المهدى
07-21-2004, 12:11 PM
مشعل السديري
كتب المليونير (بول غيتي) في كتابه المسمى (السيرة الذاتية) ما يلي: «هب أنّ ثروة العالم وزعت بالتساوي على سكانه في الثالثة من عصر أحد الأيام، ففي الثالثة والنصف ستكون هناك اختلافات ملحوظة بينهم. ذلك أن عدداً من البالغين سيفقد حصته في نصف الساعة الأولى، وفي الوقت نفسه سيخسر آخرون حصتهم عن طريق المقامرة، وآخرون عبر تعرضهم للخداع أو السرقة، وهذا سيجعل فئة من الناس أغنى من سواها. وسوف تتأكد الفوارق مع مرور الأيام حتى تصبح ضخمة جداً بعد تسعين يوماً فقط، وإن شئت فقل سنة أو اثنتين، لكن الاختلاف بين أوضاع الناس في ذلك الوقت سيعود إلى ما كان قبل توزيع الثروة» انتهى.
كل كلام المستر بول مقبول ومنطقي، وعلى رأسي وعيني، أو عيني ورأسي ـ لا فرق ـ لكن الشيئين الوحيدين اللذين لا يمكن أن اهضمهما أو اغفرهما هما (الخداع والسرقة) ـ حتى لو كان القانون مثلما يتفلسفون ـ (لا يحمي المغفلين).. فأكثر الناس الطيبين بشكل أو آخر هم من فئة الطيبين، وأنا من تلك الفئة التي أُكِل حقي في رابعة النهار (وأنا أشوف)، ومع ذلك لم آخذ (لا حق ولا باطل)، لا من المسؤول ولا من القاضي، ولا من (القاصي ولا الداني)، وكل ما سمعته منهم هو تلك الكلمة (المعسولة) المأثورة: (القانون لا يحمي المغفلين)، يقولها الواحد منهم وكأنه امرأة على وشك الإجهاض.
ولكي أتأكد من كلامهم ذاك نظرت إلى وجهي ملياً في المرآة لكي أتأكد إن كنت مغفلاً حقاً أم لا؟!.. ووجدت أن شق وجهي الأيمن مغفلٌ فعلاً، بل وعبيطٌ وشق وجهي الأيسر ذكيٌ بل و(حرتوق) ـ لكنه لا يحب أن يؤذي أحداً ـ ولو أنني أطلقته على عنانه (لتوطى في محاشم) أكثر الناس (رزانة ورذالة).
واستدرك مذكراً أنني عندما قلت إنني من فئة الطيبين من الناس، ليس معنى ذلك أنني افتخر بتلك الصفة، لكنني للأسف مرغم عليها، ولو كان الأمر بيدي (لدست عليها بنعالي).. ولكي لا يتّهمني أحد بالإرهاب الاجتماعي، أصحح على أنني لست شريراً إلى حد (غول) الناس، وذبحهم، وتقطيع رؤوسهم، لكنني شرير إلى حد (مصع) آذان بعضهم إلى أن (تطقطق) فعلاً.
لا يهمني أن توزع ثروة العالم بالتساوي بين الناس، ولا أسمح لأحد أياً كان أن (يدس) يده في جيبي الممتلئ بقصاصات الورق ومعها بعض الريالات القذرة والعزيزة على قلبي، (فيمين الله) أنني سوف اقطعها من (لغاليغها).. نعم لا يهمني توزيع الثروة لأنها غير ممكنة، بل ومستحيلة ، ولو كان ذلك ممكناً لكنت أول من نام وتوسد عتبة مكتب بول غيتي، بل وأول من صادق أبشع سكرتيراته.
وانظروا إلى ما حصل في مجال المتاجرة بالأسهم عندنا، فهناك (هوامير) ـ أو (جواميس) لها أنياب ـ تبيع وتشتري، ثم (تنفض) صغار المساهمين مثلما تنفض (زولية) الجلوس الممتلئة (بقشر الفصفص)، لكن من يستطيع أن يقنع أو يمنع فراش العالم المتهافت بكل حماس على لهب النيران.
وعلى ذكر (المصاري) والملايين يقال: إن رجلاً لبنانياً صحا من غيبوبة أصيب بها في سنة 1974 ـ أي قبل الحرب الأهلية اللبنانية ـ وكان أول ما فعله أن رفع سماعة التليفون للاستفسار عن قيمة أسهمه المالية، فجاءه الجواب أن حصته في إحدى الشركات تبلغ خمسة ملايين ليرة، فقال: الحمد لله فقد أصبحت من أهل الملايين، وقبل أن ينهي مكالمته قاطعته عاملة التليفون قائلة: لقد انتهت الدقائق الثلاث للمكالمة، والرجاء أن تدفع مليون ليرة ثمناً للمكالمة.. وبالمناسبة فإنني أعلن أنني متبرع بألف ليرة لبنانية توزع بالتساوي على كل الجمعيات الخيرية في العالم، بما فيها الجمعية الخيريّة (بالغاط).
كتب المليونير (بول غيتي) في كتابه المسمى (السيرة الذاتية) ما يلي: «هب أنّ ثروة العالم وزعت بالتساوي على سكانه في الثالثة من عصر أحد الأيام، ففي الثالثة والنصف ستكون هناك اختلافات ملحوظة بينهم. ذلك أن عدداً من البالغين سيفقد حصته في نصف الساعة الأولى، وفي الوقت نفسه سيخسر آخرون حصتهم عن طريق المقامرة، وآخرون عبر تعرضهم للخداع أو السرقة، وهذا سيجعل فئة من الناس أغنى من سواها. وسوف تتأكد الفوارق مع مرور الأيام حتى تصبح ضخمة جداً بعد تسعين يوماً فقط، وإن شئت فقل سنة أو اثنتين، لكن الاختلاف بين أوضاع الناس في ذلك الوقت سيعود إلى ما كان قبل توزيع الثروة» انتهى.
كل كلام المستر بول مقبول ومنطقي، وعلى رأسي وعيني، أو عيني ورأسي ـ لا فرق ـ لكن الشيئين الوحيدين اللذين لا يمكن أن اهضمهما أو اغفرهما هما (الخداع والسرقة) ـ حتى لو كان القانون مثلما يتفلسفون ـ (لا يحمي المغفلين).. فأكثر الناس الطيبين بشكل أو آخر هم من فئة الطيبين، وأنا من تلك الفئة التي أُكِل حقي في رابعة النهار (وأنا أشوف)، ومع ذلك لم آخذ (لا حق ولا باطل)، لا من المسؤول ولا من القاضي، ولا من (القاصي ولا الداني)، وكل ما سمعته منهم هو تلك الكلمة (المعسولة) المأثورة: (القانون لا يحمي المغفلين)، يقولها الواحد منهم وكأنه امرأة على وشك الإجهاض.
ولكي أتأكد من كلامهم ذاك نظرت إلى وجهي ملياً في المرآة لكي أتأكد إن كنت مغفلاً حقاً أم لا؟!.. ووجدت أن شق وجهي الأيمن مغفلٌ فعلاً، بل وعبيطٌ وشق وجهي الأيسر ذكيٌ بل و(حرتوق) ـ لكنه لا يحب أن يؤذي أحداً ـ ولو أنني أطلقته على عنانه (لتوطى في محاشم) أكثر الناس (رزانة ورذالة).
واستدرك مذكراً أنني عندما قلت إنني من فئة الطيبين من الناس، ليس معنى ذلك أنني افتخر بتلك الصفة، لكنني للأسف مرغم عليها، ولو كان الأمر بيدي (لدست عليها بنعالي).. ولكي لا يتّهمني أحد بالإرهاب الاجتماعي، أصحح على أنني لست شريراً إلى حد (غول) الناس، وذبحهم، وتقطيع رؤوسهم، لكنني شرير إلى حد (مصع) آذان بعضهم إلى أن (تطقطق) فعلاً.
لا يهمني أن توزع ثروة العالم بالتساوي بين الناس، ولا أسمح لأحد أياً كان أن (يدس) يده في جيبي الممتلئ بقصاصات الورق ومعها بعض الريالات القذرة والعزيزة على قلبي، (فيمين الله) أنني سوف اقطعها من (لغاليغها).. نعم لا يهمني توزيع الثروة لأنها غير ممكنة، بل ومستحيلة ، ولو كان ذلك ممكناً لكنت أول من نام وتوسد عتبة مكتب بول غيتي، بل وأول من صادق أبشع سكرتيراته.
وانظروا إلى ما حصل في مجال المتاجرة بالأسهم عندنا، فهناك (هوامير) ـ أو (جواميس) لها أنياب ـ تبيع وتشتري، ثم (تنفض) صغار المساهمين مثلما تنفض (زولية) الجلوس الممتلئة (بقشر الفصفص)، لكن من يستطيع أن يقنع أو يمنع فراش العالم المتهافت بكل حماس على لهب النيران.
وعلى ذكر (المصاري) والملايين يقال: إن رجلاً لبنانياً صحا من غيبوبة أصيب بها في سنة 1974 ـ أي قبل الحرب الأهلية اللبنانية ـ وكان أول ما فعله أن رفع سماعة التليفون للاستفسار عن قيمة أسهمه المالية، فجاءه الجواب أن حصته في إحدى الشركات تبلغ خمسة ملايين ليرة، فقال: الحمد لله فقد أصبحت من أهل الملايين، وقبل أن ينهي مكالمته قاطعته عاملة التليفون قائلة: لقد انتهت الدقائق الثلاث للمكالمة، والرجاء أن تدفع مليون ليرة ثمناً للمكالمة.. وبالمناسبة فإنني أعلن أنني متبرع بألف ليرة لبنانية توزع بالتساوي على كل الجمعيات الخيرية في العالم، بما فيها الجمعية الخيريّة (بالغاط).