علي علي
02-12-2008, 08:11 AM
(صوت العراق) - عزيز الحاج
أخواتي وإخواني الأعزاء في المؤتمر الفيلي الموسع.
أحييكم بحرارة وأتمنى لملتقاكم الهام نجاحا هاما من أجل استرداد الحقوق المستباحة والعيش الكريم الآمن في ظل نظام ديمقراطي علماني متسامح لا يعرف أي شكل من أشكال التمييز. لقد كان يشرفني جدا حضور مؤتمركم لولا حالتي الصحية التي لا تساعد على التنقل، ومع ذلك فأنا معكم بقلبي وعواطفي وفكري.
المعروف جيدا أن الكورد الفيلية، وهم شريحة هامة من القومية الكردية الموزعة، قد سكنوا العراق منذ أقدم الأزمان وكانوا عماد الدولة العيلامية قبل أكثر من ألفي سنة قبل الميلاد. وفي العصر الحديث لعب الفيلية دورا مهما في حياة العراق الحديث، سواء في التجارة والاقتصاد، أو التعليم، أو السياسة، أو الفنون، أو الرياضة، وغيرها، ولكن نصيبهم منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة لم يكن عادلا بسبب قانون الجنسية والدستور في العشرينات. أما في عهد البعث المنهار فقد استبيحت جميع حقوقهم بأكثر الأساليب وحشية وتناقضا مع حقوق الإنسان، وهذا كله معروف للعراقيين جميعا. ولكن: هل تمكن الفيلية بعد صدام من استرداد حقوقهم المستباحة المهدورة؟ كلا مع الأسف، سوى منح بعض أوراق الجنسية بأعداد معدودة.
إن قضية الكورد الفيلية هي قضية إنسانية، وقضية وطنية عامة، وقضية عدالة ورفع الظلم.
هي قضية إنسانية لأن الإعلان الدولي لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة تناقض كل أشكال التمييز العرقي والديني والمذهبي، وأن نهب الممتلكات، واعتقال آلاف من الشباب الأبرياء، ورمي البشر بالجملة على حدود ملغومة، كل ذلك وحشية وأساليب فاشية حاربتها الأمم في الحرب العالمية الثانية وأسقطت الأنظمة الفاشية، وحررت الشعوب من نيرها، ومن هنا فإن تكرار نفس الأساليب بعد حوالي الأربعين عاما هو انتهاك لأرواح شهداء الحرب ضد الفاشية، وعار وألف عار على من يمارسونها، ويكون ضروريا أن ينتبه المجتمع الدولي لهول الجريمة وأن يعمل على معاقبة مقترفيها. لقد تدخل المجتمع الدولي مرارا في قضايا مماثلة ولكن قضية الفيلية لا تزال بحاجة لتعريف المجتمع الدولي بها أكثر وأكثر، بإرسال الوفود، وتقديم المذكرات، والاتصالات المباشرة بدوائر الأمم المتحدة، وبالساسة، والنواب، والصحفيين، الغربيين منهم خاصة.
القضية الفيلية هي أيضا قضية وطنية عراقية عامة من حيث أن الكورد الفيلية في العراق هم جزء من الشعب العراقي، في نفس الوقت الذي هم فيه جزء من القومية الكردية الكبرى. فما الذي حدث في عهد ما بعد صدام؟ هل عمل الحكام الجدد على استرداد الحقوق الفيلية المستباحة ورد ممتلكاتهم المنهوبة، ومنحهم أوراق الجنسية، والتحقيق في مصير الآلاف من الشبان الفيليين الذين اعتقلوا في الثمانينات ولا يزال مصيرهم مجهولا؟؟؟ كلا، وألف كلا مع الأسف؛ بل لم توضع المظالم الكبرى للفيلية ضمن الجرائم التي حوكم بسببها صدام ورهطه أمام المحكمة الخاصة وعوقبوا.
إن الغريب أنه رغم صعود الجبهة الكوردسانية للحكم لم يتحقق للفيلية سوى النزر اليسير من الحقوق المهدورة زمن صدام.
أجل، هي قضية وطنية عامة، وإن العمل من أجل العدالة، واسترداد الحقوق يتطلب في الوقت نفسه العمل من أجل نظام ديمقراطي، مدني، اتحادي، يفصل الدين عن السياسة، ويرفض المحاصصات، ويكافح الفساد المستشري، ويلجم استهتار المليشيات ويعاقب المجرمين من أعضائها.. نظام يهتم بمصالح الشعب لا بالامتيازات الطائفية، والحزبية، والعرقية، والشخصية.. نظام المساواة، والعدل، والتآخي، والتسامح بين الأعراق، والأديان، والطوائف.. إن العراق بحاجة لعقليات قيادية متسامحة، متحررة من أسر المصالح الشخصية، والحزبية، عقليات ضرب الشهيد عبد الكريم قاسم نموذجا لها، ولكن لم يتسن لها الحكم طويلا بسبب الصراعات الحزبية الدموية، والتآمر الداخلي والخارجي.
مطلوب في رأيي أن ينسق الكورد الفيلية أكثر وأكثر جهودهم ويوحدوا مساعيهم، داخل العراق، وعلى الصعيد الدولي، في النضال المستمر والصبور من أجل استرداد الحقوق.
معكم عواطفي، ولكم تمنياتي الصادقة، وليكن النجاح حليفكم. سلاما.
عزيز الحاج
3 يناير 2008
أخواتي وإخواني الأعزاء في المؤتمر الفيلي الموسع.
أحييكم بحرارة وأتمنى لملتقاكم الهام نجاحا هاما من أجل استرداد الحقوق المستباحة والعيش الكريم الآمن في ظل نظام ديمقراطي علماني متسامح لا يعرف أي شكل من أشكال التمييز. لقد كان يشرفني جدا حضور مؤتمركم لولا حالتي الصحية التي لا تساعد على التنقل، ومع ذلك فأنا معكم بقلبي وعواطفي وفكري.
المعروف جيدا أن الكورد الفيلية، وهم شريحة هامة من القومية الكردية الموزعة، قد سكنوا العراق منذ أقدم الأزمان وكانوا عماد الدولة العيلامية قبل أكثر من ألفي سنة قبل الميلاد. وفي العصر الحديث لعب الفيلية دورا مهما في حياة العراق الحديث، سواء في التجارة والاقتصاد، أو التعليم، أو السياسة، أو الفنون، أو الرياضة، وغيرها، ولكن نصيبهم منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة لم يكن عادلا بسبب قانون الجنسية والدستور في العشرينات. أما في عهد البعث المنهار فقد استبيحت جميع حقوقهم بأكثر الأساليب وحشية وتناقضا مع حقوق الإنسان، وهذا كله معروف للعراقيين جميعا. ولكن: هل تمكن الفيلية بعد صدام من استرداد حقوقهم المستباحة المهدورة؟ كلا مع الأسف، سوى منح بعض أوراق الجنسية بأعداد معدودة.
إن قضية الكورد الفيلية هي قضية إنسانية، وقضية وطنية عامة، وقضية عدالة ورفع الظلم.
هي قضية إنسانية لأن الإعلان الدولي لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة تناقض كل أشكال التمييز العرقي والديني والمذهبي، وأن نهب الممتلكات، واعتقال آلاف من الشباب الأبرياء، ورمي البشر بالجملة على حدود ملغومة، كل ذلك وحشية وأساليب فاشية حاربتها الأمم في الحرب العالمية الثانية وأسقطت الأنظمة الفاشية، وحررت الشعوب من نيرها، ومن هنا فإن تكرار نفس الأساليب بعد حوالي الأربعين عاما هو انتهاك لأرواح شهداء الحرب ضد الفاشية، وعار وألف عار على من يمارسونها، ويكون ضروريا أن ينتبه المجتمع الدولي لهول الجريمة وأن يعمل على معاقبة مقترفيها. لقد تدخل المجتمع الدولي مرارا في قضايا مماثلة ولكن قضية الفيلية لا تزال بحاجة لتعريف المجتمع الدولي بها أكثر وأكثر، بإرسال الوفود، وتقديم المذكرات، والاتصالات المباشرة بدوائر الأمم المتحدة، وبالساسة، والنواب، والصحفيين، الغربيين منهم خاصة.
القضية الفيلية هي أيضا قضية وطنية عراقية عامة من حيث أن الكورد الفيلية في العراق هم جزء من الشعب العراقي، في نفس الوقت الذي هم فيه جزء من القومية الكردية الكبرى. فما الذي حدث في عهد ما بعد صدام؟ هل عمل الحكام الجدد على استرداد الحقوق الفيلية المستباحة ورد ممتلكاتهم المنهوبة، ومنحهم أوراق الجنسية، والتحقيق في مصير الآلاف من الشبان الفيليين الذين اعتقلوا في الثمانينات ولا يزال مصيرهم مجهولا؟؟؟ كلا، وألف كلا مع الأسف؛ بل لم توضع المظالم الكبرى للفيلية ضمن الجرائم التي حوكم بسببها صدام ورهطه أمام المحكمة الخاصة وعوقبوا.
إن الغريب أنه رغم صعود الجبهة الكوردسانية للحكم لم يتحقق للفيلية سوى النزر اليسير من الحقوق المهدورة زمن صدام.
أجل، هي قضية وطنية عامة، وإن العمل من أجل العدالة، واسترداد الحقوق يتطلب في الوقت نفسه العمل من أجل نظام ديمقراطي، مدني، اتحادي، يفصل الدين عن السياسة، ويرفض المحاصصات، ويكافح الفساد المستشري، ويلجم استهتار المليشيات ويعاقب المجرمين من أعضائها.. نظام يهتم بمصالح الشعب لا بالامتيازات الطائفية، والحزبية، والعرقية، والشخصية.. نظام المساواة، والعدل، والتآخي، والتسامح بين الأعراق، والأديان، والطوائف.. إن العراق بحاجة لعقليات قيادية متسامحة، متحررة من أسر المصالح الشخصية، والحزبية، عقليات ضرب الشهيد عبد الكريم قاسم نموذجا لها، ولكن لم يتسن لها الحكم طويلا بسبب الصراعات الحزبية الدموية، والتآمر الداخلي والخارجي.
مطلوب في رأيي أن ينسق الكورد الفيلية أكثر وأكثر جهودهم ويوحدوا مساعيهم، داخل العراق، وعلى الصعيد الدولي، في النضال المستمر والصبور من أجل استرداد الحقوق.
معكم عواطفي، ولكم تمنياتي الصادقة، وليكن النجاح حليفكم. سلاما.
عزيز الحاج
3 يناير 2008