المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موفق الربيعي نعرف جيدا ان عزة الدوري في سورية لكنهم ينكرون ذلك



سلسبيل
04-23-2008, 03:26 PM
موفق الربيعي لـ«الشرق الاوسط»: نعرف جيدا ان عزة الدوري في سورية لكنهم ينكرون ذلك

مستشار الأمن القومي العراقي: علاقتنا مع السعودية نموذجية في محاربة الإرهاب

معد فياض - الشرق الاوسط


بالرغم من مشاغله والتزاماته الأمنية، الا ان الدكتور موفق الربيعي، مستشار الأمن القومي العراقي، خص «الشرق الاوسط» خلال وجوده القصير في لندن بحديث مطول اتسم بالمكاشفة والصراحة والشفافية، مسلطا الاضواء على العلاقات المتميزة بين العراق والسعودية في محاربة الإرهاب، وعلى دور كل من ايران وسوريا بـ«تصدير الموت» الى العراق، وبموقف الحكومة النهائي لانهاء جيش المهدي. وفي ما يلي نص الحديث:

* ما الذي يحدث اليوم في العراق؟

ـ عملية مخاض عسير، نحن عندنا تحديات، عندما حدث التغيير في العراق لم نكن نتوقع ما حدث، ان تأتي القاعدة، وان يحمل البعض السلاح ويسمون انفسهم مقاومة، وان تتدخل دول الجوار. كنا نتوقع ان يسقط النظام وياتي محله نظام جديد، نبني ديمقراطية وتعددية ومجتمع ذات مثل وقيم تختلف عن النظام السابق، لكن ما حدث يختلف تماما عن كل توقعاتنا، الوضع الأمني، انا اتصور اننا انجزنا المعجزات، هل هناك بلد في التاريخ المعاصر بنى جيشا بأقل من 4 سنوات، جيش وشرطة و5 اجهزة مخابرات ومنظومة امن وطني، وحرس حدود وحرس منشآت وحرس سواحل ونواة لقوتين جوية وبحرية، جيش من 13 فرقة. في نهاية هذا العام سيكون عندنا تقريبا 700 الف عنصر في الجيش والشرطة، 20 لواء شرطة، هذا كله باقل من 4 سنوات وبني في ظروف غير عادية، نحن تحت النار.. تحت النار من كل الاطراف.

* من هي كل الاطراف؟
ـ الذين يهددون الأمن الوطني العراقي واضحون، اولهم القاعدة، وهذه المجاميع الضالة من التكفيريين الذين يريدون اعادتنا الى العصور الحجرية، من اذناب القاعدة، وهؤلاء الذين يسمون انفسهم بالمقاومة، وهؤلاء مجموعة من الناس الذين ضربت وتهددت مصالحهم، او انهم تصوروا ان النوع الجديد من النظام سوف يهدد مصالحهم ولا يضمن مصالح مكون معين، لهذا لجأوا الى السلاح.

* باعتقادك انه ليس هناك مقاومة عراقية ؟
ـ هناك مقاومة، بالتأكيد هناك مقاومة مشروعة عرفا وقانونا وكل القوانين المحلية والدولية والاعراف تعطي الشرعية للمقاومة. ولكن اية مقاومة، المقاومة التي تقتل الشرطي، او تقتل الجندي العراقي، ام المقاومة التي تقوم بتفجير الاسواق والحسينيات والمساجد لقتل العراقيين الابرياء، اية مقاومة هذه؟ المقاومة التي اعتقدها بان تكون افضل شيء هي المقاومة السلمية السياسية التي تعجل وتدفع بالقوات الاجنبية بالخروج من العراق، ليس هناك افضل من هذه المقاومة، والا أي مقاومة عسكرية سوف تطيل عمر بقاء القوات الاجنبية في العراق. هذه القوات موجودة بشرعية من الامم المتحدة وتخويل الحكومة العراقية، ما دام الشعب العراقي انتخب هذه الحكومة على اساس دستوري، والعراقيون استفتوا على الدستور. نعم هناك مشاكل في الدستور وهو بحاجة الى تعديلات، لكننا نعدله من داخله وبذات الآلية التي كتب وطرح فيها على الشعب. هذه الحكومة تسعى لاخراج القوات الاجنبية بنفس الطريقة التي يريدها شعبنا، نحن نعمل حسب ثقة الشعب بنا بكل ما اوتينا من قوة لاخراج القوات الاجنبية وليس بقوة السلاح الذي يعطي المبررات لبقاء هذه القوات.

* كم ميليشيا او جيشا موجود اليوم في العراق؟
ـ هناك جيش واحد، هو الجيش العراقي الباسل ولن يُسمح بوجود أي جيش آخر.
* انا لا اعني الجيش النظامي، وانما الميليشيات المسلحة، سواء كانت شيعية ام سنية؟
ـ ليس هناك أي ميليشا في الوقت الحاضر، بمعنى الميليشيا، سوى جيش المهدي، لا اتصور ان هناك ميليشيا مسلحة في الشارع العراقي غير هذه. انا لست ممن يقولون ان الصحوات او مجالس الصحوات هي ميليشيات ولا اقبل بهذا الشيء، هؤلاء كانوا في الخندق الآخر، ثم قرروا ان يكونوا بصف الشعب وفي خندق الشعب. المجتمع العربي السني في العراق وعى وتساءل عما يفعله بدعمه للقاعدة، القاعدة غريبة عن العراق والعراقيين، ونشطاؤها وقياداتها غرباء في الجنسية والانتماء على العراقيين، بل هم غرباء فكريا ايضا عن العراقيين، الفكر التكفيري لا مكان له في العراق وغريب جدا عن مجتمعنا. المجتمع العراقي مثقف ومتمدن وحضاري ومنفتح وصاحب تاريخ حضاري يعود لاكثر من ستة آلاف عام، ومستوى تفكير العراقي يختلف كثيرا عما يفكر به اذناب القاعدة، يمكن ان تنفع هذه الافكار افغانستان، مع احترامي لافغانستان، ولكن هذا الفكر ليس له مكان في العراق «ما يرهم (غير ملائم)» وغريب جدا عن فكر العراقيين. المجتمع العربي السني وعى وانتفض وثار وصحا وقرر مواجهة القاعدة وهذا هو العامل الاساسي في انتصارنا على القاعدة. نعم هناك عوامل اضافية عديدة، والملاحظ ان ما نسبته 80% من العنف في العراق انخفض خلال الاشهر العشرة الاخيرة، بكل المعايير العمليات الإرهابية والعنف انخفضت سواء بعدد السيارات المفخخة او العمليات الانتحارية او العبوات الناسفة، وبعدد مخازن الاسلحة والمتفجرات التي نعثر عليها او عدد الإرهابيين الذين نقبض عليهم او نقتلهم، ولكن ما هو السبب؟ ما الذي حدث خلال العام الماضي والذي ادى الى انخفاض اعمال العنف؟ الجواب الاكيد هو الصحوة السنية، صحا ابناء شعبنا وطلبوا من الحكومة مساعدتها ودعمها، وبالفعل ساعدتهم الحكومة في التصدي للقاعدة ومخططاتها، وهم لم يرفضوا ان يكونوا حاضنة لها فحسب، بل قاتلوها واوقعوا في نشطاء القاعدة خسائر كبيرة جدا. العامل الثاني في تحسن الوضع الأمني ان الجيش العراقي وصل الى مرحلة متطورة من التدريب تسليحا وتدريبا بحيث استطاع مواجهة الإرهاب، العامل الاخر هو زيادة القوات المتعددة الجنسيات، الاميركية، والاهم من هذا هو تغير تكتيك هذه القوات فبدلا من جلوس هذه القوات في قواعدها ومعسكراتها نزلت الى الشارع العراقي، وتفاعل وتعاطي الحكومة العراقية مع دول الجوار.
* أي من دول الجوار تعني بالضبط؟
ـ لنتحدث بالتفصيل، ايران، مثلا كان ياتي منها السلاح الى الميليشيات بشكل كبير جدا، تسليح وتدريب وتجهيز وخبرة، الان مستوى تسليح ايران للميلشيات اقل وانا اقول ان ايران قادرة على العمل اكثر من ذلك للحفاظ على الاستقرار الأمني في العراق، واعتقد ان ايران تقدر ان تمنع عبور السلاح منها الى العراق. نحن نعتقد ان مصلحة ايران تكمن في نيتها، ان الهدف النهائي لها ان تحكم العراق حكومة شيعية طائفية موالية لها، هذا لا يمكن ان يتحقق، شيعة العراق الذين هم الاغلبية في البلد وسيبقون في قيادة الحكم، هم شيعة عرب ويعتزون بانتمائهم للأمة العربية والاسلامية ويعتزون بعروبتهم، وبعلاقاتهم مع دول مجلس التعاون. العراق، واقولها بملء فمي هو جزء مهم من الامة العربية ولا يمكن ان ينفصل عنها، لا يمكن، انا احساسي جزء من هذه الامة ولا يمكن ان اتمتع بغير هذا الاحساس.
* في مناسبة سابقة قلتم لـ«الشرق الاوسط» ان ايران هي الداعم الاساسي لمقتدى الصدر، هل ما زلتم ترون ذات الامر؟
ـ ايران تدعم كل الاطراف.
* حتى القاعدة؟
ـ لإيران سياسة معقدة اتجاه القاعدة، بالمناسبة ان طريقة التفكير الايراني وسياستها معقدة، الايرانيون اليوم مثلا يحتجزون ما يقرب من المائة من قيادات القاعدة التي جاءت من افغانستان، بينهم سعوديون ومغاربة ويمنيون وجزائريون، وقسم منهم محتجز كاقامة اجبارية في البيوت وتتيح لهم حرية استخدام الهواتف وغيرها. نحن طلبنا من الايرانيين مشاركتهم في الحصول على بعض المعلومات من هذه القيادات للاستفادة منها لاننا نعتقد ان هؤلاء يمكن ان يعطونا معلومات تساعدنا في تتبع عناصر القاعدة، لكنهم (الايرانيين) رفضوا ذلك ولم يساعدونا في هذا الموضوع. هناك من عناصر هذا الفكر الضال من التكفيريين الاكراد من جماعات انصار الاسلام وانصار السنة الذين يعبرون الى مناطق كردستان العراق من خلال المناطق الكردية في ايران، نحن نعتقد انه يجب على الايرانيين العمل لإيقافهم.
نحن نؤمن ان الطريقة الوحيدة للقضاء على الإرهاب في المنطقة هي تشكيل حلف اقليمي لمحاربة الإرهاب بجد وبصدق، ان نشكل حلفا يتكون من دول الجوار، السعودية والاردن وسوريا وايران وتركيا، اضافة الى العراق، وان نعلن حربا اقليمية على الإرهاب، مثلما اعلنت اميركا حربا عالمية على الإرهاب.. لا يمكن القضاء على الإرهابيين من السنة والشيعة الا بجهود اقليمية متكافئة، اما اذا حاول أي بلد من بلدان المنطقة التسويف في هذه الحرب والسماح لاي منظمة ارهابية بالعمل فان جهود بقية دول الاقليم ستذهب هباء ولا يمكن ان تفيد المنطقة. من مصلحة تركيا ان تهزم حزب العمال الكردستاني الموجود في جبال كردستان العراق وايران، من مصلحة ايران ان تهزم بيجاك ومجاهدي خلق الذين ما يزال مقرهم في العراق، ومن مصلحة العراق ان يهزم القاعدة والتكفيريين، ومن مصلحة المملكة العربية السعودية ان تهزم القاعدة والذين يفجرون الاماكن في المملكة، من مصلحة الجميع اعلان حرب اقليمية على الإرهاب، ونحن في العراق ندعو الى اتفاقية او حلف او مذكرة تفاهم بين الدول الاقليمية لمحاربة الإرهاب.
دعني اضرب لكم مثلا، نحن في العراق عندما نقبض على الإرهابيين القادمين من شمال افريقيا او من السعودية وعندما نريد الحصول على معلومات فان معلوماتنا تبقى ناقصة لانها من جهة واحدة، ولكننا لا نعرف من دربهم ومن مولهم ومن ارسلهم ومن دعمهم لوجستيا ووفر لهم المعلومات ومن اعطاهم فتوى تفجير انفسهم، هذه قضية ليست بسيطة، تصور ان قرية صغيرة في شرق ليبيا اسمها ادرنة ارسلت لنا اكثر من 40 ارهابيا، من كان وراء هؤلاء، ولماذا كلهم من قرية واحدة، هذا يعني ان هناك من وقف وراءهم واعطاهم الفتوى وطوعهم ومولهم من اجل الوصول الى العراق. نحن نعتقد انه يجب ان يكون هناك تعاون اقليمي او غير اقليمي للحصول على المعلومات لمحاربة الإرهاب.
* هل هناك من دول الجوار من تتعاونون معه في هذا المجال؟
ـ نعم، بالتأكيد، بيننا وبين المملكة العربية السعودية تعاون نموذجي في هذا المجال، واقول نموذجي واعني ذلك. دعني اذكر لك هذا المثل، انا نقلت معي 6 من السعوديين الذين كانوا محتجزين في العراق، ثم ارسلنا 13 سعوديا الى بلدهم. القوات الاميركية في العراق ارادت ان تطلق سراح المحتجزين السعوديين الستة الذين كانوا في الاعتقال منذ 3 سنوات كونها لم تتوفر على ادلة جرمية ضدهم، فقلنا للقوات الاميركية نحن نأخذهم الى بلدهم لماذا نطلق سراحهم في العراق، من الافضل تسليمهم الى سلطاتهم، وهذا ما حصل بالفعل، عندما وصلنا الى المملكة العربية السعودية حيث كنت اسلم المواطنين السعوديين للاجهزة الأمنية فوجئنا بان مسؤولا امنيا سعوديا قال عن اول واحد من هؤلاء الستة «هذا فلان نحن نبحث عنه منذ 3 سنوات وهو واحد من اهم المطلوبين لنا»، تصور 3 سنوات وهو يعطينا معلومات كاذبة، حتى اسمه كان مختلفا وكل معلوماته غير صحيحة حتى عرفنا الحقيقة عندما قمنا بتسليمه. هذا يعني ان هناك معلومات اخرى ومهمة في الجانب الاخر.
لهذا اقول ان تعاوننا مع السعوديين نموذجي، بحركة الاشخاص ونقل الاموال، وبيننا خط ساخن وبتبادل السجناء والتحاليل للمعلومات، وسيكون لنا ضباط ارتباط في السعودية وضباط ارتباط سعوديون في العراق، حدث هذا بسبب ثقة الاخوة السعوديين بنا وثقتنا بهم، ولاننا في خندق واحد ضد الإرهاب. نحن قد نختلف سياسيا معهم، يمكن الا يعجبهم فلان في السلطة او ان نظامنا يختلف عن نظامهم، لكننا نفرغ المضمون السياسي في الجانب الأمني، لان مصالحنا الأمنية واحدة، اذا كان عدونا ينسق فلماذا نحن على مستوى حكومات لا ننسق، وتعاوننا كبير وتجاوزنا الكثير من الاختلافات.
اما سوريا فقد كان يدخل من خلالها ما يصل الى 110 من الانتحاريين شهريا، الآن اقل. ونعتقد ان الاجهزة الأمنية السورية اذا عملت بجد في هذا الاتجاه فبامكانها ايقاف وصول هؤلاء الانتحاريين الى العراق.
الانتحاريون الذين يصلون العراق اليوم يأتون عبر سوريا، سواء كانوا من المغرب العربي (شمال افريقيا) او من السودان او اليمن او الخليج، كلهم يصلونا عبر سوريا، يصلون دمشق ومن دمشق الى العراق، واغلبهم متسللون.
* هل تعتقدون ان سوريا او اجهزتها الأمنية لا تعرف بهؤلاء المتسللين؟
ـ السوريون يعرفون كل شيء، وبدون علم السوريين لا يحدث هذا، ونحن نعرف طبيعة النظام السوري هي طبيعة مخابراتية، ولا يمكن اذا طارت ذبابة في الشام فيعرفون من اين طارت والى اين تذهب. هل تريد ان نقول ان شابا عربيا قادما من دولة عربية ويحمل بطاقة غير مرجعة، طريق واحد، ويدخل الى دمشق ويعبر الحدود السورية العراقية والسوريين لا يعرفون به، هذا مستحيل.
* ما هي مصلحة المسؤولين السوريين من وراء ذلك؟
ـ الاستقرار في العراق يعتبر انتصارا للديمقراطية وللحريات العامة، وهم يقرأونه انتصارا للاميركان وللتجربة الاميركية في المنطقة، وهذا يخيفهم، نحن قلنا لهم ولمرات عدة ان ديمقراطيتنا لا تستهدفكم، وان ديمقراطيتنا ليست للتصدير بل هي للعراقيين، وتجربتنا متميزة وفريدة وتناسب العراقيين فقط وليست لنا اية نية بتصديرها، ولا يمكن ان نجعل من العراق منطلقا او ممرا للاعتداء على جيراننا.
* حسب اعتقادكم اين هو عزة الدوري؟
ـ ليس اعتقادا وانما لدينا معلومات دقيقة وصحيحة، نحن نعلم بان عزة الدوري في سوريا وهو يمول الكثير من الجهات الإرهابية وهو يقود مجموعة من البعثيين لاعادة الامجاد الكاذبة لأيام صدام حسين.
*هل فاتحتم السوريين في هذا الموضوع؟
ـ لقد فاتحنا المسؤولين السوريين عدة مرات وهم ينكرون وجوده بالرغم من أدلتنا. انا اتذكر مثلا عبد الله اوجلان رئيس حزب العمال الكردستاني، فقد بقي السوريون ينكرون وجوده عندهم باستمرار حتى تحرك الجيش التركي نحو الحدود السورية، قامت سوريا بتسليم اوجلان لتركيا في اوغندا. نحن نعرف لغة العنف وتعلمناها وهي لا تحتاج الى علم كبير، ونعرف كيف نؤذي من يؤذينا، لكننا لا نريد ان نسلك هذا الطريق ولن نستخدمه، نحن نعتقد ان الحوار السياسي هو الطريق للحل مع اشقائنا، هناك مصالح استراتيجية بين الشعوب العربية، الحكومة السورية لا تريد ان تمنع العراقيين من حب اشقائهم، لكن هذا ما يحدث اليوم لأن الموت يأتينا من سوريا، والعراقيون بدأوا ينقلبون. بعض المسؤولين السوريين وبسبب قصر نظرهم يتصورون انهم يؤذون الاميركان على الارض العراقية، وفي هذا حسب تصورهم نصر لهم.. هذه سياسة قصيرة النظر لكن المصالح القومية العربية الاستراتيجية هي الاهم. هذه السياسة غير مفيدة وعادة ما تعود النار الى مصادرها التي جاءت منها.
* هل هناك قرار عراقي او اقليمي بانهاء مقتدى الصدر وجيش المهدي؟
ـ لا يمكن لبلد ان يستقيم وفيه جيشان، هناك جيش واحد هو الجيش العراقي الباسل، نحن نسعى لاخراج الجيش الاميركي لان هناك مشكلة وجود جيشين في ساحة معركة واحدة، هل من المعقول ان نضيف جيشا آخر. لا يمكن لأي منظومة سياسية ان تحمل السلاح. التيار الصدري كمنظومة سياسية واسع ومحترم وله تمثيل في البرلمان، وكان في الحكومة واشترك في الانتخابات وفي الاستفتاء على الدستور، واهلا وسهلا به وليشارك في الانتخابات القادمة وانتخابات المحافظات، وليشكل حكومة اذا استطاع ان يحصل على اغلبية الاصوات، ولكن ينبغي ان تكون هذه الانتخابات حرة ونزيهة وليس تحت تهديد السلاح. لكن ما يحدث هو التهديد بالاختطاف والقتل، وهذا لا يمكن ان يتحقق. وليعرف الجميع، لا يمكن ان يكون في العراق جيشان، إما الجيش العراقي او جيش المهدي، والجيش العراقي نابع من المؤسسة العسكرية وله شرعية دستورية. نعتقد ان هناك تناقضا كبيرا جدا بين ما يقال عن جيش المهدي وعما موجود في الشارع. اذا كان جيش المهدي مثلما يقولون عقائديا وسلميا ولا يرفع السلاح بوجه الدولة ويستخدم الطرق السلمية لاخراج القوات الاجنبية فنحن معه. نحن مع اخراج القوات الاجنبية بالطرق السياسية.
* إذن هناك قرار لإنهاء جيش المهدي؟
ـ لا يمكن قبول أي ميليشيا مسلحة، لقد تحملنا الكثير وهناك قانون دمج الميليشيات بالاجهزة الأمنية، ودمجت بعض الميليشيات ولنا مشاكل نتيجة هذا الدمج، ويمكن استيعاب الشباب الذين يتسرحون من جيش المهدي في عمليات اعادة إعمار وبناء العراق او في الاجهزة الأمنية على شكل اشخاص وليس مجاميع.
* إذن كيف تفهمون نداء مقتدى بشن حرب حتى التحرير مع الحكومة؟
ـ اذا كان يقصد بهذه الحرب حربا سياسية وفكرية او حرب انتخابات او حربا برلمانية من اجل اسقاط الحكومة فهذه مشروعة دستوريا ومضمونة للجميع. اما ان يتم ذلك برفع السلاح بوجه السلطة الشرعية المدعومة من قبل الدستور ومجلس النواب، ومدعومة حتى من قبل المرجعية، المؤسسة الدينية، فهذا لا يمكن تحمله وسوف تقوم الحكومة بواجبها وهو فرض النظام والأمن لشعبنا ورفع هذا الكابوس الموجود في كل محلة ومنطقة ومؤسسة، كابوس الخوف المفروض على شعبنا، شعبنا لا يستطيع ان يتنفس الصعداء نتيجة وجود هذه الميليشيا. نحن نعتقد ان مجموعة صغيرة منفلتة استطاعت ان تجر جيش المهدي لمواجهة السلطة، وهؤلاء نجحوا في البصرة وفي مدينة الصدر وجروا التيار الصدري الى مواجهة مع الحكومة. هذه مجموعة صغيرة مصالحها مرتبطة مع مصالح خارج الحدود وتحركها اياد خارجية.
* من هم الذين خارج الحدود؟
ـ من يعملون ضد فوز المرشح الجمهوري في الانتخابات الاميركية.
* تعني الديمقراطيين؟
ـ لا من اللاعبين الاساسيين في المنطقة.
* ايران؟
ـ نعم
* هل تنظرون الى قوات البيشمركة الكردية كجيش او ميليشيا؟
ـ بناء البيشمركة بناء نظامي عسكري، وفيها منظومة القيادة واضحة والتراتبية، مثلها مثل الجيش العراقي وهي كمؤسسة عسكرية تشبه الجيش العراقي وفيها انضباط وسيطرة واضحة، كما انها لم تقاتل الحكومة ولا القوات الاميركية، وهي مدعاة لاستقرار كردستان وهم اقرب للقوات النظامية من الميليشيا، لهذا نحن ننظر اليهم كقوات نظامية.
* هل صحيح ما يشاع عن طائفية القوات العراقية، يعني وزارة الدفاع للسنة والداخلية للشيعة؟
ـ هناك خطأ كبير في هذا المفهوم، هناك ما يسمى بالتوازن الوطني، وهو ان تعتمد المؤسسات على الكفاءة والاخلاص والولاء اولا، ومن ثم التوازن الوطني وهو يجب ان لا تكون هذه الوزارة او المؤسسة كلها للشيعة او للاكراد او للسنة. فوزارة الدفاع مثلا تضم 50% من الشيعة. من اين نأتي بالجيش والشرطة، ليس هناك سوى ابناء الشعب، وكان حارث الضاري (رئيس هيئة العلماء المسلمين) قد اصدر قبل عامين فتوى ضد انتماء ابناء العرب السنة للقوات المسلحة وشجعهم على الانضمام للمقاومة، الآن انعكست الصورة حيث يتطوع عشرات الالاف من ابناء السنة للقوات المسلحة. هذا خطأ شائع بان الدفاع للسنة والداخلية للشيعة، هناك نسبة متوازنة من التوازن الوطني في الداخلية واعداد كبيرة من ابناء العرب السنة فيها. وقد تم طرد اكثر من 14 الف شخص من الداخلية لتورطهم في الميليشيات وفرق الموت والفساد الاداري.
* كم جهاز استخبار او مخابرات موجود في العراق اليوم؟ ـ في وزارة الدفاع جهازان، الأمن والدفاع المتخصص بالامور المدنية، ومديرية الاستخبارات العسكرية، وفي الداخلية هناك وكالة المعلومات والمخابرات ويرأسها وكيل وزير، وجهاز المخابرات الوطني، قانونيا للمخابرات الخارجية، وهناك وزارة الدولة لشؤون الأمن الوطني التي مهمتها جمع المعلومات وتحليلها والاستفادة منها.
* ألا تتقاطع هذه الاجهزة فيما بينها؟
ـ نعم، تتقاطع وهذه مشكلة، لكننا شخصنا هذه المشكلة في حكومة الجعفري، وشكلنا جهازا يجمع هذه الاجهزة، الهيئة الوطنية للتنسيق الاستخباري، وهي برئاسة مستشار الأمن القومي، ومهمتها جمع المعلومات وتحليلها وتقديمها لرئيس الحكومة.
* قيل الكثير عن معايشتكم للحظات الاخيرة في حياة صدام حسين وخاصة خلال اعدامه، هل لكم ان تحدثونا عن تفاصيل هذه اللحظات؟ ـ حدثت للاسف الكثير من الاخطاء غير المقصودة في عملية اعدام صدام حسين. دعني اقول لك شيئا انت تفهمه، نحن لا نعرف كيف نعدم، لكننا نعرف ان نُعدم، على مدى عقود وصدام يعدم المئات من العراقيين، نعرف كيف نصعد الى المشنقة ونموت ولكن لم يصادف اننا اعدمنا احدا، لهذا لم تكن لدينا خبرة في اعدام صدام حسين الذي رافقته من الباب وحتى اصعدته الى المشنقة. في اول الامر ذهبنا مباشرة الى غرفة الاعدام فقيل لنا يجب ان يتلى عليه قرار المحكمة في غرفة اخرى، لهذا اعدناه الى غرفة ثانية وقرأ القاضي عليه قرار الاعدام، ثم اقتيد الى غرفة الاعدام. كان يرتدي قميصا ابيض وسروالا وقبوطا، وبقي ينظر الي لثلاث دقائق لانني كنت على يمينه، ثم قال لي «لا تخاف»، وانا استغربت كلامه، لماذا اخاف انا ، هو من سيعدم ولست انا.
عندما تم ربط يده الى الخلف قلت للحارس أن يكون رقيقا معه، ذلك ان أية اهانة لم توجه الى صدام حتى تنفيذ الاعدام به. من الاخطاء التي حدثت هو انه يجب ربط رجليه، لكننا فوجئنا بان عليه الصعود بضعة سلالم الى المشنقة، ويجب ربط قدميه هناك، وانا من ذكرت الجلاد بان يطلب منه تلاوة الشهادتين كونه مسلما، ما حدث بعد ذلك من احاديث بين الحراس وبينه ليست مسؤوليتنا لان الحرس والمنفذين كانوا من وزارة العدل وليس من رئاسة الوزراء، وبعد ان نفذ به الاعدام وادخل في الكيس الابيض حدثت امور اخجل من ذكرها.
* لماذا استعجلتم تنفيذ الاعدام؟
ـ كنا في اوضاع ضاغطة للغاية، هناك عدد من قادة الدول العربية وحتى غير العربية ضغطوا كثيرا باتجاه عدم تنفيذ الاعدام وفضلت نقله الى سجن ناء، والاميركان كانوا منقسمين فيما بينهم وقسم منهم لم يوافق على اعدامه.

المهم ان تنفيذ الاعدام بصدام حسين لم يكن في يوم العيد وانما قبيل العيد.
* هل كان الرئيس بوش متحمسا لإعدام صدام حسين؟
ـ نعم، بالتأكيد.

فاطمة
04-23-2008, 10:53 PM
كلامه فيه الكثير من المجاملات للسعوديين الذين يدعمون الارهاب في العراق ، لماذا لا يذكر الربيعي نسبة السعوديين الذين يدخلون العراق شهريا ؟

علي علي
04-24-2008, 11:52 PM
كلامه فيه الكثير من المجاملات للسعوديين الذين يدعمون الارهاب في العراق ، لماذا لا يذكر الربيعي نسبة السعوديين الذين يدخلون العراق شهريا ؟

السعودية تدعم الارهاب في العراق والربيعي يقول ان تنسيقه جيد مع السعودية في مكافحة الارهاب ، التقارير الصحفية تقول ان السعودية تدعم حتى الحركات المهدوية التي تثير القلاقل في وجه الحكومة العراقية وكذلك تدعم التمرد في جنوب البصرة