فاتن
01-15-2008, 08:27 AM
بو حسين: نعم منظر الجثث مؤلم.. لكن هذا مصيرنا جميعاً
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/15-1-2008//351085_15-4_small.jpg
بوحسين
كتبت شيماء أشكناني - القبس
كان الحوار مثيرا.. وشجيا ومؤلما.. ترك في القلب حرقة وفي العقل لحظات تأمل وفي الصدر انفاسا لاهثة وخائفة.
انه التأمل فيما سيكون.. لحظة الرحيل الى العالم الآخر وهنا كان لابد ان نشرد طويلا.. طويلا، فمهما حلقنا في سماء هذه الدنيا، ومهما طرنا من على الارض ووصلنا الى اعلى المراتب مصيرنا الى منزل غامض هو مسكن كل شخص، انه مقر صغير تحت الارض لا يتجاوز المترين في مساحته، فيه سقف يفصلنا عن عالم عشنا فيه سنوات عديدة بكل اختصار انه «القبر».
دخلت من بوابة وسيعة الى عالم اوسع، سرت ببطء ونبضات قلبي تزداد مع كل خطوة فانا اسير بجانب اناس كانوا بالامس معي، دخلت الى غرفة صغيرة جدا، بها سرير والشخص المطلوب، كنت ابحث عنه طويلا، وطرقت ابوابا عدة من اجل ان اقابله، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، سلمت عليه وقلت له انا صحافية اود ان اتحدث معك، رفض بشدة وقال «ممنوع» قلت له لن ابوح باسمك قال «مانعينا» قلت له لن اصورك اعتذر مني بشدة، كانت لهجته «عربي مكسر» قلت له فكر بالموضوع واجبني في اي وقت، اخذ الرقم وسكت. رن هاتفي بعد يوم رقم غريب اجبت وما ان قال «الو» عرفته من لهجته انه الشخص الذي اريده انه «مغسّ.ل الاموات» بو حسين.. قال لي انه موافق لكن بشرط ان تكون المقابلة خارج المقبرة. حددنا موعد اللقاء في احدى «الكوفي شوبات» وبما ان العربي لديه غير واضح ولغته الام هي الفارسية، قررت ان اصطحب معي والدي لكي يترجم لي بعض المصطلحات، واتى بوحسين في الموعد المحدد وجلسنا وتحدثنا عن حياته الشخصية، وكان الحوار كالآتي مع بوحسين مغسل الموتى:
• كيف استطعت ان تعمل في هذه المهنة الصعبة؟
- اعمل في هذه المهنة منذ اشهر، فقد عرض علي احد الاصدقاء وهو يدفن الموتى ان اعمل معه، فالوضع ليس غريبا علي لاني قبلها كنت اعمل مسعفا في الهلال الاحمر في ايران، وسافرت الى كثير من الدول ورأيت اصابات وقتلى كثيرين، فالوضع ليس بغريب علي.
• اذا افترضنا ان غسل الميت أمر سهل واعتدت عليه فكيف تستطيع ان تنام في المقبرة؟
- الوضع ليس بصعب كما يتصوره الكثيرون، فأنا في غرفة ومعي الكثير من الاحياء وتمر علينا ايام نسير بين القبور في الليل، فنحن نعيش في مكان مصيرنا اليه، وربما بهذا نكون مهيئين اكثر من غيرنا لتقبل فكرة الموت، فانا لا انام طوال الوقت في المقبرة، بل في بعض الاوقات.
خطوات
• هلا حدثتنا عن خطوات غسل الميت؟
- يُغسل الميت من ثلاثة الى اربعة اشخاص، احدهم يصب الماء والآخر يقلبه لان الماء يجب ان يغطي الجسد كله، فبعد الغسل يتم التكفين ثم الصلاة والتقلين ثم الدفن.
• وكم من الوقت تستغرق عملية الغسل؟
- يستغرق غسل الميت ربع ساعة تقريبا اذا كان جسده نظيفا وليس عليه مواد صعبة الازالة، اما اذا كان متسخا فتتراوح العملية بين نصف ساعة الى ثلاثة أرباع الساعة.
• هلا شرحت لنا أكثر؟
- يصادف ان يكون الميت «صباغا» مثلا، فيأتي جسده ملطخا بالاصباغ، ويجب ازالة جميع الاوساخ منه جيدا، فنقوم باستخدام بعض المطهرات التي تزيلها، وذلك يستغرق وقتا اطول.
• ما أدوات الغسل؟
- هناك انواع خاصة من الصابون تستخدم للجلد، بالاضافة الى المسك وبعض المطهرات الأخرى.
مواقف صعبة
• الشخص الذي يتوفى محترقا كيف يتم غسله؟
- في هذه الحالة يتم «التيمم» ثم يكفن الميت ويدفن كما هو، لان الجلد يكون قد ذبل، ولا يمكن لنا صب الماء عليه، وهناك بعض المواد نستخدمها لايقاف النزيف في حال أتوا لنا بالمتوفى وهو لا يزال ينزف.
• ما أصعب المواقف التي تتعرضون لها أثناء الغسل؟
- اذا كان الميت في الثلاجة لمدة طويلة تتجمد الجثة وفي بعض الاحيان يؤتى بالميت من المستشفى ويده على بطنه مجمدة وعند الغسل نريد تحريك يده فيصعب ذلك لانها تكون صلبة بسبب تيبس الدم في الجسد ويفضل بعد موت الشخص ان يتم احضاره بسرعة الى الغسل لان دمه يكون حارا ويسهل تحريكه.
• .. وهل من مواقف انسانية؟
- اتأثر كثيرا لرحيل الشباب للآخرة فعندما يكون الميت صغير السن يكون الوضع اصعب بكثير، فشكل اسرته وهي تبكي وترتمي على جثته امر محزن، ولكن هذه إرادة الله.. وكلنا سائرون الى هذا الطريق، فالحزن لن يفيد شيئا، وهذه مهنتي وكل يوم سأغسل شخصا فعندما انتهي من شخص اعلم ان غيره في الطريق اليَّ، وانا اعترف ان منظر الجثث مؤلم جدا، ولكن هذا هو مصيرنا جميعا.
• بما ان حياتك كلها في المقبرة الم تتأثر نفسيا؟
- كما قلت لك، انها مسألة اعتياد وكل انسان يفكر في الموت يشعر بحزن وضيق، لكن اكثر مرة حزنت فيها كانت قبل شهر، حيث بعد غسلي لاحد الاموات حلمت ان هذا الشخص قد أتى لي في المنام واخبرني اني لم اغسله بالشكل الصحيح، فشعرت بتأنيب الضمير وحتى هذا اليوم كل ما اتذكر تلك القصة اتألم كثيرا.
خافوا مني
• ما ردة فعل الناس بعد معرفتهم بمهنتك؟
- فقدت الكثير من الاصدقاء بعد معرفتهم بمهنتي، فلا اعلم سر خوفهم مني، فانا انسان عادي مثل البقية، ومهنتي تعتبر ايضا مهنة عادية، فإن خفت انا وخاف غيري فمن سيغسل الموتى، فيجب ان يضع الناس في عين الاعتبار اننا طبيعيون ولسنا «آكلين بشر»، والموت هو بيد الله وما نفلعه به أجر كبير ومضاعف، ومهنتي انسانية في المقام الاول والأخير.
• .. وماذا عن زوجتك وأسرتك؟
- زوجتي تقبلت الوضع بكل سهولة فهي ليست معي في الكويت، ولكن المشكلة كانت في ابنائي، فقد واجهوا الكثير من الأذى اللفظي في المدرسة من قبل الطلبة، فكثير من الاوقات يأتون الى والدتهم يبكون، ويقولون هل حقا والدنا «يقتل الناس»؟
فهم صغار لا يدركون شيئا، ولكن تجلس معهم أمهم كثيرا وتكلمهم عن مهنتي وان الموت ليس بيدي، بل هو أمر من الله، ومهنتي صعبة ليس اي شخص يستطيع العمل بها.
• لو لم تكن مغسل موتى فماذا تحب أن تكون؟
- بعد ان عملت في هذا المجال احببته كثيرا وزادني ايمانا وتعلقا بالله، وبعد ان عشت في المقبرة أتمنى لو اني اصبح دفانا أو ملقنا، ولا احب ان اتكلم عن ماذا لو كنت بل اقول، أتمنى في الوقت الحالي، لان كلمه لو لن تفيد بشيء.
أمنيات من قلب الألم
هل تقبل لأبنائك في المستقبل ان يعملوا مغسلين للموتى؟
شرد بوحسين طويلا قبل ان يتحدث قائلا: كل ما افعله الان هو من اجلهم، فانا تركتهم وسافرت من اجل لقمة العيش، ولكي ادخلهم افضل المدارس واعلمهم احسن تعليم، وكل اب يتمنى ان يشاهد ابناءه «احسن ناس»، فإذا انتهوا من تعليمهم ونالوا اعلى الشهادات ورغبوا في هذه المهنة لن اقف في طريقهم، فانا رجل مسن وليس لدي شهادات عالية فهذه مهنتي ووسيلتي للرزق.
واضاف: اعيش الالام كل يوم لكني حالم لابعد الحدود بان يصبح ابنائي في رغد من العيش ومستقبل مشرق افضل مما انا فيه.
بعيدا عن المقبرة
سألنا بوحسين: كيف تقضي يومك بعيدا عن المقبرة؟ فقال: انا شخص عادي وكبقية الناس اخرج واتسوق واذهب الى المسجد لأصلي، ولدى يوم راحة اقضيه باكمله خارج المقبرة، كما اسافر لارى ابنائي، وافعل كل ما يفعله الناس الطبيعيون.
البعض يخاف مني
اتمنى من الناس ان تغير وجهة نظرها تجاهنا، وان نعامل معاملة حسنة ولا ينفر منا احد، فنحن كما قلت بشر «ما نخوف» ومهنتنا صعبة تحتاج الى صبر وقلب قوي، كما اتمنى من المسؤولين ان يهتموا بنا اكثر ويرشدونا اذا اخطأنا لاننا بشر وغير معصومين، كما اتمنى من المستشفيات ان تتعاون معنا في مسألة احضار الميت بشكل سريع قبل ان ينشف دمه ويصعب تغسيله.
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/15-1-2008//351085_15-3_small.jpg
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/15-1-2008//351085_15-4_small.jpg
بوحسين
كتبت شيماء أشكناني - القبس
كان الحوار مثيرا.. وشجيا ومؤلما.. ترك في القلب حرقة وفي العقل لحظات تأمل وفي الصدر انفاسا لاهثة وخائفة.
انه التأمل فيما سيكون.. لحظة الرحيل الى العالم الآخر وهنا كان لابد ان نشرد طويلا.. طويلا، فمهما حلقنا في سماء هذه الدنيا، ومهما طرنا من على الارض ووصلنا الى اعلى المراتب مصيرنا الى منزل غامض هو مسكن كل شخص، انه مقر صغير تحت الارض لا يتجاوز المترين في مساحته، فيه سقف يفصلنا عن عالم عشنا فيه سنوات عديدة بكل اختصار انه «القبر».
دخلت من بوابة وسيعة الى عالم اوسع، سرت ببطء ونبضات قلبي تزداد مع كل خطوة فانا اسير بجانب اناس كانوا بالامس معي، دخلت الى غرفة صغيرة جدا، بها سرير والشخص المطلوب، كنت ابحث عنه طويلا، وطرقت ابوابا عدة من اجل ان اقابله، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، سلمت عليه وقلت له انا صحافية اود ان اتحدث معك، رفض بشدة وقال «ممنوع» قلت له لن ابوح باسمك قال «مانعينا» قلت له لن اصورك اعتذر مني بشدة، كانت لهجته «عربي مكسر» قلت له فكر بالموضوع واجبني في اي وقت، اخذ الرقم وسكت. رن هاتفي بعد يوم رقم غريب اجبت وما ان قال «الو» عرفته من لهجته انه الشخص الذي اريده انه «مغسّ.ل الاموات» بو حسين.. قال لي انه موافق لكن بشرط ان تكون المقابلة خارج المقبرة. حددنا موعد اللقاء في احدى «الكوفي شوبات» وبما ان العربي لديه غير واضح ولغته الام هي الفارسية، قررت ان اصطحب معي والدي لكي يترجم لي بعض المصطلحات، واتى بوحسين في الموعد المحدد وجلسنا وتحدثنا عن حياته الشخصية، وكان الحوار كالآتي مع بوحسين مغسل الموتى:
• كيف استطعت ان تعمل في هذه المهنة الصعبة؟
- اعمل في هذه المهنة منذ اشهر، فقد عرض علي احد الاصدقاء وهو يدفن الموتى ان اعمل معه، فالوضع ليس غريبا علي لاني قبلها كنت اعمل مسعفا في الهلال الاحمر في ايران، وسافرت الى كثير من الدول ورأيت اصابات وقتلى كثيرين، فالوضع ليس بغريب علي.
• اذا افترضنا ان غسل الميت أمر سهل واعتدت عليه فكيف تستطيع ان تنام في المقبرة؟
- الوضع ليس بصعب كما يتصوره الكثيرون، فأنا في غرفة ومعي الكثير من الاحياء وتمر علينا ايام نسير بين القبور في الليل، فنحن نعيش في مكان مصيرنا اليه، وربما بهذا نكون مهيئين اكثر من غيرنا لتقبل فكرة الموت، فانا لا انام طوال الوقت في المقبرة، بل في بعض الاوقات.
خطوات
• هلا حدثتنا عن خطوات غسل الميت؟
- يُغسل الميت من ثلاثة الى اربعة اشخاص، احدهم يصب الماء والآخر يقلبه لان الماء يجب ان يغطي الجسد كله، فبعد الغسل يتم التكفين ثم الصلاة والتقلين ثم الدفن.
• وكم من الوقت تستغرق عملية الغسل؟
- يستغرق غسل الميت ربع ساعة تقريبا اذا كان جسده نظيفا وليس عليه مواد صعبة الازالة، اما اذا كان متسخا فتتراوح العملية بين نصف ساعة الى ثلاثة أرباع الساعة.
• هلا شرحت لنا أكثر؟
- يصادف ان يكون الميت «صباغا» مثلا، فيأتي جسده ملطخا بالاصباغ، ويجب ازالة جميع الاوساخ منه جيدا، فنقوم باستخدام بعض المطهرات التي تزيلها، وذلك يستغرق وقتا اطول.
• ما أدوات الغسل؟
- هناك انواع خاصة من الصابون تستخدم للجلد، بالاضافة الى المسك وبعض المطهرات الأخرى.
مواقف صعبة
• الشخص الذي يتوفى محترقا كيف يتم غسله؟
- في هذه الحالة يتم «التيمم» ثم يكفن الميت ويدفن كما هو، لان الجلد يكون قد ذبل، ولا يمكن لنا صب الماء عليه، وهناك بعض المواد نستخدمها لايقاف النزيف في حال أتوا لنا بالمتوفى وهو لا يزال ينزف.
• ما أصعب المواقف التي تتعرضون لها أثناء الغسل؟
- اذا كان الميت في الثلاجة لمدة طويلة تتجمد الجثة وفي بعض الاحيان يؤتى بالميت من المستشفى ويده على بطنه مجمدة وعند الغسل نريد تحريك يده فيصعب ذلك لانها تكون صلبة بسبب تيبس الدم في الجسد ويفضل بعد موت الشخص ان يتم احضاره بسرعة الى الغسل لان دمه يكون حارا ويسهل تحريكه.
• .. وهل من مواقف انسانية؟
- اتأثر كثيرا لرحيل الشباب للآخرة فعندما يكون الميت صغير السن يكون الوضع اصعب بكثير، فشكل اسرته وهي تبكي وترتمي على جثته امر محزن، ولكن هذه إرادة الله.. وكلنا سائرون الى هذا الطريق، فالحزن لن يفيد شيئا، وهذه مهنتي وكل يوم سأغسل شخصا فعندما انتهي من شخص اعلم ان غيره في الطريق اليَّ، وانا اعترف ان منظر الجثث مؤلم جدا، ولكن هذا هو مصيرنا جميعا.
• بما ان حياتك كلها في المقبرة الم تتأثر نفسيا؟
- كما قلت لك، انها مسألة اعتياد وكل انسان يفكر في الموت يشعر بحزن وضيق، لكن اكثر مرة حزنت فيها كانت قبل شهر، حيث بعد غسلي لاحد الاموات حلمت ان هذا الشخص قد أتى لي في المنام واخبرني اني لم اغسله بالشكل الصحيح، فشعرت بتأنيب الضمير وحتى هذا اليوم كل ما اتذكر تلك القصة اتألم كثيرا.
خافوا مني
• ما ردة فعل الناس بعد معرفتهم بمهنتك؟
- فقدت الكثير من الاصدقاء بعد معرفتهم بمهنتي، فلا اعلم سر خوفهم مني، فانا انسان عادي مثل البقية، ومهنتي تعتبر ايضا مهنة عادية، فإن خفت انا وخاف غيري فمن سيغسل الموتى، فيجب ان يضع الناس في عين الاعتبار اننا طبيعيون ولسنا «آكلين بشر»، والموت هو بيد الله وما نفلعه به أجر كبير ومضاعف، ومهنتي انسانية في المقام الاول والأخير.
• .. وماذا عن زوجتك وأسرتك؟
- زوجتي تقبلت الوضع بكل سهولة فهي ليست معي في الكويت، ولكن المشكلة كانت في ابنائي، فقد واجهوا الكثير من الأذى اللفظي في المدرسة من قبل الطلبة، فكثير من الاوقات يأتون الى والدتهم يبكون، ويقولون هل حقا والدنا «يقتل الناس»؟
فهم صغار لا يدركون شيئا، ولكن تجلس معهم أمهم كثيرا وتكلمهم عن مهنتي وان الموت ليس بيدي، بل هو أمر من الله، ومهنتي صعبة ليس اي شخص يستطيع العمل بها.
• لو لم تكن مغسل موتى فماذا تحب أن تكون؟
- بعد ان عملت في هذا المجال احببته كثيرا وزادني ايمانا وتعلقا بالله، وبعد ان عشت في المقبرة أتمنى لو اني اصبح دفانا أو ملقنا، ولا احب ان اتكلم عن ماذا لو كنت بل اقول، أتمنى في الوقت الحالي، لان كلمه لو لن تفيد بشيء.
أمنيات من قلب الألم
هل تقبل لأبنائك في المستقبل ان يعملوا مغسلين للموتى؟
شرد بوحسين طويلا قبل ان يتحدث قائلا: كل ما افعله الان هو من اجلهم، فانا تركتهم وسافرت من اجل لقمة العيش، ولكي ادخلهم افضل المدارس واعلمهم احسن تعليم، وكل اب يتمنى ان يشاهد ابناءه «احسن ناس»، فإذا انتهوا من تعليمهم ونالوا اعلى الشهادات ورغبوا في هذه المهنة لن اقف في طريقهم، فانا رجل مسن وليس لدي شهادات عالية فهذه مهنتي ووسيلتي للرزق.
واضاف: اعيش الالام كل يوم لكني حالم لابعد الحدود بان يصبح ابنائي في رغد من العيش ومستقبل مشرق افضل مما انا فيه.
بعيدا عن المقبرة
سألنا بوحسين: كيف تقضي يومك بعيدا عن المقبرة؟ فقال: انا شخص عادي وكبقية الناس اخرج واتسوق واذهب الى المسجد لأصلي، ولدى يوم راحة اقضيه باكمله خارج المقبرة، كما اسافر لارى ابنائي، وافعل كل ما يفعله الناس الطبيعيون.
البعض يخاف مني
اتمنى من الناس ان تغير وجهة نظرها تجاهنا، وان نعامل معاملة حسنة ولا ينفر منا احد، فنحن كما قلت بشر «ما نخوف» ومهنتنا صعبة تحتاج الى صبر وقلب قوي، كما اتمنى من المسؤولين ان يهتموا بنا اكثر ويرشدونا اذا اخطأنا لاننا بشر وغير معصومين، كما اتمنى من المستشفيات ان تتعاون معنا في مسألة احضار الميت بشكل سريع قبل ان ينشف دمه ويصعب تغسيله.
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/15-1-2008//351085_15-3_small.jpg