المراسل
01-19-2008, 02:48 AM
خليفة الخرافي - القبس
في يوم عاشوراء الفضيل، الذي دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى صيامه فقال: «صوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية»، حيث ان اليهود كانوا يصومونه لانه يوم نجى الله فيه موسى وأهلك فرعون وجنوده ونحن اولى منهم بموسى وبصومه.
رحم الله سيدنا الحسين، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قتل غدرا وظلما على يد الفاسق الشمر بن ذي الجوشن بأمر من عبيدالله بن زياد وبقيادة عمر بن سعد، حيث كان جند الظلم اربعة الاف والحسين معه 72 رجلا، منهم 17 شابا من اهل البيت، ولم يفتّ ذلك في عزم الحسين، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي يدافع عن دين وعقيدة ضد حثالة خلق الله الذين يتمسكون بالدنيا وزخرفها، لا خلق لهم ولا دين، وحوش جائعة تبحث عن فريسة لتلتهمها ولو كانت الفريسة سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت المفاجأة ان كثيرا من جند ابن زياد هم من الذين ارسلوا الكتب الى سيدنا الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبايعوه قبل ان ينكثوا، وبدلا من ان يقاتلوا معه قاتلوا ضده.
واراد سيدنا الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يتعرض وحده للموت، فجمع اصحابه مرة بعد مرة وهو يقول لهم في كل مرة «لقد بررتم وعاونتم والقوم لا يريدون غيري ولو قتلوني لم يبتغوا غيري، فاذا جن عليكم الليل فتفرقوا في سواده وانجوا بأنفسكم».
الا انهم تمسكوا بصحبته وقالوا له «معاذ الله والشهر الحرام، ماذا نقول للناس اذا رجعنا اليهم؟ انقول تركنا سيدنا وعمادنا غرضا للنبل ودريئة للرماح وطعاما للسباع وفررنا عنه رغبة في الحياة؟ معاذ الله بل نحيا بحياتك ونموت معك».
فلما زحف جيش ابن زياد نحو سيدنا الحسين أنشد ابنه علي الاكبر «انا علي بن الحسين ابن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن وبيت الله اولى بالنبي»، فجاءته طعنة فقتلته، وكان الظالمون الاثمون حريصين على منع الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه من الشرب من نهر الفرات، وتحمل سيدنا الحسين العطش اول الامر، ولكنه رأى ولده عبدالله يتلوى من العطش فحمله بين يديه يريد ان يسقيه ويقول للقوم «اتقوا الله في الطفل ان لم تتقوا الله فينا»، فوجه رجل من جيش ابن زياد قوسه ورمى الطفل بسهم وهو يصيح ليسمعه جنود العسكر «خذ اسقه هذا» فنفذ السهم الى احشائه، فجعل سيدنا الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدم عنه ويقول «اللهم احكم بيننا وبين قومنا، دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا»، يعني أهل العراق.
ولما كانت الكفتان غير متساويتين رأى اصحاب الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم.. انهم لا طاقة لهم بهذا الجيش فصار همهم الموت بين يدي سيدنا الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم دفاعا عنه، فاخذوا يتساقطون شهداء واحدا تلو الاخر، لكن ارواحهم تسامت الى عنان السماء، فهي في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فليتنا كنا معك فنقتل دونك، دماؤنا والله دون دمك، ورقبتنا دون رقبتك، تسيل دماؤنا ولا يسيل دمك، تقطع رؤوسنا ولا يحز رأسك، حتى قتل جميع اصحاب سيدنا الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي وحيدا لا يريد احد ان يبتلى بقتله حتى جاء ذلك المجرم.. قبحه الله، فصاح بالناس «ويحكم ثكلتكم امهاتكم احيطوا به واقتلوه»، ففعلوا وسيدنا الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم رابط الجأش فوقعت المصيبة وقتل سيدنا الحسين ابن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من وطئت قدماه الارض، وحزوا رأسه ونهبوا ملابسه وجاء عشرة فرسان فداسوه بخيولهم، قبحهم الله، ولم يفلت من اهل سيدنا الحسين الا علي الاصغر بن الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان مريضا (زين العابدين) في خيمة النساء على وشك الموت من المرض، ولكن نجاه الله وبقيت ذرية الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك من هذا الناجي الصغير، انا لله وانا اليه راجعون.
يا ليتني كنت معك يا سيدي الحسين يا سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم لادافع عنك بجسمي ودمي وروحي، واحمي جسدك الطاهر من سيف المجرمين القتلة عليهم لعنة الله.
انها والله دعوة تشجعنا وتحفزنا على التوحد والتآخي والتآلف، وان ننبذ ونحارب كل من يسيء الى الصحابة وامهات المؤمنين، وكذلك أن ننبذ كل من يثير الفتنة ضد اخواننا الشيعة.
واذا كانت العين تدمع على مقتلك يا سيدي الحسين يا سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فالقلب يفرح لانك سيد شباب الجنة وانك تنعم بفضل من الله في جنات الفردوس الاعلى في عليين مع الانبياء والشهداء والصديقين، فندعو الله ان يرزقنا مكانتك بالجنة.
اللهم أدم نعمة الامن والامان والخير والرفاء والعدل في بلدنا الطيب تحت ظل قيادة سمو الامير صباح الاحمد وسمو ولي عهده الامين.
() جزء من المقال مأخوذ بتصرف من مقالة رائعة للنائب الدكتور وليد الطبطبائي في الزميلة «الوطن».
خليفة مساعد الخرافي
في يوم عاشوراء الفضيل، الذي دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى صيامه فقال: «صوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية»، حيث ان اليهود كانوا يصومونه لانه يوم نجى الله فيه موسى وأهلك فرعون وجنوده ونحن اولى منهم بموسى وبصومه.
رحم الله سيدنا الحسين، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قتل غدرا وظلما على يد الفاسق الشمر بن ذي الجوشن بأمر من عبيدالله بن زياد وبقيادة عمر بن سعد، حيث كان جند الظلم اربعة الاف والحسين معه 72 رجلا، منهم 17 شابا من اهل البيت، ولم يفتّ ذلك في عزم الحسين، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي يدافع عن دين وعقيدة ضد حثالة خلق الله الذين يتمسكون بالدنيا وزخرفها، لا خلق لهم ولا دين، وحوش جائعة تبحث عن فريسة لتلتهمها ولو كانت الفريسة سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت المفاجأة ان كثيرا من جند ابن زياد هم من الذين ارسلوا الكتب الى سيدنا الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبايعوه قبل ان ينكثوا، وبدلا من ان يقاتلوا معه قاتلوا ضده.
واراد سيدنا الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يتعرض وحده للموت، فجمع اصحابه مرة بعد مرة وهو يقول لهم في كل مرة «لقد بررتم وعاونتم والقوم لا يريدون غيري ولو قتلوني لم يبتغوا غيري، فاذا جن عليكم الليل فتفرقوا في سواده وانجوا بأنفسكم».
الا انهم تمسكوا بصحبته وقالوا له «معاذ الله والشهر الحرام، ماذا نقول للناس اذا رجعنا اليهم؟ انقول تركنا سيدنا وعمادنا غرضا للنبل ودريئة للرماح وطعاما للسباع وفررنا عنه رغبة في الحياة؟ معاذ الله بل نحيا بحياتك ونموت معك».
فلما زحف جيش ابن زياد نحو سيدنا الحسين أنشد ابنه علي الاكبر «انا علي بن الحسين ابن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن وبيت الله اولى بالنبي»، فجاءته طعنة فقتلته، وكان الظالمون الاثمون حريصين على منع الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه من الشرب من نهر الفرات، وتحمل سيدنا الحسين العطش اول الامر، ولكنه رأى ولده عبدالله يتلوى من العطش فحمله بين يديه يريد ان يسقيه ويقول للقوم «اتقوا الله في الطفل ان لم تتقوا الله فينا»، فوجه رجل من جيش ابن زياد قوسه ورمى الطفل بسهم وهو يصيح ليسمعه جنود العسكر «خذ اسقه هذا» فنفذ السهم الى احشائه، فجعل سيدنا الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدم عنه ويقول «اللهم احكم بيننا وبين قومنا، دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا»، يعني أهل العراق.
ولما كانت الكفتان غير متساويتين رأى اصحاب الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم.. انهم لا طاقة لهم بهذا الجيش فصار همهم الموت بين يدي سيدنا الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم دفاعا عنه، فاخذوا يتساقطون شهداء واحدا تلو الاخر، لكن ارواحهم تسامت الى عنان السماء، فهي في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فليتنا كنا معك فنقتل دونك، دماؤنا والله دون دمك، ورقبتنا دون رقبتك، تسيل دماؤنا ولا يسيل دمك، تقطع رؤوسنا ولا يحز رأسك، حتى قتل جميع اصحاب سيدنا الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي وحيدا لا يريد احد ان يبتلى بقتله حتى جاء ذلك المجرم.. قبحه الله، فصاح بالناس «ويحكم ثكلتكم امهاتكم احيطوا به واقتلوه»، ففعلوا وسيدنا الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم رابط الجأش فوقعت المصيبة وقتل سيدنا الحسين ابن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من وطئت قدماه الارض، وحزوا رأسه ونهبوا ملابسه وجاء عشرة فرسان فداسوه بخيولهم، قبحهم الله، ولم يفلت من اهل سيدنا الحسين الا علي الاصغر بن الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان مريضا (زين العابدين) في خيمة النساء على وشك الموت من المرض، ولكن نجاه الله وبقيت ذرية الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك من هذا الناجي الصغير، انا لله وانا اليه راجعون.
يا ليتني كنت معك يا سيدي الحسين يا سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم لادافع عنك بجسمي ودمي وروحي، واحمي جسدك الطاهر من سيف المجرمين القتلة عليهم لعنة الله.
انها والله دعوة تشجعنا وتحفزنا على التوحد والتآخي والتآلف، وان ننبذ ونحارب كل من يسيء الى الصحابة وامهات المؤمنين، وكذلك أن ننبذ كل من يثير الفتنة ضد اخواننا الشيعة.
واذا كانت العين تدمع على مقتلك يا سيدي الحسين يا سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فالقلب يفرح لانك سيد شباب الجنة وانك تنعم بفضل من الله في جنات الفردوس الاعلى في عليين مع الانبياء والشهداء والصديقين، فندعو الله ان يرزقنا مكانتك بالجنة.
اللهم أدم نعمة الامن والامان والخير والرفاء والعدل في بلدنا الطيب تحت ظل قيادة سمو الامير صباح الاحمد وسمو ولي عهده الامين.
() جزء من المقال مأخوذ بتصرف من مقالة رائعة للنائب الدكتور وليد الطبطبائي في الزميلة «الوطن».
خليفة مساعد الخرافي