المهدى
01-16-2008, 05:45 PM
الرياض - الحياة - 15/01/08//
يعتقد كثيرون أن السجن الذي زاره الكاتب السعودي المتخصص في شؤون الجماعات الاسلامية عبدالله بجاد العتيبي غير مرة، كان التجربة التي حولته إلى ليبرالي كما يشاع عنه، وهنا يسجل بجاد إنكاره الشديد لهذه التهمة: «خرجت من السجن وكنت أقول كنت على حق وما زلت عليه، هي مرحلة على الطريق، إنما المرحلة الأكثر تأثيراً هي تلك التي عشتها خارج السعودية لمدة عامين، كانت نقطة التحول الأكبر بالنسبة إليّ».
ويعتبر العتيبي علم مقاصد الشريعة أكثر العلوم إفادة للباحث عن الحق وعن سماحة الدين، إذ أكب على قراءتها لمدة عامين ما شكل لديه نقلة ضخمة في فهمه للدين يقول: «هو علم كان ولا يزال مهملاً داخل الخطاب الديني في السعودية، لأنه علم يذهب إلى روح الشريعة فهو يبحث في الكليات والمقاصد العظمى ولا يبحث في التفاصيل، الخطابات المتشددة لا تحب هذا النوع من القراءة للدين، لأنها تستخدم الدين سلاحاً في معاركها مع المختلفين معها، وفكرة المقاصد ليست فكرة صراع، بل إنها فكرة بناء لفتح الآفاق أمام المختلفين ليختلفوا ويعبروا عن آرائهم بحرية، فالتيارات المتشددة تريد أن يكون الدين أداة للصراع مع المختلف، سواء كان خارج الإسلام أم داخله، بل حتى لو كان داخل تيار إسلامي».
أعلن بجاد العتيبي نفسه ناقداً للخطاب الديني من داخله، وعلى رغم ذلك فإن أطروحاته لا تقابل بكثير من الترحيب لدى التيار الديني في السعودية إذ يعتبرها خارجة عن النص ولا تمت الى الدين بصلة «أنا أقول لك نعم ولا في الوقت نفسه، لا إذا أردنا بالخطاب الديني ذلك الخطاب الذي لا يتنكر للإسلام كمرجعية روحية للمسلمين جميعاً، فأنا كنت وما زلت أنتقد الخطاب الديني من داخله في هذا المعنى، لكن إن أريد بالخطاب الديني والتراثي الذي شكله البشر أو الحركي المعاصر فنعم أنا أنتقد هذا الخطاب من خارجه وليس من داخله، بمعنى أنني داخل الخطاب الديني الذي يمثله الإسلام بمفهومه العام، ولست في داخل الخطابات الدينية المنتمية إلى تراث معين أو شخص معين، أو حركة سياسية إسلامية معينة».
يكشف العتيبي عن فكرة يرى أنها الأجدى والأنفع لمواجهة الانتقائية الدينية التي يمارسها التوجه السلفي في تعامله مع النصوص، وهي انتقائية مقابلة تبحث عن النصوص المغيبة وتظهرها للناس: «القيام بانتقائية مقابلة مرحلياً أعتقد أنه مهمة جليلة، بمعنى أن تخرج المغيب من التراث ومن كلام الفقهاء وخصوصاً الذين يعتبرون رموز التطرف والتشدد، أن يخرج التراث الذي فيه تسامح لنثير الأسئلة حوله، وليشكك الأتباع المختلفون بالأفكار المتطرفة التي أعطيت لهم على أنها آراء هذا الفقيه أو ذاك، أنها ليست كل آرائه وأفكاره، بل كانت نتيجة لبعض الظروف، نعم هي عوراء في الجهة المقابلة، لكنها تمنح الآخرين قدرة على المقارنة، فمن رأى عور هذه رأى عور تلك، ثم تأتي مرحلة لاحقة وهي القراءة الموضوعية للتراث، وقراءة تاريخية تحكم عليه في السياق نفسه الذي طرح فيه، ثم تقارن بواقعنا ومناهجنا المعاصرة، الانتقائية أكثر نفعاً مرحلياً».
ولكي يكون الخطاب الديني متحضراً ووسطياً فإن العتيبي يطالب بإصلاح شامل لروح الخطاب ومفرداته، ويبدأ ذلك بإصلاح التعليم الديني في المدارس والجامعات والمساجد ووسائل الإعلام، «كل ذلك لا بد من أن يمر بإصلاح حقيقي وجذري، يجب أن يتعرض لعمليات جراحية تخرج الأورام التي تنتشر في زواياه وترميها ليعيد بناء نفسه في شكل صحيح، يجب أن تطرح عليه الأسئلة الكبرى، التي ما زال يتهرب منها، أن يجيب على موقفه من المرأة، ومن الآخر غير المسلم، والآخر المختلف، وموقفه من حقوق الإنسان، وكذلك من مجموعة القيم التي يطرحها النظام العولمي الحديث».
وفي خطوة كانت الأجرأ في مسيرة عبدالله بجاد العتيبي الكتابية، شبه في مقالة له في صحيفة «الرياض» السعودية بعنوان «سنة الاغتيالات» ما ينويه تنظيم «القاعدة» باستهداف علماء سعوديين بالقتل، بما فعله الخوارج حينما صاروا إلى قتل بعضهم بعضاً، ما اعتبره البعض اتهاماً صريحاً للعلماء بأنهم من الخوارج وهو الأمر الذي لم يتملص منه: «هناك علاقة تربط هؤلاء المجرمين بطائفة من العلماء المتطرفين الذين ما زالوا يلقون خطاباتهم في الإنترنت وفي المساجد ويطرحون أفكاراً بالية أكل عليها الدهر وشرب، ولا يختلفون مع القاعدة إلا في النتيجة والتطبيق والتوقيت، عدا ذلك يتفقون معها في مبادئها، يعتقدون بأن القاعدة استعجلت بخروجها اليوم، ولو أنها أجلت ذلك لعشرة أعوام حتى تضم عدداً أكبر لكانوا هم أول الخارجين، ومن دون أن أسمي أحداً باسمه، يكفي أن تقرأ في مؤلفاتهم هذا الكلام، وفتاواهم».
يقيم العتيبي في دبي منذ قرابة العامين، دبي المدينة التي اجتذبت كثيراً من الإعلاميين والمثقفين السعوديين هي ظاهرة عالمية في نظره اختزلت حضارة الغرب والشرق في مدينة واحدة.
يعتقد كثيرون أن السجن الذي زاره الكاتب السعودي المتخصص في شؤون الجماعات الاسلامية عبدالله بجاد العتيبي غير مرة، كان التجربة التي حولته إلى ليبرالي كما يشاع عنه، وهنا يسجل بجاد إنكاره الشديد لهذه التهمة: «خرجت من السجن وكنت أقول كنت على حق وما زلت عليه، هي مرحلة على الطريق، إنما المرحلة الأكثر تأثيراً هي تلك التي عشتها خارج السعودية لمدة عامين، كانت نقطة التحول الأكبر بالنسبة إليّ».
ويعتبر العتيبي علم مقاصد الشريعة أكثر العلوم إفادة للباحث عن الحق وعن سماحة الدين، إذ أكب على قراءتها لمدة عامين ما شكل لديه نقلة ضخمة في فهمه للدين يقول: «هو علم كان ولا يزال مهملاً داخل الخطاب الديني في السعودية، لأنه علم يذهب إلى روح الشريعة فهو يبحث في الكليات والمقاصد العظمى ولا يبحث في التفاصيل، الخطابات المتشددة لا تحب هذا النوع من القراءة للدين، لأنها تستخدم الدين سلاحاً في معاركها مع المختلفين معها، وفكرة المقاصد ليست فكرة صراع، بل إنها فكرة بناء لفتح الآفاق أمام المختلفين ليختلفوا ويعبروا عن آرائهم بحرية، فالتيارات المتشددة تريد أن يكون الدين أداة للصراع مع المختلف، سواء كان خارج الإسلام أم داخله، بل حتى لو كان داخل تيار إسلامي».
أعلن بجاد العتيبي نفسه ناقداً للخطاب الديني من داخله، وعلى رغم ذلك فإن أطروحاته لا تقابل بكثير من الترحيب لدى التيار الديني في السعودية إذ يعتبرها خارجة عن النص ولا تمت الى الدين بصلة «أنا أقول لك نعم ولا في الوقت نفسه، لا إذا أردنا بالخطاب الديني ذلك الخطاب الذي لا يتنكر للإسلام كمرجعية روحية للمسلمين جميعاً، فأنا كنت وما زلت أنتقد الخطاب الديني من داخله في هذا المعنى، لكن إن أريد بالخطاب الديني والتراثي الذي شكله البشر أو الحركي المعاصر فنعم أنا أنتقد هذا الخطاب من خارجه وليس من داخله، بمعنى أنني داخل الخطاب الديني الذي يمثله الإسلام بمفهومه العام، ولست في داخل الخطابات الدينية المنتمية إلى تراث معين أو شخص معين، أو حركة سياسية إسلامية معينة».
يكشف العتيبي عن فكرة يرى أنها الأجدى والأنفع لمواجهة الانتقائية الدينية التي يمارسها التوجه السلفي في تعامله مع النصوص، وهي انتقائية مقابلة تبحث عن النصوص المغيبة وتظهرها للناس: «القيام بانتقائية مقابلة مرحلياً أعتقد أنه مهمة جليلة، بمعنى أن تخرج المغيب من التراث ومن كلام الفقهاء وخصوصاً الذين يعتبرون رموز التطرف والتشدد، أن يخرج التراث الذي فيه تسامح لنثير الأسئلة حوله، وليشكك الأتباع المختلفون بالأفكار المتطرفة التي أعطيت لهم على أنها آراء هذا الفقيه أو ذاك، أنها ليست كل آرائه وأفكاره، بل كانت نتيجة لبعض الظروف، نعم هي عوراء في الجهة المقابلة، لكنها تمنح الآخرين قدرة على المقارنة، فمن رأى عور هذه رأى عور تلك، ثم تأتي مرحلة لاحقة وهي القراءة الموضوعية للتراث، وقراءة تاريخية تحكم عليه في السياق نفسه الذي طرح فيه، ثم تقارن بواقعنا ومناهجنا المعاصرة، الانتقائية أكثر نفعاً مرحلياً».
ولكي يكون الخطاب الديني متحضراً ووسطياً فإن العتيبي يطالب بإصلاح شامل لروح الخطاب ومفرداته، ويبدأ ذلك بإصلاح التعليم الديني في المدارس والجامعات والمساجد ووسائل الإعلام، «كل ذلك لا بد من أن يمر بإصلاح حقيقي وجذري، يجب أن يتعرض لعمليات جراحية تخرج الأورام التي تنتشر في زواياه وترميها ليعيد بناء نفسه في شكل صحيح، يجب أن تطرح عليه الأسئلة الكبرى، التي ما زال يتهرب منها، أن يجيب على موقفه من المرأة، ومن الآخر غير المسلم، والآخر المختلف، وموقفه من حقوق الإنسان، وكذلك من مجموعة القيم التي يطرحها النظام العولمي الحديث».
وفي خطوة كانت الأجرأ في مسيرة عبدالله بجاد العتيبي الكتابية، شبه في مقالة له في صحيفة «الرياض» السعودية بعنوان «سنة الاغتيالات» ما ينويه تنظيم «القاعدة» باستهداف علماء سعوديين بالقتل، بما فعله الخوارج حينما صاروا إلى قتل بعضهم بعضاً، ما اعتبره البعض اتهاماً صريحاً للعلماء بأنهم من الخوارج وهو الأمر الذي لم يتملص منه: «هناك علاقة تربط هؤلاء المجرمين بطائفة من العلماء المتطرفين الذين ما زالوا يلقون خطاباتهم في الإنترنت وفي المساجد ويطرحون أفكاراً بالية أكل عليها الدهر وشرب، ولا يختلفون مع القاعدة إلا في النتيجة والتطبيق والتوقيت، عدا ذلك يتفقون معها في مبادئها، يعتقدون بأن القاعدة استعجلت بخروجها اليوم، ولو أنها أجلت ذلك لعشرة أعوام حتى تضم عدداً أكبر لكانوا هم أول الخارجين، ومن دون أن أسمي أحداً باسمه، يكفي أن تقرأ في مؤلفاتهم هذا الكلام، وفتاواهم».
يقيم العتيبي في دبي منذ قرابة العامين، دبي المدينة التي اجتذبت كثيراً من الإعلاميين والمثقفين السعوديين هي ظاهرة عالمية في نظره اختزلت حضارة الغرب والشرق في مدينة واحدة.