جمال
03-06-2008, 07:52 AM
كويتي بين طرقات الزمن والذاكرة.. من يريد أخذنا إلى عصور الظلام الحجرية؟
عبد الحميد عباس دشتي
annahar@annaharkw.com
ربما لا يعرف الكثير من الإخوة العرب، حجم المعاناة الانسانية التي تعرض لها الشعب الكويتي بسبب غزو صدام حسين لبلدهم، (وهو أمر أدى الى معاناة أكبر لفقراء العراق والمضطهدين من شعبه مرتين، مرة على يد الطاغية ومرة على يد الغزاة المجرمين) حتى ان بعض الأصدقاء في مصر وسورية ولبنان والأردن والمغرب العربي، لم يتقبلوا مني في مناسبات عدة، ما رويته لهم عن الممارسات الصدامية إبان الاحتلال الذي وقع على أهل الكويت وقوع الورود الى الجحيم.
أولاً: لأن ثماني سنوات من حرب العراق على ايران، كانت أكثر من برهان على حجم التضحيات الهائلة التي ضحى بها الكويتيون، حكاما ومحكومين من أجل صدام ومن أجل العراق وجيشه. وللأمانة التاريخية، لم يكن كل الكويتيين راضين أو مخدوعين بالأهداف الحقيقة لحرب صدام حسين على ايران.
وثانياً: لأن العراقيين، والكويتيين شعبان عربيان شقيقان على مر التاريخ، يجمعهم النسب والدم والمصاهرة والدين والقومية والتاريخ، فكيف لرجل أمن عراقي، أو لجندي عراقي، أن يطيع ديكتاتوراً مهما كانت سطوته، فيضطهد أهله واخوته وأبناءه، كما اضطهدنا الجيش الشعبي الصدامي والحرس الجمهوري والمخابرات الصدامية.
استذكرت كل ذلك يوم السادس والعشرين من فبراير، ذكرى تحرير الكويت من صدام، ذكرى أليمة رغم فرحتنا بها اليوم وفي حينها أليمة لأننا لن ننسى شهداء كانوا معنا ورحلوا، لأن بلدا شقيقا لنا غزانا ونهب ديارنا ويتم أولادا لنا وشرد مئات الآلاف منا، ولأي سبب ولخدمة من؟
ولو أنه بدل غزونا استدار الى الشقيقة سورية والأردن فأرسل جيشه الجرار يقاتل مع السوريين لتحرير الجولان ويقاتل مع الأردن لتحرير القدس، في تلك الحال هل كان الكويتيون سيتأخرون عن دعمه والبذل في سبيل تحرير القدس والجولان؟
ألم يكن من العار أن يحررنا الغرباء من الأشقاء؟ وهل لنا أي خيار في وجه اجرام صدام إلا ما حصل؟
استذكرت ذلك وأنا أتجول بسيارتي في طرقات الكويت التي لم تفتح عيناها بعد على نهار جديد. يوم عطلة وراحة وفرحة، وأول استرخاء في سرير بلا ازعاج التفكير في الوصول للعمل قبل الزحمة وفقدان المواعيد.
كنت في طريقي من الرميثية الى مقابر الشهداء، بعد أن صليت الفجر. بزغت الشمس، وأنارت طريقي، وأنارت معه ذاكرتي فاستعدت الذكريات .
تذكرت ذاك الشيخ الوقور الذي يملك ايمانا لا تزعزعه الجبال، وكان يملك عزيمة وجرأة لا يملكها عادة الحكام والأمراء.
تذكرت حاكما، يعرض على الناس شراكة في الحكم، هكذا بلا ضغط ولا مظاهرات ولا ثورات ولا قلاقل واضطرابات.
هكذا فعل فينا صاحب اليد البيضاء، المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه في مطلع الاستقلال، كنا حالة من بين حالات في المنطقة حيث لا دساتير ولا قوانين إلا قانون العشيرة والقبلية. الشيخ عبدالله السالم رحمه الله كان مختلفا، لأن الكويت كانت ومازالت مختلفة، أهلها أهل بحر وسفر، وأهل معرفة وتعارف واختلاط، لا تخلف ولا تنكر للآخر المختلف ولا كراهية ننشرها باسم الدين والأمير، بل محبة على محبة صنعت كويت اليوم والأمس .
أنشأ الأمير المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه، اللجنة التي وضعت الدستور، وسن القوانين، وحول امارته من مشيخة على الطريقة التقليدية، الى امارة ينتخب مشرعوها وأعضاء مجلس الأمة فيها من الناس (ولو كان هناك قصور بمنع النساء من التصويت) ويقر تعيين ولي عهد الأمير من أعضاء مجلس الأمة بناء على اقتراح الأمير، أي أن الأمير المقبل على الدوام يصل الى منصبه بناء على مبايعة شعبية بواسطة أعضاء منتخبين من الشعب .
وطبعا، كان هذا التطور في العام 1961 بالنسبة للدول المحيطة بالكويت، أمرا غير مقبول على الاطلاق . لهذا كانت المؤامرات والدسائس متواصلة منذ ذلك الوقت على الكويت وأهل الكويت (خصوصا عبر محاولات شق الشعب الكويتي الى طوائف وأنساب وأحلاف) على يد أرباب الدعوات والادعاءات الرجعية والتحجر في الداخل، وممارسة الانحلال في الخارج .
كان ذلك الزمن، زمن البيع والشراء بالكلمة، والتزويج بالوعد، والعشق بالقلب، والمحبة الساحرة الساخنة الجامعة بين الحضر والبدو وبين أهل البحر القلاليف، بين النواخذة والمتعلمين، بين التاجر والبحار والراعي والصناعي والموظف والعسكري.
كانت الكويت وقتها أرض التكافل والمودة والعطاء. لا أرملة جاعت ولا يتيم افتقر ولا بيت أقفل . أهل الخير في وقتها كانوا يموتون وتفتح وصاياهم، فترى الذي أوقف ماله بعده للعطاء وللبذل، وترى الذي يوصي بدل الثروة لأولاده بالنصيحة بأن يثبتوا على التصدق والصدق.
نعم، كانت الكويت مؤلفة من ثلاث محبات :
محبة الراعي لرعيته، ومحبة الرعية للحاكم، ومحبة الكويتي للكويتي مهما كان أصله ونسبه وجذعه .
مررت في يوم التحرير على كل تلك الذكريات، وتذكرت عند قبور الشهداء، الخوف والجوع والبغضاء التي أشاعها جيش صدام، نساؤنا هتكت، وأولادنا ضربوا وسجنوا وعذبوا، كدنا نموت من العطش والجوع، لولا المحبة التي عادت وقتها لتنقذ اهل الكويت الذين بقوا في الداخل، فألفوا اللجان الشعبية، وتقاسموا اللقمة وقطرة الماء، وأسعفنا حكامنا الأفاضل من المنفى بالمال والسلاح والذخيرة المعنوية.
ذخيرة معنوية كانت أرقاها يوم نادانا نحن الصامدون تحت الظلم الصدامي، شيخان جليلان وقوران الأول هو المغفور له الشيخ سالم صباح السالم الصباح، والثاني هو ولي العهد في ذلك الوقت، شفاه الله سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، يوم نادايانا من الخفجي عبر أثير الاذاعة الكويتية المؤقتة قائلين :
«يا أبناء الكويت، يا أبناء محمد وعلي، يا شيعة أهل البيت عليهم السلام بارك الله في مقاومتكم... إلخ».
كلمات من شيخين وقورين، لطالما خالفناهما في بعض الأمور واختلفنا معهما في الكثير من الأمور الأخرى، ولكن ضمن نبراس المحبة والولاء، فجاءت كلماتهما البسيطة المعبرة بلسما على جرح كل كويتي وكويتية ووقودا لمحركات المقاومة الوطنية الباسلة.
وما أحوجنا اليوم للبلسم الأميري يا سمو أمير البلاد وقائد العباد الحبيب بوناصر.
ما أحوجنا الى المحبة فيما بينك وبيننا، وكم اشتقنا لعادات أهل الكويت الأولين، الذين لا نشك في أنك يا سمو الأمير واحدا من رعيلهم الثاني الخالد ولكن.
رحمة بالكويت يا أمينا على الكويت وأهلها، رحمة بتاريخ الكويت، رحمة بأهل الخير في الكويت وأنتم منهم أيها العزيز الحبيب.
نصارحك لأنك الملجأ والسند في المصيبة، ومصيبة كل كويتي اليوم هي انتشار الآفات الكارثية التي لا يمحوها إلا جبار يحبه الكويتيون ويحبهم، جبار بالمحبة يوحد الكويتيين خلفه لضرب المفسدين، وانت لها يا بوناصر ونحن معك في نصرة الحق.
واليك الآفات التي تحتاج منك الى نظرة غضب، الى حركة فاعلة تقودنا بها والى قرارات صعبة سوف نتحملها معك، لأنك القائد وعلينا الطاعة والنصيحة:
* التكفيريون الذين ملكوا ساحات لم تكن لهم على مر التاريخ، وقد حصلوا عليها بفعل المساندة المشبوهة من الخارج والداخل، وبفعل استخدام بعض أهل الحكم للتكفيرية (دينية كانت أم طوائفية أم عنصرية مناطقية) لحماية أنفسهم ونفوذهم وفسادهم من القانون.
* بعض الصحافة المأجورة التي تعتدي على حرمات الناس بالباطل، وتتطاول على الكرامات وتثير النعرات وتبث الفتن دون وازع ولا ضمير، وبعضها أنت أعرف به يا سمو الأمير منا، لأنه طالك منه بعض الأذى. ولهذا يا بوناصر نحتاجك في هذه الملمة التي لا حل لها إلا بسيفك وعزمك، دون التعرض للحرية والديموقراطية ولكن... شتان بين الحرية وبين بث الاشاعات بأوامر خارجية وشتان بين صحافة من الكويت لأهل الكويت، وبين صحافة تبيع المقال بالكيلو والشيكل وبعملات أخرى غير الكويتية.
* بعض أفراد الأسرة الكريمة التي لا نعرف ولا نريد في الكويت إلا بعضاً منها حكاماً وأمراء لنا بالرضا والقسطاس، ولكن السكوت عن بعض أبنائها لم يعد جائزاً لأنه فعل اعتداء على شرف أسرة آل الصباح المبجلة، قبل أن يكون اعتداء على مال وكرامة ووجود شعب الكويت.
بعض أعضاء الأسرة يا سمو الأمير، يدسون الدسائس على الكويتيين بالقانون وان لم يستطيعوا فبالصحف المأجورة، وبعضهم الآخر يغطون حروباً تشنها صحف محسوبة على الكويت وهي والله شتيمة لأهل الكويت ولصحافة الكويت الحرة المحترمة.
أنتم يا سمو الأمير، أدرى وأعرف بمن نقصد، وان سمح وقتكم وبحكم الطاعة والاحترام والاخوة والمحبة، سيكون من دواعي سروري العظيم أن تسمعوا لنا شخصياً مما نشكي ويشتكي أهل الكويت.
عيدكم مبارك يا سمو أميرنا المبجل بوناصر. وعساك على القوة
http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=54546
عبد الحميد عباس دشتي
annahar@annaharkw.com
ربما لا يعرف الكثير من الإخوة العرب، حجم المعاناة الانسانية التي تعرض لها الشعب الكويتي بسبب غزو صدام حسين لبلدهم، (وهو أمر أدى الى معاناة أكبر لفقراء العراق والمضطهدين من شعبه مرتين، مرة على يد الطاغية ومرة على يد الغزاة المجرمين) حتى ان بعض الأصدقاء في مصر وسورية ولبنان والأردن والمغرب العربي، لم يتقبلوا مني في مناسبات عدة، ما رويته لهم عن الممارسات الصدامية إبان الاحتلال الذي وقع على أهل الكويت وقوع الورود الى الجحيم.
أولاً: لأن ثماني سنوات من حرب العراق على ايران، كانت أكثر من برهان على حجم التضحيات الهائلة التي ضحى بها الكويتيون، حكاما ومحكومين من أجل صدام ومن أجل العراق وجيشه. وللأمانة التاريخية، لم يكن كل الكويتيين راضين أو مخدوعين بالأهداف الحقيقة لحرب صدام حسين على ايران.
وثانياً: لأن العراقيين، والكويتيين شعبان عربيان شقيقان على مر التاريخ، يجمعهم النسب والدم والمصاهرة والدين والقومية والتاريخ، فكيف لرجل أمن عراقي، أو لجندي عراقي، أن يطيع ديكتاتوراً مهما كانت سطوته، فيضطهد أهله واخوته وأبناءه، كما اضطهدنا الجيش الشعبي الصدامي والحرس الجمهوري والمخابرات الصدامية.
استذكرت كل ذلك يوم السادس والعشرين من فبراير، ذكرى تحرير الكويت من صدام، ذكرى أليمة رغم فرحتنا بها اليوم وفي حينها أليمة لأننا لن ننسى شهداء كانوا معنا ورحلوا، لأن بلدا شقيقا لنا غزانا ونهب ديارنا ويتم أولادا لنا وشرد مئات الآلاف منا، ولأي سبب ولخدمة من؟
ولو أنه بدل غزونا استدار الى الشقيقة سورية والأردن فأرسل جيشه الجرار يقاتل مع السوريين لتحرير الجولان ويقاتل مع الأردن لتحرير القدس، في تلك الحال هل كان الكويتيون سيتأخرون عن دعمه والبذل في سبيل تحرير القدس والجولان؟
ألم يكن من العار أن يحررنا الغرباء من الأشقاء؟ وهل لنا أي خيار في وجه اجرام صدام إلا ما حصل؟
استذكرت ذلك وأنا أتجول بسيارتي في طرقات الكويت التي لم تفتح عيناها بعد على نهار جديد. يوم عطلة وراحة وفرحة، وأول استرخاء في سرير بلا ازعاج التفكير في الوصول للعمل قبل الزحمة وفقدان المواعيد.
كنت في طريقي من الرميثية الى مقابر الشهداء، بعد أن صليت الفجر. بزغت الشمس، وأنارت طريقي، وأنارت معه ذاكرتي فاستعدت الذكريات .
تذكرت ذاك الشيخ الوقور الذي يملك ايمانا لا تزعزعه الجبال، وكان يملك عزيمة وجرأة لا يملكها عادة الحكام والأمراء.
تذكرت حاكما، يعرض على الناس شراكة في الحكم، هكذا بلا ضغط ولا مظاهرات ولا ثورات ولا قلاقل واضطرابات.
هكذا فعل فينا صاحب اليد البيضاء، المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه في مطلع الاستقلال، كنا حالة من بين حالات في المنطقة حيث لا دساتير ولا قوانين إلا قانون العشيرة والقبلية. الشيخ عبدالله السالم رحمه الله كان مختلفا، لأن الكويت كانت ومازالت مختلفة، أهلها أهل بحر وسفر، وأهل معرفة وتعارف واختلاط، لا تخلف ولا تنكر للآخر المختلف ولا كراهية ننشرها باسم الدين والأمير، بل محبة على محبة صنعت كويت اليوم والأمس .
أنشأ الأمير المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه، اللجنة التي وضعت الدستور، وسن القوانين، وحول امارته من مشيخة على الطريقة التقليدية، الى امارة ينتخب مشرعوها وأعضاء مجلس الأمة فيها من الناس (ولو كان هناك قصور بمنع النساء من التصويت) ويقر تعيين ولي عهد الأمير من أعضاء مجلس الأمة بناء على اقتراح الأمير، أي أن الأمير المقبل على الدوام يصل الى منصبه بناء على مبايعة شعبية بواسطة أعضاء منتخبين من الشعب .
وطبعا، كان هذا التطور في العام 1961 بالنسبة للدول المحيطة بالكويت، أمرا غير مقبول على الاطلاق . لهذا كانت المؤامرات والدسائس متواصلة منذ ذلك الوقت على الكويت وأهل الكويت (خصوصا عبر محاولات شق الشعب الكويتي الى طوائف وأنساب وأحلاف) على يد أرباب الدعوات والادعاءات الرجعية والتحجر في الداخل، وممارسة الانحلال في الخارج .
كان ذلك الزمن، زمن البيع والشراء بالكلمة، والتزويج بالوعد، والعشق بالقلب، والمحبة الساحرة الساخنة الجامعة بين الحضر والبدو وبين أهل البحر القلاليف، بين النواخذة والمتعلمين، بين التاجر والبحار والراعي والصناعي والموظف والعسكري.
كانت الكويت وقتها أرض التكافل والمودة والعطاء. لا أرملة جاعت ولا يتيم افتقر ولا بيت أقفل . أهل الخير في وقتها كانوا يموتون وتفتح وصاياهم، فترى الذي أوقف ماله بعده للعطاء وللبذل، وترى الذي يوصي بدل الثروة لأولاده بالنصيحة بأن يثبتوا على التصدق والصدق.
نعم، كانت الكويت مؤلفة من ثلاث محبات :
محبة الراعي لرعيته، ومحبة الرعية للحاكم، ومحبة الكويتي للكويتي مهما كان أصله ونسبه وجذعه .
مررت في يوم التحرير على كل تلك الذكريات، وتذكرت عند قبور الشهداء، الخوف والجوع والبغضاء التي أشاعها جيش صدام، نساؤنا هتكت، وأولادنا ضربوا وسجنوا وعذبوا، كدنا نموت من العطش والجوع، لولا المحبة التي عادت وقتها لتنقذ اهل الكويت الذين بقوا في الداخل، فألفوا اللجان الشعبية، وتقاسموا اللقمة وقطرة الماء، وأسعفنا حكامنا الأفاضل من المنفى بالمال والسلاح والذخيرة المعنوية.
ذخيرة معنوية كانت أرقاها يوم نادانا نحن الصامدون تحت الظلم الصدامي، شيخان جليلان وقوران الأول هو المغفور له الشيخ سالم صباح السالم الصباح، والثاني هو ولي العهد في ذلك الوقت، شفاه الله سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، يوم نادايانا من الخفجي عبر أثير الاذاعة الكويتية المؤقتة قائلين :
«يا أبناء الكويت، يا أبناء محمد وعلي، يا شيعة أهل البيت عليهم السلام بارك الله في مقاومتكم... إلخ».
كلمات من شيخين وقورين، لطالما خالفناهما في بعض الأمور واختلفنا معهما في الكثير من الأمور الأخرى، ولكن ضمن نبراس المحبة والولاء، فجاءت كلماتهما البسيطة المعبرة بلسما على جرح كل كويتي وكويتية ووقودا لمحركات المقاومة الوطنية الباسلة.
وما أحوجنا اليوم للبلسم الأميري يا سمو أمير البلاد وقائد العباد الحبيب بوناصر.
ما أحوجنا الى المحبة فيما بينك وبيننا، وكم اشتقنا لعادات أهل الكويت الأولين، الذين لا نشك في أنك يا سمو الأمير واحدا من رعيلهم الثاني الخالد ولكن.
رحمة بالكويت يا أمينا على الكويت وأهلها، رحمة بتاريخ الكويت، رحمة بأهل الخير في الكويت وأنتم منهم أيها العزيز الحبيب.
نصارحك لأنك الملجأ والسند في المصيبة، ومصيبة كل كويتي اليوم هي انتشار الآفات الكارثية التي لا يمحوها إلا جبار يحبه الكويتيون ويحبهم، جبار بالمحبة يوحد الكويتيين خلفه لضرب المفسدين، وانت لها يا بوناصر ونحن معك في نصرة الحق.
واليك الآفات التي تحتاج منك الى نظرة غضب، الى حركة فاعلة تقودنا بها والى قرارات صعبة سوف نتحملها معك، لأنك القائد وعلينا الطاعة والنصيحة:
* التكفيريون الذين ملكوا ساحات لم تكن لهم على مر التاريخ، وقد حصلوا عليها بفعل المساندة المشبوهة من الخارج والداخل، وبفعل استخدام بعض أهل الحكم للتكفيرية (دينية كانت أم طوائفية أم عنصرية مناطقية) لحماية أنفسهم ونفوذهم وفسادهم من القانون.
* بعض الصحافة المأجورة التي تعتدي على حرمات الناس بالباطل، وتتطاول على الكرامات وتثير النعرات وتبث الفتن دون وازع ولا ضمير، وبعضها أنت أعرف به يا سمو الأمير منا، لأنه طالك منه بعض الأذى. ولهذا يا بوناصر نحتاجك في هذه الملمة التي لا حل لها إلا بسيفك وعزمك، دون التعرض للحرية والديموقراطية ولكن... شتان بين الحرية وبين بث الاشاعات بأوامر خارجية وشتان بين صحافة من الكويت لأهل الكويت، وبين صحافة تبيع المقال بالكيلو والشيكل وبعملات أخرى غير الكويتية.
* بعض أفراد الأسرة الكريمة التي لا نعرف ولا نريد في الكويت إلا بعضاً منها حكاماً وأمراء لنا بالرضا والقسطاس، ولكن السكوت عن بعض أبنائها لم يعد جائزاً لأنه فعل اعتداء على شرف أسرة آل الصباح المبجلة، قبل أن يكون اعتداء على مال وكرامة ووجود شعب الكويت.
بعض أعضاء الأسرة يا سمو الأمير، يدسون الدسائس على الكويتيين بالقانون وان لم يستطيعوا فبالصحف المأجورة، وبعضهم الآخر يغطون حروباً تشنها صحف محسوبة على الكويت وهي والله شتيمة لأهل الكويت ولصحافة الكويت الحرة المحترمة.
أنتم يا سمو الأمير، أدرى وأعرف بمن نقصد، وان سمح وقتكم وبحكم الطاعة والاحترام والاخوة والمحبة، سيكون من دواعي سروري العظيم أن تسمعوا لنا شخصياً مما نشكي ويشتكي أهل الكويت.
عيدكم مبارك يا سمو أميرنا المبجل بوناصر. وعساك على القوة
http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=54546