المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العنصرية لا تزال منتشرة في المجتمع الاميركي



المراسل
03-22-2008, 03:51 PM
هوة سحيقة بين السود والبيض في المجتمع الاميركي الرغم من التقدم الذي تحقق منذ اقرار الحقوق المدنية للسود.

ميدل ايست اونلاين

واشنطن - من فرجينيه مونتيه


في الوقت الذي يوجد احتمال في ان يتولى رئيس اسود رئاسة البيت الابيض لا تزال الهوة سحيقة بين السود والبيض في المجتمع الاميركي الذي لا يزال يعاني من العنصرية بالرغم من التقدم الذي تحقق منذ اقرار الحقوق المدنية للسود.

وقال السناتور باراك اوباما المرشح الاسود لتمثيل الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية بعد جدل نتج عن تصريحات ادلى بها مرشده الروحي السابق واعادت العنصرية الى صلب الحملة الانتخابية "العنصرية موضوع لا يمكن للبلاد ان تتجاهله (..) انه طريق مسدود يعيقنا منذ سنوات".

ويصادف الجمعة اليوم العالمي لمكافحة التمييز العنصري.

ويبلغ عدد السود في الولايات المتحدة اربعين الف نسمة من اصل عدد اجمالي من السكان قدره 300 مليون ولا يمثلون بالتالي سوى 13% من السكان ما يجعل منهم ثالث اكبر مجموعة اميركية بعد المتحدرين من اميركا اللاتينية البالغ عددهم 42 مليون نسمة. كما انها المجموعة التي تشهد ادنى نسبة نمو.

ويتركز السود في الولايات الصناعية (ميشيغن، ايلينوي) وفي جنوب فرجينيا حيث يشكلون غالبية السكان في لويزيانا والميسيسبي. ويعيش السود في المدن معزولين عن البيض في مناطق اشبه بالغيتوهات.

ويبقى التفاوت صارخا بين السود والبيض فتتضاعف احتمالات البطالة والفقر بالنسبة للسود ويبلغ معدل البطالة 8% بينهم مقابل 4% لمجمل السكان فيما يصنف 25% من السود دون عتبة الفقر. كما يقدر معدل دخل السود بحوالي 32 الف دولار سنويا مقابل حوالي 51 الفا للبيض بحسب مكتب الاحصاءات.

اما على الصعيد الصحي فالتفاوت كبير ايضا اذ يقل معدل عمر الرجل الاسود بست سنوات عن معدل عمر الابيض. كما يشكل السود 47% من ايجابيي المصل مقابل 34% من البيض.

ويمتد التفاوت حتى الى السجون حيث يبلغ عدد السود ستة اضعاف عدد البيض كما ان اسود من اصل كل 15 مسجون.

لكن ليونارد ستاينهورن الاستاذ في الجامعة الاميركية لفت الى انه منذ منتصف الستينات والكفاح ضد التمييز العنصري "لا يمكن لاحد ان ينكر حصول تغييرات" مشيرا الى ظهور طبقة وسطى اميركية.

وتابع ستاينهورن الذي صدر له كتاب حول العلاقات العرقية "ان احراز تقدم لا يعني التغاضي عن مخلفات الرق والعنصرية" في وقت كشفت دراسة اجرتها جامعة شيكاغو ان 60% من الشبان السود يشعرون بانهم منبوذون من المجتمع الاميركي.

ورأى براين مونرو نائب رئيس تحرير مجلة "ايبوني" اعرق مجلة للاميركيين السود ان "تقدما طفيفا" تحقق على الصعيد الاقتصادي.

وتابع "ثمة فارق في الدخل لكن الاهم الفرق الهائل في الثروات".

واوضح انه بسبب العبودية "لم يتمكن السود من جمع ثروات بمستوى التي جمعها مواطنوهم البيض".

وقال غاري ويفر استاذ العلاقات الدولية في الجامعة الاميركية "ان الامور تغيرت رغم كل شيء بشكل جذري" واضاف المثقف الابيض متذكرا زواجه قبل 38 عاما من امرأة سوداء "ان ولاية فرجينيا كانت في تلك الفترة تحظر الزواج المختلط، والامر ذاته كان ينطبق على 17 ولاية اخرى. كل هذه القوانين لم تعد سارية اليوم".

وتابع "لدينا اليوم رجل مرشح للرئاسة يقول والدتي كانت بيضاء ووالدي اسود. لا يمكن ان ننكر التقدم الذي تحقق".

وفي وقت يزداد التقارب بين السود والبيض في الولايات المتحدة، يشير براين مونرو الى حوادث تذكر بانتظام بان "العنصرية لا تزال حية ومنتشرة في بعض المناطق من البلاد".

ففي جينا بولاية لويزيانا علقت حبال على غرار تلك التي كان يعلق بها السود ايام التمييز العنصري لارهاب التلامذة ما اثار تظاهرات استنكار.

غير ان جميع الامال تبقى معلقة على الجيل الشاب وقال براين مونرو بهذا الصدد "ثمة تغيير بين الشبان الاميركيين الذين لا يجدون صعوبة في مصادقة اشخاص مختلفين عنهم".