المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشباب اللبناني يهاجر مخلفاً العازبات: 3 آلاف طلب تأشيرة الى أميركا في شهرين



2005ليلى
02-26-2008, 12:40 PM
الضائقة السياسية والأمنية والاقتصادية تضاعف حِدّة الظاهرة ...


بيروت - عبدالله ذبيان الحياة - 26/02/08//


http://www.alhayat.com/special/features/02-2008/Item-20080225-520338a7-c0a8-10ed-017c-4324ee2107b4/crowd_16.jpg_200_-1.jpg
افواج بانتظار المغادرة

يمسح الحاج «أبو مصطفى» الذي غادر أولاده الخمسة لبنان إلى أميركا وأستراليا سعياً وراء حياة كريمة، دمعته بعد مرور سنوات على هجرتهم وفقدانه التواصل مع أحدهم محملاً المسؤولية للزعماء في لبنان الذين «خربوا البلد» بحسب تعبيره، وما زاد «الطينة بلّة» أن كريمتيه اللتين تجاوزتا العقد الثاني من العمر تقبعان في المنزل وتواجهان «العنوسة» بعد ان «خلا لبنان من الشباب» كما يقول.

ولكن أين المجتمع اللبناني من ظاهرة هجرة شبابه؟ وما هي تداعياتها على هذا المجتمع المتعددّ والمميّز فعلاً في عالمنا العربي! وما أثر ذلك ديموغرافياً وعائلياً على وجه الخصوص؟

«ريما» شابة لبنانية جامعية من عائلة متوسطة، جميلة وتتمتع بشخصية قوية، وعلى رغم أنها تخطت سن الزواج فإن أحداً لم يتقدّم «لطلب يدها» كما يقال بالعامية، أما «مايا» التي تحمل شهادة في الدراسات العليا في مادة التاريخ فما «بتفرق» معها العنوسة واللي عند بيت أهلو على مهلوا!»... بينما تعيش «سها» يومياً هاجس «العثور» على شاب لبناني مناسب بقصد الزواج.

يقدّم بحث جـــرى أخـــيراً في الجـــامعة الأميركية في بيروت مؤشراً خطيراً على خطورة الوضـــع، فــقد تحدّث عن أرقام مخيفة في كلية الهندسة مثلاً حيث تبين أن 90 في المـــئة من طلاب الصفوف النهائية ينوون السفر بعد التخـــرّج، وتبيّن أن طالباً واحداً فقط سيبقى في لبنان والسبب أن والده مهندس ولديه مكتب هندسة خاص به!

ويضيء التقرير على ظاهرة لافتة تواجه المجتمع اللبناني وتتجلى في اختلال ديموغرافي، ويشير سمير خلف رئيس دائرة علم الاجتماع في الجامعة «الى أن نسبة الشباب اللبناني المتبقي في لبنان هي بين 20 الى 30 في المئة بنسبة شاب واحد مقابل خمس فتيات»... ما يطرح السؤال: هل أمسى المجتمع اللبناني أنثوياً؟

نقص في عدد الشركاء!

زهير حطب الخبير بقضايا الأسرة وشؤون المناهج التربوية يرى «أن مؤسسة الزواج تتحرك ببطء شديد في ظل ضوابط العادات والتقاليد والتكاليف الاجتماعية والمادية وأزمات السكن والعمل والبطالة، وهذا كله يؤدي الى ازدياد أعداد الشباب غير المتزوجين، فيعيشون ذكوراً كانوا أو إناثاً عزلة وهامشية اجتماعية» .... كما أن انصراف الكثير من الشباب اللبناني عن بناء الأسرة واتجاهه الى مواضيع أخرى مثل اقتناء سيارة فاخرة، والانصراف الى النزهات والمطاعم وسهرات وما الى ذلك يجعل دخله الشهري لا يكفي لنصف الشهر، فيبتعد عن التفكير بالزواج...

ثلث المهاجرين من النخبة

بينما يقدر عدد سكان لبنان بـ 3 ملايين و750 ألف نسمة فإن عدد المهاجرين والمتحدرين من أصل لبناني في بلدان العالم أمسى يناهز الـ 16 مليون نسمة منهم 6 ملايين في البرازيل وحدها وهذه الهجرة المتزايدة ستقلّص قاعدة السكان من 19 الى 17 في المئة عام 2021 في حين تشير مراجع تابعة للأمم المتحدة الى أن 165 ألف لبناني يهاجرون سنوياً معظمهم من الشباب بين 15 و24 سنة بينهم 32 في المئة من الجامعيين... وهنالك قلق من إفقار لبنان الى النخبة خصوصاً أن ثلث المهاجرين من المتفوقين في مجالات التكنولوجيا والعلم التنموي، وبينما تشير تقارير السفارة الأميركية في بيروت على سبيل المثال (بين شهري أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر 2007 فقط) الى طلب 3133 تأشيرة منها 571 للهجرة، يؤكد قسم المعطيات الإحصائية للسكان في وزارة الشؤون الاجتماعية أن 44000 لبناني هاجروا بين الأعوام 1997 و2004 ويشير الدكتور شربل نحاس الى أن من بينهم 25 في المئة من الإناث و37 في المئة من الذكور بين 20 و24 سنة، و15 في المئة من الإناث و30 في المئة من الذكور بين عمري 30 و40 سنة.

أما في دراسة أعدتها الجامعة اليسوعية فقد توصلت شوهيغ كسباريان الى أن 29 في المئة من الشباب اللبناني تركوا لبنان منذ العام 2005 منهم 40 في المئة من الذكور و22 في المئة من الإناث... وخلصت الدراسة الى ارتفاع عدد النساء على الرجال بين الأعوام 1975 و2003 بنسبة 13.4 في المئة.

إلا أن الدكتور رياض طبارة الذي يتولى إدارة مؤسسة إحصائية يلفت الى نشوء حال جديدة تتمثل بهجرة البنات منذ 15 سنة بعدما تضاعفت نسبة العزوبية ويعتبر طبارة أن السبب الرئيس في مسألة الهجرة يعود الى العامل الاقتصادي فيما يعتبر الدافع الأمني للهجرة أقل تأثيراً.

فتيات لبنان لا يجدن من يتزوجهن!

تشير غيتا حوراني من مركز دراسات في جامعة اللويزة الى كفاءة الشباب اللبناني المهاجر حيث يوجد في الولايات المتحدة وحدها 2796 طبيباً لبنانياً، وقد حصل لبنان على المرتبة الثانية بين الدول بالنسبة الى عدد المتخرجين العاملين في هذا البلد نسبة الى عدد سكان لبنان.

وتبين دراسة لافتة تحت عنوان: فتيات لبنان لا يجدن من يتزوجهن! قامت بها وزارة الشؤون الاجتماعية في لبنان، ان معدل سن الزواج في بيروت هو 31 سنة للفتاة و35 سنة للشاب وأظهرت أن سبب لذلك يعود الى الضائقة الاقتصادية (ندرة فرص العمل – غلاء إيجارات المنازل) من جهة، ومن جهة أخرى، فإن هجرة الشباب خففت من حظوظ المرأة في الزواج، فعدد الإناث المقيمات مضاعف لعدد الذكور المقيمين، مما يؤثر في قرارات الذكور. وبحسب استطلاع أعده «مركز البحوث العلمية» في بيروت حول الفتيات العاملات، فقد أعرب 87 في المئة من الشبان المقيمين الذين شملهم الاستطلاع عن رغبتهم بالزواج من امرأة عاملة، وأكد 77 في المئة أن المرأة ملزمة بمساعدة زوجها.

لكن هجرة الشباب اللبناني تحمل عاملاً إيجابياً لا بد من ذكره، خصوصاً إذا ما تحدّثنا عن تحويلات اللبنانيين في الخارج حيث تشكّل 25.8 في المئة عام 2006 من الناتج المحلي وبلغت 5.7 بليون دولار، أي بمعدل 1400 دولار لكلّ لبناني مقيم.