سلسبيل
12-28-2007, 02:22 PM
من قلم : محمود دويكات
عرب تايمز
أكثر الله الحديث عن بني اسرائيل و بشكل ملفت للنظر .. بل وصل الامر بإخبارنا أنه (فضلتكم على العالمين) بقرة/47. في سابق زمانهم. و هو مشابه لقوله تعالي عن المسلمين (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)آل عمران/110 ، و الواضح أنه لا بد ان لكل تلك القصص عنهم سبب ما ، و السبب ليس صعبا لمن يقرأ كتاب الله و من ثم ينظر الى الواقع حوله فيقارن بين حال بني اسرائيل و المسلمون ، لنرى كيف تلاقى المسلمون ببني اسرائيل و سلكوا نفس مسالكهم المنيلة بستين نيلة ، و بالتالي حق عليهم ما حق على بني اسرائيل في تاريخهم:
1-الاشراك بالله
قوله عن بني اسرائيل (ٱتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُوۤاْ إِلَـٰهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ )توبة/31 . حيث اتخذ جماعة من بني اسرائيل نبي الله موسى واتباعه مشرعين من دون الله ، فكتبوا كتبا مثل التلمود و المشنا و غيرها تحكي سيرة موسى و اتباعه و اصبحت جزء من الدين عندهم ، و كذلك اتخذوا المسيح و بعض تلامذته و أتباعهم أربابا ، فوضعوا كلامهم في صف واحد مع كلام رب العالمين. ، في المقابل أمر الله المسلمين أن لا يقعوا بنفس الشيء، بقوله (وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِٱلْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ) آل عمران/80 ، إلا أنهم مباشرة جعلوا محمد (عليه السلام) واصحابه والتابعين أربابا مع (و حتى من دون) الله ، فألفوا عنعنات البخاري و روروات (من روى) ابن هشام و ابن اسحق الذي روى أن الله ارسل ملائكة نزعت المعصية و الكفر من جسد محمد و هو صغير، و اخترعوا العلم النووي المعروف بالناسخ و المنسوخ فنسخوا و أبطلوا كلام الله فرجموا الزاني المحصن مثلا و قتلوا من ارتد عن دينه ، و أحلوا دماء العالمين بهدف هدايتهم للدين.
2- نقض الميثاق مع الله
قوله لبني اسرائيل (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُّعْرِضُونَ)بقرة/83 ، في المقابل ماذا طلب الله من المسلمين ، قوله : (وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ وَٱلْجَارِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلجَنْبِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ) نساء/36 فماذا فعلوا؟
أشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا من كتب الحديث الظني و جعلوه قاضيا على كلام الله المثبت و المفصل. وأيضا فالمعروف أن من ملامح المسلم العصري هذه الايام هو إيذاء ذي القربى و المساكين و أكل مال اليتامى ، و طبعا لا فيه زكاة و لا ما يحزنون.
3- الكذب على الله
و هي ببساطة تأليف كلام مثل كلام العجائز ، و من ثم نسبته الى الله مباشرة ، يقول الله عن بني اسرائيل (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِٱلْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللًّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) آل عمران/78 ، في المقابل ماذا طلب الله من المسلمين؟ إقرا (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْمُجْرِمُونَ )يونس/17 – فماذا فعل المسلمون في المقابل؟ قاموا بتأليف حواديت و خرافات عجائز و نسبوها الى الله مباشرة (هكذا!!) فيما يسمونه أحاديث قدسية ، و من أشهرها حديث المعراج المزعوم و الذي من أولوياته وصف كيف كانت النساء معلقات من أثدائهن و كيف أن أكثر أهل جهنم هم من النساء .. الخ من احتقار للنساء و ترهيبهن و كأن الرجال على راسهم ريشة.
4- التحايل على الله
فبالاضافة لقصة السبت (أعراف/163 و نحل/124) فقد قال الله عن بني اسرائيل (خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ)بقرة/93 أي أنهم بدل أن يأخذوا ما آتاهم الله (التوراة) بقوة ، قالوا سمعنا و عصينا!!! لأنهم اشربوا في قلوبهم العجل الذي صنعه لهم السامري ، فهل فعل المسلمون نفس الشيء ؟ ربنا أمر المسلمين بـ( وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ آيَاتِ ٱللَّهِ هُزُواً )بقرة/231 ، طب!! كيف يارب يتخذ المسلمون أياتك هزوا ؟ الجواب (وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ )لقمان/6 ، تماما مثلما اشرب بنو اسرائيل العجل في قلوبهم ، فالمسلمون اشربوا صحيح البخاري و روايات السيوطي و غيره. بل الاوجع أنهم قالوا عن القرءان أنه حمال أوجه: يعني مثل الراجل أبو وجهين: كلمة بوديه شمال و كلمة بتوديه يمين!!
5- نبذ الرسالة الالهية
فعن بني اسرائيل يقول الله: (مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ) جمعة/5 ، و أيضا قوله عنهم (وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ وَٱشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) آل عمران/187 ، أي أن أهل الكتاب رموا الرسالة الالهية وراء ظهورهم و اشتروا بدالها كتب رخيصة من تلمود و كتب روايات و أشعار بابلية و غيرها ، في المقابل ماذا حذر الله المسلمين؟ إقرأ (وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً) فرقان/30 ، و قوله أيضا (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ)محمد/24 .. فماذا حصل؟ لقد نبذ المسلمون أيضا كتاب الله وراء ظهورهم ـ و قاموا يتدبرون كتب رخيصة من أمثال خرافات البخاري و الذي يستخف بعقول العالمين ، فيورد لك مثلا (باب الخيل معقود بنواصيها الخير ) و مباشرة بعديه (باب التشاؤم من الخيل) !!! و هذا يذكرني بمسرحية الفهلوي لسيد زيان عندما تحدث عن بعض أغاني عبد الحليم حافظ (أي دمعة حزن لا لا ) و من ثم (إبكي!) و أنا أقتبس: (الله!! إحنا حنعيط و إلا مش حنعيط!! ) و نفس الشيء أقول للبخاري (الله!! الخيل مصدر خير و إلا مش مصدر خير! )!!!
6- الاعتداء على الاخرين
قوله (لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ) مائدة/78. و المعروف أن بني اسرائيل كانت لهم مملكة مجاورة للفلسطينين الذين كانت لهم دولة في غزة (شوف! سبحان الله!! الكلام دا من قبل 3000 عام ) فكانوا يعتدون عليهم و ينهبوا مدنهم (زي ما هو الحال الان) . في المقابل الله أمر المسلمين بقوله (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ)بقرة/190 ، فماذا فعلوا؟ قاموا بالاعتداء على مئات الامم (ومازالوا) بحجة نشر الدين!
7- التزكية على الله
قوله (وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ وَٱلنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ ٱللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ)مائدة/18 ، في المقابل رب العالمين يأمر المسلمين بقوله (فَلاَ تُزَكُّوۤاْ أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰ) نجم/32 فماذا فعلوا؟ ألصقوا بإسم الصحابة مقولة (رضي الله عنه ) و طلعولنا بقصة العشرة المبشرين ، و التي لم تعجب الشيعة فألفوا قصة الائمة الاثني عشر (قال يعني أكثر) و المعروف أن أي اسم يختم بختم (رضي الله عنه) فإن الحديث الذي يروى (أو يفترى عليه) يصبح كأنه منزل من عند الله!! ـ و نحن نقول إن كان الله قد (رضي الله عنهم)، فلم عذبهم ( ومازال) في حروب دموية طاحنة بينهم استمرت دهورا و مازالت مستمرة الى الأن بين السنة و الشيعة.
8- التشاطر (والفهلوة) على الناس البسطاء (استغلال سذاجة الناس)
قوله عن بني اسرائيل (وَمِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي ٱلأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران/75 – يعني كانوا يستغلون الاميين و يكذبون على الله (في أمور الفلوس و غيره ) ، في المقابل ماذا أمر الله المسلمين ، قال (إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ ٱلأَمَانَاتِ إِلَىۤ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِٱلْعَدْلِ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) نساء/58 . فهل فعلا المسلمون يؤدون الامانات و يحكمون بالعدل؟ أم قاموا بإجبار كل من لم يكن مسلما بدفع الجزية داخل الدول؟ و كمثال على أبهي و أوضح صور العدل "الاسلامي" ما حصل في السعودية مؤخرا حيث اشتكت بنت كانت قد اغتصبت ، فحكم (العلماء!) هناك بجلدها.
9- مقولة (يهودي أو نصراني ) في مقابل مقولة (سني و شيعي)
قوله تعالى عن أهل الكتاب من بني اسرائيل (يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِيۤ إِبْرَاهِيمَ وَمَآ أُنزِلَتِ ٱلتَّورَاةُ وَٱلإنْجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ * ... * مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ) آل عمران/(65 ... 67) ، في المقابل ماذا أمر الله المسلمين؟ قوله (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِينَ)آل عمران/144 و قوله (وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَآمَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) محمد/2 ، فماذا حصل؟ هل أمنا بما أنزل على محمد؟ أم عطلنا كتاب الله في حياتنا و استبدلناه بمؤلفات جاءت بعد النبي الكريم بقرون! هل أصلح الله بالنا حقا؟ أم انخرط المسلمون من أولها (بعد وفاة الرسول بـ 25 سنة) في تجييش أنفسهم في معسكرين: أهل بيت النبي (الشيعة لاحقا) و جماعة الصحابة (أهل السنة و الجماعة لاحقا) ، ومعروف كيف كل جماعة ألفت و اخترعت الاحاديث في سبيل جعل أنفسهم هم الفرقة الناجية... نحن نقول ما كان محمد سنيا ولا شيعيا و لكن كان حنيفا مسلما.
10- أكذوبة عدم الخلود في النار
قوله (ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ)آل عمران/24 . طبعاً ، فهم مثل الذي كذب الكذبة و صدقها ، فمن أين جاءوا بمثل هذا الهراء؟ جاءوا به من المؤلفات التي افتريت على موسى عليه السلام من تلمود و غيرها. في المقابل ماذا قال الله للمسلمين ، إقرأ (بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـۤئَتُهُ فَأُوْلَـۤئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) بقرة/81. فهل صدقنا هذا الخطاب من الله؟ أم هل نبذنا الكتاب وراء ظهورنا و صدقنا بداله الاكاذيب التي و عدت المسلمين غرورا بشفاعة النبي يوم القيامة الذي سوف ينقذ الامة وقتها. كيف!! و الله نفسه يخبرنا أن محمد بذاته و بطوله و طنطوره لا يدري ماذا يفعل به (قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَآ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ)أحقاف/9.
11- الانشغال بالتوافه عن الجوهر
و خير مثال على ذلك هي قصة البقرة في سورة البقرة (67-75) و التي كانت أمرا واضحا بذبح بقرة ، فانشغلوا عن الجوهر و بدأوا يخوضون في توافه الامور الى أن قست قلوبهم بعد ذلك ، في المقابل ماذا طلب الله من المسلمين؟ إقرأ ( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا ٱللَّهُ عَنْهَا وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) مائدة/101، فماذا فعلوا؟ ألفوا لنا الكتب في الامور التافهة التي لا تنفعنا بشيء ، فبعض المسملين ما زال يعتقد بضرورة تفصيل كل شيء وفرض التفاصيل على الناس كجزء من الدين، فلا عجب أن تسمع بكتاب يعطيك "أحكام الغسل!!" و كأن الواحد عايز كتالوج علشان يستحم ، و إذا قارنا وضع المسلمين الان فتراهم دائما منشغلين بأتفه الاشياء معرضين عن الفكرة الاساس . فالمتابع لأهم فتاوى المسلمين يلحظ أنهم مهتمون برضاع الكبير! و هل يجوز التبرك ببول النبي ! و كأنه النبي أصلا موجود بيننا!!! بل يذهبون الى تتفيه و تسخيف الدين بإرهاقه بتفاصيل التفاصيل التي لا تضر ولا تنفع.
12- استخفافهم بمن يأتي ليصلحهم و يرشدهم
و هذه فعلا غريبة و قد نبهني لها صديق لي ، فالله قال عن بني اسرائيل كيف ردوا على موسى (قَالُوۤاْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ )أعراف/129- لاحظ معي قولهم (أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا) يعني كانهم عاوزين يقولوا لموسى : يعنى انت يا موسى وجودك و عدمه واحد!! ، مش راح تنفعنا بحاجة ، فقال لهم موسى : طيب! لما يستخلفكم ربكم في الارض نبقى انشوف حتعملوا إيه . بالمقابل الله ماذا يطلب من المسلمين ؟ إقرأ (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)رعد/11 .. يعني يا ناس إذا عاوزين حالكم يتغير ، فيجب أن تغيير عقليتكم و نفسيتكم. فماذا فعل المسلمون ؟ الجواب من عند الله (إِنَّا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ)زخرف/22.
والان و بعد كل هذا التشابه في المسلكيات و طرق التفكير في التحايل على الله ، ماذا كان حصيلة ما أوقعه الله ببني اسرائيل بسبب كفرهم و افترائهم الكذب على الله، لقد قطعهم الله في الارض أمما (وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً)أعراف/168 وبالمقابل فبفضل نبذ المسلمين للكتاب الله وراء ظهورهم ، قطعهم الله أيضا الى عشرات الامم و الدويلات حتى أن منها ما حجمها أصغر من عورة نملة (على رأي أحمد مطر). هل كان ذلك كل شيء؟ كلا!
يقول الله (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلْمَسْكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّينَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ ذٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ) بقرة/61 ... و في المقابل بالله عليكم كيف هي حال العرب و المسلمين الان في العالم؟ ألسنا في ذلة و مسكنة ؟
اللهم رد المسلمين الى قرءانك ردا جميلا حسنا ... و آسف لطول المقال
عرب تايمز
أكثر الله الحديث عن بني اسرائيل و بشكل ملفت للنظر .. بل وصل الامر بإخبارنا أنه (فضلتكم على العالمين) بقرة/47. في سابق زمانهم. و هو مشابه لقوله تعالي عن المسلمين (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)آل عمران/110 ، و الواضح أنه لا بد ان لكل تلك القصص عنهم سبب ما ، و السبب ليس صعبا لمن يقرأ كتاب الله و من ثم ينظر الى الواقع حوله فيقارن بين حال بني اسرائيل و المسلمون ، لنرى كيف تلاقى المسلمون ببني اسرائيل و سلكوا نفس مسالكهم المنيلة بستين نيلة ، و بالتالي حق عليهم ما حق على بني اسرائيل في تاريخهم:
1-الاشراك بالله
قوله عن بني اسرائيل (ٱتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُوۤاْ إِلَـٰهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ )توبة/31 . حيث اتخذ جماعة من بني اسرائيل نبي الله موسى واتباعه مشرعين من دون الله ، فكتبوا كتبا مثل التلمود و المشنا و غيرها تحكي سيرة موسى و اتباعه و اصبحت جزء من الدين عندهم ، و كذلك اتخذوا المسيح و بعض تلامذته و أتباعهم أربابا ، فوضعوا كلامهم في صف واحد مع كلام رب العالمين. ، في المقابل أمر الله المسلمين أن لا يقعوا بنفس الشيء، بقوله (وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِٱلْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ) آل عمران/80 ، إلا أنهم مباشرة جعلوا محمد (عليه السلام) واصحابه والتابعين أربابا مع (و حتى من دون) الله ، فألفوا عنعنات البخاري و روروات (من روى) ابن هشام و ابن اسحق الذي روى أن الله ارسل ملائكة نزعت المعصية و الكفر من جسد محمد و هو صغير، و اخترعوا العلم النووي المعروف بالناسخ و المنسوخ فنسخوا و أبطلوا كلام الله فرجموا الزاني المحصن مثلا و قتلوا من ارتد عن دينه ، و أحلوا دماء العالمين بهدف هدايتهم للدين.
2- نقض الميثاق مع الله
قوله لبني اسرائيل (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُّعْرِضُونَ)بقرة/83 ، في المقابل ماذا طلب الله من المسلمين ، قوله : (وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ وَٱلْجَارِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلجَنْبِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ) نساء/36 فماذا فعلوا؟
أشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا من كتب الحديث الظني و جعلوه قاضيا على كلام الله المثبت و المفصل. وأيضا فالمعروف أن من ملامح المسلم العصري هذه الايام هو إيذاء ذي القربى و المساكين و أكل مال اليتامى ، و طبعا لا فيه زكاة و لا ما يحزنون.
3- الكذب على الله
و هي ببساطة تأليف كلام مثل كلام العجائز ، و من ثم نسبته الى الله مباشرة ، يقول الله عن بني اسرائيل (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِٱلْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللًّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) آل عمران/78 ، في المقابل ماذا طلب الله من المسلمين؟ إقرا (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْمُجْرِمُونَ )يونس/17 – فماذا فعل المسلمون في المقابل؟ قاموا بتأليف حواديت و خرافات عجائز و نسبوها الى الله مباشرة (هكذا!!) فيما يسمونه أحاديث قدسية ، و من أشهرها حديث المعراج المزعوم و الذي من أولوياته وصف كيف كانت النساء معلقات من أثدائهن و كيف أن أكثر أهل جهنم هم من النساء .. الخ من احتقار للنساء و ترهيبهن و كأن الرجال على راسهم ريشة.
4- التحايل على الله
فبالاضافة لقصة السبت (أعراف/163 و نحل/124) فقد قال الله عن بني اسرائيل (خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ)بقرة/93 أي أنهم بدل أن يأخذوا ما آتاهم الله (التوراة) بقوة ، قالوا سمعنا و عصينا!!! لأنهم اشربوا في قلوبهم العجل الذي صنعه لهم السامري ، فهل فعل المسلمون نفس الشيء ؟ ربنا أمر المسلمين بـ( وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ آيَاتِ ٱللَّهِ هُزُواً )بقرة/231 ، طب!! كيف يارب يتخذ المسلمون أياتك هزوا ؟ الجواب (وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ )لقمان/6 ، تماما مثلما اشرب بنو اسرائيل العجل في قلوبهم ، فالمسلمون اشربوا صحيح البخاري و روايات السيوطي و غيره. بل الاوجع أنهم قالوا عن القرءان أنه حمال أوجه: يعني مثل الراجل أبو وجهين: كلمة بوديه شمال و كلمة بتوديه يمين!!
5- نبذ الرسالة الالهية
فعن بني اسرائيل يقول الله: (مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ) جمعة/5 ، و أيضا قوله عنهم (وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ وَٱشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) آل عمران/187 ، أي أن أهل الكتاب رموا الرسالة الالهية وراء ظهورهم و اشتروا بدالها كتب رخيصة من تلمود و كتب روايات و أشعار بابلية و غيرها ، في المقابل ماذا حذر الله المسلمين؟ إقرأ (وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً) فرقان/30 ، و قوله أيضا (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ)محمد/24 .. فماذا حصل؟ لقد نبذ المسلمون أيضا كتاب الله وراء ظهورهم ـ و قاموا يتدبرون كتب رخيصة من أمثال خرافات البخاري و الذي يستخف بعقول العالمين ، فيورد لك مثلا (باب الخيل معقود بنواصيها الخير ) و مباشرة بعديه (باب التشاؤم من الخيل) !!! و هذا يذكرني بمسرحية الفهلوي لسيد زيان عندما تحدث عن بعض أغاني عبد الحليم حافظ (أي دمعة حزن لا لا ) و من ثم (إبكي!) و أنا أقتبس: (الله!! إحنا حنعيط و إلا مش حنعيط!! ) و نفس الشيء أقول للبخاري (الله!! الخيل مصدر خير و إلا مش مصدر خير! )!!!
6- الاعتداء على الاخرين
قوله (لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ) مائدة/78. و المعروف أن بني اسرائيل كانت لهم مملكة مجاورة للفلسطينين الذين كانت لهم دولة في غزة (شوف! سبحان الله!! الكلام دا من قبل 3000 عام ) فكانوا يعتدون عليهم و ينهبوا مدنهم (زي ما هو الحال الان) . في المقابل الله أمر المسلمين بقوله (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ)بقرة/190 ، فماذا فعلوا؟ قاموا بالاعتداء على مئات الامم (ومازالوا) بحجة نشر الدين!
7- التزكية على الله
قوله (وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ وَٱلنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ ٱللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ)مائدة/18 ، في المقابل رب العالمين يأمر المسلمين بقوله (فَلاَ تُزَكُّوۤاْ أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰ) نجم/32 فماذا فعلوا؟ ألصقوا بإسم الصحابة مقولة (رضي الله عنه ) و طلعولنا بقصة العشرة المبشرين ، و التي لم تعجب الشيعة فألفوا قصة الائمة الاثني عشر (قال يعني أكثر) و المعروف أن أي اسم يختم بختم (رضي الله عنه) فإن الحديث الذي يروى (أو يفترى عليه) يصبح كأنه منزل من عند الله!! ـ و نحن نقول إن كان الله قد (رضي الله عنهم)، فلم عذبهم ( ومازال) في حروب دموية طاحنة بينهم استمرت دهورا و مازالت مستمرة الى الأن بين السنة و الشيعة.
8- التشاطر (والفهلوة) على الناس البسطاء (استغلال سذاجة الناس)
قوله عن بني اسرائيل (وَمِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي ٱلأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران/75 – يعني كانوا يستغلون الاميين و يكذبون على الله (في أمور الفلوس و غيره ) ، في المقابل ماذا أمر الله المسلمين ، قال (إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ ٱلأَمَانَاتِ إِلَىۤ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِٱلْعَدْلِ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) نساء/58 . فهل فعلا المسلمون يؤدون الامانات و يحكمون بالعدل؟ أم قاموا بإجبار كل من لم يكن مسلما بدفع الجزية داخل الدول؟ و كمثال على أبهي و أوضح صور العدل "الاسلامي" ما حصل في السعودية مؤخرا حيث اشتكت بنت كانت قد اغتصبت ، فحكم (العلماء!) هناك بجلدها.
9- مقولة (يهودي أو نصراني ) في مقابل مقولة (سني و شيعي)
قوله تعالى عن أهل الكتاب من بني اسرائيل (يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِيۤ إِبْرَاهِيمَ وَمَآ أُنزِلَتِ ٱلتَّورَاةُ وَٱلإنْجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ * ... * مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ) آل عمران/(65 ... 67) ، في المقابل ماذا أمر الله المسلمين؟ قوله (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِينَ)آل عمران/144 و قوله (وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَآمَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) محمد/2 ، فماذا حصل؟ هل أمنا بما أنزل على محمد؟ أم عطلنا كتاب الله في حياتنا و استبدلناه بمؤلفات جاءت بعد النبي الكريم بقرون! هل أصلح الله بالنا حقا؟ أم انخرط المسلمون من أولها (بعد وفاة الرسول بـ 25 سنة) في تجييش أنفسهم في معسكرين: أهل بيت النبي (الشيعة لاحقا) و جماعة الصحابة (أهل السنة و الجماعة لاحقا) ، ومعروف كيف كل جماعة ألفت و اخترعت الاحاديث في سبيل جعل أنفسهم هم الفرقة الناجية... نحن نقول ما كان محمد سنيا ولا شيعيا و لكن كان حنيفا مسلما.
10- أكذوبة عدم الخلود في النار
قوله (ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ)آل عمران/24 . طبعاً ، فهم مثل الذي كذب الكذبة و صدقها ، فمن أين جاءوا بمثل هذا الهراء؟ جاءوا به من المؤلفات التي افتريت على موسى عليه السلام من تلمود و غيرها. في المقابل ماذا قال الله للمسلمين ، إقرأ (بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـۤئَتُهُ فَأُوْلَـۤئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) بقرة/81. فهل صدقنا هذا الخطاب من الله؟ أم هل نبذنا الكتاب وراء ظهورنا و صدقنا بداله الاكاذيب التي و عدت المسلمين غرورا بشفاعة النبي يوم القيامة الذي سوف ينقذ الامة وقتها. كيف!! و الله نفسه يخبرنا أن محمد بذاته و بطوله و طنطوره لا يدري ماذا يفعل به (قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَآ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ)أحقاف/9.
11- الانشغال بالتوافه عن الجوهر
و خير مثال على ذلك هي قصة البقرة في سورة البقرة (67-75) و التي كانت أمرا واضحا بذبح بقرة ، فانشغلوا عن الجوهر و بدأوا يخوضون في توافه الامور الى أن قست قلوبهم بعد ذلك ، في المقابل ماذا طلب الله من المسلمين؟ إقرأ ( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا ٱللَّهُ عَنْهَا وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) مائدة/101، فماذا فعلوا؟ ألفوا لنا الكتب في الامور التافهة التي لا تنفعنا بشيء ، فبعض المسملين ما زال يعتقد بضرورة تفصيل كل شيء وفرض التفاصيل على الناس كجزء من الدين، فلا عجب أن تسمع بكتاب يعطيك "أحكام الغسل!!" و كأن الواحد عايز كتالوج علشان يستحم ، و إذا قارنا وضع المسلمين الان فتراهم دائما منشغلين بأتفه الاشياء معرضين عن الفكرة الاساس . فالمتابع لأهم فتاوى المسلمين يلحظ أنهم مهتمون برضاع الكبير! و هل يجوز التبرك ببول النبي ! و كأنه النبي أصلا موجود بيننا!!! بل يذهبون الى تتفيه و تسخيف الدين بإرهاقه بتفاصيل التفاصيل التي لا تضر ولا تنفع.
12- استخفافهم بمن يأتي ليصلحهم و يرشدهم
و هذه فعلا غريبة و قد نبهني لها صديق لي ، فالله قال عن بني اسرائيل كيف ردوا على موسى (قَالُوۤاْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ )أعراف/129- لاحظ معي قولهم (أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا) يعني كانهم عاوزين يقولوا لموسى : يعنى انت يا موسى وجودك و عدمه واحد!! ، مش راح تنفعنا بحاجة ، فقال لهم موسى : طيب! لما يستخلفكم ربكم في الارض نبقى انشوف حتعملوا إيه . بالمقابل الله ماذا يطلب من المسلمين ؟ إقرأ (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)رعد/11 .. يعني يا ناس إذا عاوزين حالكم يتغير ، فيجب أن تغيير عقليتكم و نفسيتكم. فماذا فعل المسلمون ؟ الجواب من عند الله (إِنَّا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ)زخرف/22.
والان و بعد كل هذا التشابه في المسلكيات و طرق التفكير في التحايل على الله ، ماذا كان حصيلة ما أوقعه الله ببني اسرائيل بسبب كفرهم و افترائهم الكذب على الله، لقد قطعهم الله في الارض أمما (وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً)أعراف/168 وبالمقابل فبفضل نبذ المسلمين للكتاب الله وراء ظهورهم ، قطعهم الله أيضا الى عشرات الامم و الدويلات حتى أن منها ما حجمها أصغر من عورة نملة (على رأي أحمد مطر). هل كان ذلك كل شيء؟ كلا!
يقول الله (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلْمَسْكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّينَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ ذٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ) بقرة/61 ... و في المقابل بالله عليكم كيف هي حال العرب و المسلمين الان في العالم؟ ألسنا في ذلة و مسكنة ؟
اللهم رد المسلمين الى قرءانك ردا جميلا حسنا ... و آسف لطول المقال