زهير
01-20-2008, 01:29 AM
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/20-1-2008//352859_09-3.jpg
عبدالكريم الحائري
20/01/2008 كتب حسين حاجي - القبس
اشاد عميد حوزة كربلاء الشيخ عبدالكريم الحائري بالحرية الدينية الواسعة في الكويت، معتبرا ان لا مثيل لها في الدول العربية.
واضاف الحائري الذي يزور البلاد لـ «القبس» ان الوضع الامني في العراق عموما والعتبات المقدسة على وجه الخصوص مستقر، موضحا ان الطريق امام الكويتيين سالك لزيارة العتبات بشرط اتفاق حكومتي البلدين. وشدد على ان النزاع النووي بين الولايات المتحدة الاميركية وايران يجب الا يكون على حساب العراق وشعبه، متسائلا «لماذا تغض اميركا نظرها دائما عن اسرائيل؟».
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
بداية بودنا ان نعرف نبذة عن الحوزة العلمية؟
- الحوزة العلمية تعني الجامعة الاسلامية، والجوامع الاسلامية تارة تكون بشكل منتظم وتابعة لنظام حكومي، واخرى تكون بشكل معاهد اهلية، فالحوزات العلمية فيها درجات، درجة منها تساوي المعاهد الاسلامية، ودرجات منها تساوي الجامعات، ودرجات منها اعلى من ذلك، فدرجة البحث الخارج واستاذ البحث الخارج تعادل درجة البروفيسورية، لأن فيها جهودا كثيرة يبذلها الدارس ليصل الى هذه المرتبة، وفي هذه المرحلة يعطي نظريات، فالحوزات العلمية هي جامعات اسلامية، ولكن بشكل اهلي، تدرس فيها اولا مقدمات العلوم العربية النحو والصرف والبلاغة والاشتقاق، وبعدها ينتقلون الى العلوم الاخرى بعد تثبيت العلوم العربية، اي بعد ان يصل الى مرحلة جيدة في علم اللغة، وحينما يقرؤون العلوم العربية لا يقرؤون كتبا لها تعصب خاص، فالكتب التي تدرس في المعاهد الشيعية هي الكتب التي تدرس عند اهل السنة، فيدرسون شرح ألفية ابن مالك على ثلاثة مستويات، حيث البعض يختار شرح الامام السيوطي (البهجة المرضية)، والبعض يختار شرح ابن عقيل للامام يحيى بن عقيل، وآخرون يختارون شرح الالفية لابن الناظم، وهو ابن مالك صاحب الالفية، يعني ابن من نظم الالفية، وطلاب العلوم الاسلامية احرار في اختيارهم للكتب، قبلها يقرؤون قطر الندى لابن هشام وبعد شرح الالفية يقرؤون مغني اللبيب وهو لابن هشام ايضا، ثم يقرؤون المختصر او المطلوب للتفتازاني، فهؤلاء من اعلام اهل السنة، وبعد السيطرة على العلوم العربية ينتقلون الى العلوم الاخرى في علوم القرآن ومقدمات الفقه والاصول ثم السطوح من الفقه والاصول ثم السطوح العليا، ثم مرحلة تمهيدية لفهم استنباط الحكم الشرعي وتسمى بدرس الخارج، ويعني خارج الكتاب، فهم قبل ذلك كانوا يدرسون الكتب، اما في هذه المرحلة فالطالب لا يتقيد بكتاب، وانما عليه ان يلاحظ مجموعة من الكتب، ففي السطوح كان عليه ان يرى هذا الكتاب ماذا يقول، اما في البحث الخارج فعليه ان يرى الآخرين ماذا يقولون، فلا بد ان يفهم سطح عام وكبير من الآراء الاخرى، فالاستاذ يلقي المسألة ويناقشها ويتلعم الطالب من كيفية القائها ومناقشتها والمداخلة فيها وكيفية الخروج من الاشكال في هذه المسألة، وهذه هي الفكرة العامة عن الحوزة.
ما دور الحوزة العلمية في توحيد الصف العراقي؟
- الحوزة العلمية تسعى الى بث روح الاخاء بين الناس، بل انها تحتضن منذ القدم مختلف المذاهب، فمثلا كل الحوزات العلمية الكبيرة كالنجف وقم يوجد فيها مذاهب مختلفة، ويقرأون الفقه على المذاهب الاخرى ايضا، فهناك مشترك في العلوم العربية والعلوم والاختصاصات الاخرى، والحوزات العلمية كانت وما زالت تسعى الى جمع الكلمة والصف وبث روح الاخاء ونبذ الفرقة الطائفية، والشيء الذي ينبغي ان نلتفت اليه ان مسألة الفرقة وما شابهها من المسائل تنشأ دائما من الجهل وليس العلم والعلماء، فمن اطلع على القرآن الكريم وقرأ الآية الكريمة «ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون» يدرك ان الله سبحانه وتعالى لم يذكر مذهبكم، بل قال امتكم، فهل هناك شخص يتجرأ على خلاف هذه الآية الشريفة؟ والرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – في احاديثه الكثيرة والائمة الاطهار كانوا يجمعون الكثير تحت رايتهم، بل اكثر من ذلك، فحتى المنافقون كانوا تحت راية رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – من اخلاقه الكريمة لم يشهر بهم، والقرآن هددهم «لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليل»، يعني انهم بدأوا بالفتنة الكبيرة وهي التغلغل، فهددهم القرآن اذا لم ينتهوا ليغرينك بهم، يعني يفضحهم ويدلك عليهم، فحتى الله ستر عليهم الى ان وصلت النتيجة الى ما لا تحمد عقباه في ذاك الوقت ففضحهم الله عز وجل.
حفظ الأمن
هل هناك دور للقوات الأجنبية في حفظ الأمن في العتبات المقدسة في كربلاء؟
- الحكومات الأجنبية بعيدة كل البعد عن كربلاء المقدسة فليس لها دخل لا من القريب ولا من البعيد، وأثناء سقوط النظام كانت القوات لها تدخل بسيط جدا في كربلاء، ولكن منذ ما يقارب الأربع سنوات هم بعيدون عن كربلاء حتى سياراتهم لا تدخل إلى كربلاء فهي آمنة بحمد الله.
ما الاحتياطات الأمنية التي اتبعتها محافظة كربلاء للحفاظ على العتبات المقدسة بعد التفجيرات الإرهابية في مرقد الإمامين الهادي والعسكري؟
- حقيقة قامت قوات الأمن العراقية مشكورة وجزاها الله خير الجزاء بعمليات مختلفة بإقامة أطواق وأسوار أمنية متعددة أربعة منها رئيسية، فهناك سور عند مداخل كربلاء ويخضع الجميع فيه للتفتيش وحتى سياراتهم تفتش بالأشعة، ثم تدخل السيارات الى منطقة محدودة وفي هذا السور الثاني لا يتم ادخال اي سيارة فيها الا المرخص لها من القوات الأمنية وهذه السيارات تشتغل في داخل البلد وأيضا لها حدود، فهناك نقطة لا تمر منها أي سيارة، عدا طبعا سيارات الأمن والسيارات الضرورية، ويوجد تفتيش شخصي للأفراد على بعد 150 مترا تقريبا قبل الوصول الى المرقدين الشريفين – عليهما السلام -، وهناك سور آخر في طوق الحرم يفتش ثم الداخل الى الحرم يفتش، وبعض النقاط الأمنية ترتبط بالعتبتين الشريفتين الحسينية والعباسية وان شاء الله القوة الأمنية جاهزة وبشكل جيد ونسأل الله التوفيق لهم في ان ينجحوا في حماية الزوار وكل ذلك ببركات أهل البيت ـ عليهم السلام -.
المشهد العراقي
كيف تقرأ المشهد السياسي في العراق اليوم؟
- ينبغي حقيقة أن يلتفت جميع الساسة المشتركين وجميع المعنيين بالأمن إلى أخلاق الثورة الحسينية، التي تعني الإصلاح العام فقال الإمام الحسين – عليه السلام - «لم أخرج أشرا» يعني متجاوزا عن حق و«لا بطرا» من دون حق و«لا ظالما ولا مفسدا وإنما خرجت لطلب الإصلاح» فلو استفاد الجميع من شعار الإمام الحسين – عليه السلام – ان تكون مسألة الإصلاح هي المسألة المعنية وبالتحديد مسألة إصلاح الأمة والشعب والقانون والفساد الإداري.
هناك الكثير من الكويتيين تواقون إلى زيارة العتبات المقدسة فهل هناك من سبيل إلى ذلك؟
- حقيقة في سابق الأمر لم يكن الوضع الأمني يساعد ولكن الآن اختلف الأمر بعد فرض القانون وتطبيق هذه العناوين الطيبة التي جاهد فيها إخواننا في بغداد وفي المحافظات، فقبل عدة ايام كنت اتجول في شوارع بغداد والحمد لله بدأنا نشعر في نعمة الأمان ولله المنة فبدأ الناس يحسون بالعز وبالكرامة وبالقانون والقيمة، واليوم بعد أن وجدت نعمة الأمان أصبحت الزيارة والحمد لله ممكنة. فيبقى على الإخوة المسؤولين بين الدولتين ان يتوافقوا فيما بينهم.
الحرية الكويتية
ما هدف زيارتكم الكريمة إلى الكويت في ايام عزاء الامام الحسين عليه السلام؟
- سمعت كثيرا عن المجالس في الكويت، وانا متشوق لرؤيتها فصدرت لي الفيزا منذ اواخر شهر رمضان ولكنني اجلتها الى هذه الايام لأشهد عزاء الحسين في الكويت.
لاحظت الحرية التي لا مثيل لها في كل الدول العربية مع احترامي لكل الحكومات والقوانين، ولا اقول عديمة بل اشدد على أن لا مثيل لها في بقية الدول، فهنا ترى انه حتى القوى الامنية تسعى جاهدة الى تنظيم مراسم العزاء، والقوة الامنية تسعى الى المحافظة على المواطنين في الحسينيات وهذا امر يشكرون عليه، وعلى وقوف الدولة بهذا الموقف، ينبغي ليس للمواطنين فقط، بل لمن يرى هذا الجهد المكثف في الحفاظ على امن الحسينيات والمواطنين ان يشكر الحكومة على هذه الجهود وعلى موقفها العقلاني، فالعاقل الذي يعطي الحرية للآخرين ويرى ان الطرف المقابل لا يصله ضرر من ذلك فلماذا يمنعه؟ فحينما تكون القوة بيدي والشخص الآخر ليس بيده قوة، ويريد ان يتظاهر بحبه وولائه لمذهبه او لمن ينتمي اليه فما المانع من ذلك؟
ما رأيك في الملف النووي الايراني والموقف الاميركي اتجاهه؟
- إذا كان هناك نزاع حقيقي في مسألة الملف الامني النووي وامثاله فلا بد ان يكون على حساب العراق والعراقيين، فالعراق بلد جريح، ومثخن بالجراحات فلماذا المساومة والتصالح على حساب المصالح العراقية.
كل العالم يعي ان كل المشاكل تحل في الجلوس على الطاولة وانتم تدعون انكم عقلاء العالم وبيدكم القدرة، فاجلسوا وتحدثوا، تقولون ان ايران يمكن ان تصنع السلاح النووي، فلماذا لم توجهوا الكلام نفسه الى اسرائيل؟ فلماذا يجوز لاسرائيل ان تحوز السلاح النووي وعلى حساب من بعد ذلك، ألم تكن للهند اسلحة نووية؟ الم تكن باكستان تملك اسلحة نووية فلماذا المسألة في ايران؟ لماذا العقد ضد ايران؟ اذا لا بد ان تكون هناك تصفية حسابات، وليس مسألة النووي فقط، فلا بد ان يتعقل الجميع، والآن نحن نعيش في زمان يمكننا ان نحل النزاعات والخلافات بشكل سلمي، فأزمة الحروب الطاحنة انتهت، ففي تلك الازمنة لم يكن الحكام يعرفون الا لغة السلاح، الآن فمع التطور في كل شيء والسير في سرعة البرق والنور لا بد ان تتغير اللغة فتصبح لغة الحوار والتفاهم هي السائدة وليست لغة التهديد بالسلاح، فهذه كانت في القرون الماضية وانتهت.. اتمنى ان يكون التفاهم في التحاور لا بلغة السلاح.
الحوزة العلمية
أكد الحائري ان للحوزة العلمية في مراسم عزاء الحسين دور الخطابة، والخطيب له مسألة الإرشاد والوعظ وإعطاء الخطوط الأساسية في النظم، يعني يعطي ويبث في المجتمع روح التوعية والثقافة الحسينية ويبث فيهم روح النظام، كما يعطيهم الخطوط الأساسية، مستدركاً ان الناس يمشون في ظل التوجيهات التي يتلقونها من الخطيب «وربما تحدث مخالفات قليلة لا يمكن ضبطها، لكن الخطيب الحسيني عليه مسؤوليات عدة يجب أن يبينها ويوضحها، منها السيرة والتاريخ». وأضاف الحائري ان الخطيب مطالب بتفهيم الثقافة الحسينية ومدى العطاء الحسيني وثورة الحسين كمعطيات وكمؤديات ومؤثرات الثورة الحسينية، ويجب أن تتوازن الكفة، فيجب أن يوضح الخطيب الجانب الإرشادي والعملي ووعظ الأفراد لدفعهم إلى العلم والعمل أيضاً.
عبدالكريم الحائري
20/01/2008 كتب حسين حاجي - القبس
اشاد عميد حوزة كربلاء الشيخ عبدالكريم الحائري بالحرية الدينية الواسعة في الكويت، معتبرا ان لا مثيل لها في الدول العربية.
واضاف الحائري الذي يزور البلاد لـ «القبس» ان الوضع الامني في العراق عموما والعتبات المقدسة على وجه الخصوص مستقر، موضحا ان الطريق امام الكويتيين سالك لزيارة العتبات بشرط اتفاق حكومتي البلدين. وشدد على ان النزاع النووي بين الولايات المتحدة الاميركية وايران يجب الا يكون على حساب العراق وشعبه، متسائلا «لماذا تغض اميركا نظرها دائما عن اسرائيل؟».
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
بداية بودنا ان نعرف نبذة عن الحوزة العلمية؟
- الحوزة العلمية تعني الجامعة الاسلامية، والجوامع الاسلامية تارة تكون بشكل منتظم وتابعة لنظام حكومي، واخرى تكون بشكل معاهد اهلية، فالحوزات العلمية فيها درجات، درجة منها تساوي المعاهد الاسلامية، ودرجات منها تساوي الجامعات، ودرجات منها اعلى من ذلك، فدرجة البحث الخارج واستاذ البحث الخارج تعادل درجة البروفيسورية، لأن فيها جهودا كثيرة يبذلها الدارس ليصل الى هذه المرتبة، وفي هذه المرحلة يعطي نظريات، فالحوزات العلمية هي جامعات اسلامية، ولكن بشكل اهلي، تدرس فيها اولا مقدمات العلوم العربية النحو والصرف والبلاغة والاشتقاق، وبعدها ينتقلون الى العلوم الاخرى بعد تثبيت العلوم العربية، اي بعد ان يصل الى مرحلة جيدة في علم اللغة، وحينما يقرؤون العلوم العربية لا يقرؤون كتبا لها تعصب خاص، فالكتب التي تدرس في المعاهد الشيعية هي الكتب التي تدرس عند اهل السنة، فيدرسون شرح ألفية ابن مالك على ثلاثة مستويات، حيث البعض يختار شرح الامام السيوطي (البهجة المرضية)، والبعض يختار شرح ابن عقيل للامام يحيى بن عقيل، وآخرون يختارون شرح الالفية لابن الناظم، وهو ابن مالك صاحب الالفية، يعني ابن من نظم الالفية، وطلاب العلوم الاسلامية احرار في اختيارهم للكتب، قبلها يقرؤون قطر الندى لابن هشام وبعد شرح الالفية يقرؤون مغني اللبيب وهو لابن هشام ايضا، ثم يقرؤون المختصر او المطلوب للتفتازاني، فهؤلاء من اعلام اهل السنة، وبعد السيطرة على العلوم العربية ينتقلون الى العلوم الاخرى في علوم القرآن ومقدمات الفقه والاصول ثم السطوح من الفقه والاصول ثم السطوح العليا، ثم مرحلة تمهيدية لفهم استنباط الحكم الشرعي وتسمى بدرس الخارج، ويعني خارج الكتاب، فهم قبل ذلك كانوا يدرسون الكتب، اما في هذه المرحلة فالطالب لا يتقيد بكتاب، وانما عليه ان يلاحظ مجموعة من الكتب، ففي السطوح كان عليه ان يرى هذا الكتاب ماذا يقول، اما في البحث الخارج فعليه ان يرى الآخرين ماذا يقولون، فلا بد ان يفهم سطح عام وكبير من الآراء الاخرى، فالاستاذ يلقي المسألة ويناقشها ويتلعم الطالب من كيفية القائها ومناقشتها والمداخلة فيها وكيفية الخروج من الاشكال في هذه المسألة، وهذه هي الفكرة العامة عن الحوزة.
ما دور الحوزة العلمية في توحيد الصف العراقي؟
- الحوزة العلمية تسعى الى بث روح الاخاء بين الناس، بل انها تحتضن منذ القدم مختلف المذاهب، فمثلا كل الحوزات العلمية الكبيرة كالنجف وقم يوجد فيها مذاهب مختلفة، ويقرأون الفقه على المذاهب الاخرى ايضا، فهناك مشترك في العلوم العربية والعلوم والاختصاصات الاخرى، والحوزات العلمية كانت وما زالت تسعى الى جمع الكلمة والصف وبث روح الاخاء ونبذ الفرقة الطائفية، والشيء الذي ينبغي ان نلتفت اليه ان مسألة الفرقة وما شابهها من المسائل تنشأ دائما من الجهل وليس العلم والعلماء، فمن اطلع على القرآن الكريم وقرأ الآية الكريمة «ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون» يدرك ان الله سبحانه وتعالى لم يذكر مذهبكم، بل قال امتكم، فهل هناك شخص يتجرأ على خلاف هذه الآية الشريفة؟ والرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – في احاديثه الكثيرة والائمة الاطهار كانوا يجمعون الكثير تحت رايتهم، بل اكثر من ذلك، فحتى المنافقون كانوا تحت راية رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – من اخلاقه الكريمة لم يشهر بهم، والقرآن هددهم «لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليل»، يعني انهم بدأوا بالفتنة الكبيرة وهي التغلغل، فهددهم القرآن اذا لم ينتهوا ليغرينك بهم، يعني يفضحهم ويدلك عليهم، فحتى الله ستر عليهم الى ان وصلت النتيجة الى ما لا تحمد عقباه في ذاك الوقت ففضحهم الله عز وجل.
حفظ الأمن
هل هناك دور للقوات الأجنبية في حفظ الأمن في العتبات المقدسة في كربلاء؟
- الحكومات الأجنبية بعيدة كل البعد عن كربلاء المقدسة فليس لها دخل لا من القريب ولا من البعيد، وأثناء سقوط النظام كانت القوات لها تدخل بسيط جدا في كربلاء، ولكن منذ ما يقارب الأربع سنوات هم بعيدون عن كربلاء حتى سياراتهم لا تدخل إلى كربلاء فهي آمنة بحمد الله.
ما الاحتياطات الأمنية التي اتبعتها محافظة كربلاء للحفاظ على العتبات المقدسة بعد التفجيرات الإرهابية في مرقد الإمامين الهادي والعسكري؟
- حقيقة قامت قوات الأمن العراقية مشكورة وجزاها الله خير الجزاء بعمليات مختلفة بإقامة أطواق وأسوار أمنية متعددة أربعة منها رئيسية، فهناك سور عند مداخل كربلاء ويخضع الجميع فيه للتفتيش وحتى سياراتهم تفتش بالأشعة، ثم تدخل السيارات الى منطقة محدودة وفي هذا السور الثاني لا يتم ادخال اي سيارة فيها الا المرخص لها من القوات الأمنية وهذه السيارات تشتغل في داخل البلد وأيضا لها حدود، فهناك نقطة لا تمر منها أي سيارة، عدا طبعا سيارات الأمن والسيارات الضرورية، ويوجد تفتيش شخصي للأفراد على بعد 150 مترا تقريبا قبل الوصول الى المرقدين الشريفين – عليهما السلام -، وهناك سور آخر في طوق الحرم يفتش ثم الداخل الى الحرم يفتش، وبعض النقاط الأمنية ترتبط بالعتبتين الشريفتين الحسينية والعباسية وان شاء الله القوة الأمنية جاهزة وبشكل جيد ونسأل الله التوفيق لهم في ان ينجحوا في حماية الزوار وكل ذلك ببركات أهل البيت ـ عليهم السلام -.
المشهد العراقي
كيف تقرأ المشهد السياسي في العراق اليوم؟
- ينبغي حقيقة أن يلتفت جميع الساسة المشتركين وجميع المعنيين بالأمن إلى أخلاق الثورة الحسينية، التي تعني الإصلاح العام فقال الإمام الحسين – عليه السلام - «لم أخرج أشرا» يعني متجاوزا عن حق و«لا بطرا» من دون حق و«لا ظالما ولا مفسدا وإنما خرجت لطلب الإصلاح» فلو استفاد الجميع من شعار الإمام الحسين – عليه السلام – ان تكون مسألة الإصلاح هي المسألة المعنية وبالتحديد مسألة إصلاح الأمة والشعب والقانون والفساد الإداري.
هناك الكثير من الكويتيين تواقون إلى زيارة العتبات المقدسة فهل هناك من سبيل إلى ذلك؟
- حقيقة في سابق الأمر لم يكن الوضع الأمني يساعد ولكن الآن اختلف الأمر بعد فرض القانون وتطبيق هذه العناوين الطيبة التي جاهد فيها إخواننا في بغداد وفي المحافظات، فقبل عدة ايام كنت اتجول في شوارع بغداد والحمد لله بدأنا نشعر في نعمة الأمان ولله المنة فبدأ الناس يحسون بالعز وبالكرامة وبالقانون والقيمة، واليوم بعد أن وجدت نعمة الأمان أصبحت الزيارة والحمد لله ممكنة. فيبقى على الإخوة المسؤولين بين الدولتين ان يتوافقوا فيما بينهم.
الحرية الكويتية
ما هدف زيارتكم الكريمة إلى الكويت في ايام عزاء الامام الحسين عليه السلام؟
- سمعت كثيرا عن المجالس في الكويت، وانا متشوق لرؤيتها فصدرت لي الفيزا منذ اواخر شهر رمضان ولكنني اجلتها الى هذه الايام لأشهد عزاء الحسين في الكويت.
لاحظت الحرية التي لا مثيل لها في كل الدول العربية مع احترامي لكل الحكومات والقوانين، ولا اقول عديمة بل اشدد على أن لا مثيل لها في بقية الدول، فهنا ترى انه حتى القوى الامنية تسعى جاهدة الى تنظيم مراسم العزاء، والقوة الامنية تسعى الى المحافظة على المواطنين في الحسينيات وهذا امر يشكرون عليه، وعلى وقوف الدولة بهذا الموقف، ينبغي ليس للمواطنين فقط، بل لمن يرى هذا الجهد المكثف في الحفاظ على امن الحسينيات والمواطنين ان يشكر الحكومة على هذه الجهود وعلى موقفها العقلاني، فالعاقل الذي يعطي الحرية للآخرين ويرى ان الطرف المقابل لا يصله ضرر من ذلك فلماذا يمنعه؟ فحينما تكون القوة بيدي والشخص الآخر ليس بيده قوة، ويريد ان يتظاهر بحبه وولائه لمذهبه او لمن ينتمي اليه فما المانع من ذلك؟
ما رأيك في الملف النووي الايراني والموقف الاميركي اتجاهه؟
- إذا كان هناك نزاع حقيقي في مسألة الملف الامني النووي وامثاله فلا بد ان يكون على حساب العراق والعراقيين، فالعراق بلد جريح، ومثخن بالجراحات فلماذا المساومة والتصالح على حساب المصالح العراقية.
كل العالم يعي ان كل المشاكل تحل في الجلوس على الطاولة وانتم تدعون انكم عقلاء العالم وبيدكم القدرة، فاجلسوا وتحدثوا، تقولون ان ايران يمكن ان تصنع السلاح النووي، فلماذا لم توجهوا الكلام نفسه الى اسرائيل؟ فلماذا يجوز لاسرائيل ان تحوز السلاح النووي وعلى حساب من بعد ذلك، ألم تكن للهند اسلحة نووية؟ الم تكن باكستان تملك اسلحة نووية فلماذا المسألة في ايران؟ لماذا العقد ضد ايران؟ اذا لا بد ان تكون هناك تصفية حسابات، وليس مسألة النووي فقط، فلا بد ان يتعقل الجميع، والآن نحن نعيش في زمان يمكننا ان نحل النزاعات والخلافات بشكل سلمي، فأزمة الحروب الطاحنة انتهت، ففي تلك الازمنة لم يكن الحكام يعرفون الا لغة السلاح، الآن فمع التطور في كل شيء والسير في سرعة البرق والنور لا بد ان تتغير اللغة فتصبح لغة الحوار والتفاهم هي السائدة وليست لغة التهديد بالسلاح، فهذه كانت في القرون الماضية وانتهت.. اتمنى ان يكون التفاهم في التحاور لا بلغة السلاح.
الحوزة العلمية
أكد الحائري ان للحوزة العلمية في مراسم عزاء الحسين دور الخطابة، والخطيب له مسألة الإرشاد والوعظ وإعطاء الخطوط الأساسية في النظم، يعني يعطي ويبث في المجتمع روح التوعية والثقافة الحسينية ويبث فيهم روح النظام، كما يعطيهم الخطوط الأساسية، مستدركاً ان الناس يمشون في ظل التوجيهات التي يتلقونها من الخطيب «وربما تحدث مخالفات قليلة لا يمكن ضبطها، لكن الخطيب الحسيني عليه مسؤوليات عدة يجب أن يبينها ويوضحها، منها السيرة والتاريخ». وأضاف الحائري ان الخطيب مطالب بتفهيم الثقافة الحسينية ومدى العطاء الحسيني وثورة الحسين كمعطيات وكمؤديات ومؤثرات الثورة الحسينية، ويجب أن تتوازن الكفة، فيجب أن يوضح الخطيب الجانب الإرشادي والعملي ووعظ الأفراد لدفعهم إلى العلم والعمل أيضاً.