المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جمعية محاربة التشيع .......احمد راسم النفيس



سلسبيل
02-01-2008, 12:08 AM
بقلم الباحث المصري: احمد راسم النفيس



يعيش أعضاء جمعية محاربة التشيع والولاء لأهل البيت في هذه الأيام حالة من الجزع والهلع بسبب فشلهم في تأدية مهامهم وبسبب الارتدادات السلبية لأغلب خططهم الفاشلة.

قبل أن نعلق على آخر خزعبلاتهم نوجه إليهم نصيحة أخوية صادقة...

اتركوا الناس أحرارا فيما يعتقدون فهذا وحده هو السبيل للعيش في طمأنينة بدلا من إشعال صراعات لن تفيد أحدا.

لن يفيد إشعال الصراع أحدا من السنة أو من الشيعة أو من العرب أو من الفرس!!.

المستفيد الوحيد الآن من إشعال الصراع هم الصهاينة والأمريكان الذين يريدون بناء جبهة تحفظ أمن إسرائيل في مواجهة إيران وحزب الله وسوريا وما يسمونه بالجناح الشيعي من حماس!!.

أي والله (الجناح الشيعي من حماس)!!.

ولو لم أكن قد سمعت هذه العبارة بأذني من أحد الأعضاء المؤسسين لهذه الجمعية سيئة الذكر لما صدقت أن أحدا في العالم ما زال يفكر بهذه الطريقة البائسة المتخلفة.

اتركوا الناس وشأنهم وطبقوا الدستور والقانون واشغلوا أنفسكم بالبحث عن حل لأزمات الوطن الكثيرة والمتلاحقة ولا تكرروا تجاربكم الفاشلة وتحالفاتكم الأكثر فشلا مع التيار التكفيري المتطرف لأنكم لم تحصدوا من هذه التجارب خاصة تجربة أفغانستان إلا خسارة أعز النظم إلى قلبكم وهو نظام صدام حسين سيء السيرة والذكر ناهيك عن تعاظم النفوذ الإيراني في المنطقة وهو عكس ما سعيتم له وخططتم.

آخر إبداعات جمعية محاربة التشيع هو ذلك التقرير الذي نشرته إحدى الصحف المسماة بالقومية بعنوان (أصحاب المكتبات يحذرون من دخول الكتاب الشيعي) قالت فيه:

(تبذل بعض العناصر الشيعية في مصر جهودا مكثفة لنشر الكتب الخاصة بهم من خلال إقناع بعض دور النشر الكبرى بطبع كتبهم لإغراق سوق الكتاب المصري بالمؤلفات الشيعية المقبلة من إيران ولبنان وأن بعض دور النشر الكبيرة تقوم بطبع ونشر كتب الشيعة في مصر وتخصيص مخازن لتلك الكتب تمهيدا لطرحها في الأسواق وأضاف أصحاب المكتبات أن صاحب دار نشر مشهورة بطبع الكتب الشيعية ويقوم بتصديرها إلى إيران وتوزيعها في مصر مقابل حصوله على السجاد الإيراني).

من الواضح أن كاتب أو ناقل التقرير لا يعرف من أين تشرق الشمس ولا حتى أين تغرب وربما ما زال يعتقد أن الأرض تسكن على قرن ثور أمريكي ساعة تروح وساعة تيجي!!.

أما المشكلة الحقيقية فهي كامنة وسط السطور من خلال تسليط الضوء على (الناشر تاجر السجاد) والجريمة التي ارتكبها وهي طباعة كتاب واحد للعبد لله هو كتاب الشيعة والتشيع مقابل عشرات الكتب التي طبعها للدكتور عمارة والدكتور سليم العوا والدكتور زغلول النجار وغيرهم من رموز الفكر السني!!.

كتاب واحد استحق من القوم الصراخ وإطلاق صيحات التحذير والحديث عن (جهود مكثفة بذلها بعض العناصر الشيعية في مصر لنشر الكتب الخاصة بهم من خلال إقناع بعض دور النشر الكبرى بطبع كتبهم لإغراق سوق الكتاب المصري بالمؤلفات الشيعية المقبلة من إيران ولبنان) فضلا عن المخازن والمستودعات التي يجري فتحها على قدم وساق!!.

لماذا المخازن؟؟

لماذا لا توزع الكتب مجانا لو أن الأمور تجري بهذه الطريقة؟!.

هل يراد تسقيع الكتب ليرتفع سعرها أو لتصبح كتبا معتقة فيها نفحة من سحر الشرق وعبق الأصالة؟!!!!!!!!.

كتاب واحد فقط لا غير مقابل الامتناع عن نشر كتب أخرى حرصا على مشاعر القوم (وهذا حقه) ولكنهم رغم ذلك يتحدثون عن جهود مكثفة وعن إغراق سوق الكتاب المصري بالمؤلفات الشيعية وعن وعن!!.

فات القوم أن سوق الكتاب المصري وببركة تخلفهم العقلي وتبعيتهم الفكرية قد تحول إلى بركة أو مستنقع للكتاب الوهابي المدعوم والذي يحتل أجنحة كاملة من معرض الكتاب ورغم ذلك فهم يشكون من إغراق السوق بالكتاب الشيعي!!.

ألم أقل لكم إنها حالة خوف وجزع وهلع خشية الغرق في شبر (أو أقل) من المياه كما يقول المثل الشعبي.

هذا الشِبر الذي يمثله هذا الكتاب الأوحد الذي قام تاجر السجاد بطبعه وتوزيعه لأسباب اقتصادية مائة بالمائة ولأنه بالفعل تاجر ورجل أعمال يشتري ويبيع للدنيا بأسرها وليس محتاجا لدعم من إيران ولا غير إيران!!.

تلك هي المهزلة....

ألا تخجلون أيها السادة من أنفسكم؟!.

ألا تخجلون من فقركم الفكري وجفاف قريحتكم رغم هذا الكم الهائل من دور النشر التي لا هم لها إلا طباعة ثم إعادة طباعة وتدوير كتب ابن رجب وابن شعبان وابن رمضان وابن شوال وابن قلاوون فضلا عن ابن تيميه ومع ذلك فلم تفلح هذه الأطنان من الكتب في بث الطمأنينة في نفوسكم؟!.

لم تفلح صناعة إعادة تدوير ثقافة العصر المملوكي في إعادة الثقة إلى نفوس القوم فهم ما زالوا يعيشون ثقافة الاحتقار لكل من خالفهم والإحساس الزائف بحقهم في احتكار سوق الكتاب المصري حرصا على مصانع إعادة تدوير كناسة عصر المماليك الثقافية وشركات تعبئة الكلام في أشرطة والهواء في زجاجات وقطع الأعناق ولا قطع الأرزاق!!.

جمعية محاربة الولاء لأهل البيت التي اعتلت تلك الصفيحة القومية تشكو مر الشكوى مما أسمته (إعدام كتب داعية الوئام وحمامة السلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم في معرض دمشق للكتاب تلك الكتب التي تهاجم الشيعة مثل كتاب منهاج السنة والسماح بعرض كتاب ابن مطهر الحلي منهاج الكرامة الذي يكفر الصحابة).

وبمناسبة (سب الصحابة) فبالأمس فقط وعلى هامش ندوة جرى تسجيلها لصالح قناة ال ONC التي ستبدأ بثها في مارس القادم في مواجهة الشيخ يوسف البدري الذي جاء ومعه كتاب الشيعة والثورة للعبد لله وبحركة مسرحية أمسك الكتاب معلنا عن امتلاكه الدليل القاطع على أن الشيعة وتحديدا أحمد راسم يسبون الصحابة!! فقلت له اقرأ ما في الكتاب قال: (قتل المجرم زياد بن رقاد) فقلت له من هو هذا المجرم؟! قال إنه واحد من الصحابة.. لا إنه واحد من التابعين.. قلت له اقرأ من هو زياد بن رقاد؟!

(أحد قتلة الحسين عليه السلام) وعلى الفور انسحب الشيخ يوسف من المعركة ولا شك أن انسحاب الشيخ المبكر من عالم المسرح (حقيقة لا خيالا) هو الذي منح فرصة النجومية لعادل إمام!!.

ومن المعلوم أن حظر كتب ابن تيميه التكفيرية الداعية لإراقة دماء المسلمين ليس قاصرا على سوريا ولا على الدول ذات الغالبية الشيعية بل هو قرار اتخذته الكثير من الدول مثل المغرب والجزائر حرصا على أمنها ودماء أبنائها بعد كل الذي جرى وبعد أن سالت أنهار الدم ولا شك أن القرار جاء متأخرا.

ازداد الأمر سوءا وبلاء عندما زعم القوم (أن الدكتور أحمد راسم النفيس أحد علماء الشيعة في مصر قد أسس مسجدا لأتباع المذهب تحت منزله لإقامة الصلوات على المذهب الشيعي).

إنها بالتأكيد فضيحة أخلاقية وتزوير صحفي فاضح لأن الدكتور أحمد راسم النفيس يسكن في شقة مؤجرة في عمارة الحاج صابر نصر في الدور السادس منذ أكثر من عشرين عاما بعد أن قام الحاج صابر رحمه الله بتحويل شقة في الدور الأرضي إلى زاوية أصبحت تابعة للأوقاف منذ عهد بعيد تقام فيها الجمعة ثم قامت الأجهزة أخيرا بتسليمها إلى المتطرفين الوهابيين يلقون فيها الدروس والخطب المنددة بالشيعة نكاية في أحمد راسم النفيس ولكن الخيال الفصيح للكتكوت الفصيح يبيح له الكذب والافتراء وهذه هي أخلاقهم وللأسف الشديد.

السؤال هو من يطمئن من

ومن يبث السكينة في نفس من؟؟

لن نتحدث عن أكثرية سنية خائفة لأسباب غير عقلانية من أقلية شيعية لأننا لا نفكر بهذه الطريقة ولا بمنطق المغالبة بل بمنطق المشاركة ولأن موازنة هذا الفكر الإرهابي المتطرف ليس مصلحة للشيعة فقط بل مصلحة لكل المسلمين.

والله أنا مكسوف لكم!!.

دكتور أحمد راسم النفيس