المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خلدون النقيب لـ »السياسة«: خطأ جسيم أن نضع كل بيضنا في سلة الأميركيين طلباً للحماية



لمياء
03-02-2008, 01:41 AM
دعا لتنظيم العمل الحزبي وقال: ليكن للأسرة حزب سياسي يمثلها ويشكل الحكومة إن فاز في الانتخابات



أطراف متنفذة في الأسرة والبرلمان تحاول إفراغ الحياة الدستورية من محتواها

ناصر المحمد صدره رحب لكن اختياره للوزراء أحياناً غير موفق والدليل تعيين وزيرة للتربية هي طرف في الصراع داخل الوزارة

القبلية والطائفية تحميان الفساد وتدمران المجتمع والخلافات داخل الأسرة مصلحية لا أيديولوجية

كتاب الأعمدة في صحفنا يطالبون بمزيد من الحماية الأميركية ولن أستغرب إن طالبوا بتدخل الولايات المتحدة ضد عدنان ولاري

الحكومات في دولنا الخليجية لاتثق في بعضها البعض
الكويت تفتقد الرؤى الستراتيجية بعيدة المدى... وهذه نقطة ضعفنا

سياسات حكوماتنا عشوائية... إنهم يستغلون حاجتنا لزيادة الرواتب ويحاولون تربيتنا وكأنهم يتصدقون علينا
جماعتنا جعلوا من »الناتو« حلفاً لإصلاح ذات البين بين الأزواج وكأنه جمعية خيرية في الكويت


ماذا سيفعل البنك الدولي لحكومتنا وقد تسبب في إفلاس كل الدول التي استعانت به?

»فتح« جماعة مصلحية وحرامية فقد سرقوا موارد الفلسطينيين... و»حماس» حركة ساذجة

كلام فاضي القول بأن تعامل قطر مع إسرائيل من فوق الطاولة شجاعة

لا أستبعد وضع لبنان تحت الوصاية الدولية في ظل تيار متهور ومستسلم مثل »المستقبل«

مؤتمرات دول الجوار للعراق الآن تضم الدنمارك واليابان وبولندا ورومانيا وأوكرانيا... شر البلية ما يضحك!
»دارفور« أزمة خلقها الترابي والبشير ومولها القذافي لعمل فيلق إسلامي ينشر الإسلام!


أجرى الحوار - فوزي محمد عويس:

أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الكويت الدكتور خلدون النقيب أن القبلية والطائفية تحميان الفساد الذي استشرى في المجتمع وقال في حوار شامل مع »السياسة« إن إشهار الأحزاب لن يقضي على هذين الداءين ولكنه سينظم عملية تداول السلطة, مشيراً إلى أن الأسرة الحاكمة يمكن أن يكون لها حزب سياسي حال تنظيم العمل الحزبي ويقوم هذا الحزب بتشكيل الحكومة إن فاز في الانتخابات شريطة عدم الجمع من قبل أعضاء هذا الحزب بين السياسة والتجارة.
ونوه الدكتور النقيب إلى أن هناك أطرافاً متنفذة في الأسرة والبرلمان تحاول إفراغ الحياة الدستورية من محتواها, وانتقد في حديثه سياسة الحكومات المتعاقبة المتسمة بالعشوائية والارتباك ودلل على ما ذهب إليه بلجوء الحكومة إلى البنك الدولي لدراسة موضوع زيادة الرواتب وقال إن كل الدول التي استعانت بهذا البنك أفلست.

واستغرب الدكتور خلدون الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة الأميركية ووضع البيض كله في سلتها, مؤكداً أن هذا خطأ جسيم, وقال إن الحكومات في دول الخليج لا تثق في بعضها البعض وهذا ما حال دون وجود اتفاقية أمن جماعية وانتقد كتاب الأعمدة في صحفنا الذين يطالبون بمزيد من الحماية الأميركية وقال إنه لن يستغرب إن طالبوا الولايات المتحدة بالتدخل ضد النائبين عدنان عبدالصمد وأحمد لاري على خلفية مشاركتهما في تأبين عماد مغنية, كما قال إن جماعتنا جعلوا من حلف الناتو جمعية خيرية يمكن أن يتدخل في إصلاح ذات البين بين الأزواج في الكويت.
وعن إيران قال إن غطرستها مع دول الخليج ناتجة عن ارتماء العرب في أحضان الأميركيين, مستبعداً أن يكون حكام طهران يعملون على إثارة النعرات في دول الخليج ذلك لكونهم كما قال قد نضجوا سياسياً وتعجب من أن تكون الدنمارك واليابان وبولندا ورومانيا وأوكرانيا دولاً مجاورة للعراق وذلك في مؤتمرات دول جواره وسخر من ذلك بالقول: »شر البلية ما يضحك«, وخاض في الشأن اللبناني فلم يستبعد أن يوضع لبنان تحت الوصاية الدولية في ظل تيار المستقبل الذي وصفه بالتيار المتهور والمستسلم, وطالب بضم إيران والعراق إلى مجلس التعاون الخليجي لكي يفقد خصوصيته, واعتبر أن تعامل قطر مع إسرائيل من فوق الطاولة ليس شجاعة وإنما كلام فاضي, وقال إن قطر وسلطنة عمان تتعاملان مع إسرائيل انطلاقاً من روح المنافسة مع السعودية, واعتبر أن جماعة »فتح« حرامية وسرقت الفلسطينيين ووصف حركة »حماس« بالسذاجة.
وفيما يلي حصاد الحوار مع الدكتور خلدون النقيب: لماذا برأيك الهدوء على الساحة السياسية في مجتمعنا استثناء والعاصفة هي القاعدة?
هذا الجو العاصف سياسيا او التأزيم السياسي له اسباب عديدة منها ما هو ذو صلة بطبيعة العملية السياسية والتجاذبات داخل المجتمع وهذا جانب من دينامية المجتمع وهناك مظاهر مختلفة لهذه التأزيم منها مثلا مسألة الاستجوابات في مجلس الامة التي يعتقد الكثيرون انها كثيرة و..
وألا تعتقد شخصيا ان الاستجوابات فعلا كثيرة?
لا أعتقد أنها كثيرة لأن هناك فسادا في المجتمع الحكومة وجهازها التنفيذي غير جادين في معالجته, كذلك فمن أسباب التأزيم سوء اختيار القادة الإداريين من وزراء ووكلاء فعلى سبيل الثال تعيين وزيرة للتربية هي طرف في الصراع في الوزارة.

ظاهرة
وهل هو اجراء خاطئ تعيين وزيرة من الجسم التربوي في الوزارة?
بصرف النظر عن شخص الوزيرة كان هذا خطأ ولعل افضل ثلاثة وزراء للتربية كانوا يوسف الابراهيم والدكتور حسن الابراهيم والدكتور احمد الربعي لكنهم حوربوا ليس فقط في مجلس الامة بل من داخل بيروقراطية وزارة التربية وبشكل علني, الشيء الآخر هو ان هذا الفساد استشرى ودخلت فيه القبلية والطائفية, وهذه ظاهرة جذورها ممتدة في نسيج المجتمع ولا شك ان كل فئات المجتمع معنية بمعالجة هذه الظاهرة.
أراك تلقي باللوم أكثر على الحكومة دون البرلمان.
لقد قلت ان الفساد تغلغل في نسيج المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني من نقابات وجمعيات نفع عام بدأت تتشكل حسب القواسم القبلية والطائفية وهذه القبلية والطائفية حامية للفساد.
اذا كان هذا سبب الخلل فهل هو عدل برأيك تحميل الاسرة مسؤولية هذا الخلل كما يقول بذلك البعض?
لست مطلعا على الخلافات داخل الاسرة, لكن اذا ما كانت هناك خلافات فبلا شك سينعكس هذا على اداء الحكومة, ويبدو ان هناك خلافات داخل الاسرة فعلا, لكنها خلافات مصلحية لا أيديولوجية.
إذن المفروض ألا تلقي بظلالها?
المفروض.

لائحة وقانون
لكنك قلت من قبل ان عدم تعاون الحكومة مع المؤسسة التشريعية سببه انعدام قناعة أطراف في الأسرة بالنظام الدستوري البرلماني?
هذا صحيح ومايزال هذا الوضع قائما وهناك محاولات مستمرة لتفريغ الدستور والحياة الدستورية من محتواها الحقيقي.
من أين تحديدا?
من داخل الاسرة ومن البرلمان ايضا وهم متنفذون ولهذا نجد مثلا قانونا ما يصدر ويكون جيدا لكن عندما توضع له اللائحة التنفيذية فإن هذه اللائحة تفرغ هذا القانون من محتواه الديمقراطي والدستوري.
هذا يعني ان الديمقراطية لاتزال في صراع مع القبلية في الكويت?
من دون شك.

ديكتاتورية
هذا الصراع بين الديمقراطية والقبلية في حجمه الطبيعي ام يأخذ منحى أخطر?
بل يأخذ الآن منحى أخطر من السابق, فالكل يتكلم عن ضرورة احترام الرأي الآخر لكن عندما يظهر هذا الرأي الآخر يضيق به وليس هذا فقط بل يبدأ التفكير بأمن الدولة وبسحب الجنسية وبكل التهم التي تخطر على البال, وهنا أريد أن أتحدث عما يثار بشأن موضوع حزب الله, ولا أعلم من هم اعضاؤه, لكن أغلب المتحدثين في هذا الموضوع يغيب عنهم ان الرأي الآخر المطالب بمقاونة الهيمنة الأجنبية بصرف النظر عن من هو عماد مغنية او من هو حزب الله يبقى غير مقبول بل هناك إلغاء له وباعتبار اصحابه مجرمين ومخلين بالوحدة الوطنية, مثال آخر على ما اقول فقد طالعت قبل مدة اعلانا في اغلب الصحف على صفحة كاملة عن قبيلة تعقد مؤتمرا تحت غطاء منتدى للشعر وهو على ما يبدو تحضير لحملة انتخابية هدفه اختيار الجهة التي تريد ان تتحالف مع هذه القبيلة, وهذا مؤشر على ان الانتخابات المقبلة وفق الدوائر الخمس ستبنى على التحالفات, وعلى صفحة اخرى بنفس العدد قرأت عن حفل تأبين مغنية يتحدث فيها اصحاب حصانة برلمانية لكن التهم التي تكال لهم لا علاقة لها بالديمقراطية والاغلبية تريد ان تمارس ديكتاتورية على الاقلية, ايضا في العدد نفسه قرأت عن قائمة فازت بإدارة نقابة من النقابات تشكر القبيلة التي ساندتها رغم ان هذا عمل مهني, وهذا كله يدل على ان عنصري القبلية والطائفية السلبيين يشكلان المجتمع المدني ويتسببان في الفساد الذي قلت انه استشرى في نسيج المجتمع.
اذن الى اين نحن في ظل سيطرة القبلية والطائفية?
أعتقد ان الوقت مناسب لعقد مؤتمر وطني أو حملة وطنية يشارك فيها الجميع بهدف القبول بالرأي الآخر, فإذا كان هناك قبول بالهيمنة فلابد من القبول ايضا بالمقاومة,فالإصلاح ليس اقتصاديا او سياسيا, انما تربوي ايضا, وانظر الى بيروقراطية وزارة التربية انها تأتي بشركات أجنبية وتخولها بالإصلاح التربوي, وهذه الشركات تذهب الى المسؤولين والمدرسين والمربين وتسألهم عن آرائهم وأولوياتهم, فما فائدتها إذن? وانظر الى قضية زيادة الرواتب التي اتسمت بفوضى مستفحلة الى درجة ان الحكومة تأتي بالبنك الدولي لدراسة زيادة الرواتب رغم ان رأي البنك معروف فقد سبق وقدم توصية للحكومة وطالب بتسريح نصف موظفي القطاع العام, ذلك لأن البنك لا يؤمن بالقطاع العام بل يؤمن بالخصخصة الراديكالية وليس من اختصاص البنك زيادة الرواتب فقد جيء به لتقييم أداء جهات الخدمة المدنية رغم انه أسوأ جهة يمكن ان تقوم بهكذا مهمة.
الحالة الحزبية ألا يمكن ان تأخذنا الى حال افضل ام ان القبلية والطائفية ستبقيان في ظل الأحزاب?
العنصر المدمر هو ان القبلية والطائفية هي عقلية عامة ومادامت هذه العقلية موجودة فستكيف كل ما ينشأ من تنظيمات داخل المجتمع حسب هذه العقلية.

حزب للأسرة
هل تنصح بالأحزاب أم لا?
الأحزاب أمر مفروغ منه ولا خيار فيه.
كيف وأنت تقول انها لن تقضي لا على القبلية ولا على الطائفية?
الاحزاب ستنظم عملية تداول السلطة وهذا هو العنصر المهم, فالحكومة لا تتشكل بثلاثة من التجار ومثلمهم من الطبقة الوسطى وواحد عازمي وواحد شيعي
بل تتشكل بمن يملك الأغلبية في البرلمان جيدا كان ام سيئا المهم ان تتم عملية تداول السلطة ولا يمنع من ان يكون للاسرة حزبا سياسيا يمثلها ولا يمنع من ان يشكل هذا الحزب الحكومة.
الا يمكن ان يحدث خلل في المجتمع لو أصبح للاسرة حزب سياسي?
الخلل يحدث ان مزجت السياسة بالتجارة فهذا مصدر الخلل الاساسي فأفراد الاسرة كونهم مواطنون يمارسون نشاطهم السياسي من احسن ما يكون لكن بشرط الا يعطيهم هذا امتيازا سياسيا فالأفضلية في العمل التجاري هي بسبب انتمائهم.
بالعكس من ذلك فأفراد الاسرة مهضومة حقوقهم السياسية في التصويت والترشيح للانتخابات البرلمانية?
هناك حكمة من عدم مشاركتهم في العملية الانتخابية وهي الا تتأثر هيبة ومكانة الاسرة.

معارضة بالقطعة
وهذه الهيبة وتلك المكانة الا يمكن ان تتأثر لو بات للاسرة حزب سياسي له الكثير من الاحزاب المنافسة?
لا فأن يكون لها حزب لا بأس لكن على ان يمتنع افراده عن ممارسة اي نشاط تجاري اي لا يعطيهم هذا الامتياز السياسي افضلية في العمل التجاري ففصل السياسة عن التجارة هو المبدأ الذي تأسس عليه النظام الدستوري في الكويت ولم يلتزم به اعتبارا من العام 1965 اي بعد عامين من بداية الحياة الدستورية.
من طروحات حركة »حدس« حال اشهار الاحزاب ان يكون من حق سمو الامير تكليف من يراه لتشكيل الحكومة سواء من داخل الاسرة او من خارجها دون التقيد بالاختيار من الحزب الفائز فما رأيك?
هذا ممكن ان اصبح عندنا معارضة منظمة وارتضي وجودها الى جانب تداول السلطة.
بمعنى?
بمعنى الا تكون المعارضة بالقطعة فتوالي الحكومة عندما تعطيك مكسبا وتعارضها عندما تحرمك من هذا المكسب.

لمياء
03-02-2008, 01:41 AM
منصب طارد
عامان مرا واجه خلالهما سمو رئيس الحكومة انتقادات وهجوما حادا فهل تعتقد ان هذا الانتقاد والهجوم لن يزيد ويزيد ان ما تولى الحكومة رئيس من خارج الاسرة?
من دون شك ستكون هناك انتقادات وهذه طبيعة الحياة السياسية فالانتقادات ليست موجهة لشخص سمو رئيس الحكومة بل لطريقة ادارة المجتمع.
الا تعتقد ان سمو الشيخ ناصر المحمد تحمل من الانتقادات ما يفوق طاقة البشر وكان صدره رحبا الى حد كبير جدا?
من دون شك صدره رحب لكن اختياره للوزراء لم يكن موفقا احيانا وربما اتحيز لبعض الوزراء لانهم اصدقائي لكن هناك وزراء آخرين في الكويت كفاءات افضل منهم ولم يستغلوا.
لاحظ ان المنصب الوزاري في الكويت بات طاردا?
طبعا من دون شك في الوضع الحالي.
اذن مهمة اختيار الوزراء اصبحت ثقيلة?
اذا انتظمت الحياة الحزبية في الكويت فسيخفف هذا من الاعباء على رئيس الحكومة.
قلت أنك لا ترى أن الاستجوابات كثيرة فما رأيك في اقتران معظم هذه الاستجوابات بطلبات طرح الثقة ربما قبل مناقشة الاستجواب اصلا?
هذا بسبب جسامة المخالفات واحيانا تكون هناك طلبات مقدمة للتحقيق او لتقصي الحقائق اما ان تكون هناك مطالبة بالتخفيف من الاستجوابات فهذا ان حدث فستتراكم القضايا وسيكون اي استجواب قادم مقرونا بطرح الثقة بينما اذا كانت الاستجوابات منتظمة ومقصدها الرقابة الدستورية فليس بالضرورة ان تنتهي الى طرح الثقة.

أزمة خطيرة
الى اي مدى ترى بأن النواب والوزراء مستوعبون للمخاطر الاقليمية والدولية التي تهدد الكويت?
وهذه نقطة الضعف الاساسية ولا ادري ان كانت امورا سرية لكن في العلن ليست لنا رؤية ستراتيجية بعيدة المدى وهذا هو السبب الذي يوقعنا في تخبط فمثلا ليست لنا سياسة بعيدة المدى على صعيدالوضع في العراق وما سيترتب عليه اقليميا ولا تجاه ايران والصراع بينها وبين الولايات المتحدة الاميركية ولا ازاء الوضع في الاراضي العربية المحتلة او في لبنان او في السودان حيث ازمة دارفور الخطيرة التي خلقها قادة عرب فالفلسطينيون تركوا لمفردهم وكذلك اللبنانيون.
تقول ان أزمة دارفور خلقها قادة عرب?
نعم من حسن الترابي الى البشير الذين خلقوا ميلشيا جانجويد وكانوا يريدون عمل فيلق اسلامي ينشر الاسلام, بالاضافة الى القذافي فهو احد الممولين, نحن نتكلم عن دول الجوار بينما لا سياسة واضحة على المدى البعيد عندنا لما يحدث في الهند التي تسعى اميركا لجرها الى تعاون ستراتيجي مع اسرائيل لسد الفراغ الذي خلقته ايران في الطوق المحكم حول الدول العربية ولا يجب ان ننسى انه ومنذ عام 1955 اي منذ حلف بغداد والهدف تطويق الدول العربية ومشاغلتها.

حرامية فتح
وهل اسرائيل لم تدخل المنطقة حتى الآن بالفعل ولاسيما الى العراق ولو بغطاء اميركي?
في العراق وفي بعض دول الخليج وفي الدول المحيطة ومصر والاردن الآن شركاء لاسرائيل في سياستها حتى في غزة وقد شاركنا كما شاركت كل الدول العربية في مساعدة الولايات المتحدة الاميركية في غزوها للعراق.
تقصد ان العرب دمروا انفسهم بأنفسهم?
بالضبط والسبب فقدان التنسيق الذي هو مع الاسف دور الجامعة العربية وانظر الى المبادرة العربية تجاه بيروت تجدها تمنح اسرائيل السلام بينما اسرائيل عندها السلام والارض فلماذا تتخلى عن الارض الفلسطينية او تنشئ دولة فلسطينية? ليست هناك ادوات ضغط فقد تخلت فتح وابومازن عن ادوات الضغط كما ان التصرف الساذج لحماس جعل الصراع ثنائيا بينها وبين فتح بينما كان المفروض ان تجعل هناك جبهة مضادة لفتح وحرامية فتح »واكرر حرامية فتح« من دحلان والرجوب وغيرهم فمن يستطيع التعاون مع هؤلاء?
سرقوا من?
سرقوا موارد الفلسطينيين وكونوا ثروات وآخرهم اولاد ابومازن وغيره ففتح جماعة مصلحية يريدون دولة بأي ثمن حتى ينتفعوا من ورائها.

سلة واحدة
منذ سنوات قليلة قلت ان الكويت مندفعة باتجاه اميركا وان استمرت هذه الحالة فسوف نفقد اي ثقل اقليمي لها فكيف ترى الصورة الآن?
/ الكويت الآن تفقد أي ثقل اقليمي ولم يعد لها قدرة على الضغط على اميركا فقد تم وضع البيض كله في السلة الاميركية متصورين ان هذا هو الطريق الصحيح ما دام هناك من يحميهم, لكن اذا كانت اميركا لها مصالحها فهل سياستنا نحن مبنية على مصالحنا كما السياسة الاميركية? ان كتاب الاعمدة في الصحف الكويتية يطالبون بالحماية الاميركية اكثر مما هو الآن ولربما يطالبون ان تتدخل اميركا ضد عدنان عبدالصمد ولاري او لربما يطلبون هذا من حلف الناتو الذي جعلوا منه وكأنه جمعية خيرية يمكن ان تتدخل في اصلاح ذات البين بين الازواج في الكويت! الى هذه الدرجة!? يعني الان دول الخليج لم يبق لها الا ان تتعاون مع حلف الناتو في الامور الاقتصادية والثقافية والفنية فمنذ متى كان هذا الحلف مهتما بهذه الامور?!
تقصد انه حلف عسكري في المقام الاول?
/ وأساسا هو حلف للعدوان على الآخرين والآن هو في افغانستان في مهمة لا علاقة لها بالامم المتحدة فماذا يريد غير الحل العسكري في افغانستان? وهل قدم حلا سياسيا للصراع هناك?

عدم ثقة
وهل كان للكويت ثقل على اميركا من قبل حتى تقول انها فقدت هذا الثقل?
/ دول الخليج مجتمعة كان لها ثقل من خلال مواردها المالية وقد انهار او اختفى هذا الثقل بتوقيع الاتفاقات الامنية الثنائية.
وهل كان هناك من بديل?
/ الاميركيون اصروا على توقيع الاتفاقات الثنائية وضربوا على وتر حساس في كل الحكومات في دول الخليج لان هذه الحكومات لا تثق في بعضها البعض وهذا ظهر من خلال كل المشاريع الوحدوية في مجلس التعاون مثل العملة او التعرفة الجمركية او درع الجزيرة وغير ذلك.
اعود فأسأل: وهل كان هناك من بديل عن الاتفاقات الامنية بعد ان احتلت الكويت من بلد عربي? وماذا كان بديلك كمواطن?
/ اتفاقية امن جماعي مبنية على مصالح دول المنطقة وليس فقط على مصلحة الولايات المتحدة الاميركية فدول المنطقة لا مصلحة لها في تأجيج الصراع الاميركي مع ايران ولا تريد تأزيم الوضع في الاراضي المحتلة ودول المنطقة من مصلحتها حماية حركات المقاومة سواء حماس او حزب الله.

سياسة الترضية
وان تعذر هذا الاتفاق الجماعي هل كان امام الكويت من بديل سوى توقيع الاتفاقات الثنائية لحماية الارض والشعب?
/ لم يكن هناك تصور او هدف ستراتيجي معلن في دول الخليج من خلال مجلس التعاون لتوقيع اتفاقية امن جماعي ولو كان هناك توجه والكويت مانعت آنذاك عندها يمكن التماس العذر.
ماذا قصدت من قولك بأن الحكام يستغلون جشعنا ومطالبنا لاسكاتنا?
/ اقصد سياسات الترضية في كل دول المنطقة ففي الكويت الان ليست هناك ستراتيجية ادارية او مالية او عسكرية فالرواتب مثلاً هناك نص قانوني ملزم باعادة النظر فيها كل من ثلاث الى خمس سنوات وفق غلاء المعيشة وهذا لم يحدث وعندما زاد الدخل كان التفكير في زيادتها وكأنها منحة بينما هي قانون, مثال آخر: هل تعجز دولة كالكويت عن توفير الكهرباء لمواطنيها? انه تقصير, تريدون منع اختلاط وتخصيصاً نعطيكم انها سياسات عشوائية ومرتبكة, انهم يستغلون اننا بحاجة الى زيادة الرواتب ويحاولون ان يربوننا وكأنهم متصدقين.
بم تفسر حالة الاندفاع القطري تجاه التعامل مع اسرائيل وهل هو انسجام مع الواقع أم تجاوز على الامر الواقع?
/ ليست قطر بمفردها.

كلام فاضي
ان كنت تقصد مصر والاردن فهناك علاقات ديبلوماسية تفسر الامر لكن الامر بالنسبة لقطر مختلف?
اتكلم عن سلطنة عمان?
/ لكن قطر هي الأكثر وضوحاً في علاقتها مع الاسرائيليين?
/ الأكثر وضوحاً لأن القطريين يعتقدون ان التعامل على الطاولة افضل من التعاون من تحتها.
وهذه سياسة صحيحة?
/ لا ... لا أبداً فهم يتصورون ان هذه شجاعة وصراحة.
وأليست كذلك?
/ لا كلام فاضي فأي تعامل مع اسرائيل مدان.
لماذا وقد باتت دولة معترفاً بها?
/ لكنها دولة عدو وتمارس سياسات عدوانية بشعة جداً في غزة والضفة الغربية.
ونحن لم نستطع مجابهتها?
/ اسرائيل تتعامل مع حالة الضعف العربي بهذه الطريقة انها لا تكافئ الضعيف بل تتعامل مع القوي..
قلت أنك تتحدث عن سلطنة عمان ولم تكمل?
/ سلطنة عمان وقطر رسمان سياستهما على أساس المنافسة مع المملكة العربية السعودية.

أجور حماية
هل من خشية مستقبلية على دول الخليج من استمرار هكذا هيمنة اميركية كما تقول?
/ بدون شك على المدى البعيد فالغرب يرسم سياساته على مبدأ من هو الصديق ومن هو العدو وعلى العرب ان يطبقوا نفس المبدأ لكي يحافظوا على مصالحهم, الامر الاخر علينا ان نرسم سياسات مستقلة حتى ولو كان ذلك بالمقاومة التي ليس شرطاً ان تكون بالسلاح فهناك مقاومة سلمية سياسية واجتماعية واقتصادية وهذا ما تمارسه دول اميركا الجنوبية وهي »بنت العم الفقير للغرب« وأود القول إن كل الدول التي استمعت لصندوق النقد الدولي وللبنك الدولي أفلست مثل الارجنتين وتركيا وباكستان ونحن نريد تكتلات لادامة الهيمنة على الغرب اذ لماذا نتصور اننا بحاجة الى التخلي عن مصالحنا في سبيل مصالح الغرب حتى ندفع اجور حماية? ولماذا لا نفكر في استثمار اجور الحماية في تقوية مواردنا وليس بالضرورة ان نبني جيوشاً عملاقة لكن بالضرورة ان يكون عندنا موقع ستراتيجي نمارس من خلاله هيمنة ونفوذا من خلال مواردنا.
ألاحظ انك تستخدم مصطلح »نحن« فأين هو فريق »نحن« فاللعب لم يعد جماعيا وكل لاعب من فريق طامع في الآخر وكل يريد ان يحتل الآخر?
نحن نتكلم من حيث المبدأ عن الشعوب لا عن الحكام الذين اعتقد اننا فقدنا الامل في ان ينسقوا مع بعضهم البعض وآمل ان تستطيع الشعوب ان تؤثر في القرار السياسي.
هل نحن في حاجة الى حكام جدد في بلادنا?
انظر حولك في العالم كله, فلن تجد حكاماً بقوا على رأس الحكم منذ سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1988 الا في بلادنا فنحن نطالب بأن يأتي جيل جديد من »طويلي العمر« يكونوا أفضل.

خصوصية لا نريدها
أسألك عن ايران وعن سبب عزفها عن الحوار مع دول الخليج?
بالعكس.
أي عكس وهناك من يقول ان غطرسة ايرانية على صعيد التعامل مع دول الخليج?
هناك من يقولون بهذه الغطرسة وبالعنصرية الايرانية والتعصب المذهبي, لكن هناك رأي آخر أميل له يقول أصحابه أن هذه الغطرسة الايرانية هل ردة فعل على ارتماء العرب في أحضان الأميركيين وكان في الامكان من البداية استيعاب ايران وادخالها في منظومة مجلس التعاون الخليجي كما كان ينبغي ادخال العراق واليمن ايضا.
لو تم هذا فسوف يفقد المجلس خصوصيته?
نريده ان يفقد خصوصيته فنحن نتحدث عن تكتل اقليمي ومن الأفضل ان نختلف مع ايران داخل مجلس التعاون لا خارجه.
في عام 2002 قلت ان اميركا جادة في ضرب العراق, لكن ليس لذلك علاقة بأمن الخليج, فهل يمكن القول بأنها جادة الآن في توجيه ضربة عسكرية لايران?
الولايات المتحدة الاميركية تريد ان تضرب ايران لهدف اضعاف نظام الملالي والاتيان بالاصلاحيين مرة اخرى الى الحكم لجعل ايران كما كانت شرطياً للخليج, لكنها لا تريد اضعاف ايران بهذه الضربة التي تريدها.
لماذا وهل لأنها أداة ضغط لها على العرب?
بالضبط ومن هنا يأتي ترددها وهي بطبيعة الحال يمكنها استخدام اسرائيل او تركيا لاضعاف ايران لكن اميركا لا تريد ان تجعل من طهران قوة معادية لها على المدى البعيد.
من هم الاصلاحيون الذين تريد أميركا اعادتهم الى الحكم?
الاصلاحيون العلمانيون من خارج المؤسسة الدينية فهي لا تريد خاتمي ومن على شاكلته.

سياسة غربية
هل من الممكن ان تعمل أميركا لهدف ثورة شباب تطيح بنظام الملالي?
سياسة اميركا المرتبكة جاءت بأحمدي نجاد الذي وصل بأصوات الشباب واستمرار عداء اميركا لايران سيغذي تيارات منها تيار نجاد.
هناك من يراهن على تحريك الخلافات القومية غير الفارسية في ايران مثل العرب والبلوش والتركمان والكرد والاذريين واللور وهو الأمر الذي يحذر منه رفسنجاني فهل هذا ممكن?
هذا ممكن وهي سياسة غربية معلنة وي تريد ان تؤلف القوميات الاخرى في ايران وهذا ليس بسر.
هل تعتقد بصحة التقارير التي خرجت تشير الى ان ايران تحاول اثارة النعرات الطائفية في دول الخليج?
ربما كان هذا صحيحاً في السنوات الاولى للثورة الايرانية حيث كان هاجس تصدير الثورة لكن الذين يحكمون ايران الان بلغوا من النضج السياسي ما يجعلهم يخططون على المدى البعيد ويعملون على كسب العرب سنة وشيعة وخصوصا الشباب لهدف معاداة الغرب.

حتى ولو
كيف يكسبون العرب في ظل سياستهم النووية الحالية?
كل اللعبة السياسية ظهرت فدول المنطقة الان تريد طاقة نووية بديلة والتخوف والرعب الذي اثير بشأن امكانية التسرب من مفاعل بو شهر او غيره تبين ان كل ما اثير جعجعة بلا طحين.
لكن البرنامج النووي الايراني لم يثبت انه لأغراض سلمية حتى الآن?
حتى ولو كان برنامجاً عسكرياً كما قال الرئيس الفرنسي السابق شيراك فماذا يمكن ان يحدث لو امتلكت ايران ثلاث قنابل نووية? انها لا تملك اسلوباً لتوصيلها وليس لديها تكنولوجيا تتعامل معها فها هي باكستان في اسوأ حالاتها وعندها اسلحة نووية فماذا فعلت?
عندما يخرج الرئيس الايراني ويقول بضرورة مسح اسرائيل من الوجود الا يثير هذا مؤشر....
الاسرائيليون يا أخي يرفضون الدجل والشعوذة والتهريج ولو افترضنا ان الرئيس نجاد قال بانه سيمحو اسرائيل من الوجود فهل سيرسل صاروخ برأس نووي يقتل اليهود فقط? انه سيدمر المنطقة كلها, انه كلام فاضي.

المعضلة
كيف تستشرف الصورة في لبنان في ظل ازمته الرئاسية القائمة?
اعتقد ان أحد أسباب الازمة هو سذاجة حزب الله فلعدم خبرته السياسية تحالف مع الحريري وجنبلاط واعطاهما الاكثرية ولو لم يتحالف معهما لما حصل تيار المستقبل في الانتخابات على ما حصل عليه والآن جنبلاط يضحك ويقول بأنه ضحك على سورية وحلفائها والمشكلة الان ليست في من يكون الرئيس ولكن مع من يتم التعامل, فتيار المستقبل وصل بالنفوذ والمعارضة الى حد لا يمكن اقامة وحدة وطنية معه والامر في حاجة الى وقفة جديدة وتصور جديد وانطلاقة جديدة فالمحاصصة مرفوضة وكان يفترض بدلا من اعطاء تيار المستقبل اغلبية ان يكون هناك اصرار على قانون انتخابات جديدة وتتم انتخابات وطنية وفقها فحكاية الثلث الضامن فات اوانه, لابد من قانون انتخاب يعتبر لبنان كله بلد واحد وشعب واحد بعيداً عن المحاصصة وهذه هي المعضلة.
وكيف يمكن تجاوز هذه المعضلة وهناك اياد تعبث في لبنان?
هذه هي المشكلة.
من يلعب في لبنان برأيك?
الكل يقولون بضرورة ترك الأمر للبنانيين لكن الكل يتدخلون.
من هم?
دول اجنبية كالولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وهناك دول عربية بالاضافة الى ايران وغيرهم, وهذا هو تاريخ لبنان منذ عام 1840 ففي كل الحروب تتدخل 5 او 6 جيوش للقوى الكبرى وكل جيش يتبنى طائفة ففي عام 1860 دخل ميناء بيروت 5 اساطيل وراح الانكليز يحمون الدروز وفرنسا تحمي الموارنة والروس يحمون الارثوذكس وهكذا.


عنوان العجز
هل يمكن ان نصل الى مرحلة يوضع فيها لبنان تحت الوصاية الدولية?
لو حصل هذا سيكون الامر كارثة وبمثابة عودة الى العصر الحجري والعصور الوسطى وانا لا استبعد ذلك بوجود تيار متهور مستسلم كتيار المستقبل.
هل تعتقد بان الجامعة العربية اخذت موقفا داعما لطرف في لبنان ضد طرف كما قلت?
كما يقول اللبنانيون فانا لست مطلعا.
وهل اللبنانيون هم المناهضون لدور الجامعة العربية في بلدهم?
الجامعة العربية دورها ناتج عن كون المبادرة العربية سلبية فجاءت متأخرة وبلا اسنان وبلا ادوات تنفيذية اذ ما قيمة هذه المبادرة في ظل عدم وجود اي قدرة على تمرير مشروع من هذا النوع ان الجامعة هي عنوان للعجز العربي وصورة حقيقية له.
العرب برأيك تخلوا عن لبنان?
العرب تخلوا عن لبنان وعن السودان والعراق وفلسطين وعن كل اهدافهم القومية.
اذن في المحصلة العرب تخلوا عن بعهم البعض?
والمضحك عندما يتحدثون عن مؤتمرات دول الجوار تجد دولاً مثل الدنمارك واليابان وبولندا ورومانيا واوكرانيا فهذه هي دول الجوار للعراق.

خطابيات لا عنتريات
وما الغرابة مادامت اميركا صارت لها حدود مع العرب?
وهي كذلك من دول الجوار والدول العربية اساسا ليس لها تمثيل ديبلوماسي في العراق ولا تصور لها في اعادة اعماره وما ذلك الا لخوفهم من »البعبع« اي من اميركا.
ما رأيك في كلام السيد حسن نصر الله القائل بأن دعم عماد مغنية هو بداية لسقوط اسرائيل وهل تراه جديا ام انها مجرد عنتريات?
ليست عنتريات بل خطابيات ربما لشحذ الهمم ورفع المعنويات وهذا مهم.
بعيدا عن قيد السؤال ماذا تود ان تضيف?
آمل ان تظهر نخبة سياسية جديدة تستطيع قيادة الأمة العربية.