المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "شب يلدا" تنافس الأضحى في إيران



سلسبيل
12-21-2007, 09:10 PM
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2007/12/20/1_745024_1_34.jpg
المكسرات أهم مكونات مائدة احتفال "شب يلدا" (الجزيرة نت)


فاطمة الصمادي–طهران

تحتل "شب يلدا" أطول ليلة في السنة مكانة أثيرة عند الإيرانيين، فهي كما يقولون رمز الدفء العائلي رغم أنها تعلن الانقلاب الشتوي ومجيء البرد القارس.

وإذا كانت مظاهر عيد الأضحى الذي تحتفل به إيران الجمعة تركزت في استعدادات الراغبين في تقديم الأضاحي فمظاهر إحياء "ليلة ولادة الشمس الطويلة" غطت على ما سواها.

العائلة الدافئة

لا تخفي خجسته عبادي (65 عاما) سعادتها وهي تشتري مستلزمات احتفال "يلدا". وتصر -رغم ارتفاع الأسعار مقارنة بالعام الماضي- على أن تتضمن مائدتها المكسرات والفاكهة، مجففة وطازجة.

وتقول عبادي إن يلدا هذا العام مميزة فهي تقدم للاحتفال بعيد الأضحى ولذلك فعيد الإيرانيين عيدان.


http://www.aljazeera.net/mritems/images/2007/12/20/1_745026_1_23.jpg
خلطة "يلدا" الخاصة من الحلويات والفواكة المجففة والمكسرات (الجزيرة نت)


ويتصدر البطيخ والرمان مكونات المائدة التي درج الإيرانيون على إعدادها في هذه الليلة.

وبدا داريوش نوذري (مقيم في ألمانيا) مبهورا بالاستعدادات لأحياء الليلة فقد أتى خصيصا إلى إيران في هذا الوقت ليشعر "بدفء ليلة الحب وحفل السعادة".

وغص أحد متاجر المكسرات الشهيرة في شارع ولي عصر بالمشترين، ووصف أحد العاملين في المتجر الإقبال على شراء خلطة المكسرات الخاصة بالمناسبة بالمحشر، كناية عن الازدحام الشديد.

الولادة

ويشير الباحث المتخصص في الأساطير القديمة بهمن رحيمي، إلى أن "يلدا" كلمة سريانية تعني الولادة، وهي في الموروث الإيراني تشير إلى "ولادة الشمس التي تهزم الليل"، وفي ذلك رمز للنور الذي يهزم الظلام.

ويوضح رحيمي للجزيرة نت أن أساطير كثيرة نسجت حولها من أبرزها الأسطورة التي تتحدث عن عشق القمر للشمس وسعيه الدائم لملاقاتها، لكن النوم يمنعه.

وتضيف الأسطورة أن القمر طلب العون من النجوم ونجح في أن يلتقي بمعشوقته، فنسيا عملهما، وكانت أطول ليلة مظلمة في السنة. ومن يومها يلتقيان مرة واحدة كل عام في ليلة هي الأطول.

ويرى رحيمي أن الاحتفال بالليلة انتقل إلى ثقافات أخرى ويؤكد باحثون أنها "ليلة ولادة المسيح عليه السلام"، ولكن اختلاف التقويم بفعل "السنة الكبيسة" جعل احتفالات عيد الميلاد تختلف بتوقيتها بعض الشيء عن "يلدا".

http://www.aljazeera.net/mritems/images/2007/12/20/1_745031_1_23.jpg
الرمان والبطيخ أهم مأكولات الليلة (الجزيرة نت)


كهولة الشمس
ويؤكد رضا غياث آبادي أن احتفال "يلدا" يعد دليلا على دقة التقويم الذي اعتمد الطبيعة. ويضيف في بحث نشره موقع الباحثين الإيرانيين أن الكثير من المناسبات التي يحتفل بها الناس منذ أيام فارس القديمة لها علاقة وثيقة بالظواهر الطبيعية.

والشمس في حركتها طوال العام تصل في آخر الخريف إلى أخفض نقطة في الجنوب الشرقي فتقصر ساعات النهار ويطول الليل، ولكنها ومع أول يوم من الشتاء تبدأ في العودة نحو الشمال الشرقي ليحدث العكس، وهو ما اصطلح على تسميته الناس قديما بيوم ولادة الشمس، أو إعلان ميلادها مجددا.

ومنذ القدم درج الإيرانيون على إحياء الليلة حتى طلوع الشمس، ويقيمون احتفالا يلتئم فيه شمل العائلة ويتصدره كبار السن فيها كرمز لكهولة الشمس في أواخر الخريف، وتتضمن المائدة مأكولات متعددة أهمها الرمان والبطيخ حيث اللون الأحمر القاني، في إشارة إلى قرص الشمس.

وتحتفل قوميات عدة في دول مثل أفغانستان وطاجيكستان بالمناسبة التي تعلن عند البعض بداية العام.

المصدر: الجزيرة

سمير
12-23-2007, 07:10 PM
http://www.alraialaam.com/Applications/NewsPaper/Images/Img1_15798.jpg


طهران - من أحمد أمين


احتفل الإيرانيون، ليل اول من امس بـ «شب يلدا» (ليلة يلدا) التي لها عمق تاريخي في الحضارة الايرانية. وهي آخر ليلة في الشهر الفارسي (مارس).

وتؤذن هذه الليلة التي يكون فيها المساء هو الاطول بين ايام السنة، في نهاية فصل الخريف واطلالة فصل الشتاء. انها في ايران القديمة ليلة ولادة اله الشمس «ميترا» حيث تقام فيها الطقوس والاحتفالات تيمنا بهذه الولادة.
الايرانيون القدامى كانوا يعتقدون انه مع شروق الشمس في اليوم التالي، يبدأ طول النهار يزداد يوما بعد يوم خلال السنة، كما يزداد نور الاله.

يلدا... والاحتفالات التي تقام خلالها، تقليد عريق في الحضارة الايرانية، لاسيما عند عبدة الشمس.
ويسود الاعتقاد ان «شب يلدا» أو «شب جله»، هو من الارث الحضاري لقوم الكاسبيان. (اول الاقوام الآريائية التي دخلت ايران)، واستقر بها المقام في اقليم جيلان الحالي (شمال)، ثم هاجرت الى باقي المناطق. ونظرا لما تملكه من مقومات الحكومة القوية فقد اقامت حضارة زاهرة، ونجحت في علم الفلك لاسيما في حساب الدرجات الـ 23 لانحراف الارض خلال دورانها حول الشمس.

ويلي شهر «مارس» شهر «دي»، وتعني كلمة دي الولادة او الاشراقة الجديدة للشمس، و دي اسم اله النور الذي كان يعبد قبل ظهور الديانة الزردوشتية. ويعتقد الايرانيون ان كلمة دي في اللغة الانكليزية، وبما لها من جذور مشتركة مع اللغة الآريائية القديمة، مشتقة من اسم هذا الشهر .
النور والنهار وضوء الشمس، كانت في الحضارة الايرانية القديمة من خصائص الالهة، أما الليل والظلمة والطقس البارد، فانها من خصائص «اهريمن» (الشيطان). وان تعاقب الليل والنهار، الظلمة والنور، كانت في صراع مستمر. والنهار الطويل هو رمز انتصار النور، والنهار القصير مؤشر على انتصار الظلمة والشيطان في الارض.

وبعد الهجرة الواسعة لاتباع الديانة المسيحية جراء تنكيل الامبراطور الروماني بهم، الى ايران ومناطق في اسيا الوسطى، وبعد توسع طقوس واحتفالات مهر في اوروبا، اخذ الاهتمام يزداد اكثر واكثر بالاحتفالات التي تقام في هذه الليلة التي كان ينظر اليها على اساس انها عنوان لولادة الشمس والنور والحقيقة، وحسب بعض المؤرخين ان هذه الاحتفالات لم تفقد بريقها حتى حينما سيطرت الديانة المسيحية على ارجاء اوروبا، وكانت الطوائف المسيحية حتى العام 350 الميلادي، مجمعة على ان ميلاد السيد المسيح بن مريم هو في السادس من يناير، الا ان الكنيسة ومن اجل زيادة نفوذها في اوساط الشعوب عملت على استغلال احتفالات ميلاد اله الشمس من خلال الزعم ان ميلاد المسيح هو في 25 ديسمبر.

واعتبر 25 ديسمبر ميلاداً للسيد المسيح للمرة الأولى في القرن الرابع الميلادي زمن حكم الامبراطور قسطنطين، فقد اختار قسطنطين هذا اليوم كميلاد للمسيح لأن الروم في ذلك الوقت كانوا يحتفلون باليوم نفسه كولادة لاله الشمس «سول انفكتوس»، والذي كان يسمى بعيد «الساتورناليا». لقد كان يوم 25 ديسمبر عيداً لغالب الشعوب الوثنية القديمة التي عبدت الشمس.

وكان الايرانيون يمضون شب يلدا على سفوح جبال البرز انتظارا لولادة الشمس، والبعض الاخر كان يقضي ليلته في «المهرابه» (معابد الشمس). كانوا يؤدون الطقوس الدينية ويبتهلون لدحر الشيطان وانتصار النور على الظلمة. والدعاء الذي كان يقرأ في هذه المناسبة يسمى «ني يد»، وهو عبارة عن شكر وثناء للرب على النعم التي أسبغها عليهم. ومع اطلالة الفجر يتلون دعاء آخر خاص بـ «خور روز» (يوم الشمس)، ثم يلجأون الى الراحة لان الاول من شهر دي كان عطلة رسمية.

ويرى مؤرخون ايرانيون ان «الكثير من التقاليد والاداب الموجودة في الديانة المسيحية، مستلهمة من تقاليد عبدة الشمس، فولادة المسيح في اسطبل مستوحاة من ولادة «ميترا» اله الشمس في غار، وكذلك الاحتفاء بليلة ميلاد المسيح مستوحاة من ليلة الاحتفال بميلاد ميترا. وكذلك الامر بالنسبة لشجرة عيد الميلاد (التنوب)، حيث كان عبدة الشمس يقومون بتزيين هذه الشجرة بالنجوم، وكانت النجوم وفق معتقداتهم دليلا لقوافل التجار التي كانت متجهة لزيارة ميترا في الغار الذي ولد فيه. وكان الايرانيون يعتبرون هذه الشجرة الى جانب شجرة الصنوبر بانها رمز للحرية والصمود في وجه الظلمة».

ومن الشعوب التي احتفلت بـ 25 من ديسمبر قبل المسيحية، في الشرق الأقصى، هم الصينيون احتفل به كعيد ميلاد ربهم جانغ تي. وولادة الاله الهندوسي كريشنا هي الولادة الأبرز من بين آلهة الهند فقد كانت في منتصف هذ الليلة من شهر «سرافانا»، وجلب البوذيون هذا اليوم من الهندوس تقديساً لبوذا. اما كريس الإله الكلداني، فقد وُلد في اليوم نفسه.

وفي آسيا الصغرى في فريجيا (تركيا حالياً) وقبل المسيح بخمسة قرون، عاش المخلص «ابن الله» أتيس الذي ولدته نانا في 25 ديسيمبر. اما الأنكلوساكسون وهم جدود الشعب الإنكليزي كانوا يحتفلون قبل مجيء المسيحية بهذا اليوم على أنه ميلاد الههم جاو وابول. وفي هذا اليوم ولد الاله الاسكندنافي ثور، الشخص الثاني من الثالوث الالهي الاسكندنافي. وكانت السنة عند الليتوانيين تبدأ عند انقلاب الشمس في الشتاء أي 25 ديسيمبر وهو عيد كاليدوس. وهذا الوقت نفسه كان يوماً بهيجاً على الروس القدماء فهو يوم مقدس يُدعى عيد كوليادا ، وقبلها بثلاثة أيام يكون عيد كوروتشن وهو اليوم الذي يقوم الكاهن بعمل طقوس خاصة ليوم كوليادا.

وفي سورية والقدس و بيت لحم (قبل ولادة المسيح) كان هناك عيد ميلاد المخلص أتيس في 25 ديسمبر. وكانت النساء في اليونان القديم تغمرهن الفرحة وهن يغنن بصوت عال «يولد لنا ابن هذا اليوم» وكان ذلك يقصد به ديونيسس الابن المولود للاله الأكبر. وجُلب هذا اليوم كعيد للاله باخوس وذلك من بعض عُبّاده الروم ومنه إلى اله الشمس سول إنفيكتوس. وأما عن احتفال بعض الأرذودوكس بيوم السادس يناير لأنه نفس اليوم الذي ولد فيه الاله «أيون» بالإسكندرية وكذلك الاله «تموز» في بابل القديمة.

ويعلم المؤرخون اليوم بأن يسوع لم يولد في السنة الأولى من القرن الأول الميلادي بل أربع سنين قبلها (أي 4 قبل الميلاد). يذكر الكتاب الموسوعي «أديان العالم» تحت عنوان «التقويم المسيحي» نظام ترقيم السنين المستخدم في العالم الغربي، معتمد كما كان يعتقد على السنة التي ولد فيها يسوع. ولكن الأبحاث الجديدة تبين أن يسوع ولد في 4 قبل الميلاد تقريباً ولكن ليس 1 ميلادي، فنظام التأريخ المسيحي استخدم باتساع في القرن الثامن الميلادي فما بعد، وقبل ذلك كانت الكنيسة تستخدم تاريخ تأسيس روما (753 قبل الميلاد) كبداية لحساب النظام التاريخي.

وفي ايران اليوم، يحرص الايرانيون على ان يلتأم شملهم في منزل كبير العائلة، الاب او الجد، ويقوم هذا بقراءة القصص والروايات بطريقة ملحنة، ومن ثم يشرف على قراءة الطالع لافراد العائلة مستخدما ديوان الشاعر حافظ الشيرازي لهذا الغرض، وتستمر جلسة السمرحتى ساعة متقدمة من المساء.

وتزخر مائدة «شب يلدا» بالبطيخ الاحمر (الرقي) والرمان وانواع الفواكة والثمار الاخرى الى جانب المكسرات الخاصة بهذه الليلة، والتي ترمز الى السعادة والخير والبركة والرزق الوفير. ويلاحظ ان معظم الثمار والفواكه هي من الانواع المليئة بالحب، وهي ترمز الى البركة وتوحي اليهم بضرورة ان يكدوا ويجهدوا للحصول على الرزق الوفير والبركة.

ويعتبر الجوز هو احد السبل لقراءة الطالع وتخمين المستقبل، اذ يختار كل فرد من افراد العائلة جوزة واحدة ويقوم بكسرها، وان طالعه يتحدد بمقدار مافي داخل الجوزة من ثمر.

ومن اواسط هذا الاسبوع بدأت محلات بيع الفواكه بعرض افضل انواع الرقي (البطيخ الاحمر)، وان كان سعره مرتفع نسبيا، لكون فصله قد مضى، كما انتشرت الوانيتات (سيارات بيك آب) المحملة بالرقي على قارعة الطرق، واصطف المواطنون في طوابير لشراء هذه الثمرة التي تعتبر العنصر الرئيس في مائدة شب يلدا. وانتعشت متاجر بيع المكسرات التي تتسابق لتقديم افضل مالديها. وزاد الازدحام في الشوارع لخروج المواطنين لاجل التسوق.