2005ليلى
12-31-2007, 08:45 AM
فوزية سالم الصباح
صدقوا أو لا تصدقوا، فهذا ما حدث بالفعل وإن لم تصدقوني فاتصلوا عليه واسألوه.
في منى ليلة الجمعة ما بين العاشرة والحادية عشرة مساء الموافق 20 ديسمبر وبالقرب من بعض مخيمات الحملات الكويتية، التي أحتفظ باسمها، صاح النائب احمد باقر بأعلى صوته في ممر المخيمات: «البدون حجتهم غير مقبولة»، ما أثار استغراب بعض المتواجدين في المكان، إلا أنه لم يسأله أحد منهم عن سبب تحوله إلى مفتٍ، وإطلاقه هذه الفتوى الخطيرة ضد مئة ألف مسلم من دون أي ذنب يرتكبوه بحقه أو بحق غيره، فهو لم يكتف بالإجراءات التي اتخذها ضدهم إبان توليه منصب وزير العدل والأوقاف فلاحقهم إلى الديار المقدسة، مفتياً بعدم قبول حجتهم، رغم أن حجتهم ستكون مقبولة أكثر من غيرهم لأنهم حصلوا على جواز السفر بشق الأنفس وجمعوا كل ما يملكونه لإنفاقه على الحج.
صحيح أن البدون فئة فقيرة لا سند لها ولا ظهر إلا الله سبحانه وتعالى، وصحيح أن الكثيرين من أصحاب الدماء الزرقاء طعنوا بولاء البدون وخونوهم من دون أدلة، وأهانوهم وداسوا على كرامتهم وأطلقوا عليهم العديد من الألقاب والمسميات، وصحيح أن الحكومة حرمتهم من أبسط الحقوق الإنسانية والحيوانية، ولكن للمرة الأولى يخرج رجل كان يدير أهم وأخطر وزارة في الدولة، وهي وزراة العدل، لأن العدل هو أساس الملك، ويعلن بالفم المليان أن حجتهم غير مقبولة.
كنت أتمنى أن يطلق هذه الصيحة رجل لا ينتمي إلى تيار ديني أو سلفي، وكنت أتمنى ألا يطلق هذه الصيحة رجل كان في يوم من الأيام وزيراً للعدل والأوقاف. ولكن هذا ما حدث بالفعل. وأنا على يقين بأنه لن يستطيع نفي هذه الحادثة مطلقاً، لأن بيني وبينه كتاب الله، وهو الفيصل بيننا، إن اضطررت إلى ذلك، لأن من نقل لي هذا الخبر أكثر من حاج أعرفهم معرفة تامة وأقسموا لي أنهم سمعوه يتلفظ بهذه الألفاظ.
باقر لم يكتف بالإجراءات التي اتخذها ضد البدون إبان عمله في وزارة العدل، عندما حرموا من أبسط حقوقهم الإنسانية من زواج وطلاق وميراث، فلحق بهم إلى الديار المقدسة وصاح صيحته التي ستكون شاهدة عليه أمام ربه. فلسانه الذي أطلق هذه الصيحة، وهو في مناسك الحج سيكون شاهداً عليه. والسؤال الأهم: هل هذا رأيه أم رأي التيار الذي يدعمه، لأنه ليس الشخصية الوحيدة التي تنتمي إلى التيار ذاته تتبنى محاربة حقوق البدون الإنسانية؟
وأتساءل بألم وحيرة وأسأل ما الذي يجعل رجلاً في مركزه الاجتماعي وسنه الذي لم يبق له الكثير، حتى يقابل رب العالمين أن يتلفظ بهذه الألفاظ في أقدس مكان على هذه البقعة من الأرض، وهو بالتأكيد كان يؤدي مناسك الحج. قال تعالى: «فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج».
أنا لا أخاطب النائب باقر الذي كان يتجول بين مخيمات الحملات الكويتية في منى لليلتين متواليتين، لأن مخاطبته لن تجدي، ولكنني أخاطب من صوّت له، وكذلك التيار الذي دعمه في الانتخابات، وأقول للإخوة الصحافيين البدون في مجلس الأمة الذين يلهثون وراء أخباره، توددوا له أكثر فأكثر لأن حجتكم لن تكون مقبولة إذا لم تحصلوا على صك الغفران.
ملحوظة:
إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك.
فوزية سالم الصباح
كاتبة ومحامية كويتية
Alsabah600@hotmail.com
صدقوا أو لا تصدقوا، فهذا ما حدث بالفعل وإن لم تصدقوني فاتصلوا عليه واسألوه.
في منى ليلة الجمعة ما بين العاشرة والحادية عشرة مساء الموافق 20 ديسمبر وبالقرب من بعض مخيمات الحملات الكويتية، التي أحتفظ باسمها، صاح النائب احمد باقر بأعلى صوته في ممر المخيمات: «البدون حجتهم غير مقبولة»، ما أثار استغراب بعض المتواجدين في المكان، إلا أنه لم يسأله أحد منهم عن سبب تحوله إلى مفتٍ، وإطلاقه هذه الفتوى الخطيرة ضد مئة ألف مسلم من دون أي ذنب يرتكبوه بحقه أو بحق غيره، فهو لم يكتف بالإجراءات التي اتخذها ضدهم إبان توليه منصب وزير العدل والأوقاف فلاحقهم إلى الديار المقدسة، مفتياً بعدم قبول حجتهم، رغم أن حجتهم ستكون مقبولة أكثر من غيرهم لأنهم حصلوا على جواز السفر بشق الأنفس وجمعوا كل ما يملكونه لإنفاقه على الحج.
صحيح أن البدون فئة فقيرة لا سند لها ولا ظهر إلا الله سبحانه وتعالى، وصحيح أن الكثيرين من أصحاب الدماء الزرقاء طعنوا بولاء البدون وخونوهم من دون أدلة، وأهانوهم وداسوا على كرامتهم وأطلقوا عليهم العديد من الألقاب والمسميات، وصحيح أن الحكومة حرمتهم من أبسط الحقوق الإنسانية والحيوانية، ولكن للمرة الأولى يخرج رجل كان يدير أهم وأخطر وزارة في الدولة، وهي وزراة العدل، لأن العدل هو أساس الملك، ويعلن بالفم المليان أن حجتهم غير مقبولة.
كنت أتمنى أن يطلق هذه الصيحة رجل لا ينتمي إلى تيار ديني أو سلفي، وكنت أتمنى ألا يطلق هذه الصيحة رجل كان في يوم من الأيام وزيراً للعدل والأوقاف. ولكن هذا ما حدث بالفعل. وأنا على يقين بأنه لن يستطيع نفي هذه الحادثة مطلقاً، لأن بيني وبينه كتاب الله، وهو الفيصل بيننا، إن اضطررت إلى ذلك، لأن من نقل لي هذا الخبر أكثر من حاج أعرفهم معرفة تامة وأقسموا لي أنهم سمعوه يتلفظ بهذه الألفاظ.
باقر لم يكتف بالإجراءات التي اتخذها ضد البدون إبان عمله في وزارة العدل، عندما حرموا من أبسط حقوقهم الإنسانية من زواج وطلاق وميراث، فلحق بهم إلى الديار المقدسة وصاح صيحته التي ستكون شاهدة عليه أمام ربه. فلسانه الذي أطلق هذه الصيحة، وهو في مناسك الحج سيكون شاهداً عليه. والسؤال الأهم: هل هذا رأيه أم رأي التيار الذي يدعمه، لأنه ليس الشخصية الوحيدة التي تنتمي إلى التيار ذاته تتبنى محاربة حقوق البدون الإنسانية؟
وأتساءل بألم وحيرة وأسأل ما الذي يجعل رجلاً في مركزه الاجتماعي وسنه الذي لم يبق له الكثير، حتى يقابل رب العالمين أن يتلفظ بهذه الألفاظ في أقدس مكان على هذه البقعة من الأرض، وهو بالتأكيد كان يؤدي مناسك الحج. قال تعالى: «فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج».
أنا لا أخاطب النائب باقر الذي كان يتجول بين مخيمات الحملات الكويتية في منى لليلتين متواليتين، لأن مخاطبته لن تجدي، ولكنني أخاطب من صوّت له، وكذلك التيار الذي دعمه في الانتخابات، وأقول للإخوة الصحافيين البدون في مجلس الأمة الذين يلهثون وراء أخباره، توددوا له أكثر فأكثر لأن حجتكم لن تكون مقبولة إذا لم تحصلوا على صك الغفران.
ملحوظة:
إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك.
فوزية سالم الصباح
كاتبة ومحامية كويتية
Alsabah600@hotmail.com