فاتن
03-01-2008, 01:36 AM
منع التجمعات بداية.. حل مجلس الأمة الهدف
01/03/2008
بقلم: عبداللطيف الدعيج
محاولة منع نواب الامة من ممارسة دورهم الدستوري تعدٍ صفيق على النظام واستهتار بقواعد الحكم وتحقير للمؤسسة البرلمانية. وممن؟ سؤال فعلا يتضمن الاجابة في داخله فليس غير المتضررين من النظام الديموقراطي، وليس غير من اكتووا بدفاع عدنان عبدالصمد المتواصل عن المال العام يفكر في عمل اجرامي مثل هذا. البرلمان ونوابه احد اهم اعمدة نظام الحكم، بل البرلمان هو الحكم طالما ان المادة السادسة تقرر ان الامة هي صاحبة السيادة ومصدر كل السلطات.
منع نواب الامة من دخول البرلمان، كما جاء في اعلان احدى الجماعات «الارهابية»، او منع مجلس الامة من عقد جلساته، هو تعدٍ على النظام السياسي ومحاولة لتغييره بالقوة، مما يعد جريمة اساسية يعاقب عليها القانون. طبعا وزارة الداخلية واجهزة امن الدولة لن تتحرك ولن تستدعي المعلنين، لانهم حبايبها وهي من حركهم ووزهم بالاساس. ومن يدري، فقد يكونون اعضاءها والعاملين فيها تماما كحال الزرق الذين غطوا ساحة الارادة ضد الدوائر الخمس؟
نواب الامة، ان كان لدى الامة نواب،عليهم مساءلة وزير الداخلية والاستفهام عن سبب صمته عمن دعا علنا، وفي الصحف وعلى عينك يا حكومة وامة ومجلس، الى قلب نظام الحكم والى التدخل بالعنف لتعطيل عمل مجلس الامة عبر منع اعضائه من الوصول الى قاعة عبدالله السالم. المعلنون بسبب معاداتهم الاصلية للنظام الديموقراطي يجهلون ان اسقاط عضوية نائب مجلس الامة مستحيل وليس هناك وسيلة او طريقة سياسية او قانونية تبيح لأي كان حق نزع الصفة التمثيلية عن نائب الامة.
ان مجرد طرح الفكرة هو تعدٍ على النظام وتحقير للمؤسسة البرلمانية، وعلى نواب الامة ان يعوا ان الذي بدأ بعدنان عبدالصمد واحمد لاري قد يمر على احمد السعدون ومسلم البراك. ومن يدري، فقد ينتهي بخضير العنزي وسعد الشريع؟ فلا تؤكلوا يوم أكل الثور الاسود.
لقد استدعى جهاز امن الدولة بعض المواطنين بحجة انهم اعضاء في تنظيم يستهدف النظم الاساسية للدولة. لم يتحدثوا ولم يصدروا بيانا ولم ينشروا اعلانا بذلك، مع هذا فالتهمة موجودة وثابتة عند الدولة واجهزتها. الجماعة الارهابية نشرت اعلانا، وعلى عينك يا تاجر، يدعو الى التجمهر لمنع نواب الامة من ممارسة دورهم وواجبهم في تمثيل ناخبيهم. تعدٍ على انظمة الحكم وتعدٍّ ايضا على حقوق آلاف الناخبين الذين اختاروا هذين النائبين.. بس طبعا مقبولة منهم، فهم ابناء السلطة وحبايبها.
بهذه المناسبة، نسجل نحن اعتراضنا على منع «الزرق»، او أمن الدولة من استعراض عضلاته. ففي النهاية هم مواطنون لهم مثل ما لعدنان عبدالصمد واحمد لاري حق ابداء الرأي، مع الفرق طبعا بين مطالبة النائبين بالاستقالة، فهذا حق مشروع، وبين دعوة الارهابيين الى منعهما من دخول مجلس الامة، فهذا تعدٍ على احدى مؤسسات الحكم وانقلاب على النظام بالقوة.
هل سيعتذر النواب الذين طالبوا بسحب جنسية زميليهم واسقاط عضويتهما لانهما أبَّنا عماد مغنية؟ هل سيعتذر هؤلاء النواب وبقية من اندفع بحسن نية وبعجلة خلف الجوقة الاجرامية، من النائبين احمد لاري وعدنان عبدالصمد بعد ان ثبت «قضائيا» ان عملية التأبين لا تشكل جرما او خرقا لأي قانون!! تحويل التهمة الى انتماء الى حزب معادٍ للدولة والعمل على قلب نظام الحكم الى آخر التهم، يعني ان التأبين لم يشكل جريمة ولم يقترف النائبان ما يستحق المساءلة، ناهيك عن سحب الجنسية واسقاط العضوية.!! اجزنا لأنفسنا وصف تهمة الانتماء لحزب بانها «ملفقة»، لأن الامر مضحك ومكشوف والتحامل فيه واضح بغض النظر عن احتمال ان يكون بعض او ربما كل المتورطين اعضاء في حزب محظور. امن الدولة حقق معهم واستدعاهم، لأنهم حضروا تأبين مغنية، فكيف تحولت التهمة على جميع من حضر بالانتماء الى حزب محظور؟!
امن الدولة لم يقم بـ«كبسة» على اجتماع سري او يستحرز ملفات بأسماء منتمين الى الحزب المحظور او تم ضبطهم باجتماع سري للحزب، بل كل الاتهام مبني على وجود سيارات لمواطنين قرب الحسينية، نازل تصلي.. رايح تشرب قهوة.. داخل «تتطمش».. عند امن الدولة انت منتمٍ الى حزب الله!!
لو كان هناك سياسة وقليل من الفهم لتركد امن الدولة اياما او اسابيع، واعلن بعدها ضبط تنظيم يهدد امن البلد وباشر اجراءات التحقيق مع اعضائه وتحويلهم الى امن الدولة. تماما مثل ما صار قبل شهور مع تنظيم حزب التحرير. لو تم هذا لكانت العملية عادية.
وما كان لأحد ان يعترض فأمن الدولة يؤدي مهامه طالما انها وفقا للقانون. لكن امن الدولة انجرف وراء الجوقة او من يدري فقد يكون «المايسترو» الذي يقود الجوقة وأصر على اعتقال كل من حضر حفل التأبين والتحقيق معهم، وذلك كي يعطي مصداقية ويضفي سندا قانونيا لحملة الجوقة على النائبين عدنان عبدالصمد واحمد لاري.
اي مراقب منصف لا يمكنه الا ان يتوصل الى ان الحملة على النائبين هي حملة «حكومية» ربما هندسها جهاز امن الدولة وهدفها ليس الاضرار بالنائبين او التكتل الشعبي فقط، بل النظام الديموقراطي بأكمله. ها هي وزارة الداخلية تمنع التجمعات ولا احد بامكانه ان يعترض، وها هي الاعلام تمنع نشر بعض المقالات، وليس هناك من يحتج.
ومن يدري، فربما تلغى جلسة مجلس الامة في الغد؟.. وفي النهاية ينفجر الوضع طائفيا فيعلق الدستور او بعض مواده ويحل مجلس الامة ويعاد العمل بقانون التجمعات والرقابة المسبقة، وهو ما كان مطروحا بقوة قبل شهور.
عبداللطيف الدعيج
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperPublic/ArticlePage.aspx?ArticleID=366214
01/03/2008
بقلم: عبداللطيف الدعيج
محاولة منع نواب الامة من ممارسة دورهم الدستوري تعدٍ صفيق على النظام واستهتار بقواعد الحكم وتحقير للمؤسسة البرلمانية. وممن؟ سؤال فعلا يتضمن الاجابة في داخله فليس غير المتضررين من النظام الديموقراطي، وليس غير من اكتووا بدفاع عدنان عبدالصمد المتواصل عن المال العام يفكر في عمل اجرامي مثل هذا. البرلمان ونوابه احد اهم اعمدة نظام الحكم، بل البرلمان هو الحكم طالما ان المادة السادسة تقرر ان الامة هي صاحبة السيادة ومصدر كل السلطات.
منع نواب الامة من دخول البرلمان، كما جاء في اعلان احدى الجماعات «الارهابية»، او منع مجلس الامة من عقد جلساته، هو تعدٍ على النظام السياسي ومحاولة لتغييره بالقوة، مما يعد جريمة اساسية يعاقب عليها القانون. طبعا وزارة الداخلية واجهزة امن الدولة لن تتحرك ولن تستدعي المعلنين، لانهم حبايبها وهي من حركهم ووزهم بالاساس. ومن يدري، فقد يكونون اعضاءها والعاملين فيها تماما كحال الزرق الذين غطوا ساحة الارادة ضد الدوائر الخمس؟
نواب الامة، ان كان لدى الامة نواب،عليهم مساءلة وزير الداخلية والاستفهام عن سبب صمته عمن دعا علنا، وفي الصحف وعلى عينك يا حكومة وامة ومجلس، الى قلب نظام الحكم والى التدخل بالعنف لتعطيل عمل مجلس الامة عبر منع اعضائه من الوصول الى قاعة عبدالله السالم. المعلنون بسبب معاداتهم الاصلية للنظام الديموقراطي يجهلون ان اسقاط عضوية نائب مجلس الامة مستحيل وليس هناك وسيلة او طريقة سياسية او قانونية تبيح لأي كان حق نزع الصفة التمثيلية عن نائب الامة.
ان مجرد طرح الفكرة هو تعدٍ على النظام وتحقير للمؤسسة البرلمانية، وعلى نواب الامة ان يعوا ان الذي بدأ بعدنان عبدالصمد واحمد لاري قد يمر على احمد السعدون ومسلم البراك. ومن يدري، فقد ينتهي بخضير العنزي وسعد الشريع؟ فلا تؤكلوا يوم أكل الثور الاسود.
لقد استدعى جهاز امن الدولة بعض المواطنين بحجة انهم اعضاء في تنظيم يستهدف النظم الاساسية للدولة. لم يتحدثوا ولم يصدروا بيانا ولم ينشروا اعلانا بذلك، مع هذا فالتهمة موجودة وثابتة عند الدولة واجهزتها. الجماعة الارهابية نشرت اعلانا، وعلى عينك يا تاجر، يدعو الى التجمهر لمنع نواب الامة من ممارسة دورهم وواجبهم في تمثيل ناخبيهم. تعدٍ على انظمة الحكم وتعدٍّ ايضا على حقوق آلاف الناخبين الذين اختاروا هذين النائبين.. بس طبعا مقبولة منهم، فهم ابناء السلطة وحبايبها.
بهذه المناسبة، نسجل نحن اعتراضنا على منع «الزرق»، او أمن الدولة من استعراض عضلاته. ففي النهاية هم مواطنون لهم مثل ما لعدنان عبدالصمد واحمد لاري حق ابداء الرأي، مع الفرق طبعا بين مطالبة النائبين بالاستقالة، فهذا حق مشروع، وبين دعوة الارهابيين الى منعهما من دخول مجلس الامة، فهذا تعدٍ على احدى مؤسسات الحكم وانقلاب على النظام بالقوة.
هل سيعتذر النواب الذين طالبوا بسحب جنسية زميليهم واسقاط عضويتهما لانهما أبَّنا عماد مغنية؟ هل سيعتذر هؤلاء النواب وبقية من اندفع بحسن نية وبعجلة خلف الجوقة الاجرامية، من النائبين احمد لاري وعدنان عبدالصمد بعد ان ثبت «قضائيا» ان عملية التأبين لا تشكل جرما او خرقا لأي قانون!! تحويل التهمة الى انتماء الى حزب معادٍ للدولة والعمل على قلب نظام الحكم الى آخر التهم، يعني ان التأبين لم يشكل جريمة ولم يقترف النائبان ما يستحق المساءلة، ناهيك عن سحب الجنسية واسقاط العضوية.!! اجزنا لأنفسنا وصف تهمة الانتماء لحزب بانها «ملفقة»، لأن الامر مضحك ومكشوف والتحامل فيه واضح بغض النظر عن احتمال ان يكون بعض او ربما كل المتورطين اعضاء في حزب محظور. امن الدولة حقق معهم واستدعاهم، لأنهم حضروا تأبين مغنية، فكيف تحولت التهمة على جميع من حضر بالانتماء الى حزب محظور؟!
امن الدولة لم يقم بـ«كبسة» على اجتماع سري او يستحرز ملفات بأسماء منتمين الى الحزب المحظور او تم ضبطهم باجتماع سري للحزب، بل كل الاتهام مبني على وجود سيارات لمواطنين قرب الحسينية، نازل تصلي.. رايح تشرب قهوة.. داخل «تتطمش».. عند امن الدولة انت منتمٍ الى حزب الله!!
لو كان هناك سياسة وقليل من الفهم لتركد امن الدولة اياما او اسابيع، واعلن بعدها ضبط تنظيم يهدد امن البلد وباشر اجراءات التحقيق مع اعضائه وتحويلهم الى امن الدولة. تماما مثل ما صار قبل شهور مع تنظيم حزب التحرير. لو تم هذا لكانت العملية عادية.
وما كان لأحد ان يعترض فأمن الدولة يؤدي مهامه طالما انها وفقا للقانون. لكن امن الدولة انجرف وراء الجوقة او من يدري فقد يكون «المايسترو» الذي يقود الجوقة وأصر على اعتقال كل من حضر حفل التأبين والتحقيق معهم، وذلك كي يعطي مصداقية ويضفي سندا قانونيا لحملة الجوقة على النائبين عدنان عبدالصمد واحمد لاري.
اي مراقب منصف لا يمكنه الا ان يتوصل الى ان الحملة على النائبين هي حملة «حكومية» ربما هندسها جهاز امن الدولة وهدفها ليس الاضرار بالنائبين او التكتل الشعبي فقط، بل النظام الديموقراطي بأكمله. ها هي وزارة الداخلية تمنع التجمعات ولا احد بامكانه ان يعترض، وها هي الاعلام تمنع نشر بعض المقالات، وليس هناك من يحتج.
ومن يدري، فربما تلغى جلسة مجلس الامة في الغد؟.. وفي النهاية ينفجر الوضع طائفيا فيعلق الدستور او بعض مواده ويحل مجلس الامة ويعاد العمل بقانون التجمعات والرقابة المسبقة، وهو ما كان مطروحا بقوة قبل شهور.
عبداللطيف الدعيج
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperPublic/ArticlePage.aspx?ArticleID=366214