المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليس بالإمكان الهرب إلى الأبد ......عبداللطيف الدعيج



بركان
03-15-2008, 01:26 AM
15/03/2008

بقلم: عبداللطيف الدعيج - القبس


عندما غزا صدام حسين الكويت واستيقظنا يوم الخميس على الفاجعة كنا نبحث عن صوت يتضامن معنا ككويتيين وكدولة تم للتو اجتياحها. طبعا كانت مملكة البحرين الأكثر حزما في إدانة الغزو الغاشم ثم تلتها بقية دول مجلس التعاون وباقي الدول العربية. على مستوى الشارع العربي كنا ننتظر، إلى أن جاء صوت الاستنكار واضحا من السيد نايف حواتمة أمين عام الجبهة الديموقراطية من موسكو منددا بالغزو ومستنكرا التصرف العراقي الطائش.

وهكذا توقعنا ان نسمع المزيد من الحركات والتنظيمات القومية والدينية، خصوصا اننا في الكويت لنا دالة عظمى على هذه التنظيمات ماديا وإعلاميا. لكن المفاجأة كانت ان أغلب هذه التنظيمات، أو في الواقع كلها وبلا استثناء، خضعت لرأي الشارع وانساقت وراء الجموع التي هيجها إعلام البعث العراقي. حتى السيد حواتمة غاب صوته واتخذت جبهته، حالها حال كل التنظيمات العربية موقفا مؤيدا، أو في أحسن الأحوال لامباليا من الغزو. لقد «ذلت» التنظيمات وحتى أغلب الساسة والمفكرين العرب أمام طغيان الشارع وهيجانه، الذي وجد في الاحتلال العراقي للكويت طريقا للوصول الى القدس.

اتذكر كل هذا بعد احداث الاسابيع الماضية، او ما تبع واقعة «التأبين»، حيث انساق الكثير من الساسة والكتل البرلمانية والقوى السياسية خلف الشارع وسايروا الموجة الشعبية التي اختلقها الحرامية والزمر الفاسدة.

ولم ينتصر أحد حتى الآن للحق أو يقف لنصرة من اضطهده المخربون والفاسدون، بل ان القانون والدستور انتهكا، ومن ازعجنا طنينهم في السابق حول الدفاع عنه وحمايتهم له لاذوا بالصمت أو بالأحرى بالفرار.

لولا بعض الكتّاب، ولولا الزميل ساجد العبدلي بالذات الذي استلم المبادرة، لاستمر الانجراف، ولتطور الامر الى ما لا تحمد عقباه. لقد اختفى الحكماء عند الحاجة اليهم، ودفن كل من ادعى أنه يملك الحلول أو أنه الأفضل والأكثر حكمة ومعرفة من الساسة والجماعات السياسية، دفن رأسه في الرمال وكأن الذي يجلد لم يكن رفيق درب والذي يُجرّحُ ليس زميل مواقف ونضال.

اليوم اذ تتقدم النيابة العامة بطلب لرفع الحصانة عن النائبين أحمد لاري وعدنان عبدالصمد فإنها تضع الكتل البرلمانية والقوى السياسية مرة أخرى أمام مسؤولياتها وتفرض عليها اتخاذ موقف من هذا الطلب.

والواقع اننا لا نزال نستغرب صمت القوى الوطنية الديموقراطية، خصوصا المنبر الديموقراطي والتحالف تجاه ما يحدث. حتى لو سلمنا بان القضية صعبة، وحتى لو افترضنا ان المعنيين عميان لا يرون تكالب الحرامية على زملاء النضال، وصمخان لا يسمعون فحيح افاعي الفساد على شركاء العمل الوطني، فان المطلوب لا يزال موقفا حتى ولو مؤيدا للمجزرة أو ناعقا مع الزفة.. فهذه القوى وغيرها ليس بإمكانها اللوذ بالصمت الى الأبد.


عبداللطيف الدعيج

بركان
03-15-2008, 01:30 AM
السؤال الكبير
اين احمد السعدون الذي يدعي الحفاظ على الحريات وعلى الدستور ؟
اتذكر احمد السعدون بعد حادثة بشار الصايغ وجاسم القامس عندما تم القاء القبض عليهم من قبل امن الدولة ، طالب بحل جهاز امن الدولة لأنه يمنع الحريات ويحاربها كما قال وصرح للجرايد
فلماذا خرس الآن ؟

عبدالحليم
03-15-2008, 01:48 AM
مقالة قوية وفي الصميم ..

يبين ان ليس الكل في الشارع الكويتي هو من الامعه الذي ينهق وراء كل ناهق

ولكن في ناس تفكر بهدوء وتعقل .

اتفق ان القضية صعبة وحساسة طالما بها عبارات الوطنية والخيانة وغيرها

ولكن مع مرور الوقت اتضح ان الامر اكبر من التأبين والخيانة بل تخريب الوضع السياسي

وضرب الدستور والقانون

جمال
03-16-2008, 12:49 AM
من زمان أنا قايل ماكو قوى سياسية بس ما حد صدق



16/03/2008 بقلم: عبداللطيف الدعيج

مضحك موقف الكتل البرلمانية من مسألة رفع حصانة زميليهما النيابية. مضحك وبالكويتي «يفشل». فنواب الأمة يبحثون عن وسيلة لإسقاط التهمة الكيدية الواضحة في الانتماء لحزب محظور لأن رفع الحصانة بناء على هذه التهمة فيه إحراج لهم وتأكيد على خضوعهم وانصياعهم لقوى الشر. يريدون الاكتفاء بالتهمة «الشعبية» تهمة التأبين التي على ما يبدو لا قبل لهم بمعارضتها.

اللي غثونا بدفاعهم المزعوم عن الدستور وعن الحقوق السياسية فيه يتخلون عن حقوق أقرب الناس لهم، والذين مللونا بملاحقة الحرامية وقوى الفساد يتراجعون عند أول هجمة تشن ضدهم. المعركة واضحة الآن، فهي ليست بين السنة والشيعة كما حاول ان يصور البعض، وليست ضد النائبين فقط، بل هي معركة بين القوى الوطنية الديموقراطية وقوى الفساد وحرامية المال العام. هي امتداد لمعركة تعديل الدوائر وهي نتيجة طبيعية للمواقف والالتزامات السياسية التي عزلت قوى الخير عن قوى البغي والشر.

مضحك أن تبحث الكتل البرلمانية عن تهمة حقيقية غير الكيدية التي يروج أمن الدولة لها. ونصيحتنا أن يوفروا جهودهم فليس هناك تهمة حقيقية ولا هم يحزنون. ليس هناك قضية اصلا غير ما اختلقه البعض ونفخ فيه على امل ان يحرق الذين تصدوا لقوى الفساد وكشفوا الحرامية والمختلسين، او ان يثير الدخان ليغطي على هزائمه وتراجعه. ليس في القانون نص يجرم «التأبين» وليس هناك ما يعاقب من أراد ان يلطم او ينوح. للمرة الالف نكررها، لم يرتكب عدنان عبدالصمد واحمد لاري جرما، لم ينتهكا قانونا او يتعديا حتى على قرارات ولوائح. ربما ارتكبا خطأ أو اساءا التقدير، ولكن بالتأكيد لم يكسرا قانونا ولم يتعديا على أحد.

لتنسَ كتلنا النيابية قضية التأبين فهي لا وجود لها، لهذا حوَّل المتآمرون التهمة الى «انتماء الى حزب والى قلب نظام البلد» والى آخر التلفيق الذي اختلقوه. محاولة الكتل البرلمانية تعديل التهمة او تعديل طلب الحصانة عبر الغاء التهمة الكيدية الملفقة بالانتماء لحزب محظور محاولة فاشلة لأن ليس هناك بديل. وتهمة التأبين لا تكفي لرفع الحصانة.

لهذا نواب الأمة وكتلها أمام مسؤولياتهم، فإما الدفاع عن القانون والدستور والانتصار لزميليهما وإما الاستسلام والخضوع لقوى الفساد، ولكل من لا يريد لهذا البلد أو أهله خيرا. نعلم انها مكلفة مسألة التصدي لـ«الحمى» الرافضة للتأبين الشعبية التي اختلقها البعض. لكن تبقى المكاسب الحقيقية هي الاولى بالاحتساب.


عبداللطيف الدعيج