المهدى
01-16-2008, 05:43 PM
لميس ضيف - الأيام البحرينية
في* حديثه عن الملحمة الحسينية* يقول المطهري*:
لقد استشهد الإمام الحسين ثلاث مرات*.. الأولى على* يد اليزيديين بفقدانه لجسده،* والثانية على* يد أعدائه الذين شوهوا سمعته واساءوا لمقامه لا سيما المتوكل العباسي،* أما الثالثة فعندما استشهدت أهدافه على* يد أهل المنبر الحسيني* وكان هذا هو الاستشهاد الأعظم*«.
فمما* يُؤلم له*.. هو ما نراه من سيطرة الخطاب التقليدي* - المتمحور حول مظلومية الإمام وصحبه والتباكي* على مصابهم* - على المنابر الحسينية*.. طاغياً* بذلك على فلسفة المدرسة الحسينية التي* جاءت لتربي* الناس على المروءة والصبر والغيرة على الإسلام*.. وعلى المبادئ الأخلاقية والإنسانية*.
وليتنا قد توقفنا عند تسطيح الواقعة واكتفينا بتفريغها من أهدافها ورسائلها الحضارية*.. ولكنا تمادينا عن ذلك وقمنا بحشوها أيضا بالتحريفات والمغالطات والأساطير،* والقصص القاصرة عن أن تصبح تاريخاً* يألفه أو* يقبله العقلاء،* فجعلنا واقعة كربلاء بذلك عرضة لتندر وهجوم الآخرين علينا*.. عوضاً* أن تكون بوابتنا لنقل وشرح مبادئ الثورة للآخرين*.. لدفع المجتمع الإسلامي* - والعالمي*- على تقديرها وإجلالها*..
فاختلاق قصص تدعي* أن جيش عمر بن سعد بلغ* ٠٠٨ ألف بين مشاة ورماة*.. وان الواحد من اصحاب الحسين كان* يقتل *٠١ آلاف بضربة واحدة*.. وأن* يوم عاشوراء كان *٢٧ ساعة*.. وان الحسين* (ع*) قد قتل *٠٠٣ ألف في* صبيحة عاشوراء،* بينما قتل العباس *٥٢ ألفاّ* قبل أن* يخرّ* صريعا*.. وخرافات أخرى كثيرة حقق فيها العلماء ووقفوا على بطلانها كعرس القاسم مثلاً* الذي* تدعي* روايات المآتم أنه وقع ليلة عاشوراء*.. ورواية قدوم السيدة زينب ووقوعها على جسد ابي* عبدالله وهو* يحتضر*.. ناهيكم عن الافتراءات التي* تقال في* بعض المآتم والتي* تصور أهل البيت وأصحاب الحسين وهم جزعون*.. يلتمسون شربة ماء بكل ذل ومهانة من الأعداء* »أنظر الهامش*«!!
بالطبع كل تلك شوائب أُقحمت على الملحمة الحسينية في* عصور متقدمة*.. بعضها أًدخل عفوياً* مدفوعاً* بالطبيعة البشرية التي* تميل للمبالغات وصناعة الأساطير حول الأبطال*.. فيما أدخل بعضها الآخر عنوة لاستدرار الدمع والتأثير على الناس*.. وأياً* كان المبعث،* فإن امتزاج تلك المبالغات والمغالطات مع الواقعة الأصلية لم* يسيء لقضية الحسين وثورته الخالدة أمام الآخرين فحسب*.. بل وأدى لتنفير الأجيال الجديدة من أبناء الشيعة من المآتم وخطابها الساذج المجافي* للمنطق والعقل*.. نخص بذلك تلك الروايات التي* يروج لها الخطباء* »المستوردون*« والتي* تتحدث عن ظهور الأئمة لبعض مواليهم في* أوقات الشدة بأشكال مختلفة منها أشكال سباع وأسود والعياذ بالله*.. وغيره من الكلام المسف*.. الذي* أساء للشعائر والمنبر الحسيني*.. وللشيعة كمذهب وجماعة*..
وهناك من تصدى من العلماء لهذه الخرافات وانكفأ على تنقية الروايات وتصليح اعوجاجها*.. أبرزهم بالطبع العلامة الوائلي* رحمة الله عليه الذي* قام بتهذيب الحزن والبكاء وتسخير المنبر لنشر الوعي* السياسي* والفكري*.. ولكن أتباع مدرسته لازالوا للأسف قلة مقابل جحافل الخطباء* الذين* يركزون على قشور الواقعة مهملين معانيها ومدلولاتها*..
ويبقى لنا أن نقول هنا*..
إن تنقية الخطاب هي* مسؤولية الجميع*.. الخطباء بالتصدي* للخرافات وتجريد خطابهم منها*.. والجماهير بالتثقف والقراءة وإعمال العقل*.. فالحسين* (ع*) لم* يضح بنفسه لنبكيه كل عام ونفرش في* حبه الموائد*.. بل فعل لتكون ذكراه مناسبة لإحياء مبادئه وقضيته والتذكير بقيمها* ومعانيها السامية*.. وإحياء المناسبة بهذا النهج هو سبيلنا الحقيقي* لتكريم أبطال كربلاء*..
في* حديثه عن الملحمة الحسينية* يقول المطهري*:
لقد استشهد الإمام الحسين ثلاث مرات*.. الأولى على* يد اليزيديين بفقدانه لجسده،* والثانية على* يد أعدائه الذين شوهوا سمعته واساءوا لمقامه لا سيما المتوكل العباسي،* أما الثالثة فعندما استشهدت أهدافه على* يد أهل المنبر الحسيني* وكان هذا هو الاستشهاد الأعظم*«.
فمما* يُؤلم له*.. هو ما نراه من سيطرة الخطاب التقليدي* - المتمحور حول مظلومية الإمام وصحبه والتباكي* على مصابهم* - على المنابر الحسينية*.. طاغياً* بذلك على فلسفة المدرسة الحسينية التي* جاءت لتربي* الناس على المروءة والصبر والغيرة على الإسلام*.. وعلى المبادئ الأخلاقية والإنسانية*.
وليتنا قد توقفنا عند تسطيح الواقعة واكتفينا بتفريغها من أهدافها ورسائلها الحضارية*.. ولكنا تمادينا عن ذلك وقمنا بحشوها أيضا بالتحريفات والمغالطات والأساطير،* والقصص القاصرة عن أن تصبح تاريخاً* يألفه أو* يقبله العقلاء،* فجعلنا واقعة كربلاء بذلك عرضة لتندر وهجوم الآخرين علينا*.. عوضاً* أن تكون بوابتنا لنقل وشرح مبادئ الثورة للآخرين*.. لدفع المجتمع الإسلامي* - والعالمي*- على تقديرها وإجلالها*..
فاختلاق قصص تدعي* أن جيش عمر بن سعد بلغ* ٠٠٨ ألف بين مشاة ورماة*.. وان الواحد من اصحاب الحسين كان* يقتل *٠١ آلاف بضربة واحدة*.. وأن* يوم عاشوراء كان *٢٧ ساعة*.. وان الحسين* (ع*) قد قتل *٠٠٣ ألف في* صبيحة عاشوراء،* بينما قتل العباس *٥٢ ألفاّ* قبل أن* يخرّ* صريعا*.. وخرافات أخرى كثيرة حقق فيها العلماء ووقفوا على بطلانها كعرس القاسم مثلاً* الذي* تدعي* روايات المآتم أنه وقع ليلة عاشوراء*.. ورواية قدوم السيدة زينب ووقوعها على جسد ابي* عبدالله وهو* يحتضر*.. ناهيكم عن الافتراءات التي* تقال في* بعض المآتم والتي* تصور أهل البيت وأصحاب الحسين وهم جزعون*.. يلتمسون شربة ماء بكل ذل ومهانة من الأعداء* »أنظر الهامش*«!!
بالطبع كل تلك شوائب أُقحمت على الملحمة الحسينية في* عصور متقدمة*.. بعضها أًدخل عفوياً* مدفوعاً* بالطبيعة البشرية التي* تميل للمبالغات وصناعة الأساطير حول الأبطال*.. فيما أدخل بعضها الآخر عنوة لاستدرار الدمع والتأثير على الناس*.. وأياً* كان المبعث،* فإن امتزاج تلك المبالغات والمغالطات مع الواقعة الأصلية لم* يسيء لقضية الحسين وثورته الخالدة أمام الآخرين فحسب*.. بل وأدى لتنفير الأجيال الجديدة من أبناء الشيعة من المآتم وخطابها الساذج المجافي* للمنطق والعقل*.. نخص بذلك تلك الروايات التي* يروج لها الخطباء* »المستوردون*« والتي* تتحدث عن ظهور الأئمة لبعض مواليهم في* أوقات الشدة بأشكال مختلفة منها أشكال سباع وأسود والعياذ بالله*.. وغيره من الكلام المسف*.. الذي* أساء للشعائر والمنبر الحسيني*.. وللشيعة كمذهب وجماعة*..
وهناك من تصدى من العلماء لهذه الخرافات وانكفأ على تنقية الروايات وتصليح اعوجاجها*.. أبرزهم بالطبع العلامة الوائلي* رحمة الله عليه الذي* قام بتهذيب الحزن والبكاء وتسخير المنبر لنشر الوعي* السياسي* والفكري*.. ولكن أتباع مدرسته لازالوا للأسف قلة مقابل جحافل الخطباء* الذين* يركزون على قشور الواقعة مهملين معانيها ومدلولاتها*..
ويبقى لنا أن نقول هنا*..
إن تنقية الخطاب هي* مسؤولية الجميع*.. الخطباء بالتصدي* للخرافات وتجريد خطابهم منها*.. والجماهير بالتثقف والقراءة وإعمال العقل*.. فالحسين* (ع*) لم* يضح بنفسه لنبكيه كل عام ونفرش في* حبه الموائد*.. بل فعل لتكون ذكراه مناسبة لإحياء مبادئه وقضيته والتذكير بقيمها* ومعانيها السامية*.. وإحياء المناسبة بهذا النهج هو سبيلنا الحقيقي* لتكريم أبطال كربلاء*..