المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جذور الفكر الطائفي في العراق



علي علي
02-12-2008, 08:09 AM
(صوت العراق) - سعد البغدادي



saadkeion@hotmail.com


الحديث عن الجذور الطائفية في العراق تجرنا الى الارث التاريخي الذي ورثه هذا البلد من العهود السابقة فهي لم تنشأ في العهد الوطني ولا في العهود التي تلته بقدر ما هي ارث استورثه العراق من ايام السلاجقة والصفويين.

فقد كان العراق ولاسباب جغرافية واقتصادية ان يكون مسرحا للصراع بين السلاجقة الاتراك والبويهيين الفرس. فحينما استولى السلاجقة الاتراك على الحكم في العراق قاموا باضطهاد جميع الفرق الاسلامية التي تخالف معتقدهم وارتكبوا ابشع المجازر ورسخوا مقولة الفكر الاخر كذلك كان حكم البويهيين. استمر هذا الحال الطائفي في العراق بعد سيطرة الاتراك الدولة العثمانية على العراق .

ولم يكن الحال باحسن منه ايام الحكم الملكي الذي ورث هذه الاشكالية العميقة فتاسيس اول حكومة وطنية برئاسة عبد الرحمن النقيب لم تضم ولا وزير شيعي بينما ضمت وزيرا مسيحيا واخر يهوديا وحينما يسئل النقيب عن ذلك ينفي ان يكون الشيعة مسلمين؟

ويستمر ارث العراق الطائفي بروزا في العهد الملكي بحيث يصبح من الصعب جدا على شاعر عربي كبير مثل محمد مهدي الجواهري ان يحصل على تعين في وارة التربية كمعلم لاسباب طائفية وتبرز اكثر في ازمة الصولي وكتابه الذي اثار ضجة .في العهد الملكي تلاشت الفروق بين المذاهب كما كانت عليه ايام السلاجقة والبويهيين ليصبح هنا لدينا معادلة سنة+شيعة هي الحاكمة في العراق .حاول الملك فيصل الثاني ان يتجنب الولوج في هذه المعادلة وان يكون اكثر وطنية باعتباره لكل العراقيين لكن الظروف وواقع العراق الجغرافي كان هو الذي يفرض سياسته

استفاد فيصل الاول من كونه ينتسب الى ال الرسول من جذب الاطراف الشيعية اليه ويقال انه اصر على دخول العراق في يوم يصادف من اهم اعياد الشيعة (عيد الغدير) ليوحي للمرجعية في النجف بانه مازال ملتزما بتلك الروح الدينية. قرب اليه الشيعة لكن هذه الامور سوف تجر البلاد الى ازمة اكبر حينما نعرف ان ثمانية اشخاص فقط استلموا منصب رئاسة الوزراء هم من الشيعة مقابل 60 شخص سني تقلدوا هذا المنصب

والتاريخ يسجل ان ثلاثة ملوك حكموا العراق وخمسة ر ؤوساء من السنة

مقابل نسبة سكانية 60% من الشيعة و17% للسنة
الامور سوف تكون اكثر تعقيدا حينما حاول عبد الكريم قاسم ان يقضي على الفكر الطائفي في العراق وسوف يدفع الرجل حياته ثمنا لهذا التوجه الذي عد غريبا عن سياسة العراق وفعلا اطاح بالزعيم ر جل من اقرب المقربين اليه(عبد السلام عارف) لانه خرج عن المنظومة الطائفية .اول الاعمال الطائفية والاستفزازية لعبد السلام عارف هي ضرب الرمجعية الدينية ومخاطبتها بروح الاستعلاء .

وفي هذا الوقت صدرت اوامر جمهورية ببناء مساجد للسنة تاخذ مسميات تاريخيا لشخصيات سنية ومنع بناء او عرقلة بناء مساجد او حسينيات للشيعة .يستمر هذا التوجه في كل مؤسسات الدولة ويصبح تدريجيا الشيعة مواطنون من الدرجة الثانية

وحينما يستولي البعثيون على مقاليد السلطة يكون الفكر الطائفي قد وصل الى مداه فيتم اقصاء كل الشيعة من الحكم وتدريجيا يحاسب المواطن على هويته المذهبية حتى حينما بدات الحملة ضد الشيوعيين كان يسال المعتقل هل انت شيوعي سني ام شيوعي شيعي؟

الشيوعي الشيعي يعدم والشيوعي السني يفرج عنه.
ويستمر الفكر الطائفي الى ما وصل اليه من محاولات ليس اخرها القمع الوحشي ضد الشيعة ومقدساتهم في انتفاضة اذار عام 1991
ورفع شعار لاشيعة بعد اليوم

هذا الارث التاريخي المزدوج( القامع والمقموع) هو ارث التجربة الجديدة فما زلنا ننظر الى السنة باعتبارهم حاملين لتك الافكار وتلك العقد ومازالوا ينظرون الينا باعتبارنا درجة ثانية؟

كيف اذن تم التعامل مع هذه الحالة في ظل تهاوي الافكار القمعية وسلطة العسكر التي تمتع بها السنة طيلة الفترة الماضية التي امتدت لعقد من الزمان
لغة الثار كانت هي اللغة السائدة والكامنة والمسكوت عنها بين الطرفين وصولا الى الحدث الاكبر الذي فجر المسالة الطائفية في العراق وابرازها الى السطح( تفجير سامراء)

موالى
02-12-2008, 11:06 PM
الطائفية في العراق ترسخت منذ ايام معاوية وصارت بشكل ممنهج من بعده ايم الامويين والعباسيين والعثمانيين والى يومنا هذا ، وذاق فيها اتباع اهل البيت هناك الامرين بسبب انتمائهم الى مذهب آل البيت عليهم السلام

سمير
03-06-2008, 04:37 PM
تاثيرات الطائفية الموجودة في العراق كانت شديدة على الكويت وابنائها

fadel
05-26-2008, 05:39 PM
لو يتخلص العراق من طائفية ابنائه لصار من افضل الدول

علي علي
07-26-2010, 04:49 PM
شكرا على المرور ولاشك ان الكويت كان لها نصيب من كبير هذه الطائفية التي تنخر بمجتمعنا

mhmad
07-27-2010, 05:36 PM
كماقال السيد فضل ان خلاص اهل لعراق من الطائفية يعني ازدهار كبير وحضارة عظيمة
لكن اعداء الاسلام والانسانية يزرعون الاحقاد في كل مكان آمن وسالم لاجل احكام وسهولة السيطرة