المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاقة مريبة بين التهاب القولون التقرحي ومواد التنظيف



سلسبيل
02-10-2008, 12:42 AM
كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب


ارتفعت معدلات الإصابة بمرض التهاب القولون التقرحي Ulceretive Colitis بشكل ظاهر على المستوى العالمي، وتعتقد دراسة نمساوية أعلنت مؤخرا أن للمرض علاقة واضحة بمواد التنظيف المختلفة لتي يستخدمها الإنسان لتنظيف جسمه وملابسه وأدوات طعامه. وذكر البروفيسور كريستوف غاشة، من جامعة فيينا الطبية، أن المواد الصناعية المستخدمة في تحضير الصابون والشامبو ومواد التنظيف الأخرى قد رفعت من معدلات الإصابة بمرض التهاب القولون التقرحي. وكشف غاشة، في مؤتمر صحافي عقده في ميونخ، عن دراسة أجراها على فئران الاختبار تثبت هذه الحقيقة. إذ أصيب معظم الفئران، التي تمت تغذيتها على ماء ملوث بنسب ضئيلة من مواد التنظيف، بمرض التهاب القولون التقرحي بعد أشهر من بدء التجربة.

وأثار غاشة، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي في جامعة فيينا، النقاش مجددا حول دور المستحضرات الحديثة في تلويث بيئة الإنسان. وأشار إلى أن المحاليل الصناعية المستخدمة في مواد التنظيف تتسلل عبر الشعر والبشرة مباشرة أو من خلال الملابس إلى الجلد، أو من خلال الملاعق والصحون إلى دم الإنسان وإلى أمعائه. واعتبر الطبيب مواد التنظيف مسؤولة عن ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض على المستوى العالمي. وعبر غاش عن أسفه لعدم توفر الفرصة لإثبات خطورة محاليل التنظيف على صحة الإنسان مباشرة، فمعظم البلدان الأوروبية تمنع التجارب مباشرة على الإنسان. ودعا إلى فرض رقابة مشددة على المواد التي تستخدم في صناعة مواد التنظيف والغسيل ومواصلة التجارب على الحيوانات وصولا إلى إنتاج مواد خالية من المحاليل الضارة بالصحة.

وحسب تصريحات غاشة فقد سقطت نظرية العامل الجغرافي والأثني في تفسير الفرق في الإصابات بين الشمال والجنوب. فالمرض صار ينتشر بشكل متعادل في العقود الأخير بين الشمال الأوروبي والجنوب الآسيوي. ويعود الفرق في الإصابة بين الدول الاسكندنافية والبلدان الأفريقية، حسب رأيه، إلى التشخيص المبكر والنظام الإحصائي المتقدم وليس إلى العوامل الجغرافية. وتتساوى اليوم معدلات الإصابة بمرض التهاب القولون التقرحي بين النرويج الاسكندنافية ومالطا الأوروبية الجنوبية.

في ذات الوقت، يثار الكثير من الشكوك الآن حول دور جين CARD15 في الفرق بين عدد الإصابات بين مختلف الإثنيات. ففي أوروبا يحمل 20% من الناس هذا الجين في تراكيب أجسادهم، وهذا يعني أنهم أكثر عرضة من غيرهم وراثيا للمرض .