JABER
03-23-2008, 01:26 AM
عبد الحق بوقلقول - الجزائر
طبيعي جدا أن تحس الأمة بالغيرة على شرف نبيها فتخرج لتقول للعالم أن صدرها الواسع يميز جيدا بين الأدب و قلته بمعنى أننا و إن كنا فعلا نعاني مشكلات لا حصر لها على كل الأصعدة، إلا أننا في ذات الوقت لما ننقطع عن مكونات شخصيتنا التي يمثل الرسول الكريم –صلى الله عليه و سلم- ركنا ركينا منها و لا بد بالتالي لمن يريدون الشهرة على حساب كرامتنا، أن يدركوا أنهم بما يقترفونه من حماقات، هم مجرد بيادق تتحرك وفقا لمنطق صراعي يبدأ بالتلاسن و لا ينتهي بالحروب التي تكلف الموازنات رساميل فلكية و تريليونات الدولارات.
الواقع أن قضية الرسوم المسيئة مع كل الضجة التي أثارتها، ينبغي لها أيضا ألا تلهينا عن حقيقة واقعنا بمعنى أن انتصارنا للنبي الأعظم و إن كان واجبا لا خلاف فيه إلا أن شكله و حدود تفاعلنا معه ما يزال محل خلاف و ينبغي من هنا أن يتم إخضاعه لحسابات المفاضلة و الترجيح إذ أننا سنكون حمقى بكل تأكيد حينما نعتقد أننا سوف ننتصر للرسول و نذود عنه حينما نسمح لبعض المتحمسين بأن يخرجوا الموضوع عن سياقه فيحرقوا سفارة هنا و يحطموا سيارات هناك خصوصا و نحن أمة تمثل المصلحة العامة في تركيبتها التشريعية (مثلما هو مفترض) أساسا و مقصدا و بالتالي، سيكون من المناسب جدا هنا أن نقف و نفكر قليلا لنلحظ ما الذي تحقق من خلال تلك المسيرات المليونية و الشعارات الكبيرة التي طبعتها من طنجة إلى جاكرتا !
لنتفق أولا على أن مفهوم حرية التعبير في الغرب بشكل عام هو فعلا مفهوم مقدس و لا سلطة لأية جهة رسمية هناك في أن تعبث به بالشكل الذي تشاء مثلما يحدث في أوطاننا إلا في حدود نصوص قانونية لست بوارد الحديث عن جديتها و الشكل الذي أُثبتت به كمفهوم المحرقة اليهودية في الحرب العالمية الثانية الذي يمنع الخوض فيه و التشكيك في صدقيته لدى الغربيين ليس من باب الحرية و لكن، من باب التقنين بمعنى أن الخوض في هذا الموضوع و نفيه هو أمر معارض للقانون و بالتالي فإن من يطرقه معرض للمتابعة وفق هذا الأساس و لا يمكنه أن يدافع عن نفسه من منطلق حريته الفكرية تماما كما يمنع الاتجار بالبغايا من خلال التصدير و الاستيراد أي أن من يثبت عليه تورط في مثل هذا النشاط الأخير، لا يستطيع تبرير فعلته بحرية الحياة الجنسية التي تكفلها الحياة الديمقراطية وفق نموذجها الغربي !
و بما أن الحال كذلك، فسيكون لزاما علينا هنا التفكير في التحول نحو اعتماد حلول أخرى أكثر إفادة و أجدى سبيلا لأن قيامنا بحرق سفارة أو حرق الأعلام و الصور، تؤدي بالضبط إلى عكس ما نهدف إليه حيث تبادر منابر الإعلام المتربص هناك إلى تضخيم هذه السلوكيات فتقدمنا على أساس أننا مخلوقات متخلفة لا حظ لها من العقل و الفهم فضلا على أن هذا يعني في نظر المتلقي الغربي بوجه عام أننا شعوب لا تفرق بين صحيفة دنمركية مغمورة و بين سفارة هذه الدولة في إحدى عواصم بلداننا و لكم هو عسير فعلا هنا على المسلمين المقيمين هناك أن يشرحوا لهؤلاء حقيقة أن شعوبنا من فرط الظلم المسلط عليها، لا تدري أن هنالك فعلا عبر العالم صحف لا تملك "السراي" تأثيرا عليها !
أما أم الدواهي و كبيرة البلايا فهي هذا الخبر الجديد الذي نقلته لنا محطات الإعلام عن صدور شريط جديد لزعيم تنظيم القاعدة الذي يتهدد فيه أوروبا بأنه سوف يقدم على تأديبها و الاقتصاص منها مع أن هذا الشخص يقود تنظيما لم ينجز يوما عملا فيه مصلحة للإسلام و المسلمين بغض النظر على أن قتلاه من هؤلاء لا يكاد يقارن بعدد من قتلتهم من الذين تدعي مقاتلتهم.
هذه بكل صراحة في تقديري، أكبر سبة توجه إلى الرسول الكريم و موقعه من التاريخ الإنساني بشكل عام إذ حينما يصير شخص في مثل إجرام هذا المسمى ابن لادن مدافعا عن الرسول –صلى الله عليه و سلم- فإن معنى هذا أن الأمر قد يأخذ بعدا آخر يصير موضوع الإساءة فيه مجرد نكتة سمجة لأن شرف الرسول و قدره و مكانته، أرفع و أكرم و أنبل من أن تمسها هرطقات رسام مخبول أو جريدة مفلسة بدليل أن النبي الأعظم هو الشخص الأكثر تأثيرا في التاريخ و ليس هنالك شخص آخر ما يزال ذكره حاضرا بهذه القوة و منذ قرون طويلة غيره فهل تعتقدون فعلا أن شخصا من هذا المستوى سيصاب بأدنى أذى من مثل هؤلاء المغمورين؟
يتعين على الأمة أن تدرك أن واجب الدفاع عن الرسول الكريم يقتضي العمل على إبلاغ رسالته و تغيير الصورة النمطية السيئة التي لحقت به بسبب وضعنا المزري و تخلفنا الأسطوري لأن الغربيين لا يعرفون الرسول و لا خبروا تاريخه و عظمة روحه و عقله و لو أنهم عرفوا ذلك فعلا لأنصفوه و بالغوا في حبه لأن من بينهم و الحق يقال، أناس لا يخشون في الحق لومة لائم، يطبقونها في حياتهم و يدافعون عنها بكل إمكاناتهم فلماذا نصر نحن من جانبنا على الوقوع في الحفرة التي يحفرها لنا المتربصون و المتنطعون؟
لماذا نفضل الحلول الاستعراضية و لا نفكر في سلوك الطرق الإيجابية الحضارية؟
لماذا نعتقد أن طلبنا بتغيير المنكر يبيح لنا أن نوظف المنكر نحن أيضا فنقابل الإساءة بالإساءة و الحماقة بأسوأ منها؟
هل نعتقد فعلا أن عرض رسول الله بحاجة إلى مزيد كسل و خمول منا فلا نلحظ أن واقعنا هو أكبر إساءة له و أن تخلفنا هو أسوأ إهانة تلصق بظهره و هل تراه كان في مثل تلكؤنا و تواكلنا أم ترانا تناسينا ما نقله لنا عن ربه: "وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ"؟
إننا بهذا الشكل بصدد التحول من موقع الضحية إلى موقع المعتدي و إذا ما التحق هذا المسمى ابن لادن فعلا بالمسيرة من خلال إرسال أحد المتحمسين لكي ينفجر في أحد أنفاق الميترو مثلا، فإنني أبشركم سلفا بخسارة الدعوى و ضمان ما لا نستطيع مواجهته من التعاطف الغربي مع تلك الأقلام المغمورة و لن ينفعنا الندم حينها لأن واقعنا لن يتغير قبل مئات السنين من الآن، ما دمنا على هذا القدر السخيف من التفكير الانفعالي المتسرع.
علينا أن نكون أكثر واقعية فلا نحقق لهؤلاء المفلسين أهدافهم و لنسعى بدلا من ذلك إلى أن نكون أكثر إيجابية فنطالب بسن قوانين تحفظ على الناس معتقداتهم و لا تسمح بالتطاول على المقدسات فلماذا لا يستطيع مليار و نصف المليار من المسلمين أن يحققوا في هذا الصدد لوحده، ما استطاعت ملايين قليلة من اليهود تحقيقه؟
إنني أقترح أن نبتدئ فورا بطرق هذا الباب و من ثمة نفكر أيضا في تنظيم مسيرات ضد إساءات بان لادن و من هم على شاكلته للإسلام و نبيه الكريم لأنني متأكد أن رسول الله –صلى الله عليه و سلم- لو قدر له أن يكون حيا بيننا اليوم و رأى ما نحن عليه من تعاسة و تخلف و ردة، لفكر مباشرة في مغادرة بلدان يحكمها المتسلطون و المتعجرفون ليطلب اللجوء السياسي و لو في الدنمرك نفسها لأن هذه الأخيرة على الأقل، بها أناس يقبلون حكم العقل و المنطق و لا ينقادون بسذاجة وراء كل ناعق !
طبيعي جدا أن تحس الأمة بالغيرة على شرف نبيها فتخرج لتقول للعالم أن صدرها الواسع يميز جيدا بين الأدب و قلته بمعنى أننا و إن كنا فعلا نعاني مشكلات لا حصر لها على كل الأصعدة، إلا أننا في ذات الوقت لما ننقطع عن مكونات شخصيتنا التي يمثل الرسول الكريم –صلى الله عليه و سلم- ركنا ركينا منها و لا بد بالتالي لمن يريدون الشهرة على حساب كرامتنا، أن يدركوا أنهم بما يقترفونه من حماقات، هم مجرد بيادق تتحرك وفقا لمنطق صراعي يبدأ بالتلاسن و لا ينتهي بالحروب التي تكلف الموازنات رساميل فلكية و تريليونات الدولارات.
الواقع أن قضية الرسوم المسيئة مع كل الضجة التي أثارتها، ينبغي لها أيضا ألا تلهينا عن حقيقة واقعنا بمعنى أن انتصارنا للنبي الأعظم و إن كان واجبا لا خلاف فيه إلا أن شكله و حدود تفاعلنا معه ما يزال محل خلاف و ينبغي من هنا أن يتم إخضاعه لحسابات المفاضلة و الترجيح إذ أننا سنكون حمقى بكل تأكيد حينما نعتقد أننا سوف ننتصر للرسول و نذود عنه حينما نسمح لبعض المتحمسين بأن يخرجوا الموضوع عن سياقه فيحرقوا سفارة هنا و يحطموا سيارات هناك خصوصا و نحن أمة تمثل المصلحة العامة في تركيبتها التشريعية (مثلما هو مفترض) أساسا و مقصدا و بالتالي، سيكون من المناسب جدا هنا أن نقف و نفكر قليلا لنلحظ ما الذي تحقق من خلال تلك المسيرات المليونية و الشعارات الكبيرة التي طبعتها من طنجة إلى جاكرتا !
لنتفق أولا على أن مفهوم حرية التعبير في الغرب بشكل عام هو فعلا مفهوم مقدس و لا سلطة لأية جهة رسمية هناك في أن تعبث به بالشكل الذي تشاء مثلما يحدث في أوطاننا إلا في حدود نصوص قانونية لست بوارد الحديث عن جديتها و الشكل الذي أُثبتت به كمفهوم المحرقة اليهودية في الحرب العالمية الثانية الذي يمنع الخوض فيه و التشكيك في صدقيته لدى الغربيين ليس من باب الحرية و لكن، من باب التقنين بمعنى أن الخوض في هذا الموضوع و نفيه هو أمر معارض للقانون و بالتالي فإن من يطرقه معرض للمتابعة وفق هذا الأساس و لا يمكنه أن يدافع عن نفسه من منطلق حريته الفكرية تماما كما يمنع الاتجار بالبغايا من خلال التصدير و الاستيراد أي أن من يثبت عليه تورط في مثل هذا النشاط الأخير، لا يستطيع تبرير فعلته بحرية الحياة الجنسية التي تكفلها الحياة الديمقراطية وفق نموذجها الغربي !
و بما أن الحال كذلك، فسيكون لزاما علينا هنا التفكير في التحول نحو اعتماد حلول أخرى أكثر إفادة و أجدى سبيلا لأن قيامنا بحرق سفارة أو حرق الأعلام و الصور، تؤدي بالضبط إلى عكس ما نهدف إليه حيث تبادر منابر الإعلام المتربص هناك إلى تضخيم هذه السلوكيات فتقدمنا على أساس أننا مخلوقات متخلفة لا حظ لها من العقل و الفهم فضلا على أن هذا يعني في نظر المتلقي الغربي بوجه عام أننا شعوب لا تفرق بين صحيفة دنمركية مغمورة و بين سفارة هذه الدولة في إحدى عواصم بلداننا و لكم هو عسير فعلا هنا على المسلمين المقيمين هناك أن يشرحوا لهؤلاء حقيقة أن شعوبنا من فرط الظلم المسلط عليها، لا تدري أن هنالك فعلا عبر العالم صحف لا تملك "السراي" تأثيرا عليها !
أما أم الدواهي و كبيرة البلايا فهي هذا الخبر الجديد الذي نقلته لنا محطات الإعلام عن صدور شريط جديد لزعيم تنظيم القاعدة الذي يتهدد فيه أوروبا بأنه سوف يقدم على تأديبها و الاقتصاص منها مع أن هذا الشخص يقود تنظيما لم ينجز يوما عملا فيه مصلحة للإسلام و المسلمين بغض النظر على أن قتلاه من هؤلاء لا يكاد يقارن بعدد من قتلتهم من الذين تدعي مقاتلتهم.
هذه بكل صراحة في تقديري، أكبر سبة توجه إلى الرسول الكريم و موقعه من التاريخ الإنساني بشكل عام إذ حينما يصير شخص في مثل إجرام هذا المسمى ابن لادن مدافعا عن الرسول –صلى الله عليه و سلم- فإن معنى هذا أن الأمر قد يأخذ بعدا آخر يصير موضوع الإساءة فيه مجرد نكتة سمجة لأن شرف الرسول و قدره و مكانته، أرفع و أكرم و أنبل من أن تمسها هرطقات رسام مخبول أو جريدة مفلسة بدليل أن النبي الأعظم هو الشخص الأكثر تأثيرا في التاريخ و ليس هنالك شخص آخر ما يزال ذكره حاضرا بهذه القوة و منذ قرون طويلة غيره فهل تعتقدون فعلا أن شخصا من هذا المستوى سيصاب بأدنى أذى من مثل هؤلاء المغمورين؟
يتعين على الأمة أن تدرك أن واجب الدفاع عن الرسول الكريم يقتضي العمل على إبلاغ رسالته و تغيير الصورة النمطية السيئة التي لحقت به بسبب وضعنا المزري و تخلفنا الأسطوري لأن الغربيين لا يعرفون الرسول و لا خبروا تاريخه و عظمة روحه و عقله و لو أنهم عرفوا ذلك فعلا لأنصفوه و بالغوا في حبه لأن من بينهم و الحق يقال، أناس لا يخشون في الحق لومة لائم، يطبقونها في حياتهم و يدافعون عنها بكل إمكاناتهم فلماذا نصر نحن من جانبنا على الوقوع في الحفرة التي يحفرها لنا المتربصون و المتنطعون؟
لماذا نفضل الحلول الاستعراضية و لا نفكر في سلوك الطرق الإيجابية الحضارية؟
لماذا نعتقد أن طلبنا بتغيير المنكر يبيح لنا أن نوظف المنكر نحن أيضا فنقابل الإساءة بالإساءة و الحماقة بأسوأ منها؟
هل نعتقد فعلا أن عرض رسول الله بحاجة إلى مزيد كسل و خمول منا فلا نلحظ أن واقعنا هو أكبر إساءة له و أن تخلفنا هو أسوأ إهانة تلصق بظهره و هل تراه كان في مثل تلكؤنا و تواكلنا أم ترانا تناسينا ما نقله لنا عن ربه: "وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ"؟
إننا بهذا الشكل بصدد التحول من موقع الضحية إلى موقع المعتدي و إذا ما التحق هذا المسمى ابن لادن فعلا بالمسيرة من خلال إرسال أحد المتحمسين لكي ينفجر في أحد أنفاق الميترو مثلا، فإنني أبشركم سلفا بخسارة الدعوى و ضمان ما لا نستطيع مواجهته من التعاطف الغربي مع تلك الأقلام المغمورة و لن ينفعنا الندم حينها لأن واقعنا لن يتغير قبل مئات السنين من الآن، ما دمنا على هذا القدر السخيف من التفكير الانفعالي المتسرع.
علينا أن نكون أكثر واقعية فلا نحقق لهؤلاء المفلسين أهدافهم و لنسعى بدلا من ذلك إلى أن نكون أكثر إيجابية فنطالب بسن قوانين تحفظ على الناس معتقداتهم و لا تسمح بالتطاول على المقدسات فلماذا لا يستطيع مليار و نصف المليار من المسلمين أن يحققوا في هذا الصدد لوحده، ما استطاعت ملايين قليلة من اليهود تحقيقه؟
إنني أقترح أن نبتدئ فورا بطرق هذا الباب و من ثمة نفكر أيضا في تنظيم مسيرات ضد إساءات بان لادن و من هم على شاكلته للإسلام و نبيه الكريم لأنني متأكد أن رسول الله –صلى الله عليه و سلم- لو قدر له أن يكون حيا بيننا اليوم و رأى ما نحن عليه من تعاسة و تخلف و ردة، لفكر مباشرة في مغادرة بلدان يحكمها المتسلطون و المتعجرفون ليطلب اللجوء السياسي و لو في الدنمرك نفسها لأن هذه الأخيرة على الأقل، بها أناس يقبلون حكم العقل و المنطق و لا ينقادون بسذاجة وراء كل ناعق !