فاتن
03-24-2008, 11:58 PM
دراسة للعسكرية الأميركية تكشف أسباب هزيمة صدام (5/6)
زيد بنيامين من دبي
بحلول ديسمبر 2002 وقبل أشهر من الغزو الأميركي إختارت مجموعة من كبار قادة الحرس الجمهوري أنفسهم لكي يقوموا بإخبار صدام حسين بالحقيقة عن مدى إستعداد القوات العراقية... وجاءهم سكرتير صدام وأخبرهم "إذا تكلمتم مع صدام فعليكم أن ترضوه.. يجب أن يشعر بالسعادة" وبعد هذا التحذير الذي تلقوه قبيل مقابلة صدام... دخلوا وأخبروه بالمزيد من الأكاذيب. في المقابل إزدادت رغبة صدام حسين في إلحاق الأذى بالولايات المتحدة بطرق أكثر غرابة من قبيل تكليف هيئة التصنيع العسكري بتوفير كل متطلبات (هاكر) عراقي إسمه أسامة ليقوم بزرع فايروسات في الكومبيوترات الخاصة بالأقمار الصناعية العسكرية الأميركية... كانت هيئة التصنيع العسكري نفسها تغرق صدام بتقارير تجاربها على مجموعة من الحيوانات وتقنعه أن تلك التجارب يمكن أن تطبق على الأسلحة وكانت النتيجة في المقابل مكرمات بالمال والسيارات ويأمر بتوفير الأموال للتصنيع العسكري (لكي يقوم بدوره)..
يقول رئيس هيئة التصنيع العسكري في شهادته "كانت هذه فرصة لمدرسي الجامعات الذين كانت رواتبهم ضعيفة في المبالغة في النتائج التي يحصلون عليها من اجل ان يقتربوا من الرئيس وعطاياه".. كل شيء اصبح ممكنًا في نظام صدام .. واصبح سهلاً .. كل ما عليك فعله هو رفع التقرير الى صدام وقصي يكتب فيه أن الامور (جيدة) او (جيدة جدًا)، وكان العلماء دائمًا يقولون ان السلاح الاعجوبة بات على بعد خطوات قليلة ... والكل اخبر صدام انه كان محبوبًا من الشعب العراقي... ( المعلومات وردت في تقرير رفع لصدام حول ضرورة تجنيد أكبر عدد من العراقيين ونشرته صحيفة النيويورك تايمز في 18 ابريل 2003).
عدم الرغبة بإيصال الأخبار السيئة الى صدام حسين انعكست على هيكل القوة في العراق، يقول احد جنرالات الدفاع الجوي في الجيش العراقي "كان الكل يكذب على الكل من الجندي البسيط الى اكبر عسكري حتى وصل الامر الى صدام" .. (بحسب شهادات لقادة عسكريين عراقيين نشرتها الواشنطن بوست في 27 ابريل 2003) .. ونتيجة لذلك فإن المعلومات الخاطئة هزت البنية العسكرية والاستخبارتية، وكان من الصعب معرفة الخبر الذي يجب تصديقه من عدمه، وابرز دليل على ذلك ما كان يقوله وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف الذي نفى ان تكون القوات الاميركية قد دخلت الى بغداد في السابع من ابريل 2003 .. يقول احد قادة ميلشيا حزب البعث مسؤول عن إحدى الدبابات في وسط بغداد، مستذكرًا تلك الايام، "كنت متعجبًا بالفعل.. لم يكن لدي اي فكرة عن مكان الدبابات الاميركية .. وان كانت قد اصبحت بالقرب من بغداد" .. (خسارة العراق حملت على القادة العسكريين .. صحيفة لوس انجلوس تايمز 11 اغسطس 2003).
كان على كل الذين يضعون الاستراتيجية العسكرية في العراق وضع نهايات ايجابية لمخططاتهم ونهاية ايجابية لمصير العراق كبلد، لان الجو السياسي سيطر على الالة العسكرية العراقية وعلى جميع مستوياتها (بحسب احد كبار جنرالات صدام) ، كان على الجنرالات وضع خطط ليحتفظ السياسيون بمناصبهم، على الرغم من أن سفينة العراق كانت تغرق..
لم يرضَ صدام حسين ان يقاطع نظرته الوردية التي صنعها لعالمه احد لأنه ظن ان العراق صنع يديه، وقد صادر كل ما هو مهم في البلد وحتى صنع كل القرارات، كل ما قيل له من محيطيه كان كاذبًا او مصطنعًا وجاءت جميع قراراته لا علاقة لها بالمسائل التي تناولتها ... ويؤكد طارق عزيز في شهادته، انه على الرغم ممّا حققه صدام على مدى وجوده في الحكم، إلا انه في السنوات الاخيرة فقد الصلة بالحقائق على الارض خلال عقد التسعينات وكانت لديه "نظرة غير واقعية" بحسب عزيز ويعتقد هذا الرجل المسيحي ان صدام اقتنع فعليًا بانتصاره في حرب الخليج 1991 وان هذه القناعة سببت انفصاله عن الواقع واثرت على النظام العراقي ككل.
مع بدء رحلة العراق للمواجهة الاخيرة مع الولايات المتحدة، اصبحت منظومة القرار في هذا البلد عديمة الفعالية، ومع نهاية التسعينات نجح النظام العراقي في قطع شعبه عن اي مؤثرات خارجية حيث كان النظام يتحكم وبقوة بالاحداث الداخلية، وهو ما اثر على الاجهزة التي كانت يد السلطة للتحكم بالشأن الداخلي... وانعزل الجيش بصورة غير مسبوقة بل كان اكثر المتأثرين لأنه كان معزولاً عن التحليل الخارجي ومعرفة الاعداء الذين يتربصون بالبلاد من خارج الحدود، ولم يكن امام الجيش العراقي المعلومات التي يحصل عليها لان ذلك قد يتعارض مع فكر صدام حسين نفسه وطريقته الفريدة والعبقرية في قيادة الجيش كما كان يظنها...
وما زال التحقيق الاميركي في الحرب على العراق من الطرف الاخر (العراقي) عاجز عن معرفة مدى المعلومات التي كانت اجهزة الاستخبارات العراقية قادرة على الوصول إليها، وأي جزء من عملياتها كان يطلع عليه صدام، ما كان التحقيق يعلمه أن العراق حصل على معلومات كبيرة (من حيث الحجم) من الغرب سواءً من خلال مقالات يكتبها محللون اميركيون مثل (كينيث بولاك) و (ريتشارد بيتس)، اضافة الى الدوريات العسكرية والتقنية .. (بحسب وثيقة الكاتبين وجدت في العراق يعود تاريخها الى 15 مارس 2002) ..
كانت المخابرات العراقية على الجانب الآخر، تحصل على معلوماتها من منظمات ماسونية، إضافة الى بعض الحركات السياسية وتعاملوا معها كانها من اهم مصادرهم على الاطلاق وانها ستساهم في بناء رؤيتهم الاستراتيجية على اكمل وجه.. وقد تبين ان المعلومات (الكبيرة) بالحجم تسببت في اغراق اجهزة الاستخبارات العسكرية بالمعلومات ومنعتهم من رؤية المعلومات المهمة منها...
يبدو ان العديد من انظمة العالم الثالث ليس لديها القدرة على فصل المعلومات المهمة من كميات المعلومات التي تردهم والتي يضيع فيها وقتهم... والان مع كل هذا التطور التكنلوجي فإن المشكلة الاهم هي تفادي المعلومات التي لا تريدها هذه الاجهزة... في عراق صدام حسين كان عدد محدد من الاشخاص لديهم القدرة للوصول الى الانترنت .. والمثير للضحك ان العديد ممن كانت لديهم الامكانية للوصول الى الانترنت رفضوا استخدامه لأن اجهزة الشرطة السرية كانت تراقب تحركاتهم، وكان من الممكن ان تتهمهم بزيارتهم للمواقع الخاطئة، وان كان اعلان ما ظهر بصورة مفاجئة قد قادهم الى هناك...
وحتى الذين وصلوا الى الانترنت .. فإن جمعهم للمعلومات تم تحت سيطرة الخوف وليس تحت سيطرة واجب العمل... وتقول وثيقة عراقية يعود تاريخها الى نهاية 1999 صادرة من مدير الامن العام يقول فيها "الاعتماد على الانترنت محدود للغاية لأن المركز الوطني لخدمات الانترنت قد وضع شروطًا وعقبات صعبة امام جميع المعلومات على الانترنت والتي تعتبر مضرة بالبلد .. هذه المعايير والضوابط قد صعبت من امكانية استفادتنا من الانترنت"..
في عراق صدام حسين ايضًا... كانت شرطة الرئيس العراقي السرية بعيدة عن الاضواء ومن وثيقة اخرى من الملف نفسه الذي ظهرت فيه الوثيقة السابقة، نقرأ ان الشرطة السرية العراقية لم يكن لديها ما يكفي من عملاء لمراقبة اعضاء الشرطة السرية الاخرين الذين كان عليهم التجسس على العراقيين الذين يتابعون الانترنت. كانت الشرطة السرية العراقية تريد التوصل الى طريقة لانشاء منظمة عليها أن تراقب بفعالية ما يستخدمه اعضاء الاستخبارات العسكرية من انترنت وان كانوا يرسلون اي رسائل الكترونية..
وبمرور الايام ... ولم تكن تلك الايام كثيرة .. بدأ العراقيون يفقدون اي قدرة على الحصول على المعلومات الجيدة لكي تصل الى صانع القرار ، وبدءًا من التقارير الخاطئة التي اوصلها المقربون اليه .. تلقى صدام حسين المزيد من الانذارات والموضوعات الكاذبة والتي لم يكن لها اهمية وكان الكل يخدم غرور القائد بنجاح..
ملاحظة:
في هذه الايام يستذكر العراقيون الذكرى الخامسة للحرب التي شهدها العراق وكانت اخر حروب الرئيس العراقي السابق صدام حسين قبل ان يتم خلعه عن السلطة .. وزارة الدفاع الاميركية بدورها اسندت مهمة البحث عن الكيفية التي حارب بها العراقيون خلال الفترة الممتدة من فجر العشرين من مارس وحتى التاسع من ابريل، وتحديدًا كيف تعاملت القيادة العراقية مع هذه الحرب، وقد وضع الدراسة كل من كيفن وودز ومايكل بيس ومارك ستوت وويليامسون موراي وجيمس ليسي من مركز دراسة العلميات التابع للقوات الاميركية والذي يختص باستخلاص العبر من الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة..
وتحتوي الدراسة فصلاً مهمًا عن طريقة تصرف القيادة العراقية خلال الحرب، وكيف اثرت شخصية صدام حسين على تحقيق نصر سريع للولايات المتحدة، وكيف كان الامر عبارة عن سلسلة من الاحداث بدأت منذ ولادة الرئيس العراقي السابق وحتى اللحظة التي اطلقت فيها شرارة الحرب الاولى..
http://www.elaph.com/ElaphWeb/AkhbarKhasa/2008/3/315186.htm
زيد بنيامين من دبي
بحلول ديسمبر 2002 وقبل أشهر من الغزو الأميركي إختارت مجموعة من كبار قادة الحرس الجمهوري أنفسهم لكي يقوموا بإخبار صدام حسين بالحقيقة عن مدى إستعداد القوات العراقية... وجاءهم سكرتير صدام وأخبرهم "إذا تكلمتم مع صدام فعليكم أن ترضوه.. يجب أن يشعر بالسعادة" وبعد هذا التحذير الذي تلقوه قبيل مقابلة صدام... دخلوا وأخبروه بالمزيد من الأكاذيب. في المقابل إزدادت رغبة صدام حسين في إلحاق الأذى بالولايات المتحدة بطرق أكثر غرابة من قبيل تكليف هيئة التصنيع العسكري بتوفير كل متطلبات (هاكر) عراقي إسمه أسامة ليقوم بزرع فايروسات في الكومبيوترات الخاصة بالأقمار الصناعية العسكرية الأميركية... كانت هيئة التصنيع العسكري نفسها تغرق صدام بتقارير تجاربها على مجموعة من الحيوانات وتقنعه أن تلك التجارب يمكن أن تطبق على الأسلحة وكانت النتيجة في المقابل مكرمات بالمال والسيارات ويأمر بتوفير الأموال للتصنيع العسكري (لكي يقوم بدوره)..
يقول رئيس هيئة التصنيع العسكري في شهادته "كانت هذه فرصة لمدرسي الجامعات الذين كانت رواتبهم ضعيفة في المبالغة في النتائج التي يحصلون عليها من اجل ان يقتربوا من الرئيس وعطاياه".. كل شيء اصبح ممكنًا في نظام صدام .. واصبح سهلاً .. كل ما عليك فعله هو رفع التقرير الى صدام وقصي يكتب فيه أن الامور (جيدة) او (جيدة جدًا)، وكان العلماء دائمًا يقولون ان السلاح الاعجوبة بات على بعد خطوات قليلة ... والكل اخبر صدام انه كان محبوبًا من الشعب العراقي... ( المعلومات وردت في تقرير رفع لصدام حول ضرورة تجنيد أكبر عدد من العراقيين ونشرته صحيفة النيويورك تايمز في 18 ابريل 2003).
عدم الرغبة بإيصال الأخبار السيئة الى صدام حسين انعكست على هيكل القوة في العراق، يقول احد جنرالات الدفاع الجوي في الجيش العراقي "كان الكل يكذب على الكل من الجندي البسيط الى اكبر عسكري حتى وصل الامر الى صدام" .. (بحسب شهادات لقادة عسكريين عراقيين نشرتها الواشنطن بوست في 27 ابريل 2003) .. ونتيجة لذلك فإن المعلومات الخاطئة هزت البنية العسكرية والاستخبارتية، وكان من الصعب معرفة الخبر الذي يجب تصديقه من عدمه، وابرز دليل على ذلك ما كان يقوله وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف الذي نفى ان تكون القوات الاميركية قد دخلت الى بغداد في السابع من ابريل 2003 .. يقول احد قادة ميلشيا حزب البعث مسؤول عن إحدى الدبابات في وسط بغداد، مستذكرًا تلك الايام، "كنت متعجبًا بالفعل.. لم يكن لدي اي فكرة عن مكان الدبابات الاميركية .. وان كانت قد اصبحت بالقرب من بغداد" .. (خسارة العراق حملت على القادة العسكريين .. صحيفة لوس انجلوس تايمز 11 اغسطس 2003).
كان على كل الذين يضعون الاستراتيجية العسكرية في العراق وضع نهايات ايجابية لمخططاتهم ونهاية ايجابية لمصير العراق كبلد، لان الجو السياسي سيطر على الالة العسكرية العراقية وعلى جميع مستوياتها (بحسب احد كبار جنرالات صدام) ، كان على الجنرالات وضع خطط ليحتفظ السياسيون بمناصبهم، على الرغم من أن سفينة العراق كانت تغرق..
لم يرضَ صدام حسين ان يقاطع نظرته الوردية التي صنعها لعالمه احد لأنه ظن ان العراق صنع يديه، وقد صادر كل ما هو مهم في البلد وحتى صنع كل القرارات، كل ما قيل له من محيطيه كان كاذبًا او مصطنعًا وجاءت جميع قراراته لا علاقة لها بالمسائل التي تناولتها ... ويؤكد طارق عزيز في شهادته، انه على الرغم ممّا حققه صدام على مدى وجوده في الحكم، إلا انه في السنوات الاخيرة فقد الصلة بالحقائق على الارض خلال عقد التسعينات وكانت لديه "نظرة غير واقعية" بحسب عزيز ويعتقد هذا الرجل المسيحي ان صدام اقتنع فعليًا بانتصاره في حرب الخليج 1991 وان هذه القناعة سببت انفصاله عن الواقع واثرت على النظام العراقي ككل.
مع بدء رحلة العراق للمواجهة الاخيرة مع الولايات المتحدة، اصبحت منظومة القرار في هذا البلد عديمة الفعالية، ومع نهاية التسعينات نجح النظام العراقي في قطع شعبه عن اي مؤثرات خارجية حيث كان النظام يتحكم وبقوة بالاحداث الداخلية، وهو ما اثر على الاجهزة التي كانت يد السلطة للتحكم بالشأن الداخلي... وانعزل الجيش بصورة غير مسبوقة بل كان اكثر المتأثرين لأنه كان معزولاً عن التحليل الخارجي ومعرفة الاعداء الذين يتربصون بالبلاد من خارج الحدود، ولم يكن امام الجيش العراقي المعلومات التي يحصل عليها لان ذلك قد يتعارض مع فكر صدام حسين نفسه وطريقته الفريدة والعبقرية في قيادة الجيش كما كان يظنها...
وما زال التحقيق الاميركي في الحرب على العراق من الطرف الاخر (العراقي) عاجز عن معرفة مدى المعلومات التي كانت اجهزة الاستخبارات العراقية قادرة على الوصول إليها، وأي جزء من عملياتها كان يطلع عليه صدام، ما كان التحقيق يعلمه أن العراق حصل على معلومات كبيرة (من حيث الحجم) من الغرب سواءً من خلال مقالات يكتبها محللون اميركيون مثل (كينيث بولاك) و (ريتشارد بيتس)، اضافة الى الدوريات العسكرية والتقنية .. (بحسب وثيقة الكاتبين وجدت في العراق يعود تاريخها الى 15 مارس 2002) ..
كانت المخابرات العراقية على الجانب الآخر، تحصل على معلوماتها من منظمات ماسونية، إضافة الى بعض الحركات السياسية وتعاملوا معها كانها من اهم مصادرهم على الاطلاق وانها ستساهم في بناء رؤيتهم الاستراتيجية على اكمل وجه.. وقد تبين ان المعلومات (الكبيرة) بالحجم تسببت في اغراق اجهزة الاستخبارات العسكرية بالمعلومات ومنعتهم من رؤية المعلومات المهمة منها...
يبدو ان العديد من انظمة العالم الثالث ليس لديها القدرة على فصل المعلومات المهمة من كميات المعلومات التي تردهم والتي يضيع فيها وقتهم... والان مع كل هذا التطور التكنلوجي فإن المشكلة الاهم هي تفادي المعلومات التي لا تريدها هذه الاجهزة... في عراق صدام حسين كان عدد محدد من الاشخاص لديهم القدرة للوصول الى الانترنت .. والمثير للضحك ان العديد ممن كانت لديهم الامكانية للوصول الى الانترنت رفضوا استخدامه لأن اجهزة الشرطة السرية كانت تراقب تحركاتهم، وكان من الممكن ان تتهمهم بزيارتهم للمواقع الخاطئة، وان كان اعلان ما ظهر بصورة مفاجئة قد قادهم الى هناك...
وحتى الذين وصلوا الى الانترنت .. فإن جمعهم للمعلومات تم تحت سيطرة الخوف وليس تحت سيطرة واجب العمل... وتقول وثيقة عراقية يعود تاريخها الى نهاية 1999 صادرة من مدير الامن العام يقول فيها "الاعتماد على الانترنت محدود للغاية لأن المركز الوطني لخدمات الانترنت قد وضع شروطًا وعقبات صعبة امام جميع المعلومات على الانترنت والتي تعتبر مضرة بالبلد .. هذه المعايير والضوابط قد صعبت من امكانية استفادتنا من الانترنت"..
في عراق صدام حسين ايضًا... كانت شرطة الرئيس العراقي السرية بعيدة عن الاضواء ومن وثيقة اخرى من الملف نفسه الذي ظهرت فيه الوثيقة السابقة، نقرأ ان الشرطة السرية العراقية لم يكن لديها ما يكفي من عملاء لمراقبة اعضاء الشرطة السرية الاخرين الذين كان عليهم التجسس على العراقيين الذين يتابعون الانترنت. كانت الشرطة السرية العراقية تريد التوصل الى طريقة لانشاء منظمة عليها أن تراقب بفعالية ما يستخدمه اعضاء الاستخبارات العسكرية من انترنت وان كانوا يرسلون اي رسائل الكترونية..
وبمرور الايام ... ولم تكن تلك الايام كثيرة .. بدأ العراقيون يفقدون اي قدرة على الحصول على المعلومات الجيدة لكي تصل الى صانع القرار ، وبدءًا من التقارير الخاطئة التي اوصلها المقربون اليه .. تلقى صدام حسين المزيد من الانذارات والموضوعات الكاذبة والتي لم يكن لها اهمية وكان الكل يخدم غرور القائد بنجاح..
ملاحظة:
في هذه الايام يستذكر العراقيون الذكرى الخامسة للحرب التي شهدها العراق وكانت اخر حروب الرئيس العراقي السابق صدام حسين قبل ان يتم خلعه عن السلطة .. وزارة الدفاع الاميركية بدورها اسندت مهمة البحث عن الكيفية التي حارب بها العراقيون خلال الفترة الممتدة من فجر العشرين من مارس وحتى التاسع من ابريل، وتحديدًا كيف تعاملت القيادة العراقية مع هذه الحرب، وقد وضع الدراسة كل من كيفن وودز ومايكل بيس ومارك ستوت وويليامسون موراي وجيمس ليسي من مركز دراسة العلميات التابع للقوات الاميركية والذي يختص باستخلاص العبر من الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة..
وتحتوي الدراسة فصلاً مهمًا عن طريقة تصرف القيادة العراقية خلال الحرب، وكيف اثرت شخصية صدام حسين على تحقيق نصر سريع للولايات المتحدة، وكيف كان الامر عبارة عن سلسلة من الاحداث بدأت منذ ولادة الرئيس العراقي السابق وحتى اللحظة التي اطلقت فيها شرارة الحرب الاولى..
http://www.elaph.com/ElaphWeb/AkhbarKhasa/2008/3/315186.htm