المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بندر بن سلطان أدار "محاولة انقلاب" فاشلة في دمشق قبل اغتيال مغنية



حاج رضوان
03-22-2008, 06:29 AM
انضمت قضية التحقيق في جريمة اغتيال القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية إلى "الملف اللبناني" كموضوع آخر من مواضيع "ابتزاز" النظام السوري بشأن "القمة العربية" الشهر القادم . وينقل موقع الحقيقة عن مصادر سياسية في العاصمة السورية قولها إن رئيس الوزراء الإماراتي وحاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم "نقل تحذيراً سعودياً واضحا إلى الرئيس السوري من مغبة الإشارة إلى المخابرات السعودية أو أي من أفرادها، فضلاً عن أي جهة أمنية عربية أخرى، بالتورط في اغتيال القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية، لأن من شأن ذلك قطع شعرة معاوية نهائياً بين دمشق وهذه العواصم، ومقاطعتها مؤتمر القمة كلياً، و تفسير الأمر على أنه اتهام صريح بالخيانة والعمالة لصالح إسرائيل، وهو ما سيفرض على هذه الدول رد فعل يتناسب وحجم الاتهام" .


وبحسب هذه المصادر فإن دمشق تلقت تحذيرات مشابهة من مصر والأردن، لاسيما وأن الشوط الذي قطعه التحقيق حتى الآن أثبت ضلوع المخابرات الأردنية في عملية التنفيذ على الأرض لصالح الموساد عبر عملاء فلسطينيين ومن جنسيات عربية أخرى، بينما تولى الأمير بندر بن سلطان تمويل العملية و تولت الولايات المتحدة الدعم اللوجستي الفضائي عبر الأقمار الصناعية . وربطت مصادر أمنية محلية بين اغتيال مغنية و "تحركات" لعدد من الضباط عشية عملية الاغتيال فسرت بأنها "محاولة انقلاب" . وهو ما كشف عنه الباحث أنيس النقاش، مساء السبت الماضي خلال استضافته في "البرنامج المفتوح" الذي يعده ويقدمه غسان بن جدو على قناة "الجزيرة"، حيث أكد اعتقال عدد من الضباط على هذه الخلفية.

وإذا كانت مصادر فرنسية أكدت حصول "تحرك" لعدد من الضباط السوريين عشية اغتيال مغنية تبين أن لهم صلة برئيس مجلس الأمن القومي السعودي بندر بن سلطان عبر الملحق العسكري ـ الأمني السعودي في دمشق، وأدى في النتيجة إلى اعتقالهم، فإن هذه المصادر رفضت إطلاق صفة "محاولة انقلابية " عليه ، وفضلت تسميته بـ "تحرك غامض" ، وإن تكن رجحت علاقته بعملية الاغتيال. ويعتقد أن التحقيق السوري سيكتفي بالإعلان عن نتائج التحقيق لجهة تورط الموساد في العملية، لكنه سيقوم بـ "تجهيل" الجهات العربية المشاركة والاكتفاء بالإشارة إليها دون تحديد إذا كان يستطيع "مقايضة" التستر على هؤلاء بتنازلات عربية فيما يتعلق بحضور "مؤتمر القمة" وقضايا أخرى تتصل بالملف اللبناني. هذا فضلاً عن عدم إمكانية الإشارة إلى أي دور محلي "خرق أمني"، لأن أي إشارة من هذا النوع من شأنها تقديم انطباع بالغ السوء من استقرار النظام. كل هذا بافتراض أن هناك "خرقاً أمنياً" على مستوى شخصي لا "عملية بيع رسمية" كما يعتقد!؟ لكن المصادر الفرنسية تؤكد أن أي إعلان صريح وشفاف عن نتائج التحقيق، لاسيما إذا أثبت ضلوع السعودية والأردن في الأمر، يرتبط أولاً وأخيراً بالكباش الإيراني ـ الأميركي وما يتفرع عنه، وبما إذا كانت طهران معنية بفتح "جبهة" مع بعض الدول العربية المعنية، وهو غير مرجح في الوقت الراهن على الأقل رغم ما شكلته عملية الاغتيال من طعنة لإيران قبل غيرها.

هذا وقد رفضت دمشق الربط بين مشاركة بعض الدول العربية في القمة التي ستستضيفها بلاده قبل نهاية الشهر المقبل، وملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني. وقال دبلوماسي سوري رفيع المستوى لـ«الأخبار»، إن «هذا الأمر يخرج عن سياق أي منطق». وأضاف: «هذا غير معقول، القمة العربية تجتمع لحل أو تصفية مشكلات قائمة في الوطن العربي، فهل يريدون أن يأتي عقد القمة تتويجاً لحل المشكلات أو أن تناقش القمة، كما هو مفترض، هذه المشكلات لتحلها؟».

وقال الدبلوماسي إن «مقدمات القمة المقبلة في دمشق لا تشبه أي مقدمة للمؤتمرات السابقة، إلا إذا كان مكان القمة هو الذي يمثِّل رؤية معينة في عصرها وزمنها، حيث إن ضرورات هذا البعض يبدو أنها لا تنفع معها الرؤى السابقة، ما استدعى التجديد». وعبّر عن قناعته بأن «هذا البعض يستعجل كثيراً الوصول إلى غد لم ترسم بعد خرائطه النهائية».
ونفى الدبلوماسي لـ«الأخبار» صحة التكهنات التي راجت بشأن احتمال إقدام سورية على تأجيل القمة العربية بسبب توقعات بضعف المشاركة العربية على مستوى القادة والرؤساء العرب فيها. وقال: «القمة ستعقد في مكانها وزمانها ومرة أخرى بمن حضر». وكشف أن «حضور القادة أو الرؤساء العرب في قمة دمشق لن يقل إطلاقاً عن مستوى حضور الرؤساء والقادة القمم الثلاث التي سبقت قمة الرياض الأخيرة». وقال: «إن شاء الله ستكون مفاجأة مستوى الحضور للذين يعملون على عدم الحضور».


ورأى الدبلوماسي نفسه أن «عملية تسليم وتسلُّم رئاسة القمة من الرئيس الحالي الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز إلى الرئيس السوري بشار الأسد لا مشكلة فيها». وأوضح أنه «في القمة العربية التي عقدت في تونس، بعد تأجيل، في شهر أيار عام 2005، رفض الرئيس زين العابدين بن علي تسلّم رئاسة القمّة من رئيس الوزراء البحريني بعد غياب الملك حمد بن عيسى آل خليفة». وأضاف: «حينها صعد إلى المنبر ليتسلم القمة مباشرة». وختم: «لا نتمنى غياب أحد، وخصوصاً الرئيسة السابقة للقمة العربية»، مشيراً إلى «اعتزاز» بلاده باستضافة أول قمة عربية على الإطلاق على أراضيها.


وحسب معلومات حصل عليها منبر الملاذي فإن القيادة السورية، تلتزم الصمت والهدوء في الأيام الحالية، رغبة منها في عدم توتير المواقف، وزيادة الشحن وهو "ما كما ترغب به واشنطن والرياض والقاهرة، لتسهيل إفشال القمة". إلا أنها باتت تمتلك معلومات هامة وخطيرة، ودلائل ستبقيها ضمن الأدراج إلى حين استدعاء الضرورة ذلك، وحينها كما تضيف بعض المصادر لمنبر الملاذي "ستقلب الطاولة تماماً، وتفضح الأمور أمام الشارع العربي".