yasmeen
02-05-2008, 11:11 AM
طالبوا بفصل "قضاياهم الوطنية عن القضية الفلسطينية"
الرباط ـ قدس برس
أثارت استعدادات جمعية الصداقة الريفية الأمازيغية في المغرب لإعلان جمعية للصداقة الأمازيغية ـ اليهودية في 14 فبراير/شباط الجاري في مدينة الحسيمة المغربية تزامنا مع عيد الحب، لغطا سياسيا حول الهدف من هذه الخطوة.
فبينما اعتبرها البعض محاولة سياسية يائسة لاستفزاز السلطة ردا على رفضها بإنشاء حزب أمازيغي، اعتبرها آخرون خطوة في الطريق الصحيح باتجاه تصحيح العلاقة بين الأمازيغ واليهود كأحد المكونات الأساسية لمنطقة المغرب العربي. لكن الجدل الذي أثير حول هذه الخطوة يتعلق بفهمها على أساس أنها علاقات أمازيغية ـ إسرائيلية.
فقد دافع رئيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي أحمد الدغرني عن خيار الجمعية الريفية لإعلان جمعية الصداقة الأمازيغية-اليهودية، واعتبرها إحدى الترجمات الواقعية ليلعب الأمازيغ دورهم في حل الصراع العربي-الإسرائيلي.
وقال "هذه خطوة دعت إليها المجموعة الريفية بالحسيمة وأنا أؤيدها وأريد لهذه الصداقة الأمازيغية اليهودية أن تتم، لأننا طرف ثالث يريد أن يحل المشاكل عن طريق تأسيس صداقات بين العرب واليهود"، على حد قوله.
ونفى الدغرني أن تكون هذه الخطوة ردا على الحكومة المغربية أو القصر الملكي بعد قرار رفض السماح للحزب الديمقراطي الأمازيغي بالعمل، وقال "لا يتعلق الأمر برد فعل على القصر الملكي ولا بالرد على المافيات الأخرى التي تتحكم في إدارة الأمور في المغرب، ونحن مشكلتنا مع وزير الداخلية تحديدا الذي ينتمي إلى لوبي مافيوي يدير دفة الأمور في المغرب، وهذه المافيا هي المسؤولة عن إلغاء خطابين للملك محمد السادس تعرض فيهما للقضية الأمازيغية، الأول كان بتاريخ 30 يوليو/تموز 1999 والثاني كان في أكتوبر/تشرين الأول 2001، وبالتالي نحن ننتظر كلمة القضاء لحل هذا الخلاف بالطرق المشروعة، هذا أولا.
وأضاف "أما كون هذه الخطوة استفزازا للحكومة المغربية فهي غير دقيقة لأن الحكومة المغربية لا تخفي علاقاتها بإسرائيل، والرئيس الإسرائيلي شارك في تشييع جنازة الحسن الثاني هنا في شارع محمد الخامس بالرباط، والمغرب مليء بإسرائيل، والخلاف هو في أن البعض يريد احتكار العلاقات مع إسرائيل ويعتبره من مشمولات السيادة، نحن اخترقنا هذا الحصار"، على حد تعبيره.
ورفض الناشط الأمازيغي المغربي منير التيكجي "تهمة الاستقواء الأمازيغي بإسرائيل، واعتبرها تهمة "قومية وبعثية وإسلامية ولى عهدها"، وقال: "لا يمكن القول ان هناك استقواء بإسرائيل لأن إسرائيل أمر واقع شئنا أم أبينا، ومساندة الفلسطينيين في كفاحهم من أجل التحرر شيء والعلاقات مع اليهود شيء آخر".
واعتبر التيكجي أن هذه العلاقات تدخل في سياق القضايا الوطنية التي يجب أن تفصل عن القضية الفلسطينية، وقال: "نحن نرفض أن تطغى القضية الفلسطينية على قضايانا الوطنية، فمن من أهل المشرق العربي تظاهر معنا للتنديد بما يجري في سبتة ومليلية أو ما تعرضت له جزيرة ليلى أو الصحراء المغربية، لقد أعطيت القضية الفلسطينية بعدا كبيرا في بلادنا وهذا ناتج عن تأثير الفكر البعثي والقومي والإسلامي المشرقي على بلدان المغرب العربي، وهو أمر بدأ في التراجع منذ سقوط الدكتاتور العراقي صدام حسين، بحيث لم نعد نشهد المظاهرات المليونية بل بعض المئات من الذين شاركوا في مظاهرات التضامن مع القضية الفلسطينية"، على حد قوله.
لكن الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي عبد الله الحريف انتقد بشدة هذه الخطوة واعتبرها هروبا إلى الأمام ومحاولة لاستفزاز مشاعر المغاربة من العرب والأمازيغيين بالعلاقة مع إسرائيل، وأشار إلى أنها تعكس رأي أقلية داخل الأمازيغ، وقال "هذه تعبر عن رغبة بعض الأشخاص القلائل الغلاة داخل الحركة الأمازيغية الذين يرون في الأمازيغية مناقضا للعروبة، ونحن لسنا معها، حيث أننا نعتقد أن هوية المغرب عربية أمازيغية وأنه لا يمكن التفريق بين العرب والأمازيغ، ونطالب بحقوق الأمازيغ الثقافية في ظل مغرب موحد وعلاقات تاريخية ومصير مشترك مع العرب في النضال ضد الإمبريالية وضد الأنظمة الاستعمارية".
ولم يستبعد الحريف أن تكون خطوة إعلان جمعية الصداقة اليهودية-الأمازيغية نوعا من محاولة الاستقواء بإسرائيل ضد الحكومة المغربية، وقال إن "هؤلاء هم أقلية داخل الأمازيغ، ويمثلون بعض النخب أما غالبية الرأي العام الأمازيغي والعربي في المغرب فهو متعاطف مع القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ويرفض التطبيع مع إسرائيل. وبالنسبة إلينا في النهج الديمقراطي فإننا أصدرنا بيان أعلنا فيها براءتنا من كل من يساهم في تأسيس هذه الجمعية، وهو ما دفع بأحد أعضائنا في الحسيمة وهو محمد محي إلى تقديم استقالته لأنه كان أحد دعاة تأسيس هذه الجمعية"، على حد تعبيره.
من جهته قلّل الكاتب والإعلامي المغربي علي أنوزلا من أهمية هذه الخطوة، واعتبرها محاولة لاستفزاز الدولة، وقال: "هذا استفزاز معزول نفذه الحزب الديمقراطي الأمازيغي الذي قام أمينه العام بزيارة إسرائيل ردا على قرار الحكومة المغربية برفض السماح لحزبه بالنشاط السياسي القانوني، وهي خطوة معزولة لا تحظى بأي سند شعبي أو جماهيري لدى الأمازيغ ولا عند العرب".
الرباط ـ قدس برس
أثارت استعدادات جمعية الصداقة الريفية الأمازيغية في المغرب لإعلان جمعية للصداقة الأمازيغية ـ اليهودية في 14 فبراير/شباط الجاري في مدينة الحسيمة المغربية تزامنا مع عيد الحب، لغطا سياسيا حول الهدف من هذه الخطوة.
فبينما اعتبرها البعض محاولة سياسية يائسة لاستفزاز السلطة ردا على رفضها بإنشاء حزب أمازيغي، اعتبرها آخرون خطوة في الطريق الصحيح باتجاه تصحيح العلاقة بين الأمازيغ واليهود كأحد المكونات الأساسية لمنطقة المغرب العربي. لكن الجدل الذي أثير حول هذه الخطوة يتعلق بفهمها على أساس أنها علاقات أمازيغية ـ إسرائيلية.
فقد دافع رئيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي أحمد الدغرني عن خيار الجمعية الريفية لإعلان جمعية الصداقة الأمازيغية-اليهودية، واعتبرها إحدى الترجمات الواقعية ليلعب الأمازيغ دورهم في حل الصراع العربي-الإسرائيلي.
وقال "هذه خطوة دعت إليها المجموعة الريفية بالحسيمة وأنا أؤيدها وأريد لهذه الصداقة الأمازيغية اليهودية أن تتم، لأننا طرف ثالث يريد أن يحل المشاكل عن طريق تأسيس صداقات بين العرب واليهود"، على حد قوله.
ونفى الدغرني أن تكون هذه الخطوة ردا على الحكومة المغربية أو القصر الملكي بعد قرار رفض السماح للحزب الديمقراطي الأمازيغي بالعمل، وقال "لا يتعلق الأمر برد فعل على القصر الملكي ولا بالرد على المافيات الأخرى التي تتحكم في إدارة الأمور في المغرب، ونحن مشكلتنا مع وزير الداخلية تحديدا الذي ينتمي إلى لوبي مافيوي يدير دفة الأمور في المغرب، وهذه المافيا هي المسؤولة عن إلغاء خطابين للملك محمد السادس تعرض فيهما للقضية الأمازيغية، الأول كان بتاريخ 30 يوليو/تموز 1999 والثاني كان في أكتوبر/تشرين الأول 2001، وبالتالي نحن ننتظر كلمة القضاء لحل هذا الخلاف بالطرق المشروعة، هذا أولا.
وأضاف "أما كون هذه الخطوة استفزازا للحكومة المغربية فهي غير دقيقة لأن الحكومة المغربية لا تخفي علاقاتها بإسرائيل، والرئيس الإسرائيلي شارك في تشييع جنازة الحسن الثاني هنا في شارع محمد الخامس بالرباط، والمغرب مليء بإسرائيل، والخلاف هو في أن البعض يريد احتكار العلاقات مع إسرائيل ويعتبره من مشمولات السيادة، نحن اخترقنا هذا الحصار"، على حد تعبيره.
ورفض الناشط الأمازيغي المغربي منير التيكجي "تهمة الاستقواء الأمازيغي بإسرائيل، واعتبرها تهمة "قومية وبعثية وإسلامية ولى عهدها"، وقال: "لا يمكن القول ان هناك استقواء بإسرائيل لأن إسرائيل أمر واقع شئنا أم أبينا، ومساندة الفلسطينيين في كفاحهم من أجل التحرر شيء والعلاقات مع اليهود شيء آخر".
واعتبر التيكجي أن هذه العلاقات تدخل في سياق القضايا الوطنية التي يجب أن تفصل عن القضية الفلسطينية، وقال: "نحن نرفض أن تطغى القضية الفلسطينية على قضايانا الوطنية، فمن من أهل المشرق العربي تظاهر معنا للتنديد بما يجري في سبتة ومليلية أو ما تعرضت له جزيرة ليلى أو الصحراء المغربية، لقد أعطيت القضية الفلسطينية بعدا كبيرا في بلادنا وهذا ناتج عن تأثير الفكر البعثي والقومي والإسلامي المشرقي على بلدان المغرب العربي، وهو أمر بدأ في التراجع منذ سقوط الدكتاتور العراقي صدام حسين، بحيث لم نعد نشهد المظاهرات المليونية بل بعض المئات من الذين شاركوا في مظاهرات التضامن مع القضية الفلسطينية"، على حد قوله.
لكن الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي عبد الله الحريف انتقد بشدة هذه الخطوة واعتبرها هروبا إلى الأمام ومحاولة لاستفزاز مشاعر المغاربة من العرب والأمازيغيين بالعلاقة مع إسرائيل، وأشار إلى أنها تعكس رأي أقلية داخل الأمازيغ، وقال "هذه تعبر عن رغبة بعض الأشخاص القلائل الغلاة داخل الحركة الأمازيغية الذين يرون في الأمازيغية مناقضا للعروبة، ونحن لسنا معها، حيث أننا نعتقد أن هوية المغرب عربية أمازيغية وأنه لا يمكن التفريق بين العرب والأمازيغ، ونطالب بحقوق الأمازيغ الثقافية في ظل مغرب موحد وعلاقات تاريخية ومصير مشترك مع العرب في النضال ضد الإمبريالية وضد الأنظمة الاستعمارية".
ولم يستبعد الحريف أن تكون خطوة إعلان جمعية الصداقة اليهودية-الأمازيغية نوعا من محاولة الاستقواء بإسرائيل ضد الحكومة المغربية، وقال إن "هؤلاء هم أقلية داخل الأمازيغ، ويمثلون بعض النخب أما غالبية الرأي العام الأمازيغي والعربي في المغرب فهو متعاطف مع القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ويرفض التطبيع مع إسرائيل. وبالنسبة إلينا في النهج الديمقراطي فإننا أصدرنا بيان أعلنا فيها براءتنا من كل من يساهم في تأسيس هذه الجمعية، وهو ما دفع بأحد أعضائنا في الحسيمة وهو محمد محي إلى تقديم استقالته لأنه كان أحد دعاة تأسيس هذه الجمعية"، على حد تعبيره.
من جهته قلّل الكاتب والإعلامي المغربي علي أنوزلا من أهمية هذه الخطوة، واعتبرها محاولة لاستفزاز الدولة، وقال: "هذا استفزاز معزول نفذه الحزب الديمقراطي الأمازيغي الذي قام أمينه العام بزيارة إسرائيل ردا على قرار الحكومة المغربية برفض السماح لحزبه بالنشاط السياسي القانوني، وهي خطوة معزولة لا تحظى بأي سند شعبي أو جماهيري لدى الأمازيغ ولا عند العرب".