المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإعلامي نجم عبد الكريم لـ الوطن: لا أفكر في العيش بالكويت فإذا عدت لها أضمحل



yasmeen
12-30-2007, 08:14 AM
لست قومياً بل عروبي ولو رموني في قرية برازيلية لحفرت الأرض وأكلت لقمتي

http://www.alwatan.com.kw/Data/site1/News/Issues200712/lc56-123007.pc.jpg


أجرى الحوار فيصل العلي

الاعلامي الدكتور نجم عبد الكريم اول كويتي وخليجي درس السينما، دفع اثمانا كثيرة لامور لم يرتكبها -كما يقول- يقف على حدود العديد من القضايا الشائكة محليا وخليجياً وعربيا.

نفى في حواره مع «الوطن» ان يكون قوميا واكد عبد الكريم انه عروبي، وقال: ان الصحافة الكويتية نسخة مكررة مستغربا من كثرتها.

آراء عديدة طرحها، ملتزما عصاميته ومؤكدا عليها «لو رموني في قرية برازيلية لحفرت الارض واكلت لقمتي».
واشار الى ان عبد الكريم قاسم حكم عليه بالاعدام لأنه قلده في برنامج اذاعي سياسي كان يقدمه في اذاعة الكويت، وقال نجم عبد الكريم ان ديدان الديموقراطية تحاول وأد التجربية البرلمانية واضاف ان «الممارسة الدينية لا تؤدي الى وجود دولة متحضرة».

وعرج في لقائه الى قضية «البدون» التي اعتبرها تشوه سمعة الكويت، مبينا ان «البدون مظلومون» وقال: «في كل دول العالم الجنسية تتبع وزارة العدل الا في منطقتنا فإن تبعيتها للداخلية» واضاف د.نجم عبد الكريم: سيكون اعظم قرار لو تم تحويل ملف البدون لوزارة العدل بدلا من الداخلية.

وحمّل الكويتيين المسؤولية في وقوف بعض العرب ضدهم ابان الاحتلال وقال «هناك من شتمني لأنني كنت لا احب صدام حسين».
وفيما يخص المسرح الكويتي ذكر الدكتور نجم عبد الكريم انه دون المستوى حاليا، مبينا ان السينما العربية عامة بلا بصمة واشار الى ان الاغنية العربية بحالة انحطاط مدللا على ذلك بأغنية «باحبك يا حمار».

وقال د.نجم عبد الكريم ان الدول المتحضرة لا وجود لوزارة اعلام فيها داعيا في الوقت نفسه الى تنظيم الحركة الاعلامية.

واضاف: انه درس السينما في مصر واجرى حوارات مع المثقفين فيها وقال «طه حسين كان لطيفا وهو المبصر الوحيد في القرن العشرين»
محطات من حياة د.نجم عبد الكريم وآرائه ننقلها في الحوار التالي:

¼ ماذا عن الدور الذي قمت به عندما قام عبد الكريم قاسم بالمطالبة بالكويت؟

ارجو ألا تمنحني أكثر مما استحق. ولكن، دعني أقول شيئا فقد بدأت العمل الإذاعي مع صديقي الإذاعي حمد المؤمن رحمه الله في أواخر الخمسينات. ولما بدأ عبد الكريم قاسم باعتداءاته على الكويت كان لا بد لنا كمواطنين أن نعبر عن صدق مشاعرنا حيال هذا الأمر وكانت البرامج السياسية هي من أكثر البرامج وقوفا في وجه عبد الكريم قاسم، فكنت أقدم برنامجا اسمه (على كيفك) وهو من إخراج شريف العلمي وكانت مقدمة البرنامج عبارة عن قصيدة جميلة للشاعر منصور الخرقاوي يرحمه الله اذ يقول:

ساهموا فيها الإذاعة
خدمة الواجب شجاعة
هذا برنامج فكاهي
على كيفك واجتماعي
انت وانا فيه واعي
اسمعونا يا جماعة

وكانت فكرة البرنامج عبارة عن خمس شخصيات تنتمي لجنسيات عربية مختلفة هي: كويتي ومصري ولبناني وعراقي وسوداني. وكنت أقوم بالخمس شخصيات معا كل بلهجته وبصوته المختلف، كما كنت في هذا البرنامج احرص على المحبة والتكاتف بين الأخوة العرب، خاصة أن ذلك يتماشى مع المد والوهج القومي في تلك الفترة ولما جاءت عملية عبد الكريم قاسم والذي كان صوته ذا طبقة ضعيفة قمت بتقليده ولكن وللأمانة التاريخية فلم أكن أول من قام بتقليده إذ سبقني لذلك احد أفراد فرقة بو جسوم في برنامج عسكري فكاهي، أما أن يكون هناك تقليد له في برنامج سياسي ويومي فقد كنت أول من قام بذلك بعد أن أوكلت تلك المهمة لي وكانت فترة مهمة وحرجة لدرجة أننا كنا ننام في الإذاعة أحيانا لأننا كنا في حالة طوارئ.. وبالنسبة لي فقد كان ذلك واجبا علي القيام به وعلى اثر ذلك أن اصدر عبد الكريم قاسم علي حكما بالإعدام.

¼ وكم كان عمرك في ذلك الوقت؟
- كنت في بداية العشرينات وقتها كان حاكم الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح يرحمه الله وهو أبو الخير وأبو الدستور الذي آمن بالكويت فآمنت به الكويت.
¼ وماذا عن الدور الذي قمت به إبان الاحتلال العراقي للكويت في عام 1990م؟

- هنا.. كانت المسألة مختلفة فقد كنت في الفترة التي كانت بها النسوة يقمن بخلع الذهب والتبرع به لإيقاد طاحونة الحرب بين صدام وايران التي شنها على جيرانه كنت اكره صدام.

¼ على الرغم من انك قومي؟
- أنا عروبي ولست قوميا وهناك فرق كبير بين العروبة وبين صدام حسين فحزب البعث كان وباء على العروبة وكنت اردد دائما:

يا بعث يا سرطان يا ورم
سموك بعثا وانت الموت والعدم

وللأسف فان البعض في الكويت كان يفسر موقفي هذا لأنني أنتمي إلى مذهب معين إلى أن أرسل لي رئيس تحرير الصحيفة التي كنت اكتب بها وقال لي أنا لا استطيع أن أحميك ولا بد أن تعمل على إيضاح عروبتك فرفضت وقلت له (العن أبو صدام ولن أمدحه) وكنت صلبا في موقفي وكانت ردة الفعل أن هناك أكثر من محاولة جرت لإيذائي إلا أنني كنت صلبا في موقفي بل ان هناك بعض الشعراء الذين قاموا بشتمي وبهجائي كالشاعر الذي توفي وقال عني:

لست نجما ولست كريما
يا سليل الفرس يا لئيما

حيث انه كان يشتمني ويقول انني هكذا وهو يعلم بأنني عربي من أصول عراقية إلا أن هناك من رد على هـذا الـشاعـر بــقصيدة اسمها (الدهر يومان وهذا يومك الثاني) ومنها:

تنامى نورك السامي وتم
فصرت اسما وقد كنت المسمى
وخابت كي تراك عيون قوم
فكيف يراك من قد كان أعمى
له ثغران في صدر وعجز
يمارس فيهما حربا وسلما
وقفت حياله لم تبد أمرا
فإما أن تتممه وإما
وانت الحر لا تجنح لفاحشة
ولكن رآك مقيدا فرمى وأرمى
أعيذك أن تجيب نباح كلب
متى كان النباح يهز نجما
وأنا لابن ذات الألف زوج
مواكبة الشريف أبا واما
ألا فاحشر به قدما وسلها
أما كادت لفرط الضيق تدما
ومر على أذاه وقل سلاما
ودعه يعبئ الأوراق شتما

إلى أن يقول:
ويتسخ الهوى إذا احتواه
وتختنق المياه إذا استحم

ولم أكن في كرهي لصدام وحيدا بل كان هناك الكثير من الكويتيين الذين يناصروني ويؤيدوني في موقفي ذلك.

¼ وأين كنت وقت الاحتلال؟
- كنت قبيل الاحتلال قد سافرت إلى تونس وكنت قد سهرت عند (أبو أياد) وقد تركته في الساعة الثانية من صباح الخميس الثاني من أغسطس لعام 1990 فأيقظني من النوم في الفندق في الساعة السادسة صباحا فقال لي إن العراق احتل الكويت فاتجهت إلى السفارة الكويتية فورا فوجدت السفير والأخ عبد الله المسعود والملحق الإعلامي علي حسين فاقترحت عليهما أن نخرج في مظاهرة تندد بالاحتلال إلا أنهما قالا لي لا يمكن ذلك لان الموقف التونسي مختلف وغير مشجع وذهبت بنفسي إلى رئيس الوزراء التونسي آنذاك وبعد حوار معه أدركت انه لا فائدة فاتجهت إلى العاصمة البريطانية حيث بدأت العمل مع الكويتيين بالتحدث إلى وسائل الإعلام المختلفة كما شاركت بالكثير من المظاهرات المؤيدة للكويت ونالني ما نالني من الإيذاء في لندن وكله يهون من اجل الكويت.
¼ بماذا تفسر الموقف السلبي لبعض العرب من الاحتلال العراقي للكويت؟
- لا بد من ان أكون صريحا معك في هذه النقطة الحساسة فنحن الكويتيين سبب في ذلك، لان ما حدث لصدام حسين من تبجيل وتأليه من قبل الكويت إعلاما وشعرا وعلى أعلى المستويات بل إن إعلاميين كبار في الكويت كان كل منهم يضع «بشته» على دشداشته ويذهب الى بغداد كي يحج شطر المنطقة الخضراء قرب منزل صدام حسين وكانت الصحافة الكويتية تقرأ من تلفزيون بغداد لدرجة أن صدام حسين قال لصحافيين انتم أكثر اهتماما بنا من صحافتنا العراقية وهذا الاندفاع نحو صدام حسين مهما كانت المبررات فقد نتجت عنه بعض المصالح للبعض في الكويت فكم من تاجر كويتي حقق أرباحا مادية أثناء حرب صدام حسين مع إيران فهناك من يتاجر بالسلاح والسيارات واللحوم ومن جهة أخرى فان قرائح شعراء من الكويت تفتقت على صدام حسين وأنا لا أريد أن اذكر أسماء إلا أنني أريد أن أقول ان ما فعلناه لصدام حسين جعل ردة الفعل عنيفة وقال الكثير إن الكويتيين الذين وقفوا مع صدام وقفوا ضده الآن لأننا كنا نسير دون أن نضع لنا خط رجعة، ومن جهة أخرى فإنني لا أضع اللوم على جميع الفلسطينيين بما فعله الفريق الموالي لفريق صدام حسين منهم فانا اعرف الكثير من الفلسطينيين الشرفاء الذين ساعدوا الكويتيين في فترة الاحتلال بل إن بعضهم انضم إلى صفوف المقاومة الكويتية ومنهم علي الحسن اخو بلال الحسن كما كان لبعض المثقفين الموقف المشرف وبعد فترة من الاحتلال أجد أن في الصحافة الكويتية من يشتم الرنتيسي واحمد ياسين عندما يقتل!! لماذا؟ وأحمد ياسين هو مناضل كبير وبعض الصحافيين أعطى نفسه حجما اكبر من حجمه الطبيعي وأقول لهم أصلحوا ما بالداخل أولا كي تصلحوا ما بالخارج.
والزوايا الصحافية في الصحافة الكويتية هي زوايا سطحية و متشابهة القضايا مثل مشكلة المرور والمعاملات أي أنها كم بلا كيف وكثرة بلا جودة وعلينا أن نعرف حجمنا الحقيقي، والقومية العربية ليست مرتبطة بصدام حسين وقد كتبت اخيرا ردا على احدهم في صحيفة الشرق الأوسط حيث شتم أحدهم جمال عبد الناصر كما هاجم القومية.

ديدان الديموقراطية الكويتية

¼ وكيف تنظر إلى التجربة الديموقراطية في الكويت؟
- الديموقراطية شيء والممارسة السيئة باسم الديموقراطية شيء آخر.
وقد حزنت كثيرا عندما حضرت استجواب وزير النفط المستقيل الشيخ علي الجراح وكتبت مقالة وأرسلتها إلى رئيس التحرير أقول بها (تعسا لها من ديموقراطية) فاتصل بي وقال لي خفف وأنا لا ارفض الاستجواب من حيث المبدأ وعلى المستجوب أن يقدم أدلته بكل أدب إلا أن ما شهدته في مجلس الأمة يدل على أن في الكويت ديموقراطية أخرى لا يعلمها العالم وهنا أريد أن أوجه أصابع الاتهام لكل أولئك وأقول لهم انكم بأفعالكم تلك تريدون وأد التجربة الديموقراطية في الكويت أو أنهم يعطون دليلا سيئا على ممارستها فهل يعقل أن تتم مهاجمة بعض الرموز وبعض الشخصيات الوطنية في الكويت فعلى سبيل المثال تجد شخصا يهاجم شخصية بحجم الدكتور احمد الخطيب والدولة بأسرها تفتخر بان لديها شخص بحجمه فخلاف البيت الواحد لا بأس به فكيف يتطاول شخص على الخطيب وهو شخص شريف لم يتنازل عن مبادئه ومن يعمل على تشويه التجربة البرلمانية في الكويت اسميهم ديدان الديموقراطية، وقد قال لي احد المسؤولين ان البرلمان سبب تأخر تنمية البلد فهل تصدق أن الجامعة التي قامت الكويت ببنائها في اليمن أرقى من جامعة الكويت بنيانا ومنهاجا فمن يصدق أن جامعة الكويت كانت ثانوية في الخمسينيات والكليات متفرقة في مناطق عدة ومباني المسرح متهالكة والملاعب والمكتبات وغيرها من مؤسسات المجتمع.

أحزاب

¼ وهل تؤيد وجود أحزاب سياسية في الكويت؟
- أتمنى وجود الأحزاب في الكويت وهي موجودة ولكن بصورة غير رسمية وبمسميات مختلفة.
¼ وهل الأحزاب الدينية خطر على المجتمع؟
- عندما قامت الثورة الفرنسية جاءت بالكاثوليك والبروتوستانت والارثوذوكس وقالت لهم منذ آلاف السنين ونحن نتطاحن وبيننا شلالات من الدماء فاجلسوا في كنائسكم وعظوا الناس وانشروا المحبة بينهم ودعونا نبني ثم تمت دعوة المفكرين والمبدعين في مجالات عدة لكتابة الدستور الفرنسي الذي صنع منها دولة عظمى فالممارسة الدينية لا تؤدي إلى وجود دولة متحضرة فالبوذيون لم يقتل احدهم الآخر باستثناء الديانات السماوية التي يتقاتل أهلها باستمرار فالمسيح يقول الله هو المحبة وقال أحبوا أعداءكم،وعندما نجد أن هناك من يترك لحية ويقصر دشداشته ويظن انه وكيل الله في الأرض ويقوم بإصدار الأوامر كيف نلبس وكيف نأكل ويتدخل في الطريقة التي ندخل بها الحمام وغيرها من الأمور.
¼ وهل تؤيد تفكيك وزارة الإعلام؟
- معظم الدول المتحضرة ليس لديها وزارة إعلام لا أمريكا ولا بريطانيا ولا قطر التي لي مآخذ عليها وبها متناقضات عدة وإنني من دعاة تنظيم الحركة الإعلامية والثقافية على ضوء الأخطاء التي مورست في الماضي لان وزارة الإعلام تمثل الدولة وهي ليست بحاجة لها.
¼ وماذا عن مجال دراستك؟
- لقد درست في مصر فن الإخراج السينمائي في المعهد العالي للسينما إلا أنني لم اكتف بذلك إذ درست الفلسفة بكلية الآداب فعدت للكويت وأنا احمل شهادتين في اختصاصين مختلفين وأشرفت على قسم السينما فترة ثم قسم المنوعات وبعدها عزمت على إكمال دراساتي العليا فذهبت إلى جامعة يو إس سي في الولايات المتحدة الأمريكية لنيل درجة الماجستير في السينما والدكتوراه في الإعلام وكانت دراستي عن إنشاء «أكاديمية للإعلام في منطقة الخليج العربي» وقتها كنت أقول في تلك الرسالة ان المنطقة مقبلة على محطات تلفزيونية متعددة وكأن ذلك في أواخر السبعينات وكنت أقول بأنه لا بد من تدريب الكوادر للاستعداد لتلك المرحلة في الصحافة والإذاعة والتلفزيون بل إنني كنت أقول إن الكويت تتميز في ذلك الوقت بأنها البلد الأكثر قدرة على استيعاب تلك المرحلة بسبب الديموقراطية ومساحة الحرية ففي بعض دول الخليج لا يستطيع النحات أن يقوم بعمل تمثال وبالتالي فان الكويت مهيأة لإنشاء أكاديمية للفنون فيتخرج منها المبدعون ولكن وللأسف الشديد لما عدت للكويت حاولت وحاولت ومشيت في طرق عدة إلى أن حفيت قدماي إلا أنني وجدت الرفض لي وللدكتوراه التي احملها فالمعهد العالي للفنون المسرحية مثلا رفضني وقال إنني لا أصلح علما بأن من كان عميدا لهذا المعهد لم يكن يحمل شهادة الدكتوراه.
¼ وماذا عن أنشطتك عندما كنت طالبا في مصر؟
- لم أكن مجرد طالب بعثة عادي في مصر بل كنت مراسلا لإذاعة وتلفزيون الكويت حيث كنت أقوم بإعداد وتقديم برنامج أدبي التقي فيه بالعديد من الأدباء والمفكرين في مصر مثل طه حسين ونجيب محفوظ ويوسف السباعي وانه لأمر مؤسف من أنني ابحث في مكتبة إذاعة الكويت عن تلك اللقاءات القيمة فتكون الصدمة أنها غير متوفرة فهناك من يقول إنها ضاعت وهناك من يقول سرقت إبان الاحتلال.
¼ وكيف كان لقاؤك بالأديب طه حسين؟
- عندما يتحدث الأديب طه حسين تشعر بأنك أمام عملاق وتشعر بأهمية قدرة الإنسان على العطاء وللأمانة فانه إنسان غير عادي بل هو إنسان خرافي وبالنسبة لي فإنني اعتقد بان المبصر الوحيد في القرن الماضي بين كل تلك الأحداث هو الأديب طه حسين وهاهو نزار قباني يقول عنه:

ارمي نظارتيك ما أنت أعمى
إنما نحن جوقة العميان

وعندما تقرأ لطه حسين حديث الأربعاء تشعر انك قد حصلت علي مادة أدبية تستطيع أن تتخرج بها من خمس جامعات وعندما تقرأ له الفتنة الكبرى عن عثمان وعلي وبنوه فانك تستوعب التاريخ الإسلامي والخلافات بين المسلمين في حقبة معينة وعندما تقرأ الأيام تكتشف خميرة الإنسان الذي سيصبح عبقريا بعد معاناة منذ الطفولة وكل كتاباته بما فيها دعاء الكروان الذي يحتوي على دراما بسيطة إلا أنها قريبة من الإنسان وبالنسبة لي في ذلك الوقت عندما أردت مقابلته كنت ارتعد خوفا إلا أن شعورا قويا كان يدفعني لذلك ورغم هذا كله فإنني لم أقابله إلا بعد معاناة طويلة خاصة انه قد وضع سياجا فأغريت فريد شحاته الذي كان يعمل مديرا لمكتبه وكانت المشكلة الأخرى مع سوزان فأحضرت لها عطر (كوكوشانيل) ثم بقيت مشـكلـة (الكلب عنتر) فأحضرت له لحما فذهبت لمقابلته في الفيلا التي كان يقيم بها والتقيت به وكنت أخطئ باللغة وكان يبتسم واذكر بأنني قلت له أنت لست بضم التاء فقال لي مبتسما كنت أظنها لست بفتح التاء وضحكنا معا.
¼ وماذا تتوقع ردة فعل العقاد بمثل هذا الموقف؟
- حتما سيشتمني ويطردني.

أعمال فنية في مصر

¼ وماذا عن الأعمال الفنية التي اشتركت بها في مصر؟
- اشتركت في مسرحية هاملت من إخراج سيد بدير وبطولة نور الشريف وكرم مطاوع وزيزي البدراوي وكان دوري هو حفار القبور ثم مثلت دورا في مسلسل (صابحه) حيث كان دوري هو شيخ الغفر وكان الفنان محمود المليجي يقوم بدور الباشا وأذكر انه عندما كان يناديني يا مكاوي كنت أقول له بكل هدوء (نعم يا سعادة البيه) فعلق الفنان عبد الوارث عسر وقال لي هذه لهجة ارستقراطية فعليك أن تقولها بطريقة مختلفة وكان المسلسل باللونين الأبيض والاسود ومن تمثيل زيزي البدراوي وعزت العلايلي وآخرين وبعد أربع سنوات قاموا بعمل أفلام يشترك بها مجموعة من الشباب العربي المقيم في القاهرة كي يتم اكتشاف مواهب مثل صباح ووردة الجزائرية فتجمعنا مجموعة من الشباب مثل احمد قاسم ونجم عبد الكريم وفهيم السعدي وآخرين وقدمنا فيلماً يحمل اسم (حبي في القاهرة) والذي كان فاشلا بكل المقاييس وقد غنى فيه الفنان احمد قاسم بعض الأغاني مثل عيباه وصدفة التقينا لكنه كان ناجحا في اليمن في عام 1964م كما كتبت مسرحية شعرية هي(مجنون ليلى) باللهجة المصرية وكانت ضمن الأنشطة الثقافية التي قمت بها هناك و بشكل عام كانت تجمعني علاقات وصداقات كثيرة مع الفنانين والأدباء والإعلاميين في مصر ولكن عندما ذهبت إلى مصر كعضو في لجنة تحكيم لمهرجان الإذاعة والتلفزيون مؤخرا حزنت كثيرا لان مصر التي اعرفها لم تعد كما كانت فالإنسان المصري كانت لديه قضية في السابق أما الآن فان الدولار هو سيد الأخلاق ولغة الناس اختلفت ولكن تبقى بعض الأمور الجميلة في مصر كأن ازور محمود أمين العالم وكذلك جابر عصفور ورجاء النقاش وسيد حجاب ونور وآخرين.
ويصمت قليلا الدكتور نجم عبدالكريم وكأنه يعيد ترتيب ذاكرته ثم قال بالنسبة لي فقد أرسلني الأديب الأستاذ احمد السقاف في بعثة للتمرس في التمثيل والإخراج وكانت معي نورية السداني التي درست الإخراج التلفزيوني وكذلك المخرج عبد العزيز المنصور وسلطان مبروك وآخرين.

تابع الموضوع ...

yasmeen
12-30-2007, 08:16 AM
¼ وهل حضرت بعض حفلات أم كلثوم؟
- حضرت حفلات أم كلثوم على مدى عشر سنوات واذكر مرة أنني جلست في السطر السابع كرسي رقم 62 وكنت مندوبا للإذاعة والتلفزيون وكان سعر التذكرة سبعة جنيهات وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت.
¼ وكيف تنظر إلى السينما العربية؟
- لم اعد أتابع السينما بصورة دقيقة كما كنت في السابق إلا أن هناك بعض التجارب المتميزة للمخرج يوسف شاهين وان كانت لي ملاحظات على إنتاجه خاصة في عمله عن ابن رشد كما رأيت فيلم «يعقوبيان» وقد أعجبني إخراجه إلا أن ما قدمته السينما المصرية لا يمثل ما ينبغي أن تكون عليه خاصة أنها سينما قديمة إذ أن مصر هي ثاني دولة في العالم تصلها السينما حيث ان الأخوة لوميير اكتشفا صناعة السينما وكانت أول أفلامهما عن مصنع العمال وافطار الطفل في الصباح وبعدها بأشهر تم نقل الكاميرات السينمائية بحرا إلى الإسكندرية لتعرض بعض الأفلام ثم انتقلت إلى القاهرة كي تكون جزءا من المقاهي إلا انه وبعد قرن كامل كنت أتمنى أن تكون هناك بصمة مميزة للسينما المصرية ففي الدول الاسكندنافية يوجد سينمائي واحد متميز اسمه (انقمار بيتمير) وفي ايطاليا توجد أسماء عدة مثل (فليني او انتونيو او زفرليني) وفي انجلترا يوجد (الفرد هوتشوك) وفي الهند (رياديج)وآخرين وفي اليابان (اكيرا كير ساوا) بينما في السينما العربية لا يوجد اسم بمثل هذه القامات وكان المخرج صلاح أبو سيف يأتيني إلى لندن ونتحاور بحزن عن السينما المصرية وعن الحالة المزرية التي وصلت إليها وكان يقول لي هل تصدق أن سيناريو الأفلام بات يكتب داخل الاستوديو فكانت لدينا أفلام المقاولات التي تضم المع نجوم الفن.
¼ وكيف تنظر إلى الأغنية العربية؟
- لقد وصلت الأغنية العربية إلى الإسفاف تخيل أغنية احبك يا حمار.

القراءة زاد يومي

¼ عرفت كقارئ نهم فما اهمية القراءة بالنسبة لك؟
- إن من لا يقرأ إنما هو خارج التاريخ وبالنسبة لي فإنني احرص على أن أقرأ صباحا لمدة ثلاث ساعات وهي فترة مقدسة لي وها أنت ترى أمامي كتاب «هكذا تكلم زرادشت» وكتباً أخرى وعندما اقرأ حديث الأربعاء مرة أخرى أكتشف شيئا جديدا والقراءة بشكل عام أصبحت جزءا مهما في حياتي وأنا رجل إعلام معرض لأكون متحدثا أمام كاميرا أو ندوة فلا بد أن أكون جاهزا فأقرأ بشتى العلوم والآن إذا كان لدينا هزال وانحطاط في حركتنا الإعلامية والثقافية المعاصرة فان ذلك لان القائمين عليها لا يقرؤون كما أنني أحب أن اقرأ صباحا لأنها فترة يكون فيها الذهن صافيا والجسم مرتاحا بينما في المساء يتداعى ويضمحل التركيز وهناك من يبحث عن النوم عبر القراءة أو مشاهدة التلفزيون.
¼ متى وكيف يصبح الكتاب رغيف الإنسان الكويتي؟
- يكون ذلك عندما يدرك الإنسان العربي قيمة القراءة والكتابة ولنا في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة إذ كانت أول كلمة له في القرآن الكريم وهو أمي هي اقرأ وذلك دلالة على انه يستشعر ما حوله.
¼ وماذا عن قراءة الكتب عبر الانترنت؟
- وان كنت أفضل الكتاب إلا انه لا بأس من أن يلجأون الجيل الجديد إلى الانترنت لاكتساب المعرفة إلا أنني وجدت أن معظم الشباب يلجأون إلى الشتائم وإثارة النعرات الطائفية وهناك من يتستر وراء أسماء وهمية وآخرين بدون أخلاقيات بل إن هناك بعض النساء بتن يتاجرن بأجسادهن ويتحدثن بأسلوب فاضح وبلهجة خليجية وهذا جعلني أقول سلام الله على هذه الأمة إن لم ننقذها من هذا الوباء الذي استشرى بها.

الفضائيات

¼ وكيف تنظر إلى الفضائيات العربية؟
- اعتقد أن معظم الفضائيات العربية عبارة عن فراغات ملئت بتفاهات إلا ما ندر وأنا رجل مسلم أؤمن بالله وعندما أشاهد برنامجا علميا على قناة ديسكفري او ناشيونال جياجرافيك فان إيماني يزداد حينما أرى كيف خلق الله الكون في تلك القنوات وهذا الأمر يعمل على تعميق إيماني بصورة اكبر من أن يظهر لي رجل يضع على رأسه خرقة ما معتقدا أن لديه وكالة من السماء ويقول أمورا الكل يعرفها.
¼ وهل قامت القنوات الفضائية بالتقريب بين المشرق والمغرب العربي؟
- بل باعدت ما بيننا والبركة في قناة الجزيرة!!!

إثارة

¼ فن الحوار الحضاري مفقود في القنوات فالنخبة تحضر كي تصارخ وتشتم وتقاطع ما تعليقك؟
- من يتولى الندوات باتوا كحكام المصارعة فهم يعتقدون أن الضيف عندما لا يقدم كلمة نابية للضيف الآخر فإنهم قد فشلوا في مهمتهم ولذلك يقول المذيع يا جماعة يا جماعة وهنا يشعر هذا المذيع انه نجح في مهمته وأقول له بئس المهمة وتعس المهمة بينما ينبغي على القناة أن تأتي بنماذج تحتذى بها بالمفهوم العلمي والأدبي إلا أننا نرى مذيعا يسأل ليس كي يحصل على إجابة بل على إثارة والجزيرة هي أكثر من يقوم بذلك.
¼ وماذا عن الإذاعة الآن؟
- لم تعد الإذاعة تحظى بمستمعين كثر كما كان الأمر في السابق إذ سحب البساط من الراديو خاصة أن هناك تفاهات تقدم في الإذاعة بل إن المعدين يسرقون المعلومات من الكتب وأغان تافهة (بريتم) سريع ولا وجود للتخت الشرقي بل للأورج في الأغاني ولولا البرامج الإخبارية والسياسية لاختفى وهج الإذاعة.

من سيربح المليون

¼ ساهمت في وضع أسئلة برنامج من سيربح المليون فما انطباعك عن ثقافة الإنسان العربي البسيط؟
- إنها مأساة كبيرة عرفتها وأنا أتابع برنامج من سيربح المليون خاصة أنني شاركت في وضع الكثير من الأسئلة لهذا البرنامج واستنتجت أن الكثير لا يعرف شيئا وان الناس لم تعد تقرأ ولا تتابع.

لوم مناهج التعليم

¼ ومن المسؤول؟
- اللوم يقع على مناهج التعليم التي يجب أن تنسف من الجذور ويؤتى بمناهج جديدة ترتكز إلى العلوم المعاصرة الحديثة والى علم النفس والى الرؤيا إلا أن هناك إصراراً على تلك المناهج المترهلة.
¼ وماذا عن الإنسان العربي الذي هاجر إلى الغرب؟
- هناك أقسام عدة من العرب في الغرب فمن تربوا في أوطانهم وحصلوا على تعليم جيد إلا أنهم هاجروا لأنهم لم يحصلوا على كرامتهم في أوطانهم فوجدوها في الغرب سواء في الجامعات أو في عالم الاستثمار أو في المجتمع وقد قال علي بن أبي طالب (الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن) والفقر هنا لا يقصد به المال بل الكرامة ووطن الإنسان الحقيقي هو الذي يجد فيه كرامته وأدباء وعلماء العرب لا يجدون كرامتهم في أوطانهم فتجد أستاذا يحارب من قبل الآخرين لأنه من طائفة معينة وفي دول الخليج مثلا فنحن نسير في طريق لا يبشر بالخير فالبحبوحة التي نعيش بها لن تدوم فسعر برميل النفط وصل إلى 90 دولارا ولم نعمل على بناء الإنسان الخليجي بشكل جيد ولو نظرنا إلى تجربة (مهاتير) الذي قفز باقتصاد بلده بصورة كبيرة من لا شيء نجد مقابله أن أموالنا تذهب بعيدا عن بلادنا والشركات الاستثمارية تخسر كثيرا ونلاحظ أن الكثير من الشباب باتوا يدخلون بما يملكون للتجارة بالأسهم دون أن يعلموا شيئا عن طبيعة تلت التجارة بحثا عن الثراء السريع كما أننا أهملنا التعليم وأهملنا الثقافة وأهملنا العبادة مما أوجد لدينا أناساً متطرفين يعتقدون أنهم أوصياء الله على الأرض وأنهم مسؤولون عن معالجة اعوجاج الناس حتى وان أدى ذلك إلى دمارهم والى تفجيرهم ويرتدون مفخخة كي يفجروا المؤسسات وقتل الأبرياء وبعضهم يعيش في كهوف ويصدر أوامره وهي ليست أوامر خير بل هي: (اقتل فجر قنبل) في الوقت الذي كان يجب أن نكون فيه شعوب حضارية متطورة.

الصحافة نسخة متعددة

¼ وكف تنظر إلى الصحافة الكويتية؟
- الصحف الكويتية عبارة عن نسخة متعددة كما يقول المثل الانجليزي واني لفي عجب من أن القانون منح الحق لإصدار المزيد من الصحف اليومية فمدينة لوس انجلوس التي عدد سكانها سبع عشرة مليون نسمة بها خمس صحف فقط ومن يتابع فان أخبار صحافتنا عبارة عن استقبالات وتوديعات وأخبار لا تهم القارئ من أفراح وغيرها من المناسبات وهناك أفراح يحضرها كبار القوم والمسؤولون التي يتم نشرها بمساحات كبيرة بينما هناك أفراح للفقراء لا يحضرها احد وبشكل عام ليس لدينا صحيفة تمتاز بالموضوعية فلكل صحيفة أجندة معينة فهذه الصحيفة مع تيار معين فتهاجم البقية والثانية كذلك وهكذا كما لدينا حالة تخلف كبيرة في مجالات عدة مثل الرياضة والثقافة والموسيقى ورابطة الأدباء مثلا ليس لديها دور كبير في المجتمع الكويتي وفي السابق كنا أفضل حالا وإبداعا ففي الغناء لدينا شادي الخليج وعوض دوخي وفي المسرح حسين عبد الرضا وسعد الفرج وخالد النفيسي وفي الرياضة جاسم يعقوب وفيصل الدخيل وكان الشارع الكويتي نموذجاً وكانت الشجرة الكويتية نموذجاً وكان الإنسان الكويتي أكثر إبداعا.

لا أفكر بالعيش في الكويت

¼ لماذا لا تعود للعيش في الكويت؟
- ان الكويت وطني وبلدي وأعفر خدي على ترابها وعندما آتي إليها استقبل استقبالا دافئا من قبل الجميع وفي مقدمتهم حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله الذي أحب أن أقدم عبر الوطن شكري وعميق امتناني لسموه حفظه الله الذي حباني بأبوة وبعطف وبكلام اعجز عن وصفه ويكفي انه قال لي أنت صوت إعلامي كويتي نقدر ما قام به خارج الكويت إلا أنني لا أفكر بالعيش في الكويت حاليا لأني إن عدت إلى الكويت سوف اضمحل وأتقوقع وانصهر ضمن دائرة هي الديوانية حيث قال فلان كذا وقال فلان كذا ويضيع وقتي بينما وأنا في لندن اعمل بصورة أفضل لي ولبلدي إذ اكتب في مجلة المجلة وفي الشرق الأوسط وفي سيدتي وفي المرأة اليوم وتتم دعوتي سنويا إلى أكثر من عشرين مؤتمرا ومهرجانا والبلد الوحيد الذي لم يوجه لي دعوة هي الكويت فهل لك أن تتخيل أن الكويت تنظم مهرجانا سينمائيا وأنا أول كويتي وخليجي يدرس السينما كما أنني من مؤسسي نادي السينما ولا تتم دعوتي وعندما اسأل مسؤولا لماذا لا تتم دعوتي يقول لي يا أخي أنت كويتي و كأن الكويتي لا يحق له أن يحضر مؤتمراً في بلده من أموال الكويت!.

مذيع في ألمانيا

¼ وما قصة عملك مذيعا في ألمانيا؟
- إن اللغة الألمانية من اللغات الصعبة ولم أكن أجيدها إنما لدي القدرة على التقليد بشكل جيد،وفي أوائل الستينات قمت مع مجموعة من الشباب بالهجرة إلى ألمانيا بهدف تكوين الذات أنا و احمد درويش والخشتي والقطان والفنان صالح موسى وكل عمل في مجال مثل مصانع السيارات أو في مصانع الكترونية ولأني إعلامي ذهبت لألمانيا وكانت لديهم إذاعة باللغة العربية كان قد حكم علي عبد الكريم قاسم بالإعدام وقد تشاجرت مع بعض العراقيين فعاد احد الكويتيين إلى الكويت ونشر خبر انه تم اغتيالي فتم تشكيل لجنة برئاسة شريف العلمي للبحث عن جثتي ونعتني بعض الصحف وكتب عني بعض الصحفيين مثل حمد المؤمن وباقر خريبط ومحمد الإمام في أخبار الكويت ولما علمت بذلك عدت للكويت فورا وكل فرح بعودتي باستثناء شريف العلمي لأنه كان على وشك الذهاب لألمانيا للبحث عني وبعدها أرسلني الشاعر أحمد السقاف للدراسة في مصر، وفي ألمانيا سجلت بعض اللقاءات لإذاعة الكويت عن بعض الكويتيين الذين يعيشون في ألمانيا أو من يزورها في الستينات مثل علي الأنصاري وعبدالله زكريا الأنصاري وبعضهم كان يملك بعض المتاجر هناك.
¼ عرفت بخفة الدم فإلى أي مدى أنت محبوب؟
- مثلما يظن البعض أنني خفيف الظل فهناك من يرى أني ثقيل الظل وبالنسبة لي فعندما أكون في جلسة مليئة بالأصدقاء أحب أن انشر الفرفشة بعيدا عن الرسميات.

مسرحيات

¼ وماذا عن المسرحيات التي أخرجتها؟
- أخرجت العديد من المسرحيات أفضلها مسرحية بني صامت والعمل مع نجوم الكويت مثل حسين وسعد متعة والفنان سعد الفرج هو أكثر فنان كويتي يلتزم بتعليمات المخرج وان كانت لديه بعض التحفظات وهو فنان ملتزم بكل المقاييس.
¼ وكيف تنظر إلى المسرح الكويتي الآن؟
- لا أتابع المسرح الكويتي حاليا إلا أن عبد العزيز السريع قال لي إن هناك بعض المسرحيين الشباب الذين يبشرون بالخير وكنت أتمنى لو حدث تواصل مع إبداع الستينات والتسعينات ولم يبق من المبدعين إلا فؤاد الشطي وقد مر المسرح الكويتي بفترة تهريج وتقديم مسرح تجاري وأتمنى أن يعود المسرح الكويتي والثقافة الكويتية كما كانت في عصر الشيخ جابر العلي يرحمه الله الذي كانت بعصره في قمة الإبداع.

الأغنية الكويتية فقدت هويتها

¼ وماذا عن الأغنية الكويتية؟
- أنا من جيل عوض دوخي وشادي الخليج والآن يطربني نبيل شعيل والرويشد وقد استضفتهما في إذاعة لندن وكان لهما حضور فني متميز إلا أنني ألاحظ أن بعض صور الفنانين بها نوع من التميع والكلمات تافهة فشعر احمد العدواني وفايق عبد الجليل والحان الفنان احمد باقر والزنجباري وغيره لم تعد تسمع من الجيل الجديد حيث أن الأغنية الكويتية فقدت هويتها.
¼ وهل سحبت القنوات الفضائية الجمهور من المسرح؟
- بالطبع سحبت القنوات الفضائية الجمهور من الإذاعة والتلفزيون والمسرح والقراءة.
¼ وماذا عن ظاهرة المسرح التجاري؟
- بدأ المسرح التجاري مع مسرحية مدرسة المشاغبين هي كانت مسرحية جيدة اسمها (توسي ذا لايف) وهي تعالج التفرقة العنصرية مع مدرس اسود وطلبة بيض فسخروا منه إلا انه نجح في تطويعهم ليكونوا مثاليين فيحترمون إنسانيته ولونه الأسود إلا انه في مصر تم تغيير مسار المسرحية بين المؤلف علي سالم والمخرج جلال الشرقاوي وقام بتمثيلها نجوم مصر المعروفون حيث قاموا بتهريج المسرحية أي بتقديمها بأسلوب تهريج وبالمناسبة فإنني أطلق على علي سالم لقب (إلي سالم) نظرا لبعض توجهاته السياسية.

مسحت طائفتي

¼ أنت رجل عصامي بمعنى الكلمة أليس كذلك؟
- لم يقف معي سوى ربي كما وقف معي الدافع وكم هو صعب أن تولد في مجتمع يرفضك عرقا لأنك تنتمي للعراق فيقول لك يا عراقي يا ابن كذا ويرفضك طائفة لأنك تنتمي لطائفة معينة فيقولون كذا وكذا والإنسان لا يختار مثل هذه الأمور ثم وجدت نفسي أترعرع في فريج الصوابر والبلوش وكانت النظرة لنا غير عادلة من قبل فريج قبلة مثلا وتلك الأمور ليست عقدا إنما هي واقع وكنت أقول دائما لماذا هذا الخلل في المجتمع؟

فانطلقت في الحياة فمسحت طائفتي ولم تعد تهمني تلك الأمور ولو قبضوا علي ورموني في قرية برازيلية لحفرت الأرض وأكلت لقمتي بينما هناك أناس لو تركوا الكويت لما استطاعوا العيش وأنا اعمل في الخارج ومبلغ التقاعد خمسمائة دينار لا تكفي للعيش في لندن فأنا أعمل في أغلى دولة في العالم فالناس تترك أوطانها كي تعمل في الكويت وأنا اعمل خارج الكويت ولقد عانيت كثيرا في حياتي من أمور لم ارتكبها اجتماعيا وسياسيا وعندما يقوم احدهم بارتكاب عمل ما أجد نفسي ادفع الثمن سياسيا واجتماعيا وقد دفعت الثمن كثيرا بسبب بعض الأمور التي لم ارتكبها أي أنني دفعت ثمن قضايا كثيرة لم ارتكبها في حياتي، وباختصار شديد إن عملية عدم دخولي للكويت في فترة من الفترات بسبب مزاج شخصي لا علاقة له بتطبيق القانون كما أن العصامية الحقيقية هي أن يحترم الإنسان نفسه.

«البدون» مظلومون

¼ أحقا انك في فترة من الفترات منعت من دخول الكويت؟
- إذا أذنت لي أريد أن ألخص الموضوع بأن هناك خطأ ارتكبه آخرون وأقر به بعض كبار المسؤولين وقد ارتكب بحقي وأنا منه براء وسامحهم الله وقد قالوا عني كلاما كثيرا منه انه تم سحب جنسيتي وهذا غير صحيح إذ انني لا أجد من المسؤولين إلا كل احترام وقد التقيت بوكيل وزارة الداخلية وقال لي أنت مظلوم وهناك مخالفة دستورية في المادة رقم ثمانية وعشرين التي تمنع أن يمنع أي مواطن من دخول البلد وقد تم حل المشكلة وهنا أريد أن أوضح أن من يسيء استخدام سلطته يؤثر ذلك على البلد والمجتمع والآن لدينا فئة مظلومة بصورة كبيرة في المجتمع الكويتي وهي فئة البدون واني لأعجب من عدم حل المشكلة في الكويت ففي كل دول العالم قضية الجنسية تتبع وزارة العدل باستثناء منطقتنا فهي تتبع وزارة الداخلية فيكون التجنيس خاضعا لاعتبارات معينة لذا لا بد من تحويل قضية البدون لوزارة العدل وتكون هناك إدارة خاصة للبدون وكل شخص من هذه الفئة يسأل عن إمكاناته وإثباتاته وبعد التحقق منها فان كان يستحق الجنسية تعطى له ومن تثبت عدم مصداقية معلوماته يطرد خارج البلد أما الآن فان بها محسوبيات ومزايدات ونتج عن ذلك الكثير من التعديات الإنسانية والأخلاقية على فئة البدون فهناك من الشباب من لا يعمل ولا يتزوج واقسم بالله العظيم بأن أعظم قرار سوف يتخذ لو أحيلت قضية البدون إلى وزارة العدل بدلا من وزارة الداخلية لأن تلك القضية الإنسانية باتت تشوه سمعة الكويت وكم من مظلوم بسبب مسؤول يسيء استخدام سلطته في الكويت!!!.

¼ ألا تفكر بإصدار كتاب لك؟
- لـدي عـشـريـن مــسودة لعشرين كتابا مـنـها كـتـاب يـحـمل اسـم «حقيقة الكويت» إلا أن لدي حرصا شديدا في عملية تأليف كتاب.

تاريخ النشر: الاحد 30/12/2007

قمبيز
12-31-2007, 12:11 AM
يحترمونه لأنه يعيش خارج الكويت ولو كان في الكويت لكانت معاملته بدرجة اقل بكثير
استقلالية الانسان مهمة وهذا الامر هو الذي يجعل لنجم عبدالكريم قيمة عند اكبر القيادات

هاشم
01-01-2008, 01:49 PM
خليك بره الكويت احسن ، احنا نبي نقلدك ونطلع بره الكويت

شنو الناس اللي خارج الكويت مو عايشين مثلا ؟