المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «جيش رايلا» نحر بالسواطير كل من حاول الفرار عبر نوافذ الكنيسة



زوربا
01-05-2008, 12:51 AM
السكان أجبروا على الاحتماء في دور العبادة بعد إحراق منازلهم فتعقبوهم

الدوريت (كينيا) ستيفاني ماكرومان *


تحدث ناجون من أحداث العنف الأخيرة عن تفاصيل مروعة حول الهجوم الذي استهدف أشخاصا احتموا بالكنيسة المحلية بعد ان أحكمت المجموعة المهاجمة إغلاق الباب الأمامي للكنيسة التي كان بداخلها حوالي 100 شخص غالبيتهم من النساء والأطفال. وقال شهود عيان: المهاجمون أضرموا النار في مراتب للنوم وضعوها حول جدران الكنسية من الخارج وقتلوا بالسواطير كل الذين حاولوا الفرار عبر النوافذ.

ويقول جوزيف غوغونا، الذي كان يتحدث بالقرب من مستشفى في المنطقة نقل إليه بعد إصابته في أعمال العنف، ان الأمر الذي أثار قلقه أكثر من أي شيء آخر هو ان جاره وصديقه بول، الذي ينتمي إلى قبيلة كيكويو (قبيلة الرئيس كيباكي)، كان واحدا من المهاجمين. وأضاف غوغونا انه لم يكن يعتقد ان بول يمكن ان يقدم على فعل شيء من ذلك. وأطلق بعض المهاجمين على انفسهم «جيش ريلا»، في إشارة إلى زعيم المعارضة ريلا اودينغا. وعلى الرغم من ان بعض العصابات في الدوريت، حيث أحرقت الكنيسة، تشكلت من المجموعة العرقية التي ينتمي اليها اودينغا، فإن الغالبية العظمى لمثيري الشغب من مجموعة «كالينجين» العرقية التي تعتبر الأراضي في هذه المنطقة ملك لها تاريخيا، كما انهم يشنون حربا فيما يبدو ضد ما يعتبرونه تشبث بالسلطة من جانب المجموعة القبلية التي ينتمي اليها كيباكي.

ويقول مراقبون انه لم يحدث ان تحولت أي من مناطق كينيا بهذه السرعة من منطقة انسجام العراقي إلى عداء قبلي بين السكان مثلما حدث للدوريت التي سبق ان شهدت أحداث توتر عرقي في السابق ولكن ليس بمستوى ما شهدته في الآونة الأخيرة. وكانت مجموعة كيكويو العرقية قد قطنت هذه المنطقة على مدى عقود من الزمن إلى جانب عشرات المجموعات العرقية الأخرى، لكنهم الآن يتعرضون لحملات تعقب وطرد وباتوا يحتمون بالكنائس والمدارس ونقاط الشرطة هربا من هجمات الجماعات التي تحمل سهاما وأقواسا وتجوب شوارع المدينة.

وقالت سيدة من سكان الدوريت كانت تنتظر في مطار المدينة للحاق بأي سفرية مغادرة، ان المهاجمين كانوا يرددون عبارات تطالب أفراد مجموعة كيكويو العرقية بالعودة إلى المناطق التي وفدوا منها اصلا في السابق. وفي واحد من الشوارع المؤدية إلى خارج المدينة أقام حوالي ألف شخص، مسلحين بالسواطير، نقطة تفتيش ومنعوا الشرطة والعاملين في المنظمات الإنسانية من دخول المدينة، وكانوا أيضا يفتشون عن افراد مجموعة كيكويو العرقية داخل الحافلات المغادرة للمدينة. كما ان مجموعة أوقفت شاحنة تابعة للجيش على متنها جنود مسلحون كانت قد أخلت حوالي 30 شخصا من المدينة وطلبت إنزال المنتمين إلى كيكويو من على متنها.

وفشل السائق في الخروج بالشاحنة من وسط هذه الجمع واضطر إلى العودة إلى الخلف بعد ان أصيب اثنان من المدنيين بسهام. ويقول قسم الدوريت الكاثوليكي، كورنيليوس كيبينغينو آباب كورير، انه لا يعتقد ان هناك حسا بالهوية الوطنية في الوقت الراهن لدى الكينيين، حتى في أوساط القادة. وقال كورنيليوس ان كنيسته تؤوي الآن نحو عشرة آلاف شخص غالبيتهم من مجموعة كيكويو بعد ان أحرقت منازلهم. ويقول بعض نزلاء الكنسية ان المهاجمين هددوا منذ البداية بحرق كل المنازل وحددوا مهلة زمنية لخروج السكان منها. ويقول عدد من الناجين انهم فروا إلى الكنيسة اصلا بعد ان أضرم المهاجمون النار في منازلهم في وقت كانوا يمارسون حياتهم اليومية.

*خدمة «نيويورك تايمز»