فاطمي
02-23-2008, 12:37 AM
عشنا وشفنا
كتب / عبدالمحسن يوسف جمال
عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام:
جزى الله المصائب كل خير
عرفت بها صديقي من عدوي
وقالت العرب قديما: في المحن يعرف الرجال..
تمر على اي مجتمع بعض الاوقات التي تكفهر بها الامور ويختلط الحابل بالنابل، ويتعرض المرء في حياته الى مواقف صعبة بين الحين والآخر، وهذه هي طبيعة الحياة الدنيا كما يقولها الشاعر محاكيا حال الامام الحسين عليه السلام:
طبعت على كدر وانت تريدها
صفوا من الاقذار والاكدار
ومطّلب الايام فوق طباعها
متطلب في الماء جذوة نار
ما حدث في الكويت في الايام الاخيرة يدرس من عدة نواح، الاول، الاعلام الذي يطرح القضايا بشكل استفزازي مقصود، ويبدأ بالهجوم باستخدام كلمات يعف اهل الفضل عن التفكير بها، ناهيك عن قولها، وهنا نستذكر قول امير المؤمنين «ما حاججت جاهلا الا وحجني، وما حاججت عاقلا الا وحججته».
وهذا النوع من الاعلام المضلل يؤدي دوره لفترة ثم يخبو، ولقد خبرنا ذلك في عهد صدام، وكيف كان يستخدم هذا النوع ضد الآخرين، وكيف تأثر البعض في الكويت، وكانوا آلته الببغائية، التي نال منها الشرفاء ما نالوا ويالغرابة الدنيا حين تتكرر الاحوال.. وزد عليها ثارات للبعض يثيرها كلما سنحت له الفرصة.
والثانية ان البعض يستخدم اسلوب التخوين الذي شب عليه واعتاد اجتراره او الطعن بالولاء لطائفة كاملة شهدت لها الاحداث، خصوصا الغزو الصدامي الذي اخرس الراقصين معه، وبدأ هؤلاء بالطعن بولاء من حافظ على الديرة يوم العسرة، ومن صمد فيها مدافعا ومناضلا.
اما المضحكات فهي ان يقف المتلوثون بعفونة شراء الاصوات لينضموا الى جوقة «المطبلين للشرف».
لا ادري لماذا لم يتذكر هؤلاء الذين اعتبروا قاتل الشهيد بوحمد والضباط الكويتيين شهيدا، والذين اعتبروا صدام حسين الذي عاث في البلاد فسادا «شهيد الشهداء»، لانه اعدم يوم الاضحى.
ماذا نقول لجوقة الشتائم التي يقودها سراق الاموال واصبح دورهم اليوم بملياراتهم يقودون حفلة الشتائم لاهل الكويت، فاصبحوا عند البعض شرفاء ووطنيين، متناسين تاريخهم الاسود.
ثم ماذا نقول للمبتدئين بالسياسة والمندسين بين رجال القانون ليحاولوا ان يكونوا «شرفاء روما»، بعد ان كان بعضهم عينا على اهله واصدقائه وطفيليا لا يعرفه احد، وها هم يريدون التسلق على تاريخ سياسي كتب بالصدق والعرق والموقف الثابت والصبر على الاذى وعبور طريق ذات الشوكة.
ايه ايها الدهر الذي اصبح فيه زوار اسرائيل ومصطافوها يوزعون اوسمة الوطنية!
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، فان الله سبحانه قد ابان في هذه الايام الكثير من الامور، وسيبين في القادم منها الاكثر. كيف لا ونحن من مدرسة الامام جعفر الصادق عليه السلام الذي علمنا حب الوطن وقال «عمرت البلدان بحب الاوطان»، كيف لا نكون اهل الخلاص وقد امرنا (روحي له الفداء)، «ان من كرم المرء بكاءه على ما مضى من زمانه وحنينه على اوطانه وحفظه قديم اخوانه».
كيف لا وها هو ذا الامام الحسن العسكري عليه السلام، وهو يعلم اتباع اهل البيت فن التعامل مع المجتمع كله «صلوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وادوا حقوقهم، فان الرجل اذا ورع في دينه وصدق في حديثه وادى الامانة وحسن خلقه مع الناس قيل هذا شيعي فيسرني ذلك».
كيف يريد البعض ان يتطاول علينا او الطعن في ولائنا لمسقط رأسنا ونحن نردد اقوال فقهائنا ومراجعنا بالتمسك بالاركان والحفاظ علىالنظام العام.
ألسنا الذين تركنا الاهل والابناء وجبنا العالم ايام المحنة حين تقاعس البعض وتركوا جناسيهم لنطالب بعودة الشرعية الدستورية الى الكويت، اينسى ذلك لان جوقة الطبالين والراقصين على انغامهم علت اصواتهم، فلم يعد البعض يسمع صوت الحق حتى جاء حديثو النعمة ليبحثوا في موضع طعنة في اهل الكويت الشرفاء فيسددوها في ظهورهم؟
ولسنا نحن الذين نجبن وقت المواجهة، اما الى اهلي وعزوتي وابناء بلدي وشعبي، وان اجتمع بعضهم علينا كالقصعة على اكلتها، فانا نقول كما قال هابيل عليه السلام حين اراد قابيل قتله «لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلك اني اخاف الله رب العالمين». المائدة (28)
د. عبدالمحسن يوسف جمال
ajamal1950@hotmail.com
كتب / عبدالمحسن يوسف جمال
عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام:
جزى الله المصائب كل خير
عرفت بها صديقي من عدوي
وقالت العرب قديما: في المحن يعرف الرجال..
تمر على اي مجتمع بعض الاوقات التي تكفهر بها الامور ويختلط الحابل بالنابل، ويتعرض المرء في حياته الى مواقف صعبة بين الحين والآخر، وهذه هي طبيعة الحياة الدنيا كما يقولها الشاعر محاكيا حال الامام الحسين عليه السلام:
طبعت على كدر وانت تريدها
صفوا من الاقذار والاكدار
ومطّلب الايام فوق طباعها
متطلب في الماء جذوة نار
ما حدث في الكويت في الايام الاخيرة يدرس من عدة نواح، الاول، الاعلام الذي يطرح القضايا بشكل استفزازي مقصود، ويبدأ بالهجوم باستخدام كلمات يعف اهل الفضل عن التفكير بها، ناهيك عن قولها، وهنا نستذكر قول امير المؤمنين «ما حاججت جاهلا الا وحجني، وما حاججت عاقلا الا وحججته».
وهذا النوع من الاعلام المضلل يؤدي دوره لفترة ثم يخبو، ولقد خبرنا ذلك في عهد صدام، وكيف كان يستخدم هذا النوع ضد الآخرين، وكيف تأثر البعض في الكويت، وكانوا آلته الببغائية، التي نال منها الشرفاء ما نالوا ويالغرابة الدنيا حين تتكرر الاحوال.. وزد عليها ثارات للبعض يثيرها كلما سنحت له الفرصة.
والثانية ان البعض يستخدم اسلوب التخوين الذي شب عليه واعتاد اجتراره او الطعن بالولاء لطائفة كاملة شهدت لها الاحداث، خصوصا الغزو الصدامي الذي اخرس الراقصين معه، وبدأ هؤلاء بالطعن بولاء من حافظ على الديرة يوم العسرة، ومن صمد فيها مدافعا ومناضلا.
اما المضحكات فهي ان يقف المتلوثون بعفونة شراء الاصوات لينضموا الى جوقة «المطبلين للشرف».
لا ادري لماذا لم يتذكر هؤلاء الذين اعتبروا قاتل الشهيد بوحمد والضباط الكويتيين شهيدا، والذين اعتبروا صدام حسين الذي عاث في البلاد فسادا «شهيد الشهداء»، لانه اعدم يوم الاضحى.
ماذا نقول لجوقة الشتائم التي يقودها سراق الاموال واصبح دورهم اليوم بملياراتهم يقودون حفلة الشتائم لاهل الكويت، فاصبحوا عند البعض شرفاء ووطنيين، متناسين تاريخهم الاسود.
ثم ماذا نقول للمبتدئين بالسياسة والمندسين بين رجال القانون ليحاولوا ان يكونوا «شرفاء روما»، بعد ان كان بعضهم عينا على اهله واصدقائه وطفيليا لا يعرفه احد، وها هم يريدون التسلق على تاريخ سياسي كتب بالصدق والعرق والموقف الثابت والصبر على الاذى وعبور طريق ذات الشوكة.
ايه ايها الدهر الذي اصبح فيه زوار اسرائيل ومصطافوها يوزعون اوسمة الوطنية!
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، فان الله سبحانه قد ابان في هذه الايام الكثير من الامور، وسيبين في القادم منها الاكثر. كيف لا ونحن من مدرسة الامام جعفر الصادق عليه السلام الذي علمنا حب الوطن وقال «عمرت البلدان بحب الاوطان»، كيف لا نكون اهل الخلاص وقد امرنا (روحي له الفداء)، «ان من كرم المرء بكاءه على ما مضى من زمانه وحنينه على اوطانه وحفظه قديم اخوانه».
كيف لا وها هو ذا الامام الحسن العسكري عليه السلام، وهو يعلم اتباع اهل البيت فن التعامل مع المجتمع كله «صلوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وادوا حقوقهم، فان الرجل اذا ورع في دينه وصدق في حديثه وادى الامانة وحسن خلقه مع الناس قيل هذا شيعي فيسرني ذلك».
كيف يريد البعض ان يتطاول علينا او الطعن في ولائنا لمسقط رأسنا ونحن نردد اقوال فقهائنا ومراجعنا بالتمسك بالاركان والحفاظ علىالنظام العام.
ألسنا الذين تركنا الاهل والابناء وجبنا العالم ايام المحنة حين تقاعس البعض وتركوا جناسيهم لنطالب بعودة الشرعية الدستورية الى الكويت، اينسى ذلك لان جوقة الطبالين والراقصين على انغامهم علت اصواتهم، فلم يعد البعض يسمع صوت الحق حتى جاء حديثو النعمة ليبحثوا في موضع طعنة في اهل الكويت الشرفاء فيسددوها في ظهورهم؟
ولسنا نحن الذين نجبن وقت المواجهة، اما الى اهلي وعزوتي وابناء بلدي وشعبي، وان اجتمع بعضهم علينا كالقصعة على اكلتها، فانا نقول كما قال هابيل عليه السلام حين اراد قابيل قتله «لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلك اني اخاف الله رب العالمين». المائدة (28)
د. عبدالمحسن يوسف جمال
ajamal1950@hotmail.com