زوربا
12-27-2007, 08:23 AM
كتب:د.عصام عبداللطيف الفليج
ذكرت في مقال سابق ان الشيعة اكثر محبة وولاء لآل البيت، وزعل مني كثير من الاصدقاء والاحباب السنة لاتهامهم بالتقصير وان آل البيت محبتهم فرض للجميع سنة وشيعة، ومع الحوار اكتشفوا كم هم مقصرون في ذلك، فالمحبة والولاء ليسا كلاما بل هما افعال.
واكدت في مقال بعده ان الشيعة اكثر احتراما وتقديرا لعلمائهم مهما اختلفوا معهم، واستشهدت بذلك عدم قبول معظم شيعة الكويت للسيد المهري ممثلا عنهم، لكنهم ملتزمون بقراراته السياسية وآرائه الفقهية كونه وكيل المراجع، بعكس السنة في مختلف العالم الاسلامي الذين لا يقدرون العلماء واحيانا يضطهدونهم ويعتقلونهم ويعذبونهم، اما في الاماكن الآمنة فهم مثال سخرية وعدم تقدير ولا يعرفونهم الا في النكبات والحاجات.
واضيف اليوم ميزة جديدة للشيعة تؤكد قوة تماسكهم الذي يمكنهم من قيادة قوية للعالم الاسلامي، فهم مهما اختلفوا في المشارب والاصول والمراجع الا ان ولاءهم للدين مقدم على أي ولاء آخر، فالأعجمي والعربي.. والحضري والاعرابي.. والليبرالي والعلماني والمستقل والاسلامي.. كلهم ولاؤهم للدين، فالاعرابي يعود للدين وليس للقبيلة، والحضري يعود للدين وليس للعائلة، والليبرالي يعود للدين وليس للفكر.. وهكذا تستقوي عرى الاسلام، وهكذا كان الاولون سنة وشيعة، تجد الخليفة يرابي ولكنه ينصر الدين، وتجد الوالي يدعو بخلق القرآن ولكن ينتصر للدين، وتجد الأمير يحتسي الخمر ولكن ينتصر للدين، فالمعصية احتكرها على نفسه، ونشر الخير للمسلمين، اغلق عليه بابه وفعل ما فعل.. ولكن الفتوحات انتشرت في عهده، والتاريخ مليء بالاستشهادات.
اما في هذا العصر فالأمر قد اختلف، فتجد الاسلاميين والمستقلين والليبراليين والقبائل السنة تختلف اصواتها وتتعامل بالشراء وانتهاك القوانين، في حين ان الشيعة يتحدون مهما اختلفت افكارهم.
وتجد الكتاب الليبراليين والعلمانيين سنة وشيعة يهاجمون الاسلاميين والعمل الخيري السني فقط ولا تجد ليبراليا شيعيا واحدا ينتقد العمل الخيري الشيعي مهما كانت مثالبه، وتعمل وزارة الشؤون بقياداتها السنية من اصغر رأس لأعلاه على التضييق على العمل الخيري السني ولا تتجرأ ان تنتقد أي عمل شيعي، ويجري الامر على وزارة الخارجية والصحافة وحتى بيت التمويل الكويتي، ولا يجرؤ احد على التضييق على العمل الخيري الشيعي، وتجد الكاتب الليبرالي الشيعي ينتقد أي عمل اسلامي سني مهما صح عمله، ولا يقترب من أي عمل شيعي مع خطأ عمله!
ولعمري.. فإن هذه هي القوة التي يريدها الاسلام.. قوة نصر الدين والعقيدة، وليس قوة نصر الفكر القاضي ونصرة الحبيب ونصرة الهوى والجنس والمال والسلطة، وعلى الجميع ان يعتبروا من هذه القوة، وبالاخص ليبراليو وعلمانيو السنة في العالم الاسلامي اجمع.. عليهم ان يقتدوا بقرنائهم من ليبراليي وعلمانيي الشيعة المناصرين لدينهم وعقيدتهم علي الرغم من تناقض ذلك مع فكرهم لأن الدين اهم.
لقد آن الاوان لأن يصبح الدين هو القوة.. مهما اختلفت الافكار والمشارب والمصالح فليبق الدين هو القوة، ولنا في اليهود عبرة فعلى الرغم من صهيونيتهم حولوها يهودية ليلتف اليهود حولهم، ويكفينا دعوة احد زعماء الغرب بمقولته المشهورة في القرن الواحد والعشرين »انها حرب صليبية«!!
***
يجب ان افتح نوافذ بيتي.. لكي تهب عليها رياح جميع الثقافات، بشرط.. ألا تقتلعني من جذوري.. »غاندي«
تاريخ النشر: الخميس 27/12/2007
ذكرت في مقال سابق ان الشيعة اكثر محبة وولاء لآل البيت، وزعل مني كثير من الاصدقاء والاحباب السنة لاتهامهم بالتقصير وان آل البيت محبتهم فرض للجميع سنة وشيعة، ومع الحوار اكتشفوا كم هم مقصرون في ذلك، فالمحبة والولاء ليسا كلاما بل هما افعال.
واكدت في مقال بعده ان الشيعة اكثر احتراما وتقديرا لعلمائهم مهما اختلفوا معهم، واستشهدت بذلك عدم قبول معظم شيعة الكويت للسيد المهري ممثلا عنهم، لكنهم ملتزمون بقراراته السياسية وآرائه الفقهية كونه وكيل المراجع، بعكس السنة في مختلف العالم الاسلامي الذين لا يقدرون العلماء واحيانا يضطهدونهم ويعتقلونهم ويعذبونهم، اما في الاماكن الآمنة فهم مثال سخرية وعدم تقدير ولا يعرفونهم الا في النكبات والحاجات.
واضيف اليوم ميزة جديدة للشيعة تؤكد قوة تماسكهم الذي يمكنهم من قيادة قوية للعالم الاسلامي، فهم مهما اختلفوا في المشارب والاصول والمراجع الا ان ولاءهم للدين مقدم على أي ولاء آخر، فالأعجمي والعربي.. والحضري والاعرابي.. والليبرالي والعلماني والمستقل والاسلامي.. كلهم ولاؤهم للدين، فالاعرابي يعود للدين وليس للقبيلة، والحضري يعود للدين وليس للعائلة، والليبرالي يعود للدين وليس للفكر.. وهكذا تستقوي عرى الاسلام، وهكذا كان الاولون سنة وشيعة، تجد الخليفة يرابي ولكنه ينصر الدين، وتجد الوالي يدعو بخلق القرآن ولكن ينتصر للدين، وتجد الأمير يحتسي الخمر ولكن ينتصر للدين، فالمعصية احتكرها على نفسه، ونشر الخير للمسلمين، اغلق عليه بابه وفعل ما فعل.. ولكن الفتوحات انتشرت في عهده، والتاريخ مليء بالاستشهادات.
اما في هذا العصر فالأمر قد اختلف، فتجد الاسلاميين والمستقلين والليبراليين والقبائل السنة تختلف اصواتها وتتعامل بالشراء وانتهاك القوانين، في حين ان الشيعة يتحدون مهما اختلفت افكارهم.
وتجد الكتاب الليبراليين والعلمانيين سنة وشيعة يهاجمون الاسلاميين والعمل الخيري السني فقط ولا تجد ليبراليا شيعيا واحدا ينتقد العمل الخيري الشيعي مهما كانت مثالبه، وتعمل وزارة الشؤون بقياداتها السنية من اصغر رأس لأعلاه على التضييق على العمل الخيري السني ولا تتجرأ ان تنتقد أي عمل شيعي، ويجري الامر على وزارة الخارجية والصحافة وحتى بيت التمويل الكويتي، ولا يجرؤ احد على التضييق على العمل الخيري الشيعي، وتجد الكاتب الليبرالي الشيعي ينتقد أي عمل اسلامي سني مهما صح عمله، ولا يقترب من أي عمل شيعي مع خطأ عمله!
ولعمري.. فإن هذه هي القوة التي يريدها الاسلام.. قوة نصر الدين والعقيدة، وليس قوة نصر الفكر القاضي ونصرة الحبيب ونصرة الهوى والجنس والمال والسلطة، وعلى الجميع ان يعتبروا من هذه القوة، وبالاخص ليبراليو وعلمانيو السنة في العالم الاسلامي اجمع.. عليهم ان يقتدوا بقرنائهم من ليبراليي وعلمانيي الشيعة المناصرين لدينهم وعقيدتهم علي الرغم من تناقض ذلك مع فكرهم لأن الدين اهم.
لقد آن الاوان لأن يصبح الدين هو القوة.. مهما اختلفت الافكار والمشارب والمصالح فليبق الدين هو القوة، ولنا في اليهود عبرة فعلى الرغم من صهيونيتهم حولوها يهودية ليلتف اليهود حولهم، ويكفينا دعوة احد زعماء الغرب بمقولته المشهورة في القرن الواحد والعشرين »انها حرب صليبية«!!
***
يجب ان افتح نوافذ بيتي.. لكي تهب عليها رياح جميع الثقافات، بشرط.. ألا تقتلعني من جذوري.. »غاندي«
تاريخ النشر: الخميس 27/12/2007