المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متدينون يلبسون عباءة الليبرالية .. وبصامون يساومون!



بهلول
01-07-2008, 01:44 AM
اثار الدوائر الخمس وتسريبات حل مجلس الامة جعلت النواب "دايخين ما يدلون الطريق"

جريدة السياسة

مجلس الامة الحالي يستحق بجدارة ان نطلق عليه »مجلس التناقض والمصالح« فهو بحق مجلس متناقض وتغلبت فيه المصالح الشخصية على المصالح الوطنية حتى اصبحت مواقف نوابنا يتحكم فيها كم المعاملات التي توافق عليه السلطة التنفيذية, وكلما زاد »اللامانع« الحكومي زادت الموافقات النيابية والتأييد للسلطة والعكس صحيح, اضف الى ذلك ان اقرار قانون الدوائر الخمس جعل معظم نوابنا الافاضل »دايخين ما يدلون الطريق« واصبحوا يراعون في مواقفهم وتصريحاتهم الدوائر الخمس التي »لعبت في حسبة المناطق الانتخابية«.

وزادت من رقعتها ومن نفاق بعض النواب.
في الأمس القريب الانتخابات الماضية مثلاً لم يكن طرح النواب كما هو عليه الان, وعودة الى البرامج الانتخابية والتصريحات التي سبقت موعد فرز الاصوات يتضح جلياً ان الامور تغيرت 180 درجة ومن كان يحسب حساب منطقة انتخابية واحدة ويزور جميع دواوينها اصبح وضعه غير في الدوائر الخمس ومن كان يتحدث عن قضية معنية يتلاعب فيها بمشاعر اهالي منطقته الانتخابية اصبح الآن الحمل عليه أكبر ومطلوب منه ان يكذب وينافق اكثر وأكثر على اعتبار ان منطقته الانتخابية توسعت وعليه مواكبة هذا التوسع بزيادة جرعة الكذب والتلاعب, ومما يثير الضحك والامتعاض في آن واحد في مجلسنا الحالي هو خوف نوابه من حله على حين غره ودون ترتيب, الامر الذي جعلهم يتسابقون في اعلانات تأييد الاستجوابات خوفاً من ان يؤدي هذا الاستجواب او ذاك الى حل مجلس الامة دون ان يكون لهم دور, معتقدين ان تأييد الاستجوابات في الطالع والنازل دليل على نجاح العضو وتميزه في العمل البرلماني لذلك تفاجأنا غير مره بالنواب »البصامين« يؤيدون الاستجوابات بل زادت جرأتهم في تأييد طرح الثقة لأكثر من وزير خوفا من سقوط اسهمهم في حال لم يوافقوا على تأييد الاستجواب وتالياً طرح الثقة بالوزير المستجوب الامر الذي جعل مجلسنا الحالي للاسف مثل »القرقاشة« بيد بعض الكتل السياسية التي تدعي الوطنية واحترام الديمقراطية وهي ابعد ما تكون عن ذلك وان ما يحركها في جميع مواقفها هو المصلحة الشخصية لنوابها والقريبين منهم وان كان على حساب الوطن والمواطن. ولنا عبرة في الاستجوابات الماضية واللاحقة وكيف تتغير المواقف من وزير لآخر ومن وكيل وزارة لآخر لان ما يحرك هؤلاء للاسف الشديد هو حب النفس وتنفيع الاقارب والمحسوبين على هذه الكتلة وهذا التكتل دون الالتفات الى المصلحة العامة وطموحات من أجلسوهم على الكراسي الخضراء في قاعة عبدالله السالم.

نواب كثيرون تغيرت قناعاتهم ومواقفهم بعد اقرار قانون الدوائر الخمس مثلاً النائب عادل الصرعاوي نزع رداء الاسلاميين ولبس رداء الليبراليين لعل وعسى ان يتعطفوا عليه في الانتخابات المقبلة ويمنحوه بعضاً من اصواتهم ولذلك فهو مجتهد معهم ويتبنى مطالبهم ومقترحاتهم وان كانت بالأمس القريب غير صالحة له اضف الى ذلك النواب وليد الطبطبائي والنائب أحمد السعدون وعلي العمير وأحمد باقر الذين يرفضون استجواب وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي نورية الصبيح من منطلقات انتخابية بحتة والا بما يفسر عدم ادانة نواب السلف الطبطبائي والعمير وباقر لحوادث الاغتصاب التي تعرض لها الطلبة في احدى المراحل الابتدائية وكذا موضوع الكتب الجنسية في الجامعة وهم الذين يملؤون الدنيا صراخاً على بعض المواضيع التافهة.
كذلك النائب فيصل الشايع »اللي اصبح دفاعه مفضوح عن وزيرة التربية« حتى انه سفه رأي النواب المستجوبين للصبيح وكلنا يذكر البعض من النواب الذين اخذوا يصفقون بقاعة عبدالله السالم عندما ردت الوزيرة الصبيح على أحد النواب وهؤلاء النواب الآن يصنفون زملاءهم بحسب رضاهم عن مواقفهم.

هذا بالاضافة الى »فنتك« حدس التي تلتقي النائب المستجوب والوزير المستجوب وتناقشهم في الاستجواب وبعدها »تضحك عليهم« وتقولهم رأينا بعد سماح المناقشة »زين ليش تضيع وقت النائب والوزير اذا كان قراركم بعد المناقشة يا حدس »يكفي فناتك والله صارت اللعبة مكشوفة وممجوجة« وكذا الامر بالنسبة لبعض النواب المستقلين الذين يمسكون ايد الحكومة اللي توجعها وهؤلاء ينشطون وقت الاستجواب ومع بداية العد التنازلي لمناقشتها وعندها يساومون الحكومة وفي حال لم ترضخ الحكومة الرشيدة يؤيدون الاستجواب وطرح الثقة. هذه الممارسات البايخة جعلت البعض يكفرون فعلا بالديمقراطية التي كنا نتباهى فيها في الماضية اما الان فانها تجربة لا تشرف ما لم تعادلها الهيبة ويصحح المواطن اختياره فيمن يمثله تحت قبة البرلمان بعيداً عن اصحاب الشعارات الكاذبة والمصالح الشخصية والمتباركين على الوطنية.