yasmeen
02-25-2008, 07:52 AM
فؤاد الهاشم- فؤاد الهاشم
.. في عام 1979، وصل الامام الراحل آية الله »الخميني« الى مطار »مهراباد« الدولي في طهران، فاشتعل مسجد »حجي شعبان« الكائن في منطقة »شرق« وتحول الى اذاعة خارجية للثورة الخمينية ومجلس قيادة لها داخل الكويت! بدأت بوادر الفتنة والعصيان على الدولة وقوانينها تطل بقرونها من ابواب وشبابيك المسجد، وانجذب الى هذا »الزار« العديد من السذج والسفهاء و»عتاولة« الحركة السياسية في الكويت ومن بينهم الدكتور »الخطيب« وجماعته! تحركت الدولة للحفاظ على هيبتها ـ عندما كانت لها هيبة ـ وصدر القرار الشهير بطرد المرحوم »عباس المهري« مع اسرته عقب اسقاط الجنسية الكويتية عنهم وتحول الى »سفير غير معتمد« للخميني في البلاد، ونشرت الصحف صورهم وهم يغادرون الكويت عبر المطار متجهين الى الجنة الموعودة.. الجمهورية الاسلامية الوليدة في ايران!
جاء التحرير، وعادت اسرة »عباس المهري« الى البلاد عقب عفو اميري واستردوا جنسياتهم المسحوبة لكن الأب ظل هناك بعد ان اخذ الباري عز وجل امانته ودفن حيث هو! يقول احد ابناء المرحوم »عباس المهري« لصديق مشترك ـ يوم امس الاول ـ »لقد خدعنا خدعة كبرى، وعشنا في ذل وعلى الكفاف، ولولا زكاة الخمس التي كانت تصلنا من شيعة الكويت لما استطعنا البقاء احياء طيلة السنوات العشر التي سبقت عودتنا الى ارض بلادنا الحبيبة«!
يكمل الابن حديثه ـ وبألم واضح ـ »بعد وصولنا الى طهران بشهر واحد فقط، تقدم الوالد بطلب الى الايرانيين لكي يمنحوه جواز سفر يغادر به الى الاراضي المقدسة لتأدية فريضة العمرة، لكن جوابهم.. فاجأنا! قالوا: »انت لاجئ سياسي عندنا، يكفيك هذا، فعن أي جواز سفر تتحدث؟ لا تحلم بذلك على الاطلاق«!!
شعر والدي ـ رحمه الله ـ بالندم بعد فوات الأوان، وعرفنا اننا قد بعنا الاغلى وهو وطننا الكويت بالارخص وهو وقوفنا الى جانب ثورتهم الاسلامية هذه، لكن خط الرجعة كان قد قطع، ولم يعد هناك مجال لأي شيء سوى الدعاء للباري عز وجل ان يغفر لنا، ولشعبنا ولقيادتنا ان تعفو عنا الى ان جاء الغزو العراقي وصرنا نرى الكويتيين الذين دخلوا الى الاراضي الايرانية هربا من بطش صدام حسين وأزلامه فاستقبلناهم بالاحضان وبكينا على صدورهم في الوقت الذي كانوا هم بحاجة الى صدر ليبكوا عليه، استنشقنا منهم رائحة تراب الكويت وهواء صيفها وربيعها وشتائها وخريفها حتى جاء يوم التحرير واصدر الامير الراحل عفوا شاملا عنا، جاءنا خبره وكأنه سراب يحسبه الظمآن ماء، لكنه اصبح حقيقة واقعة حين لامست اقدامنا ارض الكويت الغالية«!!
يسترسل الابن في حديثه لصديقنا المشترك قائلا.. »كانت جنسيتنا المسحوبة منا وفقا للمادة الاولى ـ بالتأسيس ـ وعندما عدنا الى بلدنا اعطونا الجنسية وفقا للمادة الثانية، لكننا ـ من فرحتنا ـ كنا على استعداد للقبول حتى بجنسية من الدرجة العاشرة ان وجدت، المهم اننا اصبحنا كويتيين مرة اخرى وما زالت ذكرى السنوات العشر السوداء التي قضيناها فوق ارض الثورة الاسلامية التي غررت بنا كما خدعت الخمسين مليون مواطن ايراني ماثلة في مخيلتنا!! تألمنا كثيرا لما فعله عبدالصمد ولاري وجماعتهما، انهم يقعون في الخطأ ذاته الذي وقعنا فيه قبل حوالي ربع قرن خلال احداث مسجد حجي شعبان، لا نريدهم ان يمروا بما مررنا به، وليتعظوا من دروس الماضي ومن سياط الندم التي انهالت على ظهور ورقاب ورؤوس من سبقهم في التهليل والتشجيع والتأييد للثورة وللولي.. الفقيه«! انتهى كلام الابن ولم تنته حكاية من حكايات.. الوطن!!
***
.. عقب انتهاء حديثه مع صديقنا المشترك، عتب الابن على وكيل المراجع الشيعية السيد »محمد باقر المهري« لتصريحاته »النارية« احيانا وتمنى عليه ان يستخدم لقبه الاصلي المسجل على الجنسية والبطاقة المدنية وهو »الموسوي« حتى لا يعتقد الناس بان »السيد« ينتمي الى اسرة »عباس المهري« التي تريد ان تعيش في سلام ويكفيها تماما.. ما جاءها!
فهل يستجيب السيد »المهري ـ سابقا« الموسوي حاليا لرغبة هذه العائلة؟ نتمنى ذلك!
.. في عام 1979، وصل الامام الراحل آية الله »الخميني« الى مطار »مهراباد« الدولي في طهران، فاشتعل مسجد »حجي شعبان« الكائن في منطقة »شرق« وتحول الى اذاعة خارجية للثورة الخمينية ومجلس قيادة لها داخل الكويت! بدأت بوادر الفتنة والعصيان على الدولة وقوانينها تطل بقرونها من ابواب وشبابيك المسجد، وانجذب الى هذا »الزار« العديد من السذج والسفهاء و»عتاولة« الحركة السياسية في الكويت ومن بينهم الدكتور »الخطيب« وجماعته! تحركت الدولة للحفاظ على هيبتها ـ عندما كانت لها هيبة ـ وصدر القرار الشهير بطرد المرحوم »عباس المهري« مع اسرته عقب اسقاط الجنسية الكويتية عنهم وتحول الى »سفير غير معتمد« للخميني في البلاد، ونشرت الصحف صورهم وهم يغادرون الكويت عبر المطار متجهين الى الجنة الموعودة.. الجمهورية الاسلامية الوليدة في ايران!
جاء التحرير، وعادت اسرة »عباس المهري« الى البلاد عقب عفو اميري واستردوا جنسياتهم المسحوبة لكن الأب ظل هناك بعد ان اخذ الباري عز وجل امانته ودفن حيث هو! يقول احد ابناء المرحوم »عباس المهري« لصديق مشترك ـ يوم امس الاول ـ »لقد خدعنا خدعة كبرى، وعشنا في ذل وعلى الكفاف، ولولا زكاة الخمس التي كانت تصلنا من شيعة الكويت لما استطعنا البقاء احياء طيلة السنوات العشر التي سبقت عودتنا الى ارض بلادنا الحبيبة«!
يكمل الابن حديثه ـ وبألم واضح ـ »بعد وصولنا الى طهران بشهر واحد فقط، تقدم الوالد بطلب الى الايرانيين لكي يمنحوه جواز سفر يغادر به الى الاراضي المقدسة لتأدية فريضة العمرة، لكن جوابهم.. فاجأنا! قالوا: »انت لاجئ سياسي عندنا، يكفيك هذا، فعن أي جواز سفر تتحدث؟ لا تحلم بذلك على الاطلاق«!!
شعر والدي ـ رحمه الله ـ بالندم بعد فوات الأوان، وعرفنا اننا قد بعنا الاغلى وهو وطننا الكويت بالارخص وهو وقوفنا الى جانب ثورتهم الاسلامية هذه، لكن خط الرجعة كان قد قطع، ولم يعد هناك مجال لأي شيء سوى الدعاء للباري عز وجل ان يغفر لنا، ولشعبنا ولقيادتنا ان تعفو عنا الى ان جاء الغزو العراقي وصرنا نرى الكويتيين الذين دخلوا الى الاراضي الايرانية هربا من بطش صدام حسين وأزلامه فاستقبلناهم بالاحضان وبكينا على صدورهم في الوقت الذي كانوا هم بحاجة الى صدر ليبكوا عليه، استنشقنا منهم رائحة تراب الكويت وهواء صيفها وربيعها وشتائها وخريفها حتى جاء يوم التحرير واصدر الامير الراحل عفوا شاملا عنا، جاءنا خبره وكأنه سراب يحسبه الظمآن ماء، لكنه اصبح حقيقة واقعة حين لامست اقدامنا ارض الكويت الغالية«!!
يسترسل الابن في حديثه لصديقنا المشترك قائلا.. »كانت جنسيتنا المسحوبة منا وفقا للمادة الاولى ـ بالتأسيس ـ وعندما عدنا الى بلدنا اعطونا الجنسية وفقا للمادة الثانية، لكننا ـ من فرحتنا ـ كنا على استعداد للقبول حتى بجنسية من الدرجة العاشرة ان وجدت، المهم اننا اصبحنا كويتيين مرة اخرى وما زالت ذكرى السنوات العشر السوداء التي قضيناها فوق ارض الثورة الاسلامية التي غررت بنا كما خدعت الخمسين مليون مواطن ايراني ماثلة في مخيلتنا!! تألمنا كثيرا لما فعله عبدالصمد ولاري وجماعتهما، انهم يقعون في الخطأ ذاته الذي وقعنا فيه قبل حوالي ربع قرن خلال احداث مسجد حجي شعبان، لا نريدهم ان يمروا بما مررنا به، وليتعظوا من دروس الماضي ومن سياط الندم التي انهالت على ظهور ورقاب ورؤوس من سبقهم في التهليل والتشجيع والتأييد للثورة وللولي.. الفقيه«! انتهى كلام الابن ولم تنته حكاية من حكايات.. الوطن!!
***
.. عقب انتهاء حديثه مع صديقنا المشترك، عتب الابن على وكيل المراجع الشيعية السيد »محمد باقر المهري« لتصريحاته »النارية« احيانا وتمنى عليه ان يستخدم لقبه الاصلي المسجل على الجنسية والبطاقة المدنية وهو »الموسوي« حتى لا يعتقد الناس بان »السيد« ينتمي الى اسرة »عباس المهري« التي تريد ان تعيش في سلام ويكفيها تماما.. ما جاءها!
فهل يستجيب السيد »المهري ـ سابقا« الموسوي حاليا لرغبة هذه العائلة؟ نتمنى ذلك!