي، قبحه الله تعالى قبل عشرات القرون» في قوله تعالى: «وإذا بُشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم»، وكان الناس في الجاهلية يقتلون البنات «وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت»، منوها إلى أن الإسلام حين جاء، أسقط كل هذه الاعتقادات الباطلة، ورد إلى المرأة كرامتها المهدورة، وحقوقها المهضومة.
وأضاف القاضي: «ان الرجل الذي يطلق زوجته، لأنها لا تنجب سوى الإناث إنما يقتلها وبناتها معنويا، ويشعرهن بأنهن غير مرغوبات في بقائهن».
من جانبها, عبرت أستاذ علم الاجتماع في جامعة عين شمس بالقاهرة الدكتورة إجلال حلمي, عن غضبها ودهشتها من الإحصائية ووصفتها بـ «الخطيرة».
مضيفة لـ «الراي»: «ان الزوج الذي يطلق زوجته لأنها تنجب إناثا فقط يعاني خللا اجتماعيا وثقافيا، ويؤمن بمعتقدات عفى عليها الزمن، كما أنه يخالف ما أمره به الله».
وتابعت: «تطليق زوجة لهذا السبب، يعتبر امتدادا لظاهرة وأد البنات، التي نهى عنها الإسلام»، منوهة إلى «أن البنت لم تعد تجلب العار على أهلها، وأنها إذا اجتهدت في تحصيل العلم، فإنها تحقق ما لا يحققه أولو العزم من الرجال».
وأوضحت حلمي «أن تلك الظاهرة تؤكد قناعة الرجل الشرقي في أن الولد الذي يحمل اسمه من بعده هو القادر على حمايته من غوائل الدهر».
مشيرة إلى «أن هذا قد لا يحدث، بدليل أن هناك أبناء يتخلون عن آبائهم، وقد يقتلونهم، في الوقت الذي نرى فيه الفتاة أو السيدة، لا تتخلى عن أسرتها في وقت الشدة». وطالبت الدكتورة اجلال حلمي وسائل الإعلام بتدشين حملات توعية، يقوم بها علماء الدين والنفس والاجتماع لكبح جماح هذه الظاهرة من الانتشار، حتى لا تتعرض المرأة للقهر النفسي من دون ذنب اقترفته.
مشيرة, إلى أنه يجب توعية المقبلين على الزواج بالمفهوم الحقيقي من ورائه، وأن الغضب من إنجاب البنات إثم كبير، والتأكيد على تكريم الإسلام للمرأة قبل أكثر من 14 قرنا من الزمان.
واختتمت: «علينا أن نتحدث عن مثل هذه القضية في القرن الحادي والعشرين».
«10 آلاف حالة طلاق سنويا, بسبب إنجاب البنات»... تلك النتيجة رصدتها دراسة حديثة أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، وفيما سجلت القاهرة 1780 حالة طلاق، سجلت الإسكندرية 1017 حالة، وتضاعفت النسبة في محافظات الوجه القبلي (صعيد مصر), حيث يعتبرون إنجاب البنات أمرا شائنا يجلب العار، والغضب والحزن.
ويبدو أن هذا السلوك، لايزال يضرب بجذوره في بعض المجتمعات العربية، ومن بينها مصر, حيث يتخلص الزوج من زوجته التي لا تنجب إلا إناثا بالطلاق، فتصبح الزوجة وبناتها في مهب الريح، بينما يلهث الزوج وراء حلم آخر، قد يغدو سرابا.
وبالرغم من أن النظرة إلى المرأة تغيرت كثيرا في المجتمعات العربية، حتى إنها احتلت أرفع المناصب السياسية شأنا, إلا أن هناك كثيرين لايزالون يعتبرون إنجاب الأنثى عارا، لا يجلب إلا عارا.
علماء دين واجتماعيون, انتقدوا الظاهرة، واعتبروها «ردة إلى الجاهلية الأولى»، ووصفوا الأزواج الذين يطلقون زوجاتهم لمثل هذا السبب بأنهم «يعانون قصورا دينيا وثقافيا واجتماعيا».
أستاذ الشريعة والفقه في جامعة الأزهر الشريف الدكتور عمر القاضي علقَّ على الظاهرة بقوله: «إن الله أمرنا بالرضا بقضائه، والاستسلام لقدره، فليس من حق إنسان أن يعترض على ما قدره الله». مضيفا - في تصريحات لـ «الراي»: ««إن اندفاع بعض الأزواج في تطليق زوجاتهم، لمجرد أنهن لا ينجبن إلا إناثا، لا يخلو من اعتراض على ما كتبه الله، والزوجة ليست مسؤولة عما تنجب».
مستندا إلى قول الله تعالى: «لله ملك السموات والأرض، يخلق ما يشاء، يهب لمن يشاء إناثا، ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا، ويجعل من يشاء عقيما، إنه عليم قدير» - سورة الشورى.
وتابع: ان «الاعتراض على إنجاب الأنثى سلوك جاهلي، قبحه الله تعالى قبل عشرات القرون» في قوله تعالى: «وإذا بُشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم»، وكان الناس في الجاهلية يقتلون البنات «وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت»، منوها إلى أن الإسلام حين جاء، أسقط كل هذه الاعتقادات الباطلة، ورد إلى المرأة كرامتها المهدورة، وحقوقها المهضومة.
وأضاف القاضي: «ان الرجل الذي يطلق زوجته، لأنها لا تنجب سوى الإناث إنما يقتلها وبناتها معنويا، ويشعرهن بأنهن غير مرغوبات في بقائهن».
من جانبها, عبرت أستاذ علم الاجتماع في جامعة عين شمس بالقاهرة الدكتورة إجلال حلمي, عن غضبها ودهشتها من الإحصائية ووصفتها بـ «الخطيرة».
مضيفة لـ «الراي»: «ان الزوج الذي يطلق زوجته لأنها تنجب إناثا فقط يعاني خللا اجتماعيا وثقافيا، ويؤمن بمعتقدات عفى عليها الزمن، كما أنه يخالف ما أمره به الله».
وتابعت: «تطليق زوجة لهذا السبب، يعتبر امتدادا لظاهرة وأد البنات، التي نهى عنها الإسلام»، منوهة إلى «أن البنت لم تعد تجلب العار على أهلها، وأنها إذا اجتهدت في تحصيل العلم، فإنها تحقق ما لا يحققه أولو العزم من الرجال».
وأوضحت حلمي «أن تلك الظاهرة تؤكد قناعة الرجل الشرقي في أن الولد الذي يحمل اسمه من بعده هو القادر على حمايته من غوائل الدهر».
مشيرة إلى «أن هذا قد لا يحدث، بدليل أن هناك أبناء يتخلون عن آبائهم، وقد يقتلونهم، في الوقت الذي نرى فيه الفتاة أو السيدة، لا تتخلى عن أسرتها في وقت الشدة». وطالبت الدكتورة اجلال حلمي وسائل الإعلام بتدشين حملات توعية، يقوم بها علماء الدين والنفس والاجتماع لكبح جماح هذه الظاهرة من الانتشار، حتى لا تتعرض المرأة للقهر النفسي من دون ذنب اقترفته.
مشيرة, إلى أنه يجب توعية المقبلين على الزواج بالمفهوم الحقيقي من ورائه، وأن الغضب من إنجاب البنات إثم كبير، والتأكيد على تكريم الإسلام للمرأة قبل أكثر من 14 قرنا من الزمان.
واختتمت: «علينا أن نتحدث عن مثل هذه القضية في القرن الحادي والعشرين».