yasmeen
12-30-2007, 08:14 AM
لست قومياً بل عروبي ولو رموني في قرية برازيلية لحفرت الأرض وأكلت لقمتي
http://www.alwatan.com.kw/Data/site1/News/Issues200712/lc56-123007.pc.jpg
أجرى الحوار فيصل العلي
الاعلامي الدكتور نجم عبد الكريم اول كويتي وخليجي درس السينما، دفع اثمانا كثيرة لامور لم يرتكبها -كما يقول- يقف على حدود العديد من القضايا الشائكة محليا وخليجياً وعربيا.
نفى في حواره مع «الوطن» ان يكون قوميا واكد عبد الكريم انه عروبي، وقال: ان الصحافة الكويتية نسخة مكررة مستغربا من كثرتها.
آراء عديدة طرحها، ملتزما عصاميته ومؤكدا عليها «لو رموني في قرية برازيلية لحفرت الارض واكلت لقمتي».
واشار الى ان عبد الكريم قاسم حكم عليه بالاعدام لأنه قلده في برنامج اذاعي سياسي كان يقدمه في اذاعة الكويت، وقال نجم عبد الكريم ان ديدان الديموقراطية تحاول وأد التجربية البرلمانية واضاف ان «الممارسة الدينية لا تؤدي الى وجود دولة متحضرة».
وعرج في لقائه الى قضية «البدون» التي اعتبرها تشوه سمعة الكويت، مبينا ان «البدون مظلومون» وقال: «في كل دول العالم الجنسية تتبع وزارة العدل الا في منطقتنا فإن تبعيتها للداخلية» واضاف د.نجم عبد الكريم: سيكون اعظم قرار لو تم تحويل ملف البدون لوزارة العدل بدلا من الداخلية.
وحمّل الكويتيين المسؤولية في وقوف بعض العرب ضدهم ابان الاحتلال وقال «هناك من شتمني لأنني كنت لا احب صدام حسين».
وفيما يخص المسرح الكويتي ذكر الدكتور نجم عبد الكريم انه دون المستوى حاليا، مبينا ان السينما العربية عامة بلا بصمة واشار الى ان الاغنية العربية بحالة انحطاط مدللا على ذلك بأغنية «باحبك يا حمار».
وقال د.نجم عبد الكريم ان الدول المتحضرة لا وجود لوزارة اعلام فيها داعيا في الوقت نفسه الى تنظيم الحركة الاعلامية.
واضاف: انه درس السينما في مصر واجرى حوارات مع المثقفين فيها وقال «طه حسين كان لطيفا وهو المبصر الوحيد في القرن العشرين»
محطات من حياة د.نجم عبد الكريم وآرائه ننقلها في الحوار التالي:
¼ ماذا عن الدور الذي قمت به عندما قام عبد الكريم قاسم بالمطالبة بالكويت؟
ارجو ألا تمنحني أكثر مما استحق. ولكن، دعني أقول شيئا فقد بدأت العمل الإذاعي مع صديقي الإذاعي حمد المؤمن رحمه الله في أواخر الخمسينات. ولما بدأ عبد الكريم قاسم باعتداءاته على الكويت كان لا بد لنا كمواطنين أن نعبر عن صدق مشاعرنا حيال هذا الأمر وكانت البرامج السياسية هي من أكثر البرامج وقوفا في وجه عبد الكريم قاسم، فكنت أقدم برنامجا اسمه (على كيفك) وهو من إخراج شريف العلمي وكانت مقدمة البرنامج عبارة عن قصيدة جميلة للشاعر منصور الخرقاوي يرحمه الله اذ يقول:
ساهموا فيها الإذاعة
خدمة الواجب شجاعة
هذا برنامج فكاهي
على كيفك واجتماعي
انت وانا فيه واعي
اسمعونا يا جماعة
وكانت فكرة البرنامج عبارة عن خمس شخصيات تنتمي لجنسيات عربية مختلفة هي: كويتي ومصري ولبناني وعراقي وسوداني. وكنت أقوم بالخمس شخصيات معا كل بلهجته وبصوته المختلف، كما كنت في هذا البرنامج احرص على المحبة والتكاتف بين الأخوة العرب، خاصة أن ذلك يتماشى مع المد والوهج القومي في تلك الفترة ولما جاءت عملية عبد الكريم قاسم والذي كان صوته ذا طبقة ضعيفة قمت بتقليده ولكن وللأمانة التاريخية فلم أكن أول من قام بتقليده إذ سبقني لذلك احد أفراد فرقة بو جسوم في برنامج عسكري فكاهي، أما أن يكون هناك تقليد له في برنامج سياسي ويومي فقد كنت أول من قام بذلك بعد أن أوكلت تلك المهمة لي وكانت فترة مهمة وحرجة لدرجة أننا كنا ننام في الإذاعة أحيانا لأننا كنا في حالة طوارئ.. وبالنسبة لي فقد كان ذلك واجبا علي القيام به وعلى اثر ذلك أن اصدر عبد الكريم قاسم علي حكما بالإعدام.
¼ وكم كان عمرك في ذلك الوقت؟
- كنت في بداية العشرينات وقتها كان حاكم الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح يرحمه الله وهو أبو الخير وأبو الدستور الذي آمن بالكويت فآمنت به الكويت.
¼ وماذا عن الدور الذي قمت به إبان الاحتلال العراقي للكويت في عام 1990م؟
- هنا.. كانت المسألة مختلفة فقد كنت في الفترة التي كانت بها النسوة يقمن بخلع الذهب والتبرع به لإيقاد طاحونة الحرب بين صدام وايران التي شنها على جيرانه كنت اكره صدام.
¼ على الرغم من انك قومي؟
- أنا عروبي ولست قوميا وهناك فرق كبير بين العروبة وبين صدام حسين فحزب البعث كان وباء على العروبة وكنت اردد دائما:
يا بعث يا سرطان يا ورم
سموك بعثا وانت الموت والعدم
وللأسف فان البعض في الكويت كان يفسر موقفي هذا لأنني أنتمي إلى مذهب معين إلى أن أرسل لي رئيس تحرير الصحيفة التي كنت اكتب بها وقال لي أنا لا استطيع أن أحميك ولا بد أن تعمل على إيضاح عروبتك فرفضت وقلت له (العن أبو صدام ولن أمدحه) وكنت صلبا في موقفي وكانت ردة الفعل أن هناك أكثر من محاولة جرت لإيذائي إلا أنني كنت صلبا في موقفي بل ان هناك بعض الشعراء الذين قاموا بشتمي وبهجائي كالشاعر الذي توفي وقال عني:
لست نجما ولست كريما
يا سليل الفرس يا لئيما
حيث انه كان يشتمني ويقول انني هكذا وهو يعلم بأنني عربي من أصول عراقية إلا أن هناك من رد على هـذا الـشاعـر بــقصيدة اسمها (الدهر يومان وهذا يومك الثاني) ومنها:
تنامى نورك السامي وتم
فصرت اسما وقد كنت المسمى
وخابت كي تراك عيون قوم
فكيف يراك من قد كان أعمى
له ثغران في صدر وعجز
يمارس فيهما حربا وسلما
وقفت حياله لم تبد أمرا
فإما أن تتممه وإما
وانت الحر لا تجنح لفاحشة
ولكن رآك مقيدا فرمى وأرمى
أعيذك أن تجيب نباح كلب
متى كان النباح يهز نجما
وأنا لابن ذات الألف زوج
مواكبة الشريف أبا واما
ألا فاحشر به قدما وسلها
أما كادت لفرط الضيق تدما
ومر على أذاه وقل سلاما
ودعه يعبئ الأوراق شتما
إلى أن يقول:
ويتسخ الهوى إذا احتواه
وتختنق المياه إذا استحم
ولم أكن في كرهي لصدام وحيدا بل كان هناك الكثير من الكويتيين الذين يناصروني ويؤيدوني في موقفي ذلك.
¼ وأين كنت وقت الاحتلال؟
- كنت قبيل الاحتلال قد سافرت إلى تونس وكنت قد سهرت عند (أبو أياد) وقد تركته في الساعة الثانية من صباح الخميس الثاني من أغسطس لعام 1990 فأيقظني من النوم في الفندق في الساعة السادسة صباحا فقال لي إن العراق احتل الكويت فاتجهت إلى السفارة الكويتية فورا فوجدت السفير والأخ عبد الله المسعود والملحق الإعلامي علي حسين فاقترحت عليهما أن نخرج في مظاهرة تندد بالاحتلال إلا أنهما قالا لي لا يمكن ذلك لان الموقف التونسي مختلف وغير مشجع وذهبت بنفسي إلى رئيس الوزراء التونسي آنذاك وبعد حوار معه أدركت انه لا فائدة فاتجهت إلى العاصمة البريطانية حيث بدأت العمل مع الكويتيين بالتحدث إلى وسائل الإعلام المختلفة كما شاركت بالكثير من المظاهرات المؤيدة للكويت ونالني ما نالني من الإيذاء في لندن وكله يهون من اجل الكويت.
¼ بماذا تفسر الموقف السلبي لبعض العرب من الاحتلال العراقي للكويت؟
- لا بد من ان أكون صريحا معك في هذه النقطة الحساسة فنحن الكويتيين سبب في ذلك، لان ما حدث لصدام حسين من تبجيل وتأليه من قبل الكويت إعلاما وشعرا وعلى أعلى المستويات بل إن إعلاميين كبار في الكويت كان كل منهم يضع «بشته» على دشداشته ويذهب الى بغداد كي يحج شطر المنطقة الخضراء قرب منزل صدام حسين وكانت الصحافة الكويتية تقرأ من تلفزيون بغداد لدرجة أن صدام حسين قال لصحافيين انتم أكثر اهتماما بنا من صحافتنا العراقية وهذا الاندفاع نحو صدام حسين مهما كانت المبررات فقد نتجت عنه بعض المصالح للبعض في الكويت فكم من تاجر كويتي حقق أرباحا مادية أثناء حرب صدام حسين مع إيران فهناك من يتاجر بالسلاح والسيارات واللحوم ومن جهة أخرى فان قرائح شعراء من الكويت تفتقت على صدام حسين وأنا لا أريد أن اذكر أسماء إلا أنني أريد أن أقول ان ما فعلناه لصدام حسين جعل ردة الفعل عنيفة وقال الكثير إن الكويتيين الذين وقفوا مع صدام وقفوا ضده الآن لأننا كنا نسير دون أن نضع لنا خط رجعة، ومن جهة أخرى فإنني لا أضع اللوم على جميع الفلسطينيين بما فعله الفريق الموالي لفريق صدام حسين منهم فانا اعرف الكثير من الفلسطينيين الشرفاء الذين ساعدوا الكويتيين في فترة الاحتلال بل إن بعضهم انضم إلى صفوف المقاومة الكويتية ومنهم علي الحسن اخو بلال الحسن كما كان لبعض المثقفين الموقف المشرف وبعد فترة من الاحتلال أجد أن في الصحافة الكويتية من يشتم الرنتيسي واحمد ياسين عندما يقتل!! لماذا؟ وأحمد ياسين هو مناضل كبير وبعض الصحافيين أعطى نفسه حجما اكبر من حجمه الطبيعي وأقول لهم أصلحوا ما بالداخل أولا كي تصلحوا ما بالخارج.
والزوايا الصحافية في الصحافة الكويتية هي زوايا سطحية و متشابهة القضايا مثل مشكلة المرور والمعاملات أي أنها كم بلا كيف وكثرة بلا جودة وعلينا أن نعرف حجمنا الحقيقي، والقومية العربية ليست مرتبطة بصدام حسين وقد كتبت اخيرا ردا على احدهم في صحيفة الشرق الأوسط حيث شتم أحدهم جمال عبد الناصر كما هاجم القومية.
ديدان الديموقراطية الكويتية
¼ وكيف تنظر إلى التجربة الديموقراطية في الكويت؟
- الديموقراطية شيء والممارسة السيئة باسم الديموقراطية شيء آخر.
وقد حزنت كثيرا عندما حضرت استجواب وزير النفط المستقيل الشيخ علي الجراح وكتبت مقالة وأرسلتها إلى رئيس التحرير أقول بها (تعسا لها من ديموقراطية) فاتصل بي وقال لي خفف وأنا لا ارفض الاستجواب من حيث المبدأ وعلى المستجوب أن يقدم أدلته بكل أدب إلا أن ما شهدته في مجلس الأمة يدل على أن في الكويت ديموقراطية أخرى لا يعلمها العالم وهنا أريد أن أوجه أصابع الاتهام لكل أولئك وأقول لهم انكم بأفعالكم تلك تريدون وأد التجربة الديموقراطية في الكويت أو أنهم يعطون دليلا سيئا على ممارستها فهل يعقل أن تتم مهاجمة بعض الرموز وبعض الشخصيات الوطنية في الكويت فعلى سبيل المثال تجد شخصا يهاجم شخصية بحجم الدكتور احمد الخطيب والدولة بأسرها تفتخر بان لديها شخص بحجمه فخلاف البيت الواحد لا بأس به فكيف يتطاول شخص على الخطيب وهو شخص شريف لم يتنازل عن مبادئه ومن يعمل على تشويه التجربة البرلمانية في الكويت اسميهم ديدان الديموقراطية، وقد قال لي احد المسؤولين ان البرلمان سبب تأخر تنمية البلد فهل تصدق أن الجامعة التي قامت الكويت ببنائها في اليمن أرقى من جامعة الكويت بنيانا ومنهاجا فمن يصدق أن جامعة الكويت كانت ثانوية في الخمسينيات والكليات متفرقة في مناطق عدة ومباني المسرح متهالكة والملاعب والمكتبات وغيرها من مؤسسات المجتمع.
أحزاب
¼ وهل تؤيد وجود أحزاب سياسية في الكويت؟
- أتمنى وجود الأحزاب في الكويت وهي موجودة ولكن بصورة غير رسمية وبمسميات مختلفة.
¼ وهل الأحزاب الدينية خطر على المجتمع؟
- عندما قامت الثورة الفرنسية جاءت بالكاثوليك والبروتوستانت والارثوذوكس وقالت لهم منذ آلاف السنين ونحن نتطاحن وبيننا شلالات من الدماء فاجلسوا في كنائسكم وعظوا الناس وانشروا المحبة بينهم ودعونا نبني ثم تمت دعوة المفكرين والمبدعين في مجالات عدة لكتابة الدستور الفرنسي الذي صنع منها دولة عظمى فالممارسة الدينية لا تؤدي إلى وجود دولة متحضرة فالبوذيون لم يقتل احدهم الآخر باستثناء الديانات السماوية التي يتقاتل أهلها باستمرار فالمسيح يقول الله هو المحبة وقال أحبوا أعداءكم،وعندما نجد أن هناك من يترك لحية ويقصر دشداشته ويظن انه وكيل الله في الأرض ويقوم بإصدار الأوامر كيف نلبس وكيف نأكل ويتدخل في الطريقة التي ندخل بها الحمام وغيرها من الأمور.
¼ وهل تؤيد تفكيك وزارة الإعلام؟
- معظم الدول المتحضرة ليس لديها وزارة إعلام لا أمريكا ولا بريطانيا ولا قطر التي لي مآخذ عليها وبها متناقضات عدة وإنني من دعاة تنظيم الحركة الإعلامية والثقافية على ضوء الأخطاء التي مورست في الماضي لان وزارة الإعلام تمثل الدولة وهي ليست بحاجة لها.
¼ وماذا عن مجال دراستك؟
- لقد درست في مصر فن الإخراج السينمائي في المعهد العالي للسينما إلا أنني لم اكتف بذلك إذ درست الفلسفة بكلية الآداب فعدت للكويت وأنا احمل شهادتين في اختصاصين مختلفين وأشرفت على قسم السينما فترة ثم قسم المنوعات وبعدها عزمت على إكمال دراساتي العليا فذهبت إلى جامعة يو إس سي في الولايات المتحدة الأمريكية لنيل درجة الماجستير في السينما والدكتوراه في الإعلام وكانت دراستي عن إنشاء «أكاديمية للإعلام في منطقة الخليج العربي» وقتها كنت أقول في تلك الرسالة ان المنطقة مقبلة على محطات تلفزيونية متعددة وكأن ذلك في أواخر السبعينات وكنت أقول بأنه لا بد من تدريب الكوادر للاستعداد لتلك المرحلة في الصحافة والإذاعة والتلفزيون بل إنني كنت أقول إن الكويت تتميز في ذلك الوقت بأنها البلد الأكثر قدرة على استيعاب تلك المرحلة بسبب الديموقراطية ومساحة الحرية ففي بعض دول الخليج لا يستطيع النحات أن يقوم بعمل تمثال وبالتالي فان الكويت مهيأة لإنشاء أكاديمية للفنون فيتخرج منها المبدعون ولكن وللأسف الشديد لما عدت للكويت حاولت وحاولت ومشيت في طرق عدة إلى أن حفيت قدماي إلا أنني وجدت الرفض لي وللدكتوراه التي احملها فالمعهد العالي للفنون المسرحية مثلا رفضني وقال إنني لا أصلح علما بأن من كان عميدا لهذا المعهد لم يكن يحمل شهادة الدكتوراه.
¼ وماذا عن أنشطتك عندما كنت طالبا في مصر؟
- لم أكن مجرد طالب بعثة عادي في مصر بل كنت مراسلا لإذاعة وتلفزيون الكويت حيث كنت أقوم بإعداد وتقديم برنامج أدبي التقي فيه بالعديد من الأدباء والمفكرين في مصر مثل طه حسين ونجيب محفوظ ويوسف السباعي وانه لأمر مؤسف من أنني ابحث في مكتبة إذاعة الكويت عن تلك اللقاءات القيمة فتكون الصدمة أنها غير متوفرة فهناك من يقول إنها ضاعت وهناك من يقول سرقت إبان الاحتلال.
¼ وكيف كان لقاؤك بالأديب طه حسين؟
- عندما يتحدث الأديب طه حسين تشعر بأنك أمام عملاق وتشعر بأهمية قدرة الإنسان على العطاء وللأمانة فانه إنسان غير عادي بل هو إنسان خرافي وبالنسبة لي فإنني اعتقد بان المبصر الوحيد في القرن الماضي بين كل تلك الأحداث هو الأديب طه حسين وهاهو نزار قباني يقول عنه:
ارمي نظارتيك ما أنت أعمى
إنما نحن جوقة العميان
وعندما تقرأ لطه حسين حديث الأربعاء تشعر انك قد حصلت علي مادة أدبية تستطيع أن تتخرج بها من خمس جامعات وعندما تقرأ له الفتنة الكبرى عن عثمان وعلي وبنوه فانك تستوعب التاريخ الإسلامي والخلافات بين المسلمين في حقبة معينة وعندما تقرأ الأيام تكتشف خميرة الإنسان الذي سيصبح عبقريا بعد معاناة منذ الطفولة وكل كتاباته بما فيها دعاء الكروان الذي يحتوي على دراما بسيطة إلا أنها قريبة من الإنسان وبالنسبة لي في ذلك الوقت عندما أردت مقابلته كنت ارتعد خوفا إلا أن شعورا قويا كان يدفعني لذلك ورغم هذا كله فإنني لم أقابله إلا بعد معاناة طويلة خاصة انه قد وضع سياجا فأغريت فريد شحاته الذي كان يعمل مديرا لمكتبه وكانت المشكلة الأخرى مع سوزان فأحضرت لها عطر (كوكوشانيل) ثم بقيت مشـكلـة (الكلب عنتر) فأحضرت له لحما فذهبت لمقابلته في الفيلا التي كان يقيم بها والتقيت به وكنت أخطئ باللغة وكان يبتسم واذكر بأنني قلت له أنت لست بضم التاء فقال لي مبتسما كنت أظنها لست بفتح التاء وضحكنا معا.
¼ وماذا تتوقع ردة فعل العقاد بمثل هذا الموقف؟
- حتما سيشتمني ويطردني.
أعمال فنية في مصر
¼ وماذا عن الأعمال الفنية التي اشتركت بها في مصر؟
- اشتركت في مسرحية هاملت من إخراج سيد بدير وبطولة نور الشريف وكرم مطاوع وزيزي البدراوي وكان دوري هو حفار القبور ثم مثلت دورا في مسلسل (صابحه) حيث كان دوري هو شيخ الغفر وكان الفنان محمود المليجي يقوم بدور الباشا وأذكر انه عندما كان يناديني يا مكاوي كنت أقول له بكل هدوء (نعم يا سعادة البيه) فعلق الفنان عبد الوارث عسر وقال لي هذه لهجة ارستقراطية فعليك أن تقولها بطريقة مختلفة وكان المسلسل باللونين الأبيض والاسود ومن تمثيل زيزي البدراوي وعزت العلايلي وآخرين وبعد أربع سنوات قاموا بعمل أفلام يشترك بها مجموعة من الشباب العربي المقيم في القاهرة كي يتم اكتشاف مواهب مثل صباح ووردة الجزائرية فتجمعنا مجموعة من الشباب مثل احمد قاسم ونجم عبد الكريم وفهيم السعدي وآخرين وقدمنا فيلماً يحمل اسم (حبي في القاهرة) والذي كان فاشلا بكل المقاييس وقد غنى فيه الفنان احمد قاسم بعض الأغاني مثل عيباه وصدفة التقينا لكنه كان ناجحا في اليمن في عام 1964م كما كتبت مسرحية شعرية هي(مجنون ليلى) باللهجة المصرية وكانت ضمن الأنشطة الثقافية التي قمت بها هناك و بشكل عام كانت تجمعني علاقات وصداقات كثيرة مع الفنانين والأدباء والإعلاميين في مصر ولكن عندما ذهبت إلى مصر كعضو في لجنة تحكيم لمهرجان الإذاعة والتلفزيون مؤخرا حزنت كثيرا لان مصر التي اعرفها لم تعد كما كانت فالإنسان المصري كانت لديه قضية في السابق أما الآن فان الدولار هو سيد الأخلاق ولغة الناس اختلفت ولكن تبقى بعض الأمور الجميلة في مصر كأن ازور محمود أمين العالم وكذلك جابر عصفور ورجاء النقاش وسيد حجاب ونور وآخرين.
ويصمت قليلا الدكتور نجم عبدالكريم وكأنه يعيد ترتيب ذاكرته ثم قال بالنسبة لي فقد أرسلني الأديب الأستاذ احمد السقاف في بعثة للتمرس في التمثيل والإخراج وكانت معي نورية السداني التي درست الإخراج التلفزيوني وكذلك المخرج عبد العزيز المنصور وسلطان مبروك وآخرين.
تابع الموضوع ...
http://www.alwatan.com.kw/Data/site1/News/Issues200712/lc56-123007.pc.jpg
أجرى الحوار فيصل العلي
الاعلامي الدكتور نجم عبد الكريم اول كويتي وخليجي درس السينما، دفع اثمانا كثيرة لامور لم يرتكبها -كما يقول- يقف على حدود العديد من القضايا الشائكة محليا وخليجياً وعربيا.
نفى في حواره مع «الوطن» ان يكون قوميا واكد عبد الكريم انه عروبي، وقال: ان الصحافة الكويتية نسخة مكررة مستغربا من كثرتها.
آراء عديدة طرحها، ملتزما عصاميته ومؤكدا عليها «لو رموني في قرية برازيلية لحفرت الارض واكلت لقمتي».
واشار الى ان عبد الكريم قاسم حكم عليه بالاعدام لأنه قلده في برنامج اذاعي سياسي كان يقدمه في اذاعة الكويت، وقال نجم عبد الكريم ان ديدان الديموقراطية تحاول وأد التجربية البرلمانية واضاف ان «الممارسة الدينية لا تؤدي الى وجود دولة متحضرة».
وعرج في لقائه الى قضية «البدون» التي اعتبرها تشوه سمعة الكويت، مبينا ان «البدون مظلومون» وقال: «في كل دول العالم الجنسية تتبع وزارة العدل الا في منطقتنا فإن تبعيتها للداخلية» واضاف د.نجم عبد الكريم: سيكون اعظم قرار لو تم تحويل ملف البدون لوزارة العدل بدلا من الداخلية.
وحمّل الكويتيين المسؤولية في وقوف بعض العرب ضدهم ابان الاحتلال وقال «هناك من شتمني لأنني كنت لا احب صدام حسين».
وفيما يخص المسرح الكويتي ذكر الدكتور نجم عبد الكريم انه دون المستوى حاليا، مبينا ان السينما العربية عامة بلا بصمة واشار الى ان الاغنية العربية بحالة انحطاط مدللا على ذلك بأغنية «باحبك يا حمار».
وقال د.نجم عبد الكريم ان الدول المتحضرة لا وجود لوزارة اعلام فيها داعيا في الوقت نفسه الى تنظيم الحركة الاعلامية.
واضاف: انه درس السينما في مصر واجرى حوارات مع المثقفين فيها وقال «طه حسين كان لطيفا وهو المبصر الوحيد في القرن العشرين»
محطات من حياة د.نجم عبد الكريم وآرائه ننقلها في الحوار التالي:
¼ ماذا عن الدور الذي قمت به عندما قام عبد الكريم قاسم بالمطالبة بالكويت؟
ارجو ألا تمنحني أكثر مما استحق. ولكن، دعني أقول شيئا فقد بدأت العمل الإذاعي مع صديقي الإذاعي حمد المؤمن رحمه الله في أواخر الخمسينات. ولما بدأ عبد الكريم قاسم باعتداءاته على الكويت كان لا بد لنا كمواطنين أن نعبر عن صدق مشاعرنا حيال هذا الأمر وكانت البرامج السياسية هي من أكثر البرامج وقوفا في وجه عبد الكريم قاسم، فكنت أقدم برنامجا اسمه (على كيفك) وهو من إخراج شريف العلمي وكانت مقدمة البرنامج عبارة عن قصيدة جميلة للشاعر منصور الخرقاوي يرحمه الله اذ يقول:
ساهموا فيها الإذاعة
خدمة الواجب شجاعة
هذا برنامج فكاهي
على كيفك واجتماعي
انت وانا فيه واعي
اسمعونا يا جماعة
وكانت فكرة البرنامج عبارة عن خمس شخصيات تنتمي لجنسيات عربية مختلفة هي: كويتي ومصري ولبناني وعراقي وسوداني. وكنت أقوم بالخمس شخصيات معا كل بلهجته وبصوته المختلف، كما كنت في هذا البرنامج احرص على المحبة والتكاتف بين الأخوة العرب، خاصة أن ذلك يتماشى مع المد والوهج القومي في تلك الفترة ولما جاءت عملية عبد الكريم قاسم والذي كان صوته ذا طبقة ضعيفة قمت بتقليده ولكن وللأمانة التاريخية فلم أكن أول من قام بتقليده إذ سبقني لذلك احد أفراد فرقة بو جسوم في برنامج عسكري فكاهي، أما أن يكون هناك تقليد له في برنامج سياسي ويومي فقد كنت أول من قام بذلك بعد أن أوكلت تلك المهمة لي وكانت فترة مهمة وحرجة لدرجة أننا كنا ننام في الإذاعة أحيانا لأننا كنا في حالة طوارئ.. وبالنسبة لي فقد كان ذلك واجبا علي القيام به وعلى اثر ذلك أن اصدر عبد الكريم قاسم علي حكما بالإعدام.
¼ وكم كان عمرك في ذلك الوقت؟
- كنت في بداية العشرينات وقتها كان حاكم الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح يرحمه الله وهو أبو الخير وأبو الدستور الذي آمن بالكويت فآمنت به الكويت.
¼ وماذا عن الدور الذي قمت به إبان الاحتلال العراقي للكويت في عام 1990م؟
- هنا.. كانت المسألة مختلفة فقد كنت في الفترة التي كانت بها النسوة يقمن بخلع الذهب والتبرع به لإيقاد طاحونة الحرب بين صدام وايران التي شنها على جيرانه كنت اكره صدام.
¼ على الرغم من انك قومي؟
- أنا عروبي ولست قوميا وهناك فرق كبير بين العروبة وبين صدام حسين فحزب البعث كان وباء على العروبة وكنت اردد دائما:
يا بعث يا سرطان يا ورم
سموك بعثا وانت الموت والعدم
وللأسف فان البعض في الكويت كان يفسر موقفي هذا لأنني أنتمي إلى مذهب معين إلى أن أرسل لي رئيس تحرير الصحيفة التي كنت اكتب بها وقال لي أنا لا استطيع أن أحميك ولا بد أن تعمل على إيضاح عروبتك فرفضت وقلت له (العن أبو صدام ولن أمدحه) وكنت صلبا في موقفي وكانت ردة الفعل أن هناك أكثر من محاولة جرت لإيذائي إلا أنني كنت صلبا في موقفي بل ان هناك بعض الشعراء الذين قاموا بشتمي وبهجائي كالشاعر الذي توفي وقال عني:
لست نجما ولست كريما
يا سليل الفرس يا لئيما
حيث انه كان يشتمني ويقول انني هكذا وهو يعلم بأنني عربي من أصول عراقية إلا أن هناك من رد على هـذا الـشاعـر بــقصيدة اسمها (الدهر يومان وهذا يومك الثاني) ومنها:
تنامى نورك السامي وتم
فصرت اسما وقد كنت المسمى
وخابت كي تراك عيون قوم
فكيف يراك من قد كان أعمى
له ثغران في صدر وعجز
يمارس فيهما حربا وسلما
وقفت حياله لم تبد أمرا
فإما أن تتممه وإما
وانت الحر لا تجنح لفاحشة
ولكن رآك مقيدا فرمى وأرمى
أعيذك أن تجيب نباح كلب
متى كان النباح يهز نجما
وأنا لابن ذات الألف زوج
مواكبة الشريف أبا واما
ألا فاحشر به قدما وسلها
أما كادت لفرط الضيق تدما
ومر على أذاه وقل سلاما
ودعه يعبئ الأوراق شتما
إلى أن يقول:
ويتسخ الهوى إذا احتواه
وتختنق المياه إذا استحم
ولم أكن في كرهي لصدام وحيدا بل كان هناك الكثير من الكويتيين الذين يناصروني ويؤيدوني في موقفي ذلك.
¼ وأين كنت وقت الاحتلال؟
- كنت قبيل الاحتلال قد سافرت إلى تونس وكنت قد سهرت عند (أبو أياد) وقد تركته في الساعة الثانية من صباح الخميس الثاني من أغسطس لعام 1990 فأيقظني من النوم في الفندق في الساعة السادسة صباحا فقال لي إن العراق احتل الكويت فاتجهت إلى السفارة الكويتية فورا فوجدت السفير والأخ عبد الله المسعود والملحق الإعلامي علي حسين فاقترحت عليهما أن نخرج في مظاهرة تندد بالاحتلال إلا أنهما قالا لي لا يمكن ذلك لان الموقف التونسي مختلف وغير مشجع وذهبت بنفسي إلى رئيس الوزراء التونسي آنذاك وبعد حوار معه أدركت انه لا فائدة فاتجهت إلى العاصمة البريطانية حيث بدأت العمل مع الكويتيين بالتحدث إلى وسائل الإعلام المختلفة كما شاركت بالكثير من المظاهرات المؤيدة للكويت ونالني ما نالني من الإيذاء في لندن وكله يهون من اجل الكويت.
¼ بماذا تفسر الموقف السلبي لبعض العرب من الاحتلال العراقي للكويت؟
- لا بد من ان أكون صريحا معك في هذه النقطة الحساسة فنحن الكويتيين سبب في ذلك، لان ما حدث لصدام حسين من تبجيل وتأليه من قبل الكويت إعلاما وشعرا وعلى أعلى المستويات بل إن إعلاميين كبار في الكويت كان كل منهم يضع «بشته» على دشداشته ويذهب الى بغداد كي يحج شطر المنطقة الخضراء قرب منزل صدام حسين وكانت الصحافة الكويتية تقرأ من تلفزيون بغداد لدرجة أن صدام حسين قال لصحافيين انتم أكثر اهتماما بنا من صحافتنا العراقية وهذا الاندفاع نحو صدام حسين مهما كانت المبررات فقد نتجت عنه بعض المصالح للبعض في الكويت فكم من تاجر كويتي حقق أرباحا مادية أثناء حرب صدام حسين مع إيران فهناك من يتاجر بالسلاح والسيارات واللحوم ومن جهة أخرى فان قرائح شعراء من الكويت تفتقت على صدام حسين وأنا لا أريد أن اذكر أسماء إلا أنني أريد أن أقول ان ما فعلناه لصدام حسين جعل ردة الفعل عنيفة وقال الكثير إن الكويتيين الذين وقفوا مع صدام وقفوا ضده الآن لأننا كنا نسير دون أن نضع لنا خط رجعة، ومن جهة أخرى فإنني لا أضع اللوم على جميع الفلسطينيين بما فعله الفريق الموالي لفريق صدام حسين منهم فانا اعرف الكثير من الفلسطينيين الشرفاء الذين ساعدوا الكويتيين في فترة الاحتلال بل إن بعضهم انضم إلى صفوف المقاومة الكويتية ومنهم علي الحسن اخو بلال الحسن كما كان لبعض المثقفين الموقف المشرف وبعد فترة من الاحتلال أجد أن في الصحافة الكويتية من يشتم الرنتيسي واحمد ياسين عندما يقتل!! لماذا؟ وأحمد ياسين هو مناضل كبير وبعض الصحافيين أعطى نفسه حجما اكبر من حجمه الطبيعي وأقول لهم أصلحوا ما بالداخل أولا كي تصلحوا ما بالخارج.
والزوايا الصحافية في الصحافة الكويتية هي زوايا سطحية و متشابهة القضايا مثل مشكلة المرور والمعاملات أي أنها كم بلا كيف وكثرة بلا جودة وعلينا أن نعرف حجمنا الحقيقي، والقومية العربية ليست مرتبطة بصدام حسين وقد كتبت اخيرا ردا على احدهم في صحيفة الشرق الأوسط حيث شتم أحدهم جمال عبد الناصر كما هاجم القومية.
ديدان الديموقراطية الكويتية
¼ وكيف تنظر إلى التجربة الديموقراطية في الكويت؟
- الديموقراطية شيء والممارسة السيئة باسم الديموقراطية شيء آخر.
وقد حزنت كثيرا عندما حضرت استجواب وزير النفط المستقيل الشيخ علي الجراح وكتبت مقالة وأرسلتها إلى رئيس التحرير أقول بها (تعسا لها من ديموقراطية) فاتصل بي وقال لي خفف وأنا لا ارفض الاستجواب من حيث المبدأ وعلى المستجوب أن يقدم أدلته بكل أدب إلا أن ما شهدته في مجلس الأمة يدل على أن في الكويت ديموقراطية أخرى لا يعلمها العالم وهنا أريد أن أوجه أصابع الاتهام لكل أولئك وأقول لهم انكم بأفعالكم تلك تريدون وأد التجربة الديموقراطية في الكويت أو أنهم يعطون دليلا سيئا على ممارستها فهل يعقل أن تتم مهاجمة بعض الرموز وبعض الشخصيات الوطنية في الكويت فعلى سبيل المثال تجد شخصا يهاجم شخصية بحجم الدكتور احمد الخطيب والدولة بأسرها تفتخر بان لديها شخص بحجمه فخلاف البيت الواحد لا بأس به فكيف يتطاول شخص على الخطيب وهو شخص شريف لم يتنازل عن مبادئه ومن يعمل على تشويه التجربة البرلمانية في الكويت اسميهم ديدان الديموقراطية، وقد قال لي احد المسؤولين ان البرلمان سبب تأخر تنمية البلد فهل تصدق أن الجامعة التي قامت الكويت ببنائها في اليمن أرقى من جامعة الكويت بنيانا ومنهاجا فمن يصدق أن جامعة الكويت كانت ثانوية في الخمسينيات والكليات متفرقة في مناطق عدة ومباني المسرح متهالكة والملاعب والمكتبات وغيرها من مؤسسات المجتمع.
أحزاب
¼ وهل تؤيد وجود أحزاب سياسية في الكويت؟
- أتمنى وجود الأحزاب في الكويت وهي موجودة ولكن بصورة غير رسمية وبمسميات مختلفة.
¼ وهل الأحزاب الدينية خطر على المجتمع؟
- عندما قامت الثورة الفرنسية جاءت بالكاثوليك والبروتوستانت والارثوذوكس وقالت لهم منذ آلاف السنين ونحن نتطاحن وبيننا شلالات من الدماء فاجلسوا في كنائسكم وعظوا الناس وانشروا المحبة بينهم ودعونا نبني ثم تمت دعوة المفكرين والمبدعين في مجالات عدة لكتابة الدستور الفرنسي الذي صنع منها دولة عظمى فالممارسة الدينية لا تؤدي إلى وجود دولة متحضرة فالبوذيون لم يقتل احدهم الآخر باستثناء الديانات السماوية التي يتقاتل أهلها باستمرار فالمسيح يقول الله هو المحبة وقال أحبوا أعداءكم،وعندما نجد أن هناك من يترك لحية ويقصر دشداشته ويظن انه وكيل الله في الأرض ويقوم بإصدار الأوامر كيف نلبس وكيف نأكل ويتدخل في الطريقة التي ندخل بها الحمام وغيرها من الأمور.
¼ وهل تؤيد تفكيك وزارة الإعلام؟
- معظم الدول المتحضرة ليس لديها وزارة إعلام لا أمريكا ولا بريطانيا ولا قطر التي لي مآخذ عليها وبها متناقضات عدة وإنني من دعاة تنظيم الحركة الإعلامية والثقافية على ضوء الأخطاء التي مورست في الماضي لان وزارة الإعلام تمثل الدولة وهي ليست بحاجة لها.
¼ وماذا عن مجال دراستك؟
- لقد درست في مصر فن الإخراج السينمائي في المعهد العالي للسينما إلا أنني لم اكتف بذلك إذ درست الفلسفة بكلية الآداب فعدت للكويت وأنا احمل شهادتين في اختصاصين مختلفين وأشرفت على قسم السينما فترة ثم قسم المنوعات وبعدها عزمت على إكمال دراساتي العليا فذهبت إلى جامعة يو إس سي في الولايات المتحدة الأمريكية لنيل درجة الماجستير في السينما والدكتوراه في الإعلام وكانت دراستي عن إنشاء «أكاديمية للإعلام في منطقة الخليج العربي» وقتها كنت أقول في تلك الرسالة ان المنطقة مقبلة على محطات تلفزيونية متعددة وكأن ذلك في أواخر السبعينات وكنت أقول بأنه لا بد من تدريب الكوادر للاستعداد لتلك المرحلة في الصحافة والإذاعة والتلفزيون بل إنني كنت أقول إن الكويت تتميز في ذلك الوقت بأنها البلد الأكثر قدرة على استيعاب تلك المرحلة بسبب الديموقراطية ومساحة الحرية ففي بعض دول الخليج لا يستطيع النحات أن يقوم بعمل تمثال وبالتالي فان الكويت مهيأة لإنشاء أكاديمية للفنون فيتخرج منها المبدعون ولكن وللأسف الشديد لما عدت للكويت حاولت وحاولت ومشيت في طرق عدة إلى أن حفيت قدماي إلا أنني وجدت الرفض لي وللدكتوراه التي احملها فالمعهد العالي للفنون المسرحية مثلا رفضني وقال إنني لا أصلح علما بأن من كان عميدا لهذا المعهد لم يكن يحمل شهادة الدكتوراه.
¼ وماذا عن أنشطتك عندما كنت طالبا في مصر؟
- لم أكن مجرد طالب بعثة عادي في مصر بل كنت مراسلا لإذاعة وتلفزيون الكويت حيث كنت أقوم بإعداد وتقديم برنامج أدبي التقي فيه بالعديد من الأدباء والمفكرين في مصر مثل طه حسين ونجيب محفوظ ويوسف السباعي وانه لأمر مؤسف من أنني ابحث في مكتبة إذاعة الكويت عن تلك اللقاءات القيمة فتكون الصدمة أنها غير متوفرة فهناك من يقول إنها ضاعت وهناك من يقول سرقت إبان الاحتلال.
¼ وكيف كان لقاؤك بالأديب طه حسين؟
- عندما يتحدث الأديب طه حسين تشعر بأنك أمام عملاق وتشعر بأهمية قدرة الإنسان على العطاء وللأمانة فانه إنسان غير عادي بل هو إنسان خرافي وبالنسبة لي فإنني اعتقد بان المبصر الوحيد في القرن الماضي بين كل تلك الأحداث هو الأديب طه حسين وهاهو نزار قباني يقول عنه:
ارمي نظارتيك ما أنت أعمى
إنما نحن جوقة العميان
وعندما تقرأ لطه حسين حديث الأربعاء تشعر انك قد حصلت علي مادة أدبية تستطيع أن تتخرج بها من خمس جامعات وعندما تقرأ له الفتنة الكبرى عن عثمان وعلي وبنوه فانك تستوعب التاريخ الإسلامي والخلافات بين المسلمين في حقبة معينة وعندما تقرأ الأيام تكتشف خميرة الإنسان الذي سيصبح عبقريا بعد معاناة منذ الطفولة وكل كتاباته بما فيها دعاء الكروان الذي يحتوي على دراما بسيطة إلا أنها قريبة من الإنسان وبالنسبة لي في ذلك الوقت عندما أردت مقابلته كنت ارتعد خوفا إلا أن شعورا قويا كان يدفعني لذلك ورغم هذا كله فإنني لم أقابله إلا بعد معاناة طويلة خاصة انه قد وضع سياجا فأغريت فريد شحاته الذي كان يعمل مديرا لمكتبه وكانت المشكلة الأخرى مع سوزان فأحضرت لها عطر (كوكوشانيل) ثم بقيت مشـكلـة (الكلب عنتر) فأحضرت له لحما فذهبت لمقابلته في الفيلا التي كان يقيم بها والتقيت به وكنت أخطئ باللغة وكان يبتسم واذكر بأنني قلت له أنت لست بضم التاء فقال لي مبتسما كنت أظنها لست بفتح التاء وضحكنا معا.
¼ وماذا تتوقع ردة فعل العقاد بمثل هذا الموقف؟
- حتما سيشتمني ويطردني.
أعمال فنية في مصر
¼ وماذا عن الأعمال الفنية التي اشتركت بها في مصر؟
- اشتركت في مسرحية هاملت من إخراج سيد بدير وبطولة نور الشريف وكرم مطاوع وزيزي البدراوي وكان دوري هو حفار القبور ثم مثلت دورا في مسلسل (صابحه) حيث كان دوري هو شيخ الغفر وكان الفنان محمود المليجي يقوم بدور الباشا وأذكر انه عندما كان يناديني يا مكاوي كنت أقول له بكل هدوء (نعم يا سعادة البيه) فعلق الفنان عبد الوارث عسر وقال لي هذه لهجة ارستقراطية فعليك أن تقولها بطريقة مختلفة وكان المسلسل باللونين الأبيض والاسود ومن تمثيل زيزي البدراوي وعزت العلايلي وآخرين وبعد أربع سنوات قاموا بعمل أفلام يشترك بها مجموعة من الشباب العربي المقيم في القاهرة كي يتم اكتشاف مواهب مثل صباح ووردة الجزائرية فتجمعنا مجموعة من الشباب مثل احمد قاسم ونجم عبد الكريم وفهيم السعدي وآخرين وقدمنا فيلماً يحمل اسم (حبي في القاهرة) والذي كان فاشلا بكل المقاييس وقد غنى فيه الفنان احمد قاسم بعض الأغاني مثل عيباه وصدفة التقينا لكنه كان ناجحا في اليمن في عام 1964م كما كتبت مسرحية شعرية هي(مجنون ليلى) باللهجة المصرية وكانت ضمن الأنشطة الثقافية التي قمت بها هناك و بشكل عام كانت تجمعني علاقات وصداقات كثيرة مع الفنانين والأدباء والإعلاميين في مصر ولكن عندما ذهبت إلى مصر كعضو في لجنة تحكيم لمهرجان الإذاعة والتلفزيون مؤخرا حزنت كثيرا لان مصر التي اعرفها لم تعد كما كانت فالإنسان المصري كانت لديه قضية في السابق أما الآن فان الدولار هو سيد الأخلاق ولغة الناس اختلفت ولكن تبقى بعض الأمور الجميلة في مصر كأن ازور محمود أمين العالم وكذلك جابر عصفور ورجاء النقاش وسيد حجاب ونور وآخرين.
ويصمت قليلا الدكتور نجم عبدالكريم وكأنه يعيد ترتيب ذاكرته ثم قال بالنسبة لي فقد أرسلني الأديب الأستاذ احمد السقاف في بعثة للتمرس في التمثيل والإخراج وكانت معي نورية السداني التي درست الإخراج التلفزيوني وكذلك المخرج عبد العزيز المنصور وسلطان مبروك وآخرين.
تابع الموضوع ...