فاطمي
02-23-2008, 12:55 AM
أسرار حملة التأبين
قالوا عن الأمين العام لحزب الله:
* الثائر القادم من رحم الكرامة العربية - مسلم البراك
* رافع راية الجهاد والشهادة - جمعان الحربش - ناصر الامة - وليد الطبطبائي
* احمد الشحومي عن حزب الله.. ان كان حزب الله إرهابيا فسجلوني إرهابيا
بقلم: عبداللطيف الدعيج
«حاول عريف الحفل مرارا وتكرارا اقناع الحضور بالجلوس، الا انهم رفضوا، لكنه عندما عاود الطلب مناشدهم بمحبة حزب الله وسيده جلس الحضور على الفور ملبين الطلب».
هذا لم يحدث في ايران او حتى لبنان، ولم يقم به النائب عدنان عبد الصمد او النائب احمد لاري او اتباعهما كما سيتصور البعض على ما اعتقد. لكن هذا حدث مع الاسف في ساحة الارادة التي شهدت ميلاد الحركة الوطنية الكويتية. وقلنا يومها نحن ان المشاركين بذلك الحفل او التجمهر «لوثوا» ساحة الارادة.
المشاركون الذين لوثوا ساحة الارادة والذين سجدوا لحزب الله وسيده - هكذا جاء في الخبر - كما طلب منهم عريف الحفل، ليسوا ايضا الايرانيين واللبنانيين وليسوا ايضا الفلسطينيين، ليسوا الخونة وليسوا الاستفزازيين.. ولكنهم كل ما يسمى بالقوى السياسية في الكويت عدا التحالف الوطني الديموقراطي الذي لم يشارك في مهرجان تأييد حزب الله وسيده في ساحة الارادة يوم الجمعة 2006/7/21. والقوى السياسية الكويتية التي سجدت لحزب الله وسيده هي: «تجمع العدالة والسلام، التحالف الوطني الاسلامي، حزب الامة، المنبر الديموقراطي، تجمع الميثاق الوطني، الحركة الدستورية الاسلامية والحركة السلفية. (القبس ص 6 – 2006/7/22).
المشاركون لم يكتفوا بالسجود لحزب الله، بل ألقوا الكلمات النارية تأييدا للحزب وطعنا وقذفا بمناوئيه او حتى الصامتين وغير المبالين من بقية العرب والمسلمين.. يعني حضراتنا. ومقتطفات خطبهم هي من عدد الزميلة «السياسة» 1366985: النائب احمد الشحومي كان واضحا وصريحا في انحيازه للارهاب والارهابيين فقد اعلن «ان اميركا تعتقد ان حماس وحزب الله هم من الارهابيين، فان كانوا كذلك فليسجلوني ارهابيا معهم».
اما النائب مسلم البراك، الذي اعلن فصل النائب عبد الصمد ولاري من كتلة العمل الشعبي، فقد قال بالحرف الواحد: ان اهم اهداف الرئيس الاميركي جورج بوش «تصفية هذا الثائر القادم من رحم الكرامة العربية السيد حسن نصر الله، وعندما يمس هذا الثائر فسيكون آخر مسمار يدق في نعش هذه الامة»، يعني احنا كلنا بكفة وحبيب مسلم البراك السيد حسن نصرالله بكفة... حتى جمال عبدالناصر ما قالوا عنه هذا.
اما النائب وليد الطبطبائي، الذي طالب برفع الحصانة عن زميليه في ساحة الارادة وزميليه في مجلس الامة لانهما أبَّنا ولم يؤيدا القائد العسكري لحزب الله، النائب الذي ثمن بشدة وعلى صفحات «الوطن» أدوار اسامة بن لادن، فقد استنكر حجة من يعترضون على حرب السيد نصر الله الامين العام للحزب ذاته لانه لم يستأذن الحكومة اللبنانية، وقال «إن الدفاع عن الكرامة لا يحتاج الى اذن وموافقة».
وحيا الطبطبائي المجاهد حسن نصر الله واصفا إياه بـ«ناصر الامة». النائب جمعان الحربش لم يخرج عن خط التمجيد والتثمين لدور حزب الله وقائد الامة السيد حسن نصرالله فقد وصفه بـ «البطل رافع راية الجهاد والشهادة».
اما مجلس الامة، المتوقع ان يرفع الحصانة عن العضوين عدنان عبدالصمد واحمد لاري فانا اكتب حتى من دون الرجوع الى اي مصادر انه عقد جلسة خاصة «كالعادة»، ادان العدوان واستنكر المواقف المتخاذلة للدول العربية وطالب بنصرة حزب الله ودعمه ماديا ومعنويا استعد للمراهنة بكل شيء على ذلك.
القصد من كل هذا السرد، وبالمناسبة فقد كان هناك الكثير من المتحدثين، منهم نائب رئيس مجلس الامة والنائب العمير والنائب عبد الصمد نفسه، لكن كلماتهم تركزت على ادانة الارهاب وطلب مساندة لبنان وفلسطين ولم تمجد في السيد او حزب الله. القصد اننا او على الاقل كل القوى السياسية الكويتية، والى حد ما كل اعضاء مجلس الامة مثل النائب الشحومي «ارهابيون». كلنا نؤيد ما قام به حزب الله وكلنا نسجد للسيد.
الآن كيف يكون حزب الله نصير الامة وسيده، عفوا سيدنا كلنا، قاهر اليهود واعداء الامة امس ويتحول الى عدو الكويت وسافح دم الشهداء اليوم!. عدنان عبد الصمد واحمد لاري لم يفعلا اكثر مما فعل «كل» عربي ومسلم، مجّدا الحرب ومجّدا من قام بها. نحن كأمة ونحن كدولة وحكومة، ونحن كوزارة تربية ربينا الجميع ومنهم عدنان عبد الصمد واحمد لاري على كره اليهود والحقد على المستعمرين وعلمناهم كيفية التصدي للغزاة والمتآمرين على قدر ومقدرات الامة العربية بالأمس، والاسلامية اليوم.
لم يأتيا بجديد ولم يخرجا عن خط وسير الامة العربية والاسلامية والامة الكويتية ايضا وفقا لممثلها مجلس الامة الكويتي الذي انتهز وينتهز كل مناسبة للتمجيد في الارهاب وادانة الغزوات العسكرية والثقافية للغرب. لم يأتيا بجديد ولم يخرجا عن الخط ولم يفعلا اكثر من نقل التجمع الوطني الكويتي من ساحة الارادة الى الحسينية ولم يفعلا اكثر من تمديد او عرض الجزء الثاني منه.
ان السيد عماد مغنية، الذي يتهم البعض النائبين عدنان عبدالصمد واحمد لاري بالخيانة العظمى - مرة واحدة - لمجرد تأبينه هو جندي من جنود السيد حسن نصر الله.. السيد ذاته الذي سجد له اعضاء مجلس الامة الكويتي ومجّدوه ونصَّبوه قائدا وزعيما لهم ولنا ايضا - غصب علينا - في ساحة الارادة. ما الذي فعله النائبان عبد الصمد ولاري غير متابعة خط زملائهما ومواصلة نضال الامة العظيمة؟!..
ان من يدين السيد مغنية عليه ان يدين قبل ذلك من أمره ومن اختار وحدد له اهدافه.
تماما.. كالذي يدين محمد عطا مطلوب منه ان يدين قبله اسامة بن لادن، فالسيد اسامة بن لادن وتنظيم القاعدة هما المسؤولان الحقيقيان عن احداث 11/9 وعن القتل والتقتيل اللذين جريا هنا في الكويت وليس محمد عطا وحده. وهذا الامر ينطبق تماما على السيد مغنية، فادانته تدين السيد حسن نصر الله.. وبراءة السيد حسن نصرالله لكل ذي لب وفهم هي براءة للسيد مغنية. نواب الامة وممثلوها الاشاوس، وقادتها السياسيون المحنكون لم يبرئوا السيد نصر الله وحسب.. بل مجدوه ونصبوه قائدا وملهما لكل العرب والمسلمين.. اذاً ما ذنب عدنان عبدالصمد واحمد لاري وهما لم يفعلا غير تأبين تلميذ من تلاميذه؟!
.. ما ذنبهما وهما يقتفيان خطى زملائهما والقوى السياسية الكويتية ويواصلان المسيرة «العطرة» للسيد حسن نصر الله وجنده؟
اما اذا كان الزعم انهما ابّنا من تلطخت يداه بدماء الكويتيين، فماذا عمن كتب في الصفحة الاخيرة في الزميلة «الوطن» يمجد بن لادن والقاعدة، وتنظيمهما مسؤول عن دماء الكثير من الكويتيين والاجانب شهداء الواجب وغيرهم من الكويتيين من ضحايا تغرير وتدليس القاعدة؟! وماذا عمن أبَّن «شهداء» القاعدة وكبَّر اثناء دفنهم في ادانة واضحة ليس للحكومة بل لشهدائنا الذين تصدوا لهم... لكن يبدو ان «ل... رب غفور».
حكومة الكويت لم تدن رسميا لا حزب الله، ولا السيد عماد مغنية، ولم تتهمهما اصلا باختطاف «الجابرية». بل ان التلميحات التي صدرت بعد الاختطاف وبعد حوادث العنف التي شهدتها الكويت في الثمانينات ان المسؤول هو حزب الدعوة وليس حزب الله. حكومة الكويت لم تعلن رسميا اتهامها للسيد عماد مغنية، بل الغريب ان من يحمل لواء اتهام حزب الله وعماد مغنية اليوم هو من اعلن بعد التحرير ان حوادث الثمانينات الاجرامية هي من تدبير المخابرات العراقية وصدام حسين وليست من ايران او حلفائها في المنطقة.
الزميل فؤاد الهاشم، أحد حملة مشاعل حرق النائبين عدنان عبدالصمد واحمد لاري كتب بعد التحرير - انا اكتب مع الأسف من الذاكرة - انه التقى الامين العام لحزب الله ــ وقتها - السيد حسين فضل الله في بيروت موفدا من قبل الحكومة واللجان الشعبية الكويتية اثناء الاحتلال!.. يعني حسب رواية الزميل فإن الحكومة واللجان الشعبية كانت تعتبر حزب الله صديقا يترجى منه خير في تحرير الكويت. وربما ليست صدفة ان الزميل صلاح الهاشم الاخ الاكبر كتب في «الرأي العام» عدد 1998/4/5 ان هذا اليوم «هو يوم الذكرى العاشرة للعملية الجبانة التي نفذها حزب الدعوة..» أي ان المتهم كان وربما لا يزال قبل التأبين هو حزب الدعوة.
ليكن واضحا هنا انني لست بصدد الدفاع عن النائبين وعمّن ابّن عماد مغنية، فأنا كتبت الاسبوع الماضي وبالتحديد يوم 2008/2/18 انه «بغض النظر عما اذا كان عماد مغنية مسؤولا عن الجرائم الارهابية في الكويت ام لا، يبقى ارهابيا وعدوا للانسانية. وعلى الذي يطالب العالم باثبات مسؤوليته عن جرائمه، عليه اولا ان يثبت براءته منها، او يدلنا على من نفذ تلك الجرائم او ليستح ويصمت». يعني هنا ادانة مباشرة لتصرف المؤبنين..
ولكن ليس اتهاما لهما بالخيانة وليس دعوة لاسقاط جنسيتهما او عضويتهما او تعميم ذلك كله ليتناول التكتل الشعبي وهو الهدف الاساسي للحملة «الوطنية» ضد المؤبنين!.
حكومة الكويت لم تتهم السيد عماد مغنية قبل موته وقبل ان يؤبنه من ابَّنه. ربما يكون التأبين استفزازا وعملا غير مسؤول وتصرفا اهوج واخرق، ولكنه ليس خيانة وليس عداء للدولة او الحكومة. ربما هو الان، اي بعد ان «لقتها من الله» الحكومة الرشيدة وانحازت ضد التكتل الشعبي واصدرت اتهاما للسيد مغنية، ولكن وقت التأبين لم يرتكب احد خيانة وطنية.. حماقة ربما.. ولكن بالتأكيد ليس خيانة ولا ما يستحق كل هذه الاتهامات والمغالطات.
ان الحملة ضد المشاركين في التأبين مصدرها الاساسي عاملان: البغض الطائفي والتعصب المذهبي من جهة، والرغبة بتحجيم التكتل الشعبي او الانتقام من مواقف اعضائه المبالغة في الاهتمام بالمال العام. ومع الأسف انجر معها الكثيرون بحسن نية ووفروا لها الدعم الذي لا تستحقه، ووجدت فيها حكومة الشيخ ناصر والمكتوون بقضايا المال العام فرصة للانتقام من التكتل الشعبي ومضايقاته.
عبداللطيف الدعيج
قالوا عن الأمين العام لحزب الله:
* الثائر القادم من رحم الكرامة العربية - مسلم البراك
* رافع راية الجهاد والشهادة - جمعان الحربش - ناصر الامة - وليد الطبطبائي
* احمد الشحومي عن حزب الله.. ان كان حزب الله إرهابيا فسجلوني إرهابيا
بقلم: عبداللطيف الدعيج
«حاول عريف الحفل مرارا وتكرارا اقناع الحضور بالجلوس، الا انهم رفضوا، لكنه عندما عاود الطلب مناشدهم بمحبة حزب الله وسيده جلس الحضور على الفور ملبين الطلب».
هذا لم يحدث في ايران او حتى لبنان، ولم يقم به النائب عدنان عبد الصمد او النائب احمد لاري او اتباعهما كما سيتصور البعض على ما اعتقد. لكن هذا حدث مع الاسف في ساحة الارادة التي شهدت ميلاد الحركة الوطنية الكويتية. وقلنا يومها نحن ان المشاركين بذلك الحفل او التجمهر «لوثوا» ساحة الارادة.
المشاركون الذين لوثوا ساحة الارادة والذين سجدوا لحزب الله وسيده - هكذا جاء في الخبر - كما طلب منهم عريف الحفل، ليسوا ايضا الايرانيين واللبنانيين وليسوا ايضا الفلسطينيين، ليسوا الخونة وليسوا الاستفزازيين.. ولكنهم كل ما يسمى بالقوى السياسية في الكويت عدا التحالف الوطني الديموقراطي الذي لم يشارك في مهرجان تأييد حزب الله وسيده في ساحة الارادة يوم الجمعة 2006/7/21. والقوى السياسية الكويتية التي سجدت لحزب الله وسيده هي: «تجمع العدالة والسلام، التحالف الوطني الاسلامي، حزب الامة، المنبر الديموقراطي، تجمع الميثاق الوطني، الحركة الدستورية الاسلامية والحركة السلفية. (القبس ص 6 – 2006/7/22).
المشاركون لم يكتفوا بالسجود لحزب الله، بل ألقوا الكلمات النارية تأييدا للحزب وطعنا وقذفا بمناوئيه او حتى الصامتين وغير المبالين من بقية العرب والمسلمين.. يعني حضراتنا. ومقتطفات خطبهم هي من عدد الزميلة «السياسة» 1366985: النائب احمد الشحومي كان واضحا وصريحا في انحيازه للارهاب والارهابيين فقد اعلن «ان اميركا تعتقد ان حماس وحزب الله هم من الارهابيين، فان كانوا كذلك فليسجلوني ارهابيا معهم».
اما النائب مسلم البراك، الذي اعلن فصل النائب عبد الصمد ولاري من كتلة العمل الشعبي، فقد قال بالحرف الواحد: ان اهم اهداف الرئيس الاميركي جورج بوش «تصفية هذا الثائر القادم من رحم الكرامة العربية السيد حسن نصر الله، وعندما يمس هذا الثائر فسيكون آخر مسمار يدق في نعش هذه الامة»، يعني احنا كلنا بكفة وحبيب مسلم البراك السيد حسن نصرالله بكفة... حتى جمال عبدالناصر ما قالوا عنه هذا.
اما النائب وليد الطبطبائي، الذي طالب برفع الحصانة عن زميليه في ساحة الارادة وزميليه في مجلس الامة لانهما أبَّنا ولم يؤيدا القائد العسكري لحزب الله، النائب الذي ثمن بشدة وعلى صفحات «الوطن» أدوار اسامة بن لادن، فقد استنكر حجة من يعترضون على حرب السيد نصر الله الامين العام للحزب ذاته لانه لم يستأذن الحكومة اللبنانية، وقال «إن الدفاع عن الكرامة لا يحتاج الى اذن وموافقة».
وحيا الطبطبائي المجاهد حسن نصر الله واصفا إياه بـ«ناصر الامة». النائب جمعان الحربش لم يخرج عن خط التمجيد والتثمين لدور حزب الله وقائد الامة السيد حسن نصرالله فقد وصفه بـ «البطل رافع راية الجهاد والشهادة».
اما مجلس الامة، المتوقع ان يرفع الحصانة عن العضوين عدنان عبدالصمد واحمد لاري فانا اكتب حتى من دون الرجوع الى اي مصادر انه عقد جلسة خاصة «كالعادة»، ادان العدوان واستنكر المواقف المتخاذلة للدول العربية وطالب بنصرة حزب الله ودعمه ماديا ومعنويا استعد للمراهنة بكل شيء على ذلك.
القصد من كل هذا السرد، وبالمناسبة فقد كان هناك الكثير من المتحدثين، منهم نائب رئيس مجلس الامة والنائب العمير والنائب عبد الصمد نفسه، لكن كلماتهم تركزت على ادانة الارهاب وطلب مساندة لبنان وفلسطين ولم تمجد في السيد او حزب الله. القصد اننا او على الاقل كل القوى السياسية الكويتية، والى حد ما كل اعضاء مجلس الامة مثل النائب الشحومي «ارهابيون». كلنا نؤيد ما قام به حزب الله وكلنا نسجد للسيد.
الآن كيف يكون حزب الله نصير الامة وسيده، عفوا سيدنا كلنا، قاهر اليهود واعداء الامة امس ويتحول الى عدو الكويت وسافح دم الشهداء اليوم!. عدنان عبد الصمد واحمد لاري لم يفعلا اكثر مما فعل «كل» عربي ومسلم، مجّدا الحرب ومجّدا من قام بها. نحن كأمة ونحن كدولة وحكومة، ونحن كوزارة تربية ربينا الجميع ومنهم عدنان عبد الصمد واحمد لاري على كره اليهود والحقد على المستعمرين وعلمناهم كيفية التصدي للغزاة والمتآمرين على قدر ومقدرات الامة العربية بالأمس، والاسلامية اليوم.
لم يأتيا بجديد ولم يخرجا عن خط وسير الامة العربية والاسلامية والامة الكويتية ايضا وفقا لممثلها مجلس الامة الكويتي الذي انتهز وينتهز كل مناسبة للتمجيد في الارهاب وادانة الغزوات العسكرية والثقافية للغرب. لم يأتيا بجديد ولم يخرجا عن الخط ولم يفعلا اكثر من نقل التجمع الوطني الكويتي من ساحة الارادة الى الحسينية ولم يفعلا اكثر من تمديد او عرض الجزء الثاني منه.
ان السيد عماد مغنية، الذي يتهم البعض النائبين عدنان عبدالصمد واحمد لاري بالخيانة العظمى - مرة واحدة - لمجرد تأبينه هو جندي من جنود السيد حسن نصر الله.. السيد ذاته الذي سجد له اعضاء مجلس الامة الكويتي ومجّدوه ونصَّبوه قائدا وزعيما لهم ولنا ايضا - غصب علينا - في ساحة الارادة. ما الذي فعله النائبان عبد الصمد ولاري غير متابعة خط زملائهما ومواصلة نضال الامة العظيمة؟!..
ان من يدين السيد مغنية عليه ان يدين قبل ذلك من أمره ومن اختار وحدد له اهدافه.
تماما.. كالذي يدين محمد عطا مطلوب منه ان يدين قبله اسامة بن لادن، فالسيد اسامة بن لادن وتنظيم القاعدة هما المسؤولان الحقيقيان عن احداث 11/9 وعن القتل والتقتيل اللذين جريا هنا في الكويت وليس محمد عطا وحده. وهذا الامر ينطبق تماما على السيد مغنية، فادانته تدين السيد حسن نصر الله.. وبراءة السيد حسن نصرالله لكل ذي لب وفهم هي براءة للسيد مغنية. نواب الامة وممثلوها الاشاوس، وقادتها السياسيون المحنكون لم يبرئوا السيد نصر الله وحسب.. بل مجدوه ونصبوه قائدا وملهما لكل العرب والمسلمين.. اذاً ما ذنب عدنان عبدالصمد واحمد لاري وهما لم يفعلا غير تأبين تلميذ من تلاميذه؟!
.. ما ذنبهما وهما يقتفيان خطى زملائهما والقوى السياسية الكويتية ويواصلان المسيرة «العطرة» للسيد حسن نصر الله وجنده؟
اما اذا كان الزعم انهما ابّنا من تلطخت يداه بدماء الكويتيين، فماذا عمن كتب في الصفحة الاخيرة في الزميلة «الوطن» يمجد بن لادن والقاعدة، وتنظيمهما مسؤول عن دماء الكثير من الكويتيين والاجانب شهداء الواجب وغيرهم من الكويتيين من ضحايا تغرير وتدليس القاعدة؟! وماذا عمن أبَّن «شهداء» القاعدة وكبَّر اثناء دفنهم في ادانة واضحة ليس للحكومة بل لشهدائنا الذين تصدوا لهم... لكن يبدو ان «ل... رب غفور».
حكومة الكويت لم تدن رسميا لا حزب الله، ولا السيد عماد مغنية، ولم تتهمهما اصلا باختطاف «الجابرية». بل ان التلميحات التي صدرت بعد الاختطاف وبعد حوادث العنف التي شهدتها الكويت في الثمانينات ان المسؤول هو حزب الدعوة وليس حزب الله. حكومة الكويت لم تعلن رسميا اتهامها للسيد عماد مغنية، بل الغريب ان من يحمل لواء اتهام حزب الله وعماد مغنية اليوم هو من اعلن بعد التحرير ان حوادث الثمانينات الاجرامية هي من تدبير المخابرات العراقية وصدام حسين وليست من ايران او حلفائها في المنطقة.
الزميل فؤاد الهاشم، أحد حملة مشاعل حرق النائبين عدنان عبدالصمد واحمد لاري كتب بعد التحرير - انا اكتب مع الأسف من الذاكرة - انه التقى الامين العام لحزب الله ــ وقتها - السيد حسين فضل الله في بيروت موفدا من قبل الحكومة واللجان الشعبية الكويتية اثناء الاحتلال!.. يعني حسب رواية الزميل فإن الحكومة واللجان الشعبية كانت تعتبر حزب الله صديقا يترجى منه خير في تحرير الكويت. وربما ليست صدفة ان الزميل صلاح الهاشم الاخ الاكبر كتب في «الرأي العام» عدد 1998/4/5 ان هذا اليوم «هو يوم الذكرى العاشرة للعملية الجبانة التي نفذها حزب الدعوة..» أي ان المتهم كان وربما لا يزال قبل التأبين هو حزب الدعوة.
ليكن واضحا هنا انني لست بصدد الدفاع عن النائبين وعمّن ابّن عماد مغنية، فأنا كتبت الاسبوع الماضي وبالتحديد يوم 2008/2/18 انه «بغض النظر عما اذا كان عماد مغنية مسؤولا عن الجرائم الارهابية في الكويت ام لا، يبقى ارهابيا وعدوا للانسانية. وعلى الذي يطالب العالم باثبات مسؤوليته عن جرائمه، عليه اولا ان يثبت براءته منها، او يدلنا على من نفذ تلك الجرائم او ليستح ويصمت». يعني هنا ادانة مباشرة لتصرف المؤبنين..
ولكن ليس اتهاما لهما بالخيانة وليس دعوة لاسقاط جنسيتهما او عضويتهما او تعميم ذلك كله ليتناول التكتل الشعبي وهو الهدف الاساسي للحملة «الوطنية» ضد المؤبنين!.
حكومة الكويت لم تتهم السيد عماد مغنية قبل موته وقبل ان يؤبنه من ابَّنه. ربما يكون التأبين استفزازا وعملا غير مسؤول وتصرفا اهوج واخرق، ولكنه ليس خيانة وليس عداء للدولة او الحكومة. ربما هو الان، اي بعد ان «لقتها من الله» الحكومة الرشيدة وانحازت ضد التكتل الشعبي واصدرت اتهاما للسيد مغنية، ولكن وقت التأبين لم يرتكب احد خيانة وطنية.. حماقة ربما.. ولكن بالتأكيد ليس خيانة ولا ما يستحق كل هذه الاتهامات والمغالطات.
ان الحملة ضد المشاركين في التأبين مصدرها الاساسي عاملان: البغض الطائفي والتعصب المذهبي من جهة، والرغبة بتحجيم التكتل الشعبي او الانتقام من مواقف اعضائه المبالغة في الاهتمام بالمال العام. ومع الأسف انجر معها الكثيرون بحسن نية ووفروا لها الدعم الذي لا تستحقه، ووجدت فيها حكومة الشيخ ناصر والمكتوون بقضايا المال العام فرصة للانتقام من التكتل الشعبي ومضايقاته.
عبداللطيف الدعيج