سمير
03-10-2008, 03:56 PM
أحمـد الـصراف: لا تـمـوتي قبلي يـا فاطمة
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/10-3-2008//369130_38.jpg
• أحـــمــد الـصـــراف: المجتمع الغربي أكثر أخلاقية وشرفا من مجتمعاتنا كافة.. والحجاب جواز سفر لاقتراف الموبقات
10/03/2008 أجـــرت الحــوار: حـنـان عــبــيـد
ولد عام 1945، مجاز بادارة الاعمال من جامعة بيروت عام 1974، تاجر منذ كان عمره تسع سنوات، خبرته المصرفية تقارب الاربعين عاما، ونقطة التحول في حياته كانت من خلال عمله في بنك الخلج، الذي شكل مع شغفه بالقراءة والسفر شخصيته الجريئة الصريحة والواقعية، قرر الكتابة في الصحافة عندما وجد المعلومات التي يستقيها من القراءة والسفر ستفيد الآخرين بتفاصيلها الجريئة الساخرة، مواقفه جريئة جدا لا رقيب عليها، فلا يجامل ولا ينافق ولا يوافق على امور كثيرة تجري في البلدي فيكتب وينتقدها، حتى انه ينتقد شركاءه في العمل، مما يصعب عليه الموقف، لا يرتدي الدشداشة والغترة والعقال، لا يذهب للحفلات ولا يزور الدواوين، ولا يذهب للعزاء، ومع ذلك فان حياته الاجتماعية ثرية ونشطة جدا، وما لفتنا اثناء زيارتنا لبيته وضعه «أرمة» كتب عليها أحمد وفاطمة الصراف، وهذا نادرا ما تفعله العوائل الكويتية.
في حوار ساخن دام معه أكثر من ساعة ونصف الساعة تناولنا فيه محطات حياته المختلفة والقضايا السياسية المحلية والدولية، مبديا وجهات نظره وآرائه الخاصة وقراءاته بكل شفافية ازاءها، فالحوار معه له طعم خاص لا ينتهي.
انه الليبرالي المختلف المتطرف رجل الاعمال الكويتي المعروف احمد الصراف، الكاتب الجريء الساخر الذي كانت لنا معه هذه الاستراحة:
• أحمد الصراف لماذا لُقبت بالليبرالي المتطرف؟
ــ بداية أنا لست بمتطرف بقدر ما أنا مختلف، فأنا انسان مختلف بكل شيء، ولا يعني الاختلاف بأني أفضل من غيري، لكن مجرد أني مختلف يجعلني بيني وبين نفسي انسانا مميزا، اولا انا مختلف متطرف في ادعائي بالجهل، وهذه احدى الميزات التي افتخر بها، واتميز فيها، فأقول عن نفسي دوما بأني جاهل واحب ان اتعلم، وبالتالي عندي الاستعداد لأقول للطرف الاخر «انت جاهل»، والجهل يكون في اي شيء، وهو من اسوأ الصفات التي تطلق على الشخص ويكرهها الناس، والجميل في الامر ان يشعر الانسان بجهله ليتعلم.
مختلف متطرف.. والدشاديش
• أبو طارق كيف تبدأ يومك، وكيف تنهيه؟
ــ أيضا حياتي اليومية مختلفة كليا عن الانسان الكويتي العادي، فلا اذهب للدواوين ومع الاسف لا اذهب للعزاء ولا لحفلات الزواج، ولا حفلات الاستقبال ونادراً ما اشارك في ندوات، ومع ذلك فحياتي الاجتماعية نشطة ومثمرة جداً وفيها متعة، احب لعب الورق والجلوس مع اصحابي واحب الشغل على الانترنت واحب كتابة خواطري ومقالاتي، واحب كتابة اشيائي التي اعتقد بأنها لن تنشر، انا لست تقليديا في حياتي اليومية، وحتى في حلاقتي احيانا استخدم يدي اليمين واحيانا يدي اليسرى لأحلق وايضاً عندما «افرشي» اسناني افعل هذا الشيء والافطار عندي يجب ان يكون مختلفا يوميا، فأنا احب التغيير الدائم.
• لماذا خلعت الزي الكويتي ولبست البدلات؟
ــ ليس لدي زي كويتي لألبسه.
• ما هذا العذر ألا تستطيع شراءه؟
ــ طبعا استطيع شراءه، ولكن آخر مرة كان لدي الزي منذ سنتين وعملت كما عمل طارق بن زياد عندما حرق سفنه، فقطعت كل دشاديشي.
• أووف.. لماذا؟
ــ (سؤالك مهم جداً)، عندما كنت ألبس الدشداشة كنت اتصرف بعنجهية، وخصوصا عندما اقود السيارة، اما الان فأنا منسجم مع نفسي وانساني اكثر، فأقود السيارة وانا ارتدي البنطلون والقميص واذا واجهت مشاكل في الطريق مع الطرف الاخر حتى لو كان هو الغلطان فأشعر بأنه يتصرف معي بطريقة غير طبيعية فأضحك وامشي، فهو يفترض أني لست كويتيا ويحق له ان يصرخ علي.
• اذن انت تتهم لابسي الزي الكويتي بالغرور والعنجهية والسلطة؟
ــ لا شك في ذلك، فاللباس والجنسية يعطيان الشخص حرية التصرف ببلده بطريقة تختلف عنها، عندما يكون في بلد آخر، «فيا غريب خليك أديب».
أنا اريد ان اكون مع المجموع وان احس مع الطرف الآخر، هل لأني كويتي يجب ان ارفع صوتي على الناس؟! واحياناً اذا ذهبت لانجاز معاملة، اقف بالطابور فأجد الكويتيين يتجاوزونني، ولا اهتم اذا كان لدي الوقت الكافي للانتظار فأنا كنت اعمل مثلهم عندما كنت جاهلاً، فأصبحت ارفع صوتي واقول للشخص لو سمحت قف بالدور وعندما يعرف اني كويتي مثله يخجل، أنا اريد ان اعطي احتراما للبنطلون، فالذي يلبسه ليس اقل منك يا مواطن قد يكون احسن منك.
• تقول منذ سنتين قطعت دشاديشك، وأنت في عام 1996 كتبت تنتقد هذا اللباس وتسخر منه وتعلق عليه اذن لماذا هذه الانتفاضة جاءت متأخرة؟
ــ كنت البس البنطلون عندما كنت موظفا في البنك، وفي الخارج فأحسست اني اغلط ليس فقط على الصعيد الانساني، واذا كنت لا تلبس هذا الزي في الخارج وتستحي فيه، ولو كنت فخوراً به فألبسه في كل مكان، وطالما انك خلعته فهذا يعني انك تعيش الحياة بطريقة خاطئة، اذاً لماذا اعيش هذه الحياة في خطئها؟ فقررت ان البس البدلة في الداخل والخارج.
• ألا ينتقدك اصحابك؟
ــ لا يستطيعون، فهم يعرفون ان لساني طويل.
• فكرة ما تكتبه ووقت ومكان كتابته، فكيف يتوفر الجو لك لتستوحي وتكتب؟
ــ لا شك ان الكتابة تحتاج الى جو مناسب
وهذا الجو يوجد في بيتي، ومشكلتي لا تكمن في كتابة المقال بل في النشر، فانا مصّر على امر، وهو ان اكتب في «القبس»، فدائما لدي افكار اريد كتابتها، وهي اكثر بكثير من قدرة الجريدة في ان تنشر لي مقالا واحدا، في السابق كان لدي مخرج في الصفحة الاخيرة، فكانت مخصصة لاحد الكتاب ينزل فيها حتى عشرين مقالا، فكنت اجمع طوال الاسبوع مقالاتي وأضع العشرين مقالا في الاستراحة الاخيرة، وهذا كان يريحني، بعدها قررت ادارة التحرير تغيير هذه الصفحة ووضع مقال واحد لكل كاتب، والحقيقة ان ما يوقفني عن الافكار هو ارهاق يدي وظهري، وليس الارهاق الفكري، ولدي دائما افكار وليست بالضرورة ان تكون جيدة، ولكنها افكار لمقالات.
• في مقالاتك التي اطلعت على بعضها فانها تصلح لمشاهد كوميدية!
ــ لا ادري، انا لا ارى هذه الامور قد ترينها انت ككاتبة او ناقدة او قارئة.
• مثلا في احد مقالاتك تكلمت عن الواح الشوكولاتة التي اشترى والدك صناديق كثيرة منها، ووضعها في غرفتك وصورت للقارئ مشهدا كيف بدأت تلتهمها، وكيف وقعت كلها متناثرة؟ وانت غارق في وسطها تأكلها.
ــ نعم هذه القصة لطيفة جدا، مرت في حياتي، والحقيقة اني لا ادري بامتلاكي لهذا الاسلوب، فانا اصلا لا اعتبر نفسي اني كاتب محترف ولدي اسلوب، بل كتاباتي هي انعكاس لحياتي البسيطة التي اعيشها، وحتى عندما اسافر ففي كل مكان لي قصة، فمثلا لا ادخل للفندق للعشاء فقط، بل تحصل معي قصص، ويجوز ان خيال الطفل في داخلي يضيف على هذه القصص تفاصيل ويعمل منها دراما، وفضولي للمعرفة يدفعني للتورط بأمور كثيرة، ودائما يسألني اصحابي يا أخي كيف تحدث معك هذه القصص ونحن لا؟ والامر الآخر اني دائما ارى فلوسا على الارض خمسين فلسا ومائة فلس لا احد يراها غيري، فلدي ملاحظة لا يمتلكها الانسان العادي، وهي من اعطاني هذا الكم الكبير من الافكار التي اصبها في مقالاتي.
• انت رجل اعمال عملت في المصارف والاعمال التجارية، لكن من شجعك على الكتابة؟
ــ طول عمري تاجر، منذ كان عمري تسع سنوات والذي شجعني على الكتابة هو نشأتي في بيت يقرأ، الجد والاب والعم لديهم مطبوعات وكتب تأتيهم من مصر، وايضا اسرتي تجارية من الطبقة المتوسطة، ولديها الرغبة في القراءة، فمن اكثر الاشياء التي ادين بها لجدي ووالدي اني نشأت في بيت يهتم بالتجارة والقراءة، فالمعلومات التي استقيها من القراءة والسفر دفعتني لاكتب، وبعد قراءتي لمقالات الكتاب وجدت اشخاصا احسن مني وآخرين أسوأ مني، اذاً لماذا لا اكون في المنتصف، واكتب واصبح افضل من السيئين؟
رحم متخلف
• سمعنا انك تستورد الكرتون الخاص بالهمبرغر؟
ــ هذه التجارة جيدة وسيئة عندي، فاكثر المصاعب التي اواجهها في الكتابة هي عندما اضطر للكتابة عن جهة اتعامل معها، فانا اتعامل مع كل الجهات الحكومية ومع الفنادق والمستشفيات وكل المطاعم في الكويت، يعني اتعامل مع كل الجهات، وفي الوقت نفسه اكتب عن المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والمؤسسات الخاصة، مع ان لدي مصالح فيها ولي شركاء يتضايقون مما اكتبه، وبصراحة لا اعرف ماذا اعمل؟
• أليس هذا تناقضا تنتقدهم وتفتح ملفاتهم وتتعامل معهم؟
ــ (هذه الملاحظة ممتازة) أتعامل معهم لانه حرام ترك بضاعتي لأني كتبت عنهم فسعرها جيد، ولا احد لديه مثلها، وهي جيدة، فأنا اتعامل بآلاف المواد، يقولون صحيح احمد انتقدنا لان لديه وجهة نظر معينة او ان لديه الحق، او حتى ان رأيه قابل للنقاش، او ان بضاعته جيدة، ولنتغاضَ عما يكتبه.
• ماذا تقول عن الحكومة الحالية، هل اصبحت حكومة اصلاح كما طالبوها ووعدتهم؟
ــ إن قالت الحكومة انها اصلاحية او غير اصلاحية، وانها ستحارب الفساد، فانها حكومة خارجة من رحم مجتمع غير قادر على التصرف بطريقة حكيمة، فأي حكومة تأتي لها الحرية في قول ما تريد، فهي حرّة في ادعاء ما تدعيه، ان ما تدعيه الحكومة شيء وما خلق هذه الحكومة شيء، فهو رحم مجتمع متخلف، لا يؤمن بمركز معلومات. فما هي الطريقة التي يتم بها اختيار الوزراء؟ وهي من اصعب القرارات في اختيار الحكومة. وعلى فكرة انا لا اريد الدخول في السياسة، فأنا غير مرشح لأي منصب، لا اريد اي منصب، وارفض اي منصب – ان اهم موضوع في الوزارة هو اختيار الوزارة، فاذا اردنا مثلا طبخ اكلة معينة لابد من وجود مكونات يتم اختيارها بشكل جيد لتصنع هذه الطبخة، فلو كنت اعظم طباخة في العالم واللحمة خربانة فستخرب الطبخة. اذن لو جئنا للوزارة وكيف تختار الحكومة وزاراتها يجب ان يكون هناك مركز معلومات يعطيها من تختار، ونحن اليوم ليس لدينا قاعدة ?Whose? Who من هو؟
• كيف يختارون اذن؟
ــ من خلال زيارة ديوانيتهم، ومن خلال سماعهم بأسماء الاشخاص ورؤيتهم او لان الشخص الفلاني رشح هذا او ذاك.. فدائما تسمعين هذا الوزير محسوب على رئيس مجلس النواب، وهذا محسوب على وزير الداخلية، وذاك محسوب على الشيخ الفلاني.. اذن عملية الاختيار تمت وفقا للاعراف الطائفية او القبلية او بناء على حسابات وتوازنات سياسية، وبالتالي فلا يمكن للحكومة مهما كانت اهدافها نبيلة او تطلعاتها ممتازة ان تصل اليها لان الخلطة ليست منسجمة، فالرئيس الاميركي عندما يأتي للادارة لا يقول الحكومة الاميركية بل الادارة الاميركية، اي الادارة يكون فيها فريق عمل وعندما يأتي الرئيس يخرج كل موظفي الادارة السابقة ويحضر مدراءه معه لاربع سنوات يديرون البلد بطريقة تمثل افكار هذا الرئيس، اذا فكري اشتراكي ويُفرض علي وزير اقتصاد رأسمالي اذن سياستي الاشتراكية لن تمشي، يجب ان يختار رئيس الوزراء وزراءه وفقا لمخطط تنموي لديه، اما نحن ففي بلد متخلف رئيس الوزراء فيه مربوط بعشرات الحبال التي تقيد ارادته وتصرفاته، فمهما كانت تطلعاته فلن ينجح.
• أبوطارق.. لماذا تخاف الحكومة من الاستجواب وتتوتر؟ وهل بالفعل النواب لديهم ملفات سرية تكشف الفساد فتستفز الحكومة بها؟
ــ اليوم الوزراء يتعرضون للاستجواب ويواجهون احدى ثلاث حالات، اما انه غير قادر على الوقوف على المنصة والرد على المفوهين من اعضاء المجلس، وبالتالي ينسحب او يستقيل او يرضى بطلبات النواب ويخلص الموضوع، او وزير آخر عليه مماسك، فيعرف انه اذا صعد المنصة رح يسلخوه ويتبهدل، والوزير الآخر لا مماسك عليه، ولديه القدرة على صعود المنصة ولكن رئيس الحكومة لا يريد، وهذا مثال ما حصل مع السنعوسي او بدر الحميضي او اكثر من وزير لديهم كل الحجج والآراء التي تفند محاور الاستجواب، لكن كما قيل وحسب معلوماتي، غير المتأكد منها، أن رئيس الوزراء طلب من احد الوزراء عدم الصعود إلى المنصة.
• هذا يجعلنا نتساءل لماذا يرفض رئيس الوزراء صعود وزيره الذي يملك الحجة الى المنصة؟..
ــ لأنه ليس لدينا خطة كوزارة، وهل نتصدى للفساد ونمشي في الطريق المستقيم، والأهم لايوجد للحكومة حزب يمثلها، فستبقى الحكومة التي يرأسها شيخ داخل مجلس حكومة تلاعب على توازنات لبقائها في السلطة من جهة ولتمرير قوانينها من جهة اخرى ولتمرر الحكومة قوانينها فإنها تحتاج إلى الاغلبية من الاصوات ولتستمر الحكومة بهدوء وتنجح في محاور الاستجواب، تحتاج الى اغلبية، للتصويت على القوانين، وايضاً لتحافظ على وزرائها كي لا يستقيلوا، تحتاج الى اصوات المجلس، ولنقل خمسين صوتا زائدا واحدا، فالحكومة لا تستطيع الحصول على ذلك لان ليس لديها حزب، فنجد الجماعات الدينية التي تنتمي إلى حزب معين، ولها رأي وتفكير منسجم مع بعضها بخلاف الأحزاب الاخرى «كالشعبي والوطني»، لديهم قوة في البرلمان اكثر من عددهم بكثير.
• هذه الجماعات الدينية داخل المجلس الم تزرعها الحكومة منذ زمن بعيد؟
ــ انه تاريخ طويل في كيفية تقوية الحركة الاسلامية في الكويت، فهو نابع من حاجة الحكومة الى كتل كبيرة من الاصوات تقف معها دون سؤال، فالحكومة خلقت البعبع الذي يقف اليوم في وجهها، لتمرير مجموعة من القوانين فلم تجد غير مجاميع كاملة تمثل اتجاها دينيا تقف معها، لان هؤلاء ليس لديهم آراء حرة، ولا اختلاف في الرأي بل انسجام تام، فهم يتكلمون بلون واحد وبصوت واحد فيمكن ان يكسبوهم من خلال رئيسهم او مرشدهم الديني الذي يقول لهم صوتوا مع الحكومة في هذا الموضوع فتجدينهم يبصمون ويمشون.
• هل يقبضون ماديا مقابل ذلك؟
ــ هذا موضوع آخر، ان كانوا يقبضون من خلال حصولهم على مناصب لأبنائهم او حصولهم على موافقة لتراخيص لشركاتهم، فقضية الدفع قضية معقدة لا علاقة لنا بها، والناس لا يشتغلون ببلاش ولوجه الله، فالكل يشتغل ويستفيد، ان مشكلتنا في الكويت، تكمن في عدم وجود حكم صباحي، فالاسرة او الحكومة تحتاج الى حزب واضح، وما يحصل هو دخول رئيس الوزراء الي البرلمان ليس لديه اغلبية كاملة، فيضطر لشراء الاصوات والولاء بطريقة او بأخرى، فهذا الشراء يضع الحكومة في مآزق مهما ادعت انها حكومة اصلاحية فستفشل في ادعاءاتها لانها لا تملك الاسباب الكافية. فلماذا اقف مع الحكومة واؤيدها؟
اريد ثمن ذلك، بالتالي وجدنا الثمن في العلاج بالخارج، والثمن في القسائم الزراعية والثمن بدعم الاعلاف والثمن بالتنازلات المستمرة، فالموضوع في الكويت واضح جداً، وما يجعله سهلا على الحكومة الوفرة لمالية، ولو لم تكن هذه الوفرة موجودة لسمعنا وشفنا اموراً اخرى..
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/10-3-2008//369130_38.jpg
• أحـــمــد الـصـــراف: المجتمع الغربي أكثر أخلاقية وشرفا من مجتمعاتنا كافة.. والحجاب جواز سفر لاقتراف الموبقات
10/03/2008 أجـــرت الحــوار: حـنـان عــبــيـد
ولد عام 1945، مجاز بادارة الاعمال من جامعة بيروت عام 1974، تاجر منذ كان عمره تسع سنوات، خبرته المصرفية تقارب الاربعين عاما، ونقطة التحول في حياته كانت من خلال عمله في بنك الخلج، الذي شكل مع شغفه بالقراءة والسفر شخصيته الجريئة الصريحة والواقعية، قرر الكتابة في الصحافة عندما وجد المعلومات التي يستقيها من القراءة والسفر ستفيد الآخرين بتفاصيلها الجريئة الساخرة، مواقفه جريئة جدا لا رقيب عليها، فلا يجامل ولا ينافق ولا يوافق على امور كثيرة تجري في البلدي فيكتب وينتقدها، حتى انه ينتقد شركاءه في العمل، مما يصعب عليه الموقف، لا يرتدي الدشداشة والغترة والعقال، لا يذهب للحفلات ولا يزور الدواوين، ولا يذهب للعزاء، ومع ذلك فان حياته الاجتماعية ثرية ونشطة جدا، وما لفتنا اثناء زيارتنا لبيته وضعه «أرمة» كتب عليها أحمد وفاطمة الصراف، وهذا نادرا ما تفعله العوائل الكويتية.
في حوار ساخن دام معه أكثر من ساعة ونصف الساعة تناولنا فيه محطات حياته المختلفة والقضايا السياسية المحلية والدولية، مبديا وجهات نظره وآرائه الخاصة وقراءاته بكل شفافية ازاءها، فالحوار معه له طعم خاص لا ينتهي.
انه الليبرالي المختلف المتطرف رجل الاعمال الكويتي المعروف احمد الصراف، الكاتب الجريء الساخر الذي كانت لنا معه هذه الاستراحة:
• أحمد الصراف لماذا لُقبت بالليبرالي المتطرف؟
ــ بداية أنا لست بمتطرف بقدر ما أنا مختلف، فأنا انسان مختلف بكل شيء، ولا يعني الاختلاف بأني أفضل من غيري، لكن مجرد أني مختلف يجعلني بيني وبين نفسي انسانا مميزا، اولا انا مختلف متطرف في ادعائي بالجهل، وهذه احدى الميزات التي افتخر بها، واتميز فيها، فأقول عن نفسي دوما بأني جاهل واحب ان اتعلم، وبالتالي عندي الاستعداد لأقول للطرف الاخر «انت جاهل»، والجهل يكون في اي شيء، وهو من اسوأ الصفات التي تطلق على الشخص ويكرهها الناس، والجميل في الامر ان يشعر الانسان بجهله ليتعلم.
مختلف متطرف.. والدشاديش
• أبو طارق كيف تبدأ يومك، وكيف تنهيه؟
ــ أيضا حياتي اليومية مختلفة كليا عن الانسان الكويتي العادي، فلا اذهب للدواوين ومع الاسف لا اذهب للعزاء ولا لحفلات الزواج، ولا حفلات الاستقبال ونادراً ما اشارك في ندوات، ومع ذلك فحياتي الاجتماعية نشطة ومثمرة جداً وفيها متعة، احب لعب الورق والجلوس مع اصحابي واحب الشغل على الانترنت واحب كتابة خواطري ومقالاتي، واحب كتابة اشيائي التي اعتقد بأنها لن تنشر، انا لست تقليديا في حياتي اليومية، وحتى في حلاقتي احيانا استخدم يدي اليمين واحيانا يدي اليسرى لأحلق وايضاً عندما «افرشي» اسناني افعل هذا الشيء والافطار عندي يجب ان يكون مختلفا يوميا، فأنا احب التغيير الدائم.
• لماذا خلعت الزي الكويتي ولبست البدلات؟
ــ ليس لدي زي كويتي لألبسه.
• ما هذا العذر ألا تستطيع شراءه؟
ــ طبعا استطيع شراءه، ولكن آخر مرة كان لدي الزي منذ سنتين وعملت كما عمل طارق بن زياد عندما حرق سفنه، فقطعت كل دشاديشي.
• أووف.. لماذا؟
ــ (سؤالك مهم جداً)، عندما كنت ألبس الدشداشة كنت اتصرف بعنجهية، وخصوصا عندما اقود السيارة، اما الان فأنا منسجم مع نفسي وانساني اكثر، فأقود السيارة وانا ارتدي البنطلون والقميص واذا واجهت مشاكل في الطريق مع الطرف الاخر حتى لو كان هو الغلطان فأشعر بأنه يتصرف معي بطريقة غير طبيعية فأضحك وامشي، فهو يفترض أني لست كويتيا ويحق له ان يصرخ علي.
• اذن انت تتهم لابسي الزي الكويتي بالغرور والعنجهية والسلطة؟
ــ لا شك في ذلك، فاللباس والجنسية يعطيان الشخص حرية التصرف ببلده بطريقة تختلف عنها، عندما يكون في بلد آخر، «فيا غريب خليك أديب».
أنا اريد ان اكون مع المجموع وان احس مع الطرف الآخر، هل لأني كويتي يجب ان ارفع صوتي على الناس؟! واحياناً اذا ذهبت لانجاز معاملة، اقف بالطابور فأجد الكويتيين يتجاوزونني، ولا اهتم اذا كان لدي الوقت الكافي للانتظار فأنا كنت اعمل مثلهم عندما كنت جاهلاً، فأصبحت ارفع صوتي واقول للشخص لو سمحت قف بالدور وعندما يعرف اني كويتي مثله يخجل، أنا اريد ان اعطي احتراما للبنطلون، فالذي يلبسه ليس اقل منك يا مواطن قد يكون احسن منك.
• تقول منذ سنتين قطعت دشاديشك، وأنت في عام 1996 كتبت تنتقد هذا اللباس وتسخر منه وتعلق عليه اذن لماذا هذه الانتفاضة جاءت متأخرة؟
ــ كنت البس البنطلون عندما كنت موظفا في البنك، وفي الخارج فأحسست اني اغلط ليس فقط على الصعيد الانساني، واذا كنت لا تلبس هذا الزي في الخارج وتستحي فيه، ولو كنت فخوراً به فألبسه في كل مكان، وطالما انك خلعته فهذا يعني انك تعيش الحياة بطريقة خاطئة، اذاً لماذا اعيش هذه الحياة في خطئها؟ فقررت ان البس البدلة في الداخل والخارج.
• ألا ينتقدك اصحابك؟
ــ لا يستطيعون، فهم يعرفون ان لساني طويل.
• فكرة ما تكتبه ووقت ومكان كتابته، فكيف يتوفر الجو لك لتستوحي وتكتب؟
ــ لا شك ان الكتابة تحتاج الى جو مناسب
وهذا الجو يوجد في بيتي، ومشكلتي لا تكمن في كتابة المقال بل في النشر، فانا مصّر على امر، وهو ان اكتب في «القبس»، فدائما لدي افكار اريد كتابتها، وهي اكثر بكثير من قدرة الجريدة في ان تنشر لي مقالا واحدا، في السابق كان لدي مخرج في الصفحة الاخيرة، فكانت مخصصة لاحد الكتاب ينزل فيها حتى عشرين مقالا، فكنت اجمع طوال الاسبوع مقالاتي وأضع العشرين مقالا في الاستراحة الاخيرة، وهذا كان يريحني، بعدها قررت ادارة التحرير تغيير هذه الصفحة ووضع مقال واحد لكل كاتب، والحقيقة ان ما يوقفني عن الافكار هو ارهاق يدي وظهري، وليس الارهاق الفكري، ولدي دائما افكار وليست بالضرورة ان تكون جيدة، ولكنها افكار لمقالات.
• في مقالاتك التي اطلعت على بعضها فانها تصلح لمشاهد كوميدية!
ــ لا ادري، انا لا ارى هذه الامور قد ترينها انت ككاتبة او ناقدة او قارئة.
• مثلا في احد مقالاتك تكلمت عن الواح الشوكولاتة التي اشترى والدك صناديق كثيرة منها، ووضعها في غرفتك وصورت للقارئ مشهدا كيف بدأت تلتهمها، وكيف وقعت كلها متناثرة؟ وانت غارق في وسطها تأكلها.
ــ نعم هذه القصة لطيفة جدا، مرت في حياتي، والحقيقة اني لا ادري بامتلاكي لهذا الاسلوب، فانا اصلا لا اعتبر نفسي اني كاتب محترف ولدي اسلوب، بل كتاباتي هي انعكاس لحياتي البسيطة التي اعيشها، وحتى عندما اسافر ففي كل مكان لي قصة، فمثلا لا ادخل للفندق للعشاء فقط، بل تحصل معي قصص، ويجوز ان خيال الطفل في داخلي يضيف على هذه القصص تفاصيل ويعمل منها دراما، وفضولي للمعرفة يدفعني للتورط بأمور كثيرة، ودائما يسألني اصحابي يا أخي كيف تحدث معك هذه القصص ونحن لا؟ والامر الآخر اني دائما ارى فلوسا على الارض خمسين فلسا ومائة فلس لا احد يراها غيري، فلدي ملاحظة لا يمتلكها الانسان العادي، وهي من اعطاني هذا الكم الكبير من الافكار التي اصبها في مقالاتي.
• انت رجل اعمال عملت في المصارف والاعمال التجارية، لكن من شجعك على الكتابة؟
ــ طول عمري تاجر، منذ كان عمري تسع سنوات والذي شجعني على الكتابة هو نشأتي في بيت يقرأ، الجد والاب والعم لديهم مطبوعات وكتب تأتيهم من مصر، وايضا اسرتي تجارية من الطبقة المتوسطة، ولديها الرغبة في القراءة، فمن اكثر الاشياء التي ادين بها لجدي ووالدي اني نشأت في بيت يهتم بالتجارة والقراءة، فالمعلومات التي استقيها من القراءة والسفر دفعتني لاكتب، وبعد قراءتي لمقالات الكتاب وجدت اشخاصا احسن مني وآخرين أسوأ مني، اذاً لماذا لا اكون في المنتصف، واكتب واصبح افضل من السيئين؟
رحم متخلف
• سمعنا انك تستورد الكرتون الخاص بالهمبرغر؟
ــ هذه التجارة جيدة وسيئة عندي، فاكثر المصاعب التي اواجهها في الكتابة هي عندما اضطر للكتابة عن جهة اتعامل معها، فانا اتعامل مع كل الجهات الحكومية ومع الفنادق والمستشفيات وكل المطاعم في الكويت، يعني اتعامل مع كل الجهات، وفي الوقت نفسه اكتب عن المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والمؤسسات الخاصة، مع ان لدي مصالح فيها ولي شركاء يتضايقون مما اكتبه، وبصراحة لا اعرف ماذا اعمل؟
• أليس هذا تناقضا تنتقدهم وتفتح ملفاتهم وتتعامل معهم؟
ــ (هذه الملاحظة ممتازة) أتعامل معهم لانه حرام ترك بضاعتي لأني كتبت عنهم فسعرها جيد، ولا احد لديه مثلها، وهي جيدة، فأنا اتعامل بآلاف المواد، يقولون صحيح احمد انتقدنا لان لديه وجهة نظر معينة او ان لديه الحق، او حتى ان رأيه قابل للنقاش، او ان بضاعته جيدة، ولنتغاضَ عما يكتبه.
• ماذا تقول عن الحكومة الحالية، هل اصبحت حكومة اصلاح كما طالبوها ووعدتهم؟
ــ إن قالت الحكومة انها اصلاحية او غير اصلاحية، وانها ستحارب الفساد، فانها حكومة خارجة من رحم مجتمع غير قادر على التصرف بطريقة حكيمة، فأي حكومة تأتي لها الحرية في قول ما تريد، فهي حرّة في ادعاء ما تدعيه، ان ما تدعيه الحكومة شيء وما خلق هذه الحكومة شيء، فهو رحم مجتمع متخلف، لا يؤمن بمركز معلومات. فما هي الطريقة التي يتم بها اختيار الوزراء؟ وهي من اصعب القرارات في اختيار الحكومة. وعلى فكرة انا لا اريد الدخول في السياسة، فأنا غير مرشح لأي منصب، لا اريد اي منصب، وارفض اي منصب – ان اهم موضوع في الوزارة هو اختيار الوزارة، فاذا اردنا مثلا طبخ اكلة معينة لابد من وجود مكونات يتم اختيارها بشكل جيد لتصنع هذه الطبخة، فلو كنت اعظم طباخة في العالم واللحمة خربانة فستخرب الطبخة. اذن لو جئنا للوزارة وكيف تختار الحكومة وزاراتها يجب ان يكون هناك مركز معلومات يعطيها من تختار، ونحن اليوم ليس لدينا قاعدة ?Whose? Who من هو؟
• كيف يختارون اذن؟
ــ من خلال زيارة ديوانيتهم، ومن خلال سماعهم بأسماء الاشخاص ورؤيتهم او لان الشخص الفلاني رشح هذا او ذاك.. فدائما تسمعين هذا الوزير محسوب على رئيس مجلس النواب، وهذا محسوب على وزير الداخلية، وذاك محسوب على الشيخ الفلاني.. اذن عملية الاختيار تمت وفقا للاعراف الطائفية او القبلية او بناء على حسابات وتوازنات سياسية، وبالتالي فلا يمكن للحكومة مهما كانت اهدافها نبيلة او تطلعاتها ممتازة ان تصل اليها لان الخلطة ليست منسجمة، فالرئيس الاميركي عندما يأتي للادارة لا يقول الحكومة الاميركية بل الادارة الاميركية، اي الادارة يكون فيها فريق عمل وعندما يأتي الرئيس يخرج كل موظفي الادارة السابقة ويحضر مدراءه معه لاربع سنوات يديرون البلد بطريقة تمثل افكار هذا الرئيس، اذا فكري اشتراكي ويُفرض علي وزير اقتصاد رأسمالي اذن سياستي الاشتراكية لن تمشي، يجب ان يختار رئيس الوزراء وزراءه وفقا لمخطط تنموي لديه، اما نحن ففي بلد متخلف رئيس الوزراء فيه مربوط بعشرات الحبال التي تقيد ارادته وتصرفاته، فمهما كانت تطلعاته فلن ينجح.
• أبوطارق.. لماذا تخاف الحكومة من الاستجواب وتتوتر؟ وهل بالفعل النواب لديهم ملفات سرية تكشف الفساد فتستفز الحكومة بها؟
ــ اليوم الوزراء يتعرضون للاستجواب ويواجهون احدى ثلاث حالات، اما انه غير قادر على الوقوف على المنصة والرد على المفوهين من اعضاء المجلس، وبالتالي ينسحب او يستقيل او يرضى بطلبات النواب ويخلص الموضوع، او وزير آخر عليه مماسك، فيعرف انه اذا صعد المنصة رح يسلخوه ويتبهدل، والوزير الآخر لا مماسك عليه، ولديه القدرة على صعود المنصة ولكن رئيس الحكومة لا يريد، وهذا مثال ما حصل مع السنعوسي او بدر الحميضي او اكثر من وزير لديهم كل الحجج والآراء التي تفند محاور الاستجواب، لكن كما قيل وحسب معلوماتي، غير المتأكد منها، أن رئيس الوزراء طلب من احد الوزراء عدم الصعود إلى المنصة.
• هذا يجعلنا نتساءل لماذا يرفض رئيس الوزراء صعود وزيره الذي يملك الحجة الى المنصة؟..
ــ لأنه ليس لدينا خطة كوزارة، وهل نتصدى للفساد ونمشي في الطريق المستقيم، والأهم لايوجد للحكومة حزب يمثلها، فستبقى الحكومة التي يرأسها شيخ داخل مجلس حكومة تلاعب على توازنات لبقائها في السلطة من جهة ولتمرير قوانينها من جهة اخرى ولتمرر الحكومة قوانينها فإنها تحتاج إلى الاغلبية من الاصوات ولتستمر الحكومة بهدوء وتنجح في محاور الاستجواب، تحتاج الى اغلبية، للتصويت على القوانين، وايضاً لتحافظ على وزرائها كي لا يستقيلوا، تحتاج الى اصوات المجلس، ولنقل خمسين صوتا زائدا واحدا، فالحكومة لا تستطيع الحصول على ذلك لان ليس لديها حزب، فنجد الجماعات الدينية التي تنتمي إلى حزب معين، ولها رأي وتفكير منسجم مع بعضها بخلاف الأحزاب الاخرى «كالشعبي والوطني»، لديهم قوة في البرلمان اكثر من عددهم بكثير.
• هذه الجماعات الدينية داخل المجلس الم تزرعها الحكومة منذ زمن بعيد؟
ــ انه تاريخ طويل في كيفية تقوية الحركة الاسلامية في الكويت، فهو نابع من حاجة الحكومة الى كتل كبيرة من الاصوات تقف معها دون سؤال، فالحكومة خلقت البعبع الذي يقف اليوم في وجهها، لتمرير مجموعة من القوانين فلم تجد غير مجاميع كاملة تمثل اتجاها دينيا تقف معها، لان هؤلاء ليس لديهم آراء حرة، ولا اختلاف في الرأي بل انسجام تام، فهم يتكلمون بلون واحد وبصوت واحد فيمكن ان يكسبوهم من خلال رئيسهم او مرشدهم الديني الذي يقول لهم صوتوا مع الحكومة في هذا الموضوع فتجدينهم يبصمون ويمشون.
• هل يقبضون ماديا مقابل ذلك؟
ــ هذا موضوع آخر، ان كانوا يقبضون من خلال حصولهم على مناصب لأبنائهم او حصولهم على موافقة لتراخيص لشركاتهم، فقضية الدفع قضية معقدة لا علاقة لنا بها، والناس لا يشتغلون ببلاش ولوجه الله، فالكل يشتغل ويستفيد، ان مشكلتنا في الكويت، تكمن في عدم وجود حكم صباحي، فالاسرة او الحكومة تحتاج الى حزب واضح، وما يحصل هو دخول رئيس الوزراء الي البرلمان ليس لديه اغلبية كاملة، فيضطر لشراء الاصوات والولاء بطريقة او بأخرى، فهذا الشراء يضع الحكومة في مآزق مهما ادعت انها حكومة اصلاحية فستفشل في ادعاءاتها لانها لا تملك الاسباب الكافية. فلماذا اقف مع الحكومة واؤيدها؟
اريد ثمن ذلك، بالتالي وجدنا الثمن في العلاج بالخارج، والثمن في القسائم الزراعية والثمن بدعم الاعلاف والثمن بالتنازلات المستمرة، فالموضوع في الكويت واضح جداً، وما يجعله سهلا على الحكومة الوفرة لمالية، ولو لم تكن هذه الوفرة موجودة لسمعنا وشفنا اموراً اخرى..