المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عباسي مدني: أقول لأمريكا.. أنا إرهابي!



زوربا
04-20-2008, 01:18 AM
زعيم جبهة الإنقاذ الجزائرية في حوار ساخن مع نيوزويك العربية تنشره «الوطن»

http://www.alwatan.com.kw/%2fData%2fSite1%2fArticles%2f619640%2f5.pc.jpg


حاوره في الدوحة حسن عبد الله:

تجربتها اصبحت «بعبع» تخوف الانظمة العربية والاسلامية بها شعوبها والدول الغربية التي تطالب بنشر الديموقراطية في العالم العربي، فمنذ انطلاق الجبهة الاسلامية للانقاذ الجزائرية عام 1989، وفوزها بأغلبية المقاعد في الانتخابات البلدية عام 1990، ثم الاغلبية الساحقة في الدورة الاولى للانتخابات التشريعية عام 1991، وما اعقب ذلك من الغاء لهذه الانتخابات كي لا تصل الجبهة الى السلطة، والدماء تسيل انهاراً في الجزائر بلد المليون شهيد. اكثر من مائتي الف جزائري سقطوا ضحايا للعنة التي اصابت الجزائر نتيجة لانقضاض النظام على الديموقراطية ومن ثم تلك الشراسة الدموية التي ردت بها الجماعات الاسلامية التي حملت السلاح ونشرت الرعب في ارجاء الجزائر.


وسقطت جبهة الانقاذ الجزائرية في بحر الدماء ايضا حينما رد بعض قادتها على حل السلطة للجبهة وحظرها، بالانضمام الى الجماعة الاسلامية المسلحة، وقيادة شباب الجبهة الى قتال وثارات لم توقفها تدخلات العقلاء ولا نداءات المحبين في الامة العربية والاسلامية، وتطور الامر بالجماعة الاسلامية المسلحة الجزائرية التي اعلنت اخيرا انضمامها الى تنظيم القاعدة، الى انها اصبحت تقتل الجزائريين الذين يخالفونها برسائل الموبايل SMS، وتضرب بلا هوادة وبعشوائية قلب الجزائر الجريح، وتنتهك حرمة الدم الجزائري الطاهر الذي لم يكن يبذل الا في ساحة الشهادة في مواجهة المستعمر.


وتلطخت يد النظام الجزائري بدم ابناء شعبه ايضا حينما رد على فوز الجبهة الاسلامية للانقاذ بإبادة عدة قرى مؤيدة للجبهة، والضرب عشوائيا كي تختلط كل الاوراق على الخريطة الجزائرية فلا يعرف احد من يقتل من ولمصلحة من ومن القاتل ومن الضحية؟ واعتقال قادة الجبهة امثال الشيخ عباسي مدني وعلي بلحاج وغيرهما، وبدا الامر وكأن النظام يسعى الى استئصال كل ما له علاقة بجبهة الانقاذ الجزائرية، ولم تهدأ الامور قليلا الا عند وصول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الى كرسي الحكم، فقد اطلق عدة مبادرات للمصالحة الوطنية وسمح لعدد من الاحزاب الاسلامية بالمشاركة في السلطة، واطلق سراح قادة جبهة الانقاذ بعد انتهاء مدة سجنهم.

الشيخ عباسي مدني رئيس جبهة الانقاذ وزعيمها الاقوى تأثيرا كان قد اعتقل عام 1990 بعد ان قاد المسيرات والتظاهرات لمدة خمسة اسابيع للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مسبقة، وحكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن لمدة 12 سنة بعد ادانته بـ «المساس بأمن الدولة» وتم الافراج عنه عام 1997 لفترة مؤقتة، ثم وضع رهن الاقامة الجبرية في منزله ولم يفرج عنه الا منتصف عام 2003.

وقرر الشيخ عباسي مدني الذي كان يعاني حالة صحية متدهورة الرحيل عن الجزائر، فذهب الى العاصمة الماليزية كوالالمبور ومنها الى دولة قطر حيث اختار الدوحة منفى اختياريا له حتى الان، وما ان استرد عافيته حتى راح يمارس نشاطه السياسي، فأطلق عام 2004 مبادرة لوقف العنف رفضها النظام وردت عليها الجماعة الاسلامية المسلحة المتحالفة مع تنظيم القاعدة بتخوين قادة الجبهة الاسلامية للانقاذ واتهامهم بمهادنة النظام «الكافر» وتقدم ببيان الى لجنة حقوق الانسان بالامم المتحدة التي نادت بالسماح بممارسة قادة جبهة الانقاذ لنشاطهم السياسي، وطالبت بتعويضهم عما فقدوه طوال السنوات الماضية.

وما زال الشيخ عباسي مدني الذي رفض العنف منذ البداية، واعتبر انشاء الجناح العسكري لجبهة الانقاذ طعنة خنجر في ظهره، يترأس جبهة الانقاذ ويقودها من الدوحة التي يصفها بأنها «أفضل البلدان وارقاها، فهي التي رفقت بي في مرضي واكرمتني في اسلامي وعروبتي وانسانيتي».

نيوزويك العربية ذهبت الى الشيخ عباسي مدني في منفاه الاختياري بالدوحة حيث يعيش في احدى الشقق السكنية مع اسرته وحاورته حول اخر مواقف الجبهة من مبادرة المصالحة التي اطلقها الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة بعنوان «الميثاق» وقراءة الشيخ الذي يدق ابواب الثامنة والسبعين للمشهد السياسي وكيفية ايقاف النزيف الدامي في الجزائر وقضايا اخرى.

ماذا عن علاقتك بالجزائر الآن؟
- رغم انني بعيد في المسافة فأنا في قلب الجزائر.

أليست هناك اي مبادرة جديدة لتصالح الجبهة مع النظام؟
- لا، العلاقة الان مع الجزائر فقط، وكواقع تاريخي متغير متفاعل هذا هو ما يجمعني مع النظام الحالي اذا وضع النظام نفسه في الجزائر فسنلتقي به، اما عندما يخرج عن الجزائر ويتعامل مع غير الصالح الجزائري فهو في وادي ونحن في واد آخر.

كيف ترى المشهد الجزائري الان، وانت تنظر اليه من قارة اخرى؟
- قضية الجزائر ذات مد تاريخي، ولها امتدادات اصيلة وحية. والمشهد الان كما اراه واعايشه في الجزائر عبارة عن شعب يعاني القهر بدون شفقة، شعب عانى من اجل الحرية والاستقلال ولكنه لم يحصل الا على القمع، شعب كافح اكثر من قرن من اجل مستقبل عنوانه الحياة الكريمة والكرامة ودولة الشعب فكان جزاؤه التجويع والمستقبل المظلم، الاستقلال الذي دفع الملايين من اجله ارواحهم لا يوجد حتى ظله الان، نعيش في الجزائر وضعا ساقطا متساقطا نازلا الى اسفل بدلا من ان نصعد الى اعلى، الجزائر من اغنى الاقطار في المنطقة، لكن شعبها الان من افقر الشعوب ولو ذهبت الى الجزائر لرأيت الكثيرين من ابناء الشعب الجزائري يخرجون ليلا حياء من ان يراهم احد، ليبحثوا عن طعامهم في الزبالة، في اكبر شوارع مدينة قسطنطينية وهي من اشهر المدائن في التاريخ، سقط جزائري مغشيا عليه واثناء خضوعه للكشف الطبي مات الرجل وتبين ان سبب الوفاة هو الجوع، قتله الجوع في اغنى منطقة بالقمح في الجزائر، شباب الجزائر المثقفون الجامعيون يلقون بأنفسهم في البحر من خلال ما يسمى بقوارب الهجرة طمعا في حياة كريمة لا يجدونها في بلدهم، الشعب الجزائري يعاني الآن من البطالة والقهر واليأس والبؤس، شبابنا يضيعون ونحن ننتقل من سيئ الى اسوأ والسؤال هو: الى اي حد والى متى ستظل هذه الاوضاع في الجزائر؟ فعندما تذهب الى شباب المدارس والجامعات وتسألهم عن المستقبل يجبيون: لا مستقبل. انا عشت العهد الاستعماري كله ولم تكن هناك حالات انتحار، الان اصبح الانتحار ظاهرة تتنامى بشكل سريع جداً في الجزائر.

عودة العنف


هذه رؤيتك لكن دعني اتساءل: ما تفسيرك لعودة العنف الى الجزائر بهذه القوة؟
- العنف جاء من السلطة اولا التي قلبت البساط بالشعب عندما انتخب الجزائريون من يمثلونهم ورفضت السلطة اختيار الشعب، احد الجزائريين الذين يزعمون انهم من قادة الدولة في الجزائر ذهب الى الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران وقال له: انا مبعوث اليك لأعلمك ان المسؤولين الجزائريين يريدون ايقاف المسار الانتخابي فرد عليه ميتران: «انتم تمشون ضد عجلة التاريخ ولا اوافقكم على هذا» لكنهم في الجزائر لم يأخذوا بنصيحة ميتران الذي كان يعتبر الديموقراطية مبدأً وادخلوا البلاد في حرب لا مبرر لها على الاطلاق ومنذ ذلك العهد والسلطة لا تريد الا الحرب ومن يقول لكم بأن في الجزائر حكاماً لا يريدون الحرب فهو خاطئ.

مبادرات الرئيس


الرئيس عبد العزيز بو تفليقة دعا اكثر من مرة الى المصالحة الوطنية وانتم لم تتعاونوا معه؟
- هذا غير صحيح نحن تعاونا معه الى ابعد مدى واسأل الله له الشفاء والعافية وقلنا له:

اذا كنت تريد ذلك فنحن نساعدك ولكن ما ان وصل الى الحكم حتى وجد نفسه في محيط سرعان ما جعله يغير من شعاره «المصالحة الوطنية» الى « الوفاق المدني» فقلنا لعلها خطوة اولى على الطريق لكن تبين في فترة ولايته الثانية ان شعار الوفاق المدني لن يستطيع هو كرئيس ان يحقق منه اي شيء.

لا استطيع ان اقول بأن رغبته في المصالحة قد تغيرت فلا مصالحة للرئيس بو تفليقة في غير المصالحة واي جزائري يمتلك انتماء لبلده ولو بنسبة واحد في المائة لا يستطيع ان يستبدل المصالحة بالحرب.

ميثاق أم ماذا؟


الرئيس بو تفليقة قدم «الميثاق الوطني» ورفضتموه ايضا؟
- اقترح على الرئيس عبد العزيز بو تفليقة ان يعد الميثاق ، فإذا بالميثاق يتحول الى نفاق بكل ما تحمله الكلمة من معان حيث انه يدعو وينظم للحرب وليس للسلم، فالمصالحة التي لا تقوم على اساس التراضي او البحث للوصول الى التراضي عن طريق الحوار ليست مصالحة، وفي حالتنا هذه لم يحدث اي حوار خاصة، بين من تأذوا ويبحثون عن مصلحة البلاد واستقلالها، والسلطة لا في جبهة الانقاذ الاسلامية ولا غيرها فكيف تقوم مصالحة وطنية بدون حوار مسؤول مؤسس يجمع الاطراف موضوع النزاع.

ألم يكن من الافضل لمصلحة الجزائر قبول جبهة الانقاذ للميثاق كأرضية للمصالحة؟
- المصالحة الحقيقية هي التي تبحث عن القواسم المشتركة علما أن القواسم التي تجمع الجزائريين أكثر مما تفرقهم.
الحرب الأهلية غير مبررة لكن الميثاق يؤسس للحرب لأنه لم يأخذ في اعتباره مطالب الشعب الجزائري في قيام الدولة التي يريدها. هذه هي الحقيقة المريرة التي تعيشها الجزائر.

أين الحل؟


إذا كانت الصورة كما تراها بهذه القتامة والبؤس فما الحل من وجهة نظرك؟
- الحلول تكمن في معالجة اسباب المشكلة فالمشكل في الاساس سياسي ويتمثل في رغبة الشعب الجزائري في أن يعيش مستقلا كما تحقق له في مفاوضات ايفيان عام 1962 التي كانت بين الحكومة الجزائرية المؤقتة والجنرال ديغول الذي كان رئيسا لفرنسا آنذاك، هذه المفاوضات من جملة ما انتهت إليه أن الشعب الجزائري إذا قال نعم للاستقلال ولا للاستعمار الفرنسي فله الحق في ان يكون شعبا حراً مستقلاً، واستقل الشعب الجزائري كي يبني دولة الاستقلال ولكن أين هي دولة الاستقلال!! الدولة الجزائرية تخضع الان «للدوزيان بيرو» - أي للاستخبارات والأمن بتاع فرنسا أكثر من خضوعها للشعب الجزائري، وأكثر من خضوعها للرئيس بوتفليقة الذي هو الآن شكل بلا مضمون.

إذن، ستستمر الحرب الأهلية في الجزائر؟
- الحرب الأهلية من طرف من! من هؤلاء المتحاربون؟ السلطة ليست أهلا لأنها تمردت وخرجت وليست خاضعة لإرادة الشعب الجزائري.

الجبهة والعنف


أعتقد أنك بهذ الموقف تعطي مبررا لاستمرار الحرب الأهلية ولكن دعني أسألك: ما مدى علاقة جبهة الانقاذ بالعنف الدموي الذي يحدث في الجزائر الآن؟
- لا تسوي بين القاتل والضحية فبصرف النظر عن مرتكب العنف لابد من السؤال لصالح من هذا العنف ومن المستفيد منه؟ لصالح النظام بالطبع، المشاكل السياسية لا تعالج إلا سياسياً، ونحن ندعو إلى الحلول السياسية ومن زعم ان المشكلات السياسية تحل بغير الحلول السياسية فهو خاطئ فهذا مستحيل نحن نرفض العنف لأننا ضحاياه، ولا يمكن أن يكون جزائرياً من يقتل لكي يفرض حلا سياسياً إننا ندعو إلى إعطاء الشعب الجزائري الحق في ان يعيش حراً مستقلاً عن طريق الانتخابات الحرة وليس عن طريق العنف، وأن تكون ثروات الجزائر للجزائريين لا لساركوزي «الرئيس الفرنسي» الذي أخذ ملايين الدولارات إلى فرنسا.
الشعب الجزائري على وشك أن يصبح تعداده «40مليون نسمة» وتصل نسبة الشباب أكثر من 14 سنة نحو %75 وكلهم محيدون ومغيبون.. الغرب يتعامل مع شعوبنا على اساس أنه لا سبيل لها إلا الغناء فكيف نسمح بنقل ثروات الجزائر إلى فرنسا.

رئيس الجبهة


هل مازلت رئيسا لجبهة الانقاذ؟
- نعم وبيننا تواصل وعهد يجمعنا ولم نغير مبادئنا لا هنا ولا هناك نحن أصحاب قضية تتعلق بالشعب الجزائري الذي يعيش في لظى ويقلى في مقلاة.

الملاحظ انحسار نفوذ جبهة الانقاذ على مستوى الشارع الجزائري؟
- متى كان للجبهة نفوذ! هل كانت تحكم حتى نحاسبها على ما فعلت؟ أما على مستوى الشارع فهي موجودة، وحيث يوجد الشعب الجزائري فثمة جبهة الانقاذ الاسلامية ولا يوجد ابدا ما يفصلنا عن الشعب الجزائري.

خرجوا من عباءتهم


الجماعة الإسلامية المسلحة التي تمارس العنف بقسوة وتقتل الناس برسائل الموبايل التحذيرية خرجت من عباءة جبهة الانقاذ؟
- أوضحت لك أن العنف الحاصل أقل ما يقال عنه إنه خطأ، وهؤلاء ليسوا منا ولم يخرجوا من عباءتنا صحيح أن بعض اعضاء الجبهة انضموا إلى الجماعة الإسلامية المسلحة، لكن الجبهة الاسلامية للإنقاذ مازالت الحزب السياسي الأول في الجزائر ولا علاقة لها بالعنف الذي نراه وأنا تقدت عام 2004 بمبادرة لإنهاء الأزمة أسميتها «نداء الدوحة» وحددت فيها ليلة عيد الاضحى في مطلع فبراير موعداً لوقف القتال وسائر انواع العنف بما في ذلك عنف السلطة لكن أحداً لم يهتم بهذه المبادرة التي كانت تؤصل للمصالحة الوطنية وهو ما جاء بـ«تنظيم القاعدة» إلى الجزائر.
فما يحدث من عنف في الجزائر الان، بقطع النظر عن النوايا، هو عمل خاطئ لأنه يخدم من يريد أن تبقى الجزائر تتلظى بهذا الجحيم، وهو لا يفضي الى الحل المطلوب.

تعطيل الحل


تردد كثيرا أنكم في جبهة الإنقاذ الذين عطلتم الوصول إلى حل للمشكلة الجزائرية؟
- لا لا لا.. لا أعتقد أن بوتفليقة يستطيع ان يقول بأن عباسي مدني رئيس جبهة الانقاذ قد أوقف المصالحة الوطنية، وهو يعلم ان الذين فضلوا العنف على المصالحة هم نافذون في حكمه كي لا تهدأ الجزائر أو يتفرغ الشعب لبناء دولته، الشباب الذين سدت أمامهم كل الأبواب بعد أن ذهبوا الى الجامعة وحصلوا على أعلى الشهادات ثم شردوا: أين يذهبون! فإذا وقف هذه المواقف فلا تستطيع أن ترده حتى وإن كنت والده. منطق التاريخ يقول بأن العدل هو سبيل الاستقرار وينبغي اعطاء الشعب حق التعبير عن رأيه وليكن ما يكن من يختاره كأي شعب حر لسنا رعاعاً فنحن أصحاب تاريخ ورسالة.

الحصول على السلطة


أنتم تسعون الى الحصول على السلطة في المقام الأول؟
- لسنا أصحاب دعوة إلى السلطة ولكننا اصحاب الحق في الوصول الى السلطة عن طريق المشروعية الشعبية، نحن على استعداد للدخول في حوار مسؤول وجاد بين من لهم الرأي والمكانة كي يتكلموا ويرون ما ينبغي أن يكون، سواء من السلطة أو من غيرها.

هذا الكلام طرح كثيرا من قبل فما الجديدإذن؟
- السلطة تأتي بعملائها وتتحاور معهم. لابد من مشاركة أصحاب المسؤولية والمصداقية أما أن يأتني قوم بنص يكتبونه بأيديهم وفيه يتحول المظلوم إلى ظالم فهذا ما نرفضه.. ينبغي ألا نتلاعب بمصير أمة.

لمّ الشمل


ألا ترى أن الرئيس بوتفليقة هو الأقدر والافضل على لم شمل كل الجزائريين؟
- لا أشك في أنه إن استطاع ان يفعل لفعل لكنه مسلوب القدرة كرئيس للدولة، وليس مسلوب الإرادة. وليس عنده نفوذ، والنافذون مازالوا مجهولين، فلندعنهم يظهروا. الجزائر تسير من طرف مجهول اسمه «لا» لا يريد المصلحة للجزائر، لقد ظهر منهم بعض الذين ماتوا أما الاحياء فلم يظهروا بعد لكننا نرى أفعالهم.
أعرب عبدالعزيز بوتفليقة والتقيت به مرات عدة قبل أن يكون في الحكم وفي بدايات الجبهة، ولا أشك في انه شارك في حرب التحرير وإن لم ألتق به لأنني من الجيل الاسبق في هذه الحرب فأنا من الرعيل الاول، ولكن الثورة الجزائرية كانت صاحبة مبادئ وأنا لا أشك في مبادئ الرجل وكلانا له الحق في الاختلاف.

العودة إلى الوطن


لماذا لا تعود الى الجزائر؟
- أنا لست ممنوعا من دخول الجزائر، ولم تكن هناك أي شروط بين من اطلقوا سراحي وبيني خرجت في حالة القريب من الموت، فقد كنت في حالة مرضية خطيرة، ولو ساوموني على خروجي لرضيت بالموت على الحياة المشروطة، لست ممن يقبلون بمثل هذه الحياة ثم كيف أعود إلى الجزائر بعد أن خرجت من بطن أفعى؟ ولو أنك التقيت بي عندما ذهبت إلى كوالالمبور أولا ثم الدوحة كنت ستراني كمن خرج من بطن أفعى، في حالة مزرية ومازلت كذلك حتى الان لكن الله متعني بسلامة الصحة. وضعي كان صعبا جداً، أنت تقول بأننا نريد أن نصل إلى الحكم عن طريق العنف يا سبحان لله! نحن في الجبهة لم نحتج الى العنف لاننا نجحنا بإرادة شعبية هم الذين مارسوا ضدنا أقسى أنواع العنف والقهر والقمع نحن نعاني من التشريد والمنع والحمد لله هذه القضية بدأت تعالج من خلال لجنة حقوق الانسان في الأمم المتحدة.
هم إن استطاعوا منعنا اليوم فهل يمكنهم منعنا إلى الابد! وهل هم باقون إلى الابد؟! الذين بدؤوا معنا شرهم قد أنهاهم شرهم وفضحوا ولا يقدرون حتى على المشي في الشارع الجزائري.

تحالف القاعدة


الجماعة الاسلامية المسلحة بعد اندماجها مع «القاعدة» تتهمكم بالخيانة وترفض ما تطرحونه من حلول سياسية؟
- هم المرفوضون ولا أعتقد أنهم في حالة تسمح لهم بالحكم على الآخرين.

هناك احزاب اسلامية تشارك في العملية السياسية في الجزائر فهل لكم أي علاقة بهم؟
-- لا علاقة لنا بأي منهم، وللاسف هذه الاحزاب اختارت الطريق الذي يبعدنا عن الله سبحانه، وبالرغم من هذا فنحن لا نصدر أحكاماً ضدهم وإن حاكمونا، ولن نثأر منهم رغم ما فعلوا فينا.

رفض التسويات


أنتم في جبهة الانقاذ كنتم ومازلتم جزءا من المشكلة الجزائرية سواء بالرد على عنف السلطة بعنف اعنف أو من خلال رفضكم للتسويات السياسية؟
-هذا الكلام يحتاج إلى دليل واضح، وإلا فهل يمكن تبرير الجرائم التي ارتكبت ضدنا.. لماذا نلجأ إلى العنف ونحن لا نحتاج إليه.. نحن جئنا عن طريق الانتخابات وهم جاؤوا عن طريق الدبابات فمن المغتصب إذن؟! قالوا: ضربتني بدائها وانسلت لابد ان يكون لدى هذه السلطة قليل من الحياء.. هم مازالوا يمارسون عنفهم ونحن في الجبهة نقول لهم عودوا إلى الصواب كي نعالج المشكلة بالحلول السياسية لكنهم لا يابون إلا الأخذ بالحلول الأمنية.

هل تريد من النظام أن يعيدكم إلى السلطة؟
- نريد منه أن يعود هو أولاً إلى المشروعية، بأن يعطي للشعب حق الانتخاب النزيه الذي لا غش ولا تلاعب فيه، عن طريق القوانين التي يريدها الشعب.

نجاح الجبهة


الأحوال تغيرت كثيراً في الجزائر فهل أنت واثق من نجاح جبهة الإنقاذ لو سمح لها بالدخول في العملية السياسية؟
- الاستعمار عندنا كان أكثر طمعاً في البقاء في الجزائر، وبقى أكثرمن قرن، لكنا كنا نقول له انت زائل ولن تبقى هنا أبدا. وأنا كذلك على يقين من الله ومن الحق من أن النظام سيزول لامحالة طال الأمد أم قصر، وأن الحق سيعود إلى أهله أي للشعب الجزائري الثابت إلى ما لانهاية، وذلك بعد رفع حالة الطوارئ وإجراء انتخابات حرة، والسماح بالحريات المسلوبة، وهذا قادم لامحالة إن شاء الله، فإن عشت إلى هذه الساعة عدت، وإن لم أعد فسأبقى في الجزائر من خلال مبادئي التي تمسكت بها طول عمري.

مراجعات فكرية


في مصر راجعت الجماعة الإسلامية فكرها وصوبته في السجن، وكذلك جماعة الجهاد التي اغتالت الرئيس السادات وجماعة الإخوان المسلمين ألم تقوموا بأي مراجعات في جبهة الإنقاذ لفكركم داخل السجن أو خارجه؟
- لا توجد جماعة أو حركة جادة ومسؤولة حيال شعبها إلا وينبغي عليها أن تراجع وتصحح أخطاءها، ولكن لا مجال للمقارنة بيننا في الجبهة وبين ما قام به إخواننا في مصر، فلكل بلد ظروفها الخاصة.. الجبهة الإسلامية للإنقاذ لم يتغير منهجها السلمي، ولكنكم تتصورون منهج الجبهة من خلال قراءات أعدائها له وهذا غير منطقي، منهجنا ثابت ولا يحتاج إلى تغيير أو مراجعة.

بعبع الديموقراطية


كيف ذلك وتجربتكم في الجبهة أصبحت تتخذ ذريعة لاستبعاد الإسلاميين من المشاركة في الحكم في دول عربية وإسلامية عدة؟
- هذا سؤال ظالم، فما حدث في الجزائر كنا فيه الضحية وليس الجلاد، تجربة الجزائر بدأت ضد الاستعمار قبل قرن، ثم انتقلت إلى مرحلة التحرير حيث عملنا على تحرير البلاد، وحتى هذا العهد، نحن لم نجئ بالاستعمار إلى بلادنا ولكن حكاماً كصدام حسين وغيره هم الذين جاؤوا بالاستعمار إلى بلادنا عندما حرموا شعوبهم من الحريات واستبدوا بالسلطة متذرعين بالخوف مما حدث في الجزائر.. وماذا حدث في الجزائر! ألم يكن اغتصابا لإرادة الشعب.

أما زلت تحلم بإقامة الدولة الإسلامية في الجزائر؟
- أنا أحلم بإقامة دولة العدل لأنني أخشى من تلك الدولة التي تأتي تحت عنوان إسلامي وتكون ظالمة. أنا ضد الظلم وأحلم بدولة الشعب الجزائري.

أنتم متهمون بالعداء للديموقراطية والتعامل معها في إطار براجماتي للوصول إلى السلطة ثم الانقلاب عليها؟
- أحيلك إلى كتبي التي كتبتها عن الديموقراطية، بل أحيلك إلى رسالتي للدكتوراة حيث أكبر الأساتذة المناقشين لي ما قلته عن أهمية الديموقراطية في ضوء الشورى والتجربة الإسلامية.
الديموقراطية بالمفهوم الحقيقي لاتعيش بدون حرية، ولا يمكن لمن يفهم فلسفة الديموقراطية أن يفصل بينها كسياسة وبين الحرية كمسؤولية وأخلاق، لكنهم عندنا يأتون «بالشكل» الديموقراطي بدون حرية لا يفهمون أنها لا تصلح أبدا.
أما عن الانقلاب على الديموقراطية فنحن لم نُختبر أصلا في السلطة، ولا يمكن الحكم علينا من خلال النوايا، النظام يعلل ما يقوم به من جرائم بأن الجبهة وغيرها إذا نجحوا في الوصول إلى السلطة ولن يسمحوا بأي تداول سلمي ولكن ما حدث أنهم هم الذين استولوا على السلطة ولم يتركوا لغيرهم مجالاً. النظام هو الذي احتكر السلطة ويحتكرها منذ أربعين عاما، وهو الذي قنن الحكم الفردي والاشتراكي، فكيف تتهموننا بما ارتكبوه هم من جرائم؟!!
نحن نريد أن نغير جزائر القهر والبطش والاستبداد إلى جزائر المشروعية والحرية والعدل والمساواة والكرامة.

هل من المفترض أن يتم هذا من خلال طرحكم للدولة الدينية؟
- لا يمكن الحديث عما هو غير موجود في الإسلام.. فهل في الإسلام دولة دينية؟!
- الإسلام لا يعرف إلا دولة البشر والله سبحانه خاطب رسوله صلى الله عليه وسلم قائلا «وشاورهم في الأمر» أي يا محمد شاور شعبك وأمتك في أمرها أي في الحكم. القرآن لا يدعو إلى دولة الدين وإنما إلى دولة المسلمين، لكن المشكلة أننا نحن المسلمين ليست عندنا دولة وإنما دويلات.

تقصد الخلافة الإسلامية؟
- أقصد ما فوق الخلافة أي دولة العصر واليوم والغد، دولة أمة الإسلام التي تتلظى في أنحاء العالم، صدقني لا فرق بين ما يعانيه الشعب الجزائري في الجزائر، وبين ما يعانيه الشعب الفلسطيني في فلسطين، قارن بينهما وسترى.

مقارنة قائمة


المقارنة ظالمة للشعبين: الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال الإسرائيلي والجزائري الذي يعاني بعض المشكلات لكنه مستقل وغير مستعمر؟
- سامحني. في الجزائر الأمر أدهى وأمر ألا ترى أن الشعب الفلسطيني يخرج للشارع إذا أراد أن يعبر عن إرادته ويجد مجالا واسعا في ذلك، فهل يستطيع الشعب الجزائري أن يفعل نفس الشيء؟! سيواجه بآلة القمع الرهيبة التي تتصدى لأي احتجاجات حتى ولو كانت هينة.

علاقة الجبهة


الجماعة الإسلامية المسلحة اندمجت مع تنظيم القاعدة فماذا عن علاقة جبهة الإنقاذ بالقاعدة في الجزائر والمغرب العربي عموما؟
- ليس لنا معهم أي علاقة إلا هؤلاء الذين لديهم ضمير ويريدون الخير لأمتهم هم علاقتهم بالشباب لأن الشباب هو الذي يتحفز لوضع حد للاستعمار الغربي. نحن بدأنا المعركة وما زلنا أوفياء لهذه الأمة وإن لحقت بنا الشيخوخة، هذه معركة الأجيال وكنا نود أن يفهم الغرب نفسه، وأن يقرأ الدروس التاريخية.

زوربا
04-20-2008, 01:21 AM
http://www.alwatan.com.kw/%2fData%2fSite1%2fArticles%2f619640%2f3.pc.jpg



إعجاب أم ماذا؟


ألمح إعجابا منك بما ترتكبه القاعدة من جرائم ومجازر؟
- لست في مسرح الهواة لأعجب بفلان أو غيره، أنا أعيش مأساتي التي تعيشها الشعوب العربية والإسلامية في مختلف الأقطار.

«القاعدة» تضرب في بلاد المغرب العربي وتقتل العرب والمسلمين في الجزائر والمغرب وحتى موريتانيا؟
- هذه أيدي الغرب التي تريد لنا أن نبقى في لظى، تستعمل أسماء وتختلقهم حتى وإن كانت منطلقاتها غير ذلك لكن يتم استخدامها. عندما خرجت من السجن وجدت الناس يتحدثون عن عنف الجبهة الإسلامية للإنقاذ أي يذبحون الضحية ثم يتهمونها أنها هي القاتلة.

العنف الذي ارتكبه الجزائريون ضد بعضهم حصد من أرواحهم ما يقارب 200 ألف قتيل.. فكيف نبرر هذا؟

- أنا لا أعتبر الجزائري الذي يقتل أخاه جزائرياً مهما كان منصبه أو اللافتة التي يرفعها، سواء أكان في السلطة أو في أي تيار أو قوى، لكن المشكلة دائما في الغرب الذي يريد أن يضيع الزمن الحضاري على أمة الإسلام التي إن تمت مهمتها الرسالية وحاجتها الحضارية، ستكون المرشحة في المستقبل القريب للنهوض. أما بالنسبة لتنظيم القاعدة فنحن كجزائريين نراها في كثير من المواقف والأحداث «مستعملة» لغير الهدف الذي من أجله قامت.

الاستعمار يدخل في هذه الحركات ويحرفها نحو النقيض الذي من أجله انطلقت، ولذلك فإن القاعدة الآن في موقف خاطئ فيما تقوم به في الجزائر لأنها تنتهك حرمة دماء الشعب الجزائري وسيادته.

لكن لابد أن نفهم أن لعبة الإرهاب قد انكشفت، وثبت أن الإرهاب مقصود به المسلمون، وإذا كان الإسلام هو الإرهاب فأنا مسلم، وإذا أراد الأمريكي أن يتخذني إرهابيا لأنني مسلم فهذا هو الخطأ الذي هوى بهم إلى هذا الدرك من الخزي والعار، وحيث صارت سمعة الأمريكان الأسوأ في العالم هم أرادوا أن ينقلوا ما حدث في العراق وفلسطين إلى بلاد المغرب العربي ولذلك فهم من سيحترقون بها. نحن ننادي بأنه من مصلحة الجزائر حقه في الحرية وفي التصرف في مقدراته.

لماذا قطر؟


لماذا اخترت قطر وليس أي دولة عربية أخرى للإقامة فيها؟
- الدوحة وفقني الله إلى اختيارها فهي الدوحة الحقيقية التي رفقت بي في مرضي واحترمتني في صحتي وأكرمتني في إسلامي وعروبتي وإنسانيتي، إنها بحق أفضل البلدان وأرقاها وإن شاء الله لها المستقبل الأفضل ما بقيت في رعاية سمو أمير قطر ومن معه، المجتمع القطري الكريم الذي لا يزال يتمع بأصالته العربية الإسلامية التاريخية الرسالية، وما زال إن شاء الله محققا طموحه الأرقى والأفضل والأشرف.


الشيخ عباسي مدني


ولد 1931/2/28 بلدة عقبة بن نافع الفهري (سيد عقبة).

التعليم الابتدائي كان في الكتاب وفي المدرسة الفرنسية.

التحق بعدها بمدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

اتم الدراسة الثانوية في مسجد سطر الملوك ببلدية (بسكرة).

تأخرت الدراسة الجامعية لما بعد الثورة

بدأ العمل السياسي عام 1945 بالانضمام الى حزب التحرير ثم الى حركة الانتصار للحريات الديموقراطية.

شارك في اشعال الثورة عام 1954

حكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف السنة

انهى ليسانس الفلسفة عام 1965

حصل على درجة الماجستير في علم النفس التربوي عام 1973.

حصل على الدكتوراه من جامعة لندن في التربية المقارنة عام 1978.

عمل بعد ذلك في دور المعلمين في الجزائر وفي الثانويات وفي جامعة الجزائر

أسس الجبهة الإسلامية للانقاذ يوم 1989/4/29

شاركت الجبهة في انتخابات البلديات عام 1990 وفازت بأغلبية المقاعد

تم إعلان الاضراب الوطني السياسي بدعوى من الجبهة يوم 1991/5/25

تم اعتقال الشيخ عباسي مدني في 1991/6/30

فازت الجبهة الاسلامية للانقاذ بأغلبية ساحقة في الدورة الأولى للانتخابات التشريعية في 1991/12/26
تم الحكم عليه بالسجن لمدة 12 سنة في 1992/7/15

افرج عن الشيخ عباسي لفترة مؤقتة في 1997 ثم تم وضعه تحت الاقامة الجبرية في أغسطس من نفس العام.

تم الافراج عن الشيخ عباسي مدني والشيخ علي بلحاج يوم 2003/7/3

خرج في نفس العام إلى ماليزيا ومنها إلى العاصمة القطرية الدوحة حيث استقر به المقام حتى الآن مع اسرته.


تاريخ النشر: الاحد 20/4/2008

عاشقة الفردوس
04-22-2008, 07:51 PM
سبب خراب الجزائر هوا عباس هذا و امثاله

الله يهديهم

فاطمة
01-03-2009, 08:02 PM
سبب خراب الجزائر هوا عباس هذا و امثاله

الله يهديهم

هذا الكلام صحيح 100%

جبهة الانقاذ ضللت الناس وكانت سببا لخراب الجزائر