المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بنوا أمية



فاتن
01-05-2008, 10:56 PM
من قلم : أمين دايخ


عرب تايمز

(1) مقدمة

لم يمر على التاريخ الإسلامي أعداء وخصوم "مسلمين" حاربوا الإسلام والمسلمين من داخله وخارجه أشد من بني أمية وتابعيهم حتى يومنا هذا، وإن اختلفت التسميات أو أسماء المذاهب والتيارات، بل لم تكن أيام سوداء في تاريخ الإنسانية "على الأقل لا الدين" كأيامهم وأيام أتباعهم. وقد جاء الخلف للسلف يعطي الذرائع والمبررات ولتبييض الصفحة لمن "لهم سطوة وحظوة لا ينكرها إلا الجاهل أو الضال أو الزنديق"، وهم أجهل الناس بهم وبتاريخهم، بل يرددون ما قيل لهم أنهم أصحاب الفتوحات والغزوات والأمن والخير والبركة والحضارة إلخ إلخ من الخرافات والخزعبلات التي ملأت التراث، ولن يصلح العطار ما أفسد الدهر، أولئك الذين ضلو وأضلوا الناس بعد العلم وأقصد أصحاب اللحى الكرام الذين يحيطون بهالة من النور جميع الشخصيات. الإسلام لم يكن دين غزوات أو فتوحات ولا عنجهيات ولا حروب، حتى في الحروب كان الرسول ص عندما يبلغه تحرك جيش ما يجهز الجيش، وفي المعركة كان ينتظر أن يبدؤه القوم.

عندما قدمت مسبقا جواز اللعن لمن يستحقه، خاصة على بني أمية، بدليل القرآن الكريم وأحاديث الرسول ص وأم المؤمنين عائشة رض إحتج البعض، فخير رد على الإحتجاج يكون بعرض التاريخ كما وصل وكما كان بقلم من تحلوا بالنزاهة أو ببعضها بعيدا عن المغالاة والتعصب والإنحياز بدءاً من الجذور، فاتحا الباب لما أغلقه عنا أصحاب الفتوات واللحى الطويلة. وأترك للقارىء الكريم الحكم والله خير الحاكمين. عولت على التفاسير المعتبرة وكتب التاريخ المشهورة القديمة، لأن أصحاب الصحاح الكرام لم يوردوا في صحاحهم كل شيء أو أي شيء، لسبب من ثلاثة سأقول اثنان فقط وأترك الثالث لفهم القارىء الكريم، السياسة والخوف، أو مراعاة الشعور. بعض الأحاديث كما سنرى أوردها البخاري في تاريخه وأخفاها في صحيحه، أما السيوطي مثلا كان يذكر بالرموز ولا أفهم لماذا! فانظر واعتبر قال السيوطي: أخرج ابْن جريرعن سهْل بن سعْد رضي الله عنْه قال رأى النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم بني فلان ينْزون على مْنبره نزوَ القردة فساءه.... لم يذكر لنا من هم بني فلان، فإن كان خوفا فهو دليل صارخ على إرهاب الحريات في عصره، وإن كان كتمانا فهو إخفاء علم وهذا حرام.

أما ابن كثير لأنه كثير اللف والدوران، ويكذِّب المعترف به ويوثق السقيم كما ابن تيمية، فلم أعره اهتماما. وللمثال أيضا فقد ذكر "ابن كثير" في تفسيره: عنْد قوله تعالى "ألمْ تَرَإلى الذينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ الله كُفْراً وأحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَالبَوارِ..": قال البُخاريّ قوْله ألمْ ترَإلى الذين بدّلُوا نِعْمةَ الله كُفْراً ألمْ تعْلمْ كقوْلِهِ "ألمْ ترَ كيْفَ" .... قال العَوْفيّ عن ابْن عبّاس في هذه الآية هو جبلَةُ بْن الأيْهم والذين اتّبعوه من العرب فلحقُوا بالرّوم انتهى، أقول هذا لا يصحّ لأنّ جبلة بن الأيهم أسلم في خلافة عمر، ثم ارتدّ بعد ذلك إثر قصة له معه، ولم يعرف أهل الشام الإسلام على عهد النّبيّ هذا بعض حال ابن كثير ومن شاء زدت له الكثير الكثير... تعريف بالقبيلة قبيلة قرشية - عُرفت على وجه الخصوص بعداوتها لبني هاشم قبيلة النّبيّ ولم يكونوا يستثنون النبي من تلك العداوة- كما نجد في مُستَدرك الحاكم وتفْسير القُرْطبيّ وكتاب الفتن.

وهم صنفان: الأعياص والعنابس.

فالأعياصُ، العاص وأبوالعاص والعيص وأبوالعيص. والعنابِس هم أولاد عبد شمس الأكبر: حرب، وأبوحرب، وسُفْيان، وأبوسُفْيان، وعمْرو وأبو عمْرو. فبنو مَرْوان وعثمانُ من الأعياص، ومُعاويَة وابنُه من العنابس، ولكلّ واحد من الصّنفين كلام طويل جدا يبكي العين والقلب معا لما فعلوه في الأمة وبالأمة الإسلامية منذ بعثة الرسول، أما التابعين لهم حتى اليوم (يجتهدون ويخطؤون ويكسبون الأجر) محاولين تلميع صفحاتهم المظلمة وطمس الحقائق مهما كان الإختلافٌ شديدٌ، في تفضيل بعضهم على بعض. تعريف بجد القبيلة وأم جميل: هو أمية ابن أخ هاشم بن عبد مناف جد النبي ص. ولد عبد مناف بن قصي أربعة نفر: هاشما وعبد شمس والمطلب وأمهم عاتكة بنت مرة بن هلال، ونوفل بن عبد مناف وأمه واقدة بنت عمرو المازنية. وولد لعبد مناف أيضا أبو عمرو وتماضر وقلابة وحية وريطة وأم الأخثم وأم سفيان. زوْجة أبي لهب حمّالة الحطب هي أمّ جميل بنت حرْب بن أُميّة، أخْت أبي سُفْيان، وهي عمّة مُعاويَة بن أبي سُفْيان. وقد كان حنقها على النّبيّ ص من شدّته لا يكاد يُُوصَف، حتّى إنّها كانتْ تسمّي النّبيّ مُذمّما!! ما جاء بوصف جد القبيلة: وقد جاء في وصف أُميّة جدّ القبيلة أقوالٌ منْ بيْنها أنّه: كان صاحب عهر وفُجور، وأنّه كان فيه نَكد.

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: إنّ عثمان بن عفان تمنّى رجُلاً يُحدّثه عن المُلوك وعمّا مضى فذُكر له رجلٌ بحضْرموْت، فأحْضرهُ وكان له مَعهُ حديثٌ طويلٌ كان منْه أنْ سألَه: أرأيتَ عبدَ المطّلب؟ فقال: نعم رأيْتُ رجلاً قعداً أبيضَ طويلاً مقرونَ الحاجبين بين عيْنيْه غُرّة يقال إنّ فيها بركةً، وإنّ فيه بَرَكَةً، قال: أفرأيْتَ أُميّة؟ قال: نعمْ رأيْت رجلاً آدمَ دَميماً قصيراً أعْمى يُقال إنّه نكِدٌ وإنّ فيه نكَداً فقال عثمانُ: يكْفيك منْ شرّسماعُه، وأمرَ بإخْراج الرّجُل. الإنْصافُ يقْتضي أنْ نتساءل عنْ مدى شرْعية تصرّف عثمان ههنا، فإنّه يُخالف ماعليْه الأدْيانُ والأعْرافُ والثّقافات ممّا ينْبغي أنْ يُعامَل به الصادق أو الضّيْفُ، والرسول أمر بعدم إخراج المسلم. الحضْرميّ شيْخ كبير أتى بناء على طلب من الخليفة وليس من تلقاء نفسه من حضرموت-اليمن فتحمل مشاق السفر. ثم نسأل تُرى أكان عُثْمانُ يأْمرُ بإخْراج الرّجل لو أنّه حرّف وزخْرف في وصْف أُميّة وادّعى له من الأوْصاف ما يدّعيه المتملّقُون ؟!

وفي تاريخ دمشق لإبن عساكر: قال أبو حاتم قال ابْنُ الكلْبيّ سمعْتُ أبي يقولُ أدرك ثوب بن تلدةَ مُعاويَة فدخل عليه فقال له: ما أدركت وكمْ عُمرك قال:لا أدري إلا أنّي أدركت بني والبةَ ثلاثَ مرّات قال: فكيْف بصرُك اليوْم قال:أحدّ ما كان قطّ كنتُ.... فقال: أدركْت أُميّة بنَ عبْد شمْس؟ قال: نعمْ، وهوأعْمى نكد وله عبدٌ يقُوده. قال له مُعاويَة: كُفّ فقدْ جاء غيرُما ذكرْتَ! ثمّ قال مُعاويَة: ليس في البيْت إلاّ أمويّ فأنظرْ أيّ هؤلاء أشْبه بأُميّة. قال: هذا! وأشار لِعمْرو بن سعيد بن العاص وهو عمْروالأشْدق (وقيل له الأشْدق لأنّه كان خطيباً مفلقا)- "وهذا الأخير عمرو ذبحه عبد الملك بن مَرْوان بعدما أعطاه الأمان"- فطرده أي طرد معاوية الرجل. وقد سبق كلامُ الرّجل الّذي قال لعثْمان ما قال بخُصوص أُميّة، والعبارتان تتّفقان على أنّ أُميّة كان أعْمى البصر والبصيرة نكدا فاسقا.

والمتمعّنُ في القصّتيْن يجدُ موْقفَ الخليفة عثْمانَ وموْقفَ مُعاويَة مُتشابهيْن مُتناغميْن. وعلى فرْض أنّ أُميّة لمْ يكُنْ أعْمى فيه نَكد، وعلى فرْض أنّهُ كان في جمال يوسف، فهل ينفعُه ذلك وهو صاحب عهروفجُور؟ ثمّ إنّ المرء لا يُعاب بالعمى إذْ ليس العمى بنفسه عيْبا قادحاً في المُروءة، وقد عَميَ جماعةٌ من الصّحابة والتّابعين مثلا عبد الله بن أمّ مكْتُوم كان أعْمى، وكان النبيّ يستخلفه على المدينة، وإنّما يظْهرالنّقْص إذا انْضمّ إلى العمى سفاسفُ الأخْلاق وما تشْمئزّ منْه النّفوس، فيجْتمع العَمَيَان عمَى الظّاهر وعمى البَاطن. ولماذا ينْزعج عثمانُ ومُعاويَة منْ عمى أُميّة والحالُ أنّ لدينا رواياتٍ تُشيرإلى أنّ من الأنْبياء مَنْ كان فاقداً للبصر!

أيضا لماذا الإنزعاج من قول الحق؟ ليس في كُتب التّاريخ والأدب والتّراجم ما يُشيرإلى فضائلَ تحلّى بها أُميّة، ولم تنْفع الأمْوالُ العريضةُ في اخْتلاق شيءٍ مِنْ ذلك ونشْرِه، ولا يمْلك العاقلُ المُنْصف إلاّ أنْ يضعَ أُميّة حيْثُ وضعَ نفسَهُ . وقد جرت العادة عند العرب أنهّم يفتخرون بمآثر آبائهم وأجدادهم، ويعتبرونها رصيداً مهمّا في سجلّ الشّرف يتوارثونه جيلاً بعد جيل، وليس في آباء النّبيّ صلى الله عليه وآله وصحبه إلاّ من هو فخرٌ لا يُضاهى، وعزّ لا يتناهى، أقرّ لهم بالفضل موالف ومخالف دون الإحتياج للمال والسلطة والرشوة لظهور ذلك.

وقد ذكر المؤرخون والأدباء أخبارا تشمئز منها النفوس والأسماع وقد أعرضت عن ذلك روما للإختصار. بنو أُميّة هم الشجرة الملعونة في القرآن الكريم بعض الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر وآيات منزلة في بعضهم: - تفْسير القُرْطبيّ و الدّرّ المَنثُور واللفظ للأول: قال إنّ الرسول عليه السلام رأى في المنام بني مَرْوان ينْزون على منْبره نزْو القِرَدَةِ فساءَه ذلك فقيل إنّما هي الدّنْيا أعْطُوها فسُريَ عنْه. قاله أيْضا سهْل بْن سعْد رضي الله عنْه قال سهْل إنّماهذه الرّؤْيا هي أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم كان يرى بني أُميّة ينْزون على منْبره نزْوَالْقِرَدَةِ فاغْتمّ لذلك وما استجْمع ضاحكاً منْ يوْمئذ حتّى مات صلّى اللّه عليْه وسلّم، فنزلتْ هذه الآية مُخْبرةً أنّ ذلك منْ تملّكِهمْ وصُعودِهمْ يجْعلها الله فتْنةً للنّاس وامْتحاناً.

ثم، رُويَ أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم رأى بني أُميّة في منامه يَلُونَ النّاس فخرج الحَكَمُ منْ عنْده فأخْبر بني أُميّة بذلك فقالوا له: ارْجع فسلْه متى يكون ذلك فأنزل الله تعالى \وإنْ أدْري أقريبٌ أمْ بعيدٌ ما تُوعدُون وإنْ أدْري لعلّه فتْنة لكمْ ومتاعٌ إلى حين\ يقول لنبيّه قُلْ لهُم ذلك. كما أخْرجه أيضا ابْن مرْدوَيْه عن ابن عباس وغيره عن الحسيْن بن عليّ وغيره أنّ النّبيّ أصْبح وهو مهْموم فقيلَ مالكَ يارسول الله .... إلى آخر الحديث. كما أخْرجه ابْن أبي حاتم والبيْهقيّ في الدّلائل، وابْن عساكرفي تاريخه عن سعيد بْن المُسيّب رضي الله عنْه قال رأى النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم بني أُميّة على الْمنابر فساءَه ذلك فأوْحى الله إليْه إنّما هي دنْيا أُعْطوها فقرّت عيْنه وهي قوْله وما جعَلْنا الرّؤيا التي أريْناك إلاّ فتْنةً للنّاس يعْني بلاءً للنّاس. - الحاكم في المُسْتَدْرك وقال بعد ذلك "هذا إسْناد صحيح "!

في تفْسيره عنْد ذكْرالآية "خير من ألف شهر" منْ سورة القدرأيضا أبوعيسى التّرمذيّ عنْد تفْسيرهذه الآية حدّثنا محمود... عنْ يوسف بن سعْد قال قام رجل إلى الحسن بْن عليّ بعْدما بايعَ مُعاويَة فقال سوّدْتَ وُجوه الْمُؤْمنين أوْ يا مُسوّدَ وُجوه المؤمنين فقال لا تؤَنّبْني رَحمَك الله فإنّ النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم أُرِيَ بني أُميّة على منْبره فساءَهُ ذلك فنزلتْ إنّاأعْطيْناك الكوْثر يا مُحمّد يعْني نهْراً في الجنّة ونزلتْ إنا أنزلْناه في ليْلة القدْر وما أدْراك ما ليْلة القدْر ليلةُ القدْرخيْر منْ ألْف شهْر يمْلكُها بعْدك بنُو أُميّة. - سورة المسد:

لم يخْتلف المفسّرون في أنّ سورة "المسد " نزلت في حقّ أبي لهب وزوْجته. وأرباب السّيَروالتّراجم متّفقون أنّ امْرأتُه أمّ جميل كانتْ تحْمل الشّوْك والعضاه فتطْرحه في طريق النّبيّ وأصْحابه لتعْقرهم وهي رواية عطيّة عن ابْن عبّاس، وقال قتادة ومجاهد والسّديّ كانت تمْشي بالنّميمة وتنْقل الحديث فتلْقي العداوة بيْن النّاس وتوقد نارها كما توقد النّارالحطب، وقال سعيد بْن جُبيْر حمّالة الخطايا دليله قوله وهم يحْملُون أوْزارهم على ظهورهم.

وقال السيوطي: أخْرج ابْن مرْدوَيْه والبيْهقيّ في الدّلائل منْ وجْه آخرَ عنْ أسْماء بنْت أبي بكْر أنّ أمّ جميل دخلتْ على أبي بكْر وعنْده النّبيّ فقالت ياابْن أبي قحافة ما شأْن صاحبك ينْشد فيّ الشِّعْرفقال والله ما صاحبي بِشاعرٍ وما يدْري ما الشّعْر فقالتْ أليْس قد قال في جيدها حبْل من مسد فما يُدْريه ما في جيدي؟ فقال النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم قل لها هل تريْن عندي أحداً فإنّها لنْ تراني جعل بيْني وبيْنها حجاباً. فقال لها أبو بكْررضي الله عنْه فقالتْ أتهْزأ بي والله ما أرى عنْدك أحداً. - ألم ترإلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار: الشوكاني في الفتح "فتح القدير": وقد ذهب جمهورالمُفسّرين إلى أنّ الآية [ألم ترإلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار..الآية] نزلتْ فيهم "كفار مكة وبنوا أمية خاصة" وقيل نزلت فى بطْنين منْ بُطون قُريْش بني مخْزوم وبني أُميّة.

فتح القدير أيضاً كما أخرج البخاريّ فى تاريخه وابن جرير وابنُ المنْذر وابْن مرْدوَيْه عنْ عمر بْن الخطّاب فى قوْله ألمْ تر إلى الذين بدّلوا نعْمة الله كفْراً قال هُما الأفْجرَان منْ قُريْش بنو المغيرة وبنوأُميّة فأمّا بنو المغيرة فكُفيتُمُوهمْ يوْم بدر وأمّا بنو أُميّة فمُتّعوا إلى حين.

وأخْرج ابنُ مرْدوَيْه عن ابْن عبّاس عنْ عمر نحْوَه. وأخرج النّسائيّ وابْن جرير وابْن أبى حاتم وابْن الأنْباريّ والحاكم وصحّحه وابن مرْدوَيْه والبيْهقيّ عن أبي الطّفيل أنّ ابن الكوّاء سأل عليّاً عن الذين بدّلوا نعْمة الله كُفْراً قال هو الفجّار من قُريْش كُفيتَهُم يوْم بدْر. والعجبُ من البُخاريّ يرْويه في تاريخه ولايرويه في صحيحه، ولعلّ القارئ يتصوّرأنّ شرْط الصّحيح لمْ يتوفرفيه، والأمْرُخلافُ ذلك، فقد اسْتدْركه عليْه الحاكم ضمن عدد هائل من الأحاديث التي تركها البخاري لحاجة في نفس يعقوب وذكر كما هائلا من الأحاديث الغير صحيحة؛ ففي المُستَدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري:

حدّثنا أبوالعبّاس محمّد … عن عمرو ذي مرّ عن عليّ رضي الله عنْه ثمّ في قوله عزّوجلّ وأحلّوا قومهم دارالبوارقال هم الأفْجران منْ قُريْش بنو أُميّة وبنو المغيرة. فأمّا بنوالمغيرة فقدْ قطع الله دابرَهم يوْم بدْروأمّا بنوأُميّة فمُتّعوا إلى حين. ثم قال: هذا حديث صحيح الإسْناد ولمْ يُخْرجاه . أكرر: لماذا لم يخرجاه وأخرجوا العديد العديد من الغير صحيح ووضعوه في الصحيح؟ - قال ابن الجوزي:

فأمّا الأحْزابُ، فهُم الكفّارالذين تحزّبوا على النّبيّ بالمُعاداة وفيهم أرْبعة أقْوال: أحدُها أنّهم اليهُود والنّصارى قاله قتادة، والثّاني أنّهم اليهود والنّصارى والمجوس قاله ابن زيد، والثالث بنو أُميّة وبنو المغيرة وآل أبي طلحة بن عبد العزّى قاله مقاتل، والرّابع كُفّار قُريْش ذكره الماورديّ. يكفينا العودة للقرآن لنجد من هي الأحزاب المتحزبة ضد الرسول والمسلمين. - أخْرج ابْن أبي حاتم عن ابْن عُمر أنّ النّبيّ قال رأيْت ولد الحكَم بْن أبي العاص على المَنابر كأنّهم القردة وأنْزل الله في ذلك وما جعْلنا الرؤْيا التي أريْناك إلاّ فتنة للنّاس والشّجرة الملْعُونة يعني الحكَم وولدَه. وأخْرج ابْن أبي حاتم عن يعلى بن مرّة عنْ علي قال: قال النّبيّ أُريتُ بني أُميّة على منابر الأرْض وسيتملّكونكم فتجدُونَهم أرْبابَ سوء.

واهْتمّ النّبيّ لذلك فأنْزل الله وما جعلْنا الرّؤْيا التي أريْناك إلاّ فتْنةً للنّاس. وأخْرج التّرمذيّ والحاكم عن الحسن بْن عليّ أنّ النّبيّ رأى بني أُميّة على منْبره فساءه ذلك فنزلتْ إنّا أعْطيْناك الكوْثر ونزلتْ إنّا أنْزلْناهُ في ليْلة القدْر..الحديث. - والله سريع الحساب، ويوْم يعضّ الظّالم على يديْه يقولُ ياليْتني اتّخذْتُ مع الرّسول سبيلاً إلى قوله خذولاً: قال البيْضاويّ: والله سريع الحساب رُوي أنّها نزلتْ في عتْبة بْن ربيعةَ بْن أُميّة تَعبَّدَ في الجاهليّة والْتمَس الدّين فلمّا جاء الإسْلام كَفَر.

وفي تفْسير الطّبريّ: …عن ابْن عبّاس قال كان أُبيّ بْن خَلَف يحْضر النّبيّ فزَجَرهُ عُقْبة بْن أبي معيط فنزل ويوْم يعضّ الظّالم على يديْه يقولُ ياليْتني اتّخذْتُ مع الرّسول سبيلاً إلى قوله خذولاً قال " الظّالمُ " عقْبة و" فُلاناً خليلاً " أبيّ بْن خَلَف. حدّثنا ابن حميد قال حدّثنا جرير عن الشَّعبيّ في قوله ليْتني لمْ أتّخذْ فلاناً خليلاً قال كان عقْبة بْن أبي معيط خليلاً لأُميّة بْن خَلَف فأسْلم عقْبة فقال أُميّة وجْهي منْ وجْهك حرام إنْ تابعْتَ محمّداً فكفروهو الذي قال ليْتني لمْ أتّخذْ فلاناً خليلاً. حدّثنا الحسنُ قال أخبرَنا عبد الرّزاق قال أخبرَنا معمر عنْ قتادةَ وعثْمان الجزريّ عنْ مقسم في قوْله ويوْم يعضّ الظّالم على يديْه يقُول يا ليْتني اتّخذْت مع الرّسول سبيلاً قال اجْتمع عقْبة بْن أبي معيط وأُبيُّ بْن خَلَف وكانا خليليْن فقال أحدُهما لصاحبه بلغَني أنّك أتيْتَ محمّداً فاستمعْتَ منْه والله لا أرْضَى عنْك حتّى تتفُل في وجْهه وتكذّبه فلمْ يسلّطْه الله على ذلك فقُتل عقْبة يوْم بدْرصبراً، وأمّا أُبيُّ بْن خّلف فقتله النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم بيدِه يوْم أُحُد في القتال وهُما اللّذان أنْزلَ اللهُ فيهِما ويوْم يعضُّ الظّالمُ على يديْه يقولُ يا ليْتني اتّخذْت مع الرّسول سبيلاً. - "وإذا دُعُوا إلى الله وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ َبيْنَهُمْ:

قال القرطبي في قوله تعالى"وإذا دُعُوا إلى الله وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ َبيْنَهُمْ...":قيلَ نزلتْ في المُغيرة بْن وَائل منْ بني أُميّة كان بيْنه وبيْن عليّ بْن أبي طالب خُصومةٌ في ماء وأرْض فامْتنع المُغيرةُ أنْ يحاكمَ عليّاً إلى النّبيّ وقال إنّه يبْغضُني فنزلتْ الآية، وذَكَرهُ الماورْديّ وقال ليحْكُم ولمْ يقُلْ ليحْكُما لأنّ المعْنىَّ به الرسولُ وإنّما بدأ بذكْر الله إعْظاماً لله واستفتاحَ كَلاَمٍ. - "القرطبي" في تفْسير قوْله تعالى " ويوْم يعض ّ الظّالم على يديْه....": قوْله تعالى ويوْم يعضّ الظّالم على يديّه الماضي عَضَضْت وحَكَى الكسائيّ عضضْت بفتْح الضّاد الأولى وجاء التوْقيف على أهْل التفْسيرمنْهم ابْن عبّاس وسعيد بْن المُسيّب أنّ الظّالم ها هُنا يُراد به عُقْبة بْن أبي معيط وأنّ خليلَه أُميّة بْن خَلَف فعُقبة قَتَلَهُ عليّ بْن أبي طالب رضيَ الله عنْه يوْم بدْر فأمَرَ النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم بقتْله فقال أأُقْتَلُ دُونَهُم فقال نعمْ بكُفْرك وعُتُوّك فقال مَنْ للصّبْيةِ فقال النّار فقام عليّ رضيّ الله عنْه فَقَتله وأُميّة قَتلَهُ النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم فكانَ هذا منْ دَلائِل نبوّة النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم لأنّهُ خبّر عنْهُما بهذا فقُتلا على الكُفْرولمْ يُسمّيا في الآية لأنّه أبْلغ في الفائدة ليُعْلم أنّ هذا سبيلُ كلّ ظالم قَبِلَ منْ غيْره في معْصية الله عزّ وجلّ قال ابْن عبّاس وقتادة وغيْرُهما وكان عُقْبة قدْ همّ بالإسْلام فمَنعَهُ منْه أُبيُّ بْن خَلَف وكانا خدنيْن وأنّ النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم قتَلهُما جميعاً قتلَ عُقْبَةَ يوْم بدْر وأُبيّ بْن خَلَف في المُبارزة يوْم أُحُد ذكَرهُ القُشيْريُّ والثّعلبيّ والأوّل ذَكَره النَّحّاسُ وقال السُّهيْليّ ويوْم يعضّ الظّالم على يديْه هو عُقْبة بْن أبي معيط وكانَ صديقاً لأُميّة بْن خَلَف الجُمَحي ويرْوى لأُبيّ بْن خَلَف أخي أُميّة وكان قدْ صنع وليمةً فدعا إليْها قُريْشاً ودعَا النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم فأبى أنْ يأْتيَه إلاّ أنْ يُسْلمَ وكَرِهَ عُقْبة أنْ يتأخّرعنْ طَعامِه مِنْ أشْراف قُريْش أَحدٌ فأسْلم ونَطَق بالشّهادتيْن فأتاهُ النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم وأكلَ منْ طعامِه فعاتَبَه خَليلُه أُميّة بْن خَلَف أوأُبيّ بْن خَلف وكان غائباً فقال عُقْبة رأيْتُ عظيماً ألاّ يحضُر طعامي رجلٌ منْ أشْراف قُريْش فقال له خَلِيلُه لا أرْضى حتّى تَرْجعَ وتَبْصقَ في وجْهه وتَطأَ عُنُقَه وتقولَ كيْت وكيْت فَفَعلَ عدوّ الله ما أمَرَهُ به خَليلُه فأنْزل اللهُ عزّ وجلّ ويوْم يعضّ الظّالم على يديّه. وروى مثْله البغويّ في تفْسيره. - ابْن أبي حاتم: حدّثَنا أبي... أبي الطُّفيْل أنّ ابْن الكوّاء سأل عليّاً عن الذين بدّلُوا نعْمة الله كُفْراً وأحلّوا قوْمهم دارَالبوَارقال هُم كُفّار قُريْش يوْم بدْر. حدّثنا المُنْذر بْن شاذان ...

عن أبي الطّفيْل قال جاء رجل إلى عليّ فقال يا أميرَ المؤْمنين من الذين بدّلوا نعْمة الله كُفْراً وأحلّوا قوْمهُم دارَ البوَار قال مُنافقو قُريْش وقال السديّ في قوْله ألمْ تر إلى الذين بدّلوا نعْمة الله كُفْراً الآية ذكر مُسلم المُسْتوْفي عن عليّ أنّه قال هم الأفْجَرانِ منْ قُريْش بنُو أُميّة وبنو المُغيرة فأمّا بنو المغيرة فأحلّوا قوْمهم دارالبوار يوْم بدْر وأمّا بنُو أُميّة فأحلّوا قوْمهم دار البوار يوْم أُحُد وكان أبو جهْل يوْم بدْر وأبو سُفْيان يوْم أُحُد وأمّا دار البوار فهي جهنّم وقال ابْن أبي حاتم رَحِمَهُ الله حدّثنا محمّد بْن يحْيى ..

عنْ عمْرو بْن مرّة قال سمعْت عليّاً قرأ هذه الآية وأحلُّوا قوْمهم دارَالبَوارقال هم الأفْجران منْ قُريْش بنُو أُميّة وبنو المُغيرة فأمّا بنوالمغيرة فأُهْلكوا يوْم بدْر وأمّا بنو أُميّة فمُتّعوا إلى حين ورواه أبو إسْحاق عنْ عمْرو ذي مر عن عليّ نحْوه ورُوي منْ غيْر وجْه عنْه وقال سُفْيان الثوْريّ عنْ عليّ بْن زيْد عنْ يوسُف بْن سعْد عنْ عُمر بْن الخطّاب في قوْله ألمْ ترإلى الذين بدّلوا نعْمة الله كفراً قال هم الأفْجران منْ قُريْش بنو المُغيرة وبنوأُميّة فأمّا بنو المُغيرة فكُفيتُموهم يوْم بدْروأمّا بنوأُميّة فمُتّعوا إلى حين. وكذا رواه حمْزة الزّيّات عنْ عمْرو بْن مرّة قال قال ابْن عبّاس لعمربن الخطّاب يا أميرالمؤْمنين هذه الآية ألمْ تر إلى الذين بدّلوا نعْمة الله كفْراً وأحلّوا قوْمهم دارالبوارقال هم الأفْجران منْ قُريْش أخْوالي وأعْمامك فأمّا أخوالي فاستأصلهم الله يوْم بدْروأمّا أعْمامك فأمْلى الله لهُم إلى حين.

- تفْسير الطّبريّ: وقيل إنّ الذين بدّلوا نعْمة الله كُفْراً بنو أُميّة وبنو مخْزوم ذِكْرُ مَنْ قال ذلك: حدّثنا ابْنُ بشّار وأحْمد بن إسْحاق قالا حدّثنا أبو أحمد قال حدّثنا سُفْيان عن علي بن زيْد عنْ يوسُف بْن سعْد عنْ عُمَر بْن الخطّاب في قوْله ألمْ تَرَ إلى الذين بدّلوا نعْمة الله كُفْراً وأحلّوا قوْمهُم دار البوار جهنّم قال هُما الأفْجران منْ قُريْش بنو المُغيرة وبنُو أُميّة فأمّا بنو المغيرة فكُفيتُموهم يوْم بدْر وأمّا بنو أُميّة فمُتّعوا إلى حين. - السّيوطيّ في الدّرّ المَنثُور: وأخْرج البُخاريّ في تاريخه وابْن جرير وابْن المنْذر وابْن مرْدوَيْه عنْ عُمَر بْن الخطّاب رضي الله عنْه في قوْله ألمْ تَرَ إلى الذين بدّلوا نعْمة الله كُفراً قال هُما الأفْجران منْ قُريْش بنو المغيرة وبنو أُميّة فأمّا بنو المغيرة فكُفيتُموهم يوْم بدْر وأمّا بنو أُميّة فمُتّعوا إلى حين . - أخرج ابن مرْدوَيْه عن عليّ رض ي الله عنه أنّه سُئل عن الذين بدّلوا نعْمة الله كُفراً قال بنو أُميّة وبنو مخزوم رهْط أبي جهْل .

سلسبيل
01-22-2008, 12:12 PM
الامويون هم من اسس بناء الظلم على ال رسول الله ، وهم من قتلوا الحسين عليه السلام ، وهم من هدم الكعبة واحرقها ، وهم من غزو مدينة رسول الله وصنعوا ما صنعوا ، وهم من قتلوا ائمة اهل البيت عليهم السلام