المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بصراحة: مع السيد حسن الخميني



jameela
02-24-2008, 07:00 PM
بعد ثلاثة عقود: ماذا حققت الثورة الإسلامية لإيران؟
هل طبقت تعاليم آية الله الخميني في إيران؟
إيران:هل تشعر بالخطر إزاء العزلة الدولية؟
هل يؤمن الخميني بالعداء لأميركا؟
خوف عربي من التوسع الإيراني
هل ستسهل إيران مهمة انتخاب رئيس لبناني؟





اسم البرنامج: بصراحة
مقدم البرنامج: إيلي ناكوزي
تاريخ الحلقة: الجمعة 22-2- 2008

ضيف الحلقة: السيد حسن الخميني (حفيد الإمام الخميني)


إيلي ناكوزي: أهلاً بكم مشاهدينا في هذا اللقاء الجديد بصراحة يجمعنا هذه المرة من إيران، وبالتحديد من أمام هذه الغرفة، هذه الغرفة المتواضعة التي انطلقت منها آخر ثورات القرن العشرين طبعاً هي الثورة الإسلامية، وهذه الغرفة هي منزل آية الله الإمام الخميني، بأية حال نحن اليوم نلتقى حفيد آية الله حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن الخميني، الأسئلة كثيرة والمواضيع كثيرة تبدأ بمحور داخلي حول أوضاع إيران الداخلية السياسية بما يتعلق بالحريات، بتدخل العسكر والجيش في السلطة والسياسة، بالموضوع الاقتصادي، طبعاً لننطلق من ذلك إلى وضع إيران الإقليمي، الضغوط والعزلة المفروضة اليوم من قبل الغرب على إيران، موضوع الملف النووي، وهل يتوقع سماحة السيد أي ضربة عسكرية قريبة لإيران؟ ماذا عن العلاقة مع دول الخليج؟ هل ما زالت الثورة أو تريد الثورة الإسلامية اليوم تدمير إسرائيل ومحوها عن الخارطة؟ أم هناك اعتراف بأمر واقع ما؟ من سيؤيد سماحة السيد الإصلاحيين أم المحافظين؟ وما هي توقعاته للانتخابات المقبلة والتي تأتي بعد أسبوعين من اليوم كلها أسئلة طبعاً العراق لبنان فلسطين سوريا حزب الله حماس كل هذه المواضيع سنطرح أسئلةً حولها، ودائماً كما قلنا مع حفيد الإمام الخميني السيد حسن الخميني، إلى هذا اللقاء مباشرة. سماحة السيد أولاً اسمح لي أن أشكرك باسمي وباسم فريق العربية على إعطاءنا هذه الفرصة وهذا الوقت، في وقت تمر المنطقة العربية في هواجس خطيرة فشكراً لك أولاً، وأرحب بك في برنامج بصراحة.


بعد ثلاثة عقود: ماذا حققت الثورة الإسلامية لإيران؟

بالحقيقة يأتي هذا اللقاء بعد ثلاثة عقود على انتصار الثورة، والأسئلة كثيرة حول ماذا حققت هذه الثورة؟ هل نجحت بالمطلق؟ أو فشلت بالمطلق؟ كيف اقترن مفهوم الدولة بالثورة اليوم؟
حسن الخميني: بسم الله الرحمن الرحيم. إنني بدوري أشكرك على مجيئك إلى طهران، وأرجو أن يكون هذا البرنامج برنامجاً جيداً ومفيداًَ، وأن يكون مفيداً للمتلقين والمشاهدين، إن ما أشرت إليه حول علاقة الدولة بالثورة بعد مضي ثلاثة عقود من انتصار الثورة يبدو لي أن علينا أن نبدأ الحوار من مكانٍ آخر، أساساً إن الثورات تنقسم إلى ثلاثة أقسام، هناك ثلاثة أنواع من الثورات، بعض الثورات ثورات سياسية بحتة بمفهومٍ أنها تغيّر الحكم، وعلى سبيل المثال يمكن أن نذكر الثورة الدستورية في إيران التي أطاحت بنظام بالنظام الملكي المطلق قبل 120 سنة وحولته حولت النظام من الملكي الاستبداي إلى النظام الدستوري، وبعض الثورات هي من هذا النوع أي أنها تغيّر الأنظمة السياسية، البعض الآخر إضافةً إلى تغيير الأنظمة السياسية تقوم بتغيير أو تحدث تغييراً في الشؤون الاجتماعية والقضايا الاجتماعية، ولذلك تسمى بالثورات الاجتماعية، أي أن النسيج الاجتماعي للدول وللبلدان تتغيّر على إثر هذه الثورات، أي أنه في هذه الثورات الاجتماعية يتم تغيير المؤسسات الاجتماعية للمجتمع، ويمكن أن نضرب على سبيل المثال مثلاً الثورة الفرنسية أو الثورة الأميركية أو الثورة البلشفية في روسيا أي لأنها كانت ثورات سياسية وأيضاً كانت ثورات اجتماعية في نفس الوقت، حيث غيرت الطبقات الاجتماعية بشكلٍ كامل، النوع الثالث من الثورات وهي الثورات التاريخية الثورات التي لها رسالة عبر التاريخ هذه الثورات تأتي وتحصل لإيجاد تغييرات خارج نطاق الجغرافيا والتاريخ والزمن في العالم، هذه الثورات يمكن أن نضرب كمثل الثورة الفرنسية أي إذ أنها كانت إضافة إلى أنها كانت ثورة سياسية وغيرت النظام نظام الحكم إلى نظامٍ جمهوري وإضافةً إلى أنها كانت ثورة اجتماعية وأحدثت تغييرات جذرية في الطبقات الاجتماعية طبقة النبلاء طبقة الضعفاء أيضاً كانت تتضمن رسالةً للتاريخ وهي طرح مفاهيم حصلت في هذه الثورة، مفهوم الديمقراطية، مفهوم النظام الجمهوري، أو مثلاً الثورة الأميركية نلاحظ بأنها تطرح مفهوم الحريات والليبرالية، إضافةً إلى كونها ثورةً سياسيةً وقد تعممت هذه المفاهيم وخرجت الحدود الأميركية لتنتقل إلى العالم، أيضاً الثورة البلشفية أو ثورة الاتحاد السوفيتي أوجدت نظاماً سياسياً خاصاً أطاحت بالنظام الملكي وأيضاً حصلت تغييرات جذرية اجتماعية وحصل تغيير في الطبقات الاجتماعية لكن كانت تحمل رسالة إلى العالم وهي رسالة النظام الاشتراكي، إنني أتصور بأن الثورة الإسلامية في إيران بأن هذه الثورة كانت تحمل خصائص كل هذه الثورات الثلاث قبل ثلاثة عقود، حيث انتصرت الثورة أطاحت بالنظام الملكي وحولت النظام الحاكم في إيران إلى نظام جمهوري، بالإضافة إلى ذلك إنها أحدثت تغييرات في النظام الاجتماعي والطبقات الاجتماعية في بلدنا، وأيضاً كانت رسالة هذه الثورة للتاريخ وخارج نطاق الجغرافيا والتاريخ أيضاً وكانت هذه الرسالة رسالة الإسلام أو بتعبير أفضل رسالة التدين والتوجه نحو المعنويات والقيم الروحية، إذا حصرنا الثورة في الثورات السياسية من ضمن الثورات السياسية والاجتماعية يمكن أن نقول بأن هذه الثورة حصلت انتصرت في 1979 وربما انتهت بعد عدة سنوات لأنها أقامت نظاماً سياسياً في حدود إيران، لكنني أرى بأن الثورة الإسلامية في إيران تختلف عن الثورات السياسية برسالتها التاريخية، وإنها بدأت ربما نستطيع أن نقول أنه بدأت قبل عدة سنين برسالتها التاريخية هذه، أنت لو تلاحظ الأراضي والبلدان الإسلامية ترى بأنه قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران لم يكن الوضع.. لم تكن هذه التيارات في فلسطين، كانت هناك تيارات قومية أو شعبية أو مثلاً في الأراضي.. البلدان الإسلامية الأخرى لم تكن هناك التيارات الإسلامية أو كانت تيارات ضعيفة، لكنه بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران ترون أن الحركات تتحوّل إلى حركات إسلامية ومعنوية، حتى لا أكون متحدثاً لوحدي ويمكن لك أن تطرح الأسئلة أقول بأن تنامي القيم الروحية والمعنوية بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وتحوّل إلى عودة القيم الروحية والمعنوية إلى العالم، ولذلك أقول بأنه إذا تتطرقنا إلى مفهوم الدولة إن العلاقة بين الدولة والثورة السياسية والاجتماعية إذا أردنا ذلك إن الدولة قد تأسست بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، تلك الثورة التي كانت ثورة سياسية واجتماعية وقد انتهت تلك الفترة أو نضجت وليست في المرحلة الأولى، ولكن إذا ألقينا النظر إلى الثورة التاريخية للشعب الإيراني فإن هذه الثورة ثورة عالمية لها رسالة عالمية تحمل رسالة عالمية وهي العودة إلى القيم الدينية والمعنوية.


هل طبقت تعاليم آية الله الخميني في إيران؟

إيلي ناكوزي: سماحة السيد من هنا يأتي السؤال يعني وأطرح هذا السؤال على سماحتكم كونك حفيد آية الله، وعندما نتكلم عن الثورة وعن الدولة هل طبقت تعاليم آية الله الخميني فيما يتعلق بالحريات بكفالة الحريات السياسية التعددية الحزبية عدم تدخل الجيش والعسكر في السياسة كما صرحت منذ أسبوع، وهذا ما أثار الكثير من الأقاويل وهنا ما كنت أقصد بتعاليم الثورة وتعاليم الإمام الخميني؟ هل طبقت أم هل هناك تفلت من بعض هذه المبادئ في إيران اليوم؟
حسن الخميني: على أي حال إن هذا السؤال هو من الأسئلة الجادة الجدية، أي إننا بعد انتصار الثورة الإسلامية قمنا بصياغة الدستور، وإن الشعب الإيراني ضمن عقد اجتماعي وافق على أن يكون الدستور محوراً لحياتهم، وأيضاً المجتمع الإيراني بسبب محبته للإمام الراحل طبعاً كان يرغب وما زال يرغب بأن تعمم تعاليم الإمام وفكر الإمام في المجتمع، هذه هي حقيقة أي أن علينا أن دائماً أن نتحرك إلى المطلوب في هذا المجال، وإلى تعميم جميع الصفات الحميدة في مجتمعنا الإسلامي، ليس من المهم أنه ما هي الخطوات التي بقيت على الطريق، الأهم من ذلك هي أن علينا أن نتحرك في هذا الاتجاه، وحينما نصل إلى القمة فإن ذلك يعني بأنه ستبدأ فترة السقوط، علينا أن لا نكون راضين عن وضع مجتمعنا بشكلٍ مطلقٍ وليس هناك أحد له الشجاعة وله الصلاحية لأن يقول بأن الوضع الحالي في الحكومة في أي حكومة ما هو وضع مطلوب أم لا، المهم هو أننا هل نحن في هذا الطريق؟ وهل بالسرعة المطلوبة نتحرك نحو تحقيق هذه الأهداف؟ أم لا؟ هناك شعر إيراني يقول: بأننا كالموج إذا استقر هذا الموج وتوقف عن التحرك فإنه سيكون بمعنى الموت، لذلك إن علينا دائماً أن نتحرك بهذا الاتجاه وأن لا نكون نرضى عن وضعنا الحالي 100%، إنني أشعر بأننا في الكثير من الشعارات التي طرحت في أول في أوائل انتصار الثورة الإسلامية والأهداف السامية التي تبلورت وتجسدت في الدستور حققنا الكثير من النجاح، أنتم يمكن أن تلاحظوا بأننا حققنا الاستقلال السياسي للبلاد قبل انتصار الثورة، القرارات التي كانت تتخذ في هذه البلاد كانت بتأثيرٍ من الدول الخارجية، حتى ترك إيران من قِبل الشاه قبيل انتصار الثورة كان بعد استشارة أو بأمرٍ من سفراء أميركا وبريطانيا في طهران، وأيضاً الحكومات المتتالية كانت تأتي وتذهب بتأثيرٍ من الحكومات الخارجية في فترة النفوذ الروسي أو البريطاني أو بعد ذلك في فترة النفوذ الأميركي، أيضاً في مجال الاستقراء الاستقلال الاقتصادي رغم الحرب العدوانية التي فُرضت علينا حققنا الكثير من النجاحات في المجال الزراعي والصناعي، وأيضاً في مجال العلوم الجديدة والراقية جداً كالتقنية الفنية والننوتكنولوجيا وأيضاً العلوم المتعلقة والتقنيات المتعلقة بالجوانب الطبية حققنا الكثير من التطورات، وأنا أعتقد بأن علينا أن نخطو خطوات أكبر في المجال الاقتصادي، وعلينا أن نسرع في هذا المجال لأن تحركنا لا يتطابق سرعته مع شخصية الشعب الإيراني ومع هوية هذا الشعب في مجال الحريات إنني أتصوّر بأنه بالمقارنة مع فترة قبل انتصار الثورة إذا لاحظنا حياة هذا الشعب لا يمكن أن نقوم بمقارنة، إن مجتمعنا مجتمع حر وأيضاً بالنسبة لأقراننا في منطقة الشرق الأوسط أو في قارة آسيا نحن نتمتع بحرياتٍ جيدة جداً في هذه البلاد، طبعاً هناك بعض المشاكل في بعض النقاط وإنني أتصور بأننا نتحرك باتجاهٍ جيد، إن مجتمعنا مجتمع في حال النمو ومجتمع حيوي، وإن حركتنا بهذا الاتجاه حركة مقبولة ويمكن أن ندافع عنها.
إيلي ناكوزي: نعم. نتابع ولكن أريد أن أتوقف مع فاصل قصير استراحة قصيرة، ونتابع هذا اللقاء الشيّق معك سماحة السيد.
[فاصل إعلاني]


إيران:هل تشعر بالخطر إزاء العزلة الدولية؟

إيلي ناكوزي: سماحة السيد يعني تتكلم سماحتك عن استقلال سياسي وعن إنجازات حققتها الثورة، ولكن هناك من يقول اليوم أن إيران في خطر، إيران في عزلة، إيران في تحدي مع المجتمع الدولي بسبب الملف النووي وملفات أخرى، هل ألا تشعر بالخطر على إيران من هذه العزلة من العداء الغربي باتجاه إيران وحتى عِداء بعض العربي غير المُعلن اتجاه إيران اليوم؟
حسن الخميني: على أي حال إن الاستقلال له تكاليفه طبعاً، لا يمكن لأحد في هذا العالم أن يحصل على شيء من دون ثمن، إذا أراد شعبٌ أن يقف على أرجله فمن الطبيعي إن ذلك لن يستحسنه الكثير، وربما يضطر هذا الشعب أن يدفع الثمن ثمن مقاومته واستقامته وصموده، إنني أعتقد بأن التقنية النووية أو الصمود العلمي للشعب الإيراني من القضايا التي يمكن أن نتعامل معها وفقاً للقانون وليس وفقاً لما يتصوره الآخر أو يطرح عبر الإعلام العالمي والأكاذيب التي تطرح حول هذا العالم، إذا كان هناك أي مخالفة للقوانين والتشريعات الدولية في هذا الملف تلك المخالفات التي يتخذ العالم منها مواقف سلبية يمكن أن نناقش ذلك، لكن حينما يقول السيد البرادعي في تقاريره وفي بياناته بأنه ليس هناك مخالفة جادة في هذا المجال لا يمكن أن نصدر الحكم ضد أي شعبٍ على أساس الظن، ولا يمكن أن نحكم على هذا الشعب في تقرير مصيره بهذا الشكل، إنني أقول لكم بأن الصمود والاستقلال السياسي والعلمي لهذه البلاد من الأمور التي يؤمن بها جميع أبناء الشعب الإيراني، وإنني أتصور وإنني أؤمن بأن الشعب يدفع الثمن الذي عليه في هذا المجال، طبعاً من الطبيعي أنه هناك أخطار خارجية تحدق بشعبنا أو حالة من العزلة التي تقول هذا كله شيء مُر لا يرحب أي شعب بالخطر، لا يفتح أي شعب الصدر للعزلة ولقبول هذه الأخطار، لكن علينا أن نقول بأن الثمن الذي كلفنا هذا الأمر بالمقابل: ماذا حصلنا عليه؟ إن الذي حصلنا عليه الاستقلال والهوية والشخصية لهذا الشعب والمستقبل، ولذلك إنني أعتقد بأن هذا الثمن جيد لقبول هذه الأخطار.
إيلي ناكوزي: هناك إجماع إيراني وأنا التقيت الرئيس أحمدي نجاد والتقيت السيد هاشمي رفسنجاني وها أنا اليوم للمرة الثالثة في إيران ألتقي وهذا شرف لي وللبرنامج، هناك إجماع على الإصرار على أن لإيران حق في هذا الملف النووي، ولكن في سياسات الدول الكبرى والعظمى قد يعني يُدفع الثمن غالياً، هل إيران مستعدة أو يجب أن تكون مستعدة لأن تدفع ثمن هذا الملف ضربةً عسكريةً مثلاً ضخمة كما يقال قد تقلب الأشياء رأساً على عقب في المنطقة وفي إيران تحديداً، وستكلف إيران يعني ثمناً غالياً جداًَ.
حسن الخميني: أولاً إذا كان الأمر، إذا كان هناك هجوم عسكري فإن ليس إيران هي التي ستدفع الثمن إنما المهاجمين أيضاً سيدفعون الثمن، وإنني أتصور بأن كل من يساعد المهاجمين فإنه سيدفع الثمن، وإن كل من يشجعهم أيضاً سيدفع الثمن، لكن إننا نشعر في إيران بأن المعارضين وأعداء الثورة وأعداء إيران لن يرتكبوا هذه الحماقة ولم يقوموا بهجومٍ عسكري ضد إيران لأن الثمن سيكون مكلفاً وباهظاً جداً بالنسبة لهم، لكن أرجع وأعود إلى ما قلته أولاً أي أنه على أي حال إذا أردت أن تخطو خطوةً في طريقٍ مشرّف وطويل فعليك أن تدفع الثمن، إذا دار الأمر أن نخاف من تحذيرات المعارضين أو مخالفتهم فعلينا أن نعتزل في مكانٍ أو في زاويةٍ ونعيش حياة العزلة من أجل إيجاد تجديد المجد، ومن أجل الوقوف على الأرجل من المسلّم أن علينا أن تكون إرادتنا إرادة جبارة وكبيرة وإنني أرى ذلك في المسؤولين والشعب الإيراني.

jameela
02-24-2008, 07:01 PM
هل يؤمن الخميني بالعداء لأميركا؟

إيلي ناكوزي: سماحة السيد هل تؤمن بجدوى العدائية مع الأميركيين؟ هل تؤمن بالعداء لأميركا؟
حسن الخميني: بأي مفهومٍ لا يريد أحد أن يكون له عدو، هناك مثل إيراني يقول: بأن ألف صديق هو قليل والعدو الواحد هو كثير، لكن الموضوع هو سبب العداء، إننا هل من أجل أن نشتري صداقتهم يجب أن نستجدي عندهم أو أن علينا أن نكف عن استقلالنا وعن مثلنا وأهدافنا، لا يقول أحد على مدى التاريخ على مدى تاريخ العقود الثلاثة الماضية لم يرحب أحد بالعداء ضد أميركا، أو لكن الموضوع هو أننا من أجل الصمود من أجل صمودنا واجهنا شروط وظروف معينة ظروف العِداء من قبل أميركا، نحن لن ننسَ التاريخ لاحظ التاريخ تاريخ العقود الثلاثة في أي مكان طرح موضوع الاستقلال والمصالح الوطنية الإيرانية نرى الإدارة الأميركية قامت بدفع الثمن الباهظ التي أعتبر البعض منها غير عقلاني لاحظنا أنها وقفت بوجه إيران، مثلاً خط أنبوب الغاز الذي كان من المفترض أن يعبر الأراضي الإيرانية وهذا كان أمراً اقتصادياً لكنهم عارضوا هذا المشروع ودفعوا الثمن والتكاليف الأكثر ليعبر هذا الخط عن طريق دول أخرى، مثلاً في موضوع الحرب الحرب المفروضة على إيران والدفاع الذي قام به الشعب الإيراني، ما هو مدى الثمن الذي دفعته الإدارة الأميركية ووقوفها ضد.. مع عفواً نظام صدام حسين واستصدار القرارات الدولية وإرسال الأسلحة، وأيضاً التأمين المادي للحرب، كم كانت التكاليف التي دفعتها الإدارة الأميركية لمواجهة إيران؟ أعود إلى سؤالك وأقول بأننا لا نريد معادة أي أحد، لكننا من أجل كسب مودة الآخرين وصداقتهم لسنا مستعدين لأن ندوس بأقدامنا على عزتنا.
إيلي ناكوزي: من هنا يعني طرحت السؤال سماحة السيد لأطرح السؤال التالي: وهو أن الغرب يستفز في بعض الأحيان عندما تطلق دعوات من إيران ومن قبل النظام الإيراني والرئيس الإيراني إلى تدمير إسرائيل أو إلى نقل اليهود إلى منطقة أخرى من العالم، وهذا تسمع دائماً بردود فعل واستنكارات ضخمة وكبيرة من قِبل الأميركيين والأوروبيين حتى، هل أنت مؤمن سماحة السيد بأن أولوية إيران أو أنه على إيران أولوية بأن تدمر إسرائيل أو تكن العداء لإسرائيل أو الموت لإسرائيل، أم أنه ممكن أن تتقبل إيران وجود إسرائيل في المنطقة كأمر واقع مفروض على هذه المنطقة اليوم؟
حسن الخميني: أولاً: علينا أن لا ننسى نقطة أن لا ننسى نقطة وهي أن القبول بدولة فلسطينية مستقلة في المنطقة هو من الفروع.. لم يكن.. هو جاء بنتيجة المقاومة للشعب الفلسطيني ولم يكن بنتيجة المفاوضات التي قامت تمت بين القادة، وإلا قبل ذلك لم يكن هناك قبل الانتفاضة لم يكن هناك حديث عن الدولة الفلسطينية المستقلة، وأنه تم التأكيد على ذلك بعد الانتفاضة الثانية، إذن كل ما حصل هو عليه الشعب الفلسطيني كان نتيجة الثورة والانتفاضة ولا لأحد حق بالنسبة للشعب الفلسطيني، كل ذلك من حق الشعب الفلسطيني، ومن أدائه أنه هي النقطة الأولى، والنقطة الثانية هي أن علينا أن نقبل بأن هناك ظلم يجري في عالمنا المعاصر، إننا جميع كلنا من الناس لنضع أنفسنا بمكان الفلسطينيين هناك الملايين يعيشون في المخيمات خارج الحدود الفلسطينية وليس لهم أي حق، إذا كنا نذرف الدموع على عدد من الإسرائيليين طبعاً هم أيضاً اليهودي أيضاً إنسان لماذا لا نذرف الدموع على الملايين من الفلسطينيين إنه يطرح أحياناً بأن الإيرانيين إذن لا أريد أن أقول لا أقول بمسألة العنصر إن الإسلام هو الذي يوجد هذا الواجب بالنسبة لنا، بأنه لا يمكن عبر الظلم أن يستمر القانون إذا أردنا أن نحقق النظام المستدام في الأراضي المحتلة يجب أن يكون كل ذلك على أساس المحبة والعدالة ولا يمكن أن يكون على أساس الظلم.
إيلي ناكوزي: في نفس هذه القضية سماحة السيد أيضاً هناك من يقول أن يعني هذه القضية هي قضية أساساً قضية عربية قضية فلسطين طبعاً، هي قضية ولنقل الأشياء بصراحة هي قضية السنة مع إسرائيل ومعركة السنة مع إسرائيل، اليوم العرب اقتنعوا أن حلم تدمير إسرائيل أصبح بعيداً جداً وليس بمتناول اليد، وآمنوا بمبدأ الحوار، لم يبقَ إلا إيران، إيران ما زالت تدعم حزب الله في خيار المقاومة العنفية، وفي خيار تدمير إسرائيل، ما زالت إيران اليوم تدعم حماس بكل قوة، حماس التي تدعو إلى تدمير إسرائيل، ما دام العرب والسنة تحديداً اقتنعوا بجدوى المفاوضات والحوار مع إسرائيل، لماذا تأخذ إيران على عاتقها مشروع دعم تدمير إسرائيل أو الدولة اليهودية في المنطقة؟
حسن الخميني: أولاً إننا كلنا مسلمون، وإن القضية الفلسطينية لا تتعلق فقط بكم، بالإضافة إلى ذلك بأنك تتكلم باللغة العربية وأنا أيضاً أستطيع أن أتكلم باللغة العربية، والشعب والشعوب في العالم الإسلامي يعتبرون هذه القضية قضيتهم هذه النقطة الأولى، النقطة الثانية: إننا في العالم الإسلامي إنني لا أعتقد بأن الرأي العام يوافق ما يحصل الآن في فلسطين، النموذج البارز هو ما يحصل بين الشعب الفلسطيني، هل حماس إيرانية أو شيعية؟ الحماس حصلت على رأي الأغلبية من دون مشاركة الفلسطينيين خارج الأراضي الفلسطينية، ورغم أنه حسب ما نقل رغم أنهم أغلقوا الطرق لكن حماس استطاعت أن تفوز وتشكل الحكومة، إذن الشعب في الأراضي الفلسطينية هو مع حماس، إن ما جاء في كلامك بأن الشعوب العربية لا تؤمن بذلك ليس الأمر كذلك إنني واثق إنني على ثقة بأنه في البلدان العربية لو تم استطلاع للرأي أو استفتاء عام فإن ما تعتقده حماس سيكون سيحصل على الأغلبية، وأنت أيضاً تؤمن بهذا الأمر.
إيلي ناكوزي: على فكرة يعني هذا ليس رأيي أنا أنقل ما نسمعه من بعض المحللين عندما يعني يحللون في الإستراتيجية الإيرانية، وخصوصاً عندما يعني يعتبر العالم الغربي منظمة كحماس منظمة إرهابية، حتى أن الغرب يعتبر حزب الله منظمة إرهابية يأتي الدعم فقط لهذه المنظمات من إيران، وهنا من هنا نطرح السؤال: أنه عندما الأعين الغربية من أوروبا وليس فقط أميركا، معظم أوروبا ومعظم الغرب يرى أن هذه منظمات إرهابية، لماذا يعني تكون دائماً إيران في جانب هذه المنظمات؟ وهذا ما قد يشكل استفزازاً للرأي العام العالمي، وهنا أيضاً لا أنقل وجهة نظر شخصية إنما وجهة نظر تتداول في الصحافة العالمية وفي الأنظمة العالمية أيضاً.
حسن الخميني: لمرة اسمحوا لي أن نعطي مفهوماً للإرهاب، ما هو مفهوم الإرهاب؟ حينما يقتل عماد مغنية في دمشق هذا ليس عمل إرهابي، لكن إذا قتل أحد في إسرائيل فهذا إرهاب! الإرهاب ماذا معنى الإرهاب؟ هل هناك تعريف موحد لهذه المفردة؟ لا يمكن أن نتحدث عنها من دون أن يكون هناك تعريفاً واحداً، حينما يقول السيد بوش بأن العالم ضد الإرهاب، ماذا مفهوم هذه الجملة ما هو مفهوم الإرهاب؟ على أي حال علينا أن نطرح تعريفاً للإرهاب، لأن ما يقولوا إنهم يقولون إن حماس حركة إرهابية، لكنني أقول بأن حركة حماس هي تشكل الحكومة القانونية من وجهة نظري، حزب الله ليس حركة إرهابية إنما هي حركة لها الأغلبية من الشعب اللبناني، وإنها تدافع عن الشعب اللبناني، على أي حال حينما يقوم تيار في الداخل اللبناني يحصل على.. حينما يكون قادراً على تعبئة الملايين من الناس هذا لا يعتبر تياراً إرهابياً، إن ما تقرر الإدارة الأميركية بأنه إرهابي فنحن يجب أن نسلم وإذا قالوا لا فأيضاً علينا أن نسلم، هذا يمكن أن هذا الرمح يمكن أن يصيب أي دولة عربية، هذا لن يكون فقط بالنسبة لإيران، علينا أن نعطي تعريفاً لهذه المفردة وإلا سنواجه مشكلة.


خوف عربي من التوسع الإيراني

إيلي ناكوزي: نعم. سماحة السيد يعني ما دمنا نتكلم عن حزب الله، وعن فلسطين ونتكلم أيضاً عن العراق، واليوم يعني الجميع يعرف أن هناك نفوذ إيراني في العراق، هناك نفوذ إيراني في لبنان، هناك نفوذ إيراني في فلسطين، في سوريا، هذا ما يجعل البعض يخشى من أن المشروع مشروع النفوذ والتوسع الإيراني هو في الأساس مشروع تصدير الثورة، هل هذا جزء من مشروع تصدير الثورة؟ أم هو فعلاً إيمان إيراني فقط بجدية وأحقية هذه القضايا العربية؟
حسن الخميني: في العراق هناك قائمة فازت بالانتخابات الائتلاف العراقي الموحد رقم قائمة رقم 555 فازت في الانتخاب، حصل على أكثر من 60% من الأصوات، ربما يكونوا من أصدقاء إيران، إن الشعب العراقي صوّت على هذه القائمة، وهذه القائمة حصلت على أصوات الأغلبية في الشعب العراقي وشكل هذا الائتلاف الحكومة، لنفترض أن الأمر كان قد حصل في دولة أخرى مثلاً كان هناك أصدقاء الدولة العربية السعودية كانوا يفوزون، هل كانت تنقل هذه الأقوال؟ وهل كانت هذه الضجة كانت تكون؟ لأ. كانوا يقولون بأنهم أصدقاء السعوديين، نحن في العراق لم يستطع أحد أن يثبت بأن إيران لها حضور عسكري في العراق أو حضور مؤثر ومخرّب، إنما الأمر هو بأن هناك من يتأثر بالفكر التاريخي للثورة الإيرانية من دون حاجة بأن ترسل قوات إلى هناك، هناك فكر يؤيده البعض في العراق، إضافةً إلى ذلك السيد إيلي علينا أن نقبل بأن الأغلبية في العراق هم من الشيعة، وهذه الأغلبية شكّلت حكومة هناك فالعودة إلى الماضي وإلى فترة صدام حسين غير ممكنة، النقطة الأهم هي أن هذه الأغلبية تتعامل وتتفاعل مع الأقلية، ويجب علينا أن نساعد أن يكون تعايش بكل صداقة، لا يمكن أن نفرض بالقوة العودة إلى الوضع السابق وهذا أمر غير ممكن.
إيلي ناكوزي: نعم. نتوقف إذن مع فاصل قصير نعود من بعده لمتابعة الجزء الأخير من هذه الحلقة من بصراحة.
[فاصل إعلاني]
إيلي ناكوزي: إذن سماحة السيد أعود لهذا اللقاء، واستتباعاً للسؤال ما قبل الفاصل ليس هناك اليوم من محاولة لتصدير الثورة وفكر الثورة إلى الدول العربية المحيطة اليوم؟
حسن الخميني: تصدير الثورة بمعنى أي بمعنى أن ندعوا إلى الحركات غير القانونية وغير الشرعية أنا لا أرى ذلك في السياسة الرسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن بمعنى زيادة الوعي، وتقديم الرسالة التاريخية للثورة الإسلامية في إيران هذا موجود، وسيكون في المستقبل، وإن أي مفكر عليه أن يطرح أفكاره للآخرين، بهذا المفهوم الغربيون يبذلون جهود أكثر في هذا المجال، إنهم دائماً يطرحون القيم الغربية، ومن الطبيعي إننا وكل الدول تطرح أفكارها الأفكار التي تراها مناسبة وصحيحة وتضعها تحت اختيار جميع الناس، وإنني أعتقد بأن هذا الفكر بما أنه يتطابق مع الفكر الصافي للإسلام وللنبي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - إنني أشعر بأن هناك رغبة في قلوب المسلمين بالنسبة لهذه الأفكار.
إيلي ناكوزي: من هنا أنطلق لنتكلم تكلمنا عن أميركا وعن إسرائيل وعن العلاقة بالغرب، وهنا نتكلم عن العلاقة بالمحيط العربي، ودائماً ما يُثار مواضيع مثل إذا تعرضت إيران لضربة عسكرية فإيران ستدمر كل بلد موجود فيه قاعدة عسكرية أميركية، أي أنها ستبادر إلى تدمير الخليج وهذا ما يثار دائماً عن إيران، كيف تقيم العلاقة اليوم؟ وهل فعلاً إيران يعني إذا ما تعرضت لضربة عسكرية لا سمح الله ستكون تهديد على منطقة الخليج العربي؟
حسن الخميني: إنني أتصور بأن دول الخليج الفارسي والمحيط العربي أو منطقة الشرق الأوسط بإمكانها أن تكون هناك علاقات حميمة فيما بينها، وأشعر بأنها تتحرك وأننا جميعاً نتحرك بهذا الاتجاه، إنه بالمقارنة مع قبل 10 أو 15 سنة إن على العلاقات الإيرانية بدول الجوار وبمنطقة الخليج الفارسي إنها علاقات جيدة جداً، ولا أقول بأنها في القمة لكنها علاقات مقبولة وتتجه باتجاه جيد، إننا من الطبيعي أنه في فترة الدفاع المقدس في زمن الحرب المفروضة كانت هناك أعتاب شديدة بالنسبة لعتابات شديدة بالنسبة لبعض دول المنطقة للدعم الذي كان يقدم إلى الحكومة العراقية آنذاك، وإنهم تضرورا أكثر من الدول الأخرى بعد ذلك، لكن بعد مضي هذه الفترة إن صفحات تاريخية طويت وإن الزمن يتقدم ولا يقف في آنٍ في فترةٍ زمنيةٍ محددة، علينا أن لا نعيش مع ذكرياتنا، علينا أن نعيش مع الواقع المعاصر والمعاش، وإنني أتصور بأن الشعب الإيراني والحكومة في إيران تناست الماضي وقبلت أن تتناسى الماضي، وأيضاً أصدقائنا في دول منطقة الخليج الفارسي اعترفت بأن تقبل الواقع الموجود في إيران الثورة الإيرانية والشعب الإيراني، ولا يمكن إنكار هذا الواقع، ومنذ فترة رئاسة الشيخ هاشمي وأنتم كان لكم لقاء معه بدأت فترة جيدة وأيضاً في فترة السيد خاتمي تطورت هذه العلاقات، وإنني أتصوّر بأنه في رئاسة السيد أحمدي نجاد لم يحصل فتور في هذه العلاقة، إن حضوره في مؤتمر القمة لدول الخليج الفارسي في الدوحة كانت مبادرة إيجابية وشجاعة وبناءة وكبيرة، إنني لا أريد أن أقول بأنه إيران إذا تحملت ضربة عسكرية إن المسؤولية ستلقى على عاتق الأصدقاء العرب والدول الأخرى في المنطقة، لكنني واثق جداً بأن هذا الأمر سيحصل من دون أن يخطط له أحد، لا يمكن أن نعيش أن يحصل زلزال في البيت المجاور وأن لا يتضرر بيتك، إذا حصلت هذه الضربة من دون أن نريد ونخطط لذلك ومن دون أن يريد الآخرون ربما تحصل هذه المشاكل رغم كل محاولاتنا لعدم توسيع نطاق الحرب، وآمل أن لا يتحقق هذا، وإنني واثق تقريباً بأن هذا الأمر لم يحصل، المهم إن المسؤولين في الحكومات وأيضاً الشعوب لها علاقة معنوية وعاطفية يجب أن تتزايد هذه العلاقات، على أي حال إننا نعيش في منطقةٍ ربما تواجه الكثير من الأحداث، وإذا لم نراقب الأوضاع ربما تحصل أحداث مُرة، لكن انطباعي هو أن الحكام في المنطقة حكام عقلاء، وأيضاً إن الدور المؤثر لوسائل الإعلام ومنها فضائيتكم لها تأثيرها الواسع، والأهم من ذلك إن العلاقات أخذت تتزايد، إن هناك علاقات بين الشعوب لا يمكن للأعداء أن يبثوا الفرقة والنِّقار بين الشعوب، وأرجو أن تتزايد هذه العلاقة الحميمة التي تواجه أحياناً بعض التصدعات، لكنه ربما ستكون في المستقبل علاقات أهم، وإنني أعتقد بأن تأثير وسائل الإعلام وفضائيتكم هو مهم جداً في هذا المجال، وإنني متأكد من أن الجميع يتوقع أن تتحركوا بهذا الاتجاه وأن تبذلوا الجهود لتأليف القلوب.


هل ستسهل إيران مهمة انتخاب رئيس لبناني؟

إيلي ناكوزي: سماحة السيد بما أننا نتكلم عن دول الخليج أيضاً بالأمس رأينا زيارة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس وزراء الإمارات وحاكم دبي، سرّب عن هذه الزيارة التي تناولت إيران وسوريا أنها مبادرة لإقناع إيران وسوريا بتسهيل الانتخابات الرئاسية في لبنان حتى تعقد القمة العربية، هناك اتهامات على إيران أنها تعرقل موضوع الرئاسة حتى من بعض الأفرقاء في الداخل اللبناني، هل يعني سيكون هناك تسهيل إيراني لمهمة انتخاب رئيس لبناني؟
حسن الخميني: على أي حال في لبنان هناك واقع يجب أن يُؤخذ بنظر الاعتبار، هناك فصيلان لا يمكن لأي أحد منهما أن يحذف الآخر، ولذلك يجب أن يتحركا باتجاه التوازن، وحتى الوصول إلى هذا التوازن لا يمكن أن نحقق المطلوب، وسيكون هناك النظام نظاماً متصدعاً، إنني أخي العزيز أقول لك بأن النظام غير العادل هو يعبّر.. هو يجسد بدايةً لحرب ظالمة، ولهذا يجب أن نصل إلى النقطة نسعى من خلالها أن نحقق ما يؤمن لكل من الفصيلين عدم الظلم بالنسبة للآخر، إنني إن انطباعي ليس هو أن هناك في إيران من يريد أن يفرض على أصدقاءه في لبنان ومما لا يعرفه الطرف اللبناني إنني أتصور بأن مجموعة 14 مارس والفصيل المقابل والتيارات الأخرى يعرفون مصالحهم أكثر من أي شخص آخر، ولا يمكن لنا أن إيران مثلاً أو من الدول الأخرى أن نملي عليهم شيئاً أو نشجعهم لأمر ما، إن اللبنانيين وأنت منهم أذكياء جداً.
إيلي ناكوزي: شكراً، سماحة السيد سؤالين أخيرين، يقال عنك أيضاً في الشارع الإيراني أنك قارئ جيد وذكي أيضاً جداً، هل هناك ضربة حسب قراءتك السياسية هل هناك ضربة لإيران ضربة ليست بمعنى الاحتلال لإيران، إنما ضربة عسكرية محدودة أو ضخمة حسب قراءتك؟
حسن الخميني: لا أتصوّر ذلك على الأقل في المستقبل القريب لا أرى ذلك.
إيلي ناكوزي: خلال أسبوعين انتخابات في إيران طبعاً الشارع الإيراني مرّ في كل التجارب الإصلاحية والمحافظة وإلى آخره، كيف تقرأ هذه الانتخابات؟ ماذا تتوقع أن تأتي هذه الانتخابات لإيران؟ هل لديك ميول لمحافظين أو إصلاحيين أم أنك يعني ستتابع هذا الموضوع وستأخذ طرف الحياد في هذا الموضوع؟
حسن الخميني: طبعاً ليس لم أعلن رأيي المباشر في هذا المجال، لكن من الطبيعي إنني كسائر أبناء الشعب الإيراني لي رأيي الخاص، وأتصوّر بأنها ستكون دورة انتخابية جيدة رغم جميع ما حصل قبل الانتخابات لكن الانتخابات ستكون انتخابات جيدة ومفيدة، وأرى بأن مشاركة الناس ستكون على مستوى جيد، وسيكون هناك مجلس قوي ينبثق عن هذه الانتخابات، وإن ما يحصل في السياسة الداخلية في إيران يدل على الحيوية في المجتمع الإيراني، أتذكر بأنه في ذكريات الشاه قرأت بأنه كان عصبياً بأن الملك حسين الملك الأردني حينما حصل انقلاب عسكري ضده كان قد تنرفز من أنه لماذا لم يستطع أن يسيطر على الوضع، وإن الشاه كان قد أوجد نظاماً حديدياً في هذه البلاد، لكنه ذهب وولّى ومات، لكن الحكومة الأردنية رغم التصدّع في الأوضاع استمرت فأتصور بأنه بأن النقاشات السياسية لا تدل على تصدّع الأوضاع أبداً، بل إن المهم هو أن مجموعة البلاد تؤمن الشعب يؤمن بالنظام نظام الحكم بالمصالح الوطنية، وبما يتعلق بمبادئ الدستور وأصل الثورة، هناك نقاشات في الداخل الإيراني كانت وستكون في المستقبل وعلينا أن لا نسعى لإزالة هذه النقاشات لأنها تدل على حيوية المجتمع، فإن الصمت لا يدل على البقاء لا يؤدي إلى البقاء ربما يؤدي إلى الزوال في الكثير من الأحيان أو الانهيار.
إيلي ناكوزي: هل ستعلن دعمك لأحد طرفين سماحة السيد من الإصلاحيين أم المحافظين؟ أم أنك لا تريد أن تزج كونك كما قلنا أحد أنجال أو أحفاد آية الله لا تريد أن تزج اسم العائلة في صراعات سياسية وانتخابات داخلية، وهذا فعلاً هو سؤالي الأخير؟
حسن الخميني: على أي حال إن جميع التيارات الداخلية في إيران هي تعلن وفائها بالنسبة لأفكار الإمام، وتدّعي دائماً بأنها وفيةً بالنسبة لهذه الأفكار، إنني إن دعمي لأحد هذين التيارين أو دعم أمثالي لهذين التيارين ربما يعبّر عن إجحاف بالنسبة للتيار الآخر لأنه سيقال بأننا مع الطرف الأول وضد الطرف الثاني، إنني أتصور بأن الشعب هو الذي سيشخص بأن أي أحد التيارين سيأتي بالفائدة إلى البلاد إذا وصل إلى الحكم.
إيلي ناكوزي: سماحة السيد أنا بالفعل أشكرك مجدداًَ على هذا اللقاء، أشكر كل فريقنا التقني في طهران، معد البرنامج حسين قطايا، والزميل محمد البنا المسؤول التقني، ومدير مكتبنا حسن فحص، طبعاً أشكر المشاهدين الذين تابعونا، أشكر إعطاءنا هذه الفرصة على أمل أن نلتقي من جديد بعد الانتخابات إن شاء الله، ونتكلم فيما حصل ويحصل لإيران شكراً لك.
حسن الخميني: بدوري أشكرك، وأيضاً أشكر مهندس الصوت الذي قام بتنظيم الصوت.
إيلي ناكوزي: شكراً لك.

http://www.alarabiya.net/programs/2008/02/24/46056.html