فاتن
03-25-2008, 12:27 AM
قناة المنار - محمد عبد الله
24/03/2008 أبدى آية الله السيد محمد حسين فضل الله، خشيته من أن يكون العرب قد أصيبوا بالسرطان السياسي، الذي يسير بهم في حال الاحتضار والموت السياسي. ورأى أن الزيارات الأوروبية والأمريكية الأخيرة إلى المنطقة، تهدف إلى تثبيت حركة التموضع السياسي والأمني الإسرائيلي، في مواجهة قوى الممانعة العربية والإسلامية بعد إخفاقات العدو في تموز 2007م، وفي مواجهات غزة الأخيرة.
وحذّر سماحته في تصريح له دول الاتحاد الأوروبي من أن كلمات المديح وغسل العار أمام إسرائيل تشجعها على الارتواء أكثر من الدماء العربية والإسلامية، داعياً إياها إلى القيام بحركة نقدية توبيخية ضد إسرائيل وعدم اللحاق بالركب الأمريكي من خلال حلف الأطلسي، لأن ذلك سيدفع بشعوبنا للاستغناء عن هؤلاء بعلاقات مع دول تقارب الوضع في المنطقة في شكل أفضل، وخصوصاً روسيا والصين.
وأكد سماحته وجود حركتي تهويل وتعطيل تقودهما الإدارة الأمريكية لإيجاد حال توازن في إسرائيل ولمنع التواصل الجهادي بين أجنحة الأمة.
علّق سماحته على زيارات المسؤولين الغربيين إلى المنطقة، وجاء في تصريح سماحته:
إننا ننظر بعين الخطورة حيال كل هذا الدعم الذي تتلقّاه إسرائيل على المستوى السياسي من شخصيات أمريكية أو أوروبية تتوزع الأدوار لخطب ودّ هذا الكيان الذي يمثل واحدة من الخطايا الكبرى التي ارتكبت في حقّ البشرية كلها وفي حقّ العرب والمسلمين على وجه الخصوص، لأنه قد يكون من حقّ أوروبا وألمانيا الشعور بالعار حيال ما يتحدثون عنه من محرقة اليهود، ولكن لا يحقّ لهم توظيف ذلك في نطاق حرب شاملة على قضايا العرب والمسلمين... أما المرشح الجمهوري الأمريكي، فقد كان أكثر صلافة عندما تعمّد أن يتحدث عن القدس كعاصمة لهذا الكيان من قلب العالم العربي ليوحي للحكام العرب بأن عليهم أن يسقطوا ما تبقّى من حواجز في المسيرة التي رسمتها الإدارة الأمريكية لهم للاعتراف الكامل بإسرائيل والتطبيع السياسي والأمني معها، على حساب قضية الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة، كما كان أكثر حقداً عندما أيّد بطريقة وأخرى عمليات الإبادة والقتل بحقّ الفلسطينيين.
إن الإصرار من قِبَل بعض الإدارات الغربية على التودّد لإسرائيل إلى حدّ الخضوع تارةً، باعتبارها "معجزة القرن العشرين" وطوراً بالانحناء أمامها تحت وطأة "الإحساس بالعار" إلى القول بأن "أمن إسرائيل غير قابل للتفاوض"، كما تقول المستشارة الألمانية "ميركل"، يمثل خطيئة أوروبية أخرى تضاف إلى سلسلة الارتكابات التي يدفع العرب والمسلمون أثمانها دائماً. لأن هذه السياسة تشجع إسرائيل على شنّ المزيد من الحروب والقيام بالمزيد من المحارق ضد الفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم.
وقد أثبتت التجارب السابقة أن إسرائيل تعمل على الارتواء أكثر من الدماء العربية والإسلامية، كلما سمعت مديحاً من الغربيين، الذين كان يفترض بهم أن يُسمعوها كلاماً نقدياً وتوبيخياً حيال انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان، وحيال مجازرها المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص، والتي تتناقض مع القيم الإنسانية والقوانين الدولية التي أرادتها الإدارات الغربية سيفاً مسلطاً على شعوبنا، وعملت لإلزامنا بها دون الآخرين.
إننا نشعر أن هذه الزيارات الغربية المرسومة سلفاً، والتي أعدّت أهدافها مسبقاً تحاول تثبيت حركة التموضع السياسي والأمني الإسرائيلي في مواجهة قوى الممانعة والمقاومة العربية والإسلامية، ولإعادة التوازن إلى الواقع الإسرائيلي الذي أصيب بانتكاسة كبيرة بعد حرب تموز2006م، وبعد الإخفاقات الأخيرة أمام المقاومة في غزة، وكأن الرسالة التي يُراد إرسالها إلى الساحة العربية والإسلامية مفادها أن إسرائيل هي في موقع التبنّي الغربي حتى لو عملت على إبادة شعوب المنطقة كلها...
إن على دول الاتحاد الأوروبي أن تلتفت إلى أن هذا الاستخدام الأمريكي لها لتكون ملحقه بالأسطول الأمريكي، وليكون الحلف الأطلسي بمثابة الشرطة التي تلحق بالعسكر الأمريكي أينما نزل، أو أينما نزلت به المشاكل... إن هذا الأمر يجعل من هذه الدول ملحقاً تابعاً لإدارة المحافظين الجدد، وهذا يرتّب نتائج على مستوى تعامل شعوبنا مع هذه الدول التي ينبغي أن تعرف أن المستقبل هو لحركات النهوض والممانعة في الواقع العربي والإسلامي، كما أن عليها ـ في المقابل ـ أن تعرف أن إخفاقها وفشلها في التحوّل إلى قوة دولية ضاغطة لها استقلاليتها سيفسح في المجال لقوى أخرى تشعر شعوبنا بأنها تقارب الوضع في المنطقة أفضل منها، وهو ما قد يتمثل في حركة روسيا والصين.
إننا ـ إلى جانب ذلك ـ نلحظ وجود حركتي تهويل وتعطيل تقودهما الإدارة الأمريكية في المنطقة، لينطلق التهويل بهدف إيجاد حال من التوازن في الخط الإسرائيلي ومن يسير في فلك المشروع الأمريكي في المنطقة، إلى جانب حركة التعطيل الأمريكية التي تعمل ليل نهار لإيجاد فواصل وفوارق داخل الأمة تمنعها من التواصل على مستوى قضاياها الكبرى. ويضاف إلى ذلك الجهود الأمريكية التي تلتقي بجهود عربية موازية لتعطيل حركة التواصل الجهادي في الأمة ضد الاحتلال على مختلف الجبهات... ونحن نعتقد أن جزءاً كبيراً من هذا المجهود يُبذل لتغليب القوى التكفيرية وأسلوب عملها وحركتها على قوى المقاومة الشريفة لتوسعة دائرة الشروخ التي من شأنها منع تضميد الجروح السياسية والمذهبية، وصولاً إلى منع التواصل بين أجنحة الممانعة في الأمة.
إننا نقول للعرب جميعاً، وخصوصا أولئك الذين استخدمتهم أمريكا في حركة الإغراءات أو التهويلات في الآونة الأخيرة، إن عليهم أن يلتفتوا إلى كل هذا الاحتقار الأمريكي والأوروبي لهم ليتحركوا مع شعوبهم، حيث لا تزال الفرصة سانحة أمامهم للّحاق بركب الأمة من جديد، وخصوصاً أنهم يدركون بأن الوقت لا يعمل لمصلحتهم، وكذلك واقع الممانعة الذي تتسع دوائره في مواقعهم... ولذلك فإن عليهم أن يعيدوا حساباتهم ويباشروا خطاً سياسياً جديداً يقترب بهم من طموحات شعوبهم،
على أن تكون القمة العربية القادمة هي الفرصة السانحة لهم للخروج من مرحلة الإنهاك التي ابتليت بها الأمة إلى مرحلة النهوض التي قد يطل ـ من خلالها ـ الواقع العربي على فجر جديد، وإن كنا نتصور أن العرب أصيبوا بالسرطان السياسي الذي يفتك بكل علاقاتهم وأوضاعهم، بحيث أصبحوا يسيرون في خط الاحتضار الذي يتحرك في خط الموت السياسي.
http://www.almanar.com.lb/NewsSite/NewsDetails.aspx?id=38688
24/03/2008 أبدى آية الله السيد محمد حسين فضل الله، خشيته من أن يكون العرب قد أصيبوا بالسرطان السياسي، الذي يسير بهم في حال الاحتضار والموت السياسي. ورأى أن الزيارات الأوروبية والأمريكية الأخيرة إلى المنطقة، تهدف إلى تثبيت حركة التموضع السياسي والأمني الإسرائيلي، في مواجهة قوى الممانعة العربية والإسلامية بعد إخفاقات العدو في تموز 2007م، وفي مواجهات غزة الأخيرة.
وحذّر سماحته في تصريح له دول الاتحاد الأوروبي من أن كلمات المديح وغسل العار أمام إسرائيل تشجعها على الارتواء أكثر من الدماء العربية والإسلامية، داعياً إياها إلى القيام بحركة نقدية توبيخية ضد إسرائيل وعدم اللحاق بالركب الأمريكي من خلال حلف الأطلسي، لأن ذلك سيدفع بشعوبنا للاستغناء عن هؤلاء بعلاقات مع دول تقارب الوضع في المنطقة في شكل أفضل، وخصوصاً روسيا والصين.
وأكد سماحته وجود حركتي تهويل وتعطيل تقودهما الإدارة الأمريكية لإيجاد حال توازن في إسرائيل ولمنع التواصل الجهادي بين أجنحة الأمة.
علّق سماحته على زيارات المسؤولين الغربيين إلى المنطقة، وجاء في تصريح سماحته:
إننا ننظر بعين الخطورة حيال كل هذا الدعم الذي تتلقّاه إسرائيل على المستوى السياسي من شخصيات أمريكية أو أوروبية تتوزع الأدوار لخطب ودّ هذا الكيان الذي يمثل واحدة من الخطايا الكبرى التي ارتكبت في حقّ البشرية كلها وفي حقّ العرب والمسلمين على وجه الخصوص، لأنه قد يكون من حقّ أوروبا وألمانيا الشعور بالعار حيال ما يتحدثون عنه من محرقة اليهود، ولكن لا يحقّ لهم توظيف ذلك في نطاق حرب شاملة على قضايا العرب والمسلمين... أما المرشح الجمهوري الأمريكي، فقد كان أكثر صلافة عندما تعمّد أن يتحدث عن القدس كعاصمة لهذا الكيان من قلب العالم العربي ليوحي للحكام العرب بأن عليهم أن يسقطوا ما تبقّى من حواجز في المسيرة التي رسمتها الإدارة الأمريكية لهم للاعتراف الكامل بإسرائيل والتطبيع السياسي والأمني معها، على حساب قضية الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة، كما كان أكثر حقداً عندما أيّد بطريقة وأخرى عمليات الإبادة والقتل بحقّ الفلسطينيين.
إن الإصرار من قِبَل بعض الإدارات الغربية على التودّد لإسرائيل إلى حدّ الخضوع تارةً، باعتبارها "معجزة القرن العشرين" وطوراً بالانحناء أمامها تحت وطأة "الإحساس بالعار" إلى القول بأن "أمن إسرائيل غير قابل للتفاوض"، كما تقول المستشارة الألمانية "ميركل"، يمثل خطيئة أوروبية أخرى تضاف إلى سلسلة الارتكابات التي يدفع العرب والمسلمون أثمانها دائماً. لأن هذه السياسة تشجع إسرائيل على شنّ المزيد من الحروب والقيام بالمزيد من المحارق ضد الفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم.
وقد أثبتت التجارب السابقة أن إسرائيل تعمل على الارتواء أكثر من الدماء العربية والإسلامية، كلما سمعت مديحاً من الغربيين، الذين كان يفترض بهم أن يُسمعوها كلاماً نقدياً وتوبيخياً حيال انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان، وحيال مجازرها المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص، والتي تتناقض مع القيم الإنسانية والقوانين الدولية التي أرادتها الإدارات الغربية سيفاً مسلطاً على شعوبنا، وعملت لإلزامنا بها دون الآخرين.
إننا نشعر أن هذه الزيارات الغربية المرسومة سلفاً، والتي أعدّت أهدافها مسبقاً تحاول تثبيت حركة التموضع السياسي والأمني الإسرائيلي في مواجهة قوى الممانعة والمقاومة العربية والإسلامية، ولإعادة التوازن إلى الواقع الإسرائيلي الذي أصيب بانتكاسة كبيرة بعد حرب تموز2006م، وبعد الإخفاقات الأخيرة أمام المقاومة في غزة، وكأن الرسالة التي يُراد إرسالها إلى الساحة العربية والإسلامية مفادها أن إسرائيل هي في موقع التبنّي الغربي حتى لو عملت على إبادة شعوب المنطقة كلها...
إن على دول الاتحاد الأوروبي أن تلتفت إلى أن هذا الاستخدام الأمريكي لها لتكون ملحقه بالأسطول الأمريكي، وليكون الحلف الأطلسي بمثابة الشرطة التي تلحق بالعسكر الأمريكي أينما نزل، أو أينما نزلت به المشاكل... إن هذا الأمر يجعل من هذه الدول ملحقاً تابعاً لإدارة المحافظين الجدد، وهذا يرتّب نتائج على مستوى تعامل شعوبنا مع هذه الدول التي ينبغي أن تعرف أن المستقبل هو لحركات النهوض والممانعة في الواقع العربي والإسلامي، كما أن عليها ـ في المقابل ـ أن تعرف أن إخفاقها وفشلها في التحوّل إلى قوة دولية ضاغطة لها استقلاليتها سيفسح في المجال لقوى أخرى تشعر شعوبنا بأنها تقارب الوضع في المنطقة أفضل منها، وهو ما قد يتمثل في حركة روسيا والصين.
إننا ـ إلى جانب ذلك ـ نلحظ وجود حركتي تهويل وتعطيل تقودهما الإدارة الأمريكية في المنطقة، لينطلق التهويل بهدف إيجاد حال من التوازن في الخط الإسرائيلي ومن يسير في فلك المشروع الأمريكي في المنطقة، إلى جانب حركة التعطيل الأمريكية التي تعمل ليل نهار لإيجاد فواصل وفوارق داخل الأمة تمنعها من التواصل على مستوى قضاياها الكبرى. ويضاف إلى ذلك الجهود الأمريكية التي تلتقي بجهود عربية موازية لتعطيل حركة التواصل الجهادي في الأمة ضد الاحتلال على مختلف الجبهات... ونحن نعتقد أن جزءاً كبيراً من هذا المجهود يُبذل لتغليب القوى التكفيرية وأسلوب عملها وحركتها على قوى المقاومة الشريفة لتوسعة دائرة الشروخ التي من شأنها منع تضميد الجروح السياسية والمذهبية، وصولاً إلى منع التواصل بين أجنحة الممانعة في الأمة.
إننا نقول للعرب جميعاً، وخصوصا أولئك الذين استخدمتهم أمريكا في حركة الإغراءات أو التهويلات في الآونة الأخيرة، إن عليهم أن يلتفتوا إلى كل هذا الاحتقار الأمريكي والأوروبي لهم ليتحركوا مع شعوبهم، حيث لا تزال الفرصة سانحة أمامهم للّحاق بركب الأمة من جديد، وخصوصاً أنهم يدركون بأن الوقت لا يعمل لمصلحتهم، وكذلك واقع الممانعة الذي تتسع دوائره في مواقعهم... ولذلك فإن عليهم أن يعيدوا حساباتهم ويباشروا خطاً سياسياً جديداً يقترب بهم من طموحات شعوبهم،
على أن تكون القمة العربية القادمة هي الفرصة السانحة لهم للخروج من مرحلة الإنهاك التي ابتليت بها الأمة إلى مرحلة النهوض التي قد يطل ـ من خلالها ـ الواقع العربي على فجر جديد، وإن كنا نتصور أن العرب أصيبوا بالسرطان السياسي الذي يفتك بكل علاقاتهم وأوضاعهم، بحيث أصبحوا يسيرون في خط الاحتضار الذي يتحرك في خط الموت السياسي.
http://www.almanar.com.lb/NewsSite/NewsDetails.aspx?id=38688