المهدى
07-21-2004, 12:24 PM
واشنطن: دافني باراك
كان ليلة الخميس قبل عدة اسابيع. ووصل جون ادواردز الذي سيدخل انتخابات الرئاسة الاميركية كنائب لجون كيري المرشح الرئاسي عن الحزب الديمقراطي الى منزل في جورجيا. ولم يلفت انتباه احد، بينما وصل كيري مصحوبا بعدد من رجال الاعلام وعدد من رجال الخدمة السرية الى منزله في نفس الحي. وبعد فترة قصير هرب من وسائل الاعلام وسار نحو منزل يبعد عدة عمارات عن منزله حيث كان ادواردز ينتظره بعصبية. وكانت المضيفة وزيرة الخارجية السابقة مادلين اولبرايت، وهي صديقة مقربة من كيري. وطرحت العديد من الاسئلة في هذا اللقاء السري.
وبعد مناقشة طويلة اتخذ كيري قراره بخصوص نائبه في انتخابات الرئاسة. غير انه لم ينطق بحرف لا لأولبرايت ولا لإدواردز. وعلم السناتور الشاب انه الشخص المختار يوم الثلاثاء التالي. نعم، تعرف مادلين كيف تحتفظ بسر. وعندما سألتها عن دورها في اختيار ادواردز، ابتسمت. اقصد انها لا تمانع اذا ما قلت كل ذلك.
ولكنها ليست بغبية ولا سيما اذا ما ارادت ان تلعب دورا كبيرا في ادارة كيري في حال الفوز. ولدت مادلين في براغ في التشيك، وهي نتاج لما يعرف بالحلم الاميركي. وسعى والدها للجوء خلال الحرب العالمية الثانية. وفي الوقت الذي قتل فيه اقاربها اليهود، هاجرت مع اسرتها للولايات المتحدة وساعدها تحدثها لخمس لغات (الانجليزية والتشيكية والفرنسية والالمانية والبولندية) على تطوير نشاطها الدبلوماسي. وحتى اليوم لا تزال مادلين اولبرايت صاحبة اعلى منصب سياسي تشغله امرأة في الحياة السياسية الاميركية.
* ماذا تفعلين الآن؟ ما هي نشاطاتك؟ ـ انا مشغولة بالعديد من النشاطات. فإنا استاذة جامعية ادرس في جامعة جورج تاون. كما بدأت في عمل خاص، عمل استشاري. وانا رئيسة مجلس ادارة المعهد الوطني الديمقراطي الذي يساهم في نشر الديمقراطية. وانا سفيرة لمجلس ادارة سوق نيويورك للاوراق المالية وعدد آخر من الهيئات. والقي العديد من الخطب، انا مشغولة للغاية.
* انت اقوى امرأة في تاريخ اميركا. لقد قرأت انك قلت في محاضرة إن الزعماء الاجانب يقبلونك بطريقة جيدة. وان الغيرة كانت من الداخل؟. ـ ما حدث هو الآتي، عندما كنت التقي بقادة اجانب، كانوا يعلمون انهم يلتقون بوزيرة خارجية الولايات المتحدة، ولم يكن يهم ما اذا كنت امرأة ام رجلا. وفي الواقع، أعتقد ان كوني امرأة كان ميزة في بعض الاحيان.
* كانوا يعاملونك بطريقة اكثر أدبا؟
ـ لا. اعتقد انهم كانوا مهتمين بوجهات نظري. وفي بعض الاحيان كان يمكن كسر الحواجز لانهم كانوا يقبلوني على الخدين. اعتقد انهم كانوا يشعرون بالراحة معي. لم تكن لدي أي مشاكل معهم. ويجب علي القول انه كانت لدي مشاكل مع الرجال في الحكومة الاميركية، ليس لانهم يعادون المرأة ولكن لانهم يعرفوني لفترة طويلة وعبر العديد من الادوار ، سواء كصديقة لزوجاتهم او من خلال العمل. ولذا اعتقد انه كان صعبا لبعض منهم ان يقبل ما حدث أي كيف اصبحت وزيرة خارجية.
* بصفتك امرأة قوية، انت وكوندوليزا رايس، هي غير متزوجة وانت مطلقة.. هل تعتقدين ان ذلك من بين الاسباب؟
ـ اعتقد ذلك. ولكن يتطلب الامر نوعية معينة من النساء ونوعية معينة من الرجال. وقد قلت ذلك في حالتي، لا اعتقد انني كنت سأشغل منصب وزيرة الخارجية اذا كنت مازلت متزوجة، ولكني اعتقد انه من الممكن لامرأة ان تكون متزوجة وان تشغل منصبا كبيرا.
* انت بالطبع تؤيدين جون كيري. وأصدر جون كيري قبل فترة بيانا قال فيه انه ربما يجب على الولايات المتحدة اعادة التفكير في علاقاتها مع السعودية بعد 11 سبتمبر. ما هي وجهة نظرك بخصوص ذلك؟
ـ اعتقد انه كانت لدينا، ولعقود طويلة، علاقة وثيقة مع السعودية. ومن الواضح انه امر في غاية الاهمية بالنسبة لنا، ولكني اعتقد انه من الضروري فهم ضرورة الحاجة لإجراء اصلاحات في غاية الجدية في السعودية. والسؤال هو كيف يفعلون ذلك، او ما إذا كانوا يتعلمون بسرعة كافية ضرورة القيام بدور ناشط، للتعامل مع قضية الارهاب.
* فيما يتعلق بجون كيري، اعلم انك تمارسين دورا. فأنت استضفت اللقاء مع إدواردز؟
ـ نحن جيران، ولكني لا اؤكد او انفي ذلك. اعرف جون كيري جيدا. واعرفه منذ اكثر من عشرين سنة، لانه انذاك كنت رئيسة لمركز ابحاث السياسة الوطنية، وكنا نجري بحثا عن فيتنام وكان السناتور كيري يعمل به. ثم عندما كنت سفيرة في الامم المتحدة ووزيرة للخارجية ادليت بشهادتي اكثر من مرة أمامه. وهو يعيش قريبا مني، ولذا اعرفه جيدا واعرف انه زعيم في غاية القوة والذكاء.
* يشعر العديد ان جون ادواردز يتفوق على كيري. ما هو رأيك؟
ـ لا اعتقد ذلك. اعتقد انهما شريكان جيدان. الامر المهم هنا هو انك تختار رئيسا يختار نائبا للرئيس. اعتقد ان لكل منهما اسلوبه في الحملة الانتخابية. اعتقد ان الامر مثير للانتباه : فقد ذكر السناتور كيري في برنامج تلفزيوني انه لا يعبأ بوجود اسلوب مختلف ام لا. اعتقد انهما يشعران بالراحة مع بعضهما بعضا.
* ما هو رأيك في إدواردز؟ كيف تجدينه ؟ انت لا تعرفينه جيدا ؟
ـ لا اعرفه كما اعرف كيري، ولكني اعتقد انه اميركي جيد يحمل الكثير من القيم، قام بعمل جيدا فيما يتعلق بشرح موقفه. وهو في غاية الوضوح بخصوص أمر اعتقد انه في غاية الاهمية في هذه الحملة. فهو يؤمن بعدم امكانية وجود اميركتين: الناس الذين لديهم كل الامتيازات وهؤلاء الذين ليست لديهم أية امتيازات. هو يمثل ذلك، كشخص من خلفية اجتماعية متواضعة. والأمر الذي اعتقد انه جذاب بالنسبة له هو قدرته على شرح ذلك للشعب الاميركي.
* انت جارة لجون كيري وتيريزا زوجته. الناس لا يعرفون كيف يقبلونها. احكي لنا عن تيريزا الجارة والصديقة.
ـ في الواقع انا اعرفها ( تيريزا) اطول من معرفتي بالسناتور كيري لاننا خدمنا في مجلس ادارة مدرسة معا. اعتقد انها امرأة مميزة، ولدينا كثير من الصفات المشتركة، لانني لم اولد في الولايات المتحدة ايضا. وتحدثنا كثيرا عن امتيازات الحياة في اميركا، واهتمامها بالتعليم وقضايا المرأة. انها امرأة عظيمة. وهي في غاية الذكاء والالتزام.
* كيف ستكون كسيدة اولى؟
ـ اعتقد انها ستكون عظيمة، لانها في غاية الذكاء وتهتم بالناس. اعتقد انها في غاية الجودة.
* بالنسبة الى هيلاري كلينتون.. هل نحن على استعداد لرئيسة للجمهورية ؟ ـ اعتقد انه يجب ذلك. تعتقد الولايات المتحدة انها متقدمة في كل شيء، الا اننا متخلفون في هذا المجال. لقد ظهرت زعيمات في عدد اخر من الدول. انديرا غاندي وغولدا مائير ومارغريت ثاتشر. وكانت ماري روبنسون رئيسة لايرلندا. اعتقد ان هيلاري كلينتون في غاية التركيز ومميزة وامرأة ملتزمة للغاية.
* بحكم علاقتك الوثيقة مع كيري، هل تعتزمين لعب دور في حال فوزه بانتخابات الرئاسة؟ ـ اعتقد ان أدائي كان رائعا كوزيرة للخارجية. من الصعب ان اؤدي عملا افضل مما كان. سأساعد بالطبع اذا طلب مني الرئيس كيري ذلك لأنني اشعر انه من الضرورة بمكان ان يكون للولايات المتحدة رئيس قوي، رئيس اشعر بأنني فخورة به. ما يجب قوله في هذا السياق هو انني احب العمل العام الذي كانت لي فيه تجربة متميزة.
* اعتقد انك أدليت بشهادتك أمام لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر. تقول ادارة الرئيس بوش ان الخطأ لم يبدأ عند وقوع تلك الهجمات. ربما تكون الولايات المتحدة قد فشلت في إبداء الاهتمام اللازم بتنظيم «القاعدة» قبل ذلك التاريخ، ترى هل تشعرين بأن ادارة كلينتون وانت على وجه الخصوص قد اوليتم هذه القضية اهتماما كافيا؟ ـ بالتأكيد. لفتت الادارة، والرئيس كلينتون على وجه الخصوص، الانتباه الى خطر الارهاب حتى قبل ان يفكر الآخرون حوله.
فقد تحدث كلينتون حول هذه المسألة على نحو متكرر في أحاديثه، كما تحدث معنا جميعا حول خطر الارهاب. ساعد كلينتون في تنظيم البيت الابيض على نحو سمح لنا بمواجهة هذا الخطر الجديد، فقد ضمن تزويد كل من مكتب المباحث الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية بميزانيات كافية لمواجهة هذا الخطر. نجحت الادارة ايضا في إحباط مخططات ارهابية لم يعرف عنها الناس شيئا. من الواضح ان شكل الحياة كان مختلفا قبل 11 سبتمبر.
كان من الضروري ان نحذر من خطر الارهاب وان نفعل شيئا بشأنه، إلا ان الاهتمام لم يكن بنفس القدر. يمكنني القول ان اسوأ يوم في حياتي كوزيرة للخارجية هو اليوم الذي حدث فيه تفجير سفارتينا في كل من نيروبي ودار السلام في اغسطس (اب) عام 1998. كان اهتمامنا كبيرا واعتقد اننا فعلنا كل ما بوسعنا حسب المعلومات التي توفرت لنا.
* تحدثت عن أسوأ يوم... ما افضل يوم لك كوزيرة للخارجية؟ ـ هناك الكثير من الايام الايجابية التي لا تنسى، ولكن اعتقد ان افضلها هو اليوم الذي كسبنا فيه الحرب في كوسوفو، ذلك ان هذه من القضايا التي عملت فيها بجد واجتهاد كبيرين. بدأت تلك الحرب بداية متعثرة، ووجه البعض لومهم إلي واطلقوا عليها حرب مادلين. ولكن عندما توجهت الى بريشتينا ورأيت جموع الناس التي كانت تهتف «شكرا اميركا» شعرت بفخر حقيقي. لا انسى ايضا اليوم الذي رحبت فيه بعضوية جمهورية تشيكيا ـ انا مولودة في تشيكوسلوفاكيا ـ وبولندا والمجر في حلف الناتو. لذا، فهناك ايام لا تنسى.
* هل اطلعت على كتاب كلينتون الذي نشره في الآونة الاخيرة؟ ـ لم أقرأه، وانما تصفحته سريعا. اعتقد انه كتاب مهم. من واقع كل الاشياء التي اعرفها عن الرئيس كلينتون، فإنه شخص صاحب اهتمام خاص بأميركا، واعتقد ان بوسعه توضيح مختلف المراحل في التاريخ الاميركي. اعتقد ان الكتاب مهم.
* وهل شاهدت فيلم «فهرنهايت 9 ـ 11»؟ ـ لم اشاهده بعد، ويجب ان اشاهده.
* انا متأكدة من انك حريصة للغاية على مشاهدته؟ ـ سمعت الكثير عنه، واعتقد انه فيلم يجب على الجميع مشاهدته.
* ما هي في نظرك اهم القضايا في انتخابات الرئاسة المقبلة؟ هل هو الاقتصاد؟ أم العراق؟ ما هي القضية الاولى؟ ـ اعتقد ان القضية الاولى للتغير هي قضية الأمن القومي. اعتقد ان القضية المهمة هي ما اذا كنا الآن اكثر امناً مما كان عليه الحال في السابق، ولو انني شخصيا اعتقد اننا الآن لسنا اكثر أمنا مما كنا عليه. من القضايا المهمة كيفية تعاملنا مع خطر الارهاب وما يجري في العراق وكيفية تنفيذ المهمة غير المكتملة في افغانستان، فضلا عن مسألة ما اذا كان الاميركيون يشعرون بطمأنينة اكثر. فيما يتعلق بخطر الارهاب، الذي ابلغنا به، اعتقد ان الكل يجب ان يكون له حكمه ازاء هذه القضية. وجهة نظري الشخصية هي ان الاميركيين ليسوا اكثر أمنا الآن.
* ألا تشعرين اننا نعاني من الخوف احيانا؟ جون آشكروفت صرح بأن هجوما ارهابيا آخر سيقع في الولايات المتحدة، لكننا لا نعرف متى ولماذا وأين؟ ـ لا احب الطريقة التي تدار بها هذه المسائل لأن الاخطار نادرا ما تناقش ولا يبلغوننا بطبيعة هذه المخاطر على وجه التحديد. اذا القينا نظرة على ما يجري حاليا يتضح لنا ان التمرد في العراق لا يزال مستمرا، كما ان الرئيس الافغاني حميد كرزاي تحدث حول عدم امكانية إجراء الانتخابات الافغانية في الموعد المحدد لها بسبب نفوذ زعماء الحرب القبليين، يضاف الى ذلك اننا لا نعرف مكان اختفاء اسامة بن لادن. وفيما تقول الادارة الحالية انها القت القبض على الكثير من الارهابيين لا نعرف على وجه التحديد كم من الارهابيين الجدد قد ظهر.
* هناك مذكرة من دونالد رامسفيلد (وزير الدفاع) يقول فيها انه من المحتمل ان يكون هناك عدد اكبر من القادة الارهابيين مقارنة بما كان عليه الحال في السابق؟
ـ صحيح. واعتقد اننا لا نعرف ما اذا كان إلقاء القبض على ارهابي يؤدي الى ظهور المزيد من الارهابيين. لذا اعتقد اننا لم نحرز تقدما كبيرا في مكافحة الارهاب. لدي اسئلة حقيقية حول كيفية عمل وزارة الأمن الداخلي، التي اعتقد انها معقدة الى حد بعيد. اعتقد ان ثمة تساؤلا حول التعامل مع الخطر الجديد المتمثل في ارهاب المجموعات الارهابية وليس الدول، وهي جماعات لا تواجه صعوبة في الحصول على السلاح. الامر صعب، وعندما يضاف اليه خطر انتاج اسلحة الدمار الشامل يصبح اكثر صعوبة. ارى ان هذا الامر لم يلق التعامل المناسب. المشكلة الحقيقية هي الطريقة التي ينظر بها الآخرون الى الولايات المتحدة.
* خلال الفترة التي عملت فيها وزيرة للخارجية كانت اللقاءات والاجتماعات بين الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا عادية؟ ـ كنا نعمل طوال الوقت. تحدثنا حول كوسوفو في وقت سابق. من الاسباب التي تجعلني اشعر بالفخر ازاء ما قمنا به من عمل هو اننا استطعنا ان نبقي على الحلف موحدا. قضيت وقتا طويلا في الحديث مع وزراء الخارجية، فيما قضى كلينتون الكثير من الوقت في التحدث مع نظرائه قادة الدول. ما حدث كان بالفعل جهدا دبلوماسيا مهما صاحبه كما هو واضح مجهود عسكري. إلا انني اشعر الآن بالتشكيك في مصداقية الولايات المتحدة. ثمة تساؤل حول السبب في حرب الولايات المتحدة في العراق. جاء بعد ذلك الحديث عن سمعة الولايات المتحدة. اشعر باستياء شديد ازاء ما حدث في سجن ابو غريب.
* اجريت حديثا مع لين انغلاند (المجندة التي كانت تجر سجينا عراقيا بقلادة كلب)، وكان اللقاء مثيرا للقلق. ـ انها قصة مروعة، لكن هذه ليست أميركا، إلا ان الامر لم يكن فقط هو هؤلاء الجنود، ومعظمهم من الشباب. ما هو الجو العام الذي جعلهم يعتقدون ان ما قاموا به امر عادي ؟ سافرت الى الخارج كثيرا، وأحب ان اكون اميركية، ربما لأنني لم اولد هنا. لكنني اشعر بالقلق ازاء الصورة الموجودة في اذهان الناس حول الولايات المتحدة.
* انت تقولين انك لم تولدي في الولايات المتحدة.. وآرنولد شوارزنيغر فاز في انتخابات حاكم ولاية كاليفورنيا.. ترى هل يجب تغيير الدستور الاميركي ليتولى رئاسة الولايات المتحدة شخص لم يولد بها ؟ كيف تنظرين الى هذا الامر؟
ـ اعتقد ان هذا الدستور جرت صياغته بهذه الطريقة لأنه تناسب مع ظروف ذلك الوقت، إلا ان الزمن اختلف. الولايات المتحدة دولة هجرة، وهذه واحدة من اسباب لوقتها. لذا، اعتقد انه لا بد ان يكون هناك اتجاه لتحديد فترة زمنية التي قضاها الشخص في اميركا. ولكن في الوقت الراهن لا يجب ان تكون هناك تعديلات في الدستور. ارى انه ينبغي علينا ان نركز على القضايا التي تتطلب البت. مجتمعنا بصدد إعادة التفكير في الكثير من العلاقات. اعتقد ان انتخابات الرئاسة المقبلة مهمة للغاية. يجب ألا نفكر حول التعديلات الدستورية في الوقت الراهن.
كان ليلة الخميس قبل عدة اسابيع. ووصل جون ادواردز الذي سيدخل انتخابات الرئاسة الاميركية كنائب لجون كيري المرشح الرئاسي عن الحزب الديمقراطي الى منزل في جورجيا. ولم يلفت انتباه احد، بينما وصل كيري مصحوبا بعدد من رجال الاعلام وعدد من رجال الخدمة السرية الى منزله في نفس الحي. وبعد فترة قصير هرب من وسائل الاعلام وسار نحو منزل يبعد عدة عمارات عن منزله حيث كان ادواردز ينتظره بعصبية. وكانت المضيفة وزيرة الخارجية السابقة مادلين اولبرايت، وهي صديقة مقربة من كيري. وطرحت العديد من الاسئلة في هذا اللقاء السري.
وبعد مناقشة طويلة اتخذ كيري قراره بخصوص نائبه في انتخابات الرئاسة. غير انه لم ينطق بحرف لا لأولبرايت ولا لإدواردز. وعلم السناتور الشاب انه الشخص المختار يوم الثلاثاء التالي. نعم، تعرف مادلين كيف تحتفظ بسر. وعندما سألتها عن دورها في اختيار ادواردز، ابتسمت. اقصد انها لا تمانع اذا ما قلت كل ذلك.
ولكنها ليست بغبية ولا سيما اذا ما ارادت ان تلعب دورا كبيرا في ادارة كيري في حال الفوز. ولدت مادلين في براغ في التشيك، وهي نتاج لما يعرف بالحلم الاميركي. وسعى والدها للجوء خلال الحرب العالمية الثانية. وفي الوقت الذي قتل فيه اقاربها اليهود، هاجرت مع اسرتها للولايات المتحدة وساعدها تحدثها لخمس لغات (الانجليزية والتشيكية والفرنسية والالمانية والبولندية) على تطوير نشاطها الدبلوماسي. وحتى اليوم لا تزال مادلين اولبرايت صاحبة اعلى منصب سياسي تشغله امرأة في الحياة السياسية الاميركية.
* ماذا تفعلين الآن؟ ما هي نشاطاتك؟ ـ انا مشغولة بالعديد من النشاطات. فإنا استاذة جامعية ادرس في جامعة جورج تاون. كما بدأت في عمل خاص، عمل استشاري. وانا رئيسة مجلس ادارة المعهد الوطني الديمقراطي الذي يساهم في نشر الديمقراطية. وانا سفيرة لمجلس ادارة سوق نيويورك للاوراق المالية وعدد آخر من الهيئات. والقي العديد من الخطب، انا مشغولة للغاية.
* انت اقوى امرأة في تاريخ اميركا. لقد قرأت انك قلت في محاضرة إن الزعماء الاجانب يقبلونك بطريقة جيدة. وان الغيرة كانت من الداخل؟. ـ ما حدث هو الآتي، عندما كنت التقي بقادة اجانب، كانوا يعلمون انهم يلتقون بوزيرة خارجية الولايات المتحدة، ولم يكن يهم ما اذا كنت امرأة ام رجلا. وفي الواقع، أعتقد ان كوني امرأة كان ميزة في بعض الاحيان.
* كانوا يعاملونك بطريقة اكثر أدبا؟
ـ لا. اعتقد انهم كانوا مهتمين بوجهات نظري. وفي بعض الاحيان كان يمكن كسر الحواجز لانهم كانوا يقبلوني على الخدين. اعتقد انهم كانوا يشعرون بالراحة معي. لم تكن لدي أي مشاكل معهم. ويجب علي القول انه كانت لدي مشاكل مع الرجال في الحكومة الاميركية، ليس لانهم يعادون المرأة ولكن لانهم يعرفوني لفترة طويلة وعبر العديد من الادوار ، سواء كصديقة لزوجاتهم او من خلال العمل. ولذا اعتقد انه كان صعبا لبعض منهم ان يقبل ما حدث أي كيف اصبحت وزيرة خارجية.
* بصفتك امرأة قوية، انت وكوندوليزا رايس، هي غير متزوجة وانت مطلقة.. هل تعتقدين ان ذلك من بين الاسباب؟
ـ اعتقد ذلك. ولكن يتطلب الامر نوعية معينة من النساء ونوعية معينة من الرجال. وقد قلت ذلك في حالتي، لا اعتقد انني كنت سأشغل منصب وزيرة الخارجية اذا كنت مازلت متزوجة، ولكني اعتقد انه من الممكن لامرأة ان تكون متزوجة وان تشغل منصبا كبيرا.
* انت بالطبع تؤيدين جون كيري. وأصدر جون كيري قبل فترة بيانا قال فيه انه ربما يجب على الولايات المتحدة اعادة التفكير في علاقاتها مع السعودية بعد 11 سبتمبر. ما هي وجهة نظرك بخصوص ذلك؟
ـ اعتقد انه كانت لدينا، ولعقود طويلة، علاقة وثيقة مع السعودية. ومن الواضح انه امر في غاية الاهمية بالنسبة لنا، ولكني اعتقد انه من الضروري فهم ضرورة الحاجة لإجراء اصلاحات في غاية الجدية في السعودية. والسؤال هو كيف يفعلون ذلك، او ما إذا كانوا يتعلمون بسرعة كافية ضرورة القيام بدور ناشط، للتعامل مع قضية الارهاب.
* فيما يتعلق بجون كيري، اعلم انك تمارسين دورا. فأنت استضفت اللقاء مع إدواردز؟
ـ نحن جيران، ولكني لا اؤكد او انفي ذلك. اعرف جون كيري جيدا. واعرفه منذ اكثر من عشرين سنة، لانه انذاك كنت رئيسة لمركز ابحاث السياسة الوطنية، وكنا نجري بحثا عن فيتنام وكان السناتور كيري يعمل به. ثم عندما كنت سفيرة في الامم المتحدة ووزيرة للخارجية ادليت بشهادتي اكثر من مرة أمامه. وهو يعيش قريبا مني، ولذا اعرفه جيدا واعرف انه زعيم في غاية القوة والذكاء.
* يشعر العديد ان جون ادواردز يتفوق على كيري. ما هو رأيك؟
ـ لا اعتقد ذلك. اعتقد انهما شريكان جيدان. الامر المهم هنا هو انك تختار رئيسا يختار نائبا للرئيس. اعتقد ان لكل منهما اسلوبه في الحملة الانتخابية. اعتقد ان الامر مثير للانتباه : فقد ذكر السناتور كيري في برنامج تلفزيوني انه لا يعبأ بوجود اسلوب مختلف ام لا. اعتقد انهما يشعران بالراحة مع بعضهما بعضا.
* ما هو رأيك في إدواردز؟ كيف تجدينه ؟ انت لا تعرفينه جيدا ؟
ـ لا اعرفه كما اعرف كيري، ولكني اعتقد انه اميركي جيد يحمل الكثير من القيم، قام بعمل جيدا فيما يتعلق بشرح موقفه. وهو في غاية الوضوح بخصوص أمر اعتقد انه في غاية الاهمية في هذه الحملة. فهو يؤمن بعدم امكانية وجود اميركتين: الناس الذين لديهم كل الامتيازات وهؤلاء الذين ليست لديهم أية امتيازات. هو يمثل ذلك، كشخص من خلفية اجتماعية متواضعة. والأمر الذي اعتقد انه جذاب بالنسبة له هو قدرته على شرح ذلك للشعب الاميركي.
* انت جارة لجون كيري وتيريزا زوجته. الناس لا يعرفون كيف يقبلونها. احكي لنا عن تيريزا الجارة والصديقة.
ـ في الواقع انا اعرفها ( تيريزا) اطول من معرفتي بالسناتور كيري لاننا خدمنا في مجلس ادارة مدرسة معا. اعتقد انها امرأة مميزة، ولدينا كثير من الصفات المشتركة، لانني لم اولد في الولايات المتحدة ايضا. وتحدثنا كثيرا عن امتيازات الحياة في اميركا، واهتمامها بالتعليم وقضايا المرأة. انها امرأة عظيمة. وهي في غاية الذكاء والالتزام.
* كيف ستكون كسيدة اولى؟
ـ اعتقد انها ستكون عظيمة، لانها في غاية الذكاء وتهتم بالناس. اعتقد انها في غاية الجودة.
* بالنسبة الى هيلاري كلينتون.. هل نحن على استعداد لرئيسة للجمهورية ؟ ـ اعتقد انه يجب ذلك. تعتقد الولايات المتحدة انها متقدمة في كل شيء، الا اننا متخلفون في هذا المجال. لقد ظهرت زعيمات في عدد اخر من الدول. انديرا غاندي وغولدا مائير ومارغريت ثاتشر. وكانت ماري روبنسون رئيسة لايرلندا. اعتقد ان هيلاري كلينتون في غاية التركيز ومميزة وامرأة ملتزمة للغاية.
* بحكم علاقتك الوثيقة مع كيري، هل تعتزمين لعب دور في حال فوزه بانتخابات الرئاسة؟ ـ اعتقد ان أدائي كان رائعا كوزيرة للخارجية. من الصعب ان اؤدي عملا افضل مما كان. سأساعد بالطبع اذا طلب مني الرئيس كيري ذلك لأنني اشعر انه من الضرورة بمكان ان يكون للولايات المتحدة رئيس قوي، رئيس اشعر بأنني فخورة به. ما يجب قوله في هذا السياق هو انني احب العمل العام الذي كانت لي فيه تجربة متميزة.
* اعتقد انك أدليت بشهادتك أمام لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر. تقول ادارة الرئيس بوش ان الخطأ لم يبدأ عند وقوع تلك الهجمات. ربما تكون الولايات المتحدة قد فشلت في إبداء الاهتمام اللازم بتنظيم «القاعدة» قبل ذلك التاريخ، ترى هل تشعرين بأن ادارة كلينتون وانت على وجه الخصوص قد اوليتم هذه القضية اهتماما كافيا؟ ـ بالتأكيد. لفتت الادارة، والرئيس كلينتون على وجه الخصوص، الانتباه الى خطر الارهاب حتى قبل ان يفكر الآخرون حوله.
فقد تحدث كلينتون حول هذه المسألة على نحو متكرر في أحاديثه، كما تحدث معنا جميعا حول خطر الارهاب. ساعد كلينتون في تنظيم البيت الابيض على نحو سمح لنا بمواجهة هذا الخطر الجديد، فقد ضمن تزويد كل من مكتب المباحث الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية بميزانيات كافية لمواجهة هذا الخطر. نجحت الادارة ايضا في إحباط مخططات ارهابية لم يعرف عنها الناس شيئا. من الواضح ان شكل الحياة كان مختلفا قبل 11 سبتمبر.
كان من الضروري ان نحذر من خطر الارهاب وان نفعل شيئا بشأنه، إلا ان الاهتمام لم يكن بنفس القدر. يمكنني القول ان اسوأ يوم في حياتي كوزيرة للخارجية هو اليوم الذي حدث فيه تفجير سفارتينا في كل من نيروبي ودار السلام في اغسطس (اب) عام 1998. كان اهتمامنا كبيرا واعتقد اننا فعلنا كل ما بوسعنا حسب المعلومات التي توفرت لنا.
* تحدثت عن أسوأ يوم... ما افضل يوم لك كوزيرة للخارجية؟ ـ هناك الكثير من الايام الايجابية التي لا تنسى، ولكن اعتقد ان افضلها هو اليوم الذي كسبنا فيه الحرب في كوسوفو، ذلك ان هذه من القضايا التي عملت فيها بجد واجتهاد كبيرين. بدأت تلك الحرب بداية متعثرة، ووجه البعض لومهم إلي واطلقوا عليها حرب مادلين. ولكن عندما توجهت الى بريشتينا ورأيت جموع الناس التي كانت تهتف «شكرا اميركا» شعرت بفخر حقيقي. لا انسى ايضا اليوم الذي رحبت فيه بعضوية جمهورية تشيكيا ـ انا مولودة في تشيكوسلوفاكيا ـ وبولندا والمجر في حلف الناتو. لذا، فهناك ايام لا تنسى.
* هل اطلعت على كتاب كلينتون الذي نشره في الآونة الاخيرة؟ ـ لم أقرأه، وانما تصفحته سريعا. اعتقد انه كتاب مهم. من واقع كل الاشياء التي اعرفها عن الرئيس كلينتون، فإنه شخص صاحب اهتمام خاص بأميركا، واعتقد ان بوسعه توضيح مختلف المراحل في التاريخ الاميركي. اعتقد ان الكتاب مهم.
* وهل شاهدت فيلم «فهرنهايت 9 ـ 11»؟ ـ لم اشاهده بعد، ويجب ان اشاهده.
* انا متأكدة من انك حريصة للغاية على مشاهدته؟ ـ سمعت الكثير عنه، واعتقد انه فيلم يجب على الجميع مشاهدته.
* ما هي في نظرك اهم القضايا في انتخابات الرئاسة المقبلة؟ هل هو الاقتصاد؟ أم العراق؟ ما هي القضية الاولى؟ ـ اعتقد ان القضية الاولى للتغير هي قضية الأمن القومي. اعتقد ان القضية المهمة هي ما اذا كنا الآن اكثر امناً مما كان عليه الحال في السابق، ولو انني شخصيا اعتقد اننا الآن لسنا اكثر أمنا مما كنا عليه. من القضايا المهمة كيفية تعاملنا مع خطر الارهاب وما يجري في العراق وكيفية تنفيذ المهمة غير المكتملة في افغانستان، فضلا عن مسألة ما اذا كان الاميركيون يشعرون بطمأنينة اكثر. فيما يتعلق بخطر الارهاب، الذي ابلغنا به، اعتقد ان الكل يجب ان يكون له حكمه ازاء هذه القضية. وجهة نظري الشخصية هي ان الاميركيين ليسوا اكثر أمنا الآن.
* ألا تشعرين اننا نعاني من الخوف احيانا؟ جون آشكروفت صرح بأن هجوما ارهابيا آخر سيقع في الولايات المتحدة، لكننا لا نعرف متى ولماذا وأين؟ ـ لا احب الطريقة التي تدار بها هذه المسائل لأن الاخطار نادرا ما تناقش ولا يبلغوننا بطبيعة هذه المخاطر على وجه التحديد. اذا القينا نظرة على ما يجري حاليا يتضح لنا ان التمرد في العراق لا يزال مستمرا، كما ان الرئيس الافغاني حميد كرزاي تحدث حول عدم امكانية إجراء الانتخابات الافغانية في الموعد المحدد لها بسبب نفوذ زعماء الحرب القبليين، يضاف الى ذلك اننا لا نعرف مكان اختفاء اسامة بن لادن. وفيما تقول الادارة الحالية انها القت القبض على الكثير من الارهابيين لا نعرف على وجه التحديد كم من الارهابيين الجدد قد ظهر.
* هناك مذكرة من دونالد رامسفيلد (وزير الدفاع) يقول فيها انه من المحتمل ان يكون هناك عدد اكبر من القادة الارهابيين مقارنة بما كان عليه الحال في السابق؟
ـ صحيح. واعتقد اننا لا نعرف ما اذا كان إلقاء القبض على ارهابي يؤدي الى ظهور المزيد من الارهابيين. لذا اعتقد اننا لم نحرز تقدما كبيرا في مكافحة الارهاب. لدي اسئلة حقيقية حول كيفية عمل وزارة الأمن الداخلي، التي اعتقد انها معقدة الى حد بعيد. اعتقد ان ثمة تساؤلا حول التعامل مع الخطر الجديد المتمثل في ارهاب المجموعات الارهابية وليس الدول، وهي جماعات لا تواجه صعوبة في الحصول على السلاح. الامر صعب، وعندما يضاف اليه خطر انتاج اسلحة الدمار الشامل يصبح اكثر صعوبة. ارى ان هذا الامر لم يلق التعامل المناسب. المشكلة الحقيقية هي الطريقة التي ينظر بها الآخرون الى الولايات المتحدة.
* خلال الفترة التي عملت فيها وزيرة للخارجية كانت اللقاءات والاجتماعات بين الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا عادية؟ ـ كنا نعمل طوال الوقت. تحدثنا حول كوسوفو في وقت سابق. من الاسباب التي تجعلني اشعر بالفخر ازاء ما قمنا به من عمل هو اننا استطعنا ان نبقي على الحلف موحدا. قضيت وقتا طويلا في الحديث مع وزراء الخارجية، فيما قضى كلينتون الكثير من الوقت في التحدث مع نظرائه قادة الدول. ما حدث كان بالفعل جهدا دبلوماسيا مهما صاحبه كما هو واضح مجهود عسكري. إلا انني اشعر الآن بالتشكيك في مصداقية الولايات المتحدة. ثمة تساؤل حول السبب في حرب الولايات المتحدة في العراق. جاء بعد ذلك الحديث عن سمعة الولايات المتحدة. اشعر باستياء شديد ازاء ما حدث في سجن ابو غريب.
* اجريت حديثا مع لين انغلاند (المجندة التي كانت تجر سجينا عراقيا بقلادة كلب)، وكان اللقاء مثيرا للقلق. ـ انها قصة مروعة، لكن هذه ليست أميركا، إلا ان الامر لم يكن فقط هو هؤلاء الجنود، ومعظمهم من الشباب. ما هو الجو العام الذي جعلهم يعتقدون ان ما قاموا به امر عادي ؟ سافرت الى الخارج كثيرا، وأحب ان اكون اميركية، ربما لأنني لم اولد هنا. لكنني اشعر بالقلق ازاء الصورة الموجودة في اذهان الناس حول الولايات المتحدة.
* انت تقولين انك لم تولدي في الولايات المتحدة.. وآرنولد شوارزنيغر فاز في انتخابات حاكم ولاية كاليفورنيا.. ترى هل يجب تغيير الدستور الاميركي ليتولى رئاسة الولايات المتحدة شخص لم يولد بها ؟ كيف تنظرين الى هذا الامر؟
ـ اعتقد ان هذا الدستور جرت صياغته بهذه الطريقة لأنه تناسب مع ظروف ذلك الوقت، إلا ان الزمن اختلف. الولايات المتحدة دولة هجرة، وهذه واحدة من اسباب لوقتها. لذا، اعتقد انه لا بد ان يكون هناك اتجاه لتحديد فترة زمنية التي قضاها الشخص في اميركا. ولكن في الوقت الراهن لا يجب ان تكون هناك تعديلات في الدستور. ارى انه ينبغي علينا ان نركز على القضايا التي تتطلب البت. مجتمعنا بصدد إعادة التفكير في الكثير من العلاقات. اعتقد ان انتخابات الرئاسة المقبلة مهمة للغاية. يجب ألا نفكر حول التعديلات الدستورية في الوقت الراهن.