فاتن
02-24-2008, 08:13 AM
التخوف العربي من العراق واضح بخصوص التشيع
حاوره عباس دشتي:
أشاد السيد جواد الخوئي بالعلاقات الثنائية الكويتية العراقية لما فيها من تداخل عشائري واجتماعي وثقافي اضافة الى تشابه معاناة الشعبين من صدام حسين وازلامه.
ولفت السيد جواد وهو حفيد المرجع الديني المغفور له السيد ابوالقاسم الخوئي وابن الشهيد محمد تقي الخوئي في لقاء مع «الوطن» في ديوان سماحة السيد ابوالقاسم الديباجي الى ان العراق هدف بعض الدول خصوصا اذا خرجت القوات الامريكية منه، مؤكدا ان التأزيم العراقي هو خارجي نتيجة التداخل العسكري والارهابي والحزبي.
واضاف ان هناك تخوفا عربيا واضحا من العراق وحكومته خاصة حول موضوع التشيع.
واكد الى ان المرجعية هي صمام الامان ومازالت الرائدة لحفظ الامن والاستقرار، وذكر ان التدخل الايراني في كل العراق وان الرئيس الايراني بدى استعداده لملء الفراغ بعد امريكا.
وتابع: السيد مقتدى الصدر مطلوب قضائيا، ولكن هناك من تاجر بالقضية لمصالح سياسية، واصفا ان المحاصصة الطائفية البلاء الكبير في العراق، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
¼ لايزال الوضع العراقي متأزما وسط التفجيرات والارهابين ودخول الاسلحة ما أسباب ذلك والى متى؟
ـ للوضع المتأزم في العراق عوامل عديدة فهناك عامل تدخل دول الجوار والحركات المتطرفة خصوصا بعد صعود التيارات المتطرفة في العالم خلال القرن العشرين ويمكن تقسيمها الى الماركسية والشيوعية والقومية، والآن التيارات الاسلامية المتطرفة، والسبب الثالث ضعف الحكومة العراقية ووجود عصابات داخلية، هذه العوامل ادت الى زعزعة الامن والاستقرار، مع ان لكل سبب علاجا محددا.
اما حول تدخل دول الجوار فالجميع يعلم ذلك وهو عملية سياسية واقرب مثال على ذلك استتباب الامن نوعا ما عندما جلس سفير ايران وامريكا على طاولة واحدة، ومن البدهي اننا ندعو الى الصلح والسلام والتهدئة في المنطقة، وعدم تحول الخلافات الثنانية بين بلدين ردود فعلها على العراق ونقل هذه الصراعات، فالحكومة العراقية بإمكانها فتح ذراعيها وصورها لتشمل الجميع لكي تصل الى مرحلة القوة.
العراق هدف بعض الدول
¼ ما سبب ضعف الحكومة والتدخلات الخارجية؟
ـ المعروف ان العراق بلد مهم وله تاريخ عريق ودور كبير اضافة الى الثروات الطبيعية التي مَنَّ الله تعالى بها عليه وكذلك الشعب الوطني المحب للسلام وللآخرين، اضافة الى المقدسات، فالعراق كان البلد المبادر للدفاع عن الامن العربي والمقدسات في دول الجوار، فاهمية العراق تستوجب طموح الآخرين واطماع الآخرين، وبعد دخول القوات الأجنبية ثم تفريغ البلد من النواحي الامنية فاصبح العراق لمدة سنوات فارغا من الاجهزة الامنية، فكانت ارضه خصبة لدول الحركات المتطرفة من قبيل القاعدة سواء لإعلان دولتهم الاسلامية او لعدم انجاح العملية الديموقراطية، او ضرب القوات الامريكية وافشالها في العراق، ومن البدهي اضعاف العراق هدف لبعض الدول فاذا نفسر قتل القاعدة لشيوخ الانبار؟ وهم عرب ومسلمون ابناء مذهب واحد، للاسف ان بعض التيارات تفكيرها ضيق.
اما سبب ضعف الحكومة فهو فراغها من العناصر القديمة وادخال عناصر جديدة، ويمكننا اعطاء نسبة من الحق لهذه الحكومة، لان ذلك من الطبيعي بعد التحول من النظام البائد وتحرير البلد من القمع والديكتاتورية وانواع البطش والظلم، واليوم يعيش العراق بوضع مختلف من الرجال والآلية والفكرة.
ولكن على الحكومة العراقية ان تكون اشمل في المشاركة بقدر الامكان في ادارة البلد.
تخوف عربي
¼ هل يمكننا القول بأن هناك تخوفا عربيا من الحكومة العراقية الشيعية وامتداد الهلاك الشيعي؟
ـ بلاشك هناك تخوف عربي واضح، اضافة الى التردد والتلكؤ والارتبارك في الموقف العربي الى يومنا هذا، فالاخوة العرب لم يحسموا موقفهم حتى الآن بعدم التدخل واتخاذ موقف مضاد، اما النقطة الاخرى حول إيران فهي دولة جارة لديها 1400 كيلو متر حدودا مع العراق، مع ان هناك خلافات عراقية إيرانية، وفارسية عربية وكانت هناك حرب قبل فتره، فإيران بغض النظر عن قوميتها ومذهبها لديها مصالح في العراق، كما أن تركيا لديها مصالح وهكذا بقية الدول، فالمشكلة ان بعض الاحزاب الاسلامية اعطت انطباعا بأن الشيعة العرب في العراق جميعهم يمثلون وجهة نظر واحدة، أو يوالون جهة واحدة، فهذا هو الخطأ الموجود ويجب أن يتضح لدى العرب بخصوص الشيعة في العراق خاصة في الجنوب ان هناك شيعة كانوا في القيادات البعثية وقيادات الحزب الشيوعي كانوا من الشيعة وكبار العلمانيين كانوا من الشيعة، فالتشيع هو مذهب وهناك فارق بين المذهب وبين الادارة والممارسة، فنحن نشترك مع ايران بالمذهبية، ولكن كما اننا لا نسمح لانفسنا بالتدخل في شؤون الاخرين لا نسمح للآخرين بالتدخل في شؤوننا.
المرجعية صمام الأمان
¼ هل للمرجعية دور في مثل هذه الاحداث؟
- ليعلم الجميع ان مرجعية النجف الاشرف هي صمام الامان، وكانت الرائدة ولازالت في حفظ الامن والاستقرار واحترام دول الجوار، وهناك امثلة عديدة مثل موقف المرجع الديني السيد محسن الحكيم من الكويت ابان محاولات احتلال الكويت من قبل عبدالكريم قاسم وكذلك موقف الإمام الخوئي من غزو الكويت واحتلالها من قبل صدام حسين، ولديهما فتاوى واضحة حول احتلال الاكراد في شمال العراق، وكذلك حول الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، لذا فإن المرجعية لها دور ابوي ويعمل على الارشاد والنصح، ولا تتدخل في الجزئيات وليس لديها اية مصلحة أو هدف للدخول في العملية السياسية.
ونظريا ليس هناك أي مرجع في النجف الاشرف يقر بولاية الفقيه المطلقة وهذا الامر من الناحية الفقهية البحتة واتخذته الحوزة منذ مئات السنوات، كما ان الإمام الخوئي لا يقول بوجوب تأسيس دولة اسلامية، كما يرى الإمام السيستاني بولاية الانسان على نفسه، فحوزة النجف هي مدرسة تهتم بما هو حديث على الساحة وتواكب العملية السياسية الديموقراطية أما على الصعيد العملي فهي تجاري الأوضاع فلو اراد الإمام السيستاني تحويل العراق الى دولة اسلامية لحولها قبل خمس سنوات كما انه يتمكن من زعزعة الامن في العراق بالتأثير الروحي والمعنوي الذي لديه، ولكن ليس لديه طموح سياسي وهدفه استقرار العراق وان يعيش الشعب العراقي بالأمن والامان والتآخي.
خطورة خروج الأمريكان
¼ هل استمرار بقاء القوات الأمريكية نتيجة اقامة دولة اسلامية في العراق؟
- حسب قراءة الموقف، ندرك انها لم تأت فقط من اجل العراق، أو من أجل نفط العراق، فامريكا صرفت أكثر من الفي مليار دولار في العراق ولاول مرة في تاريخ العراق بلغت ميزانيته 48 مليارا، فالموضوع اكبر من هذا وله جوانب سياسية متعددة. والمعروف ان القوات الأمريكية متواجدة في المنطقة اكثر من عقدين من الزمن، ولديهم في كثير من دول العالم وجود، وغاية ما في الامر ان وجودهم في العراق أصبح على أرض الواقع.
أما خروج امريكا من العراق حسب رؤية كبار القادة السياسيين فهو خطر كبير على العراق فسوف ينقلب العراق الى بلد اسلامي متطرف يحكمه امثال الزرقاوي وقادة القاعدة وسينتشر الفكر المتشنج. أما كيفية وجودهم وجدولة الخروج فهذا يرجع الى البرلمان العراقي ولا اتوقع خروجهم في القريب العاجل وهم باقون إلى عقود من الزمن.
لصوص وعصابات
¼ ولكن مع وجود القوات الامريكية هناك الكثير من انواع القمع والقتل والتفجير؟
- ليس من السهل حفظ الامن في العراق ففي العراق اكثر من مليون شرطي وجندي واكثر من 160 الف جندي امريكي و80 الفا من افراد الصحوة مع هذا العدد فهناك مصالح متعددة ومتنوعة وجماعات من اللصوص والعصابات اضافة الى ان كل منزل في العراق فيه أسلحة منوعة فضلا عن الاسلحة التي دخلت من دول الجوار بعد انهيار الحكومة العراقية السابقة فليس من السهل سحب هذه الاسلحة من الشعب العراقي.
امريكا المسيطرة على الدفاع العراقي
¼ اشرتم الى ميزانية العراق وهي 48 مليار دولار ومع ذلك ليست لديه الاجهزة العسكرية من دبابات او مدرعات او طائرات عسكرية؟
- المعروف ان وزارة الدفاع بيد القوات الامريكية اضافة الى الاسلحة والمعدات الحربية وحاليا بدأت وزارة الدفاع بشراء الاسلحة الثقيلة كالطائرات العمودية والدبابات والمدرعات والعراق اليوم طور البناء ولا يزال هناك تخوف امريكي بعد تسليح الجيش العراقي حيث انه يود ان يكون هو المسيطر النهائي على هذا الموقف فالعملية معقدة وسط الالحاح لشراء الاسلحة والاجهزة الحربية اضافة الى صرف الميزانية على النواحي الاجتماعية والخدمات العامة والاعمار.
التصريحات العربية تعزز بقاء أمريكا
¼ الا تعتقد ان المشاكل الاقليمية خصوصا الملف النووي الايراني هي سبب اطالة بقاء امريكا في العراق؟
- كما اشرت فان تواجد امريكا في المنطقة كان قبل الملف النووي الايراني وقبل تهديدات صدام حسين ولكن لا يخفى ان الشرق الاوسط منطقة مهمة في العالم وفيها من الدول الغنية في العالم باموالها وآبارها النفطية والمعابر البحرية كذلك بشعوبها ومستوى تفكيرها وعلمها ولكن هناك بعض الدول العربية بتصريحاتها تعزز وتبرر استمرارية بقاء القوات الامريكية في العراق. ولنقل بصراحة لايران الحق تفعل ما تشاء سواء تصالحت مع امريكا ام لا سمح الله دخلت في حرب معها وما يهمنا ان كل بلد يقرر مصيره بنفسه والا تنعكس السلبيات من بلد على آخر والا ندفع نحن العراقيين ضريبة الصراعات سواء بين امريكا وايران او ايران والدول العربية وهكذا ونرى ان القوات الامريكية بدأت بناء معسكرات على الحدود الايرانية ويمكن ان يكون رد فعل لبناء ايران محطة نووية على الحدود الايرانية العراقية مما يؤكد ويعزز البقاء الامريكي في العراق وللاسف فهذه المواقف كلها على حساب الشعب العراقي.
تدخل ايراني في كل العراق
¼ هل يمكننا القول ان هناك تدخلا ايرانيا في الجنوب العراقي؟
- صراحة التدخل الايراني في كل العراق واصبح التدخل واضحا للقاصي والداني للعالم والجاهل والسياسي والايرانيون اعترفوا بذلك واكبر دليل على هذا التدخل مجرد جلوس السفير الايراني مع السفير الامريكي ومفاوضاتهما على استقرار العراق فهذا اقرار ضمني بان لهم اليد الطولى في العراق وقد صرح الرئيس الايراني بانه على استعداد لملء الفراغ بعد خروج القوات الامريكية من العراق فهناك احزاب سياسية ايرانية ومؤسسات ثقافية فكرية وشخصيات سياسية تصرح بانها مدعومة من قبل ايران ولا شك ان من ضمن عوامل الاستقرار في العراق المفاوضات الامريكية الايرانية.
وبودي الاشارة الى عوامل اخرى مثل ابناء الصحوة والوعي ورجوع العراقيين وتقوية اجهزة الامن ومن البديهي ان زعزعة الامن في الجنوب العراقي كانت في منطقتين المناطق المختلطة سنيا وشيعيا ومناطق الأخوة السنة، واليوم هناك استقرار بعد الإقرار بالأمر الواقع، وكذلك تأثير المرجعية في الجنوب، فاستقرار الجنوب لهذين العاملين.
قضاة غير محميين
¼ لماذا لا تطبق العقوبات على المجرمين الذين تمت محاكمتهم؟
- تم تطبيق بعض العقوبات مثل تنفيذ الإعدام، ولكن أقول إن بعض القضاة يخشون تطبيق حكم الإعدام على المجرمين بسبب عدم وجود دولة أو حكومة قوية تحميه، ولكن يكفي أنهم تجرأوا وأصدروا حكما بإعدام صدام حسين وبعض أزلامه، حيث أنه كان يمثل كل الإجرام والظلم.
تدخل نسبي
¼ مامدى صحة ما يقال حول التدخل الأمريكي في بعض القضايا؟
- القضاء العراقي نزيه حتى الآن، ولم أسمع بمثل هذه التدخلات ولكن نقول بإن الأمريكان هم الذين يحكمون العراق، فيمكن أن يكون هناك تدخل نسبي، أما التدخل في كل التفاصيل فهذا غير ملحوظ.
ملف الخوئي في ظل حكومة ضعيفة
¼ في هذا السياق.. أين ملف السيد عبدالمجيد الخوئي والسيد محمد باقر الحكيم؟
- لم يكن ملف السيد عبد المجيد الخوئي أمريكيا، وكذلك ملف السيد الحكيم، فقد تم تشكيل لجنة قضائية كان المشرف عليها القاضي «جوصي» وتم إلقاء القبض على عدد كبير من المتهمين والتحقيق معهم، وسجن عدد منهم وأسرة السيد الخوئي لم تتدخل لا من بعيد ولا من قريب، والنيابة قالت إن المتهم الرئيسي في قتل السيد عبد المجيد الخوئي هو السيد مقتدى الصدر وعليه أن يحضر للمحكمة، وفي 2004 خلال حكم د. إياد علاوي طلب عدد من المراجع قبول طلب السيد مقتدى الصدر وهو أن يذهب للمحكمة في ظل حكومة منتخبة، وتأجل ذلك حتى وصول حكومة دائمة منتخبة، وبعد الانتخابات تدخل شخصان معروفان وتاجرا بالقضية وذهبا إلى مقتدى الصدر وقدما له الولاء والطاعة والهدايا واستعدادهما لإغلاق الملف والإفراج عن السجناء في النجف الأشرف وكردستان من أجل مطامع سياسية، ولكن نقول لمقتدى الصدر إن كنت بريئا فلماذا لاتذهب للمحكمة وإثبات البراءة خصوصا وأن هناك قراراً بإلغاء القبض عليك، إضافة إلى مجموعة من التهم وهناك أفلام مصورة وكيفية القتل والسحل وإيصال القتيل إلى باب مقتدى الصدر، فالقضاء العراقي أصدر القرار وليس هو قوة تنفيذية، فعلى الجيش والشرطة تطبيق ذلك، ولكن للأسف أصبحت القضية سياسية بسبب ضعف الدولة وأجهزتها المختلفة، وأسرة الخوئي لا يمكنها التعامل بطرق غير حضارية وأملنا في العراق الجديد بعدم إعطاء مجال للمجرمين.
ترميم القبة
¼ قيل إنه بدأت عملية الترميم في قبة الإمامين العسكريين ما مدى صحة ذلك؟
- هذا غير صحيح، مع وجود الإمكانيات المادية واستعداد الشركات والمرجعيات الدينية والمحسنين الخيرين لإعادة بناء القبة بشكل أفضل وأفخم، ولكن وزارتي الداخلية والدفاع بصدد تأمين المنطقة أولا حتى لا تتكرر العملية مرة أخرى، فالهدف تنظيف سامراء من الغرباء ثم الاستقرار وتواجد الجيش والقوات الداخلية حتى يبدأ العمل.
لقاءات مستمرة مع السيستاني
¼ ماذا حول لقاء رئيس الجمهورية مع السيد السيستاني خاصة حول تقليص عدد الوزراء؟
- هناك لقاءات مستمرة بين الامام السيد السيستاني والمسؤولين العراقيين سواء رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء او القيادات السياسية والحزبية، والسيد السيستاني لا يتدخل في التفاصيل حول تقليص عدد الوزراء او توزيع الحصص والنسب وغيرها، ولكنه يمثل رأي الشارع العراقي البسيط المتواضع الفقير وينقل هذا التصور للمسؤولين، كما يقوم احيانا بالانتقاد والتوبيخ والعتب، ولذا فان هؤلاء المسؤولين يكونون آذانا صاغية بالرغم من حزنهم وعدم رضاهم على الوضع ويصغون للنصح والارشاد، ولكن للاسف الشديد انه عندما يخرجون من منزل السيد في النجف الاشرف ينسون كل شيء.
وهنا نؤكد ان دور السيد السيستاني كان ولايزال هو الدور الابوي وتقديم النصح والارشاد للمسؤولين من اجل المصلحة العامة.
المحاصص الطائفية
¼ لقد أشرتم الى أسباب ضعف الحكومة، ولكن ما أسباب ضعف البرلمان وتلك التقسيمات فيما بين الاعضاء؟
- اتصور ان ما بني على باطل فهو باطل، لان العراق مبني على المحاصص الطائفية وهي بداية البلاء في العراق، حيث بدأ من الكرد والتركمان والعرب ثم مسلم وغير مسلم ثم سني وشيعي ثم قسمت الشيعة الى مفردات وكذلك السنة وهكذا، وهذه التقسيمات شعر كل جهة ان الجانب الاخر يهدف الى مصادرة حقوقه، وكل طرف يدعي بانه العراق وهو خادم العراق والمخلص لهذه الارض، وتسللت المشكلة الكبرى في العراق الا وهي عدم وجود الثقة والمصداقية بين المسؤولين، لذا يجب اعادة وتعزيز الثقة بين القيادات السياسية، وهناك مشكلة اخرى وهي القوائم المغلقة، فالشعب العراقي انتخب القوائم دون معرفة اعضائها او بالاجبار بانتخاب جميع اعضاء القائمة وان كان بينهم اعضاء غير محببين لديهم، او غير قادرين او دون الامكانيات المطلوبة، اذاً المحاصص الطائفية والقوائم المغلقة والحزبية الضيقة من الطبيعي ان توجد هذا الارتباك والقلق وعدم الانسجام في البرلمان.
سوء الفهم
¼ نعود مرة اخرى الى الحكومة .. ما سبب علاقتها السيئة مع بعض الدول العربية ودول الجوار؟
- اقول ان اللوم على الطرفين، واتحدث بشكل عام دون تخصيص، فاحيانا الحكومة تفتقد الى الدبلوماسية واللياقة في التعامل مع الدول الاخرى، وعدم الثقة بالاخرين، لان هناك اعضاء في الحكومة كانوا اصلا في المعارضة وعانوا الكثير من بعض الدول العربية، وللاسف جاء هؤلاء الى الحكومة بالذهنية نفسها في مطاردتهم ومحاربتهم من بعض هذه الدول ويعتقدون انهم اعداء لهم، فهناك تراكمات وحالات نفسية من الجهتين.
ومن جهة اخرى بعض الدول العربية اطلقت احكاما كلية رأت ان شيعة العراق موالون لايران وينتمون للحزب الاسلامي وغيرها من الاحكام، مع ان الشيعة منتشرون في الدول العربية، وهناك تعامل وتعايش بعيدا عن القلق والقطيعة، وعليه فان بعض الدول مازالت تقاطع الحكومة العراقية، فهناك معاناة مشتركة لأن العراق مهم وكذلك تلك الدول ايضا مهمة، ونرجو من هذه الدول التفهم، فليس كل الشيعة موالين لايران بل الشيعة العراقيون موالون لوطنهم وارضهم.
قانون غير عادل
¼ ما سبب تردد الحكومة في تطبيق قانون اجتثاث البعثيين؟ وما رد فعل المؤسسة؟
- هناك فتوى صريحة من السيد السيستاني بانه «لا يجوز قتل البعثي تهمة وزورا بالشارع» وان ثبت انه بعثي، لعدم وجود حكم شرعي لقتل البعثي، وهنا يجب التحقيق حول القتل عن طريق المحكمة.
ونعلم جليا ان نظام صدام كان يعتمد على البطش والعنف مع وجود مليوني بعثي في العراق، فالمناصب العليا للبعثيين وللدخول للجامعة يجب الانتماء الى الحزب البعثي ونكتب في هويته «رتبة نصير» وهي اول رتبة بعثية، وكذلك معظم الوظائف الاخرى والا ستكون محروما من ابسط الحقوق في العراق.
وكما اسلفت هناك مليونا بعثي منهم من كان مجبرا على الالتحاق والانتماء للحزب البعثي، فليس كل البعثيين مجرمين وهناك مجرمون غير بعثيين، ومن هنا طالبنا بتطبيق العقوبة على من يثبت ادانته بالاجرام ومنذ اليوم الاول لم يكن القرار صحيحا لأنه وضعت المليونين كلهم مجرمين بل اصبحوا في عداد اعداء الحكومة، ثم تراجعت الحكومة بعد اربع سنوات واصدرت قرارا بأن القانون يشمل البعثيين المجرمين، وسمى القانون بالعدالة والسلام وهناك بعثيون في البرلمان ومسؤولون في المؤسسات الحكومية، ونرى ان قوة الحكومة جاءت على الموظفين الكادحين والفقراء المساكين دون الاقوياء وذوي السلطة.
التكامل الحوزوي
¼ هل هناك علاقة بين المرجعية والحوزة العلمية في العراق وفي ايران؟
- المعروف ان المراجع في العراق منبعهم الأئمة الاطهار عليهم السلام حيث انهم ينتهجون منهجا متكاملا تجسيدا للقرآن والسنة والروايات، ويستنبطون الاحكام من مصادرها، فالاجتهاد وفهم النصوص الشرعية اضافة الى المواد والمناهج والآلية واحدة بين المدرستين النجفية والقمية، وهناك آراء رصينة وعلماء اساطين في الحوزتين، لذا فمن الطبيعي حسب النظام الاكاديمي ان تعرف كل مدرسة ما تقوم وما وصلت اليها المدرسة الاخرى والاستفادة منها، فهناك تواصل فكري، لكن هناك بعض الخصائص المميزة للمدرستين، فحوزة قم معروفة بالعرفان والفلسفة وحوزة النجف معروفة بالفقه والاصول، كما كان رجال الدين في حوزة قم اكثر تدخلا في السياسة.
فهناك خصائص اجتماعية وذوقية مع مبدأ التكامل بين الحوزتين.
علاقات جيدة
¼ كيف ترى العلاقات الكويتية ـالعراقية؟
ـ هناك علاقة بين الشعبين على الرغم مما فعله صدام خلال الفترة السابقة بهما، فهناك تداخل بين العشائر والمصاهرة فضلا عن التداخل الثقافي الاجتماعي، فكانت الدراما الكويتية متأثرة بالعراق، والغناء العراقي متواجد في الكويت، فضلا عن الجوار ووحدة العروبة والاسلام والعلاقات السياسية والتجارية، ومع الأسف بعض التصريحات السيئة من هنا وهناك والتأثير السلبي للغزو الصدامي ترك آثاراً سلبية في نفوس الشعب الكويتي ولهم الحق في ذلك، ونتمنى اليوم رجوع العلاقات كما كانت، وتصفية القلوب اكثر وعدم اعطاء مجال لمثل هذه الاقاويل، لانه كما عانى الشعب الكويتي من صدام حسين عانى ايضا الشعب العراقي، فيمكن القول بان هذين الشعبين يدركان ظلامة صدام حسين ويعرفان حجم البطش والقتل والعنف والشعب الكويتي عانى لمدة عام والشعب العراقي عانى 30 عاما.
ومن هنا نطلب من الاخوة والاشقاء في دولة الكويت التواصل الفكري والثقافي والعلمي أفضل مما كان عليه.
أزلام صدام
¼ ولكن هناك أصواتا نشازا في العراق ضد الكويت خصوصا بعد حادثة الحدود قبل فترة
ـ لا شك ان هذه الاصوات موجودة في كل زمان ومكان وعلينا الا نعطيها اي اعتبار بل يجب ابراز المشتركات وصوت العقل والحكمة والتسامح، وهناك العديد من القضايا والمشاكل يجب ان تحل بشكل ثنائي بين مسؤولي البلدين وليس عن طريق التصريحات الإعلامية، وأؤكد هنا بانه علينا عدم اعطاء هذه التصريحات اية اهمية.
ونحن ندين حادثة الحدود كما أدانتها المرجعية الدينية والسياسيون الحكماء، وباعتقادي ان من قام بالهجوم على الحدود هم أزلام صدام، فلا يزالون في العراق ولا يريدون العراق الحديث ورد العلاقات مع دول الجوار، وهؤلاء هم الذين يزعزعون امن واستقرار العراق.
الشكر والتقدير
¼ هل من ك
مة؟
ـ في العراق كفاءات وطنية وعلمية وثقافية وفكرية على مستوى من الطموح والامكانات ويعملون من اجل العراق، واني متفائل بهم، كما انه يشرفني وانا على هذه الارض الطيبة في دولة الكويت اللقاء مع القيادة السياسية الحكيمة وابناء الاسرة الحاكمة وحسن الضيافة متمنيا رجوع العلاقات والمحبة واقامة الندوات الفكرية والشعرية كما كانت في السابق مع شكري الجزيل لوسائل الإعلام والى جميع الأحبة في الكويت.
تاريخ النشر: الاحد 24/2/2008
حاوره عباس دشتي:
أشاد السيد جواد الخوئي بالعلاقات الثنائية الكويتية العراقية لما فيها من تداخل عشائري واجتماعي وثقافي اضافة الى تشابه معاناة الشعبين من صدام حسين وازلامه.
ولفت السيد جواد وهو حفيد المرجع الديني المغفور له السيد ابوالقاسم الخوئي وابن الشهيد محمد تقي الخوئي في لقاء مع «الوطن» في ديوان سماحة السيد ابوالقاسم الديباجي الى ان العراق هدف بعض الدول خصوصا اذا خرجت القوات الامريكية منه، مؤكدا ان التأزيم العراقي هو خارجي نتيجة التداخل العسكري والارهابي والحزبي.
واضاف ان هناك تخوفا عربيا واضحا من العراق وحكومته خاصة حول موضوع التشيع.
واكد الى ان المرجعية هي صمام الامان ومازالت الرائدة لحفظ الامن والاستقرار، وذكر ان التدخل الايراني في كل العراق وان الرئيس الايراني بدى استعداده لملء الفراغ بعد امريكا.
وتابع: السيد مقتدى الصدر مطلوب قضائيا، ولكن هناك من تاجر بالقضية لمصالح سياسية، واصفا ان المحاصصة الطائفية البلاء الكبير في العراق، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
¼ لايزال الوضع العراقي متأزما وسط التفجيرات والارهابين ودخول الاسلحة ما أسباب ذلك والى متى؟
ـ للوضع المتأزم في العراق عوامل عديدة فهناك عامل تدخل دول الجوار والحركات المتطرفة خصوصا بعد صعود التيارات المتطرفة في العالم خلال القرن العشرين ويمكن تقسيمها الى الماركسية والشيوعية والقومية، والآن التيارات الاسلامية المتطرفة، والسبب الثالث ضعف الحكومة العراقية ووجود عصابات داخلية، هذه العوامل ادت الى زعزعة الامن والاستقرار، مع ان لكل سبب علاجا محددا.
اما حول تدخل دول الجوار فالجميع يعلم ذلك وهو عملية سياسية واقرب مثال على ذلك استتباب الامن نوعا ما عندما جلس سفير ايران وامريكا على طاولة واحدة، ومن البدهي اننا ندعو الى الصلح والسلام والتهدئة في المنطقة، وعدم تحول الخلافات الثنانية بين بلدين ردود فعلها على العراق ونقل هذه الصراعات، فالحكومة العراقية بإمكانها فتح ذراعيها وصورها لتشمل الجميع لكي تصل الى مرحلة القوة.
العراق هدف بعض الدول
¼ ما سبب ضعف الحكومة والتدخلات الخارجية؟
ـ المعروف ان العراق بلد مهم وله تاريخ عريق ودور كبير اضافة الى الثروات الطبيعية التي مَنَّ الله تعالى بها عليه وكذلك الشعب الوطني المحب للسلام وللآخرين، اضافة الى المقدسات، فالعراق كان البلد المبادر للدفاع عن الامن العربي والمقدسات في دول الجوار، فاهمية العراق تستوجب طموح الآخرين واطماع الآخرين، وبعد دخول القوات الأجنبية ثم تفريغ البلد من النواحي الامنية فاصبح العراق لمدة سنوات فارغا من الاجهزة الامنية، فكانت ارضه خصبة لدول الحركات المتطرفة من قبيل القاعدة سواء لإعلان دولتهم الاسلامية او لعدم انجاح العملية الديموقراطية، او ضرب القوات الامريكية وافشالها في العراق، ومن البدهي اضعاف العراق هدف لبعض الدول فاذا نفسر قتل القاعدة لشيوخ الانبار؟ وهم عرب ومسلمون ابناء مذهب واحد، للاسف ان بعض التيارات تفكيرها ضيق.
اما سبب ضعف الحكومة فهو فراغها من العناصر القديمة وادخال عناصر جديدة، ويمكننا اعطاء نسبة من الحق لهذه الحكومة، لان ذلك من الطبيعي بعد التحول من النظام البائد وتحرير البلد من القمع والديكتاتورية وانواع البطش والظلم، واليوم يعيش العراق بوضع مختلف من الرجال والآلية والفكرة.
ولكن على الحكومة العراقية ان تكون اشمل في المشاركة بقدر الامكان في ادارة البلد.
تخوف عربي
¼ هل يمكننا القول بأن هناك تخوفا عربيا من الحكومة العراقية الشيعية وامتداد الهلاك الشيعي؟
ـ بلاشك هناك تخوف عربي واضح، اضافة الى التردد والتلكؤ والارتبارك في الموقف العربي الى يومنا هذا، فالاخوة العرب لم يحسموا موقفهم حتى الآن بعدم التدخل واتخاذ موقف مضاد، اما النقطة الاخرى حول إيران فهي دولة جارة لديها 1400 كيلو متر حدودا مع العراق، مع ان هناك خلافات عراقية إيرانية، وفارسية عربية وكانت هناك حرب قبل فتره، فإيران بغض النظر عن قوميتها ومذهبها لديها مصالح في العراق، كما أن تركيا لديها مصالح وهكذا بقية الدول، فالمشكلة ان بعض الاحزاب الاسلامية اعطت انطباعا بأن الشيعة العرب في العراق جميعهم يمثلون وجهة نظر واحدة، أو يوالون جهة واحدة، فهذا هو الخطأ الموجود ويجب أن يتضح لدى العرب بخصوص الشيعة في العراق خاصة في الجنوب ان هناك شيعة كانوا في القيادات البعثية وقيادات الحزب الشيوعي كانوا من الشيعة وكبار العلمانيين كانوا من الشيعة، فالتشيع هو مذهب وهناك فارق بين المذهب وبين الادارة والممارسة، فنحن نشترك مع ايران بالمذهبية، ولكن كما اننا لا نسمح لانفسنا بالتدخل في شؤون الاخرين لا نسمح للآخرين بالتدخل في شؤوننا.
المرجعية صمام الأمان
¼ هل للمرجعية دور في مثل هذه الاحداث؟
- ليعلم الجميع ان مرجعية النجف الاشرف هي صمام الامان، وكانت الرائدة ولازالت في حفظ الامن والاستقرار واحترام دول الجوار، وهناك امثلة عديدة مثل موقف المرجع الديني السيد محسن الحكيم من الكويت ابان محاولات احتلال الكويت من قبل عبدالكريم قاسم وكذلك موقف الإمام الخوئي من غزو الكويت واحتلالها من قبل صدام حسين، ولديهما فتاوى واضحة حول احتلال الاكراد في شمال العراق، وكذلك حول الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، لذا فإن المرجعية لها دور ابوي ويعمل على الارشاد والنصح، ولا تتدخل في الجزئيات وليس لديها اية مصلحة أو هدف للدخول في العملية السياسية.
ونظريا ليس هناك أي مرجع في النجف الاشرف يقر بولاية الفقيه المطلقة وهذا الامر من الناحية الفقهية البحتة واتخذته الحوزة منذ مئات السنوات، كما ان الإمام الخوئي لا يقول بوجوب تأسيس دولة اسلامية، كما يرى الإمام السيستاني بولاية الانسان على نفسه، فحوزة النجف هي مدرسة تهتم بما هو حديث على الساحة وتواكب العملية السياسية الديموقراطية أما على الصعيد العملي فهي تجاري الأوضاع فلو اراد الإمام السيستاني تحويل العراق الى دولة اسلامية لحولها قبل خمس سنوات كما انه يتمكن من زعزعة الامن في العراق بالتأثير الروحي والمعنوي الذي لديه، ولكن ليس لديه طموح سياسي وهدفه استقرار العراق وان يعيش الشعب العراقي بالأمن والامان والتآخي.
خطورة خروج الأمريكان
¼ هل استمرار بقاء القوات الأمريكية نتيجة اقامة دولة اسلامية في العراق؟
- حسب قراءة الموقف، ندرك انها لم تأت فقط من اجل العراق، أو من أجل نفط العراق، فامريكا صرفت أكثر من الفي مليار دولار في العراق ولاول مرة في تاريخ العراق بلغت ميزانيته 48 مليارا، فالموضوع اكبر من هذا وله جوانب سياسية متعددة. والمعروف ان القوات الأمريكية متواجدة في المنطقة اكثر من عقدين من الزمن، ولديهم في كثير من دول العالم وجود، وغاية ما في الامر ان وجودهم في العراق أصبح على أرض الواقع.
أما خروج امريكا من العراق حسب رؤية كبار القادة السياسيين فهو خطر كبير على العراق فسوف ينقلب العراق الى بلد اسلامي متطرف يحكمه امثال الزرقاوي وقادة القاعدة وسينتشر الفكر المتشنج. أما كيفية وجودهم وجدولة الخروج فهذا يرجع الى البرلمان العراقي ولا اتوقع خروجهم في القريب العاجل وهم باقون إلى عقود من الزمن.
لصوص وعصابات
¼ ولكن مع وجود القوات الامريكية هناك الكثير من انواع القمع والقتل والتفجير؟
- ليس من السهل حفظ الامن في العراق ففي العراق اكثر من مليون شرطي وجندي واكثر من 160 الف جندي امريكي و80 الفا من افراد الصحوة مع هذا العدد فهناك مصالح متعددة ومتنوعة وجماعات من اللصوص والعصابات اضافة الى ان كل منزل في العراق فيه أسلحة منوعة فضلا عن الاسلحة التي دخلت من دول الجوار بعد انهيار الحكومة العراقية السابقة فليس من السهل سحب هذه الاسلحة من الشعب العراقي.
امريكا المسيطرة على الدفاع العراقي
¼ اشرتم الى ميزانية العراق وهي 48 مليار دولار ومع ذلك ليست لديه الاجهزة العسكرية من دبابات او مدرعات او طائرات عسكرية؟
- المعروف ان وزارة الدفاع بيد القوات الامريكية اضافة الى الاسلحة والمعدات الحربية وحاليا بدأت وزارة الدفاع بشراء الاسلحة الثقيلة كالطائرات العمودية والدبابات والمدرعات والعراق اليوم طور البناء ولا يزال هناك تخوف امريكي بعد تسليح الجيش العراقي حيث انه يود ان يكون هو المسيطر النهائي على هذا الموقف فالعملية معقدة وسط الالحاح لشراء الاسلحة والاجهزة الحربية اضافة الى صرف الميزانية على النواحي الاجتماعية والخدمات العامة والاعمار.
التصريحات العربية تعزز بقاء أمريكا
¼ الا تعتقد ان المشاكل الاقليمية خصوصا الملف النووي الايراني هي سبب اطالة بقاء امريكا في العراق؟
- كما اشرت فان تواجد امريكا في المنطقة كان قبل الملف النووي الايراني وقبل تهديدات صدام حسين ولكن لا يخفى ان الشرق الاوسط منطقة مهمة في العالم وفيها من الدول الغنية في العالم باموالها وآبارها النفطية والمعابر البحرية كذلك بشعوبها ومستوى تفكيرها وعلمها ولكن هناك بعض الدول العربية بتصريحاتها تعزز وتبرر استمرارية بقاء القوات الامريكية في العراق. ولنقل بصراحة لايران الحق تفعل ما تشاء سواء تصالحت مع امريكا ام لا سمح الله دخلت في حرب معها وما يهمنا ان كل بلد يقرر مصيره بنفسه والا تنعكس السلبيات من بلد على آخر والا ندفع نحن العراقيين ضريبة الصراعات سواء بين امريكا وايران او ايران والدول العربية وهكذا ونرى ان القوات الامريكية بدأت بناء معسكرات على الحدود الايرانية ويمكن ان يكون رد فعل لبناء ايران محطة نووية على الحدود الايرانية العراقية مما يؤكد ويعزز البقاء الامريكي في العراق وللاسف فهذه المواقف كلها على حساب الشعب العراقي.
تدخل ايراني في كل العراق
¼ هل يمكننا القول ان هناك تدخلا ايرانيا في الجنوب العراقي؟
- صراحة التدخل الايراني في كل العراق واصبح التدخل واضحا للقاصي والداني للعالم والجاهل والسياسي والايرانيون اعترفوا بذلك واكبر دليل على هذا التدخل مجرد جلوس السفير الايراني مع السفير الامريكي ومفاوضاتهما على استقرار العراق فهذا اقرار ضمني بان لهم اليد الطولى في العراق وقد صرح الرئيس الايراني بانه على استعداد لملء الفراغ بعد خروج القوات الامريكية من العراق فهناك احزاب سياسية ايرانية ومؤسسات ثقافية فكرية وشخصيات سياسية تصرح بانها مدعومة من قبل ايران ولا شك ان من ضمن عوامل الاستقرار في العراق المفاوضات الامريكية الايرانية.
وبودي الاشارة الى عوامل اخرى مثل ابناء الصحوة والوعي ورجوع العراقيين وتقوية اجهزة الامن ومن البديهي ان زعزعة الامن في الجنوب العراقي كانت في منطقتين المناطق المختلطة سنيا وشيعيا ومناطق الأخوة السنة، واليوم هناك استقرار بعد الإقرار بالأمر الواقع، وكذلك تأثير المرجعية في الجنوب، فاستقرار الجنوب لهذين العاملين.
قضاة غير محميين
¼ لماذا لا تطبق العقوبات على المجرمين الذين تمت محاكمتهم؟
- تم تطبيق بعض العقوبات مثل تنفيذ الإعدام، ولكن أقول إن بعض القضاة يخشون تطبيق حكم الإعدام على المجرمين بسبب عدم وجود دولة أو حكومة قوية تحميه، ولكن يكفي أنهم تجرأوا وأصدروا حكما بإعدام صدام حسين وبعض أزلامه، حيث أنه كان يمثل كل الإجرام والظلم.
تدخل نسبي
¼ مامدى صحة ما يقال حول التدخل الأمريكي في بعض القضايا؟
- القضاء العراقي نزيه حتى الآن، ولم أسمع بمثل هذه التدخلات ولكن نقول بإن الأمريكان هم الذين يحكمون العراق، فيمكن أن يكون هناك تدخل نسبي، أما التدخل في كل التفاصيل فهذا غير ملحوظ.
ملف الخوئي في ظل حكومة ضعيفة
¼ في هذا السياق.. أين ملف السيد عبدالمجيد الخوئي والسيد محمد باقر الحكيم؟
- لم يكن ملف السيد عبد المجيد الخوئي أمريكيا، وكذلك ملف السيد الحكيم، فقد تم تشكيل لجنة قضائية كان المشرف عليها القاضي «جوصي» وتم إلقاء القبض على عدد كبير من المتهمين والتحقيق معهم، وسجن عدد منهم وأسرة السيد الخوئي لم تتدخل لا من بعيد ولا من قريب، والنيابة قالت إن المتهم الرئيسي في قتل السيد عبد المجيد الخوئي هو السيد مقتدى الصدر وعليه أن يحضر للمحكمة، وفي 2004 خلال حكم د. إياد علاوي طلب عدد من المراجع قبول طلب السيد مقتدى الصدر وهو أن يذهب للمحكمة في ظل حكومة منتخبة، وتأجل ذلك حتى وصول حكومة دائمة منتخبة، وبعد الانتخابات تدخل شخصان معروفان وتاجرا بالقضية وذهبا إلى مقتدى الصدر وقدما له الولاء والطاعة والهدايا واستعدادهما لإغلاق الملف والإفراج عن السجناء في النجف الأشرف وكردستان من أجل مطامع سياسية، ولكن نقول لمقتدى الصدر إن كنت بريئا فلماذا لاتذهب للمحكمة وإثبات البراءة خصوصا وأن هناك قراراً بإلغاء القبض عليك، إضافة إلى مجموعة من التهم وهناك أفلام مصورة وكيفية القتل والسحل وإيصال القتيل إلى باب مقتدى الصدر، فالقضاء العراقي أصدر القرار وليس هو قوة تنفيذية، فعلى الجيش والشرطة تطبيق ذلك، ولكن للأسف أصبحت القضية سياسية بسبب ضعف الدولة وأجهزتها المختلفة، وأسرة الخوئي لا يمكنها التعامل بطرق غير حضارية وأملنا في العراق الجديد بعدم إعطاء مجال للمجرمين.
ترميم القبة
¼ قيل إنه بدأت عملية الترميم في قبة الإمامين العسكريين ما مدى صحة ذلك؟
- هذا غير صحيح، مع وجود الإمكانيات المادية واستعداد الشركات والمرجعيات الدينية والمحسنين الخيرين لإعادة بناء القبة بشكل أفضل وأفخم، ولكن وزارتي الداخلية والدفاع بصدد تأمين المنطقة أولا حتى لا تتكرر العملية مرة أخرى، فالهدف تنظيف سامراء من الغرباء ثم الاستقرار وتواجد الجيش والقوات الداخلية حتى يبدأ العمل.
لقاءات مستمرة مع السيستاني
¼ ماذا حول لقاء رئيس الجمهورية مع السيد السيستاني خاصة حول تقليص عدد الوزراء؟
- هناك لقاءات مستمرة بين الامام السيد السيستاني والمسؤولين العراقيين سواء رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء او القيادات السياسية والحزبية، والسيد السيستاني لا يتدخل في التفاصيل حول تقليص عدد الوزراء او توزيع الحصص والنسب وغيرها، ولكنه يمثل رأي الشارع العراقي البسيط المتواضع الفقير وينقل هذا التصور للمسؤولين، كما يقوم احيانا بالانتقاد والتوبيخ والعتب، ولذا فان هؤلاء المسؤولين يكونون آذانا صاغية بالرغم من حزنهم وعدم رضاهم على الوضع ويصغون للنصح والارشاد، ولكن للاسف الشديد انه عندما يخرجون من منزل السيد في النجف الاشرف ينسون كل شيء.
وهنا نؤكد ان دور السيد السيستاني كان ولايزال هو الدور الابوي وتقديم النصح والارشاد للمسؤولين من اجل المصلحة العامة.
المحاصص الطائفية
¼ لقد أشرتم الى أسباب ضعف الحكومة، ولكن ما أسباب ضعف البرلمان وتلك التقسيمات فيما بين الاعضاء؟
- اتصور ان ما بني على باطل فهو باطل، لان العراق مبني على المحاصص الطائفية وهي بداية البلاء في العراق، حيث بدأ من الكرد والتركمان والعرب ثم مسلم وغير مسلم ثم سني وشيعي ثم قسمت الشيعة الى مفردات وكذلك السنة وهكذا، وهذه التقسيمات شعر كل جهة ان الجانب الاخر يهدف الى مصادرة حقوقه، وكل طرف يدعي بانه العراق وهو خادم العراق والمخلص لهذه الارض، وتسللت المشكلة الكبرى في العراق الا وهي عدم وجود الثقة والمصداقية بين المسؤولين، لذا يجب اعادة وتعزيز الثقة بين القيادات السياسية، وهناك مشكلة اخرى وهي القوائم المغلقة، فالشعب العراقي انتخب القوائم دون معرفة اعضائها او بالاجبار بانتخاب جميع اعضاء القائمة وان كان بينهم اعضاء غير محببين لديهم، او غير قادرين او دون الامكانيات المطلوبة، اذاً المحاصص الطائفية والقوائم المغلقة والحزبية الضيقة من الطبيعي ان توجد هذا الارتباك والقلق وعدم الانسجام في البرلمان.
سوء الفهم
¼ نعود مرة اخرى الى الحكومة .. ما سبب علاقتها السيئة مع بعض الدول العربية ودول الجوار؟
- اقول ان اللوم على الطرفين، واتحدث بشكل عام دون تخصيص، فاحيانا الحكومة تفتقد الى الدبلوماسية واللياقة في التعامل مع الدول الاخرى، وعدم الثقة بالاخرين، لان هناك اعضاء في الحكومة كانوا اصلا في المعارضة وعانوا الكثير من بعض الدول العربية، وللاسف جاء هؤلاء الى الحكومة بالذهنية نفسها في مطاردتهم ومحاربتهم من بعض هذه الدول ويعتقدون انهم اعداء لهم، فهناك تراكمات وحالات نفسية من الجهتين.
ومن جهة اخرى بعض الدول العربية اطلقت احكاما كلية رأت ان شيعة العراق موالون لايران وينتمون للحزب الاسلامي وغيرها من الاحكام، مع ان الشيعة منتشرون في الدول العربية، وهناك تعامل وتعايش بعيدا عن القلق والقطيعة، وعليه فان بعض الدول مازالت تقاطع الحكومة العراقية، فهناك معاناة مشتركة لأن العراق مهم وكذلك تلك الدول ايضا مهمة، ونرجو من هذه الدول التفهم، فليس كل الشيعة موالين لايران بل الشيعة العراقيون موالون لوطنهم وارضهم.
قانون غير عادل
¼ ما سبب تردد الحكومة في تطبيق قانون اجتثاث البعثيين؟ وما رد فعل المؤسسة؟
- هناك فتوى صريحة من السيد السيستاني بانه «لا يجوز قتل البعثي تهمة وزورا بالشارع» وان ثبت انه بعثي، لعدم وجود حكم شرعي لقتل البعثي، وهنا يجب التحقيق حول القتل عن طريق المحكمة.
ونعلم جليا ان نظام صدام كان يعتمد على البطش والعنف مع وجود مليوني بعثي في العراق، فالمناصب العليا للبعثيين وللدخول للجامعة يجب الانتماء الى الحزب البعثي ونكتب في هويته «رتبة نصير» وهي اول رتبة بعثية، وكذلك معظم الوظائف الاخرى والا ستكون محروما من ابسط الحقوق في العراق.
وكما اسلفت هناك مليونا بعثي منهم من كان مجبرا على الالتحاق والانتماء للحزب البعثي، فليس كل البعثيين مجرمين وهناك مجرمون غير بعثيين، ومن هنا طالبنا بتطبيق العقوبة على من يثبت ادانته بالاجرام ومنذ اليوم الاول لم يكن القرار صحيحا لأنه وضعت المليونين كلهم مجرمين بل اصبحوا في عداد اعداء الحكومة، ثم تراجعت الحكومة بعد اربع سنوات واصدرت قرارا بأن القانون يشمل البعثيين المجرمين، وسمى القانون بالعدالة والسلام وهناك بعثيون في البرلمان ومسؤولون في المؤسسات الحكومية، ونرى ان قوة الحكومة جاءت على الموظفين الكادحين والفقراء المساكين دون الاقوياء وذوي السلطة.
التكامل الحوزوي
¼ هل هناك علاقة بين المرجعية والحوزة العلمية في العراق وفي ايران؟
- المعروف ان المراجع في العراق منبعهم الأئمة الاطهار عليهم السلام حيث انهم ينتهجون منهجا متكاملا تجسيدا للقرآن والسنة والروايات، ويستنبطون الاحكام من مصادرها، فالاجتهاد وفهم النصوص الشرعية اضافة الى المواد والمناهج والآلية واحدة بين المدرستين النجفية والقمية، وهناك آراء رصينة وعلماء اساطين في الحوزتين، لذا فمن الطبيعي حسب النظام الاكاديمي ان تعرف كل مدرسة ما تقوم وما وصلت اليها المدرسة الاخرى والاستفادة منها، فهناك تواصل فكري، لكن هناك بعض الخصائص المميزة للمدرستين، فحوزة قم معروفة بالعرفان والفلسفة وحوزة النجف معروفة بالفقه والاصول، كما كان رجال الدين في حوزة قم اكثر تدخلا في السياسة.
فهناك خصائص اجتماعية وذوقية مع مبدأ التكامل بين الحوزتين.
علاقات جيدة
¼ كيف ترى العلاقات الكويتية ـالعراقية؟
ـ هناك علاقة بين الشعبين على الرغم مما فعله صدام خلال الفترة السابقة بهما، فهناك تداخل بين العشائر والمصاهرة فضلا عن التداخل الثقافي الاجتماعي، فكانت الدراما الكويتية متأثرة بالعراق، والغناء العراقي متواجد في الكويت، فضلا عن الجوار ووحدة العروبة والاسلام والعلاقات السياسية والتجارية، ومع الأسف بعض التصريحات السيئة من هنا وهناك والتأثير السلبي للغزو الصدامي ترك آثاراً سلبية في نفوس الشعب الكويتي ولهم الحق في ذلك، ونتمنى اليوم رجوع العلاقات كما كانت، وتصفية القلوب اكثر وعدم اعطاء مجال لمثل هذه الاقاويل، لانه كما عانى الشعب الكويتي من صدام حسين عانى ايضا الشعب العراقي، فيمكن القول بان هذين الشعبين يدركان ظلامة صدام حسين ويعرفان حجم البطش والقتل والعنف والشعب الكويتي عانى لمدة عام والشعب العراقي عانى 30 عاما.
ومن هنا نطلب من الاخوة والاشقاء في دولة الكويت التواصل الفكري والثقافي والعلمي أفضل مما كان عليه.
أزلام صدام
¼ ولكن هناك أصواتا نشازا في العراق ضد الكويت خصوصا بعد حادثة الحدود قبل فترة
ـ لا شك ان هذه الاصوات موجودة في كل زمان ومكان وعلينا الا نعطيها اي اعتبار بل يجب ابراز المشتركات وصوت العقل والحكمة والتسامح، وهناك العديد من القضايا والمشاكل يجب ان تحل بشكل ثنائي بين مسؤولي البلدين وليس عن طريق التصريحات الإعلامية، وأؤكد هنا بانه علينا عدم اعطاء هذه التصريحات اية اهمية.
ونحن ندين حادثة الحدود كما أدانتها المرجعية الدينية والسياسيون الحكماء، وباعتقادي ان من قام بالهجوم على الحدود هم أزلام صدام، فلا يزالون في العراق ولا يريدون العراق الحديث ورد العلاقات مع دول الجوار، وهؤلاء هم الذين يزعزعون امن واستقرار العراق.
الشكر والتقدير
¼ هل من ك
مة؟
ـ في العراق كفاءات وطنية وعلمية وثقافية وفكرية على مستوى من الطموح والامكانات ويعملون من اجل العراق، واني متفائل بهم، كما انه يشرفني وانا على هذه الارض الطيبة في دولة الكويت اللقاء مع القيادة السياسية الحكيمة وابناء الاسرة الحاكمة وحسن الضيافة متمنيا رجوع العلاقات والمحبة واقامة الندوات الفكرية والشعرية كما كانت في السابق مع شكري الجزيل لوسائل الإعلام والى جميع الأحبة في الكويت.
تاريخ النشر: الاحد 24/2/2008