سلسبيل
04-10-2008, 07:08 AM
د. سامي ناصر خليفة / الراي
تقف الكويت اليوم مرة أخرى أمام حلقة جديدة من سلسلة التخبطات غير المبررة لوزارة الداخلية وذلك باعتدائها على منزلة العلماء وقدسية مكانتهم عند الناس، وما احتجازها إمام جمعة مسجد الإمام الحسن عليه السلام في منطقة بيان سماحة العلامة الشيخ علي أكبر برهان دشتي لأكثر من خمس ساعات في مطار الكويت، ثم إبعاده عن البلاد قسراً ومن دون ذكر أي سبب ولا تبرير شفاف ومقنع، ما ذلك إلا محطة خطيرة تدل على أن وزارة الداخلية باتت لا تعي تبعات سلوكياتها على تماسك ووحدة النسيج الاجتماعي من جانب، وأصبحت بتصرفاتها تلك أحد أهم معاول هدم جدار الثقة بين الناس والحكومة من جانب آخر.
فالشيخ برهان إمام فاضل وخطيب جليل ضحى بأكثر من خمسة عشر عاماً من سني حياته معلما للقيم وأستاذا للفقه ومدبرا في التفسير ومربيا للأخلاق وإماما للمصلين وخطيبا للجماعة يوم الجمعة... وشخص يحمل هذا المقدار من العطاء لا يمكن إلا أن يملك قلوب الناس ويكسب احترامهم وتقديرهم، وبالتالي ليس من الإنصاف أن يتم التعامل مع شخصية بتلك المنزلة الروحية والعطاء العلمي بهذا الأسلوب الذي أقل ما يمكن وصفه به أنه بعيد كل البعد عن أخلاقنا وعاداتنا.
فما هكذا يا وزير الداخلية نجازي ضيوفنا المحسنين علينا بقدر علمهم وكرم عطائهم، وما هكذا يتم التعاطي مع من جل الله سبحانه وتعالى قدره بين الناس، وجعله في موقع يلبي من خلاله حاجاتهم الإيمانية ومبتغياتهم الروحية. فما عسى أن يبرر وزير الداخلية هذا التصرف غير الحكيم، والمواطنون يرون إمامهم يهان أمام مرآى ومسمع الجميع؟ وما عسى أن يبرر الوزير فعلته هذه للمصلين الذين يدينون للشيخ برهان بأنه رباّهم على الفضيلة والتهذيب النفسي والالتزام العقدي؟
أما أنت يا شيخ برهان، فنلتمس منك العذر من سلوك بني جلدتنا لأنهم لا يعرفونك، ونعتذر لأنهم استهانوا بقدر ومنزلة العلماء عند الله سبحانه وتعالى، ونعتذر لأنهم بدلاً من أن يجازوك خيراً ويضعوا على صدرك وسام الخدمة الجليلة للكويت وأهلها، قاموا بما قاموا به اليوم من سلوك أقل ما يمكن وصفه به بأنه لا يمت إلى احترام إنسانية الإنسان بصلة.
وللأسف أنني لم أكن من رواد مسجد بيان وأنت الإمام الراتب فيه، ولكن ما سمعناه من المصلين عن حرصك على تربيتهم بأخلاق النبي صلى الله عليه وآله، وحثهم على حب الكويت والرضا بنعمة الأمن والأمان، يجعلنا نتيقن بسوء التصرف الذي مورس في حقك، واعلم يا شيخنا الجليل أن منعك من دخول الكويت لا يعتبر إهانة شخصية لسماحتك فقط، بل هي إهانة لكل مواطن كويتي يعتز بقيمة العلم والعلوم، وهي إهانة للإنسانية التي انحنت احتراما وإجلالاً وتقديرا للعلماء ودورهم في التهذيب والاستقامة. فالعذر كل العذر يا شيخ برهان.
د. سامي ناصر خليفة
أكاديمي كويتي
alkhaldi4@hotmail.com
تقف الكويت اليوم مرة أخرى أمام حلقة جديدة من سلسلة التخبطات غير المبررة لوزارة الداخلية وذلك باعتدائها على منزلة العلماء وقدسية مكانتهم عند الناس، وما احتجازها إمام جمعة مسجد الإمام الحسن عليه السلام في منطقة بيان سماحة العلامة الشيخ علي أكبر برهان دشتي لأكثر من خمس ساعات في مطار الكويت، ثم إبعاده عن البلاد قسراً ومن دون ذكر أي سبب ولا تبرير شفاف ومقنع، ما ذلك إلا محطة خطيرة تدل على أن وزارة الداخلية باتت لا تعي تبعات سلوكياتها على تماسك ووحدة النسيج الاجتماعي من جانب، وأصبحت بتصرفاتها تلك أحد أهم معاول هدم جدار الثقة بين الناس والحكومة من جانب آخر.
فالشيخ برهان إمام فاضل وخطيب جليل ضحى بأكثر من خمسة عشر عاماً من سني حياته معلما للقيم وأستاذا للفقه ومدبرا في التفسير ومربيا للأخلاق وإماما للمصلين وخطيبا للجماعة يوم الجمعة... وشخص يحمل هذا المقدار من العطاء لا يمكن إلا أن يملك قلوب الناس ويكسب احترامهم وتقديرهم، وبالتالي ليس من الإنصاف أن يتم التعامل مع شخصية بتلك المنزلة الروحية والعطاء العلمي بهذا الأسلوب الذي أقل ما يمكن وصفه به أنه بعيد كل البعد عن أخلاقنا وعاداتنا.
فما هكذا يا وزير الداخلية نجازي ضيوفنا المحسنين علينا بقدر علمهم وكرم عطائهم، وما هكذا يتم التعاطي مع من جل الله سبحانه وتعالى قدره بين الناس، وجعله في موقع يلبي من خلاله حاجاتهم الإيمانية ومبتغياتهم الروحية. فما عسى أن يبرر وزير الداخلية هذا التصرف غير الحكيم، والمواطنون يرون إمامهم يهان أمام مرآى ومسمع الجميع؟ وما عسى أن يبرر الوزير فعلته هذه للمصلين الذين يدينون للشيخ برهان بأنه رباّهم على الفضيلة والتهذيب النفسي والالتزام العقدي؟
أما أنت يا شيخ برهان، فنلتمس منك العذر من سلوك بني جلدتنا لأنهم لا يعرفونك، ونعتذر لأنهم استهانوا بقدر ومنزلة العلماء عند الله سبحانه وتعالى، ونعتذر لأنهم بدلاً من أن يجازوك خيراً ويضعوا على صدرك وسام الخدمة الجليلة للكويت وأهلها، قاموا بما قاموا به اليوم من سلوك أقل ما يمكن وصفه به بأنه لا يمت إلى احترام إنسانية الإنسان بصلة.
وللأسف أنني لم أكن من رواد مسجد بيان وأنت الإمام الراتب فيه، ولكن ما سمعناه من المصلين عن حرصك على تربيتهم بأخلاق النبي صلى الله عليه وآله، وحثهم على حب الكويت والرضا بنعمة الأمن والأمان، يجعلنا نتيقن بسوء التصرف الذي مورس في حقك، واعلم يا شيخنا الجليل أن منعك من دخول الكويت لا يعتبر إهانة شخصية لسماحتك فقط، بل هي إهانة لكل مواطن كويتي يعتز بقيمة العلم والعلوم، وهي إهانة للإنسانية التي انحنت احتراما وإجلالاً وتقديرا للعلماء ودورهم في التهذيب والاستقامة. فالعذر كل العذر يا شيخ برهان.
د. سامي ناصر خليفة
أكاديمي كويتي
alkhaldi4@hotmail.com