2005ليلى
03-21-2008, 04:08 PM
تصاعد الهجمات دفعَ الحكومة إلى الاستعانة بشرطيات
http://www.aawsat.com/2008/03/21/images/news1.463587.jpg
شرطية تظهر مهارتها في حفل تخريج
دفعة جديدة من ضابطات
الشرطة في كربلاء («الشرق الأوسط»)
لندن: معد فياض
فجرت امرأة انتحارية نفسها، اول من امس، لتقتل خمسة عراقيين وتصيب 17 آخرين بجروح ضمنهم اثنان من الشرطة العراقية في بلدروز التابعة لمحافظة ديالى. وقبلها بيومين، انسلت انتحارية اخرى في كربلاء، وهي تلف نفسها بعباءة سوداء لتخفي حزامها الناسف الذي فجرته وسط حشد مزدحم من الزوار في منطقة المخيم (300 متر عن مرقد الإمام الحسين)، وكانت النتيجة 47 قتيلا و75 جريحا من الزوار المدنيين، حسب مصادر صحية وامنية في المحافظة.
ولم يعلن حتى الآن اسم وهوية الانتحارية التي نفذت هجوم اول من امس، وهي السابعة خلال الأشهر الثلاثة من هذا العام، لكنها تبين ارتفاعا واضحا في ظاهرة تجنيد النساء واستخدامهن في هجمات انتحارية.
فقد رفعت انتحارية بلدروز عدد النساء اللواتي نفذن هجمات انتحارية الى (20) منذ أبريل (نيسان) 2003 ولغاية يومنا هذا بحسب احصائية للجيش الاميركي. ولكن الانتحارية التي كانت قد لفتت الانظار هي ساجدة التي كان من المفروض ان تفجر نفسها بواسطة حزام ناسف في أحد فنادق العاصمة الاردنية عمان في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) بعد ان كان زوجها وانتحاريون آخرون قد فجروا انفسهم في ثلاثة فنادق، مما أدى الى مقتل ما يقرب من 60 شخصا بينهم المخرج السينمائي مصطفى العقاد.
هذه الانتحارية لم تفجر حزامها الناسف بسبب عطل فني، او انها تراجعت عن تنفيذ العملية. وحسب المعلومات التي اعلنت عنها السلطات الاردنية، فان ساجدة عراقية من محافظة الانبار وجندت من قبل تنظيم «القاعدة». والسؤال الراهن هو ما الذي يدفع «القاعدة» لتجنيد الانتحاريات، وما الذي يدفع المرأة، وقد تكون أماً، لأن تنتحر وتنحر أناسا لا علاقة لهم بالعنف السائد.
يبين الباحث الاجتماعي، فارس العبيدي، لوكالة «اصوات العراق» المستقلة، بأن المجتمع العراقي في طبيعته «متحفظ على مشاركة المراة في الحياة العامة». ولذلك يرى العبيدي ضرورة «دراسة الظاهرة من خلال نظرة موضوعية لا تكتفي بمجرد الاستنكار».
ويفسر سبب استخدام النساء بأنهن «غير مشكوك في أمر قيامهن بنوع كهذا من العمليات ولا يخضعن للتفتيش، وهذا ما يجعل استخدامهن أسهل من الرجال».
وشدد العبيدي على اهمية دراسة «الاسباب الكامنة وراء الاشتراك، علما ان أغلب الانتحاريات من محافظتي الانبار وديالى حيث ينشط تنظيم «القاعدة» من جهة وتكثر عمليات القتل لافراد التنظيم اثر العمليات العسكرية من جهة اخرى».
ولذلك، يرى الباحث ان الدوافع في أغلبها تكون «ثأرية لوفاة الزوج او احد افراد العائلة». ويربط الباحث هذه الظاهرة بانتشار التشدد. وأظهر تقرير التوازن العسكري لعام 2008 الذي يصدره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن العراق احتل رأس قائمة الدول التي توجد فيها جماعات متشددة، إذ يشير التقرير إلى وجود 30 جماعة متشددة ناشطة.
وبين التقرير استخدام النساء في العمليات اللوجستية مثل استكشاف المكان أو إيصال القنبلة، لكن التغير الذي حدث في العراق بحسب التقرير هو صدور فتوى تقول ان للنساء نفس حقوق الرجال في قضية الجهاد. الناشطة في مجال حقوق المرأة، صبا خالد، تفسر فتوى التنظيم مبينة أن «للنساء نفس الحقوق في الموت وليس لهم نفس الحقوق في الحياة؟». وتضيف أن «القاعدة» معروفة «بتشددها نحو المرأة، خاصة بممارستها لعملها او اكمالها لتعليمها وتقر بتزويجها في عمر الطفولة».
وتتابع «لذلك كانت الفتوى التي أباحت العمليات الانتحارية مدعاة للتساؤل من كل المهتمين بحقوق الانسان في العراق، حيث ساوى التنظيم لأول مرة بين المرأة والرجل، لكن بشكل سلبي، ففي مفهومهم لديهم مواضيع معينة ومحظورات معينة يجب على المرأة ألا تقوم بها، لكن الظاهر إنه بقضية العمليات الانتحارية تم تجاوز هذه العقبة». وتعتقد صبا أن هناك حاجة «لإدخال العنصر النسوي في اعمال السجون والبحث الجنائي».
المستشار في وزارة الدفاع محمد العسكري يحيل سبب استخدام الانتحاريات الى «انحسار تأثير القاعدة على الشارع العراقي». ويعتبر استخدام النساء نوعاً من «القيمة الدعائية أكثرَ من القيمة الميدانية». فمن خلال استخدام النساء تريد «القاعدة»، والحديث للعسكري، أن تشعر الرجال بالعار «النساء تقاتل والرجال غافلون عن الحرب». ويبين العميد قاسم عطا أن القوات العراقية اعتقلت عددا من الرجال المسؤولين عن تدريب نساء انتحاريات «بينت التحقيقات ان أغلبهن من اقارب المشتركين سلفا في القاعدة».
وكان بيان للجيش الاميركي قد أعلن في الاول من مارس (آذار) الحالي عن اعتقال قائد خلية تابعة لـ«القاعدة» يقوم بتجنيد نساء وتدريبهن على تنفيذ عمليات انتحارية، من بينهن زوجته، خلال عملية نفذتها شمال خان بني سعد العائدة لقضاء بعقوبة بديالى.
وأوضح البيان ان المعتقل «استخدم زوجته وامرأة اخرى لاعدادهما لتنفيذ عمليات انتحارية بأحزمة ناسفة»، معتبرا ان «هذه اشارة إلى ان القاعدة تخطط لمواصلة استخدام نساء في تفجيرات انتحارية».
لكن عطا يكشف أن «التحقيقات الاولية بينت أن النساء قد لا يعرفن احيانا انهن سيستخدمن كقنابل بشرية». وضرب عطا مثلا على ذلك بالهجومين الانتحاريين في سوق الغزل وبغداد الجديدة أوائل العام الحالي، «حيث كانت المرأتان مختلتين عقليا».
وتابع «لكن الغالبية تقوم بالعمل بإرادتها، وهي تعي ما تفعل تماما إما لأفكار دينية خاطئة بأن ما تقوم به جهادٌ في سبيل الله او نتيجة لفقدان الزوج او أحد افراد العائلة».
وتصاعد ظاهرة الانتحاريات دفَعَ الحكومة إلى تجنيد النساءِ للعملِ في الاجهزة الامنية بالشرطة. ويفسر عطا عملية الانتشار المكثف للمفتشات من النساء في الاسواق وكراجات النقل «نحن كخطة فرض القانون اقترحنا زيادة عدد النساء اللواتي يقمن بعمليات التفتيش للنساء بعد ان أصبح ضرورة».
ويحدد عطا طبيعة النساء المشاركات في الخطة «منهن متطوعات في وزارة الدفاع ضمن الوحدة العسكرية، وأخريات ضمن دوائر الشرطة في وزارة الداخلية» إلا أن هذا العدد، لا يكفي، حسب عطا «لمنع تنفيذ أعمال إرهابية من خلال عمليات التفتيش الاستباقية».
http://www.aawsat.com/2008/03/21/images/news1.463587.jpg
شرطية تظهر مهارتها في حفل تخريج
دفعة جديدة من ضابطات
الشرطة في كربلاء («الشرق الأوسط»)
لندن: معد فياض
فجرت امرأة انتحارية نفسها، اول من امس، لتقتل خمسة عراقيين وتصيب 17 آخرين بجروح ضمنهم اثنان من الشرطة العراقية في بلدروز التابعة لمحافظة ديالى. وقبلها بيومين، انسلت انتحارية اخرى في كربلاء، وهي تلف نفسها بعباءة سوداء لتخفي حزامها الناسف الذي فجرته وسط حشد مزدحم من الزوار في منطقة المخيم (300 متر عن مرقد الإمام الحسين)، وكانت النتيجة 47 قتيلا و75 جريحا من الزوار المدنيين، حسب مصادر صحية وامنية في المحافظة.
ولم يعلن حتى الآن اسم وهوية الانتحارية التي نفذت هجوم اول من امس، وهي السابعة خلال الأشهر الثلاثة من هذا العام، لكنها تبين ارتفاعا واضحا في ظاهرة تجنيد النساء واستخدامهن في هجمات انتحارية.
فقد رفعت انتحارية بلدروز عدد النساء اللواتي نفذن هجمات انتحارية الى (20) منذ أبريل (نيسان) 2003 ولغاية يومنا هذا بحسب احصائية للجيش الاميركي. ولكن الانتحارية التي كانت قد لفتت الانظار هي ساجدة التي كان من المفروض ان تفجر نفسها بواسطة حزام ناسف في أحد فنادق العاصمة الاردنية عمان في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) بعد ان كان زوجها وانتحاريون آخرون قد فجروا انفسهم في ثلاثة فنادق، مما أدى الى مقتل ما يقرب من 60 شخصا بينهم المخرج السينمائي مصطفى العقاد.
هذه الانتحارية لم تفجر حزامها الناسف بسبب عطل فني، او انها تراجعت عن تنفيذ العملية. وحسب المعلومات التي اعلنت عنها السلطات الاردنية، فان ساجدة عراقية من محافظة الانبار وجندت من قبل تنظيم «القاعدة». والسؤال الراهن هو ما الذي يدفع «القاعدة» لتجنيد الانتحاريات، وما الذي يدفع المرأة، وقد تكون أماً، لأن تنتحر وتنحر أناسا لا علاقة لهم بالعنف السائد.
يبين الباحث الاجتماعي، فارس العبيدي، لوكالة «اصوات العراق» المستقلة، بأن المجتمع العراقي في طبيعته «متحفظ على مشاركة المراة في الحياة العامة». ولذلك يرى العبيدي ضرورة «دراسة الظاهرة من خلال نظرة موضوعية لا تكتفي بمجرد الاستنكار».
ويفسر سبب استخدام النساء بأنهن «غير مشكوك في أمر قيامهن بنوع كهذا من العمليات ولا يخضعن للتفتيش، وهذا ما يجعل استخدامهن أسهل من الرجال».
وشدد العبيدي على اهمية دراسة «الاسباب الكامنة وراء الاشتراك، علما ان أغلب الانتحاريات من محافظتي الانبار وديالى حيث ينشط تنظيم «القاعدة» من جهة وتكثر عمليات القتل لافراد التنظيم اثر العمليات العسكرية من جهة اخرى».
ولذلك، يرى الباحث ان الدوافع في أغلبها تكون «ثأرية لوفاة الزوج او احد افراد العائلة». ويربط الباحث هذه الظاهرة بانتشار التشدد. وأظهر تقرير التوازن العسكري لعام 2008 الذي يصدره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن العراق احتل رأس قائمة الدول التي توجد فيها جماعات متشددة، إذ يشير التقرير إلى وجود 30 جماعة متشددة ناشطة.
وبين التقرير استخدام النساء في العمليات اللوجستية مثل استكشاف المكان أو إيصال القنبلة، لكن التغير الذي حدث في العراق بحسب التقرير هو صدور فتوى تقول ان للنساء نفس حقوق الرجال في قضية الجهاد. الناشطة في مجال حقوق المرأة، صبا خالد، تفسر فتوى التنظيم مبينة أن «للنساء نفس الحقوق في الموت وليس لهم نفس الحقوق في الحياة؟». وتضيف أن «القاعدة» معروفة «بتشددها نحو المرأة، خاصة بممارستها لعملها او اكمالها لتعليمها وتقر بتزويجها في عمر الطفولة».
وتتابع «لذلك كانت الفتوى التي أباحت العمليات الانتحارية مدعاة للتساؤل من كل المهتمين بحقوق الانسان في العراق، حيث ساوى التنظيم لأول مرة بين المرأة والرجل، لكن بشكل سلبي، ففي مفهومهم لديهم مواضيع معينة ومحظورات معينة يجب على المرأة ألا تقوم بها، لكن الظاهر إنه بقضية العمليات الانتحارية تم تجاوز هذه العقبة». وتعتقد صبا أن هناك حاجة «لإدخال العنصر النسوي في اعمال السجون والبحث الجنائي».
المستشار في وزارة الدفاع محمد العسكري يحيل سبب استخدام الانتحاريات الى «انحسار تأثير القاعدة على الشارع العراقي». ويعتبر استخدام النساء نوعاً من «القيمة الدعائية أكثرَ من القيمة الميدانية». فمن خلال استخدام النساء تريد «القاعدة»، والحديث للعسكري، أن تشعر الرجال بالعار «النساء تقاتل والرجال غافلون عن الحرب». ويبين العميد قاسم عطا أن القوات العراقية اعتقلت عددا من الرجال المسؤولين عن تدريب نساء انتحاريات «بينت التحقيقات ان أغلبهن من اقارب المشتركين سلفا في القاعدة».
وكان بيان للجيش الاميركي قد أعلن في الاول من مارس (آذار) الحالي عن اعتقال قائد خلية تابعة لـ«القاعدة» يقوم بتجنيد نساء وتدريبهن على تنفيذ عمليات انتحارية، من بينهن زوجته، خلال عملية نفذتها شمال خان بني سعد العائدة لقضاء بعقوبة بديالى.
وأوضح البيان ان المعتقل «استخدم زوجته وامرأة اخرى لاعدادهما لتنفيذ عمليات انتحارية بأحزمة ناسفة»، معتبرا ان «هذه اشارة إلى ان القاعدة تخطط لمواصلة استخدام نساء في تفجيرات انتحارية».
لكن عطا يكشف أن «التحقيقات الاولية بينت أن النساء قد لا يعرفن احيانا انهن سيستخدمن كقنابل بشرية». وضرب عطا مثلا على ذلك بالهجومين الانتحاريين في سوق الغزل وبغداد الجديدة أوائل العام الحالي، «حيث كانت المرأتان مختلتين عقليا».
وتابع «لكن الغالبية تقوم بالعمل بإرادتها، وهي تعي ما تفعل تماما إما لأفكار دينية خاطئة بأن ما تقوم به جهادٌ في سبيل الله او نتيجة لفقدان الزوج او أحد افراد العائلة».
وتصاعد ظاهرة الانتحاريات دفَعَ الحكومة إلى تجنيد النساءِ للعملِ في الاجهزة الامنية بالشرطة. ويفسر عطا عملية الانتشار المكثف للمفتشات من النساء في الاسواق وكراجات النقل «نحن كخطة فرض القانون اقترحنا زيادة عدد النساء اللواتي يقمن بعمليات التفتيش للنساء بعد ان أصبح ضرورة».
ويحدد عطا طبيعة النساء المشاركات في الخطة «منهن متطوعات في وزارة الدفاع ضمن الوحدة العسكرية، وأخريات ضمن دوائر الشرطة في وزارة الداخلية» إلا أن هذا العدد، لا يكفي، حسب عطا «لمنع تنفيذ أعمال إرهابية من خلال عمليات التفتيش الاستباقية».